Ads by Google X

رواية حب رحيم الفصل الثامن و الثلاثون 38 - بقلم سمر عمر

الصفحة الرئيسية

   

 رواية حب رحيم الفصل الثامن و الثلاثون 38 -  بقلم سمر عمر

المشهد 38.. " سرقة تصميم.."
          
                
استمعت إلى صوت دقات على الباب فانتفض بدنها ناظره إلى الباب متسائلة :
-مين؟ 
-افتحي يا ندى 
وضعت المنشفة كما كانت ووقفت خلف الباب متسائلة :
-هو مفيش غير الحمام ده؟ 
رفع حاجبه اليمين وتنهد قائلًا :
-أه مفيش غيره 
زفرت بصوت مسموع واتجهت إلى المرآة ووقفت تتأمل عيناها التي مازالت حمراء بفضل البكاء.. ثم عادت إلى الباب وقامت بفتحه محافظة على إبعاد عيناها عنه.. همت أن تمضي لكنه وقف أمامها مانعًا إياها من الذهاب فقالت بصوت مبحوح :
-عايزه اطمن على الأولاد 
-الأولاد بخير.. 
ثم أردف بمداعبة غير واضحة :
-أطمني عليه علشان أنا اللي مش بخير 
اغمضت عينيها وفضلت الصمت.. لكنه انتظر حديثها لكنها لم تفعل فتساءل بهدوء :
-أنتِ شايفه إنك مش غلطانه؟ 
-لاء أنا صح ومش غلطانه.. ممكن بقى تعديني 
تنحى جانبًا فخرجت بخطوات واسعة من ثم دلفت إلى غرفة الطعام كي تلملم الأطباق بعنف وقامت بوضعها على صينية كبيرة ثم حملتها وخرجت متجه نحو المطبخ.. لكنها توقفت عن السير عندما رأت رحيم يتجه إلى باب المنزل وخرج مغلقًا الباب خلفه.. هبطت دموعها على وجنتيها ببطء شديد وهي تحملق في الباب.. 
عندما شعرت بألم عند معصمي يديها بفضل حملها لـ صينية الأطباق لفترة طويلة.. فاقت من شرودها وتابعت السير إلى المطبخ وبعد دخولها وضعتها أعلى المنضدة التي تقع في المنتصف لتتألم معصمي يديها متأوه.. ثم سحبت مقعد لتجلس عليه تاركة العنان لدموعها الساخنة تملئ وجنتيها..




استمعت إلى نداء ريان بعد دقائق لتمسح دموعها على وجه السرعة وهي تنهض متجه إلى الخارج.. ووقفت قائلة بصوت مبحوح :
-ريان أنا هنا 
التفت إليها وتقدم نحوها ووقف أمامها وكاد أن يتحدث لكنه انتبه إلى أثر بكائها فتساءل باهتمام :
-بتعيطي ليه؟ 
رفعت عينيها عنه تمسح على وجنتيها قائلة :
-مش بعيط خالص.. المهم كنت عايزني في ايه 
-مش هقولك غير لما تقولي الحقيقة.. 
تنهدت واضعه شعرها خلف آذنيها بعدها عقدت ذراعيها فتساءل في شك :
-بابي زعلك 
نظرت إليه وابتسمت حتى تحسسه أن كل شيء بخير وقالت :
-مستحيل ازعل من بابي.. يعني خلاف بسيط كده وبإذن الله كله هيبقى تمام 
رماها بنظرة يخبرها بها بأنه غير مصدق حديثها ثم تحدث بهدوء :
-كنت عايزك تراجعي معايا عشان الامتحان 
-أه طيب اوكي يلا 
***
" الشركة.. "




جلس على المقعد الخاص به واستند بجبينه على قبصتي يديه.. دائمًا ما يشعر بالحزن عندما يقسو عليها ويلعن نفسه لأنه إذا غضب لا يستطع التحكم في غضبة.. 
رفع رأسه يزفر بسأم وتناول الهاتف كي يتصل عليها من أجل أن يعتذر.. لكن دق الباب ودخل صديقة عمرو فاضطر أن يترك الهاتف ونظر إليه باهتمام.. مد الأخير يده ببعض التصاميم التي انتهت طالبًا منه أن يطلع عليها.. أخذها من يده وأخذ يقلب الأوراق دون اهتمام حتى لم ينتبه من التصميمين المتشابهين.. 




