Ads by Google X

رواية بنت الاكابرالفصل الثلاثون 30 - بقلم ندا الشرقاوي

الصفحة الرئيسية

   


رواية بنت الاكابرالفصل الثلاثون 30 - بقلم ندا الشرقاوي


ركضت سما نحو الباب بسرعة لتفتحه، دون أن تنتبه لحديث أحمد عبر الهاتف، وهو يقول بقلق:
. سما أنا لسه مجتش يابنتي… سما سماااا!
” لم يسمع سوى صوت صراخ سما المفاجئ ”
ركضت سما بفزع عندما رأت من يقف على الباب.
كانتا امرأتين بملامح شريرة ونظرات مخيفة جعلت الرعب يدب في قلبها. اندفعت نحو غرفة النوم وهي تصرخ منادية على زوجها، والنساء يطاردنها. وصلت إلى الغرفة وحاولت إغلاق الباب، لكن إحدى السيدات وضعت قدمها لتمنع إغلاقه.
صرخت سما ببكاء وهي خلف الباب.
أنتم مين؟ عاوزين إيه ؟
بدأت النساء يدفعن الباب بقوة وهي تحاول يائسة مقاومته، لكن إحدى السيدات هتفت بسخرية.
إحنا جايين نعمل خدمة بسيطة، ومهما تصرخي محدش هينجدك


دفعت النساء الباب بكل قوتهن فسقطت سما على الأرض، لتصطدم قدمها بالمكتب الصغير. زحفت للخلف بفزع، تنظر إليهن وهن يقتربن خطوة بخطوة.
هتفت برجاء وخوف

حرام عليكم عايزين فلوس؟ خدوا الفلوس، لكن سبوني أنا معملتش حاجة
كانت سما تُحاوط بطنها بيديها خوفا على صغيرها الذي لم يأت إلى الدنيا بعد اقتربت إحدى السيدات لتقيد يديها، لكن سما قاومت بكل ما أوتيت من قوة لتحمي جنينها.
في الجهة الأخرى:
كان أحمد يضرب عجلة القيادة بعنف عندما سمع صراخها عبر الهاتف الذي سقط منها. حاول أن يُسرع لكنه كاد يصطدم بالسيارات أكثر من مرة. التقط هاتفه الآخر واتصل بمعتز
معتز الحق بسرعة، في ناس هجمت على سما
لم ينتظر أحمد سماع رد معتز أغلق الهاتف ووصل إلى البناية فتح درج سيارته وأخذ سلاحه الشخصي ثم صعد الدرج وكأنه يتسابق مع الزمن.
وصل إلى الشقة واندفع إلى الداخل، ليجد النساء يقتربن من سماء التي كانت ملقاة على الأرض وفقدت وعيها. أطلق رصاصة أصابت قدم إحدى السيدات مما أثار الذعر بينهن.
صرخ بغضب وهو يوجه سلاحه نحوهن
يا ولاد الـ… ابعدوا عنها وإلا هولع فيكم
حمل سما بين ذراعيه، وهو يرى بقعة من الدماء تحتها، لكن الأهم بالنسبة له كان إنقاذها. أغلق الباب بعد أن حبس النساء في الغرفة، وركض سريعًا إلى سيارته. وضع سما في المقعد الخلفي، وانطلق بسرعة نحو المستشفى وهو يهتف.

سما… حقك عليا يا نور عيني
في المستشفى:
هبط من السيارة وصرخ في الطوارئ.
بسرعة حد يلحقني مراتي بتموت
أسرع الممرضون بالعربة الطبية ووضعوا سما عليها ثم دخلوا بها إلى غرفة الطوارئ. حاول أحمد الدخول معهم، لكنهم منعوه قائلين:
ممنوع يا فندم استنی بره
جلس أحمد على الأرض أمام الغرفة، يدفن وجهه بين يديه دموعه تنساب بغزارة، وهو يلوم نفسه.
مقدرتش أحميها… مقدرتش أحمي مراتي وابني اللي راح… أنا السبب في كل ده
بعد مرور عشرين دقيقة
دخلت قمر ويونس إلى المستشفى تبحث قمر بلهفة عن أخيها. وجدت أحمد يجلس على الأرض، فتقدمت بسرعة وهي تقول:
“!أحمد” .
رفع أحمد يده عن وجهه ونظر إليها. لم يقدر على الوقوف هبطت قمر إلى مستواه وهي تقول:
. “قوم يا أحمد، هتكون كويسة.”

عانقها أحمد بقوة وهو يبكي، وهتف:
. “مقدرتش أحميها يا قمر مقدرتش أحمي مراتي وابني اللي راح… مقدرتش”
ابتعدت قمر قليلاً ووقفت، ثم مدت يدها إليه قائلة:
. مينفعش تطلع تلاقيك ضعيف يا أحمد. قوم علشان تاخد حق مراتك”
وقف أحمد وهو يقول بغضب
. “ولاد الـ *** … والله ما هرحمهم هخليهم يتمنوا الموت ألف مرة بدل ما عاشوا يشوفوا صرختها!”
اقترب يونس وربت على كتفه قائلاً:
. “شد حيلك اختبار صعب بس لازم تطلع تلاقيك جنبها. معتز لسه مكلمني بيقول إنه في المخزن وزين هناك. ”
رد أحمد سريعًا:
. “هروح لهم !”
هتفت قمر بعقلانية
. تروح فين؟ اتخبلت؟! اياك تسيبها مرتك محتجاك يا أحمد اسمع كلامي، الأول نتطمن عليها وبعدين نفكر ”
خرج الطبيب في هذه اللحظة قائلاً:

