رواية بين الحلم و القدر الفصل الخامس والثلاثون والاخير 35 - بقلم نور
الفصل 35
بسم الله الرحمن الرحيم
_______________
جلس الجميع في حالة من الصمت المشحون، أنفاسهم ثقيلة وكأنها تحاول استيعاب الحقيقة التي كشفها محمود. الأضواء الخافتة في المكان أضافت جواً من التوتر. كان عدي ينظر إلى والده بنظرات تحمل مزيجاً من الصدمة والغضب، بينما آدم كان يراقب كل شيء بعينين مليئتين بالحيرة والرفض.
آدم: (بنبرة صارمة) كل دا كدب، انت فاكر نفسك تقدر تضحك علينا؟ مش معقول الكلام اللي بتقوله دا يكون صح.
محمود: (بهدوء ساخر) صدقني يا آدم، الحقيقة أصعب من اللي تتخيله. كل اللي شفته وعشته مجرد بداية. والدك كان بيخبي عنكم حاجات كتير، ودي مش غلطتي.
عدي: (يصيح بغضب) انت بتقول إيه يا محمود؟! يعني كل اللي عشته كان كدب؟! حتى حياتي كلها؟!
محمود: (يبتسم ابتسامة باردة) للأسف، يا عدي. كنت مجرد أداة، زي ما كل واحد في اللعبة دي كان أداة. حتى أمك كانت أداة علشان أخد اللي كنت عايزه.
آدم: (يتقدم بخطوات سريعة نحو محمود) مش هسيبك تكمّل في الأكاذيب دي. نور وتبارك ملهمش دعوة بالصراع اللي بينا. هاتهم وإحنا نحل الموضوع بعيد عنهم.
محمود: (ينظر إليه بنظرة ساخرة) نور؟ تبارك؟ هما مجرد أوراق ضغط دلوقتي. وكل واحد فيكم له دور في المسرحية دي، وصدقني يا آدم، النهاية هتكون أصعب مما تتخيل.
في هذه اللحظة، ارتفعت همسات خافتة من جهة الظلام. تقدم رجل آخر إلى الأمام وهو يحمل تبارك بين يديه، وجهها كان شاحباً، لكنها حاولت أن تتحدث بصوت متقطع:
تبارك: (بصوت ضعيف) آدم... ساعدني...
أحس آدم بنبضات قلبه تتسارع أكثر، تحرك بسرعة نحو تبارك، ولكن محمود وقف في طريقه.
محمود: (بابتسامة ماكرة) خطوة واحدة كمان وهتشوفهم بينهاروا قدام عينك.
عدي: (بنبرة مرتعشة) محمود، أنا مش قادر أفهمك... أنت بتلعب علينا كلنا، حتى أنا مش ابنك؟
محمود: (باردًا) للأسف، الحقيقة مرات كتير بتبقى أصعب من الخيال. لكن دلوقتي لازم كل واحد منكم يعرف مكانه في القصة. انتوا الثلاثة إخوة، حتى لو مش عايزين تصدقوا. والأهم... أنا مش هسيب حد فيكم يعيش مرتاح بعد اللي حصل.
آدم: (بغضب) جايب تبارك ليه؟ ده صراع بيننا احنا، هي مالهاش علاقة!
محمود: (بنظرة تحدي) لأ، هي ليها كل العلاقة. كل واحد فيكم ليه دور في الانتقام. ودي لعبة مش هتنتهي بسهولة.
في تلك اللحظة، حاول آدم الاقتراب من محمود، لكن الأخير أشار للرجل الذي يمسك نور بإشارة خفية، فاقترب المسدس أكثر من رأسها. تجمد آدم في مكانه، عينيه تتوهجان بالغضب، لكنه يعرف أن كل حركة قد تعني نهاية حب حياته.
محمود: (بصوت هادئ) اختار كويس يا آدم. يا تخرج من هنا بسلام... يا تنتهي كل حاجة قدام عينيك.
في تلك اللحظة، كانت تبارك قد بدأت تستعيد وعيها، نظرت حولها ورأت الصراع في عيون إخوتها. حاولت التحدث، لكن التعب كان يسيطر عليها.
تبارك: (بصوت ضعيف) آدم... لازم... تحذر...
لكن قبل أن تكمل، اقترب محمود منها وهو يرفع يده ليصمتها.
محمود: (بهدوء) كفاية يا تبارك... دلوقتي جاي وقت الاختيارات الصعبة.
آدم، الذي لم يكن قادراً على التحمل أكثر، بدأ يفكر في طريقة للخروج من هذا المأزق. كان عليه أن يضع خطة، لكن أي خطوة خاطئة قد تكلفه حياة نور وتبارك. في هذه اللحظة، نظر خالد إلى آدم وكأن هناك شيئاً في عقله.
خالد: (بهمس) آدم، اسمعني كويس. أنا عندي خطة، لكن محتاجك تثق فيا.
آدم نظر إلى والده بارتباك، لكنه يعلم أن الوقت قد حان للعمل معاً، مهما كانت الأمور معقدة
آدم نظر إلى والده للحظات، يشعر بالصراع الداخلي بين الغضب وعدم الثقة، لكنه في النهاية أومأ برأسه. لم يكن لديه خيار آخر. إذا كان هناك فرصة واحدة لإنقاذ نور وتبارك، فعليه أن يأخذها.
آدم: (بهدوء) طيب... هشتت انتباهه. بس لو فشلنا، نور وتبارك مش هيسامحونا.
خالد: (بصوت هادئ) مش هتفشل. لازم نكون أسرع وأذكى منه.
عاد آدم بنظره إلى محمود، الذي ما زال يراقب المشهد بابتسامة باردة. حاول آدم السيطرة على غضبه والتفكير في كيفية إبعاد نظر محمود عن والده للحظات.
آدم: (بلهجة مليئة بالتحدي) طيب يا محمود، انت لحد دلوقتي كل اللي بتعمله هو تهديدات... بس في الآخر إيه اللي هتكسبه؟ فاكر نفسك هتخرج من هنا فائز؟
محمود: (بابتسامة ساخرة) أنا فزت بالفعل، يا آدم. كل شيء تحت سيطرتي.
آدم: (بتحدي أكبر) فزت؟ إزاي؟ لو كانت أمك فعلاً خانت والدي، انت شايف أن تدميرنا هيعوضك عن دا؟ بالعكس، هتعيش حياتك وأنت مكسور أكتر.
لحظات من الصمت خيّمت على المكان، محمود بدأ يشعر بأن هناك شيئاً غير مريح في نبرة آدم. هو يعلم أن آدم لن يستسلم بسهولة، لكن ما لم يكن يعرفه هو أن هناك خطة تُحاك في الخلفية.
في تلك اللحظة، بدأ خالد يتحرك ببطء، متجهاً نحو عدي الذي كان لا يزال واقفًا، مذهولاً من الحقيقة التي اكتشفها للتو. اقترب منه وهمس في أذنه بسرعة:
خالد: (بهمس) عدي، لسه عندك فرصة تصحح كل اللي حصل. انت مش لازم تكون أداة في لعبة والدك.
عدي: (مضطرباً) مش فاهم... كل حياتي كنت فاكر أن محمود والدي. دلوقتي بتقولي إنه كان بيستخدمني بس؟
خالد: (بجديّة) بالضبط. لكنه مش هيقدر يكمل من غيرك. أنت الوحيد اللي يقدر يوقفه.
في تلك اللحظة، بدأ عدي يستوعب أنه كان مجرد قطعة في لعبة كبيرة، وأن محمود كان يستخدمه طوال الوقت. كان قلبه مثقلاً بالغضب والخيانة، لكن في نفس الوقت، كان يعلم أن الأمر لم ينتهِ بعد.
عدي: (بهمس) طيب، إيه المطلوب مني؟
خالد: (بهمس) ساعدنا في تشتيته. خلي محمود يظن أن كل شيء تحت سيطرته، ولما تجي الفرصة المناسبة، هنتحرك.
عاد خالد بخطواته البطيئة إلى مكانه بجوار آدم، بينما عدي بدأ يستعد للعب دوره في الخطة. تقدم عدي نحو محمود وواجهه مباشرة.
عدي: (بصوت مرتفع) يا محمود... انت ضحكت عليا طول حياتي. كنت بتستغلني، وكنت بحلم طول الوقت أني أكون جزء من العيلة دي.
محمود نظر إلى عدي باستغراب. لم يكن يتوقع أن ابنه المزيف يبدأ في الانقلاب عليه.
محمود: (بارتباك طفيف) إيه اللي بتقوله يا عدي؟ أنت ابني، وكل دا علشان نحقق العدالة.
عدي: (بسخرية) عدالة؟! انت فاكر نفسك إله؟ كل اللي عملته كان علشان نفسك وبس.
في هذه اللحظة، انشغل محمود تمامًا بحديثه مع عدي، ولم يكن يدرك أن آدم وخالد يتحركان بهدوء، يتجهان نحو الرجل الذي يمسك نور. فجأة، قفز آدم بسرعة إلى الرجل، ضربه بقوة على يده التي تحمل المسدس، فسقط السلاح على الأرض.
آدم: (بصوت مرتفع) دلوقتي!
انطلقت المعركة بسرعة. خالد أمسك المسدس وقام بتوجيهه نحو محمود، بينما آدم حرر نور وتبارك وأمه أيضا مهما كان فهي والدته وستظل
تقدم خالد من محمود وهو يحمل السلاح
خالد : انتهت اللعبه يا محمود
محمود بهمس : انت دائما كنت اقوي مني
خالد بهدوء : لانك دائما بتختار الطريق الغلط
وفجأع خرجت طلقه من شخص غير متوقع نظر له الجميع بصدمه ادم الذي أطلق النار
خالد : ليه كدا يا آدم ضيعت نفسك يا ابني
ادم بهدوء : دا السر الي كلكم مش عارفينه انا وحش الداخليه حضرتك يا بابا كنت هتضيع نفسك لكن أنا واخد الاذن
---
بعد أن هدأت الأجواء قليلاً، وقف الجميع في حالة من الصمت، غير قادرين على استيعاب ما حدث. كان آدم، ينظر إلى جسد محمود الملقى على الأرض. لم يكن فقط ابنًا يعاني من صراع عائلي، بل كان ضابط شرطة سري يمتلك سمعة قوية في القبض على المجرمين والمجرمين الخطرين.
نور، التي كانت لا تزال تشعر بالخوف، تقدمت نحو آدم وهمست: "أنت بخير؟"
آدم، بصوت هادئ لكنه حازم: "أنا كويس، بس الحكايه لسه مخلصتش."
فجأة، سمع الجميع صوت خطوات ثقيلة قادمة من الخلف. ظهر رجل في منتصف العمر يرتدي بدلة أنيقة، عيناه كانتا باردتين وواثقتين. تقدم نحوهما ببطء وهو يصفق بيديه.
الرجل: "أخيرًا قابلت وحش الداخلية بنفسه. سمعت عنك كتير، يا آدم."
آدم، وهو يتفحصه: "انت مين؟ و عايز اي؟"
الرجل ابتسم بخبث: "أنا الشخص اللي كان محمود بيشتغل معاه. وكنت بدور عليك من فترة طويلة. دلوقتي بقى الوقت المثالي علشان نلتقي."
عدي، الذي كان لا يزال في حالة صدمة، التفت إلى الرجل: "مين ده؟ انت تعرفه يا ادم؟"
آدم، بنبرة هادئة لكن مهددة: "عدي، ده مش وقت الأسئلة. ارجع وخلينا نتعامل مع الوضع."
الرجل ضحك ببرود: "مهاراتك يا آدم معروفة، بس أنا هنا مش علشان القتال. أنا هنا علشان أقدم لك عرض."
آدم، مشدود الأعصاب: "عرض؟"
الرجل: "أنت ظابط قوي، ناجح، وحتى محمود مكانش يقدر عليك. شغلك في الداخلية بيخوف الناس، وأنا محتاج شخص زيك. عايزك تشتغل معايا. ده مش طلب، يا آدم، دي فرصة لإنقاذ الناس اللي بتحبهم."
نظر آدم إلى الرجل ببرود، ثم نظر إلى نور وتبارك، اللتين كانتا تحاولان التمسك بالهدوء وسط هذا الصراع. كان يعلم أنه لا يمكنه السماح لهذا الرجل بالتحكم في الأمور.
آدم: "أنت واضح أنك مش عارف مين أنا. أنا مش بشتغل لحساب حد. وخصوصًا مش لحد زيك."
الرجل، ببرود وهدوء: "فكر تاني. إذا رفضت، هيكون في ضحايا. ومش هقدر أضمن سلامة اللي حواليك."
آدم، بنبرة حازمة: "أنا ظابط سري، وده معناه إني دايمًا بخطط للخطوة الجاية. وأنت خلاص ارتكبت غلطة كبيرة بإنك ظهرت هنا."
في تلك اللحظة، ظهر فريق من رجال الشرطة السريين، مدججين بالسلاح، يحيطون بالمكان من كل زاوية. آدم كان قد استدعاهم مسبقاً دون أن يشعر أحد.
الرجل توقف عن الابتسام. بدأ يفهم أن الأمور انقلبت ضده.
آدم، بابتسامة جانبية: "الفرصة اللي بتتكلم عنها انتهت. واللي لازم تعرفه هو إنك دلوقتي في قبضتي. أو زي ما بيقولوا في الداخلية... في يد وحش الداخلية."
الرجل حاول التحرك، لكن رجال الشرطة قبضوا عليه بسرعة، وقيدوا يديه.
آدم التفت إلى عدي: "أنا هتصرف مع الموقف ده. لكن من هنا ورايح، لازم تكون قراراتك مبنية على الحقائق مش الانتقام."
عدي نظر إلى آدم بنظرة مليئة بالندم: "أنا غلطت كتير. بس انت... أنت اللي كنت الصح طول الوقت."
آدم: "كلنا بنغلط، بس المهم إننا نصلح الغلط ده."
وبينما كانت الشرطة تنقل الرجل بعيداً، اقتربت نور من آدم مرة أخرى، هذه المرة بعيون مليئة بالامتنان.
نور: "كنت دايمًا في ضهري، مش كدا؟"
آدم بابتسامة دافئة: "دايماً."
ـــــــــــــــــــــ
بعد مرور الوقت قرر الجميع التخلي عن الماضي ونسيانه مع أحداثه المؤلمه وعاش عدي مع ادم وتبارك ومروان و رجعت والدتهم معهم وعادت الي بيتها وزوجها و اولادها في جو من الفرح والبهجة والسرور ودفا العائله وعاد مروان وكريم و علموا ما حدث ووافقت نورين و ياسمين علي الزواج مما ادخل الفرح والسرور علي الجميع وقرروا عمل حفل زفاف جماعي لادم ونور وتبارك وادهم ومروان و نورين وكريم وياسمين معا في يوم واحد
********************
كان اليوم المنتظر، يوم فرح آدم ونور وكريم وياسمين ومروانو نورين وتبارك وأدهم. احتفالات ضخمة وجمع شمل العائلات والأصدقاء، والفرح كان في أوجّه. المكان كان عبارة عن حديقة كبيرة مزينة بالأضواء اللامعة والورود الجميلة، وكل حاجة كانت مضبوطة على أعلى مستوى.
آدم: (واقف مع نور) مش مصدق إن اليوم ده جه. كل واحد منّا عايش أحلى لحظات في حياته.
نور: (مبتسمة) يارب نقدر نعيشها سوا، ونكون دايمًا مع بعض.
بدأت الموسيقى تعزف، وكأنها تروي قصة الحب. أغاني فرح حماسية ملأت الأجواء، وضحكات الأصدقاء كانت تتعالى مع نغمات الأغاني.
كريم: (يبتسم وهو مع ياسمين) النهاردة هو يومنا كمان! اتمنى نكون مع بعض على طول.
ياسمين: (مبتهجة) معاك، كل حاجة هتبقى حلوة.
وبعد قليل، دخلوا المدعوين وهم يرقصون على أنغام "بشرة خير"، وفيه أجواء من السعادة والبهجة.
مروان: (يضحك) بصوا على الجو، مشفتش حاجة زي كده قبل كده!
تبارك: (تراقب الجميع) كل واحد فينا ليه دور في الحكاية، ولازم نحتفل بكل لحظة.
انطلق الجميع في رقصات مختلفة، وبدأت الأضواء تتراقص مع الموسيقى. وظهرت فرقة موسيقية مع مطربين معروفين يضيفوا لمسة سحرية على الحفل.
آدم: (يقترب من نور) يلا نرقص مع بعض، دي أحلى لحظة في حياتنا.
نور: (تبتسم وتوافق) يلا بينا!
وبدأ الثنائي في الرقص، وكلهم كانوا مع بعض، مروانمع نورين وكريم مع ياسمين، وادم مع نور وتبارك مع ادهم وكل واحد فيهم يرقص ويعبر عن فرحته.
ووسط الأجواء، قرروا المفاجأة. فاجأوا الضيوف بعرض خاص يتضمن رقصات تقليدية وعصرية، مما زاد من حماس الجميع.
أدهم: (وهو يراقب الجميع) لما شفتكم مع بعض، حسيت إن العيلة كلها متجمعة في لحظة واحدة.
بعد قليل، جاءت اللحظة المميزة، حيث أُعلن عن تبادل الوعود.
آدم: (يمسك يد نور) عايز أقول لكل واحد هنا، أنتم مش بس أصدقائنا، أنتم عيلتنا. وأنا بوعدك، نور، هفضل جنبك دايمًا.
نور: (تبتسم وتبادله النظرة) وأنا كمان، وعدي لك أكون معاك في كل خطوة.
تبارك وأدهم، كريم وياسمين، مروان ونورين، كل واحد بدأ يتبادل الوعود مع شريكه، وكل الوعود كانت تعبر عن الحب والوفاء.
كريم: (يبتسم) يا ريت نكون سوا للأبد.
ياسمين: (تنظر له بحب) إن شاء الله.
وبعد ما انتهت لحظات الوعود، بدأوا يقطعوا التورتة الضخمة. كانت تورتة تمثل كل ثنائي، من ألوان مختلفة وطبقات متعددة، وكلهم احتفلوا مع بعض وهم يأخذون اللقطة الشهيرة أمام الكاميرات.
الجميع: (بصوت واحد) نعيش ونشوف!
في قلب أجواء الفرح المليئة بالبهجة، كان الجميع مستغرقين في الرقص والغناء. الأضواء تتلألأ، والموسيقى تنساب بفرح في الهواء. عدي، الذي كان في حالة مزاجية مختلطة بين الحزن والغضب بعد الأحداث الأخيرة، جلس على أحد الكراسي بعيدًا عن الزحام. عينه تراقب الجميع، ولكن ذهنه كان شاردًا.
بينما هو يفكر في كل ما حصل، لفت انتباهه فتاة جميلة تدخل المكان. كانت تبتسم للجميع، وشعرها يتراقص مع نسمات الهواء. اسمها ليلى، وملابسها كانت بسيطة لكنها أنيقة، مما جعلها تبرز بين الجميع.
ليلى: (تقترب منه بابتسامة) ليه قاعد لوحدك هنا؟ النهاردة يوم فرح، ولازم تفرح معانا.
عدي: (ينظر إليها بإستغراب) بصراحة، مش قادر أفرح. كل حاجة مش ماشية معايا زي ما كنت متخيل.
ليلى: (تجلس بجانبه) أحيانًا الحياة بتحطنا في مواقف صعبة، بس مش معنى كده إننا مانستمتعش. الفرح محتاج قلب مفتوح.
عدي شعر بارتياح وهو يتحدث مع ليلى، وكأنها تضيء له الطريق. كانت عفوية وكلماتها تدفئ قلبه، وهو لم يشعر بالوقت وهو ينظر في عينيها.
عدي: (يبتسم بخجل) إنتي عندك حق. لكن لما أشوف الناس فرحانة، بحس إن فيه حاجة ناقصة في حياتي.
ليلى: (تنظر له بحنان) كل واحد فينا عنده قصته، وفيه ناس جواهم حكايات كبيرة. بس خلينا نتعلم من التجارب ونبدأ من جديد.
كانت تلك اللحظة نقطة تحول في حياة عدي. مع كل كلمة كانت تقولها، بدأ يشعر بشيء جديد يتكون بداخله، شعور من الأمل.
عدي: (يتجرأ ويقول) ممكن أتعرف عليك؟ أنا عدي.
ليلى: (تضحك) أنا ليلى. سعيده بالتعرف عليك.
وبدأ الحديث يتدفق بينهم بشكل طبيعي. كلما تحدثوا، كان عدي يشعر وكأنهم يعرفون بعض منذ زمن. الموسيقى كانت تعزف أغاني فرحٍ ملهمة، وكل شيء حولهم اختفى.
ليلى: (بابتسامة خفيفة) لما نبص للفرح من منظور مختلف، بنشوفه بشكل أجمل. ممكن نقعد مع بعض ونتكلم أكثر؟
عدي: (يبتسم بارتياح) أكيد، ياريت.
في تلك اللحظة، شعر عدي بأنه التقى بشخص يفهمه، وكانه وجد صديق جديد. بداية قصة حب جديدة بدأت تتشكل بينهما وسط زحام الفرح، وأحلام جديدة بدأت في التكون.
ومع انطلاق الموسيقى، قرر عدي أن يترك همومه خلفه ويبدأ في عيش اللحظة. انطلقا معًا إلى حلبة الرقص، حيث بدأوا يرقصون معًا، وتدريجيًا، بدأ قلبه يعود للنبض بالحياة من جديد.
*************
تحت ضوء القمر الخافت، يجلس خالد ومريم في الحديقة بعيد عن الفرح. الأضواء المتلألئة لا تزال تضفي جواً ساحراً، بينما تملأ الأصوات البعيدة الفراغ. تتساقط الأوراق من الأشجار، وكان النسيم يداعب الأجواء.
خالد: (يبتسم وهو ينظر إلى السماء) كان الفرح رائع. شفت سعادة أولادنا في عيونهم؟
مريم: (تبتسم) أكيد، الفرح كان أسطوري. أنا مش قادرة أصدق إنهم كبروا كده.
خالد: (بصوت عميق) عدى الوقت بسرعة. كنا بنتمنى اليوم ده، و انهارده اتحقق.
مريم: (تأخذ نفساً عميقاً) لما شفت آدم وهو بيرقص مع نور، حسيت إننا عملنا كل حاجة صح. هم يستحقوا كل السعادة.
خالد: (يضحك) أكيد، لكن برافو عليكِ على كل اللي عملتيه في التحضيرات. أنا لوحدي ما كنتش هقدر أعمل حاجة.
مريم: (بتواضع) إحنا مع بعض. كل واحد له دور. كنا فريق واحد، وده أهم حاجة.
ينظر خالد إلى مريم ويشعر بالامتنان. يذكر كيف كانت مريم دائماً تدعمه في كل المراحل، وكأنهما شريكان في كل شيء.
خالد: (بصوت حنون) أنتِ لستِ فقط زوجتي، لكنكِ شريكتي في الحياة. معكِ أقدر أواجه أي شيء.
مريم: (تنظر له بحب) وأنا كمان. أحيانًا أفكر في الأيام الصعبة اللي مرينا بها، لكن مع كل تحدٍ، كنّا دايمًا أقوى.
خالد: (بجدية) بصراحة، حتى مع كل اللي عدا، أنا راضي. أولادنا عندهم مستقبل مشرق، وعندهم حب وعائلة تدعمهم.
مريم: (تبتسم بحماس) ونقدر ندعمهم في كل اختياراتهم. حبهم لبعض هو مفتاح سعادتهم، ويجب علينا نكون جنبهم.
خالد: (يضع يده على كتف مريم) وأنا واثق إنهم هيتجاوزوا أي تحدي، لأنهم تعلموا مننا.
وفي تلك اللحظة، يقترب صوت موسيقى من بعيد، وأصوات الضحكات تتردد في الأفق. يشعر خالد ومريم بفرح وسعادة غامرة، وكأن تلك اللحظات تُعيد إليهم ذكريات شبابهم.
مريم: (تنظر إلى الفرح من بعيد) تعالي نروح نشاركهم. هيكون حلو لو نكون مع أولادنا ونحتفل سوا.
خالد: (يوافق بحماس) يلا، الوقت مناسب للاحتفال!
يذهبان معًا نحو الحفلة، حيث الأجواء مليئة بالحب والسعادة. بينما يتقدمان، يشعران أن الحب الذي يجمعهم كعائلة هو أساس كل شيء، وأن لحظاتهم تلك ستبقى في قلوبهم إلى الأبد.
********************
مع الأضواء الساطعة والموسيقى الراقصة، استمر الفرح حتى الساعات الأولى من الصباح. كل واحد منهم كان سعيدًا، وكل لحظة كانت مليانة بالحب والفرح.
وبعد يوم حافل، انتهى الفرح، لكن ذكرياته ظلت محفورة في قلوبهم. وبدأوا حياتهم الجديدة مع بعض، يكتبون قصة جديدة من السعادة والمشاركة، والفرح الجماعي كان بداية حياة جديدة مليئة بالأمل.
*************
تمت بحمد الله دمتم في سلام ألقاكم علي خير بإذن الله في روايه جديده إن شاء الله
♥️♥️
لقراءة و متابعة روايات جديده و حصريه اضغط هنا
•تابع الفصل التالي "رواية بين الحلم و القدر" اضغط على اسم الرواية