Ads by Google X

رواية جبل النار الفصل السابع و الثلاثون 37 - بقلم راينا الخولي

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية جبل النار الفصل السابع و الثلاثون 37 - بقلم راينا الخولي

جبل النار 
رانيا الخولي 
السابع والثلاثون 
…………….

أوقف داغر اليخت في مكان بعيد عن الجزيرة كما طلبت منه عندما ارادا ان يسبحان في المياه
ابتسم عندما تذكر وهي تخبره بأن من الممكن أن يراهم أحدًا
لم تقتنع عندما اخبرها بأن لا أحد غيرهم لذا وافقها وأخذها باليخت بعيدًا كي تكون مطمئنة
مازالت ثقتها في كل من حولها مفقودة
لكنه سيعمل بكل الطرق على إعادتها
سيصبر عليها وسيعمل على أن تنتهي تلك الرجفة كلما تقرب منها.
لا يريد شيء من هذه الدنيا سوى تلك الحورية التي اقتحمت حياته وتذوق من عشقها شهد الحياة
وردته الشائكة التي بنظرة واحدة تنسيه كل تلك الآلام التي عاشها بعيدًا عنها.
ظل واقفاً ينظر في ساعته بين الحين والآخر يستعجلها، لكن إن كانت ستخرج له كما تخيلها فلن يمل من الانتظار 
تذكر تلك القبلة الناعمة التي وضعتها على وجنته الملتحية قليلًا وتمتمت بدهاء
_ثواني يا حبيبي هغير هدومي وأرجعلك.
ازدرد لعابه بصعوبة من مغزى حديثها وظل يتخيل ما سوف ترتديه له، وما لونه.
فقد وعدته ان تعوضه أيضًا عن سنين العذاب الذي قساها كلاهما
وأخبرها كيف تعوضه عن ذلك .
زفر بصبر نافذ عندما تأخرت أكثر وشعر بأنه لم يعد يطيق صبراً، فهمّ بالنزول لها  لكنه تسمر مكانه وهو يتطلع لها تصعد إليه الدرج بعدم استيعاب لما ترتديه وخاصة عندما قالت ببهجة
_ايه رأيك يا حبيبي؟
تطلع بذهول إلى ذلك البنطال والكنزة الصوفية التي ترتديها كما حال القلنسوة والتي بدورها اخفت عنه خصلاتها العاشق لها فسألها بعدم فهم
_رأيي في ايه يا حبيبتي مش فاهم.
التفت حول نفسها كي تجعله يتذكر ذلك الثوب
الطقم ده، ده كان اول هدية تجبهالي لقيته في الدولاب تحت وانا بقلب فيه.
هز رأسه وقد أوشك صبره على النفاذ
_يعني بقالك ساعة بتلبسي وانا عمال اقول محتارة في لون البيكيني او الاستيل مش عاجبها بتشوف غيره وحاجات كتير اوي والآخر الاقي عم شرابي اللي طالع عليا.

