Ads by Google X

رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الحادي و الثلاثون 31 - بقلم اسماعيل موسى

الصفحة الرئيسية

 

      رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الحادي و الثلاثون 31 - بقلم اسماعيل موسى

وكانت القريه كلها ليس لها كلام الا عن المعركه القادمه بين صقر وفرغلى ومن قد ينتصر وما الذى سوف يجرى بعد ذلك وسمع ان جماعة من اولاد صقر كانو يتهامسون ان فرغلى اقسم بالله ليؤدب صقر ويطرده من القريه ويجعل عودته إليها مستحيله، وان العار سيركب عائلة عبد الكريم مدى الحياه………..
من ناحيه أخرى كان صقر يسير فى ارجاء القريه رافعآ رأسه بشموخ غير مهتم بالمعركة ويجلس بفخامه امام البيت البحرى مرحب بالضيوف التى تزوره


وعبد التواب داخل مضيفته يشعر بالتهميش فحتى لو كان هو كبير العائله رسميآ فأن الناس ينظرون إلى صقر على انه الكبير لأنه يملك القوه وكان هذ الأمر يؤرقه لدرجه بعيده

وينغص عليه منامه
ليه رجعت يا صقر، بسببك صابنى العار مش بس مره
بل مرتين، أحلامه لن تتحقق قبل أن يتخلص من صقر
ولن يصبح كبير العائلة بحق وحقيقى الا بعد أن يهزم فرغلى امام الناس كما اتفق معه
عندما عاد عوض العلاف لم يفتح فمه لم يخبر اى انسان بما سمعه ورأه
حتى سادين نفسها التى طلبت منه مراقبة صقر لم يخبرها بشيء فكل من احتقره يستحق أن يتأدب


وعندما لاح عرس قريب كانت الناس فرحانه ليس بسبب العروسه او العريس فهو عيل ابن ك_لب يحمل الحقد داخل قلبه لكل الناس وكان لا يتوقف عن معاكسة الحريم
بل من أجل المعركه القريبه، صقر وفرغلى، العصا والعكاز
الكبرياء والعائله والنخوه
وكان صقر يتدرب على العصا كل يوم وفرغلى يخوض نزالات فى كل مكان ويخرج منتصر
وحضر يوم العرس وجلست الناس فى الفرح كل عائلة مع بعضها، وكانت عائلة عبد الكريم تجلس فى مواجهت عائلة اولاد صقر يفصل بينهم طريق
جلس عبد التواب وسعيد ودياب وعقل وجلس صقر معهم
عندما عرف عبد التواب ان صقر سيكون حاضر فى الفرح
لم يغضب فقد جاء الأمر على هواه وبعد أن رقص الرجال على الطبل البلدى وقف فرغلى بشموخ ونادى فى الناس من يرغب فى نزاله يخرج إلى الساحه
نظر عبد التواب تجاه صقر الذى ظل صامتآ
وقف فرغلى وسط الساحه بصدره العريض وعضلات ذراعيه الضخمه يبرم شاربه ويهز عكازة
والنساء تزغرد وتصفق والأطفال تركض لأخذ مكان على الدكك يمكنها من رؤية المعركه
تقدم شاب غريب من بلده مجاوره وهزمه فرغلى بعد جولتين

ثم تقدم اخر من عائلة عدنان هزم من اول جوله
والنساء تثرثر العيون مصوبة على صقر تنتظر تحركه او وقوفه من مكانه
وربط المطاريد فى أماكنهم وسط الحقول ينتظرون اللحظه المناسبه وناس تجيء وتذهب
وفرغلى يصرخ طالبا الرجال إلى أرض المعركه
ثم خرج رجل يحب الكلام مثل النساء وراح يصرخ وهو يضحك عايزين ننصب شخص فتوة للقريه
والذين يرغبون بذلك يصعدون إلى المنصه
وصعد أكثر من شاب لم يكن من بينهم صقر
وسرت الهمسات القلقه ان صقر ربما لا يخوض النزال
خوفه من فرغلى والهزيمه يحتم عليه البقاء فى وضع السكون، بينما كان فريق اخر يرى ان صقر ينتظر اللحظه المناسبه وانه غير مهتم العراك ما لم يذكر اسمه وفرغلى لم ينادى بأسمه حتى الأن
وهزم كل من كان على المنصه، هزمهم فرغلى بلا جهد يذكر ان ضربة فرغلى بالعصا ضربت معلمين تعرف مطرحها وتوجع
وارتفع الصياح فرغلى الفتوه، فرغلى سيد شباب القريه
كل ذلك وعبد التواب ينظر تجاه صقر ثم ناحيت فرغلى
ثم حدث ما كان متوقع، هو صقر بيه مش ناوى يشرفنا على المنصه ولا ايه؟
كان صوت فرغلى مسموع حتى انه أخرس الأصوات الفوضاويه التى كانت تملأ المكان


ابتسم صقر، صقر عمره ما يتراجع عن حد ذكر اسمه يا فرغلى
ولو كنت عايزنى يا مرحب بالمعارك
وصل صقر المنصه والتف أهل القريه حولها لا أحد يمكنه ان يتوقع النتيجه
هز صقر العكاز فى يده يعرف وزنه وكان لازال ينظر تجاه الطريق عندما ضربه فرغلى بقوة فى جانبة ضربه تفادها صقر بالعافيه

وأدرك صقر عن فرغلى ينتوى خيانته، تلك الحركه الصغيره فضحت نواياه
وسرعان ما سخن العراك وانطلق الضرب من كل ناحيه
ولم يكن ضرب عادى بل ضرب موت
وكما هى عادت النزالات بين صقر وفرغلى فقد كانت حركات سريعه لكنها مشحونه بالغضب
وكل ضربه اذا عبرت ستكسر ضلع،او تشق رأس.
فرغلى يبحث عن حلمه وصقر يدافع عن شرفه
وتسأل فرغلى لما ضربات صقر قاسيه مثل الصخر؟
ضربات مرعبة إلى حد بعيد، ثم اخذ صقر المبادرة وراح يضرب فرغلى بكل قوته وفرغلى يعرض عصاة ويصد الضربات ويتراجع وصوت العصا يسمع من بعيد بعد أن صمت الحضور
وتذكر صقر كلمات سادين ان فرغلى ذهب إلى القاهره
وهمس لقد جن كيف تجراء وسافر إلى القاهره؟
لو كان خائف منى لفكر الف مره قبل أن يطرق باب الشقه
ورأى شيخ البلد انها لم تعد لعبة عصا بل لعبة موت وبحث عن انتقام، فصرخ فى الناس خلينا نفضوها الليل دى
لكن صقر قال انه لن يتوقف حتى يهزم فرغلى
وتقدم اولاد عائلة صقر نحو المنصه للوقوف جوار فرغلى الذى لم يمانع
وأصبح صقر فى مواجهة سبعه فنظر إلى عبد التواب ينتظر الدعم، انها حرب عائله ضد عائله وليست حرب شخص واحد


وصرخ شيخ البلد إلى عايز من عيلة عبد الكريم يساعد صقر يصعد المنصه
محدش يتحرك من مكانه، أمرهم عبد التواب واقسم ان من يصعد المنصه سيحرمه من الورث وان الأوراق كلها معه ومحدش هيطول قراط واحد
وكان على النزال ان يستمر فلا يمكن لصقر ان يترك المنصه مهزوم امام عيون كل الناس

ان الشرف يحتم عليه ان يقاتل حتى آخر لحظه
فرفع عكازه وشكر كمه وهمس انا اسف يا سادين
وعدتك بالنصر ولكنى سأمنحك الموت
وبعد جوله فرديه لمداراة العين اشترك اولاد صقر فى النزال
وبداء صقر يتلقى ضربات من كل ناحيه
وفرغلى يتحين الفرصه المناسبه لشق رأسه والسخرية منه
شجت رأس صقر وهو يحمل العصا
وكسر ضلع فى جانبه وهو يحمل العصا ولم يتركها
وسط هذا الصخب والضجيج والتربص
لمح شخص قادم من بعيد، كان يرتدى جلباب صوف ولاسه زرقاء وفى يده عكازه ولم يتبين احد وجهه حتى وصل الانوار
كان عوض العلاف وكان لأول مره برى بتلك الهيئه النظيفه فقد كان دائمآ مغطى بالروث والعجين والطمى
شق عوض صفوف الناس وقصد المنصه ثم صوب نظره تجاه عبد التواب وقال جبان وصعد المنصه إلى جوار صقر
وسرت الهمسات شوف عوض العلاف بيعمل ايه يا ولاد؟
بقا القوالب نامت والنصاص قامت؟
يكونش عوض فاكر نفسه فتوه؟
وسمعت ضحكات فى أكثر من مكان وسرعان ما دخل عوض فى النزال وراح يصد الضربات عن صقر
وللعجب كانت ضرباته دقيقه ووقويه ووقف أمام فرغلى أكثر من مره دون أن يتمكن فرغلى من لمسه


وشعر فرغلى بالغضب فصرخ فى اولاد عائلته بكفاية هزار يا ولاد خلينا نقضى عليهم
وكان صقر وعوض يدافعون باستماته، يتلقون الضربات منحشرين فى زواية المنصه

عندما لمح شاب نحيف يركض تجاه المنصه وفى يده عكاز
قفز إلى المنصه وراح يضرب اولاد صقر من الخلف واصاب اثنين منهم
كان شاب غريب ولم يتعرف احد على وجهه او عائلته
اخرج المصابين من حلبة النزال ووقف الشاب إلى جوار صقر وعوض
قال صقر شكرا لك لكن الشاب لم يرد
وهمس عوض لصقر انت مصاب، سبلى فرغلى وخلص على بقية العيال
وبداء يعترض فرغلى فى كل ناحيه حتى تلاقى امام عيون الناس
بينما اجهز صقر والشاب الغريب على بقية اولاد صقر
وراح عوض العلاف يهز العصا بفن وحرفيه انه ينتظر تلك اللحظه من سنين طويله
الكل كان ينظر اليه كبعوضه، حشره لكنه الان يقف امام أقوى شاب فى القريه
وكانت حركات عوض سريعه ورشيقه
وفرغلى يستصغره ويهجم عليه بقوه وعوض يرواغ ثم يضرب
حتى تمكن من مراوغه ناجحه أندفع فرغلى فتنحى عوض وضربه على مؤخرته بالعكاز
ضربه اسقطته أرضا ولم يصدق الناس ما تراهم عيونهم
فرغلى على الأرض وعوض فوقه يضربه فى كل مكان
لن أدرك الشاب الغريب النصر
قفز من على المنصه وركض مبتعد عن العرس والناس ولم يتمكن احد من معرفة هويته، رغم ركض الأطفال خلفه لكنه اختفى فى الحقول
ونهض فرغلى مضرج بالدماء، فى مواجهة عوض
وسط كل ذلك رفع فرغلى يده بالإشارة المتفق عليها مع المطاريد

 
google-playkhamsatmostaqltradent