رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الثاني و الثلاثون 32 - بقلم اسماعيل موسى
نظر عوض تجاه الناس، البشر الذين كانو يحتقرونه منذ نشأته منذ كان طفل صغير ويتيم، الحمقى الذين لا يستطيعون ان يفرقو بين مهنته وشخصيته ورأى الذهول فى عيونهم ان مبهورين وغير مصدقين لما يفعله، للقوة بريق جبار أكثر من العفه والصدق والاخلاص
قوم يا فرغلى، مش هضربك وانت واقع على الأرض ونزل ايدك دى علشان لو رفعتها تانى هكسرهالك
نهض فرغلى يدافع عن كبريائة، بقا انت يا علاف هتكسر ايد فرغلى البلاسى
واكسر نفوخك كمان يا فرغلى، سيبك من الكلام وخلى العصا تحكم
ورفع فرغلى يده مره اخرى بالأشارة والمطاريد يتابعون ما يحدث بقلق وفضول
همس واحد من المطار يد، معلم يوسف، فرغلى باين عليه هيقع لازم ندخل !!
مش هندخل غير لما يرفع ايده تلت مرات حسب الاشاره المتفقين عليها، أمرهم المعلم يوسف بنبره حادة
وصرخ فرغلى قولتلك لو رفعت ايدك هكسرهالك يا فرغلى
مدد يارب وضرب فرغلى بكل عزمه بالعافيه نجح فرغلى فى صد الضربة
مدد يارب ووسع فرغلى ذراعه وطوحه وقسى على العصا حتى آنت وضرب ذراع فرغلى فكسره رغم انه صد العصا
كانت ضربه ساحقه غير بشريه بالمره
صرخ فرغلى من الوجع، يا ابن الكل_ب يا لمامه
اقفل خشمك وخليك راجل يا فرغلى، ايوه انا عوض العلاف
عوض إلى من غير عيله لكنى راجل من ضهر راجل
وانتو يا بلد هتتعلمو تحترمو عوض العلاف والى مش هيحترمه ملوش غير العصا
سقط فرغلى على الأرض وعوض يؤدبه بالعصا مثل طفل مارق مشاغب فى المدرسه
انا هأدبك يا فرغلى لحين متقدرش تستقوى على خلق الله بالباطل وكل ما تتجبر على ضعيف تتذكر ان العلاف هزمك
همس عبد التواب فى غيظ وحنق، يلا بينا ملناش قعاد هنا تانى
ليه، صقر انتصر يا أخوى وصقر ولد اخونا، اسكت انت صرخ عبد التواب ، مش عايز اسمع ولا كلمه يا عقل
وصقر مش هيلحق يفرح بانتصارة ورفع عصاه وقصد الساحه
وهمس مبروك يا صقر يا جوز بنتى
ومع رفعه للعصا انطلق الرصاص من كل ناحيه كأنها حرب
وركضت النساء والأطفال والرجال وارتفعت غيمه من التراب
وأصبح كل إنسان يفكر فى نفسه
همس عوض فى سره اهو دا إلى مكنتش عامل حسابه
لكن هنتظر ايه من واحد جبان وخسيس ذى عبد التواب
خد بالك يا عوض صرخ صقر وهو يلقى بجسده تجاه عوض ثم سقطا الاثنين غارقين فى دمائهم
انطلق الصراخ بعد أن سقطت أكثر من جثه على الأرض
فقد قتل عقل ودياب وسعيد اولاد عبد الكريم واخوات عبد التواب أيضآ
هرب كل الناس من العرس وهرب المطاريد ولم تتبقى سوى الجثث مرميه على الأرض لحين وصول الشرطه وأغلق كل شخص داخل القريه بابه على نفسه
وانتشرت الهمسات، صقر مات، عوض مات وولاد عبد الكريم ماتو ومات أيضآ ناس ملهموش علاقه بالعراك ولا صراع العائلات ناس فقراء حضرو من أجل العشاء والدخان
وشق عبد التواب جلبابه امام بيته وهو يصرخ اخوتى ماتو وابن اخى مات حتى عوض العلاف مات، الحقينا يا حكومه
الحقنا يا شيخ البلد المطاريد موتو كل الناس والناس من حوله تهدائه وتصبرة وعبد التواب ينوح مثل النساء ويصرخ اتركونى محدش يلمسنى ثم قفز فى الترعه وراح يضع الطين فوق رأسه ويلطخ وجهه ويندب
عندما حضر مأمور القسم مع الشرطه إلى القريه كان عوض ملطخ بالطين والدموع تنهمر من عيونه وكان معه شيخ البلد
ثم قصدو منطقة العرس لمعاينة الجثث واخذ أقوال الشهود
- يتبع الفصل التالي اضغط على (غرام في قلب الصعيد) اسم الرواية