رواية جمرية الصقر الفصل الحادي والثلاثون 31 - بقلم سلوى عوض
بقلم_سلوى_عوض
بارت 31
وصل صقر وجمريه عند طارق ورضوى، اللي رحبوا جدًا بيهم.
جمريه: أمال فين حور وإخواتها؟
حور: أنا هنا يا جوجو، وحشتيني أوي.
يزن وياسين: جوجو، وحشتينا وزعلانين منك عشان بقالك كتير مش بتسألي عننا.
جمريه: وانتو كمان وحشتوني جوي جوي، وأنا على صالحكم، حكمكم عليا.
صقر: ياسلام، وخالو صقر موحشكوش؟
الأولاد: لا يا خالو، بس جوجو بقالها كتير بعيدة عننا.
رضوى: خلاص بقى يا أولاد.
صقر ينظر لأولاد أخته حتى يلاحظ معاملتهم مع زوجة أبيهم.
الأولاد: سوري يا مامي، إحنا بنحب جوجو أوي.
رضوى: واللي يحب حد مش يرحب بيه؟
حور: صح يا مامي، إحنا كمان بنحب حضرتك أوي وبنحب إخواتنا.
طارق: قصدهم ولاد رضوى، بس هنا كلهم إخوات.
صقر: أنا كده اطمنت على الأولاد.
رضوى: والله يا أستاذ صقر، أنا بحبهم أوي أوي.
طارق: تعالَ، ادخل أوضة يزن وياسين، هوريك حاجة.
يدخل صقر مع طارق ليجد صورة لهيام وطارق والأولاد.
لتدمع عين صقر: الله يرحمك يا خيتي.
طارق: يا رب. على فكرة، رضوى عملت الصورة ديه وخليتها هنا، وفي أوضة حور كمان نفس الصورة. وكمان اتواصلنا مع الدادة وجبناها عشان الولاد بيحبوها.
صقر: مراتك ست محترمة، ربنا عوضك بيها انت والأولاد.
يخرجوا ليجدوا جمريه تلعب مع الأولاد.
رضوى: أستاذ صقر، قهوتك إيه؟
صقر: أخوكي صقر، بلاش أستاذ ديه.
رضوى: طيب يا صقر، قهوتك إيه؟
لتسمعهم جمريه: لع قهوة إيه؟ فين الحاجة اللي قلت عليها؟
ليغمز لها صقر.
جمريه: عتغمز ليه؟ ليش صالح؟ أنا عاوزه الآيس كريم، وأنت كمان عتاكل معانا زي ما وعدتني.
ليضحك طارق: أوبا، قابل يا معلم، الهيبة خلاص اتفرمت.
صقر: طارق!
طارق: وأنا مالي، بتتشطر عليا أنا؟
جمريه: خلص بقى يا صقر.
صقر: حاضر يا ستي، ده حور الصغيرة متعملش عمايلك ديه.
جمريه: جال يا حور معيزاش آيس كريم؟
لتضحك حور: لا، أصله بيجيب اللوز.
صقر: شفتي العيلة الصغيرة جالت إيه؟
جمريه: بزعل خلاص، معيزاش.
صقر: له يا جلبي، متزعليش، تعالي يا طارق معايا ننزل نجيب السخماط دي.
طارق: هتنزل بنفسك تجيب آيس كريم؟ ما نبعت البواب.
صقر: لا، تعالي بس. ننزلوا.
طارق: ده انتي جبارة أوي يا جمريه، مع إن اللي يشوف طولك يقول طفلة.
صقر: حكم الجوي على الضعيف.
وفعلاً بينزلوا يجيبوا الآيس كريم والحاجات الحلوة للأولاد.
صقر: جوللي يا طارق، مرتاح في حياتك؟
طارق: آه، الحمد لله.
صقر: يعني نسيت هيام؟
طارق: عمري ما هنسي هيام، هي كانت أول حب في حياتي، وبنت خالتي، وأم أولادي. بس قبل موتها، النصيب بينا كان خلص. لكن ده ميمنعش إنها لسه موجودة في حياتي، ورضوى عارفة ده كويس ومقدرة حبي واحترامي لأم أولادي. الله يرحمها... وأنت كده بوظت المفاجأة.
صقر: مفاجأة إيه؟
طارق: هيام رفعت قضايا قبل ما تموت. قضيتها ضد الراجل أبو الولد اللي مات، وقضية على الصحفي اللي شهر بيها، وقضية على وزارة الصحة نفسها. وإن شاء الله، في مؤتمر صحفي هيعقده وزير الصحة بنفسه عشان يقدم اعتذار رسمي لهيام الله يرحمها. والمؤتمر هيتذاع على كل قنوات التلفزيون. الصحفي اتشطب من النقابة، والزوج، عشان فقد ابنه، المحكمة اكتفت باعتذار رسمي منه.
