Ads by Google X

رواية رحماء بينهم الفصل الثاني 2 - بقلم علياء شعبان

الصفحة الرئيسية

 رواية رحماء بينهم الفصل الثاني 2 - بقلم علياء شعبان 

(رُحماءٌ بينهم)
                              (كمثلِ الأُترُجَّةِ)
الفصل الثاني
••••••••••••••••••
"من الطبيعي جدًا أن يراودك حلمُ حالمُ في نومك أو غيره مُخيف أما أن تحلم في يقظتك فإنه درب من الخيال نسجه عقلك الباطن بدقة متناهية؛ فماذا وإن كُنت متأكدًا من كونك قد رأيت أحدهم وأنت في خضم معركتك مع الموت؟؟ هل لحظة مُحاربة الموت حلم أو يقظة؟!.
•••••••••••
تجول في الممر روحة وجيئة في تردد لا يعرف بصفة واضحة لماذا يقف أمام باب غرفتها سوى أنها رغبة صديق عُمره الذي حلفه بالله أن يبقى بجوارها حتى تستعيد وعيها ويأتي أهلها إلى المستشفى لرؤيتها، تحرك ببطء حتى وقف أمام غرفتها ثم تذكر حديث صديقه له في الهاتف يوصيه أن يعرض مساعدته عليها ربما هي في حاجة ماسة لمساعدة أحدهم، تنهد "نوح" قائلًا بصوت متوتر وأقدام تتردد حول الدخول أو البقاء في مكانها:
-مش فاهم أنا هدخل أقول لها أيه؟!.. يا ترى يا تليد بتفكر في أيه ومين البنت دي؟؟؟.

تنحنح بقوة قبل أن يحسم أمره بطرق باب غرفتها، لحظات وسمعها تقول بصوت فَزِع:
-مين؟!
نوح بصوت سريع:
-أنا!!!
أدار مقبض الباب ثم فتحه بهدوء، كانت جالسةً في الفراش بمشاعر يجتاحها الخمول والإنهاك، أطرقت برأسها في وَهن لم يردعها عن التفكير فيما رأتهُ تحت الماء؟!.. هل كانت تتخيل يا تُرى؟.. ثمة شخصٌ كان يسبح بمهارة سباح عالمي يود الفوز بالمرتبة الأولى؛ ولكن الاختلاف بينهما أن السباح تتجلى السعادة في صفحة وجهه بانتصاره المُستحق أما ذاك الشخص كان ينظر إليها مذعورًا خائفًا!!!.
امتد عنقه بحرص من خلف الباب مما جعلها تلتقط أنفاسها بطمأنينة، فتكلمت بصوت مريض هزيل:
-اتفضل.
دخل "نوح" إلى الغرفة بخطوات وئيدة فوجدها تنظُر إليه في حيرة ليقطع عليها تساؤلاتها قائلًا:
-أنا نوح اللي طلبت لك عربية الإسعاف.
ارتخت ملامحها قليلًا، أومأت بهدوء ولكنها سألته بصوت ذي مغزى:
-يعني إنتَ اللي أنقذتني؟؟
نوح يرد بإيجاز شديدٍ:
-بالظبط.
تفرست معالم وجهه لقليل من الوقت قبل أن تتكلم مرة أخرى بحذر وهي تلتقط السترة المركونة بجوارها:
-ويا ترى بقى إنت متعود تلبس چاكتين فوق بعض يا أستاذ نوح!!
تنحنح بخشونة يتغاضى عن سؤالها بعد أن أقحم نفسه في دائرة شكوكها ولكنه حاول أن يُنهي الحوار معها فقال:
-أنا طلبت عربية الإسعاف لمَّا لقيتك مرمية على الشط بالصُدفة ومعرفش مين اللي أنقذك ومعنديش خلفية بمُنتهى الصراحة.
سكت لبُرهة ثم أضاف حاسمًا:
-محتاجة مُساعدتي في أي حاجة تاني يا آنسة .....؟.
ابتسمت بهدوء ثم أجابته:
-وميض... اسمي وميض.
قطب ما بين حاجبيه بشك، تدبر ابتسامة باهتة تقضيةً لواجبه الموكل إليه نحوها ثم تابع وهو يعطيها ظهره في شرود:
-حمد لله على سلامتك يا آنسة وميض.

قال كلماته بنبرة سادرة وأثناء ترجله خارج الغرفة وضع أنامله أسفل ذقنه في حيرة ثم تمتم بخفوت لا يتضح من معالمه شيءٌ:
-وميض إزاي يعني؟! أمال أيه أُترش دي؟؟؟.
خرج فورًا ثم أغلق الباب خلفه بهدوء وما أن توارى عن مرأى عينيها حتى أومأ برأسه في تيه وراح يضرب كفًا بالآخر في تشتت!!!

مرَّت بضع لحظات ومن بعدها سمعت "وَميض" صوت صاخب يأتي من خلف بابها، ابتلعت ريقها على مهل وهي تترقب لهجوم هؤلاء عليها في كُل لحظة بعد أن خمنت جيدًا من هم؟؟ لم يسعفها الوقت كي تُفكر طويلًا إذ فُتح الباب بقوة عنيفة ورأت سيدة تدخل إلى الغرفة بغضب جامح بينما تصيح بها المُمرضة بتذمرٍ واضحٍ:
-ماينفعش كدا يا مدام، دا مش أسلوب تتعاملي بيه في مُستشفى!!!.

حاولت المُمرضة أن تفرد ذراعها أمام الأخيرة كي تمنع استمرارية سيرها داخل الغرفة واعتبرته تهجم واضح إلا أن الأخيرة أزاحت ذراعها ثم تابع بصوت مُتعجرف عنيد:
-وسعي كدا، إنتِ مش عارفة بتكلمي مين؟!.

زمت المُمرضة شفتيها بازدراء وضيق ثم صاحت بصوت منفعل وهي تتحرك صوب الباب مرة أخرى:
-أنا هطلب لك الأمن حالًا.
غادرت المُمرضة ساخطة على السيدة وما فعلته من تصرف أهوج، فيما لم تبالٍ بها وراح تتقدم جهة "وَميض" بخطوات مُختالة ثم قالت بصوت هاديء رغم ضمور الغيظ بين طياته والذي جلى في قسمات وجهها المغلولة:
-تاخدي كام يا وَميض وتبعدي عننا؟!.

كانت ترمقها بأعين حائرة ما لبثت أن تحولت إلى أعين جحماء يتطاير الشرر منها وبصوت حاد هتفت:
-حلو إنك تكوني واضحة معايا من الأول، أفهم من كلامك إنك مبعوتة من شركة الديب للعقاقير الطبية ومنتجات العناية بالبشرة علشان تساوميني!!.
ابتسمت السيدة بسخرية ثم تابعت:
-مش بالظبط، أنا خايفة على بنت جميلة وصغيرة زيك بدل ما تكون المفروض بتبدأ حياتها تكتشف إنها بتنهيها!!!.
وَميض بصوت عنيد ثابت:
-ومين بقى اللي هينهي حياتي؟ إنتِ ولا اللي باعتك!!.

تقدمت السيدة خطوتين ثابتتين قبل أن تتشدق بنبرة متعالية:
-سمعت إنك تخصي عيلة السروجي ومستغربة أيه العداوة دي معانا مع إنهم حبايبنا؟؟.
سكتت للحظات ثم تعمدت النظر بقوة داخل أعين "وَميض" لرصد وقع الكلمات القادمة على صفحة وجهها العنيدة:
-ولا نسيت إنك بنت الخدامة عندهم في القصر يعني مش من أصلهم ومفيش داعي أعاتبك، لأن هي دي خِصال الخدم؛ المكر والخداع والجوع.
صرخت "وَميض" بثورة جامحة:
-اخرسي واخرجي برا ويكون في علمك إني مش هسكت على أفعالكم العِرة، بكرا الناس كلها تعرف إنكم شغالين بسياسة دس السم في العسل!!!.
ضغطت السيدة على أسنانها بقوة ثم تابعت بصوت ينبعث حريق ملتهب من بين أحرفه:
-هتعملي أيه يا حلوة، إنتِ مُجرد صحفية في جريدة تحت السلم، صوتك مش هيوصل ولو وصل كبيرك قضية تكسر ضلوعك وكبريائك يا بنت الخدامين.

وَميض وهي تبتسم بغموض قبل أن تطيح بغطائها بعيدًا ثم تنهض من فراشها على مهل، شعرت السيدة بالتوتر قليلًا فبدأت تتراجع عدة خطوات للخلف إلا أن "وَميض" هجمت عليها ثم قبضت بعنف على خصلات شعرها وبصوت ملتهبٍ أضافت:
-هوريكِ بنت الخدامين هتعمل فيكِ أيه يا عِرة!.
أسرعت بعرقلتها فسقطت بالأرض ثم كبلت ذراعيها وسط صراخها الهادر طالبةً النجدة إلا أن "وَميض" الفتت إلى كتفها بعيون تلمع بانتصار ثم شرعت بغرس أسنانها بين لحم كتف الأخيرة اللي صرخت صرخات مدوية مُتألمة.
-دي علشان تغلطي في أهلي.
استدارت إلى الكتف الآخر ووضعت بصمتها عليه أيضًا ثم رفعت فمها تقول بغيظ:
-ودي علشان تدخلوا المخدرات في علب أدوية وتنشروا الوباء بين الشباب!.
في غضون ذلك، وجدت الممرضة تعود ومعها مجموعة من رجال الأمن الذين هرولوا نحو الفتاتين ثم أبعدوا "وَميض" على الفور قبل أن يطلبوا من السيدة أن تأتي معهم في الحال تجتبًا للمشكلة التي سوف تسفر عن رفضها السير برضوخ.
••••••••••••••

استقرت سيارة كبيرة سوداء من الطراز الحديث أمام باب الشركة، ثواني وترجل السائق الخاص منها ثم هرول إلى الباب الخلفي الأيسر وقام بفتحه واستدار إلى الباب الخلفي الأيمن وفتحه كذلك، لحظات وترجل منها رجل كبير ومعه شابة جميلة تُعاصر أعوامًا يانعةً في عُمر العشرين، وقف الرجل شامخًا يرتب رابطة عنقه قبل أن تتجه الفتاة ثم تقف بجواره ثم توجها معًا صوب باب الشركة وما أن دخلا حتى حياهما كُل من بالمكان فابتسم برضاءٍ كاملٍ عن موظفيه الذين يعملون بكد دون توان أو تقاعس فدائمًا ما يصف شركته بخلية النحل؛ فكُل شيء يحدث داخلها بميعاد وسبب والنظام هو سيد الموقف تمامًا، سار بين الموظفين بخطوات ثابتة وكانت تسير الفتاة بمُحاذاته فتكلمت بوجه مُكفهر وصوت هاديء لا يتطابق مع ملامحها الراسخة الناعمة:
-أيه رأيك في اللي عملته وَميض يا بابا؟!.
أسبل جفونه بكظم شديدٍ ثم أجابها بصوت خشن:
-مش عاجبني طبعًا، دي بتعادي أكتر شخص له مصالح معانا ومن غيره أمور كتير في معاملاتنا الخارجية مش هتمشي.

ضغطت على أسنانها ثم صمتت لبرهة حينما وصلا إلى المكتب، دخله "عثمان" أولًا ثم لحقت ابنته به وما أن أغلقت الباب حتى تكلمت بصوت ساخطٍ:
-والعمل؟!.
عثمان وهو يتجه صوب مكتبه ثم يجلس إليه بثبات مُضيفًا:
-العمل إني أوصي علَّام يربيها شوية وإلا النتيجة مش هترضيه أبدًا.
كان تقف أمام المكتب فتحركت نحو النافذة ثم بدأت تزيح الستار عنها وهي تقول بهدوء:
-من يومها وهي مفتعلة مشاكل وحاجة زهق.
عثمان بحسم:
-لو على حميد الديب، أنا هعرف أتعامل معاه وننهي الحوار دا في أسرع وقت.
سكت لثوانٍ ثم ابتسم وهو يقول مادحًا ونظراته مُصلبة عليها بمحبة:
-الأهم من كُل دا، إني مبسوط من شُغلك يا سكون الفترة دي ولأول مرة أحس إني خلفت سند وضهر بجد!!

مطت "سكون" شفتيه ثم نظرت إليه بعتاب وراحت تتجه صوبه ثم تحتضن ظهره قائلةً بصوت هاديء:
-أنا وأخواتي طول عُمرنا سندك وضهرك يا حبيبي، بس إحنا كبرنا ومن حق كُل واحد فينا يختار حياته ويرسمها حسب شخصيته.
هز رأسه ثم أضاف بلوعة:
-أخواتك خذلوني يا سكون.
أومأت بالسلب ثم عدلت أحرفه بأُخرى مُصاغة بدقة:
-أخواتي روحهم فيك بس كُل واحد مشي في الطريق اللي شايفه لايق عليه.
تنهدت بضيق ثم تهدجت نبرة صوتها بحزن عميق وهي تضيف:
-متنساش إن عُمر مختارش اللي هو فيه، دا مفروض عليه!.

عثمان بضيق يسأل مُستنكرًا:
-وشروق؟؟؟؟
تنهدت "سكون" شوقًا لشقيقتها ثم قالت:
-شروق بتحب يا بابا وإنتَ أكتر واحد علمتنا إننا نتمسك بكُل حاجة بنحبها وعايزينها طول ما فيها فرحتنا وحضرتك نفس الشخص اللي خيرتها بين الشخص اللي بتحبه وبقائها معانا!!!، آسفة يا بابا بس حضرتك أتسرعت وقتها ومكنش قرارك صح.

تنهد بتأييد لكلامها ثم سألها بصوت سادر يود سماع إجابتها المُحببة إلى قلبه:
-وإنتِ يا سكون، طريقك مع مين؟!.
سكون بضحكة خافتة:
-معاك وفي ضهرك يا بابا.
أسرع بالربت على كفها الموضوع كتفه ثم قال بتوصية:
-المهم متأثريش أبدًا في جامعتك وحاولي توازني بين الشغل والجامعة.
استدارت ثم وقفت بجواره فأكمل بثبات:
-ميهمنيش التقدير في حاجة، إحنا محتاجين الشهادة بس.
سكون بثبات تقول مازحةً:
-تمام يا فندم.
•••••••••••••••

هناك في إحدى القُرى بمُحافظة "سوهاج" حيث المباني العتيقة ذات الطراز القديم والأزلي رغم التقدم والازدهار الواضح في المحافظة نفسها إلا أن هذه القرية لا تزال مُتشبثة بقيمها ولكن ثمة بيوت تُعد على أصابع اليد قد فضلت التطور عن البقاء في عصر قديم ومن بينهم بيت (كبير القرية) المسؤول عن كافة شؤونها ومخاطبة المسؤولين عند الأزمات والمُتحدث الرسمي بصوت أهل القرية.

داخل أكبر بناء في القرية وأكثر الأبنية حداثة والذي يليق بكونه بيت مسؤول القرية وداخل غُرفة بعينها، تقف فتاة عشرينية رقيقة الملامح أمام مرآة منضدة الزينة الخاصة بها، كانت تُعاصر مشاعر مُذبذبة كُسر فيها خاطرها وتعمق حزن قلبها اللطيف.
وضعت أصابعها ناحية حلقها المُلتهب بغصة تستحضر كلمات والدة زوجها سليطة اللسان صاحبة التعابير الفظة التي تطيح بأنوثتها وتهشمها إلى أنصاف امرأة رغم توافر كافة المسميات والخِصال الأُنثوية بها؛ ولكن معايير الأنوثة لدى هذه السيدة تنحسر في امرأة ولَّادة في وقت سريع كسباق السيارات تمامًا.
نزلت بأناملها حتى لامست بطنها المُسطحة والمشدودة في حُزن تتذكر غضب هذه السيدة الكبيرة عليها وتحريض ابنها على تطليقها والتخلي عنها في أسرع وقتٍ، كانت ثرثرتها كفيلة أن تصيب ولكن مع رجل لا يكن لزوجته المسكينة مشاعر تُذكر وليس حبيب قلبها (عِمران) الذي ينتفض ويثور أن أحزنها أحد أو لمس كبريائها بسوء ولكنه لا يثور أمام والدته؛ هو فقط يتغاضى عن حديثها السام ويعتبره هواء يتطاير من حوله ويصعُب رؤيته.
كانت تتلقى كلمات غليظة منها فيجمعهم ثم يُلقيهم في سلة المهملات المركونة في نهاية الذاكرة الخاصة بها ثم ينثر عليها كُل ألوان العشق، الاهتمام والدفء في علاقة زوجية ناجحة لا تتشوش مهما حدث.
-شروق!.
انتبهت بفزع وهي تجده يقف خلفها ثم يضع كفه الكبير على كفها القابع على بطنها، تدبرت ابتسامة خفيفة ثم قالت بهيام:
-وحشتني!.
عمران وهو يُقبل وِجنتها مُبديًا انتشائه من رائحة عطرها المُذهب لعقله:
-لازم أوحشك، لأن شروق شمسي يلزمه نهار.
شروق وهي تبتسم ثم تُطأطأ رأسها في خجل:
-إنتَ فعلًا نهاري، وإنتَ مش موجود في البيت بحس بوحدة الليل ووحشته، بستنى نهاري يطلع.
رفع "عمران" كفيه إلى كتفيها ثم أدارها كي تواجهه بشروق وجهها الخلاب في زهو رغم تواضعها، قامت بوضع كفيها على خصريه بينما وضع وِجنتيها الناعمتين بين كفيه ثم قال بثبات مُدققًا النظر في لمعة عينيها التي تنم عن حزن صامت وانطفاء واضح في حماسها فور رؤيته:
-النهار جه بس الشروق مجاش!!.. ممكن أعرف السبب؟؟.

انفرجت شفتيها قليلًا كي تتحدث ولكنهما وجدا الباب يُفتح فجأة ثم دخلت "تماضر" الغرفة دون أن تطرق بابها أو تحترم خصوصيتهما كزوجين، حدق "عمران" فيها مصدومًا فتحدثت بصوت جاف:
-الهانم مراتك بنت الذوات بتعمل أيه في أوضتها والمفروض إن دا وقت تحضير الغدا؟؟؟.
أرخى "عمران" جفونه بعد أن طرح بالصدمة جانبًا ثم تكلم باستنكار من تصرفها:
-أيه اللي حصل دا يا أمي؟!.
تماضر بصوت يرتفع بجبروت:
-دا اللي لازم يحصل طالما مش عايزة تفهم عادات بيتنا، يلا يا هانم على المطبخ أبوكِ الحاج ميعاد رجوعه قرب.

انصاعت "شروق" باستسلام، خطت خطوتين لا ثالثة لهما حينما قبض على ذراعها بقوة جعلتها تقف في مكانها ثم تقدم من والدته قائلًا بلهجة حانقة:
-شكلك مش قادرة تفهمي إن دي مراتي مش واحدة من خدامينك!!!!.
تماضر بصوت حاد:
-يعني أيه مراتك!!.
عمران بحزم:
-مراتي؛ يعني كرامتها من كرامتي يعني تتعامل بالحُسنى وإنها هانم البيت دا وتتشال فوق الراس كمان، عرفتي يعني أيه مراتي يا أمي؟؟؟.
ضحكت "تماضر" بسخرية وهي تضع كفيها فوق بعضهما لحظة استنادها على عصاها ثم أكملت بكلمات غليظة وحادة:
-بتدافع عنها باعتبار إنها جابت لنا الولد؟! سلفتها أحسن منها في أية علشان تحمل وهي لأ مع إنك متجوز إنت وأخوك مع بعض في نفس اليوم!.
انفرجت شفتيه بصدمة كبيرة ثم صاح منفعلًا في دهشة:
-أنا مش قادر أصدقك؟؟ إحنا مكملناش أربع شهور متجوزين! يعني لسه عرسان، أربع شهور يا أمي مش أربع سنين!.
تماضر بإصرار عنيد:
-ولو، راوية مرات أخوك حسان حامل في الشهر التالت وهي متجوزة معاها في نفس اليوم، يا ريتك سمعت كلامي وخدت لك واحدة من البلد كان زمانها حامل من ليلتها.

عمران بصوت حانق يصيح فيها:
-وأنا عايز أستمتع بحياتي مع مراتي يا ستي ومش مستعجل، ممكن محدش يتدخل في حياتي مع مراتي نهائي وممكن بعد كدا تخبطي على الباب وتستني نسمح لك بالدخول!!.

تماضر وهي تستشيط غضبًا ثم ينبج صوتها بصورة كبيرة:
-عال يا ابن توفيق النوبي، قدرت عيلة من عيال البندر تعصيك على أمك.
عمران بتحدٍ وانفعال كبير:
-اللي بتغلطي فيها دي مراتي يعني احترامها واجب وفرض في البيت دا لأني سمعت كلام بين الخدامين معجبنيش وعرفت أن مصدره للأسف "إنتِ".

سكت لبُرهة وهو يوجه لها أصبع سبابته بالاتهام ثم أضاف:
-إنك أمرتيهم ينادوها باسمها من غير ألقاب وفهمتيهم إنها هتساعدهم في المطبخ!!!!.
تماضر بلهجة صارمة:
-وهي متستحقش إلا دا.
أومأ برأسه في ثورة ثم قال وهو يندفع كسيل جارف خطير نحو الباب:
-هنشوف دلوقتي.
خرج من الغرفة ثم وقف على أول الدرج وراح يصيح بصوت جهوري:
-كُل اللي في البيت يتجمعوا حالًا!.
تأجج داخل "تماضر" بلهيب الغيظ فحدجتها بنظرة قوية عدوانية قبل أن تستدير وتتحرك نحو ابنها فتجده يقول بعد أن تجمع كُل من بالبيت:
-مراتي اسمها شروق هانم النوبي مرات عمران بيه، وطول ما اسمي اتحط ورا اسمها كُل واحد في البيت دا هيشيلها فوق رأسه واسمع إن حد داس لها على طرف وأنا أندمه على اليوم اللي إتولد فيه، تمام!!!.

لم ينتظر ردهم فعاد إلى غرفته مرة أخرى ثم أغلق بابها بانفعال جامح ليستدير إليها بصدر يخفق من الغضب نحو تنمر الجميع عليها والسبب أنها لم تحبل بعد أربعة أشهر من زواجها!! ما هذا الهراء!!
أخذ صدره يعلو ويهبط في انفعال ليباعد بين ذراعيه ثم يأمرها بلهجة جادة رغم ما يغمرها من حُب غطاه الانفعال من والدته:
-تعالي!.
هرعت مرتميةً بين ذراعيه فضغط بذراعيه على ظهرها في قوة بعد أن أقسم في نفسه أن يجعلها تحيا داخل هذا البيت برأس مرفوع وكرامة يهاب الجميع المساس بها خشيةً أن تطولهم براثن غضبه الكاسر.
••••••••••••

داخل قصر (عائلة) السروجي المُقام على طراز فاخر وعظيم يحيطه سور عال متين ويقف على بوابته مجموعة أشخاص من أجل تأمينه، تمدد في فراشه الوثير بعد وصلة نوم دامت لقُبيل العصر ولكنها هذه هي حياته الرتيبة التي ملأها الروتين بعد الحادثة المأساوية الأليمة التي تعرض لها، طالع شاشة هاتفه المحمول بشغف ثم قرر كتابة رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي "واتساب" علها تراها بسرعة وتُجيبه:
-صباح الخير، رجعتي من الشغل ولا لسه؟؟

انتظر للحظات ولم يجد ردًا منها فخمن انغماسها في العمل، تنهد "عُمر" بضيق من تكرار أيامه ولياليه التي لم يطرأ عليها جديد منذ ذلك اليوم المشؤوم إلا هي.

 تعرف عليها عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حيث بدأت العلاقة بسلامات سطحية عادية ثم تحولت مع الوقت إلى مشاعر مُرابطة وقوية؛ ربما هذا ما يُسمى بحُب؛ ذلك التعريف الذي لم يتعرف عليه في حياته أو يعيشه على الإطلاق وكيف يحوز به وهو قعيدٌ!!! فجماله وماله لم ينفعانه حتى الآن في الوصول إلى الحُب بل يلقيان في حجره من هؤلاء اللواتي يردن المال دون غيره فيما يُصر هو على نبش كُل مكان يدوسه مقعده بحثًا عن حب حقيقي؛ لا شفقة أو طمع!.

تململ على فراشه قبل أن يصله رسالة منها، كتبت فيها:
-لسه حالًا خارجة، وإنت؟!.
سرح في سؤالها له قبل أن يزفر باختناق يزيد مع كُل كذبة تخرج منه ولكنه تعمد أن يُخفي نسبه وعائلته كي لا تطمع فيه ولكن الكارثة الكُبرى أنه أخفى عنها عجزه عن الحركة راغبًا في أن يختبرها الاختبار الأقوى على الإطلاق (حُب الروحِ أو المظهر؟!).. لقد كان ينوي الالتقاء بها في يوم قريب ثم يخرج أمامها بحالته على أن يترك لها حرية القرار ومن خلال ما سوف تقرره سيتأكد إن كان حُبًا أو مشاعرًا إلكترونية وهمية.
كتب بسرعة:
-لسه مخرجتش بس قولت اتطمن عليكِ.
انتظر لثواني فكتبت له برمز تعبيري حزين:
-لسه بردو مُصمم على رأيك يا عُمر، أنا بس اللي مطلوب مني أبعت لك صوري بس أنا عُمري ما شوفتك؟!!.

زفر بحنق من إصرارها الذي يُزعجه، فكتب:
-اتفقنا منتكلمش في الموضوع دا تاني يا رويدا، أنا مش بطلع حلو في الصور وتليفوني رديء وعادي فيُفضل تشوفيني على الواقع.
أرسلت بسؤال مكون من كلمة واحدة:
-إمتى؟!
كتب باختصار:
-قُريب وقُريب أوي كمان.
في تلك اللحظة، فُتح باب غرفته وأمدت هي عُنقها قليلًا تتفقد حاله ليبتسم بسعادة ثم يقول:
-تعالي يا أمي.
تقدمت "نبيلة" داخل الغرفة بخطوات وئيدة؛ حيث عُرف عنها حُبها للحُلى غريبة الأطوار والتي تتخذ أشكال الحيوانات البرية المتوحشة، اِفتر ثغرها عن ابتسامة خفيفة ثم أردفت بصوت هاديء:
-كُل دا نوم يا عُمر باشا!.
عُمر بنبرة هادئة:
-أصلي سهرت كتير إمبارح، المهم الفطار جهز!.
نبيلة بنبرة ثابتة:
-من بدري.
أومأ "عُمر" بحسم ثم أضاف:
-تمام، يلا بينا يا ست الكل.
اقتربت "نبيلة" منه بهدوء ثم شرعت في معاونته على النهوض والجلوس على مقعده رغم رفضه التام في أن يرى أحدُ ضعفه عدا شقيقته (سكون) التي دائمًا تعتني به بدقة وحُب.
•••••••••••••••

-مالك؟!.
أردف "تليد" يسأل بقلق حينما رأي صديقه يدخل إلى الشقة بوجه مُكفهر عابس، توجه "نوح" نحو الأريكة القابعة في بداية غرفة الاستقبال ثم جلس عليها قائلًا بصوت هاديء:
-ماليش يا عم، مبهدلني معاك من الصُبح مع واحدة منعرفهاش وتقول لي مالك؟؟؟.
ترك "تليد" مقبض الباب ببرود ثم توجه إليه قائلًا بلهجة حازمة:
-إنتَ بس اللي متعرفهاش يا نوح.

رفع "نوح" أحد حاجبيه ثم أضاف بصوت ساخر هزلي:
-تعرفها منين إنتَ، ما أنا مصاحبك من الثانوية العامة وعمري ما شوفتها في حياتك، وأمانة عندك يا نوح.. خلي بالك منها يا نوح.. أطلب مساعدتها يا نوح ناقص أجيب لك رقمها!.

تليد وهو يبتسم ابتسامة عريضة تتناسب مع معالم وجه صديقه المُضحكة ثم يرد ببرود جليدي:
-معايا.
نوح وهو يلتفت إليه ثم يصيح ساخطًا:
-ولم إنتَ معاك رقمها، مغلب نوح وسنين نوح معاك ليه، ما تكلمها إنت وتطمن عليها وتطلب مساعدتها، دا إنتَ صاحب لزج.
لم تتحرك تعابير وجهه الباردة ولم تختفِ ابتسامته الشقية عن وجهه فيما أكمل الأخير بنبرة متذكرة فتابع:
-خُد الكبيرة بقى، لأن البنت اسمها وَميض مش الاسم التاني بتاعك دا…!!! أترش باين!.
حدق "تليد" فيه مذهولًا ثم انفرجت شفتيه بضحكة ساخرة يقول:
-أترش!.. الحنك دا يتسد خالص.. علشان الحنك دا بيرمي قرف!.
ضحك "نوح" بمرح ولكنه تفاجأ من عبارة صديقه التي تلت مزحته:
-اسمها وَميض مش كدا؟؟؟
اتسعت عيناه اتساعًا ثم صاح بصوت عالٍ:
-أيووووووة، هو دا بالظبط، بس لمؤاخذة إنت عرفت منين يا كبير!!.
انتصب "تليد" واقفًا في مكانه ثم تابع بصوت حاسم:
-قولت لك موضوع يطول شرحه، وأنا عندي حلقة دلوقتي يدوب ألحق ألبس.
نوح يوافقه الرأي على مضض:
-تمام يا سيدي، نشوف الحوار دا بعد الحلقة يا شيخنا.

تليد وهو يناوله هاتفًا محمولًا ثم يقول بحزم:
-ولحد الحلقة بقى ما تخلص هتاخد التليفون دا وتتابع الأخبار مع الشاب اللي هيكلمك.
نوح باستفسار وحيرة:
-مين دا؟؟
تليد بإيجاز:
-حطيته على باب المستشفى حماية ليها، يعني مجرد إجراءات روتينية.
تناول الهاتف منه فتحرك "تليد" صوب غرفته كي يتجهز للذهاب بينما كز "نوح" على أسنانه ثم تابع بغيظ:
-يا مثبت العقل والدين يااااارب.

مرَّت لحظات وانتهى "تليد" من ارتداء ملابسه واستعداده التام لتقديم برنامجه الأسبوعي (كمثلِ الأُترُجَّةِ) حيث تميز بين الناس بحُسن الخُلق والقبول مُعلقين أن الشبلَ لا يُمكنه أن يكون سوى أسدٍ في النهاية؛ فقد شبه والده في كُل شيءٍ حتى اتخذ نهجه في دعوة الناس للخير والصلاح وتمكن على سيرة والده الحسنة أن يُختار كواحدٍ من النماذج الخيرة التي من حقها أن تصل كلماته للجميع فتلقى نجاحًا باهرًا وتعاقدت معه قنوات تلفزيونية شهيرة لتقديم برنامجه الديني وصار أشهر داعية إسلامي في وقته.
كانت ملامحه خشنة رجولية ولكنه ما أن يضحك تظهر الناحية اللطيفة من شخصيته القديمة وقد امتلك علامة في جوهرها شيئًا سيئًا بالنسبة له أما الظاهر منها يزيده وسامة حيث يفرغ منتصف حاجبه الأيسر من الشعر فيبدو مقضومًا ومقسمًا إلى نصفين ولكن هذه الندبة قد زادته رجولة وجاذبية.
نظر إلى نفسه في المرآة مرة أخيرة قبل أن يترجل خارج الشقة مع صديقه ثم ركبا السيارة معًا ولم ينسَ "تليد" أن يكسب مُباركة عزيز قلبه قبل أن يبدأ التصوير الذي ينتهي بقبول ونجاح ساحق بفضل هذه الدعوات.
-عِز الناس، واحشني يا بويا!.

وصله صوت متهدج بفعل السن رغم خشونته فقال بضحكة أصابت قلب "تليد":
-إنتَ اللي عِز الناس وزينتهم.
تليد يرد بصوت دافئ:
-ربنا يبارك لي في عمرك يا حاج، فاضل على التصوير نص ساعة، ادعيلي!!.
سليمان بصوت حنون يرد:
-بدعي لك تلاقي القبول في وش كُل اللي تقابله يا ابن الغالية ويجعل دعايا من قسمتك الحلوة ويملى أيامك كُلها نجاح وسعادة طول ما إنتَ بتبرني وبتتقي الله في قولك وفعلك.

تأثر "تليد" بصورة كبيرة فأُصيب قلبه بالارتخاء النفسي الذي أسفر عن رغبته في رؤية والده الآن والارتماء بيت ذراعيه فتابع بصوت متهدج مُشتاق:
-هخلص الحلقة وهاجي لك على طول، إنتَ واحشني ومش قادر أصبر على غياب حضنك ليا وعندي ليك كلام كتير لازم أقوله.
سليمان بهدوء:
-هستناك يا شيخ تليد، في أمان الله يا عِز الناس.

أغلق الهاتف بسعادة غامرة لا يحظى بها إلا في كنف والده، أصبح مُقبلًا على الحياة مُستعدًا لتقديم الحلقة بشخصيته المُتألقة، وصل في غضون عشر دقائق وما أن ترجل من السيارة حتى وجد شابًا يهرول صوبه ثم يقول بنبرة متهللة من السعادة:
-ممكن أتصور مع حضرتك؟؟؟.
أومأ "تليد" بحفاوة شديدة فالتفت الشاب إلى "نوح" ثم طلب منه بأدب:
-بعد إذنك صورنا مع بعض.
أعطاه هاتفه الخاص ففعل "نوح"، أبدى الشاب إعجابه الشديد بتواضع "تليد" ثم شكره وغادر وهو في قمة سعادته، اتجها مسرعين إلى موقع التصوير فلم يتبقَ سوى القليل على بداية الحلقة.
تنهد "تليد" بارتخاء ثم التفت إلى "نوح" قائلًا:
-اطلب لي من الكافتيريا كوباية شاي، قول لهم بتاعة أستاذ تليد.
أومأ "نوح" مُتفهمًا ثم توجه إلى الكافتيريا فأعد العامل كوب الشاي بسرعة كبيرة ثم وضع على سطحه قطع من "الأُترُج" مما جعل "نوح" يُحدق في الكوب ثم يتمتم بحيرة:
-دا كان بيقول أُترُج!!.. هي البنت اسمها أُترُج!!.
-في حاجة يا أستاذ نوح!!!.
رفع "نوح" بصره إليه ثم أومأ سلبًا وقبل أن ينصرف من أمامه قال العامل ببسمة خفيفة:
-سلم لي على أستاذ تليد وقول له كتر خيرك لحد ما أشوفه وأشكره.
قطب "نوح" ما بين عينيه ثم أومأ مُغادرًا وهو لا يفهم من حديثه شيئًا وقد سيطر اسم الفتاة على تفكيره تمامًا، فقد ناداها صديقه باسم لم يكن يجمع معالمه ولكن هذه الثمرة جعلته يصل الخيوط ببعضها، هل الفتاة تُدعى أُترُج ومن هي وَميض؟؟ وما علاقتها باسم برنامجه الشهير!!!!!!
••••••••••••••••
-كدا توجعي قلبي عليكِ يا بنتي، دا إنتِ وحيدتنا وملناش غيرك؟؟؟
أردفت "سهير" بصوت باكٍ مُتحشرجٍ فابتلعت "وَميض" غِصَّة مريرة في حلقها ثم قالت بصوت هاديء:
-أنا حقيقي مش عارفة ليه بيحصل معايا كدا؟؟؟
سكتت هنيهة ثم تنهدت تسأل بحيرة:
-فين بابا؟!
سهير بصوت متقطع:
-عثمان بيه طلبه مُستعجل ومعرفش ييجي معايا وأنا مقدرتش أستنى أكتر من كدا.
أومأت برأسها في هدوء وهي تحاول تخمين السبب الذي جعله يستدعي والدها وهل الأمر مُتعلق بما حدث معها؟!.

استفاقت من شرودها على صوت الممرضة وهي تدخل إلى الغرفة ثم تتفقد درجة حرارتها وبعد أن أنجزت عملها قالت بنبرة هادئة:
-تحبي أشغل لك التليفزيون يسليكِ؟!
التوى شدقها وهي تقول باستسلام:
-ماشي، ولو إني مش عارفة أيه المستشفى اللي فيها تلفزيون دي ومالها مستشفيات الشعب زائد إني هسد الدين اللي عليا إزاي!!.
الممرضة ترد بحسم:
-ما هو الحساب مدفوع.
وَميض بتنهيدة طويلة قبل أن تقول:
-ما أنا عارفة، أقصد هسد ديني للشاب إزاي، أكيد طبعًا إنتوا معاكم نمرة تليفونه في الاستقبال!!!.
الممرضة وهي تهز كتفها بجهل حول الأمر:
-الحقيقة مش عارفة، اتفضلي الريموت.
تناولته منها بفتور ولكنها قررت أن تلتهي به وتتوقف عن التفكير قليلًا، بدأت في تغيير القنوات الواحدة تليها الأخرى وهي تشعر بملل شديدٍ حتى توقفت للحظة أمام هذا البرنامج الديني، حدقت فيه بإمعان وتركيز ثم بدأت ترأرأ بعينيها في تيه لتجد والدتها تقول بقلق:
-إنتِ كويسة يا وميض؟
أومأت بالإيجاب وهي تفرك جبهتها بقوة ثم تمعن النظر في ملامحه قبل أن تقول بتشتت:
-حاسة إني شوفته!!!
سهير وهي تنظر لوجهه ثم تقول بتلعثم:
-هو مين؟؟؟
وَميض وهي تتفرس ملامحه بترقب:
-تليد، المذيع دا.
ارتخت شفتيها في غضون ذلك ثم التفتت إلى والدتها وتابعت بصياح مذهول:
-أنا شوفته.. أنا شوفته تحت المية!!!!!!!!!!!!!!
يتبع

 •تابع الفصل التالي "رواية رحماء بينهم" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent