Ads by Google X

رواية جبل النار الفصل الثامن و الثلاثون والاخير 38 - بقلم راينا الخولي

الصفحة الرئيسية

 رواية جبل النار الفصل الثامن و الثلاثون 38 - بقلم راينا الخولي

جبل النار 
رانيا الخولي 
الثامن والثلاثون والأخيرة
…………….

اتسعت عين أسيل بذهول وهي ترى الجميع أمامها يصفقون لهم بسعادة وورقات الزهور تتقاذف عليهم لا تعرف من أين.
ويد داغر تحيط كتفها بتملك وحب 
كانت تنظر إلى الجميع وهم يتطلعون إليها بسعادة كبيرة صادقة وليست مزيفة.

ومن بين الجميع ترى ذلك الصغير الذي يسرع تجاهها بخطوات متعسرة فتلتقفه لتضمه لصدرها بسعادة كبيرة وكأن الدنيا الآن أصبحت بين يديها 
قبلت كل انش بوجهه وكأنه غاب عنها زمن فتمتمت بأنفاس متلهفة حد
_وحشتني اوي اوي يا حبيبي.
ولم يكن حال داغر أفضل من حالها وهو ينظر لطفله بلهفة وشوق وعيون تكاد تلتهم كل إنش به يود حمله لكن يخشى من رد فعله فهو لم يعتاده بعد.
وكأن أسيل شعرت بمدى معاناته إذ تمتمت في أذن طفلها
_ديدو تروح لبابا.
بعفوية نبعت من فطرته نظر إلى داغر وابتسم بخجل
وقد كانت دعوة لداغر بأن يحمله، ولم يرفض الطفل ذلك بل ألقى نفسه بين يدي والده التي مدها إليه بعفوية وحينها شعر داغر بأنه يحمل الدنيا بين يديه.
ظل يملي عينيه منه غير منتبهاً لأحد وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة 
فبين ليلة وضحاها يكتشف أن له طفلاً وبذلك العمر
يتذكر هول تلك الصدمة عليه وقد حرم من لحظات مبهجة تكاد تصله لعنان السماء عندما تكون يده أول يد تحمله
لكن أقسم في تلك اللحظة أن يعوضه عن غيابه وحرمانه منه..
ربتت أسيل على يده تعيده لعالمهم فتطلع إليها بوله قبل أن يضمها إليه و يحتويها هي وطفلهما بكل ذلك التملك.
تقدم خليل من داغر ليحتضنه بأبوة
_حمد لله على السلامة يا داغر.
رد داغر بتقدير له
_الله يسلمك يا عمي تعبتك اوي معايا.
رد خليل بصدق
_متقولش كدة انت ابني، معاك انت عرفت إن الأب اللي بيربي مش اللي يخلف.
تطلع إلى إياد الذي استكان بهدوء بين يد داغر وداعبه بحنو
_المستشار الصغير عامل ايه؟
عقد داغر حاجبيه باستياء 
_مستشار!!
 لا ياعم انا هطلعه قبطان زيي.
رد خليل بتعند
_وليه بقا ميكملش مسيرة جده؟