. “الحمد لله، قدرنا ننقذها هي والجنين ”
هتف أحمد بفرحة ممزوجة بالدموع
. ” بجد؟ يعني هي كويسة؟ كان… كان في دم؟!”
رد الطبيب بعملية
. ” شيء طبيعي. وبعدين تقريبا كانت بتحاول تحمي بطنها، لأن في كدمات كتير في ذراعيها. المهم إنها بخیر حمد لله على سلامتها. بس لازم نبلغ عن الواقعة، دا اعتداء واضح ”
تحدث يونس قائلا:
. ” اكتب إنها وقعت من على السلم يا دكتور دا موضوع عائلي مش أكتر. ”
تفهم الطبيب وغادر.
التفتت قمر لأحمد وقالت بحزم
. روح الحمام واغسل وشك لما تدخل، هي لازم تشوفك قوي. يلا يا أحمد ”
هز رأسه موافقًا وغادر. توجهت قمر ليونس، ووضعت رأسها على صدره لتأخذ نفسًا عميقًا. أغلق يونس ذراعيه عليها وقبل مقدمة رأسها قائلاً:
. كنت شديدة شوية في الكلام ”

رفعت رأسها وقالت:
. “مش حابة تشوفه كده الست لو شافت راجلها ضعیف یا یونس هتضعف هي كمان سما دخلت حياتها متعرفش حاجة متستحقش المرمطة دي”
رد یونس بحنان
. ” بس شدة أعصابك دي غلط. الضعف مش وحش يا حبيبتي ”
ابتسمت قمر وقالت
. ” أنا عارفة أحمد، ولو حزن الحزن هيبقى شماعة يختفي وراها. ”
بعد نصف ساعة
دلف أحمد إلى الغرفة بمفرده بناءً على طلب قمر. عندما وقعت عينا سما عليه، أوشكت على البكاء. ركض نحوها وجلس بجانبها، وبدأ يُقبّل وجهها بكل خوف العالم.
. “حقك عليا… أنا غلطان!”
هتفت سما ببكاء:
. ” ابني يا أحمد… حاولت… حاولت أحميه كانوا أقوى مني!”
أمسك وجهها بين يديه وقال:

. “لا يا روحي كنت قدها. ابننا بخير يا قلب أحمد”
وضع يدها على بطنها بحرص، فهتفت بفرحة
“!ابني موجود؟! بجد؟”.
هز رأسه وقال بابتسامة دافئة
. ” ابنك موجود، الدكتور قال إنك كنت بتحاولي تحميه. ”
رأى الكدمات على يديها، وأغمض عينيه بحزن بدأ يُقبل كل كدمة، ولكن خارت قوته ودمعت عيناه.
همست سما
. “أحمد… متعيطش!”
رفع رأسه ومسح دموعه قائلاً بحنان
. مش عاوز دموع. إنتِ بخير وده عندي بالدنيا كلها
قام أحمد وفتح الباب لتدخل قمر ويونس وعلى وجه قمر ابتسامة مشرقة حاولت من خلالها تخفيف الأجواء المشحونة
حد يطلع من العمليات منوّر بالشكل ده؟ حمد لله على السلامة يا أغلى سماء في الدنيا.
ابتسمت سما بخفوت على كلمات قمر الدافئة

. الله يسلمك يا قمر.
تقدم يونس بخطوات ثابتة وهو يقول بهدوء
. ألف سلامة يا سما.
هزت سما رأسها بامتنان
. الله يسلمك يا يونس، تسلم.
قررت قمر كسر حدة اللحظة ببعض المزاح وهي تشير إلى أحمد:
. شوفوا الولد ماسك في أمه إزاي، ولد المحمدية بصحيح، من وهو في بطنها داخل في معارك
ضحك أحمد بخفة وهو يرد عليها:
. عمة قمر عاوزة الولد ينزل سهل كده، لكن ابن أحمد لازم يبقى قد التحديات من أول لحظة!
قهقه الجميع على هذه المزحة، وتبادلوا الحديث لبعض الوقت. بعد أن اطمأنوا على سما، استأذنت قمر ويونس في المغادرة. قبل أن تخرج، مالت قمر على أحمد وهمست له بكلمات في أذنه، ثم غادرت مع يونس، تاركين أحمد بجانب سما.


اقترب أحمد من سما بحنان وجلس بجوارها يمسك يدها برفق وهمس بصوته العميق المليء بالحب
. حبيبتي لازم تريحي نفسك شوية. نامي من غير نقاش، وأنا هخرج شوية وهرجع بسرعة.

حاولت سما الاعتراض، لكن أحمد وضع إصبعه برفق على شفتيها ليمنعها من الحديث
. اسمعي الكلام سمايا مش هتأخر، وأنت متخافيش.
طبع قبلة دافئة على جبينها، ثم خرج من الغرفة بخطوات بطيئة. لكنه ما إن أغلق الباب خلفه، حتى تغيرت تعابير وجهه تمامًا. أصبحت ملامحه جامدة وخالية من الرحمة، عينيه تنطقان بالعزم والغضب المكبوت. تمتم لنفسه بلهجة حادة 
google-playkhamsatmostaqltradent