وضع أوراق التصاميم جانبًا وقال وهو يحك جبينه :
-حلوين يا عمرو 
-مأخدتش بالك من حاجة؟! 
-لاء.. هو فيه حاجة غلط؟ 
تناول الأوراق وبدأ يفحص عن التصميمين المتشابهين حتى أخرجهم من المجموعة.. ومد يده إليه بالورقتين قائلًا :
-التصميمين دول متشابهين 
أخذ الورقتين وبدأ ينتقل ببصره بين كلا منهم بتمعن شديد.. ثم رفع رأسه إليه في تعجب قائلًا :
-أول مرة أشوف حاجة زي كده 
جلس على المقعد وقال بعدم استيعاب :
-المشكلة ان التصاميم مكتوب عليها تاريخ الانتهاء وأستاذة ندى مصممة واحد منهم وتاريخ انتهائها من التصميم بعد التاني 
تطلع إلى التصاميم ثانية وعَلِمَ أن حديث عمرو صحيح.. لكنه صدم حقًا فمن المستحيل أن تكون ندى سرقت ذلك التصميم.. طال الصمت بينهم حتى تحدث عمرو :
-هتعمل ايه؟!
نظر إليه للحظات ثم أومأ برأسه قائلًا :
-سيب التصميمين دول معايا 
لملم بقيت أوراق التصاميم لكن يتبعه بعينيه ثم تحدث بهدوء :
-رحيم حاجات من دي بتحصل كتير.. وياما شوفنا تصاميم مشابهة 
-فاهم يا عمرو 
أومأ بخفية ثم اتجه إلى الباب وخرج مغلقًا إياه خلفه.. فيما فحص الأخير التصميمين ثانيةً ليراهم متشابهين لدرجة كبيرة وحتى في التفاصيل البسيطة.. أحتار في البداية لكن أخبر نفسه أن من السهل كتابة أي تاريخ قديم على أي شيء 
***
" مساء ذات اليوم.. "




        
          
                
وصل إلى عنوان منزلها من المشفى التي تعمل بها.. جلس داخل سيارته لوقت طويل في انتظار خروجها حتى راى أحدهم جاء بسيارتها بعد ملئ العجلات من جديد.. أخذ حارس العقار مفتاح السيارة وأعطى له المال ليغادر ودلف هو إلي الداخل.. ترجل من السيارة على وجه السرعة يتطلع حوله متقدمًا صوب السيارة.. ثم جلس نصف جلسة وقام بإفراغ العجلة بشيء حديدي قام بشرائه كي يفرغ عجلات سيارتها.. 
انتهى بعد دقائق قليلة ليعود إلى سيارته سريعًا وظل داخلها لساعات أطول مما مضت.. شعر بالسأم حقًا ونظر إلى ساعة يده التي تدق التاسعة والنصف مساءً.. رآها تخرج من العقار أخيرًا فلاحت ابتسامة على وجهه وانتظر اكتشافها لتلك العجلة المفرغة.. 
استقلت السيارة وجاءت تتحرك اندفعت للأمام قليلًا كما أن حركاتها بطيئة.. ترجلت ثانية ونظرت إلى العجلة الأمامية لتراها مفرغة فاتسعت عيناها في دهشة كبيرة.. 
-مش قولت لك الهزار ده فيه منه كتير 
التفتت إليه بلهفة وحملقت به في صدمة كبيرة لكن سرعان ما فاقت من صدمتها وتحدثت في تذمر شديد :
-أنت مجنون.. أكيد مجنون.. ليه بتعمل كده؟ 
-علشان أوصلك بنفسي 
-أنا مستحيل أسمح لك توصلني 
قالت كلماتها من بين أسنانها من شدة غيظها فرد ببساطة :
-أعتبر يني تاكسي
-أنت إنسان مستفز.. والمفروض تدخل مستشفى المجانين.. 
ثم تابعت بنبرة متوعدة :
-وعلى فكرة لو عملت الحركة البايخة دي تاني أنا هعملك محضر 
-ليه كل ده؟!.. أنا بس حابب اتعرف عليكِ
-لاء.. مش فاضية اتعرف على حد 
همت أن تتحرك لكنه أوقفها بحديثه :
-لحظة بس.. أنتِ ليه ورديتك بتبدأ بليل 
-أنت مالك.. يخصك في ايه؟ 
-يخصني جامد قوي.. واسف على الحركة البايخة اللي عملتها 
اتجه صوب سيارته فور انتهائه من حديثه وظلت هي واقفة تطلع إليه حتى استقل السيارة وغادر.. تنهدت بعمق وألقت نظرة على عجلة السيارة ثم وقفت في انتظار سيارة أجرة.. وبعد دقائق جاءت سيارة فاستقلتها لتغادر بها إلى المشفى 
***
" القصر.. "




دلف إلى الداخل مغلقًا الباب خلفه ونظر حوله قبل أن يتجه إلى الدرج.. صعد درجاته بهدوء ووجد ابنته تخرج من غرفتها وركضت إليه تناديه :
-بابي 
وقف أمامها وانحنى بجذعة كي يقبلها على رأسها ثم تساءل :
-خارجة من اوضتك ليه؟ 
حركت مقلتيها في كلا الاتجاهين ثم أجابت :
-علشان أشوفك.. 
ابتسم ومسح على وجنتها الصغيرة مقارنة بحجم يده حيث تابعت :
-آسيا نامت معايا ومامي نامت 
تعجب لكونها للمرة الأولى تنام قبل أن يأتي.. ثم تنهد بهدوء ومسح على رأس ابنته قائلًا :
-طيب يلا ادخلي اوضتك ونامي.. تصبحي على خير يا روحي 
-وانت بخير 
التفتت متجهه إلى غرفتها فور انتهائها من حديثها.. وظل هو مكانه حتى دخلت غرفتها ثم اتجه صوب غرفته.. دخل مغلقًا الباب خلفة بهدوء كي لا يزعجها.. وقام بوضع حقيبة التصاميم أعلى المنضدة بعد ذلك اتجه من صوب الفراش وجلس على حافته يتأملها عن قرب.. وبعد لحظات رفع كفه صوب وجنتها يمسح عليها بإبهامه برفق شديد.. 




        
          
                
يشعر بالحزن لكونها نامت وهي تشعر بالحزن منه كما أنه يبدو أن عليه الندم الشديد.. فكر أن يُوقظها لكنه تراجع في ذلك لكن لم يستطيع أن ينام قبل أن يصالحها ويعتذر عن ما بدر منه.. اكتفى بقبلة حانية على جانب رأسها ثم نهض متجهًا إلى خزانة الثياب كي يبدل ثيابه.. ثم عاد إليها ومدد إلى جوارها جاذبًا إياها إلى صدره.. فتحت عينيها للحظة وأغمضتها ثانيًة وتساءلت بنعاس :
-جيت امتى؟! 
تنهد بعمق كأنه كان افتقد روحه وبمجرد أن استمع إلى نبرة صوتها أعادت روحه إلى بدنه.. حتى لما يُجيب عليها بل يود أن تتحدث ثانيًة.. وبالفعل أعادت سؤالها فأجاب :
-من ربع ساعة 
رفع كفها إلى حيث شفتيه وطبع عدة قبلات على راحته ثم وضعه على صدره وقال بحزن :
-أنا آسف 
فتحت عينيها التي يبدو عليهما النعاس الشديد وتحدثت بنبرة ثقيلة :
-علشان جيت متأخر! 
-لاء علشان زعلتك 
قال كلماته مبتسمًا فرفعت عينيها إليه وتحدثت بجدية :
-أنت عملت علشاني حاجات كتير جدًا تخليني أسامحك على أي حاجة.. ومتأكدة مهما تعمل انت بتحبني وهتفضل تحبني 
-طبعًا مستحيل أبطل أحبك 
احتضنها بكلتا يديه فابتسمت وبادلته بذات العناق مغمضة العينين كي تكمل نومها بهدوء.. بينما هو تنهد بهدوء والآن انتهت الفوضى التي كانت داخل قلبه 
***
استيقظت في الصباح وتحسست بكفها إلى جوارها لتشعر بخلاء رحيم.. ففتحت عينيها ببطء لترفع جذعها عن الفراش ثم تناولت الهاتف من أعلى المنضدة المجاورة لتنظر إلى ساعته التي تدق السابعة صباحًا.. بعد ذلك أعادت الهاتف إلى مكانه ونهضت متجهه صوب المرحاض لكنها توقفت عند الباب عندما استمعت إلى صوت المياه تتساقط لتعلم بأنه في الداخل.. 
وضعت يدها على شعرها من الخلف مداعبة ثم جلست على المقعد المجاور إلى باب الشرفة.. وبعد لحظات لفت نظرها الحقيبة وفضولها أجبرها أن ترى الشيء الذي داخلها.. لكن عندما أخرجت التصاميم وتأملت الاثنان بتمعن اتسع بؤبؤ عينيها في دهشة لكونها ترى تصميمها مكرر.. وبذات الدهشة رفعت عينيها عن الأوراق تحملق في الفراغ.. 
خرج بعد دقائق رآها على ذلك الوضع كمان انه لفت نظرة التصاميم بين يديها.. فتنهد بصوت مسموع وجلس على المقعد المجاور لها وهم أن يتحدث لكنها سبقته :
-رحيم ازاي التصميم ده يشبه تصميمي؟! 
-يمكن تشابه أفكار 
-أفكار ايه دي اللي تطلع التصميم بالظبط شبه التاني.. ده زي المنسوخ 
قالت كلماتها في حنق شديد فتحدث بجدية :
-أنا عايزك تهدي خالص.. وبهدوء كده تتكلمي مع زميلتك دي.. 
نظرت إليه في تعجب فتابع :
-ندى ماينفعش نتهمها بالسرقة 
-لكن ده تصميمي أنا وفكرتي وتعبت فيه 
احتضن وجنتيها براحتي يديه وقال كي تهدأ :
-عارف يا روحي.. ممكن تهدي واوعدك اجبلك حقك منها لكن بالهدوء 
أومأت بخفية فضمها إلى صدره ومسح على شعرها برفق وتحدث بعد لحظات :
-أسمعي كلامي وكلميها بهدوء 
-حاضر
***
" بالشركة.. "




تحديدًا داخل غرفة مكتب المصممات.. بعد دقائق من الصمت نظرت الفتاة التي تدعى " سلمى" إلى زميلتها وقالت بمرح مصطنع :
-ما تنزلي تجيبي لنا إتنين نسكافيه من الكافيتريا علشان نركز 
نظرت إليها للحظات وقالت :
-ما تقومي أنتِ
-بطلي بواخة.. المرة الجاية أنا اللي هقوم 
نهضت عن المقعد تتنهد بسأم قائلة :
-حاضر 
ثم غادرت الغرفة فنظرت الأخيرة إلى باب الغرفة للحظات.. ثم نهضت عن المقعد متجه إليه وأغلقت إياه وعلى وجه السرعة أخذت ورقة من الشفاف ووقفت أمام مكتب ندى لتضع الورقة على إمضاءها وقامت بشفها بطريقة محترفة كما أنها قامت بشفه عدة مرات وتنظر إلى مقبض الباب كل فنينه وأخرى.. حتى رأته يستدير رفعت جذعها على الفور تحدق في الباب لتجد زميلتها أميرة دخلت.. 
-قافلة الباب ليه؟! 
ابتلعت لعابها وأجابت بهدوء على عكس التوتر الذي داخلها :
-دي.. دي ناهد قفلته وهي خارجة وانا كنت نازلة الكافيتريا
أومأت بخفة وهي تجلس على المقعد الخاص بها في حين دخلت ناهد حاملة كوبين من المشروب الساخن.. أخذت سلمى الكوب الخاص بها واتجهت إلى الباب قائلة :
-هنزل اشربة تحت 
لتلتفت الأخيرة برأسها ناظرة إليها في تعجب ثم عادت إلى مقعدها متمتمه :
-غريبة قوي سلمى دي 
وصلت كلماتها إلى مسامع أميرة لتساءل بفضول :
-غريبة ليه؟! 
-أصل هي طلبت تشرب النسكافيه هنا.. فجأة كده قررت تشربه في الكافيتريا 




        
          
                
بعد أن استقلت المصعد الكهربائي تنهدت بهدوء وقامت بوضع الورقة داخل جيب معطفها.. وعند وقوف المصعد خرجت في طريقها إلى الكافيتريا.. بينما تقف ندى أمام البار تطلب فنجان قهوة مضت من جوارها وجلست أمام طاولة فانتبهت ندى إليها وأخذت تفكر كيف تواجهها.. 
وضع العامل فنجان القهوة أمامها فأخذته متمتمه بالشكر.. ثم اخذتها قدميها إلى حيث تجلس سلمى وجلست على المعقد المقابل لها.. فنظرت إليها لتتفاجئي بها لكن لم توضح ذلك.. 
-صباح الخير 
صبحت عليها بود واضح فردت بهدوء :
-صباح النور 
ثم تناولت القليل من المشروب الساخن مصطنعة الهدوء.. في حين نظرت الأخيرة إلى الاتجاه الآخر مترددة في المواجهة لكن من المفترض أن تواجه للدفاع عن حقها.. أدارت رأسها ناحيتها ثانية وقالت بهدوء :
-كنت عايزة اتأكد من حاجة.. 
ثم فتحت الهاتف وقامت بفتح صورة التصميم الخاص بها وأدارت شاشة الهاتف إليها متسائلة :
-ده تصميمك؟! 
نظرت إلى الصورة لتشعر بالرهبة لكنها تماسكت وأجابت بثبات :
-أه تصميمي 
لاحت شبه ابتسامة على ثغرها وقالت في شك :
-معقول مش عارفه تصميمك 
-قصدك ايه 
-اقصد اني اللي شوفتيه ده تصميمي 
تصنعت الدهشة عندما جحظت عينيها وقالت بتأكيد :
-ده تصميمي أنا متأكدة 
-أنا شوفت تصميمك بالصدفة في البيت وطلع شبه تصميمي.. نسخة منه 
-أه هو علشان حضرتك بقى مرات صاحب الشركة تسرقي التصاميم عيني عينك كده.. فاكره اني مش هقدر أخد حقي مثلًا.. 
حملقت بها في دهشة حيث تابعت في حنق واضح :
-انا مستحيل أسيب حقي وهقول للكل اني ده تصميمي أنا والتاريخ يثبت.. عن اذنك 
حملت الكوب ونهضت لتغادر تحت أنظار ندى المندهشة.. بينما دخلت سلمى المصعد الكهربائي تزفر في توتر شديد ثم ابتسمت بِخبث 
***
ذهبت إلى رحيم وقصت عليه ما حدث بينها وبين تلك السارقة.. ليشعر بالغضب الشديد لكنه تمالك أعصابه وقال :
-أنا هجبلك حقك منها أطمني.. لكن مش النهاردة.. 
ثم أردف بجدية :
-أحنا عندنا شغل أهم من البنت دي وماتستهلش نحطها في دماغنا 
-حاسة أن وراها حد.. البنت دي بتشتغل هنا من فترة كبيرة عمري ما سمعت انها سرقة تصميم 
فكر في حديثها بتمعن ثم تحدث بجمود :
-هنعرف كل حاجة بإذن الله.. المهم دلوقت تروحي المكتب وتصممي ولا تشغلي راسك 
أومأت بِخفه ثم نهضت عن المقعد متجه إلى الباب لكنها توقفت عن السير عندما نداها والتفتت إليه.. فنهض عن مقعده متجه نحوها ووقف أمامها لتبتسم عيناه ثم احتضن وجنتيها براحتي يديه قائلًا :
-وحياتك عندي هخدلك حقك 
لاحت ابتسامة على ثغرها ثم احتضنته بكلتا يديها ليبادلها بذات العناق بل وأكثر.. ثم قبلها على رأسها فرفعت عينيها العاشقة إليه هامسة :
-بحبك 
-بعشق عيونك 
ودعته بِقبلة على لحيته ثم غادرت الغرفة فتنهد بهدوء وعاد إلى مقعده.. بينما اتجهت الأخيرة إلى غرفة المكتب وعند وصولها جلست على المقعد الخاص بها دون أن تنظر إلى سلمى حتى لا تعطي لها اهتمام أكثر من اللازم.. 
توقفت أميرة عن الرسم لتنظر إلى ندى بود قائلة :
-أستاذة ندى خلصتي اول تصميم 
-أه خلصته 
-ممكن أشوفه.. أصل وأنتِ بتصمميه كان عجبني جدًا 
قالت وهي تقلب في صور الهاتف :
-هو اتسلم لكن معايا صورته 
ثم مدت يدها بالهاتف لتأخذه أميرة وتنظر إلى التصميم.. في حين نظرت سلمى إلى ندى بنظرة نارية ممزوجة بالحقد حتى رمقتها الأخيرة بنظرة سريعة.. وانتظرت رد فعل منها على أنها تخبر أميرة بأن ذلك التصميم خاص بها لكنها لم تفعل 
***
" بعد مدة من الزمن.. "




        
          
                
دقت الساعة الثانية مساءً لتخرج من المطبخ متجهه إلى باب الفيلا وخرجت لتنتظر كلًا من ريان وأشرقت.. وعندما دخلا من البوابة لاحت ابتسامة على ثغرها فركضت أشرقت إليها لتحتضنها من خصرها.. بادلتها بالعناق وقبلتها على رأسها.. بينما وقف ريان أمامهم قائلًا :
-رفعت راسك النهاردة في الامتحان 
-عملت ايه طمني؟! 
تساءلت في لهفة فأجاب بثقة :
-قولت لك رفعت راسك 
-يا حياتي 
ثم قبلته على وجنته واصطحبتهما إلى الداخل.. تساءلت أشرقت عن أختها فقالت :
-نايمة في اوضتك 
تركتها وركضت إلى الدرج تحت أنظار ندى السعيدة في حين قال ريان :
-ندى ممكن تكلمي المديرة تأجل إعلان النتيجة لبعد بكرا.. عشان بكرا عندي تدريب 
-اه يا حبيبي مفيش مشكلة.. يلا أطلع غير هدومك علشان ناكل.. 
ثم أردفت بحماس :
-بابي زمانه جاي علشان يتغدى معانا 
اتسعت ابتسامته سعيدًا لوجود والده ثم ركضت إلى الدرج وصعد إلى غرفته.. كل هذا حدث دون أن تعلم أن هناك عيون تراقبهم من الحديقة.. وعندما تأكد من عدم وجود الأطفال ظهر نفسه بالوقوف أمام باب الخروج.. جاءت هي عائدة إلى المطبخ لفت نظرها لتتوقف عن السير واستدارت نصف استدارة لتطلع إليه في دهشة ثم تساءلت :
-دخلت هنا ازاي؟! 
تقدم نحوها بخطوات بطيئة وقال وهو يجز على أسنانه :
-نطيط من سور الفيلا.. أنا أقدر أدخل ايه مكان 
ثم وقف أمامها فحركت مقلتيها هنا وهناك في رهبة وهمت أن تتحدث إلا أنه فاجئها بالقبض على عنقها عنوة وجعل ظهرها يصطدم في الحائط.. اتسعت عيناها وحاولت سحب يده عن عنقها لكنها فشلت بينما هو يتحدث بنبرة خشنة :
-اليومين اللي قضيتهم في السجن علموني ابقى مجرم حقيقي ومستحيل اسيب حقي.. طبعًا عارفه ان عمك مات بحسرته عليا لأني طالع انسان قذر وجشع زي ابوكي.. وأنا مفيش سبب يمنعني اني اقتلك وجوزك السبب.. لكن معذور مايعرفش هو آذى مين 
اصطبغ وجهها باللون الأحمر وبدأت تسعل بشدة.. فيما وصل رحيم في الوقت المناسب ليرى ذلك الندل الذي بمجرد أن رآه ترك عنقها لتسقط إلى الأرض تسعل بشدة وركض إلى الخارج.. ركض خلفه بأقصى سرعة وهو يلعنه لكنه وقف أمام الباب وعاد إلى ندى أولًا تاركًا إياه يهرب لكونه يعلم جيدًا بأنه سيصل إليه.. 
مسح على شعرها برفق ثم حملها على ذراعيه وصعد إلى الطابق العلوي من ثم دلف إلى غرفته.. ووضعها على الفراش برفق فأغمضت عينيها واضعه يدها على عنقها.. مسح على وجنتها برفق وتساءل في قلق واضح :
-ندى أنتِ كويسه؟.. تحبي نروح المستشفى 
ردت بصوت منخفض ومنبوح :
-بخير الحمد لله 
ثم سعلت بعد ذلك فرفعت جذعها عن الفراش.. فنهض متجه صوب الثلاجة الصغيرة التي تقع في ركن الغرفة وأخذ منها زجاجة مياه وساعدها في تناول بعض الماء.. ثم نظرت إليه وقالت في توجس :
-مش قولت لك بلاش تأذي.. ده مجرم وماعندوش حاجة يخاف عليها 
-أنا هخليه يفكر مليون مرة قبل ما ينطق اسمك 
-رحيم علشان خاطري بلاش 
ليقول بحسم واضح :
-مش عايزك تشغلي راسك بالموضوع ده.. 
ثم اردف بنبرة عتاب :
-وقولت لك كذا مرة ضروري يبقى فيه حرس في الحديقة 
-أنت عارف مش باخد راحتي طول ما هما واقفين فيها 
احتضن وجنتيها براحتي يديه وطبع قبلة حانية على جبينها ليضمها إلى صدره بعد ذلك.. وكلما تذكر ذلك الموقف الذي تعرضت له للتو يشعر وكأنه سيجن.. ليجد نفسه يحتضنها أكثر حتى خيل له بأنه سيخترقها 
***
انتظرتها داخل السيارة حتى جاءت وجلست إلى جوارها.. فنظرت إليها متسائلة بلهفة :
-عملتي ايه؟! 
-انا كان فاضلي شوية واقولها على كل حاجة 
-لاء يا سلمى امسكي نفسك شوية.. المهم جبتي امضتها 
فتحت سحابة الحقيبة لتأخذ الورقة التي شفت عليها امضتها وأعطت إليها لتقم بفحصها وبعد ذلك لاحت ابتسامة شيطانية على ملامح وجهها فيما قالت الأخير بخوف واضح :
-مدام جيجي أنا خايفة من مستر رحيم.. مش معقول يصدق في مراته انها حرامية 
-انتِ من بكرا تقولي لزميلك في الشركة أن التصميم ده بتاعك وندى سرقته واتمسكني على قد ما تقدري.. المهم الكل يعرف انه تصميمك 
-حاضر وربنا يستر.. المهم هتعملي ايه بالإمضه 
لتنظر إليها بنظرة شيطانية واضحة وقالت بخبث :
-علشان هنسخة على تصميم لواحد معروف وهدهولك تحطيه في وسط التصاميم.. وبكده ندى فعلا هتطلع حرامية 
أعجبت بتفكيرها كثيرًا قائلة :
-ما شاء الله على دماغك  


google-playkhamsatmostaqltradent