طارق يكمل: رضوى هي اللي رفعت القضايا المستعجلة وقالت إن هيام اتظلمت، ولازم حقها ييجي. كمان المستشفى اللي كانت هيام المديرة بتاعتها سمّوا قسم النساء والتوليد باسمها: دكتورة هيام الصائغ. أما اللي تسببوا في الحادثة، خدو جزاءهم، ومحاكمتهم هتكون علنية. وده كله بفضل ربنا ثم رضوى، عشان الأولاد يعيشوا رافعين رأسهم طول حياتهم.
ليحضن صقر طارق، ويبكيا معاً.
صقر وطارق في نفس واحد: الله يرحمك يا هيام.
طارق يخرج من حضن صقر ويمسحوا دموعهم، ويكملوا شراء الأغراض.
يعودوا للبيت ليجدوا رضوى وجمريه في المطبخ، يحضرون طعام الغداء.
صقر: مدام رضوى، أنا عاوز أشكرك على كل اللي عملتيه.
رضوى: أنا معملتش حاجة، وياريت كفاية كلام عشان الغدا جهز.
جمريه: رضوى حكتلي على كل حاجة، والله أصيلة جوي جوي. أوعاك تزعلها يا طارج.
صقر: طارج حاف؟
جمريه: أصله بجى زي يوسف أخوي.
صقر: إنتي كل الناس عندك زي يوسف أخوكي! والله ده عجيبة يا ناس.
طارق: إيه، عندك مانع؟
صقر: له مانع إيه.
جمريه: وكمان رضوى بقت زي محاسن ونجمة إخواتي.
صقر: دول اخواتي أنا.
جمريه: لا، أنا عارفاهم قبلك، يبقوا إخواتي قبلك.
ليضحك صقر: هي الأخوة بقت للي يلحق.
طارق: هو إنتو متأكدين إنكم هتتجوزوا وإنتو عاملين زي القط والفار كده؟
صقر: نتغدى أحسن عشان نلحق يوسف، لحسن البت تكون قتلته.
جمريه: وهي تقدر؟ ده أنا أطبج في زمارة رقبتها، أطلع روحها.
رضوى: قلبك أبيض!
رضوى تنادي على الأولاد: الأكل جاهز، تعالوا كلوا.
جمريه: أمال فين بناتك؟
رضوى: راحوا مع باباهم النادي، واتحايلت على الحلوين دول يروحوا، مرضيوش لما طارق قال إن صقر اتصل وقال إنكم جايين.
يجلسوا جميعاً على الغداء، ورضوى تطعم حور وهي جالسة على رجلها.
رضوى بحب: اللي هيخلص طبقه، هيتفرج معايا على الكارتون اللي نختاره سوا.
صقر: الله يباركلك يا رضوى.
رضوى: وبعدين بقى، ممكن تكمل أكلك؟
بعد الغداء...
جمريه: فين بقى صقر؟
صقر: فين إيه؟
جمريه: صقر، فين الآيس كريم بتاعي؟
صقر: أنا هشرب قهوة.
جمريه: إنت وعدتني!
صقر: جمريه، اكبري وبلاش شغل عيال.
جمريه: كده يا صقر؟
صقر بغضب: جمريه، خلاص خلصنا.
جمريه: خلاص، براحتك، هأكله أنا.
طارق: شاطرة، أحسن، ده ممكن يتحول هنا.
_____________________________________
وعند لارا، كان يوسف قاعد بيحكي لها كل اللي حصل معاه وخلاه يسيب بلده ووالده وأخته ويروح بعيد.
يوسف: إيه؟ مش ناوية تسامحيني؟
لارا: طيب كنت عرفني إن الذاكرة رجعتلك وإنك هتعمل كده.
يوسف: أنا فعلاً كنت مقرر أقولك، بس والدك منعني إني أشوفك أو أكلمك. خلاص بقى سامحيني، أنا فعلاً بحبك.
صابرين: خلاص بقى يا بنتي.
لارا (تضحك): خلاص يا سيدي، عفونا عنك.
يوسف: خلاص، إحنا هنسافر الصعيد ونعيش كلنا في بيتنا.
لارا: أوك.
يوسف: هنا اسمها "حاضر" أو "تمام"، مش "أوك". ولما نوصل الصعيد، مفيش إنجليزي تاني.
لارا: أوك.
يوسف: وبعدين؟
لارا: سوري.
يوسف: يا دي النيلة، فهمي بنتك يا حجة.
صابرين (تضحك): خلاص، واحدة واحدة هتتعود.
يوسف: أوك.
ويضحكوا جميعهم.
______________________________________
وعند طارق...
صقر: إحنا ماشيين بقى يا طارج، وأنت ابقى هات العيلة كلها ورضوى وتعالوا.
طارق: حاضر. يا عيني عليكي يا رضوى، خمس عيال غير اللي جاي في الطريق.
رضوى: على قلبي زي العسل. ربنا يبارك فيهم يا رب، وعقبال ما نفرح بيكم أنت وجمريه يا رب، ونشوف ولادكم.
جمريه: لا، أنا غيرت رأيي، مش هتجوز.
صقر (بتعجب): نعم؟ سمعيني، قولتي إيه؟
جمريه: زي ما سمعت. يلا بينا، عاوزة أروح لأخويا.
لتسلم جمريه على رضوى والأولاد.
رضوى: معاكي رقمي، متنسيش تكلميني تطمنيني لما توصلوا البلد.
جمريه: حاضر.
ينزلوا ويركبوا العربية. وصقر بيقول:
صقر: ممكن أفهم إيه اللي جولتيه؟
جمريه: صجر، سوج وانت ساكت، ووديني عند أخويا.
صقر: مالك؟ ما كنا حلوين وبنهزر. إيه جلبك كده وخلاكي جلبتي؟
جمريه: كتر خيرك، وديني عند أخويا بجى.
صقر: مش رايح مكان غير لما أفهم مالك.
جمريه: مفيش. هتوديني ولا أنزل أخد تاكسي؟
صقر: نعم؟ تاخدي إيه ليه إن شاء الله؟ راكبة مع عيل صغير زي ما خدتك هرجعك. إنتوا كده الحريم، تحبوا النكد زي عينيكم.
جمريه: آه وماله، عنحب النكد. ولا إنت اللي كسفتني فوج قدامهم؟
صقر: أنا عملت كده إمتى ده؟
جمريه: لما مرضيتش تاكل الآيس كريم.
صقر (بحزم): اسمعي يا جمريه، عشان الكلام ده مش هقوله تاني. أنا صجر الصايغ، كبير عيلتي وكبير نجع الصايغ، وأحكم على رجالة بشنبات. عاوزاني أجعد ألحس في الجيلاتي جدامهم؟ مش كفاية إني نزلت وجبته؟ عاوزة إيه تاني؟ ولا إنتِ ترضيلي قلة القيمة؟
جمريه: ما إنت كلت معايا قبل كده.
صقر: معاكي إنتِ يا حبيبتي، ببجى على راحتي. إنما قدامك صجر وبس، من غير ألقاب. لكن جدام الناس، تتعاملي معايا إني الكبير. حتى لما نتجوز ونخلف، إن شاء الله، تتعاملي على كده. وأما نكون لوحدنا، اعملي اللي بدالك.
صقر يكمل: خلاص، فكي العقدة اللي عقدتيها دي. وهاجيب آيس كريم، وناكلوه في العربية.
جمريه (تضحك): أحلى وأحن صجر ده ولا إيه
صقر: بالذمة مش إحنا مجانين؟ نتخانق على حاجة تافهة، وانتي تلوي وشك عشان آيس كريم؟ أمال لو هفيتك جلمين على وشك ولا رزعتك علقة محترمة كسرت عضمك فيها هتعملي إيه؟
جمريه (بحدة): تهف مين جلمين إنت؟ وترزع مين علقة؟ والله معتقدر!
صقر (بيستفزها): ليه؟ كبيرة إنتِ على الضرب؟ إياك.
جمريه: أنا محدش يجدر يمس مني شعراية وأنت موجود يا صجري.
صقر: شوف البت بتقولك! أنا اللي هضربك.
جمريه: لا، قلبك مش هيطاوعك تضرب جمريتك يا صجري.
صقر (مبتسم): يا أبوي عليكي، جادرة تغيريني في لحظة. وإيه "صجري" دي كمان؟
جمريه: أمال إيه؟ صجري وحدي! تعود للملكية زي ما أنا جمريتك وحدك.
صقر: آه طبعاً، جمريتي وحدي. وأنا بس اللي في قلبك، يا مجننة صقر.
جمريه: كفاية بقى، لحسن نحسد نفسنا.
صقر: ربنا يقدرني وأسعدك يا حياتي.
____________________________________
في الصعيد، في نجع الصائغ:
عمار: يا عمي محمود، كنت عاوز أقولك حاجة.
محمود: قول يا ولدي.
عمار: أنا اشتريت بيت ودفعت المقدمة، وهجهز الباقي عشان إن شاء الله لما نتجوز أنا ومحاسن نقعد فيه.
محمود :لاه طبعاً! واندَهلي على زيدان والبنات.
لينده عمار على زيدان اللي كان بيشرب شاي قدام المنزل.
عمار: كلم الحج يا زيدان.
زيدان: حاضر، جاي أهو.
يدخل عمار وزيدان.
محمود: حد يدي خبر للبنات، خليهم ييجوا وأمهم، ونجاة كمان تيجي معاهم.
يشعر عمار وزيدان بالقلق.
•تابع الفصل التالي "رواية جمرية الصقر" اضغط على اسم الرواية