رواية حب رحيم الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم سمر عمر
المشهد 32 " مشاجرة.."
اسفه على التأخير..
اذكروا الله يا جماعة الخير 💙💙..
" المشهد 32.."
" مشاجرة.."
انتبه إلى شرودها الزائد عن حده اليوم.. كما أنه انتبه إلى نظراتها الكثيرة الموجة إلى ريان.. وانتقل ببصره بينهم للحظات ثم تناول أول رشفة من فنجان القهوة وتساءل بصوت منخفض :
-تحبي تبدأي شغل امتى؟
لم تنتبه إلى سؤاله بفضل ذلك الشرود السارق لعقلها بالكامل.. فرفع حاجبيه في تعجب وتساءل بصوت واضح :
-ايه اللي شاغل راسك لدرجة دي؟
لتنظر إليه بعدم استيعاب لكن سرعان ما استعادت وعيها قائلة :
-ها لاء ولا حاجة
رفع أحد حاجبيه يتأملها بعدم تصديق وهو يتناول رشفه أخرى ثم بلل شفتيه بلسانه وقال بجدية :
-على العموم هعرف كل حاجة لكن لما أرجع من الشغل
اومأت بخفه ثم ابتسمت فابتسمت عيناه قبل ثغره بابتسامة خاصة بها.. ثم نهض عن المقعد وقبلها على رأسها ليودع ابنائه بقبلة مثلها ثم غادر المنزل..
بعد لحظات انتهى ريان من الفطار وترك الغرفة وخرج ليصعد إلى الطابق العلوي.. تنهدت ندى بصوت مسموع ثم تركت آسيا مع اختها وخرجت متجه إلى الدرج وصعدت إلى الطابق العلوي.. ثم وقفت أمام غرفة رنا ودقت الباب ودخلت بعد أن آذنت بالدخول..
أغلقت الباب بظهرها بينما نهضت الأخيرة عن الفراش لتقف في مواجهتها متسائلة :
-خير يا ندى؟!.. اول مرة تشرفيني في أوضتي
تقدمت خطوتين وتساءلت دون مقدمات :
-قولتي حاجة لريان عليه؟
-حاجة زي ايه؟!
تفهم جيداً ما ترمي إليه ندى لكنها تصنعت عدم الفهم.. زفرت الأخيرة بنفاذ صبر لكنها تمالكت وبكل وضوح أخبرتها بما قاله ريان وأنهت حديثها قائلة بتأفف :
-ريان مستحيل يقول كده من نفسه.. ده غير ان أشرقت جت تختبرني هوافق تنام معانا ولا لاء.. عشان حضرتك قولتلها اني مستحيل أوافق عشان هي مش بنتي
جلست على حافة الفراش واضعه قدم فوق الأخرى وتناولت المجلة تقلب الصفحات ببرود قائلة :
-أنا بقول الحقيقة.. الحقيقة هي أن مرات الأب عمرها ما تحب ولاده
-مش كل الناس زي بعضها.. وريان واشرقت بحبهم فعلا من كل قلبي
رفعت عينيها إليها وتحدثت بذات البرود :
-صدقيني يا ندى آسيا لما تكبر مش هطيقي وجودهم في حياتك
-خلي الايام تثبت لك.. لكن من فضلك بلاش تسمعيهم الكلام ده بالأخص ريان
قالت كلماتها بهدوء على عكس الغضب القاطن داخلها وتود أن تخرجه على هيئة انفجار يرعب تلك الحيه.. والتي تحدثت بابتسامة باردة ممزوجة بالسخرية :
-أنا بقول الحقيقة مدام ندى.. وهفضل اقول الحقيقة..
ثم أردفت بلؤم :
-انتِ متجوزة راجل كان متجوز وعنده أولاد.. عارفه انا لو مكانك مستحيل كنت أوافق
-أنتِ قولتي بنفسك.. كان.. كان متجوز يعني في الماضي..
ثم ابتسمت وتابعت بثقة عالية :
-اما حالياً هو جوزي انا وبموت فيه وبيحبني جدًا.. وعشان انا بعشقه وبموت فيه بعشق أولاده واي حاجة من ريحته.. لكن الماضي خلاص رحيم قفل عليه كويس أوي ورمى في الزبالة..
ضحكت ضحكة خفيفة استفزتها حقاً وتابعت ببرود مماثل لبرودها :
-وطبعاً زي ما حضرتك عارفه اللي بيترمي في الزبالة مستحيل يرجع تاني.. عن اذنك
تركتها وخرجت مغلقة الباب خلفها.. جزت الأخيرة على اسنانها بشدة وقذفت بالمجلة إلى الحائط بكل ما فيها من غضب.. ثم تناولت الهاتف واتصلت على جيجي لتتحدث معها وأعطت لها بعض التعليمات الجديدة
***
فيلا رحيم..
صف السائق سيارته أمام الباب الرئيسي وترجل وهم أن يفتح باب السيارة الخلفي لكن سبقه رحيم وترجل.. فاغلق الباب وانتظر داخل السيارة في حين دلف هو إلي الداخل ليرى والدته تجلس على الاريكة.. جلس إلى جوارها لتنظر إليه بلهفة مريبة قائلة :
-رحيم؟!.. أذيك يا حبيبي
-الحمد لله يا أمي
أدار رأسه ناحيتها ليرى التوتر واضح على علامات وجهها فعلم أن ثمة شيء حدث تخفيه عنه.. فتساءل في شك :
-فيه حاجة حصلت؟!
-ابدا يا حبيبي.. قولي الاولاد عاملين ايه وندى
-بخير الحمد لله.. ندى تعبت شوية فجيت عشان اخد سيدة وفيه تقعد معاها يومين ده بعد اذنك طبعاً
مسحت على كتفه قائلة بهدوء :
-الف سلامة عليها.. مفيش مشكلة يا حبيبي انا معايا سيرينا
هم أن يتحدث لكنه استمع إلى بكاء أحدهم يأتي من المطبخ.. فأدار رأسه ناحيته في حين وضعت والدته يدها على فاها ويبدو من نظراتها بأنها خائفة من شيء ما.. تساءل ومازال يتطلع اتجاه المطبخ عاقدًا بين حاجبيه :
-مين دي اللي بتعيط؟!
أجابت بتلعثم بعد أن ابتلعت لعابها :
-مين؟.. آآ أه دي سيرينا مش عارفه مالها
خرجت من المطبخ والسيدة وفيه خلفها فنهض رحيم عن الاريكة فتوقف الاثنان عن السير فور رؤيتهم له.. اندهشت وفيه من وجوده كما أنها شعرت بالخوف والقلق أيضًا.. فيما نهضت والدته تربت على كتفه قائلة بنبرة خوف :
-روح انت شغلك يا حبيبي وانا هبعت وفيه مع السواق
نظر إلى الخلف بجانب عيناه رافعاً أحد حاجبيه ثم عاد بالنظر إلى سيرينا وتساءل باللغة الأجنبية :
-لِمَ البكاء سيرينا؟!
تقدمت خطوتين واجابت بنبرة بكاء حاده :
-لقد تهجم علي علاء بيه.. وسوف أغادر هذا للمنزل الأن
حملق بها في دهشة ثم التفت إلى والدته يتطلع إليها بحده وعيناه تنطق بالجحيم فقالت كي تهدئة :
-صدقني ماكنش في وعيه ده كان سكران
-هو لسه بيشرب خمرا؟
تساءل بصوت عال للغاية لينتفض بدن والدته.. ثم تركها والتفت إلى سيرينا كي يقدم لها اعتذار بدلاً من شقيقه المتهور هذا.. ثم تركهم وصعد إلى الطابق العلوي متجهًا إلى غرفة شقيقه بخطوات واسعه كالبركان.. وعند وصوله فتح الباب بعنف ليصطدم في الحائط فانتفض بدن الأخير ونهض عن الفراش في لهفة..
وقف رحيم أمامه يتطلع إليه بحده وعيناه تقذف شرارات من الجحيم وهو يقول بنبرة فحيح :
-أنت مش ناوي تتغير أبدا.. هتفضل قذر وحقير لحد امتى
تنهد بهدوء وتحدث محاولا توضيح موقفه :
-أنت فاهم غلط.. انا كنت..
-سكران.. ودي مصيبة تانيه
قطع حبل كلماته بتلك الكلمات التي قذف بها بحده مفرطة.. فجلس على حافة الفراش وتحدث بنفاذ صبر :
-رحيم انا اتعودت على كده وبحب حياتي ومستحيل اتغير
-تمام الكلام ده بره بيتي.. اتفضل سافر تاني عيش حياتك في أميركا..
ثم أردف بحسم :
-لكن انا بقى مش هتعب نفسي في شغل وحضرتك تصرف على الجاهز.. قبل ما تمشي هديلك حقك كله في كل حاجة
-وانا موافق ومستعد
استمعت والدته كلماتهم وهي تتقدم صوب الغرفة ودخلت قائلة :
-موافق على ايه؟!.. انتوا عايزين تنفصلوا عن بعض
لينظر رحيم إليها مقطب جبينه وتحدث بنبرة تحمل القليل من السخرية :
-احنا كنا مشتركين في ايه عشان ننفصل يا أمي؟!.. انا اللي متحمل مسؤولية كل حاجة طول عمري والأستاذ بيصرف على الجاهز
-بدل ما تقول الكلام ده أوقف جمبه وساعده يتغير
قالت كلماتها بعتاب واضح ليتحدث الأخير بنفاذ صبر :
-حاولت وساعدته كذا مرة وحضرتك شاهده.. وانا قولت اللي عندي خلاص
التفت وهم أن يغادر لكنه رأى زجاجات الكحل أعلى البار الصغير المجاور لباب الغرفة.. تقدم صوب ذلك البار ووقف يتطلع إلى الزجاجات باشمئزاز ممزوج بالحدة المفرطة حتى جز أسنانه بشدة حتى تحرك صدغاه.. وبدون تردد دفع تلك الزجاجات بعنف لتسقط على الأرض وتنكسر ليتفرغ الكحل ويملئ الأرض.. تطلع إلى الزجاجات في دهشة بينما وضعت والدته يديها على فاها.. ثم التفت إليهم وهو يمسح على شعره من الإمام إلى الخلف وتحدث بصوت رجولي عنيف يحمل بحة تشبه الفحيح :
-القرف ده مايدخلش بيتي تاني وألا هيبقى ليا تصرف تاني مش هيعجب حد
خرج بخطوات واسعه فور انتهاء كلماته.. مسح علاء على وجهه وقال بحسم :
-انا هاخد حقي في الميراث واسافر عشان اخد راحتي
وقفت والدته أمامه تطلع إليه بحزن وندم على دلعها الزائد له منذ كان طفلاً وتحدثت بصوت مبحوح :
-ماتخلنيش أندم على دلعي ليك أكتر من كده.. أخوك عنده حق
تحدث دون تردد :
-أعتبري نفسك خلفتي رانا ورحيم بس.. وسبوني في حالي بقى
-أنت بتعمل في نفسك كده ليه؟!
تساءلت بدفعه عالية ليجيب عليها بصوت عال :
-أنتِ السبب في كل اللي انا فيه.. سبيني في حالي بقى وارحميني
لامعت عينيها بالدموع وقالت بنبرة ندم وبكاء واضحة :
-ربنا يهديك يا بني
التفتت متجه إلى الباب وقذفته بنظرة تحمل العتاب والندم معاً ثم خرجت.. أخذ هو يأخذ زفيرًا قويًا ويزفره بعنف ثم تناول الهاتف واتصل على أحدهم ليطلب منه أن يجلب له عدد من زجاجات الخمر.. ثم ألقى بالهاتف على الفراش وجلس على حافته يتطلع إلى الأمام بوجه محتقن
***
الشركة..
احتل المقعد الخاص به الذي يقع أمام المكتب يتطلع إلى الأمام بعينين اصطبغن بحمرة الغضب الشديد وأخذ يسأل الله أن يهدي شقيقه.. فهو حقًا يشعر بالحزن والشفقة عليه.. لكن لم يكن الأمر بيده فذلك الفساد الذي يعيش داخله بفضل والدته التي علمته أن كل شيء متاح له.. لكنه أصبح رجلا الآن يمتلك عقل مثل باقي البشر فليميز بين الأفعال الصحيحة والخاطئة..
عصر جبينه ثم حرك راسه في كلا الاتجاهين كي يقذف تلك الأفكار من رأسه.. وتناول الهاتف ليتصل على ندى والتي أجابت عليه فورًا.. أخذ يسأل عن حالتها الصحية ويطمئن عليها ليطمئن قلبه عليها ثم تساءلت في شك :
-مالك؟!.. فيه حاجة حصلت؟
-مشكلة بيني وبين علاء
شعرت بالحزن من أجل حبيبها ثم تحدثت بهدوء :
-ادعيله ربنا يهديه.. أنت عملت اللي عليك
تنهد بحزن قائلاً :
-بدعيله يا ندى..
ثم أردف :
-المهم سيدة وفيه وصلت؟!
-أه وهي مع الأولاد والممرضة هنا عشان المحلول
دق الباب ودخلت مديرة المكتب فنظر إليها وهو يقول :
-ماشي يا روحي خدي بالك من نفسك.. هكلمك تاني
ثم أنهى معها المكالمة فقالت الأخيرة :
-جيجي هانم عايزه تدخل لحضرتك وكمان فيه واحد اسمه تميم قال إنه واخد معاد
أومأ برأسه وأذن بدخول جيجي اولا ثم تميم.. خرجت لتدخل جيجي مغلقه الباب خلفها ووقفت أمام المكتب وهمت أن تتحدث لكنه قال بحنق :
-فيه شغل بيني وبينك؟
فكرت للحظات وقالت في تعجب :
-لاء مش فاهمة
رفع سوداويته الحادة إليها وتحدث بعنف :
-يعني شغلك كله مع المسؤولة عن اختيار الألوان مش معايا.. جايه عايزه ايه؟!
-وايه يعني لو جيت اتكلمت معاك
-جيجي أنتِ هنا للشغل وبس مش للكلام في الفاضي.. ولو ده حصل منك تاني اعتبري نفسك بره الشركة
قذف كلماته بحده مفرطة وحسم جعلها تندهش في ذهول.. ثم أومأت بتفهم وخرجت على الفور.. بينما هو تناول سيجارة وضعها بين شفتيها ليشعل إياها وزفر دخانها بالهواء..
دخل تميم بعد أن قرع الباب وجلس على المقعد المجاور للمكتب قائلاً :
-خير؟!
ابتسم بخفه وقال بعد أن نفث دخان سيجارته بالهواء :
-مفيش بينا خير يا تميم
نظر إليه بابتسامة باردة وقال بهدوء :
-حلو.. قولي بقى ناوي تكتبلي شيك بالمبلغ ولا كاش؟
تطلع إليه من أعلى لأسفل بثبات متسائلاً :
-جايب الثقة دي منين؟!..
نظر إلى الأمام يتنهد بصوت مسموع ولم يجد رد لذلك السؤال.. بينما سحب الأخير آخر ما تبقى من السيجارة من دخان ثم زفره بالهواء وأطفاها بالمطفأة قائلاً :
-تميم انت عارف كويس اوي ان والدك باع لعمك نصييه في الفيلا والمصنع..
ثم شبك يديه في بعضها البعض متابعا بهدوء مرعب :
-لو انت محتاج فلوس كنت اطلبها باحترام واكيد انا وندى هنساعدك وكمان كنت اشغلك هنا في الشركة.. لكن اللي عملته ده قلة احترام وقلة ذوق كمان
-ولا يهمني كل اللي قولته ده.. انا مستحيل اتنازل عن السبعة مليون جنيه ومعايا أوراق تثبت أن بابا له في الفيلا والمصنع
استند بظهره إلى المقعد يتأمله بهدوء مريب قائلاً :
-خلاص طلع أوراقك اللي تثبت ووريني هتعمل ايه
نهض عن المقعد ونظر إليه بتحدي وتحدث بنبرة تهديد :
-خلي بالك انا اقدر اعمل حاجات كتير جدا.. اوعى تفتكر اني ضعيف أو لوحدي
-خلي بالك انت كمان اني للأسف الشديد ما بتهددش
تنهد بصوت مسموع ثم اتجه إلى الباب وخرج مغلقاً إياه خلفه.. ابتسم الأخير يحرك راسه في كلا الاتجاهين يشفق على ذلك المسكين
***
فيلا رحيم..
وضعت طعام الغداء أعلى المنضدة بمساعدة أشرقت ثم جلست على المقعد المجاور لمقعد آسيا كي تطعمها.. دخلت ندى بعد أن وصلت الممرضة إلى الخارج وطلبت من سيدة وفيه أن تنهض لتطعم آسيا هي فقالت معارضه :
-لاء يا حبيبتي خليكي
جلست على المقعد المجاور لها وألقت نظرة سريعة إلى ريان ثم عادت بالنظر إليها قائلة :
-اسفه تعبتك معايا النهاردة
-ابدا مفيش تعب انا نفسي أفضل معاكم على طول.. بس أنتِ عارفه نجلاء هانم مقدرش اسيبها
أومأت بتفهم قائلة :
-فاهمة.. انا الحمد لله بقيت احسن.. ماتتعبيش نفسك وتيجي بكرة
أومأت بالإيجاب بينما انتهى ريان من الطعام وترك المقعد متجهًا إلى الخارج.. لحقت ندى به بخطوات واسعه وأوقفته عن السير بإمساك مرفقه متسائلة :
-ريان انت لحقت تاكل؟!
سحب ذراعه من قبضتها والتفت لينظر إليها بهدوء قائلا :
-اه الحمد لله
جلست على ركبتيها لتكون في مستوى ومسحت على جانب شعره الكثيف متسائلة :
-أيه رايك نروح نقعد عند نانا يومين؟.. مش انت بتحب تروح هناك؟..
حرك مقلتيه بشكل دائري يفكر لكن طال صمته فهمست بحماس :
-واليومين دول مفيش مدرسة
ثبت عيناه عليها وبعد لحظات ابتسم ابتسامة بسيطة غير واضحة وقال بجدية :
-موافق.. هنروح امتى
-من بكره بإذن الله بس الاول بابي يجي وناخد رأيه
استمعت رانا إلى حديثهم وهي تهبط الدرج.. ثم تقدمت نحوهم وهي تقول بحده :
-يعني ايه ياخد اجازة يومين من المدرسة؟!
ثم وقفت إلى جواره ومسكت بكف يده في حين نهضت الأخيرة عن الأرض تطلع إليها بتذمر واضح وقالت بنفاذ صبر :
-يعني هياخد اجازة يومين.. شيء مفهوم مش محتاج سؤال
-ندى أنتِ ليه مصممة تبوظي الأولاد.. عايزه ريان يبقى فاشل وأقل واحد في وسط زميله..
ثم انحنت بجذعها لتنظر إليه وتابعت بحنق :
-مش قولتلك يا ريان أن ندى مش عايزه مصلحتك
اندفعت بحده عالية :
-من فضلك بلاش الكلام ده.. انا عارفه انا بعمل ايه كويس وبعرف اتعامل معاهم
-أنتِ عايزه الاولاد تفشل وبنتك هي اللي تبقى ناجحة وممتازة
قالت كلماتها بصوت عال لتندهش الأخيرة من كلماتها قائلة :
-آسيا بنتي لسه ماكملتش تلت سنين.. ازاي اصلا تقارني بينهم وهي اختهم
-لأني متأكدة لو بنتك في سنهم مستحيل تسمحي انها تاخد اجازة يوم واحد
-لاء طبعًا كلهم عندي واحد
بينما انتقل ريان ببصره بينهم ثم ترك يد عمته وركض إلى الدرج ليصعد إلى الطابق العلوي.. فقالت رانا بعد أن عقدت ذراعيها أمام صدرها تطلع إليها من أعلى لأسفل قائلة :
-عايزه تروحي عند جدتك اتفضلي خدي بنتك وروحي من غير ولاد اخويا
اومأت بالنفي عدة مرات وقالت من بين أسنانها :
-مستحيل اقعد في البيت ده ثانية واحده وهمشي ومعايا ولادي كلهم
في نفس الوقت خرجت كلا من أشرقت ووفية التي تساءل في تعجب :
-صوتكم عالي ليه؟!
تركتهم ندى وصعدت إلى الطابق العلوي من ثم دلفت إلى غرفتها.. وقامت بوضع بعض من الثياب داخل حقيبتها كما أنها ذهبت إلى غرفة ريان لتأخذ ما سيحتاج إليه من ثياب لتضعه داخل حقيبتها وأيضا أخذت ثياب إلى أشرقت وآسيا.. وبعد تبديل ثيابها وضعت الحقيبة داخل السيارة.. ثم فتحت الباب الخلفي إلى الأطفال واغلقت الباب بعد أن استقلوا السيارة.. واجلست طفلتها على المقعد المخصص للأطفال..
-طمينني عليكِ يا ندى
قالت وفية كلماتها بحزن فردت الأخيرة بهدوء :
-حاضر وحضرتك طمينني لما تروحي
ثم قبلتها على وجنتها وجلست أمام المقود وتحركت إلى وجهتها.. نظر ريان إلى الخارج بواسطة النافذة وعندما استمع إلى مداعبة شقيقته إلى اختهم آسيا نظر إليهما للحظات.. ثم ترك المقعد الخلفي وجلس على المقعد المجاور إلى ندى.. رمقته بنظرة سريعة لتنتبه إلى الطريق قائلة بهدوء :
-ما تصدقش كلام عمتك يا ريان.. صدقني حبكم في قلبي واحد
-طيب ليه بتقول كده؟.. وليه بتكرهك؟
مدت يدها إلى كفه الصغير لتمسك به وقالت بحزن غير واضح :
-بلاش نتكلم في الموضوع ده.. كل اللي عايزاك تفهمه اني بحبك جدا
***
بعد مدة من الزمن..
دق جرس الباب فنهضت عن الاريكة متجه إليه وقامت بفتحه لترى رحيم.. تطلع إليها بنظرات حادة فأطرقت عينيها لكونها لا تستطيع تحمل نظراته هذه ثم تنحت جانباً.. دلف إلى الداخل وسلم على الجدة في حين قالت ندى بهدوء :
-هحضر لك الغدا
نظر إليها بوجه محتقن غاضب قائلاً :
-مش جعان.. عايز اتكلم معاكِ
نظرت إلى جدتها واستأذنت منها ثم اتجهت إلى غرفتها.. لحق بها بعد أن استأذن الأخير ودخل مغلقاً الباب خلفه.. تساءلت بهدوء :
-فيه حاجة؟
وقف في مواجهتها وتحدث بحده :
-ممكن اعرف ليه القرار المفاجئ ده
أومأت بتفهم وقالت بصوت منخفض :
-مش مفاجئ.. انت عارف كل فترة بنغير جو هنا
-اه لكن ولا مرة اخدتي القرار ده من نفسك كان لازم تكلميني وتخدي رأي..
أطرقت رأسها تتنهد بهدوء في حين تقدم هو نحوها بخطوتين وتساءل في شك :
-ايه اللي حصل اجبرك تخدي القرار بالسرعة دي؟
-مفيش حاجة حصلت يا رحيم
أجابت بتلقائية ليندفع بحده مفرطة :
-لاء حصل.. وانا مش همشي من هنا غير لما اعرف كل حاجة
زمت شفتيها عاقده بين حاجبيها ثم تقدمت نحوه ووقف تربت على صدره برفق قائلة :
-اهدى بس مفيش داعي للعصبية.. الأول احضر لك غدا وبعدين نتكلم
قبض على مرفقيها عنوة فوضحت علامات الألم على ملامح وجهها متأوه بينما هو تحدث من بين أسنانه :
-ما تحوليش تتهربي يا ندى وقولي ايه اللي حصل
لامعت عينيها من الدموع قائلة بنبرة مرتعشة :
-هقولك بس سبني
فاق على نفسه ليترك مرفقيها فورًا فأخذت تمسح عليهما وجلست على حافة الفراش وقالت بعد أن مسحت دموعها التي هبطت على وجنتيها :
-أوعدني تاخد الأمور بهدوء وبساطة
تحرك من مكانه ليقف امامها قائلًا بنبرة خشنة :
-اتكلمي يا ندى
-أختك بتحاول تكره الأولاد فيا وبتقنعهم اني مش بحبهم وبحب آسيا اكتر.. كان لازم أخدهم وابعد
أومأ بتفهم قائلا من بين أسنانه :
-تمام يبقى هي اللي تسيب البيت وتمشي مش أنتِ
نهضت عن الفراش فجأة تطلع إليه بنظرات ترجي قائلة :
-لاء مهما يحصل ما ينفعش تطردها من البيت..
ثم تابعت محاولة إقناعه :
-اسمع خليك معانا هنا اليومين دول ونرجع سوى.. انا متأكدة في اليومين دول الأولاد هيتأكدوا ان كلامها كله غلط
-ندى مش هسمح لأي حد مهما ان كان مين يخرب علاقتك بالأولاد
ابتسمت ثم احاطت خصره بذراعيها مستنده برأسها على صدره قائلة :
-وأنا كمان مستحيل اسمح لأي حد يفرق بينا
***يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب رحيم) اسم الرواية