_طيب بزمتك مهنتك دي كانت حرقت أعصاب ولا لأ.
وافقه باستسلام 
_منكرش.
_خلاص سيب حفيدك بقا يخليه في مهنة الرفاهية بتاعت ابوه.
تدخلت أسيل لفض جدالهم
_والله بقا انا شايفة إنكم تأجلوا الكلام ده لحد ما يكبر ويقرر بنفسه.
رد خليل بقلة حيلة 
_ماشي يا ستي، ها هتيجوا معايا زي ما وعدتني ولا الجو عجبك وعايز تكمله؟
غمز داغر بشقاوة لعمه
_بصراحة الجو عجبني أوي أوي بس راجع معاك يا باشا.
_يعني مش ناوي تبيع؟
_من الجهة دي مكدبش عليك مع كل اجازة هبيعك واخدهم وآجي على هنا.
ضحك خليل وقال برضا
_وانا قابل يا سيدي.
أشار لسيلين أن تتقدم منهم وقام بتقديمها لهم
_دي مدام سيلين صاحبة المصنع جات مخصوص عشان تباركلكم.
ابتسمت سيلين بمجاملة وهي تصافح أسيل وداغر
_ألف مبروك تتهنوا بأبنكم يا رب.
رحبت أسيل بها بحفاوة 
_متشكرة اوي لذوق حضرتك.
أخرجت علبة صغيرة من حقيبتها وقدمتها لأسيل قائلة
_دي هدية صغيرة اتمنى إنها تعجبك.
أخذتها أسيل كي لا تحرجها 
_مكنش في داعي تتعبي نفسك.
تطلعت لخليل ببهجة وهي تقول 
_مفيش تعب ولا حاجة، دي اقل حاجة ممكن أقدمها.
لاحظ داغر نظراتها لعمه فتمتم بصوت خافت
_هي السنارة غمزة ولا أيه؟
سأله خليل
_بتقول حاجة يا داغر؟
تدارك داغر موقفه سريعًا 
_ها لا يا عمي بقول إنك كنت وحشني أوي.
ربت خليل على كتفه بتقدير
_وانت كمان بس خلاص هتعوضني بقا عن غيابك بمرات ابني وحفيدي.
تذكر خليل أمر أخيه وقال بجدية
_على فكرة انا عزمت والدك ويارين وهما جايين من المطار دلوقت ياريت تنسى اللي فات وتبدأ صفحة جديدة معاه 
انت خلاص بقيت أب  وجربت بنفسك صعوبة ان ابنك يكون بعيد عنك، انسى اللي فات وكمل فرحتك بعيلتك.
أومأ داغر وقد قرر أن يطوي صفحات الماضي دون أن يعود إليها مرة أخرى.

تقدم سليم من أسيل وهو يقول بابتسامة 
_حمد لله على السلامة يا سيلا.
بادلته أسيل الابتسام وهو يحتضنها بأخوه 
_الله يسلمك يا سليم عامل ايه؟
_الحمد لله أحسن.
سألته بتوجس
_برضه مفيش اخبار عن بابا؟
تنهد بتعب شديد وقال 
_لسة مش عارف أوصل لمكانه، المشكلة إني بتعامل مع الموضوع بحذر عشان محدش يشم خبر فقلت أكلم المستشار خليل هو اللي يقدر يساعدنا.
_تحب أكلمه أنا…..
قاطعها سليم
_لا انا اللي هكلمه متشيليش انتِ هم حاجة.
_إن شاء الله نوصله بأقرب وقت، اومال فين وعد، أوعى تقول مجتش
تلفت حوله فيجدها تتقدم تجاههم وهي تقول بمزاح
_انا هنا يا قلبي مقدرش اتأخر.
احتضنت أسيل بسعادة كبيرة وتمتمت 
_كنت هزعل اوي لو مجتيش.
تقدمت هايدي بدورها 
_وسعوا خليني أسلم على اللي استندلت اول ما رجعت لحبيبها.
ضحكت أسيل واحتضنتها بحب
_مستحيل استندل معاكي انتِ بالذات.
وقبل ان تسأل عن أمينة وجدتها تتقدم منها وتقول بعتاب 
_يظهر إني أنا اللي اتناسيت مش انتِ يا هايدي.
ترقرقت العبرات في عين أسيل حينما رأت أمينة تدنو منها فتمتمت اسمها باشتياق
_دادة وحشتيني أوي.
قطعت أسيل المسافة بينهم لتحتضنها بحنين واشتياق لتلك المرأة التي كانت سند ودعم لها طوال عمرها
شددت من احتضانها وهي تتمتم بصدق
_لو نسيت الدنيا كلها مستحيل انساكي انتِ.
ابتعدت عنها قليلًا وتابعت
_طول عمرك وانتِ سند وضهر بالنسبة لي وكمان مرايتي اللي بتنبهني لأخطائي مستحيل انساكي.
تأثرت أمينة بحديثها وتمتمت بإخلاص
_انتِ بنتي يا أسيل ومفيش كلام زي ده بين البنت وامها
عادت تحتضنها من جديد فتتفاجئ بصوت حازم وهو يقول بتزمر
_وانا بقا شرير الرواية بتاعكم مش كدة؟
ضحكوا جميعاً وابتعدت أسيل عن أمينة وهي تقول بمزاح
_بلاش اقولك مكانتك اد ايه عشان عندنا واحد بيغير.
تطلع داغر لحازم باعتزاز
_مبقاش ينفع أغير منه من وقت ما عرفت الحقيقة، كفاية أوي إنه وقف جنب مراتي وابني وعوضهم عن غيابي لولاه الله اعلم كان ممكن يحصلهم ايه.
رد حازم بجدية 
_انا معملتش حاجة استاهل عليها الكلام الكبير ده، أي واحد مكاني كان هيعمل كدة وأكتر كمان.
ارادت وعد أن تنهي ذلك الحديث عندما انتبهت لحزن سليم وقالت بمزاح
_ايه يا جماعة احنا هنقلبها نكد ولا ايه؟
ردت امينة 
_ربنا ما يجيب نكد وتدوم فرحتنا على طول
أمن الجميع خلفها وبدأ المدعوين بالظهور وكان اولهم يحيى ودينا زوجته.
تقدم يحيى منه وقال بمزاح
_من لقى أحبابه نسي اصحابه صح ولا انا غلطان
أيده داغر بمزاح مماثل
_بالظبط كدة، يعني تخلع والنهار بدري
تنهدت دينا براحة
_أخيراً، يعني اللي حاولت انا اعمله في سنين جات أسيل عملته في شهرين.
تطلعت لأسيل وقالت بتنبيه
_انصحك تبعديه عن جوزك، لإن جوزي عينه زايغة وهيعلم جوزك بعد ما ربنا هداه.
شهقت أسيل وهي تنظر لداغر بإدانه
فتلعثم داغر وهو يقول لدينا
_ايه يا دينا متخليكي محضر خير انتِ جايه تباركي ولا جايه تنكدي عليا فأول ليلة في البيت ده، ما تشوف مراتك يا زفت.
ردت دينا بغيظ
_لا وحياتك؛ بوعيها عشان متغلطش غلطتي.
تطلع إليها يحيى وهو يقول بجدية مصطنعة 
_دا مرض يا حبيبتي بعيد عن عنك ومرض مستعصي كمان بيصيب الإنسان اللي عياره فالت زيي كدة.
هزت راسها بيأس منه وقالت لأسيل 
_عشان تصدقي.
تطلعت أسيل لداغر وقالت بتهديد
_يبقى يعملها وهو عارف إيه اللي هيجراله.
وضع داغر يده على عنقه عندما تذكر تحذير يارين من غيرة المرأة وقال بتهرب
_أومال فين الباقي مش شايف حد منهم.
تطلع يحيى تجاههم وقال
_مستنيينك هناك تعالى نروح لهم.
سأل داغر بغمزة وهو يتطلع لإياد
_بس قولي عملتها ازاي دي يا نمس، الواد نسخة منك.
تطلع إليه بسخرية
_العب بعيد يا شاطر دي قدرات انت مش قدها.
_خلاص يا عم متزقش اللي اداك يدينا.
تطلع يحيى إلى إياد وقال بتهديد
_وحياة أمك لما تكبر وعرفت انك شربت سجارة محشية من غيري لانفخ أبوك.
تقدم أحد أصدقاءهم وهو يتطلع إلى داغر بتساؤل مرح
_حصل ازاي وأمتى؟ أفهم بس.
ضحك داغر ورد قائلاً 
_بعد الحادثة لما سافرت امريكا.
غمز طارق بعينيه
_طول عمرك بتاع مفاجأت بس متخيلتش مفاجأة زي دي، على العموم يا سيدي الف مبروك.
رد داغر بسرور
_الله يبارك فيك يا طارق عقبالك.
رد طارق بتفاخر
_لااا انا لسة ملقتهاش ومظنش إني هلاقيها لإني حاطتلها موصفات إنما ايه عنب.
ربت يحيى على كتفه وقال بسخرية 
_يبقى هتعمل زي حسنين.
قطب جبينه بحيرة وسأله 
_حسنين مين؟
ضرب على كتفه وتمتمت بسخرية 
_واحد صاحبي متعرفوش.
ضحكوا جميعاً على مزاحهم الذي لا يكفوا عنه فقال داغر
_يا سيدي بكرة نشوف بس ابقا اعزمنا.
_لا طبعاً اعزمك ايه دا أنا….
توقف عن الحديث عندما وجد تلك الحورية التي دلفت من الباب الرئيسي وخلفها والدها فتمتم بمكر
_هي المكنة طلعت قماش ولا ايه؟!
تطلع داغر إلى حيث ينظر فوجد يارين تدلف مع والده فقال بتحذير مبطن بالغيرة
_عين لقلعهالك.
جذبه يحيى من أمام داغر وهو يقول 
_ملقتش إلا دي يخرب بيتك دي أخته.
عض طارق على شفته وهو يقول بحسد
_الواد ده الستات في حياته ملهمش حل، بس وديني انا قتيلهم الليلة دي.
قال الآخر 
_سيبه هو شكله ناوي على نهايته.
_الله انا عملت ايه، كلكم متجوزين مفيش سنجل غيري وخلاص لقيتها، وبعدين هو هيلاقي احسن مني فين.
ضربه يحيى على مؤخرة رأسه
_يا شيخ اتلهي.

ابتسم داغر بود لوالده الذي تقدم منه ليحتضنه وقال بسرور
_ألف مبروك يا داغر.
رد داغر بحب
_الله يبارك فيك يا بابا متشكر اوي انك جيت.
ربت ناجي على كتفه وتحدث بصدق 
_متقولش كدة ده اسعد يوم في حياتي وخصوصاً اني شوفت حفيدي.
حمله من يد داغر وداعبه بحنو 
_عامل ايه يا ديدو؟
تقدمت يارين من داغر لتقبله وقالت بسعادة 
_ داغر congratulations 
ابتسم داغر بحبور
_الله يبارك فيكِ يا قلبي عقبالك.
رفعت اصبعها أمام داغر بتنبيه مرح
_بس يكون قبطان زيك.
تمتم داغر بغيظ وهو يتطلع لطارق
_حظه خدمه ابن اللذين.
_نعم.
سألته يارين بحيرة 
أدرك نفسه قائلاً 
_لا يا حبيبتي دا انا بقول هيكون سعيد الحظ اللي هياخدك.
قبلت خده بحبور
_ميرسي يا قلبي، أومال فين أسيل.
أشار لها باتجاهها
_واقفة مع حبايبها اهه.

عند أسيل
اتسعت عينيها بسعادة وهي تسألها
_بجد يا وعد يعني انا كلها كام شهر وهشيل ابن سليم.
صححت بسعادة
_لا وحياتك بنت مش ابن وكمان سليم ناوي يسميها أسيل على أسمك.
احتضنها أسيل بسرور
_ألف ألف مبروك تتربى في عزك وفي عز سليم يا قلبي.
التفتت أسيل إلى يارين التي ميزت صوتها 
_أسيل How are you.
_يارين جيتي أمتى؟
قبلتها يارين بحب
_لسة واصلين حالاً، بس مش مطوليش هنسافر بكرة إن شاء الله.
قالت أسيل باستياء 
_ليه كدة كان نفسي اقعد معاكي أكتر من كدة.
_معلش تتعوض مرة تانية.

….

كان سليم يقف مع خليل تحدثوا في أمور عدة قبل ان يفتح معه أمر والده وشرح له كل شيء
فقال خليل بحيرة
_معقول محدش قدر يوصله؟
هز سليم رأسه بأسف
_انا بنفسي اللي دورت لإني مش عايز شوشرة انت عارف الموضيع دي بتبقى حساسة أد ايه.
اومأ بتفاهم 
_تمام انا هكمل صديق في الدخلية وهخليه يبحث في الموضوع بشكل سري وإن شاء الله نوصله بأقرب وقت.
شكره سليم ثم تحدثوا في أمور عدة ..

تقدم داغر من أسيل بعد أن شعر بالضيق لأبتعادها عنه ولم يعد يتحمل
أشار لها بالتقدم تجاهه فلبت نداءه وتركت كل شيء وتوجهت إليه فقال بغمزة
_وحشتيني اوي لو اعرف إن الحفلة دي هتاخدك مني المدة دي مكنتش عملتها.
_ياسلام دول كلهم ساعتين.
تطلع إلى ثغرها وقال بمكر
_اصلك بصراحة تجنني اوي اوي في الحجاب وعايز اشكره بطريقتي.
رفعت حاجبيها تتصنع الدهشة 
_وهتشكره ازاي بقا؟
غمز بشقاوة
_هقطعه.
ضحكت أسيل على خفته وقالت بيأس
_انت مجنون.
رفع حاجبيه بتوعد
_بقا كدة؟ طيب اصبري بس لما يمشوا وانا هعرفك الجنان بيبقا ازاي.
هزت راسها بصبر نافذ ثم تطلعت إلى سيلين التي لم ترفع عينيها عن خليل وقالت
_مش واخد بالك من حاجة؟
قطب جبينه بحيرة وسألها 
_حاجة ايه؟
_شوف مدام سيلين مرفعتش عينيها عن عمي طول الحفلة ايه رأيك لو نجوزهم.
تطلع إلى سيلين التي تقدمت من عمه لتحدثه وقال
_تصدقي عندك حق، وبصراحة الموضوع جاي في ميعاده 
_ازاي يعني؟
_هقولك بعدين لأنهم جايين علينا.
تقدم خليل من داغر وقال 
_طيب يا داغر أنا لازم ارجع القاهرة دلوقت عشان اوصل مدام سيلين وهستناكم الصبح زي ما اتفقنا.
_إن شاء الله يا عمي.
تطلع إلى سيلين وتابع
_شرفتينا يا مدام سيلين.
ابتسمت بمجاملة
_الشرف ليا أنا اني اتعرفت عليكم.
خرجت سيلين مع خليل فقالت أسيل
_أخدت بالك؟
_واضحة اوي بصراحة، بس عادي نخطبهاله وبالمرة…..
توقف عن التحدث عندما وجد طارق يقترب من يارين وقال بحنق
_ليلة امك سودة.
تابع بامتعاض
_استنيني هنا لحد ما اشوف المتخلف ده بيعمل ايه.
حاولت اسيل منعه لكنه تركها وتقدم منهم وهو يقول من بين أسنانه 
_ايه يا طروقه الحفلة عجبتك.
حمحم طارق باحراج
_بصراحة جداً وناوي إن شاء الله المرة الجاية هتكون عندك برضه.
ضرب على كتفه وتمتم بمغزى
_طيب من هنا للحفلة الجاية تلم دورك عشان معندش قصادك.
رفع يديه باستسلام 
_لا وعلى ايه الطيب أحسن بس ..
دنى من اذن داغر وأردف
_بس حب فيا قدامها إلهي يسترك وانا تبت بعد النهاردة وهمشي جانب الحيط.
اومأ لها داغر 
_ماشي يلا بقا عشان بينادوا عليك.

في نهاية الحفل بدأ الجميع بالانصراف حتى جاء الدور على طارق الذي تقدم من داغر وقال بمغزى
_بقولك ايه يا كابتن متتوسطلي ينوبك ثواب أهه تكون سبب توبتي.
ضرب داغر بقوة على كتفه وقال بمغزى
_ربنا يسهل، بس التوبة دي هتمشيك جانب الحيط وهتتعبك، نصيحة شوفلك حاجة غيرها.
فعل طارق بالمثل وهو يقول بتهديد مرح
_يا سيدي انا راضي امشي جانب الحيط اللي خلاك انت مشيت انا مش همشي.
تطلعت إليه أسيل بصدمة أخرى لكن داغر ادرك الموقف 
_ماشي ربا يسهل روح انت ولما ترجع تاني من امريكا يبقا افاتحها، هي هترجع قريب متخافش.
_إن كان كدة ماشي يلا سلام.
حمحم داغر عندما وجد أسيل تتطلع إليه بغيظ فسألها مدعي الجهل
_في حاجة يا حبيبتي.
زمت فمها بحنق وقالت بتوعد 
_لما نطلع اوضتنا هقولك.
انصرف الجميع وتعلل داغر بأن يضع ابنه في فراشه ثم يأتي إليها 
دلف داغر غرفة ابنه التي اعدها له لتناسب طفل بسنه

أغلق الباب خلفه وسأل ابنه
_ها عحبتك الأوضة؟ لو مش عجباك قولي اغيرهالك من الصبح.
تطلع إليه بحب وتالع بوعد
_هعوضك عن كل الايام اللي عشتها بعيد عنك 
قربه من صدره وتابع بوعد
_وهعيش في الدنيا دي عشان اسعدك وانت وماما.
ظل يحدث طفله حتى غفى بجواره على الفراش وكلما هم بالنهوض من جواره تشبث به طفله حتى استكان هو أيضاً ونام بجواره.

❈-❈-❈
في اليوم التالي 

توقفت سيارة داغر أمام المنزل مما جعل أسيل تغمض عينيها بألم عندما داهمتها الذكريات 
هي ليست مستعدة بعد لأن تدخل ذلك المنزل ليس الآن على الأقل، لكن داغر أصر على ذلك كي تواجه كل الصعاب.
انتبهت على يده التي امسك بها يدها يخبرها أنه بجوارها.
أومأت له بصمت ثم تطلعت لطفلها الذي غفى في مقعده وتمتمت بتأثر
_دا نام.
تطلع داغر إليه بابتسامة 
_المشوار كان طويل أوي، يلا خلينا ندخل.
انفتحت البوابة الخارجية ودلف داغر بسيارته وأسيل تحاول بشتى الطرق أن تجابه تلك الذكريات.
اندهش داغر عندما لم يجد الباب الداخلي مما جعله يترجل من السيارة وينادي احد الحرس
_محمد.
تقدم منه الحارس يسأله 
_حمد لله على السلامة يا كابتن، خير؟
أشار داغر على الحائط وسأله
_فين الباب؟
قال الحارس بأسف
_انا متأسف لحضرتك نسيت اعرفك إن المدخل ده اتلغى وخليل بيه عمل مدخل من ورا.
اندهش داغر لبرهة لكنه فهم سريعًا 
شكر الحارس وعاد لسيارته الاي توجه بها إلى الجانب الآخر 
تطلع إلى أسيل التي مازالت تخفي عينيها بتلك النظارة السوداء فقال بروية
_أسيل.
تطلعت إليه أسيل متسائلة فقال بحنو
_وصلنا

ترجل من السيارة وتوجه ناحية مقعدها كي يفتح لها الباب عندما ظلت مكانها لم تتحرك فقال بدعم
_انزلي متخافيش.
ترددت لبرهة قبل أن تمد يدها إليه وترجلت بدعم منه
تطلعت إلى المنزل بوجل وتمتمت برهبة 
_داغر أرجوك…
قاطعها داغر بحكمة 
_أرجوكي انتِ يا أسيل قاومي عشان خاطري وزي ما انتِ شايفة عمي بيعمل اللي يقدر عليه عشان يساعدك.
أومأت له رغم اعتراضها وتركها داغر ليحمل طفله ثم عاد إليها ليكون داعماً لها.

حسها على السير حتى دلفت المنزل تتشبث بذراعه فيجدوا خليل قد بدل معامل المنزل بأكمله مما جعل داغر يندهش كيف استطاع في تلك الفترة الوجيزة ان ينهي كل ذلك.
ومنها أشياء كان يعتز بها حقاً
كيف استطاع محوها من مكانها.
ابتسم برضا فهذا عمه الذي ظل طوال حياته يعطي دون ان ينتظر مقابل.
تطلع إلى أسيل التي مازالت تغمض عينيها فتمتم بروية
_فتحي عنيكي احنا في بيت غير البيت.
فتحت أسيل عينيها وهي لا تفهم شيء مما يقول
بعيون مهتزة تلفتت حولها فترى أنها حقاً في مكان آخر غير الذي دخلته من قبل
صحيح أنه لم ينهي رهبتها كاملة لكنه خفف من وطئته عليها.

انتبه كلاهما على ترحيب خليل
_حمد لله على السلامة.
تبتسم داغر باعتزاز وهو ينظر لعمه الذي تقدم تجاههم
_الله يسلمك يا عمي، بس ايه اللي عملته في البيت ده انا قلت دخلت غلط ولا ايه.
تطلع خليل لأسيل وقال بتقدير
_اسيل تستاهل اكتر من كدة لو كان ينفع كنت بعت البيت كله وشفت مكان تاني بس انا عارف إن البيت غالي عليك برضه.
تطرق في حديث آخر كي يخفف عن أسيل
_تعالو بقا افرجكم على اوضة المستشار الصغير.
رد داغر بغيظ وهو يمسك بيد أسيل ويصعد معه للأعلى
_شكلنا كدة هنخسر بعض بسببه، بس ماشي يا سيدي مستشار مستشار.
لم تطاوعها قدمها على الصعود فترك داغر إياد لعمله وسألها باهتمام
_مالك يا أسيل؟
اغمضت عينيها لتسقط منها الدموع المتعلقة بأهدابها وتمتمت برهبة 
_مش قادرة يا داغر مش هقدر أدخل الأوضة دي مهما حصل.
هنا تدخل خليل بحنو
_بس الأوضة دي معدش لها وجود يا أسيل، تقدري تقولي كدة محيتها نهائي، وبعدين ده موقف صعب من مواقف كتير بتمر في حياتنا ولو وقفنا عند كل موقف منهم يبقى مش هنقدر نكمل حيتنا، فلازم تكوني أقوى من كدة عشان بقا في روح مسؤولة منك لازم تكوني قوية قدامها عشان تستمد منك القوة دي.
وخليكي على ثقة إن كلنا جانبك وبندعمك بكل اللي نقدر عليه.
انا هاخد حفيدي افرجه على اوضته وانت خد مراتك وخليها تختار الاوضة اللي تعجبها، انا برضه غيرت فرش الأوض كلها.
صعد خليل وترك داغر معها كي يبث الاطمئنان بداخلها أكثر 
وبالفعل استطاع داغر ان يمحي اي خوف بداخلها ثم أخذها وصعد بها للأعلى
لم تجد حقيقة أي معالم للغرفة وقد فتحها خليل كردهة وملأها بالكثير من أشجار الظل.
اندهشت أسيل بدورها
هل فعل عمه كل ذلك لأجلهم؟ أو بشكل أدق لأجلها هي، فقد أخبرها داغر كذباً بأنه لا يتذكر سوى استيقاظه في الحقيقة، إذا فقد فعل ذلك لأجلها وحدها.
بدأ الخوف يتلاشي تدريجياً وخاصة عندما تحدث داغر
_تحبي تتفرجي على الأوض عشان تختاري واحدة منهم.
هزت راسها بنفي وقد لاحت ابتسامة رضا على فمها 
_لا مش هختار انا واثقة في ذوق عمي بس هختار الاوضة اللي جانب إياد.
شهقت أسيل عندما وجدته يحملها ويغمغم بتوعد
_ذوق عمك؟ ماشي تعالي بقا افرجك على ذوقي أنا…

اقتباس من الخاتمة

وقفت أسيل أمام الباب تمنعه وقالت بإصرار
_مش هتخرج.
انفعل داغر وتحدث بحزم 
_أسيل أنا لازم أخرج دلوقت أوعى من قدامي.
صرخت بإصرار أشد
_قولتلك مش هتخرج ولو خرجت هقول لعمي ولو وصلت هبلغ الشرطة.
هدر بها بعضب محذراً 
_أسيل.

يتبع….

يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية جبل النار دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة 

 •تابع الفصل التالي "رواية جبل النار" اضغط على اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent