Ads by Google X

رواية وجوه في العتمة الفصل الثاني 2 - بقلم منة ممدوح

الصفحة الرئيسية

 

رواية وجوه في العتمة الفصل الثاني 2 - بقلم منة ممدوح



كانت بتجهز شنطة هدومها لرحلة التلات أيام اللي هتقضيها هناك، كانت مدركة إنها لازم تستغل التلات أيام دول كويس، تقريبًا هي دي فرصتها الوحيدة بعد كم المعلومات اللي جمعتها طول الشهور دي عنه، خرجت من شقتها واتوجهت لمقر الجريدة بعد ما كلمت أهلها وقالتلهم على الرحلة وسط اعتراضهم ولكن في النهاية استسلموا بعد ما عرفوا إن بنتهم ذات الرأس المتيبس استحالة ترجع عن قرارها
وطبعًا مكانوش يعرفوا عن السبب الرئيسي.
وصلت لمقر الجريدة فشافت مديرها بيتكلم مع المساعدين اللي هيبقوا معاها، اتوجهت ناحيته وصافحته بامتنان وهي بتقول_أنا بجد متشكرة لثقة حضرتك يا استاذ فادي وأنا متأكدة إني هرجع بحاجات كتيرة هتعجبك من هناك

ابتسم الراجل المسن بلطف وقال_عارف شطارتك يا يقين، عشان كده سلمتك زمام الأمور بعد ما مها كلمتني
فقالت بود_بكرر شكري لحضرتك وإن شاء الله هبقى عند حسن ظنك
رد بمزاح_رحلة سعيدة
ومتنسينيش في زيت زيتون العريش
ده بيتقال عنه حكاوي وأشعار!
ضحكت وقالت_ عيوني طبعًا
ودعته واتجهت مع مساعدينها للعربية اللي هيروحوا فيها، واللي كانت كبيرة شوية عشان تاخد المعدات اللي هيستخدموها في التصوير، ولكن قبل ما تركب العربية اتلفتت على صوت نداء من صديقتها مها، اللي وقفت قدامها تقول بعتاب_بقى كده هتمشي من غير ما تودعيني!
أنا ابتديت اغير من الحماس ده كله!
ضحكت يقين وضمتها بود وهي بتقول_بجد يا مها مش عارفة أقولك إيه، من غيرك مكانش استاذ فادي وافق
لكزتها بخفة وهي بتتكلم بعتاب رقيق_عيب عليكي
صاحبتك في الخدمة
ودعتها وصعدت للعربية، واتحركوا للرحلة المجهولة بالنسبالها، ورغم القلق والخوف اللي كان متمكن منها، إلا إن اصرارها على الانتقام لجوزها هو اللي كان مديها القوة..
بعد حوالي ٥ ساعات في الطريق
وصلوا أخيرًا للفندق اللي هيقيموا فيه، كانت رحلة شاقة بالنسبالهم لطول الطريق ده غير الخوف اللي كان بيتسلل لقلبها كل ما يقرب اللقاء
انتهت أمور التسجيل على خير واستقرت أخيرًا في غرفتها اللي كانت بتطل على شواطئ العريش
وقفت في البلكونة شاردة في البحر بتستقبل نسمات الهواء الباردة اللي لعلها تطفئ النار اللي حاسة بيها
رغم التعب اللي هي حاسة بيه من السفر ولكن أصرت تخرج تستكشف المكان مصممة إنها تستغل كل ثانية في وجودها هنا،

جهزت شنطتها وخدت كاميرتها واتحركت لتحت، في البداية كان كل ما يقابلها مشهد خلاب بتستغل مهنتها وتصوره، علشان بس تثبت إنها بالفعل جاية لشغل
ولكن بالها كان مشغول في مكان تاني، صرح عائلة الزيات واللي للأسف كان في جنوب المدينة
بجوار مزراعهم المخصصة ليهم
ففكرت إنها تندمج وسط الناس لعلها توصل لأي معلومات تقدر تستفاد منها، ولكن من الواضح إن الكل هنا بيهاب العيلة دي وخاصة عامر الزيات
الظاهر قدامها إن صيتهم واصل وبقوة!
رجعت للفندق بعد ما حست بالإرهاق وإن الوقت اتأخر، وقررت تأجل زيارتها لمكان الزيات بعد ما تقدر تستمد قوتها شوية…
صباحًا
خرجت مع المساعدين عشان يبدأوا يعملوا لقاءات مع الأهالي، ده غير تجولهم لكتير من الأماكن الخلابة اللي كانت هناك، وبعد ما انتهوا تقريبًا من معظم الأماكن وصوروا حاجات كتير يقدروا يستغلوها
استقروا أخيرًا في أحد المطاعم اللي على البحر عشان يرتاحوا
كان التلاتة المساعدين اللي معاها بيتفرجوا على الصور والفيديوهات اللي عملوها بحماس، في حين اتكلم واحد منهم وقال_مكنتش متخيل إننا هنلاقي الأماكن التحفة دي هنا
استاذ فادي هينبهر باللي عملناه
فرد التاني_المفروض نروح فين تاني؟
اتكلمت البنت اللي كانت مستمعة_اعتقد مفيش حاجة تاني نقدر نعملها هنا
_فيه
كان رد يقين اللي كانت شاردة من أول قعدتهم ولكن فاقت على كلمتها، فبصولها بفضول شديد، اتعدلت هي وقالت برسمية عشان متظهرش مبتغاها_فيه مزارع للنخيل هنا والزيتون
من أكبر المزارع في سيناء ده لو مكانتش في مصر كلها خاصة مزارع عيلة الزيات

بيقدموا أنواع تمور بجودة عالية جدًا وبيتصدر منها كتير، ده غير زيت الزيتون اللي مشهورين أوي بيه
اعتقد لو خدنا إذن منهم وقدرنا ندخل هناك نصور المزارع والعمالة وطريقة اهتمامهم بالانتاج ده هيكون إنجاز تاني لينا هنا وهيبقى سبق صحفي شبه متعملش قبل كده
ظهر الاعجاب على وجوههم بالفعل بعد ما قدرت تسلب انتباههم بكلامها، فاتكلم واحد فيهم_طب مستنيين إيه
يلا بينا
بالفعل قاموا كلهم بحماس كبير، أما هي كانت بتراقبهم من بعيد وهي حاسة بقلق كبير، وأخيرًا هيتم اللقاء اللي انتظرته بقالها خمس شهور!
كانت بتراقب الطريق من شباك العربية، ابتدت زحمة المدينة تقل، وعدد المباني نفسها يقل، مزارع فقط، اشجار نخيل كتيرة، او صحراء، ابتسمت بسخرية، بالفعل عيلة الزيات حويطة لدرجة إنهم عازلين نفسهم عن الناس
هي الوحيدة اللي عارفة سرهم
عارفة إيه اللي وراهم
ولكن فاضل إنها تثبت إدانتهم بس
وعلى بُعد ظهر صرحهم، المباني الصخمة اللي ساكنين فيها، بتصميمها المبهر الراقي واللي بيدل على ثرائهم الفاحش، اتسعت عيون الموجودين بإنبهار، لحد ما اتحول لقلق لما شافوا كمية الرجالة المسلحين اللي واقفين في المكان
لوهلة انقبض قلبها هي كمان، كانت عارفة إنهم خطر، ولكن متخيلتش إنها تشوف المشاهد دي على الحقيقة
اعترض عدد من الرجالة طريقهم، بصوا لبعض بإرتباك، في حين اتجه حارس وخبط على الزجاج عشان ينزلوه، بالفعل قام اللي سايق باللي طلبه، دخل راسه يبص لجوا العربية ولوشوشهم بتفحص وقال_لوين رايحين إن شاء الله؟!
رغم الرعب اللي كانت حاسة بيه إلا إنها اتصنعت القوة ونزلت من العربية تحت أنظار الحراس اللي كانوا بيتأملوها بتفحص، وقفت قدام الحارس وطلعت الكارنيه بتاعها وهي بتقول_أنا الصحفية يقين عبدالرحمن تبع جريدة****
جينا هنا عشان نعمل سبق صحفي لمزارع الزيات

فلو سمحت ممكن تجيب حد منهم نتكلم معاه عشان ناخد الاذن منه؟
_ايش فيه عندك يا حمد؟
كان صوت زايد اللي شاف التجمع وهو خارج واتقدم ناحيتها وهو بيبصلهم بتفحص، وقبل ما يتكلم حمد اتحركت يقين ناحيته بجرأة وهي بتمد إيدها ليه وبتقول_يقين عبدالرحمن، صحفية لجريدة****
نقل نظراته بين إيديها وبين وشها، ولما حست بالارتباك والاحراج رجعت إيديها مكانها، أما زايد فقال بغلاظة_مالنا دخل بالصحافة
الله يسهل حالكم
قالها واتلفت عشان يمشي، ولكن بالعكس ميئستش يقين ابدًا وجريت وراه جذبته من دراعه وسط دهشته ودهشة رجالته وقالت_اسمعني بس يا استاذ…
فقال بحدة_زايد
زايد الزيات
رغم كرهها للقب ده إلا إنها ابتسمت بتكلف وقالت_اتشرفت بيك يا استاذ زايد
احنا صحفيين من القاهرة، ولكن أنا أصريت إني آجي العريش اعمل سبق صحفي فيها، وفعلا رغم إني جيت امبارح بس إلا إني لفيتها حتة حتة وصورت كل مكان فيها والحقيقة انبهرت بالمكان
ولكن سمعت إن عندكم مزراع من أكبر المزارع في مصر وصيتكم واصل في البلد بشكل كبير
عدل زايد من ياقة الچاكيت اللي بدون اكمام واللي كان لابسة على الجلابية بغرور، فقدرت تفهم إن التفخيم عجبه، فكملت بحماس_والحقيقة حسيت إني مش هقدر امشي من هنا غير لما أشوف بنفسي الكلام اللي اتقال عن جودة مزارعكم ومحاصيلكم اللي ملهاش مثيل في كل مصر
فانا بطلب بس من حضرتك ساعة واحدة بالظبط جوا مزارعكم وصدقني هنكون ضيوف خفاف جدًا ومش هنضايقكم
ولكن ارجوك متكسفنيش!
نظراتها البريئة واسلوب كلامها اللبق عجبه مش هينكر، واتمحت الحدة اللي كانت على ملامحه، فاتكلم بغلظة_استنيني دقيقة يا ست البنات أما نشوف الموضوع هذا
هزت راسها مع ابتسامة رقيقة، واتجه لجوا تحت أنظارها، نزل في الوقت ده مساعدينها اللي وقفوا وراها يتابعوه وهما بيقولوا_وافق؟

ردت من غير ما تتلفتلهم_حتى لو موافقش، مواراناش غيرهم طول اليوم
لوهلة اتجمدت مكانها تمامًا لما شافته خارج من بيت من البيوت اللي جوا قدامها، لابس قميص رمادي ومدخله جوا بنطلونه، فاتح أول أزراره، ماسك موبايله وكل أنظاره مسلطة عليه باهتمام
اضطربت دقات قلبها بقوة، عدوها قدامها أخيرا مش مجرد صور!
لوهلة اتبدلت نظراتها اللي بقت مليانة كره كفيل أي حد يلاحظه، بغض ملهوش مثيل
جزت على أسنانها بغيظ، بتتمنى إنها تروح تفتك بيه
السبب الوحيد لموت جوزها وحبيبها قدامها عايش مرتاح البال!
كان خارج في طريقه لمكتبه، ولكن وقف لما سمع نداء زايد ليه_عامر
عامر يابن عمي
بصله بتعجب_خير يا زايد؟!
شاور براسه للمكان اللي واقفة فيه يقين وقال_فيه صحفيين من جريدة معرفش اسمهم إيش كده
جايين وبيقولوا عاوزين يسووا سبق صحفي للمزارع ويصوروا الانتاج عشان يحطوها على الجرايد
رفع عامر حاجبه بتعجب وقال_من متى وحنا بندخل الصحافة عنا ولا في شغلنا؟!
غورهم اجري
ضم زايد شفايفه باعتراض، فاتكلم عامر بحدة_اسمع الكلام يا زايد
مش عاوزين لبش اليومين ذولا ولا عاوزين العيون تتفتح علينا
هز راسه بضيق واتلفت ورجع لهم، استقبلته يقين بلهفة حسسته بالعجز اكتر، ولكنه طفى حماسها لما قال_حنا ملناش فاضيين
ومش عاوزين قلق في شغلنا
تقدروا تروحوا تصوروا في مكان تاني

اتصنعت يقين الحزن ومطت شفايفها بضيق_احنا عارفين إن فيه مزارع تانية هنا
بس استحالة تكون في جودة مزارع الزيات
يا خسارة، كانت هتبقى إضافة كبيرة ليا إن اعمل سبق صحفي زي ده بس مليش نصيب
اتلفتت وهي ناكسة راسها بتمثل الأسى، نقل زايد نظراته بينها وبين عامر اللي وراه، وسط ارتباك وتردد كبير منه، ولكن في النهاية هتف_استني يا
يا صحفية
هذي ايش كان اسمها!
اتلفتت ليه بلهفة_يقين
يقين عبدالرحمن
قرب منها وقال_اسمعي يا يقين، أنا هدخلكم بس لنص ساعة بالضبط، ماقدر ازيد عن كذه
ابتسمت باتساع وقالت_وإحنا راضيين بقليله
رغمًا عنه لقى زايد نفسه بيبادلها الابتسامة، بعد ما حس بالاعجاب ناحيتها، وهي كانت مدركة لده كويس وبتشتغل عليه.
اتحركت وراه هي والصحفيين بمعداتهم، وصلهم زايد لمدخل المزرعة، ووجه كلامه لعدد من رجالتهم بأمر_خليكم امعاهم، ومش عاوز أي شوشرة عشان عامر بيه ميقطعش رقابيكم
_أمرك يا زايد بيه
رغم إنه كان بيتكلم ببساطة وكإن القتل شئ عادي، ولكن نظرات القلق والخوف اللي اتبادلوها بين بعض كانت واضحة جدًا، بس استمدوا القوة ببعض واتحركوا ورا الرجالة، ولكن فضلت يقين مكانها تحت أنظار زايد الفضولية، ولما شافت إنهم بعدوا شوية قربت منه واتكلمت برقة_أنا بجد مش عارفة أقولك إيه يا استاذ زايد
اشكرك جدًا إنك إديتني الفرصة دي
بصلها بنظرات متفحصة ممزوجة بالاعجاب، واتكلم بنبرة رجولية_العفو
هزت هي رأسها بامتنان، واتوجهت بكاميرتها لجوا

لوهلة انبهرت بالمنظر قدامها، المساحة المهولة المليانة بأشجار الزيتون اللي كان نضج والعمال اللي بيحصدوه من الأشجار، كانوا بيتشغلوا على قدم وساق، ورغم إن دي مش مهمة يقين الحقيقية إلا بحكم مهنتها لقت نفسها بتمسك كاميرتها وبتبتدي تصور المكان.
ومن على بُعد شافت ليلى وهناء المشهد هناك، واستعجبت من اللي بيحصل، فاتوجهت بجلبابها التقليدي لهناك، واتكلمت بقوة تليق ببنت الزيات_مين هذولا يا حمد
وش بيسووا هنا؟!
نكس حمد راسه بسرعة تحت أنظار يقين المتفحصة، مكانش يجرؤ يرفع راسه لأي ست تنتمي لعيلة الزيات، واتكلم بتوتر_ست ليلى هذولا صحفيين باعتهم زايد بيه عشان يصوروا المزرعة
كتفت إيديها وبتعالي قالت_ومن متى بندخل صحفيين جوا مزارعنا؟
عامر بيه عنده علم بالكلام هذا؟
اتقدمت منها يقين المرة دي واتكلمت بلباقة_إحنا مش هناخد من وقتكوا كتير، هناخد كام صورة للمكان، ونشوف العمال بيشتغلوا ازاي وهنمشي على طول
استاذ زايد ادانا نص ساعة وان شاء الله قبل النص ساعة هنكون مخلصين
بصتلها من فوق لتحت بتعالي واضح، ضحكت بسخرية ورددت_استاذ زايد؟!
وجهت نظرها المرة دي لحمد وقالت_خلي عينك عليهم
_أمرك يا ست ليلى
اتحركت ومشيت بعد ما رمتها بنظرة مستحقرة أثارت غضب يقين بشدة، ورجعت تاني لمكانها جنب هناء اللي مالت عليها بفضول_عرفتي مين هذولا؟
ضحكت باستهزاء_مساخة بتوع مصر
قال جايين يصوروا المزرعة!
يلا يلا نرجع على الدار سيبك منهم.
اتحركت يقين مع مساعدينها وابتدوا يصوروا الانتاج والعمالة اللي هناك ويعملوا لقاءات مع العمال اللي كانوا ودودين بشكل كبير
ولكن كل اللي مضايقها رجالة الزيات اللي كانوا محاوطينها

حاولت تبعد هي عنهم وتتوغل أكتر جوا المزرعة وبالفعل استغلت انشغالهم بمراقبة مساعدينها واتحركت بين الأشجار، وعلى بُعد شافت مستودع كبير كان حواليه حراسة كبيرة واللي كان عامر الزياد وفارس اخوه واقفين بيتكلموا معاهم وكان واضح على وشوشهم الصرامة وكإنهم بيحذروهم
حست إن فيه حاجة غريبة في المكان ده، حاولت تقرب أكتر ولكن اتجمدت مكانها لما هتف واحد من رجالة زايد_إيش بتسوي هنا؟!
ممنوع تقربي من المكان هذا!
غمضت عينها بهلع، وبلعت ريقها بارتباك وبعدين اتلفتت ليه وهي بتقول بضحكة متوترة_أنا بس نسيت نفسي وأنا بتمشى وبصور وسط المزرعة فلقتني هنا ونسيت برجع ازاي
بصلها بتفحص شوية وشك، وبعدين قال_تعالي
أنا هرجعك لزمايلك
هزت راسها مع نفس الابتسامة، وبالفعل أبتدت تتحرك معاه ولكن عيونها كانت مسلطة على نفس المكان ده اللي حاسة انعزاله بالشكل ده وراه حاجة..
وبعد ما مرت النص ساعة رجعوا لطريقهم للفندق تاني، كانوا كلهم ماليهم الحماس من اللقطات اللي خدوها واللي متأكدين إنها هتكون إضافة ليهم
إلا يقين اللي كان عقلها مشغول تمامًا بالمشهد اللي شافته، وبأسلوب عامر اللي كان باين عليه التهديد وهو بيشاور حوالين المستودع ده وكإنه فيه حاجة مخبيينها فيه
كانت عارفة إنها لازم ترجع ولكن كل ازمتها هي ازاي وبأي حجة
هما دخلوا هنا بالعافية أساسًا وباين قد إيه أنهم حويطين زيادة
ولكن رغم ده كان الإصرار مالي عينيها، مش هتيأس حتى لو إيه حصل!
****
_ازاي يعني نكون في الجريدة على بكرا يا استاذ فادي، إحنا حتى يدوب كملنا يوم هنا!
هتفت بيها يقين وهي بتلف حوالين نفسها في الأوضة بضيق، مكانتش متخيلة إن الوضع ممكن يتأزم بالشكل ده!
ولكن جه صوت فادي الحازم_فيه شوية أحداث حصلت هنا يا يقين، محتاجين كل صحفي موجود في الجريدة
وكمان أنتِ معاكِ تلاتة من أحسن المساعدين، من غيرهم مش هنطلع الأخبار بالشكل اللي إحنا محتاجينه

شدت على خصلاتها البنية بجنون واتكلمت_بس يا استاذ فادي…
قاطعها بحدة ولهجة لا تقبل النقاش_مبسش يا يقين
أنا محتاجكوا بكرا في الجريدة وانتهى الموضوع
اتحركوا من الفجر عشان تلحقوا توصلوا
عضت على شفايفها بغيظ، وقالت بطاعة ونبرة مليانة ضيق_حاضر يا استاذ فادي حاضر
قفلت معاه وحدفت تليفونها بقوة على السرير وهي بتصرخ بغيظ شديد وبتشد على شعرها بجنون، فضلت تلف حوالين نفسها شوية
مش معقولة هتكون بالقرب ده وهتضيع الفرصة من بين إيديها!
لازم تتصرف، لازم!
وبعد تفكيره طويل لقت نفسها بتتجه لشنطتها وبتطلع هدوم داكنة رسمية، ومعاهم وشاح اسود هتستخدمه في إنها تداري بيه ملامحها
وقفت تبص لنفسها في المراية وهي بتعقص خصلاتها على هيئة كعكة عشان متعيقهاش، وخدت تلفونها اللي عملته صامت وكاميرتها الصغيرة، ولكن قبل ما تخرج لقت نفسها بتبص للسكينة اللي محطوطة في طبق الفاكهة، وبعد تردد كبير قربت خدت السكينة وقلبتها بين إيديها بتردد وبعدين حطتها في شنطتها الصغيرة واتحركت لبرا الفندق
هي مدركة إن اللي بتعمله ده خطر على حياتها، ولكن لازم تستغل الفرصة، مش هتقدر تمشي من هنا من غير ما توصل لجزء من اللي هي عايزاه!
وقفت تاكسي من قدام الفندق، واتحركت بيه لأقرب نقطة من صرح الزيات عشان متلفتش النظر
نزلت من التاكسي اللي كان سواقه بيبصلها بنظرات متعجبة من وجودها في مكان زي ده في الوقت المتأخر ده، حاسبته وبعدين اتحركت بحذر وهي بتتأمل المكان من على بُعد لحد ما اختفى السائق بالعربية عن عيونها
طلعت الوشاح ولفته حوالين راسها بإحكام لدرجة إن مبقاش باين ليها أثر غير عينيها، وطلعت قفازات جلدية لبستها عشان بصماتها
كل دي حاجات اتعلمتها من مهنتها في كتابة الجرايم في الجريدة، ده غير شغل زوجها اللي كان بيحكيلها دايمًا عن تفاصيله
طلعت كاميرتها والسكينة حطتها في جيب البالطوا الاسود الطويل بتاعها مؤقتًا عشان لو احتاجته، واتحركت بتردد من وسط الاشجار

كانت عارفة إنها مش هتقدر تتحرك من الطريق الرئيسي بسبب عدد الرجالة الموجودين واللي كانوا مسلحين مش هيترددوا يخلصوا عليها
اتسللت من ورا سور البيت بحذر، ولكن كانت حاسة بالرعب من الرجالة المسلحين اللي واقفين حتى على سور البيت بيراقبوا المكان، ولكن الضلمة والاشجار وكمان حجمها الصغير ساعدتها في إنها تتدارى منهم
ولكن لوهلة شهقت بهلع واستخبت ورا الحيطة لما شافت رجل مسلح خرج قدامها،
كتمت بوقها بإيديها وثبتت مكانها وهي بتحاول تكتم أي نفس ليها ولكن الرعب كان ظاهر عليها من عيونها المتوسعة بشدة
لحظات ومر الرجل من جنبها ولحظها محسش بيها، فاتحركت بسرعة وبحذر لحد ما لقت مدخل للمزرعة من ورا
دخلت وهي بتتأمل المكان من حواليها بفضول، وابتدت تتخبى بين الأشجار لحد ما وصلت عند المستودع اللي شافته بالنهار واللي كانت أضواؤه شغالة
قربت بحذر لحد ما وقفت ورا شجرة إلى حد ما مخبياها
ولكن لوهلة اتسعت عيونها بصدمة من اللي شافته….
 
google-playkhamsatmostaqltradent