اومأ لها بمكر ودهاء وهو يخطو تجاهها متوعدًا لاحظته سريعًا 
وقبل ان تنفد بجلدها أمسك بها وحملها مسرعًا بين يديه وهو يقول بتوعد مرح.
_انتِ اللي جيبتيه لنفسك، اتحملي بقا.
صرخت أسيل حينما سقط بها في المياه فتنتهي صرختها داخلها وهي تتشبث بعنقه بقوة عندما أفلتها بمكر كي تتشبث به أكثر ثم سحبها على صدره وهو يغوص بها مستمتعاً بقربها الذي علم بأنه سيكون يومًا سبب هلاكه
لم يستطيع مواصلة خبثه المحبب وصعد بها على سطح المياه لحاجتها للتنفس
فشهقت بقوة ونظرت إليه بغيظ لكن قبل أن تتفوه بكلمة سحبها مرة أخرى للعمق لكن تلك المرة أحاط خصرها ليقربها منه كي يأسر شفتيها بقبلة أطاحت بعقل كلاهما فتستسلم له وتترك له زمام الأمور ليفعل ما يشاء
لم يكن يصعد بها  الالحاجة كلاهما للهواء ثم يعود بها مسرعًا ليعلمها الغوص في عمق عشقه
صعد بها للسطح فتنزع نفسها من بين يديه وهي تلتقط انفاسها وتقول بغيظ
_انت مجنون.
ضحك داغر وتمتم بغزل
_وانتِ قمر.
ازداد غيظها منه وحاولت نزع نفسها بعيدًا عنه
_أوعى بقى سيبني مش لاعبة.
رفع حاجبيه بمكر 
_عايزاني أسيبك؟
ضربت كتفه بخفه وهي تقول بتعند
_اه سيبني اوعى بقا.
بكل هدوء قام داغر بأبعاد ذراعيه عن خصرها فشهقت بقوة عندما وجدت جسدها يتهاوى للأسفل فهي لم تتمكن بعد من السباحة
التقفها داغر ليواصل الغوص بها ليصعد فقط لتلتقط انفاسها وقبل أن تعترض يغوص بها مرة أخرى.
ظل يغوص بها وهو محتضناً إياها بقوة خوفاً عليها فهي لم تفعل شيئاً مما علمها إياه فقط تتشبث به بخوف.

صعد بها السطح كي لا يضغط عليها فهي لم تعتاد الغوص بعد 
شهقت أسيل وتطلعت إليه بشر لكن قبل ان تتفوه بكلمة قال بتحذير مرح
_ها هتغلطتي تاني؟ انتِ بقيتي تحت رحمتي هاخدك وانزل تاني ومش هطلعك إلا لما اشبع بطريقتي.
ضحكت أسيل رغمًا عنها وتشبثت بعنقه بقوة وهي تتمتم 
_بحبك يا مجنون.
أخذ داغر يلتف بها وهو يصيح بسعادة 
_بحبك بحبك بحبك.
علا صوت ضحكتها على صوته والسعادة ترفرف حولهم من كل جانب
صعدا على اليخت بعد فترة طويلة وهو يحملها وترجل بها الدرج وهو يقول بمكر
_هسيبك تغيري هدومك بسرعة بس لو لبستي اللبس ده تاني هفجأك باللي هعمله
ضحكت أسيل وهي تخفي وجهها في عنقه
ثم انزلها بالغرفة وأخذ ملابس له ودلف المرحاض بعد ان طبع قبلة متملكه على عنقها.

شرع داغر في تحضير الطعام وتركها هي تأخذ حمامها ثم تحصله للسطح.

خرجت أسيل وهي تتهادى بخطواتها تبحث عنه على سطح اليخت فلم تجده نادت عليه.
_داغر.
انتفضت عندما وجدته يهمس بجوار أذنها 
_عيونه.
استدارت مسرعة فتجده يتطلع إليها بشغف فقالت بعتاب
_خضتني يا داغر.
_بعد الشر عليكى يا قلب داغر.
ابتعد عنها قليلًا لينظر إلى ما ترتديه وقد كان ثوب سماوي شرائط رفيعة أظهر جمالها وقال 
_تعرفي إني اول مرة اشوفك بفستان!
ايدت قوله
_انا اول مرة فعلاً البس فستان باستثناء الفستان اللي لبسته امبارح.
رفعت اصبعها في وجهه وقالت بتحذير مرح
_بس اوعى تفتكر إني ممكن أخرج بفساتين.
قطب جبينه بامتعاض
_ومين قالك إني هسمحلك تخرجي بفساتين.
ظهرت على ملامحه الجديدة وهو يحيط خصرها يقربها منه وقال 
_أسيل انا عايزك تلبسي حجاب.
رفع انامله لخصلاتها وتمتم بغيرة
_مش عايز حد يشوف الجمال ده غيري أنا، بس عايزك لما توافقي توافقي عن اقتناع مش عشان تراضيني.
تفاجئ بابتسامتها رغم أنه ظن ان تندهش او تعارض تحسباً بأن ذلك تحكماً بها لكنها جعلته يوقن أكثر بأن نظرته لها من البداية كانت صائبة وأنه حقاً أحسن الإخيار  وخاصة عندما وجدها تقول بحبور
_ومين قالك إني مش هلبسه عن اقتناع، بالعكس ..
انا هلبسة ارضاء لربنا الأول وتكفير عن أخطاء احنا عملناها من غير ما نفكر إذا كان غلط ولا لأ.
لاح الحزن والندم على ملامحها وهي تتابع
_كان فيه تجاوزات كتير بينا وده اللي اتعاقبنا عليه بس خلاص اتعلمنا من اخطأنا.
اوما لها بتأييد
_عندك حق، وإن شاء الله في اقرب وقت نطلع كلنا ومعانا عمي نعمل عمرة.
اتسعت عينيها بسعادة وهي تسأله
_بجد يا حبيبي.
اومأ لها
_بجد يا قلب حبيبك.
احتضنته بحب وقالت ببهجة
_ربنا يخليك ليا يا عمري.
قربها اكثر لصدره 
_ويخليكي ليا.
ابتعدت عنه أسيل وهي تستنشق تلك الرائحة وسألته
_هو اليخت بيولع ولا ايه؟ انا شمة ريحة حريق.
اغمض داغر عينيه بحنق
_الأكل اتحرق.
ضحكت أسيل وتخطته تجاه المطبخ 
_خليك انت وانا هعمل غيره.
دلفا المطبخ معاً وشرعوا في إعداد طعامهم تمامًا كما كان يتمنى
جلس على المقعد يعد السلطة يراقبها بعينيه وهي تتحرك كالفراشة أمامه.
حاول الانشغال بما يفعله لكن تلك الحبيبة لا ترحمه بعفويتها لذا ترك كل شيء من يده وتقدم منها يقف خلفها ليغلق الموقد تحت دهشتها ثم شهقت عندما وجدت نفسها محمولة بين يديه وقبل أن تعترض قام بتقبيلها وهو يخرج بها من المطبخ.

❈-❈-❈

عاد سليم من الخارج بعد يوم شاق قضاه وهو يبحث عن والده في كل مكان لكن لا اثر له
وظل يتساءل كيف استطاعت أن تخفيه ومن ساعدها بذلك
حتى عندما سأل حرس المنزل اخبروه أنها طردتهم فور عودتها ولا يعرفوا شيئاً عن الأمر.
حتى الكاميرات الموضوعة خارج المنزل لم يجد بها شيء.
عاد برأسه للوراء وقد تعب حقاً من شدة التفكير.
_سليم.
انتبه على صوت وعد التي تقدمت منه 
وقد تأثرت بحالته التي يعود بها كل يوم
جلست بجواره تسأله
_لسة برضه مقدرتش توصله؟
هز رأسه بنفي 
_للأسف مخلتش مكان مدورتش فيه.
بقالي شهر بدور ومفيش فايدة.
قالت باقتراح
_طيب ما تبلغ الشرطة.
تنهد بتعب وقال بتسويف 
_مش هينفع عشان الشوشرة بس بفكر أكلم المستشار خليل عم داغر هو اللي يشوف الموضوع ده.
_اه صح ليه مفكرناش في كدة من الأول، هو أكيد يعرف ناس ممكن يساعدوا في حاجة زي دي، طيب كلمه مستني ايه؟
هز رأسه بنفي 
_مش هينفع انا اللي اكلمه، إم شاء الله داغر وأسيل راجعين خلال ايام هبقى اخليه هو اللي يكلمه.
_خلاص قوم غير هدومك وارتاح لحد ما اجهزلك الغدا.
امسك يدها يقبلها بحب وقال 
_بلاش انتِ مش عايزك تتعبي نفسك وانتِ حامل.
ابتسمت بحب
_بحب اعملك كل حاجة بايدي مش هقبل انك تاكل من ايد غيري.
قبل يدها مرة أخرى وتمتمت بوله
_تسلميلي.

❈-❈-❈

في حديقة جانبية للمنزل الزجاجي أخذت أسيل تتجول بها عندما استيقظت في الصباح 
لم تشاء ان توقظه لذا تركته نائماً وخرجت لتتجول قليلاً 
لقد مر اسبوعين اذاقها فيهم فنون العشق الذي جعلها تحلق في السماء حتى وصلت للنجوم
لكن مازالت تلك الرهبة تنتابها كلما اقترب منها
هي تحاول قدر المستطاع ألا تظهر ذلك لكن الأمر خارج عن إرادتها
وما يهون عليها الأمر ان داغر يهون عليها ويتعامل معها بروية حتى تنسى وتندمج معه.
لاحت ابتسامتها على ثغرها وهي تتذكر حبه لها ومصابرته عليها
لو كان ذلك العذاب الذي عاشته يعد ضريبة لتلك السعادة التي تعيشها الآن  فهي أكثر من مرحبة بذلك.
فردت ذراعيها أمام الريح وهي تلتف تشارك سعادتها مع نسمات الصباح التي تداعبها حتى شعرت بالفراشات ترفرف حولها من كل جانب.
فلم تتخيل يوماً أن تعيش هذه السعادة التي تنعم بها الآن.
توقفت إثر اصطدامها بشىء فتحت عينيها مسرعة فتجد داغر يقف أمامها يلهث وقد ظهرت عليه علامات الغضب وصوته الغاضب يقول
_انتِ ازاي تقومي من جانبي وتبعدي كدة من غير ما تعرفيني.
اهتزت نظراتها وقد شعرت بأن ما كانت تخشى منه يحدث أمامها وخاصة عندما تابع بسخط
_انا فضلت ادور عليكي لدرجة إني……
لم تستمع أسيل لشيء بعدها
فها هو عاد ليدمر كل جميل عاشته معه
مما جعل الخوف يظهر جلياً في عينيها
وكأنها تشاهد نسخة أخرى لوالدها وتعليماته التي تنتهي بالأخيرالا بقلم حاد على وجهها. فارتدت خطوة للوراء تضع يدها امام وجهها كأنها تحميه 
مما جعل داغر يزفر باستياء عندما لاحظ وجلها منه فتقدم منها خطوة وهو يقول باعتذار
_انا آسف مكنش قصدي اتعصب عليكي….
صرخت أسيل عندما وجدته يرفع يده إليها فظنت أنه سيضربها كما فعلوا جميعاً من قبل.
انقبض قلبه عليها وقال بروية يهدئها
_إهدي يا أسيل….
هزت راسها وهي تصم أذنها بيديها كأنها تخشي ما سيقوله 
صرخت مرة أخرى عندما وجدته يخطو خطوة أخرى تجاهها ولاحت أمامها ذكريات مشابهة لخطوات تخطو تجاهها تنتهي بالضرب مما جعلها تهرب 
تهرب من كل شيء حتى لو وصلت إن تهرب من الحياة نفسها 
كانت تستمع لصوت داغر وهو يناديها لكنه كان كصوت والدها. 
كصوته هو حين تعدى عليها.
حين ضربها.
فتزداد صرخاتها حينما استطاع الوصول إليها وحاوطها من الخلف يقربها لصدره
حاولت الإفلات منه لكنه أحكم ذراعيه حولها لاغيًا اي مسافة تساعدها على الهرب وتمتم بحنو جوار أذنها
_اهدي يا حبيبتي متخافيش، انا آسف.
استكانت أسيل بين يديه عندما لم تجد فرصة للهرب لكن نحيبها لم يستكين بعد
اغمض داغر عينيه بحنق من نفسه لكنه لم يقصد شيء سوى أنه قلق عليها عندما استيقظ ولم يجدها فتمتم معتذرًا
_اهدي يا أسيل انا اتعصبت بس لما دورت عليكي ملقتكيش خفت يكون جرالك حاجة، اهدي خلاص انا آسف.
جعلها تستدير بين يديه وقد هاله دموعها والزعر الذي ظهر بعينيها
التاع قلبه عليها وعلم بأن عليه أن يكون اكثر حرص في تعامله معها.
فتمتم بحنو وهو يمسح دموعها 
_مكنش قصدي اخوفك مني، حقك عليا.
أغمضت عينيها كأنها تناجي الظلام الذي كان يسحبها لدائرته كلما شعرت بالخوف لكن يبدو أنه تخلى عنها بدوره.
ضم داغر رأسها لصدره وظل يهمس لها بوعود حتى هدئ نحيبها قليلاً 
أبعد رأسها عن صدره ورفع وجهها إليه يمسح دموعها التي بللت وجهها 
وابتسم بحنو كي يطمئنها ثم حدثها بمرح اخفى به حزنه عليها
_بس مكنتش اعرف إنك خوافة كدة.
اغمضت عينيها تحاول تهدئت خوفها تذكر نفسها بأنه حبيبها وقد فعل ذلك لخوفه عليها
قربها داغر لحضنه يربت عليها بحنان
_اوعدك إني مش هتعصب تاني لأي سبب حتى لو من خوفي عليكي.
أومأت له 
في حافة الشاطئ 
سار داغر بجوارها يحيط كتفها بذراعه 
وقد استطاع بعد عناء أن يهدئ من ورعها
حتى هدئت وعادت ابتسامتها تضيء دنيته مرة أخرى.
وبدأت أسيل تندمج في حديثه معها وهو يخبرها عن الجزيرة وموقعها مما جعلها تسأله بحيرة 
_بس انت عملت كل ده أمتى احنا مكملناش ساعات في مصر.
ابتسم داغر بحنو وهو يقربها منه أكثر
_ساعات ايه انا مرتب لكل ده من شهر تقريباً قبل ما ننزل باسبوعين.
_وايه اللي كان مخليك واثق كدة إني كنت هرجعلك.
اراد ان يشاكسها فتحدث بغرور
_بقا بذمتك كنتي هتقدري تقاومي قلبك اللي لسة بيموت فيا.
لم تستطيع منع ابتسامتها من الظهور لذا اخفت وجهها في كتفيه وواصلا السير حتى وقعت عين أسيل على دراجة هوائية
شعرت برغبة ملحة في قيادتها لكنها اجلت ذلك كي تستمتع بتلك اللحظة معه وهو يحاول ان يراضيها بكل الطرق.
❈-❈-❈
عاد خليل إلى المنزل بعد مجهود شاق قضاه في المصنع والذي استطاع بعد عناء أن يوقفه على قدمه مرة أخرى
دلف غرفته وهو يشعر بوحدة قاتلة
فغياب داغر اثر به حقاً ولم يستطيع عمله أن يعوض غيابه.
فقد وعده أن يعود بعد عشرة أيام مع زوجته وابنه.
ابتسم لتذكر حفيده وازدادت سعادته عندما وعده داغر بأن يتركهم معه مدة سفره
لكن لم ينتبهوا جميعاً لشيء هام
كيف باستطاعة أسيل أن تعيش في المنزل بعد ما حدث
سيكون ذلك صعب عليها
وغرفة داغر التي حدث بها اعتداءه عليها
كيف تخيل ان توافق على الإقامة بها.
فكر كثيرا حتى توصل لحل سيقوم بتنفيذه من الآن 
أمسك هاتفها وقام باجراء مكالمة يعد بها كل شيء

❈-❈-❈

ظل داغر يعوض أسيل بكل الطرق وهي تنعم معه في بحور عشقه
لم تتخلص من ذلك الخوف لكنها تحاول أن تتناسى وتعوضه هو أيضاً عن ذلك الشقاء اللذان عاشاه

تطلع داغر إليها وهي مازالت تشيح بوجهها بعيدًا عنه 
نهض من مقعده ليجلس على الأريكة بجوارها وقد ضعف أمام زعلها منه
مد أنامله ليدير وجهها الذي يعشقه اليه كي يجبرها على النظر إليه وقال بلوعة
_ممكن أعرف هتفضلي زعلانة لحد أمتى؟
تطلعت إليه بعتاب ثم تمتمت بزعل محبب
_عشان كدبت عليا 
رفع حاجبيه بدهشة
_انا كدبت عليكِ؟ 
أومأت بحزن مصطنع 
_اه لما وعدتني تعوضني عن كل حاجة اتحرمت منها واديك أهو بتقولي لأ؟
تمتمت بدهاء وهي تلف ذراعيها حول عنقه تتلاعب على وتر عشقه لها 
_يعني ينفع مراتك حبيبتك يكون نفسها في حاجة وتقولها لأ.
رمقها داغر بغيظ وقد علمت تلك الفتاة كيف تجعله راضخاً لكل طلباتها فقال باستسلام
_انا عارف إني بطلع في الآخر عيل قدامك وإن دور سي السيد ده مينفعش معاكي، ماشي يا ستي قومي(تمتم بمكر وهو يتطلع إلى ثغرها برغبة) بس قبلها تسدي الضريبة.
عضت اسيل على شفتها عندما فهمت مغزى حديثه  وهمت بالهرب من جواره لكنه ادرك ذلك وجذبها إليه كي يعوض ذلك البعد الذي أرهق كلاهما.

سار على الطريق يراقبها وهي تقود الدراجة بجواره تسبقه ثم تعود إليه لتلتف حوله تشاكسه
_قولتلك خد واحدة وتعالى نتسابق، براحتك بقا.
ضحكت عندما وجدته يتطلع إليها بغيظ
فأوقفت الدراجة قاطعة الطريق أمامه وهي تقول بدلال
_خلاص يا سيدي متزعلش اوي كدة أركب انت وانا هركب على الكرسي وراك.
اشاح بوجهه قائلاً بتعند
_لأ.
تركت الدراجة وتقدمت منه لتحيط عنقه وتقول بدلال
_ولو قولتلك عشان خاطري.
بدأت حصونه تتهاوى امام دلالها لكنه آبى الرضوخ إليها وتمتم برفض
_برضه لأ.
تلاعب المكر بداخلها ودنت منه أكثر لتتمتم بجوار أذنه 
_المرة دي لونه فوشيا.
تراقص قلبه فرحاً لتلك البادرة منها وشعر بأنها على وشك ان تتخلص من ذلك الخوف الذي يراودها
فازدرد لعابه بصعوبة يتخيلها به لكنه واصل عناده فتقضي هي على ما تبقى من إرادة أمام سطوة عشقها عندما طبعت قبله على خده وتتابع رجاءها بغنج
_عشان خاطري، تهون عليك مراتك حبيبتك تزعلها كدة.
هز رأسه بنفي وقد استطاعت بدهاءها اخضاعها له وتمتم باستسلام 
_وانا اقدر! انا عارف إني مش هعرف امشي عليكِ كلمة.
ضحكت عندما سألها
_متأكدة انه فوشيا؟
اومأت له فيمسك الدراجة ويشير لها بمكر
_طيب خليكي قدام افضل عشان متقعيش مني.
هزت كتفيها بموافقة وهي تتمتم بغنج
_اللي تشوفه يا روحي.
عض داغر على شفته وهو يتمتم بوعيد 
_هو انا بعد كلمة روحي دي هعرف اسوق ولا اتنيل انا بقول نروح أحسن.
اخذت مقعدها امامه وقالت بأمر محبب
_يلا سوق.
هز رأسه بيأس منها ثم انطلق بالدراجة لينعم بذراعيها التي أحاطته بحب ووله
ظل يتجولا بها في الجزيرة حتى اكتفى كلاهما وعادا إلى منزلهما بسعادة تزداد كل يوم عما قبله..
وها قد انتهى الشهر وقررا العودة إلى طفلهم.
ظلت أسيل تنظر للجزيرة بوداع لاحظه داغر تقدم منها ليقبل جانب عنقها قائلاً 
_اوعدك إنها مش هتكون آخر مرة.
استدارت إليه وتطلعت إليه بولع
_اي مكان معاك بيكون جنة، انت اللي بتحلي المكان نفسه.
ابتسم داغر من اطراءها له وقال بغرور مصطنع
_بس انتِ بكلامك ده هتخليني اتغر وانتِ مش اد غروري.
ضحكت بسعادة وسألته
_ده اللي هو ازاي؟
غمز لها بشقاوة
_لما نوصل بيتنا هقولك.
رسى اليخت على شاطئ الإسكندرية وأمام منزلهم.
اوقف داغر اليخت وتطلع إليها بعينين تحمل الكثير من الولع بها وتحدث بشغف وهو يتلاعب بخصلاتها.
_أوعى تفتكري إن شهر العسل خلص على كدة بالعكس هو بدأ دلوقت واللي هيحليه أكتر وجود ابننا معانا، متعرفيش هو وحشني اد ايه مع إني مشفتوش غير مرة واحدة بس طول الأيام اللي فاتت دي مغبش عن بالي لحظة واحدة واللي مصبرني وجود امه معايا.
ضحكت أسيل بسعادة غامرة وأحاطت عنقه بذراعيها وهي تقول بعشق
_مش مصدقة يا حبيبي إننا رجعنا لبعض وانتهى العذاب اللي كنا عايشين فيه.
ملس بأنامله على خصلاتها يطمئنها 
_انتهى خلاص وأوعدك أنه مش هيرجع تاني.
يلا بقا ادخلي البسي الحجاب عشان اكون أول واحد يشوفك به.
اندهشت أسيل من إصراره على ارتداءه الآن وبين اليخت ومنزلهم خطوات معدودة
_طيب خلينا لما ندخل بيتنا مش معقول حد هيشوفني دلوقت وانا نازلة من اليخت وداخلة بيتنا.
رد بتروي
_اه طبعاً فيه الحارس اللي على الباب برة.
يلا اللبس هتلاقيه في شنطة في الدولاب البسيه لحد ما أنزل الشنط 
_دا انت مرتب لكل حاجة بقا.
اومأ مؤكدًا 
_من زمان.
ضحك كلاهما ثم طبع داغر قبلة متملكة على جبينه قبل ان يسمح لها بتركه ثم انشغل بحمل الحقائب وإخراجها من اليخت.

خرجت أسيل بعد قليل وقد تزينت بذلك الحجاب الذي اضاف جمالاً فوق جمالها
كما حال ثوبها الفضفاف والذي لاقى استحسانه
شعرت بالاطراء من نظراته وانبهاره بها فسألته بدلال
_عجبك؟
حك رأسه وتمتم بأسف 
_المشكلة إن مفيش وقت لو فيه كنت قولتلك بطريقتي.
لفت ذراعيها حول عنقه وقالت بغنج
_خليها لما نروح ويلا بقا عشان إياد وحشني.
طبع قبلة صغيرة على ثغرها وقال 
_ماشي يا ستي يلا.
كانت الساعة التاسعة مساءً عندما وصلا لمنزلهم وقد كان المكان معتماً لذا تشبثت بداغر قائلة
_داغر انت مش قلت إننا هنروح نلاقي إياد؟ شكل مفيش حد في البيت.
رد بخبث
_شكلنا رجعنا بدري، على العموم تعالي ندخل نرتاح شوية وبعدين نروح احنا نجيبه.
وما إن فتح داغر الباب حتى أضاء المكان فتنبهر أسيل بما تراه أمامها.

 

 •تابع الفصل التالي "رواية جبل النار" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent