رواية لخبطيطا الفصل الثاني 2 - بقلم عبد الرحمن الرداد
الفصل الثاني
عبد الرحمن الرداد
مرت عدة أيام فكر فيهم كثيرًا في مساعدتهم بهذا الأمر لكنه وضع حياته ومستقبله أمام عينه حتى لا يتغلب حماسه ورغبته عليهم، كان شاردًا طوال الوقت وتعجب من عدم اتصالهم به مرة أخرى فقرر محادثة صديقه «كريم» بالأمر وبالفعل اتفق معه أن يلتقيا في مقهى مساء هذا اليوم، جاء الوقت ودلف إلى الداخل ليجده بإنتظاره فجلس بعدما طلب مشروب لهما، تقدم «كريم» وسند بمرفيقه على المنضدة وهو يقول بجدية:
- مالك يا عم، شايفك سرحان طول الوقت ومبقتش تهزر زي الأول وشايل الهم فيه أيه فهمني وطلبت مني نتقابل ليه من غير أحمد؟
فرك فروة رأسه بتردد قبل أن يجيبه بهدوء:
- أحمد مش هيفهم حاجة من اللي هقولها، أنا اختارت اقولك أنت واشاركك اللي عرفته علشان أنت أكتر حد مهتم بالخيال والفانتازيا وبتعشق حاجة اسمها أفلام مارفيل فهتفهمني بسرعة
رفع إحدى حاجبيه وهو يقول مازحًا:
- أيه ياعم الكلام الكبير ده تكونش هتناقشني في فيلم مش فاهمه! وربنا مجنون وتعملها
ابستم وهز رأسه بالنفي قبل أن يرفع إصبعه قائلًا:
- هقولك بس بشرط متقاطعنيش وتصدقني وتالت حاجة متفتكرنيش مجنون لأني عاقل هااا
- ياعم مش هفتكرك مجنون بس احكيلي أنا اتشوقت كدا
عاد بظهره إلى الخلف ونظر إلى نقطة بالفراغ قبل أن يقص ما حدث معه خلال الأيام الماضية وسط انتباه «كريم» الذي كان متحمسًا كثيرًا لهذا الأمر وانهى الأول حديثه قائلًا:
- بس وده اللي مخليني سرحان الفترة اللي فاتت وعمال أفكر، تخيل الاسبوع اللي عدى ده عدى عندهم 7 سنين ياعالم مات فيهم كام واحد أو اتنفى كام واحد! انا الأول مكنتش مصدق ولسة مش مصدق بس لو ده صح وأنا الوحيد اللي ممكن أنقذ الكوكب ده ومعملتش كدا هشيل ذنب الناس دي كلها وهبقى طماع! ايوة دي مش أرضي ولا كوكبي بس هفضل زعلان من جوايا، أنت رأيك أيه؟
اقترب بكرسيه أكثر وقال بإبتسامة وحماس:
- أنت بتقول اليوم هنا بسنة عندهم صح! يعني لو روحت وقعدت هناك شهر بساعتين هنا ولو قولنا إنك خرجت بدري وروحت 6 ساعات يعني 3 شهور هناك كافين إنك تدرب وتنمي قوتك وتواجه رماد ده وتهزمه وترجع وهتلاقي نفسك في نفس اليوم وبكدا محدش هيقلق عليك ومش هتضيع وقت مذاكرة ولا وقت كتابة! وهتبقى كويس إن شاء الله بس هتاخدني معاك
رفع «عبدالرحمن» إحدى حاجبيه وقال بدهشة:
- اخدك معايا! هو أنا طالع رحلة؟ وبعدين مش لما أوافق هروح ولا لا .. يااربي أنا هتجنن، لو فعلا كل ده حقيقة ممكن أروح وأرجع في نفس اليوم، اقولهم في البيت طالع رحلة واسافر وارجعلهم في نفس اليوم عادي، مش عارف .. محتار ومتردد سيبني اقلبها في دماغي النهاردة وبعدين أشوف
بالفعل عاد إلى منزله مرة أخرى وقضى ليلته كاملة في التفكير بالأمر حتى أتخذ قراره النهائي وأمسك بهاتفه في تمام السادسة صباحًا ونقر على زر الاتصال وانتظر لثوانٍ حتى أجابه «فادي» الذي قال مسرعًا:
- يااه 8 سنين علشان تفكر وتقرر تساعدنا!
رفع إحدى حاجبيه وهو يقول بإعتراض:
- 8 سنين أيه؟ هم 8 أيام بس واحسب بأيام أرضي مش أيام أرضكم وبعدين احمد ربنا أصلا إني فكرت واتصلت، أنا قررت بس مش هاجي لوحدي .. صاحبي كريم هيجي معايا وكل حاجة تتم في خلال شهرين أو 3 شهور من وقت أرضكم، دي شروطي عاجباكم أهلا وسهلا مش عاجبـ....
قاطعه وهو يقول بلهفة وموافقة:
- لا طبعا عاجبنا، شوف أنت هتقرر تسافر معانا امتى واحنا جاهزين
ضحك وقال مازحًا:
- أسافر امتى؟ محسسني إني مسافر شرم أو الساحل ده كوكب تاني سميها اسم تاني غير سفر بقى المهم طمني على حور ياترا كام واحد عا**ها الأيام اللي فاتت؟
ضحك واجابه بمرح:
- محدش .. مش بنتحرك من الاوضة بتاعتنا اللي في الفندق
- طيب كويس، هشوف الوقت واقولك هنسافر أمتى اشطا؟
جاءه الرد المتحمس منه:
- اشطا
أنهى معه المكالمة واتجه إلى الكلية وقضى يومه كاملا وأخبر «كريم» بموافقته على السفر معه ثم عاد إلى المنزل ومهد لوالديه بأنه سيذهب لرحلة مع صديقه كريم يوم الجمعة القادم والذي يكون بعد يومين فوافقا وبدأ هو بتجهيز كل شئ استعدادا لتلك الرحلة الخيالية والتي لم يكن يتوقع حدوثها في يوم ما، مضى يومين واستيقظ «عبدالرحمن» فجر اليوم الثالث وأدى صلاة الفجر مع والده في المسجد ثم أنطلق في طريقه، استقل المترو ونزل بمحطة "الشهداء" فوجد صديقه «كريم» بإنتظاره وعلى وجهه الحماس الشديد فاصطحبه للخارج وبحث بعينه عن «فادي» وشقيقته فهو أخبرهما بمكان الالتقاء، مرت نصف ساعة حتى حضروا فقال «عبدالرحمن» بعدم رضا:
- على فكرة احنا واقفين بقالنا أكتر من أسبوع!
ضحك «فادي» بصوت مرتفع وقال مازحًا:
- مش قولت نتعامل بوقت أرضكم! دلوقتي بقت اسبوع؟
التفت بتلقائية فوجد صديقه «كريم» ينظر إلى «حور» بشرود ولم يبعد بصره من عليها فض*به بخفة على رأسه وسحبه من لياقة قميصه وهو يقول:
- متبصلهاش كدا! على فكرة أخوها دمه حامي أوي وممكن يقتلك
إتسعت حدقتيه بخوف وتراجع وهو يقول:
- مقصدش والله بس أول مرة اشوف بنت بالجمال ده! هي البنات عندهم كلهم كدا؟ أنا اتحمست أكتر للرحلة دي والله
ضربه على رأسه مرة أخرى بخفة وقال بجدية:
- بقولك أيه إحنا رايحين نهزم رماد وننقذ كوكبهم مش رايحين نشقط، ركز بقى وشوف هتختار قوة أيه قبل ما نسافر علشان القوة اللي هتفكر فيها هي اللي هتجيلك
فكر قليلًا ثم أجابه بحماس:
- ايرون مان! عايز ابقى ايرون مان
قطب جبينه بتعجب ثم قال بإعتراض:
- يبني ايرون مان معندوش قوة خارقة دي البدلة بتاعته بس وبعدين أنا اللي هفهمك يعني؟
فكر قليلًا ورفع رأسه وهو يقول بسرعة وحماس شديد:
- ثور، عايز أبقى ثور
هنا تدخل «فادي» وقال بدهشة:
- عايز تبقى ثور ليه؟ أنت مش عاجبك إنك بني آدم ولا أيه
أسرع «كريم» وصحح له:
- لا لا مش ثور اللي هو تور! أنا أقصد واحد من أبطال مارفيل أسمه ثور بيشيل شاكوش كدا وبيبقى عليه برق كدا، هتشوف لما اتحول ليه
قاطع «عبدالرحمن» حديثهم وصاح بصوت مرتفع:
- كفاية رغي وخلونا نخلص علشان نلحق نرجع في نفس اليوم يا إما هرجع في كلامي والله
أسرع «فادي» وقال بسرعة شديدة:
- لا مترجعش في كلامك، إحنا جاهزين .. عايزين بس مكان فاضي علشان محدش يلاحظ فيه وجودنا والبوابة اللي هتتفتح
فكر للحظات في هذا الأمر قبل أن يقول بجدية:
- هنوقف تا**ي ونطلع على الأهرامات، هناك هنلاقي حتت فاضية كتير .. ده المكان اللي في دماغي حاليا
بالفعل نفذوا تلك الخطة ووصلوا إلى الاهرامات، دلفوا إلى الداخل وساروا مسافة طويلة حتى ابتعدوا عن أنظار الجميع وهنا نطق «عبدالرحمن»:
- بعدنا عن كل الناس أهو أيه الخطوة التانية
فتح «فادي» حقيبته التي كان يضعها على كتفه وهو يقول:
- استنى هقولك
وأثناء ذلك نظرت «حور» إليه وقالت بإبتسامة:
- شكرا علشان وافقت تساعدنا، أنا قولت إن قلبك طيب ومش هتسيبنا
إبتسم بتلقائية وهو يقول بهدوء:
- لا أبدا مش مستاهلة شكر، ربنا يستر بس ونرجع بخير .. هو اخوكي بيطلع أيه من الشنطة؟
أشارت إلى منتصف الدائرة التي يقفون بها وقالت:
- لازم علشان بوابة السفر تفضل ثابتة لغاية ما نخش فيها كلنا يبقى فيه سائل مش بيتدمج مع المياه وجبنا معانا ازازة زيت علشان ده يحصل
هز رأسه بتفهم ونظر إلى «فادي» الذي انخفض وسكب زجاجة الزيت بأكملها على الرمال ثم اعتدل ونظر الى «عبدالرحمن» قائلًا:
- دلوقتي دورك أنت وصاحبك كريم، لازم تفكروا إنكم عايزين تسافروا وبما إننا معاكم يعني حد من الأرض اللي انتوا عايزين تسافروا ليها فالبوابة هتتفتح وأول ما تتفتح نخش كلنا فيها بسرعة لأنها بتقعد عشر ثواني بس تمام
هز رأسه بالإيجاب وتحمس هو وصديقه «كريم» لهذا الأمر، هل سيتحقق الخيال؟ هل سيسافر إلى أرض أخرى كما كتب في روايته؟ أسئلة كثيرة دارت بباله وقرر كتابة رواية عن تلك الرحلة لكن عند عودته سالمًا هو وصديقه، فكر في السفر وكذلك «كريم» وكما قال «فادي» بدأ ثقب في الهواء يتسع أكثر فأكثر وسط صدمة الإثنان معا، الأمر حقيقي!!، فاقوا من شرودهم على صوت «فادي» المرتفع:
- يلا معندناش وقت
بالفعل دلفوا جميعا إلى هذا الثقب وبقى «عبدالرحمن» الذي نظر خلفه بحزن وكأنه يودع أرضه وكوكبه ثم التفت ودلف إلى هذا الثقب الذي غُلق بمجرد دخوله ...
ثوانٍ مرت عليهم كالساعات، قابلتهم دوامات كثيرة وكأنهم في اللاشئ لكنهم في النهاية وجدوا نفسهم على الأرض الأخرى، فرك «عبدالرحمن» عينيه بتعب وكذلك صديقه «كريم» قبل أن يرفع رأسه ويرى المكان من حوله، تفاجئ بما رأته عينيه حيث كان المكان من حولهم كالخيال، كانت العربات تطير في الهواء وبشكل مكثف وكانت المباني ضخمة للغاية وذات شكل رائع، تحرك بهدوء وهو يلتف وينظر حوله بعدم تصديق، أيعقل أن أحلام الطفولة بوجود تلك المباني والعربات الطائرة تتحقق الأن؟ هل ما تراه عينيه الأن حقيقة؟
تحرك ونظرات الإعجاب والدهشة لم يفارقا وجهه وكذلك «كريم» الذي أتجه إليه وهزه برفق قائلا:
- عبدو! عبدو! ياعم
انتبه لوجوده فأجابه قائلًا:
- أيه يبني؟
نظر إلى الأعلى وقال بصدمة:
- أنت شايف اللي أنا شايفه ده؟ هي العربيات بتطير ولا أنا منمتش كويس
رفع هو الآخر بصره وهو ينظر بعدم تصديق:
- شكلي منمتش كويس أنا كمان، ممكن نكون بنحلم وأحنا أصلا لسة مصحيناش ولا اتقابلنا أصلا!
رفع «كريم» إحدى حاجبيه وقال بتفكير:
- تصدق ممكن! طيب استنى كدا اض*بك أشوف هتصحى من النوم ولا لا؟
هز «عبدالرحمن» رأسه ونظر إليه قائلًا:
- طيب أض*ب
أبعد يده ولكمه بقوة في وجهه مما جعله يصرخ بتألم وهو يقول:
- ااااه
اقترب منه بقلق وهو يحاول الاطمئنان عليه:
- عبدو أنت كويس! مقصدش والله أنا قصدي اصحيك من النوم
نظر إليه وقال بغضب وتوعد:
- تصحيني من النوم ولا تطيرلي طقم سناني يا متخلف، اااه يا وشي
تدخل «فادي» الذي اقترب منهم وقال بجدية:
- اهدوا يا جدعان انتوا مش بتحلموا، دي حقيقة فعلا، إحنا دلوقتي على أرضي واقدر اقولكم مرحبا بكم على كوكبي المتواضع
أشار «عبدو» إلى الأعلى وقال مازحًا:
- ده متواضع؟ أنا حاسس انى دخلت فيلم كارتون، أيه ده أنا بقول نفس الجملة اللي قالها بطل نوفيلا اوجاست! لا بس فعلا أنا عايش الموقف دلوقتي!
ضحكت «حور» التي اقتربت منهم هي الأخرى ورددت:
- اللي بتفكر فيه ده اسمه سبق رؤية أكيد تسمع عنه، بالنسبة ليكم دي حاجة صعب تصديقها لكن بالنسبة لينا دي حاجة عادية، ويلا بقى كفاية كلام خلونا نروح علشان نستريح من السفر أنتوا مش تعبانين؟
هز «عبدو» رأسه بتعب شديد قبل أن يقول بتعجب واضح:
- فعلا أنا حاسس إن عضم جسمي كله بيوجعني وهلكان مع إن السفر مخدش دقيقة
وضع «كريم» يده على كتفه وأكد على ما قاله:
- فعلا أنا حاسس بنفس التعب ده، غريبة
هز «فادي» رأسه وشرح الأمر لهما قائلًا:
- لازم يحصل كدا لأن السفر بين كوكبين متعب جدا، أنتوا شايفينه دقيقة لكن اكنه ساعات ولازم فعلا نستريح وبعدين بليل نصحى ونشوف كل حاجة
ضغط على ساعة بيده ونظر إلى الأعلى فطارت سيارة بإتجاههم ووقفت أمامهم مباشرة مما دفع «عبدو» لأن يقول متسائلًا:
- أيه العربية دي؟ أنت دوست على الساعة وجابتها!
إبتسم واجابه وهو ينظر إلى السيارة:
- دي زي اوبر عندكم كدا، بدوس على الساعة دي وبطلب عربية وبتيجي في نفس الثانية، يلا هتوصلنا للبيت
وقبل أن يتحرك أمسك بذراعه وهو يقول بدهشة:
- البيت أيه؟ رماد هيعرف إنك رجعت وممكن المرة دي يقتلك مش ينفيك
هز رأسه بالنفي واجابه بهدوء:
- مش هيعرف إننا رجعنا، إحنا هنبقى في البيت وهو مش هيعرف ولا هيدور أصلا لأن مينفعش حد يرجع من النفي زي ما هو معتقد وبالتالي مش بيدور ويشوف هل حد من اللي نفاه رجع تاني ولا لا يعني إحنا في أمان متقلقش
استقلوا جميعهم السيارة التي طارت بهم واوصلتهم إلى مبنى ضخم للغاية وترجلوا منها وهم ينظرون حولهم بإعجاب شديد وكذلك «فادي» الذي ردد بسعادة:
- ياااه بعيد عن أرضي بقالي اكتر من 20 سنة .. مش مصدق اني رجعت أخيرا
نظر «كريم» إلى المبنى المرتفع وذو الت**يم الجذاب والمميز وقال بتساؤل:
- البيت ده كله بتاعك يا فادي! أنت غني بقى على كدا
إبتسم واجابه بهدوء:
- عندنا البيت الضخم اللي أنت شايفه ده عادي، فيه بيوت ومباني عملاقة في نص المدينة هبقى اف*جكم عليها لكن دي يعتبر بيوت الناس العادية اللي زينا
رفع «عبدو» إحدى حاجبيه بإعجاب وهو يقول بمرح:
- ومين هيحتاج بيت اضخم وأروع من ده! ده ولا بيت الاحلام
هز «كريم» رأسه وهو يرمق المبنى الضخم وقال:
- عندك حق، يلا بس نريح وننام شوية وبعدين نصحى نلف شوية ونتعرف على الكوكب الجميل ده
وافقه الجميع واتجهوا إلى الداخل وكان المكان اجمل بكثير مما توقعوا، سيطرت الدهشة والإعجاب عليهم إلى أن قادهم «فادي» إلى غرفتهم التي كانت ضخمة وشبهت الفيلا في وسعها وجمالها، فتح لهم الباب وقال بإبتسامة:
- دي اوضتكم وفيها سريرين
دلف الإثنان إلى الداخل ونظروا إلى المكان بصدمة وإعجاب قبل أن يقول «عبدو» مازحًا:
- اوضة أيه ياعم دي أكبر من شقتنا
هز الأول رأسه وقال بجدية:
- فعلا عندكم المباني والشقق صغيرة جامد وفضلنا فترة عقبال ما اتعودت أنا وحور عليها، يلا عندكم حمامين خشوا خدوا شاور محترم كدا وناموا
وقبل أن يرحل أوقفه «عبدو» قائلًا:
- خد هنا استنى، عندكم هنا انترنت وهل اقدر اتصل بأهلي من هنا ولا مينفعش!
التفت مرة أخرى ونظر إليه قبل أن يجيبه بإبتسامة:
- فيه انترنت في كل مكان لكن مش هتقدر توصل لصفحاتك او اي حاجة ليها علاقة بالانترنت بتاعكم لأن دي شبكة ودي شبكة تانية خالص ومفيش أي اتصال او gateway بين الشبكتين وبالتالي لو فتحت النت على موبايلك مش هتعرف تخش على صفحتك ولا أي حاجة وهتضطر تعمل صفحة جديدة خاصة بشبكة الإنترنت هنا فهمت؟
هز رأسه بتفهم وقال بجدية:
- أيوة فاهم وأكيد مش هينفع اتصل بيهم لأن مفيش أبراج شبكات تخص الارض بتاعتي يعني كدا أنا منعزل عن الكوكب بتاعي بكل الاشكال صح؟
هز رأسه عدة مرات قبل أن يؤكد عليه ذلك:
- بالظبط زي ما قولت كدا وبعدين متقلقش انت الاسبوع هنا بنص ساعة على ارضكم والشهر بساعتين يعني انت بالنسبالهم متأخرتش ولا غيبت اصلا
حرك رأسه بتفهم وقال:
- تمام، تسلم يا فادي .. تقدر تتكل على الله
رحل «فادي» وتحرك الإثنان بسعادة في جميع أرجاء الغرفة قبل أن يردد «كريم» بسعادة:
- أيه رأيك كل اسبوع مثلا نخ*ف ساعة ونيجي هنا نقعد أسبوعين ولا تقولي مصيف ولا خروجة
ألقى «عبدو» جسده على السرير بأريحية وتنفس بهدوء وهو يقول:
- ان شاء الله نخلص بس من عم رماد اللي محدش يعرفله ملامح ده وبعدين نفكر في اللي بتقوله ده
ألقى هو الآخر جسده على السرير وردد بسعادة:
- اشطا، أنا فكرت في ثور زي ما قولتلك بس مش حاسس بأي قوة ولا إني انسان خارق
اعتدل «عبدو» وقال ضاحكًا:
- إنسان خارق! استنى مش دلوقتي .. فادي قالي القوة بتظهر بعد 24 ساعة يعني على بكرا كدا تبتدي تظهر
- حلو، انا هقوم أخد دش في الحمام اللي هناك ده واجي أنام علشان هلكان
رحل «كريم» بينما أسرع «عبدو» ودس يده بجيب بنطاله ليحضر هاتفه ثم ولج إلى التطبيق الذي يقوم بكتابه الروايات عليه وفتح صفحة جديدة وهو يقول لنفسه بسعادة:
- عايز اول حاجة اعملها بعد ما ارجع انزل بوست اروج للرواية الخيالية الجديدة، أكتب ايه؟
فكر قليلًا إلى أن لمعت عيناه وكتب مسرعا:
- الخيال ما هو إلا حقيقة يصعب تصديقها وعندما يصبح الخيال حقيقة يجب أن ندرك أن الكارثة قريبة
رواية .....
قريبًا .....
عبدالرحمن الرداد
أنهى كتابة هذه الكلمات التشويقية وابتسم وهو يقول لنفسه:
- حلو كدا البوست ده هنزله أول ما ارجع من الرحلة ودلوقتي أقوم أخد شاور علشان أنام
بالفعل أنهى حمامه ثم ارتدى ملابس وجدها في خزانة الملابس التي كانت بالغرفة وألقى بجسده على السرير ليغرق في نوم عميق ...
***
على الجهة الأخرى أعدت مشروب لشقيقها واقتربت منه وهي تمد يدها به فابتسم وأخذ منها الكوب قائلًا:
- تسلم ايدك
جلست هي الأخرى بجواره وارتشفت من الكوب الخاص بها قبل أن تقول بجدية:
- تفتكر عبدو وكريم هيخلصونا من شر رماد وهيقدروا ينقذونا!
اختفت إبتسامته ونظر إلى نقطة أمامه بالفراغ وهو يجيبها:
- قوة رماد شديدة أوي وكل قوى الأرض مقدرتش تهزمه، خايف عبدو وكريم ميقدروش يهزموه، خايف يبقى وجود رماد أمر واقع لازم نقبل بيه، قوته اضعاف القوة اللي ذكرها عبدو في روايته وسرعته أضعاف، إحنا هنعمل اللي علينا بس لازم تدريب شديد للأتنين سواء عبدو أو كريم وبالذات عبدو لأن هو اللي هيبقى عنده نفس قوته وهو اللي في ايده هزيمته
حركت رأسها بشرود قبل أن ترتشف مرة أخرى من كوبها وتقول:
- ربنا يستر، هم هيصحوا من النوم امتى؟
رفع إحدى حاجبيه وقال بتردد:
- حسب اللي شوفناه من البشر على الأرض الأولى فهم نومهم من 6 لـ 8 ساعات واللي بيزود بيبقى اخره 12 ساعة! رخمين أوي في حوار النوم ده وبيضيعوا وقت جامد ممكن يعملوا فيه أي حاجة تفيدهم
اعترضت على جملته الأخيرة ورددت بهدوء:
- ده نظامهم وهم مخلوقين كدا وعرفت إن لو مناموش هيتأذوا وعدم النوم بيرهقهم وبيأثر على قدرتهم في الشغل فـ زي ما إحنا معندناش حاجة في قاموسنا اسمها نوم هم عندهم النوم ده جزء من حياتهم، سيبهم براحتهم خالص لغاية ما يشبعوا نوم علشان لما يصحوا يبقوا قادرين ومركزين مع كل كلمة وأي خطة هنحطها
هز رأسه بالإيجاب وأمسك بهاتفه الشفاف قبل أن يقول:
- عايز أبلغ ماني إن إحنا قدرنا نرجع بس لو استعملت شبكة الإتصال رماد هيعرف إننا رجعنا وهيوصلنا في أقل من ثانية
تركت الكوب من يدها وسحبت هاتفه من يده والقته بعيدا وهي تقول:
- أنسى الموبايلات دي خالص، لما هم يصحوا هننزل نشتريلهم موبايلات زي بتاعتنا علشان يقدرو يتواصلوا معانا ونجيب معاهم موبايلات جديدة لينا
هز رأسه بالإيجاب وعاد برأسه إلى الخلف ليريحها قليلا ...
***
بعد مرور وقت طويل حرك رأسه بأريحية قبل أن يفتح عينيه بهدوء ويرى الغرفة من حوله، نهض من مكانه ثم فرد ذراعيه في الهواء وردد بإبتسامة:
- ياااه أيه الراحة دي، الواحد منامش كدا من ساعة ما اتولد، السرير حلو بغباء بس غريبة مش بيناموا وعندهم سرير! ابقى أسأل فادي في الحوار ده بعدين اصحي الاهبل ده الأول
وقف واقترب من سرير صديقه «كريم» ليجده غارقا في النوم فابتسم عندما حضرت فكرة شيطانية إلى باله ونظر حوله بحثًا عن شئ يساعده فوجد عصا صغيرة سوداء على الكومود فامسكها بهدوء وهو يحاول معرفة ما هذا الشئ لكنه بمجرد أن حرك يده على جانب العصا صعدت النيران من طرفها، ابتسم بسعادة وظل يكرر تلك الحركة مرارا وتكرارا وغير خطته، حرك يده على جانب العصا وقربها من وجه «كريم» ثم صرخ بصوت مرتفع ومخيف:
- البيت بيولع يا كريم، البيييت بيولع!
فاق من نومه وهو يصرخ بفزع:
- عاااا الحقني النار وصلت للسرير عندي، المطااافي
ألقى «عبدو» العصا من يده وسقط على الأرض من شدة الضحك وسط ذهول وخوف «كريم» الذي أدرك أن هذا مقلب من صديقه فرفع صوته بغضب:
- والله حرام اللي عملته ده أنا قطعت خلف!
لم تهدأ ضحكاته بل زادت أكثر وأكثر فتابع هو بعدم رضا:
- بتضحك! أنا قلبي كان هيقف وأنت بتضحك، ماشي يا عبدو وربنا لأردهالك
هدأ ضحكه تدريجيا واقترب منه وهو يقول:
- خلاص متزعلش بس أنا شوفت الولاعة العجيبة دي من هنا والشيطان لعب في دماغي من هنا، خلاص بقى متتقمصش وقوم خلينا نشوف هنعمل أيه، متعرفش احنا نايمين من امتى؟
هز رأسه بالنفي وهو يجيبه:
- لا معرفش، تعالى نخرج نشوف فادي ونسأله نمنا أد أيه، أنا حاسس إني نايم من سنة
هز «عبدو» رأسه بالإيجاب وردد بتأكيد:
- وأنا بردو، نومة أهل الكهف
خرجا الإثنان معا وتجولوا في المبني الضخم حتى نزلوا إلى الأسفل فوجدوا «حور» التي رحبت بهم:
- اهلا اهلا نورتوا، بتقولوا أيه عندكم في الأرض بتاعتكم!
رفع «عبدو» أحد حاجبيه واجابها:
- بنقول صباح الخير
إبتسمت ورددت بصوت هادئ:
- صباح الخير
اتسعت إبتسامة «عبدو» وهو يجيبها:
- صباح العسل
فضربه «كريم» بخفة في كتفه وهو يقول:
- مش بتقول أخوها حمش! متعاكسهاش
انخفض وهمس بغضب:
- ملكش دعوة أنت، حمش مع أي حد غيري وخليك في حالك
دفعه بخفة وهو يقول بمرح:
- خلاص ياعم أنا هخرج أشوف رزقي برا، اها صحيح إحنا نايمين بقالنا أد أيه! النهار لسة طالع؟
أتى صوت «فادي» الذي نزل من الأعلى:
- نايمين بقالكم 24 ساعة بالظبط يعني بقالكم يوم بالظبط علشان كدا النهار طالع
ردد الاثنان معا بصدمة وعدم تصديق:
- يوم؟
تحرك «فادي» وجلس بجوار شقيقته وهو يقول بجدية:
- ايوة شكلكم منمتوش بقالكم زمن
جلس «كريم» هو الآخر وردد بحزن:
- عندك حق الكلية عاملة معانا الصح ومش بنعرف ننام، الكوكب بتاعكم ده مريح جدا للنوم
نظر «عبدو» إليهم بذهول وصاح بصوت مرتفع:
- انتوا هتقعدوا! مفيش وقت عايزين نشوف هنعمل أيه وهنحط الخطة ازاي وبعدين المفروض القوة تظهر بعد يوم وادينا بقالنا يوم اهو مش حاسس بأي فرق ليه؟
اقلقت تلك الكلمات «فادي» لكنه أخفى ذلك وردد بإبتسامة:
- متستعجلش، اطلعوا خدوا دش محترم كدا وغيروا هدومكم .. هتلاقوا دولاب فيه هدوم جديدة وهدوم خروج وكل حاجة، خلصوا ويلا بينا هننزل نشتري موبايلات غير اللي معاكم دي علشان نقدر نتواصل مع بعض وهنجيب شوية حاجات كمان علشان يساعدونا
لم يتكلم أحد وصعد الإثنان معا إلى الأعلى ودلف كلٍ منهم إلى حمام مختلف وبعد ساعة نزلوا إلى الأسفل وهم يرتدون ملابسهم وردد «كريم» بجدية:
- إحنا جاهزين يلا بينا
انطلقوا جميعًا إلى محل تجاري ضخم لبيع الأجهزة الكهربائية والهواتف الذكية وذهبوا عن طريق سيارة طائرة كـ التي اوصلتهم إلى المنزل بالأمس، أقترب «عبدو» من فادي وردد بقلق:
- هنشتري إزاي إحنا مش معانا ولا مليم ما هو أكيد عملتكم مش زي عملتنا!
إبتسم «فادي» وردد بحماس:
- متقلقش أرخص حاجة هنا في كوكبنا الاجهزة الحديثة والموبايلات لأن مفيش أكتر من التكنولوجيا هنا زي ما أنت شايف وأيوة العملات مختلفة، هنا بيبقى معانا كارت زي الكريديت كارد عندكم كدا بس ده بيبقى في كل تعاملاتنا، بيبقى فيه نقاط مش رصيد يعني مثلا الموبايل بنقطتين والطماطم بربع نقطة وهكذا
اتسعت ابتسامته وقال مازحًا:
- إحنا دخلنا مسلسل النهاية ولا ايه بجد نقط؟ وانت على كدا مش خايف لنفضيلك الكارت ده باللي هنشتريه!
رفع حاجبيه وردد بتحدي:
- مش هتعرف تخلصه، عندك هنا 20 مليون نقطة، زي ما قولتلك بنشتغل في اليوم 12 ساعة وكل ساعة بيبقى عليها 100 نقطة يعني في اليوم 1200 نقطة
رفع حاجبيه بإعجاب وهو يقول بحماس شديد:
- اشطا اوي، يلا بينا نشتري، ياترا الموبايلات عندكم زي عندنا ولا شفافة زي افلام ومسلسلات الخيال
تحرك «فادي» وهو يجيبه بتشويق:
- أي حاجة شايفها خيال فهي هنا حقيقة، الخيال أصبح واقع وحقيقة
تابع «عبدو» بتلقائية:
- وعندما يصبح الخيال حقيقة يجب أن ندرك أن الكارثة قريبة
توقف «فادي» ونظر إليه بتعجب وهو يقول خائفًا:
- كارثة أيه اللي قريبة؟
ضحك بصوت مرتفع ووضع يده على كتفه وهو يقول بهدوء حتى لا يثير فزعه:
- متقلقش ياعم كدا أصل أنا حطيت اقتباس تشويقي لروايتي الخيالية الجديدة وأنت قولت أول جملة فتلقائي لقيتني بردد باقي الجملة، أنت خواف أوي على فكرة
تابع تحركه معه وهو يقول بتوتر:
- اللي شوفته يخلي الواحد يخاف من أي حاجة، خلينا نجيب الحاجات اللي عايزينها وبعدين هبقى احكيلكم كل حاجة
هز رأسه بتفهم وبدأ في البحث عن هاتف مميز له وقطع تركيزه صوت «كريم» الذي قال بتعجب:
- كلهم شفافين أيه الفرق أصلا؟ أختار على أساس أيه!
نظر «عبدو» إلى الهواتف مرة أخرى وقال بمرح:
- أنت بتسألني أنا، لا وكل موبايل بسعر مختلف تحس إنهم بيقولوا أيوة إحنا مختلفين ايش عرفكم انتوا
ضحك الإثنان بصوت مرتفع قبل أن تحضر «حور» وتقول بتساؤل:
- أيه شايفاكم مسخسخين من الضحك، اختارتم موبايل ولا لسة
أشار «كريم» إلى الهواتف وردد مازحًا:
- الصراحة محتارين نختار أيه كلهم أجمل من بعض
وتعالت ضحكهما مرة أخرى فنظرت إليهما بتعجب وانتظرتهم حتى يكفوا عن الضحك ولاحظوا هما نظراتها فتوقفوا عن الضحك وقال «عبدو» بتساؤل:
- معلش أيه الاختلاف أصلا؟ كلهم زي بعض وكل موبايل بسعر مختلف!
اقتربت من المكان الزجاجي الذي يتم عرض فيه الهواتف ورددت بإبتسامة:
- هم فعلا كلهم زي بعض، مفيش ماركات مختلفة زي عندكم، هنا كلهم واحد بس الاختلاف في المميزات، فيه موبايل بيبقى زايد عليه ميزة زي إنه يسمحلك تكلم أي حد فيديو بتقنية الهولوجرام وموبايل تاني عليه الميزة دي وميزة تانية وهي مثلا وضع الطيران وده بتفعل وضع الطيران والموبايل بيفضل ثابت في مكانه في الهواء، بيفضل ثابت مكان ما بتسيبه
رفع الإثنان حاجبيهما بإعجاب وردد «عبدو»:
- أهو ده وضع الطيران اللي بحق وحقيقي مش اللي بيضحكوا علينا بيه في الأرض بتاعتنا
هز «كريم» رأسه وقال بحماس:
- أنا عايز واحد فيه الميزة دي، حلوة أوي الواحد يلعب بيها لما يكون زهقان
ثم نظر إلى «عبدو» وردد بتساؤل:
- متأكد إننا جايين نموت رماد مش نلعب؟
أجابه ضاحكًا:
- إحنا بشكلنا وطريقتنا دي هنموته من الضحك
ثم نظر إلى «حور» وردد بإبتسامة:
- خليهم اتنين فيهم ميزة الطيران، بصي اختاريلنا على زوقك واحنا هنروح نشوف الشرايح، انتوا عندكم هنا شبكات أيه وايه أحسن شبكة بتعمل عروض؟
قطبت جبينها بتعجب وهي تقول متسائلة:
- شرايح أيه مش فاهماكم؟
فرك فروة رأسه ليفكر كيف سيشرح لها الأمر وابتسم على الفور وهو يقول:
- فادي لما اتصل بيا على أرضنا مش احتاج يحط شريحة في الموبايل؟
هزت رأسها بتفهم واسرعت لتشرح له:
- اها فهمت، لا هنا مفيش شبكات أو شرايح زي عندكم، هنا شبكة واحدة بس ومش بتحتاج شريحة لأنها بتبتقى متركبة أصلا في الموبايل يعني أول ما تشغله تقدر تتصل بأي حد
ردد «كريم» بتفهم:
اااه فهمت، كدا أحسن، أكتر حاجة بتعصبني أصلا لما اشتري موبايل جديد هو إني أركب الشريحة
مضوا أكثر من ساعة حتى اشترى كلٍ منهم هاتف وخرجوا من هذا المحل إستعدادًا للعودة لكن اوقفهم «عبدو» قائلًا:
- لحظة بس اشغل الكاميرا السيلفي إزاي؟
اقتربت «حور» منه وشرحت إليه كيف يقوم بتشغيلها:
- بص هتخش على الدايرة دي هتلاقي شكل العدسة ده دوس عليه هيجيبلك الكاميرا وعن طريق السهمين دول تقدر تشغل الكاميرا الأمامية
إبتسم وشكرها قبل أن يقترب من «كريم» ويقول:
- بص للكاميرا ياض هنتصور
إبتسم الإثنان والتقطوا عدة صور واخبرهم بأن يقتربوا ليلتقط صورة تذكارية لهم جميعًا، انتهوا من التقاط الصور وصاح «كريم» بصوت مرتفع:
- أنا عصافير بطني بتصوصو، جعان يا بشر
اقترب «فادي» وردد بجدية:
- هنروح مطعم نتعشى قبل ما نروح
وبالفعل ذهبوا إلى المطعم وجلسوا على منضدة واحدة قبل أن يضغط «فادي» على شاشة صغيرة في منتصف المنضدة، رفع بصره ونظر إليهم قائلًا:
- هتاكلوا أيه؟
أجابه «كريم» بتساؤل:
- اطلبلنا أنت إحنا منعرفش أيه هي اكلاتكم!
هز رأسه بالنفي وقال بتوضيح:
- لا الأكل هنا زي الأكل عندكم بالظبط وبنفس المسمى
إبتسم «عبدو» وردد بحماس:
- حيث كدا بقى اطلبلنا كباب ولو فيه شاورما هات وطبعا متنساش التحلية بسبوسة كنافة أنت ودماغك، اها كنت هنسى لو عندكم بيبسي في الكوكب ده متنساهوش بردو
ضحك «فادي» بصوت مرتفع واردف:
- مسمهوش هنا بيبسي، إسمه مياة غازية سوداء
- سوداء سوداء متنساهاش بردو
انتهوا من تناول الطعام وانتهى هذا الوقت الممتع الذي فيه تقربوا من بعضهم أكثر وتعرفوا على هذا المكان أكثر ثم عادوا إلى المنزل مرة أخرى.
جلس كلٍ منهم على مقعد قطني مريح وقبل أن يتحدث أحد منهم ارتفع صوت مزمار في كل الشوارع والمدينة، كان صوت مرتفع ومزعج فنهض «عبدو» بقلق من مكانه وهو يقول بتساؤل:
- فيه أيه؟ أيه الصوت ده
وقفت «حور» التي تبدلت تعابير وجهها للخوف والقلق واجابته:
- ده رماد!
إلى اللقاء في الفصل الثالث بكرا الساعة ٧ إن شاء الله
عبدالرحمن الرداد
•تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا " اضغط على اسم الرواية