Ads by Google X

رواية حرر هواك فالحب بات معلنا الفصل الثالث 3 - بقلم تسنيم المرشدي

الصفحة الرئيسية

 رواية حرر هواك فالحب بات معلنا الفصل الثالث 3 - بقلم تسنيم المرشدي 

***
«حرِر هَوَاك فَالحُب بَات مُعلنَا»
«الفصل الثالث»

***

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا.. 

"أنا مش هقدر أتحمل مسؤولية طفلين، فلوسي بتكفيني انا ومراتي وابني بالعافية لدرجة إننا درسنا الموضوع واكتفينا بإبن واحد عشان نقدر نوفر له حياة مستواها كويس، بس ممكن أدبر أموري لرعاية طفل كمان لكن أكتر من كدا مقدرش، لو أخدت الإتنين هيكون ظلم ليهم وليا"
لحظة من الصمت سادت حين وقعت كلماته على آذان يوسف، طالع الفراغ أمامه محاولاً استيعاب ما يطالبه به، بائت محاولات استيعابه بالفشل الذريع فهو يرفض أطفالاً صغيرة خشية من عدم استطاعته للإنفاق عليه كأنه هو من يرزقهم!! 

كادت أعصابه أن تنفلت لكنه صمد لكي يقنعه حتى وإن كلف الأمر التوسل إليه: 
_ إيه اللي حضرتك بتقوله دا؟ أنا مش بقدم لك سلعة هتقبل تشتريها أو ترفضها، دول ولاد أخوك وأنت المسؤول قدامي عنهم، مفيش مجال إنك ترفض حد فيهم، وفي الآخر ياسيدي ربنا اللي بيبعت الرزق مش أنت زي ما أنت فاكر

قاطعه الآخر بعملية غير مقتنع بوجهة نظره:
_ أنا  فاهم كويس اللي بتحاول توصله، بس البلد هنا ليها حسابات تانية غير اللي اتعودنا عليها في مصر، عندكم لو واحد احتاج لمساعدة هيلاقي اللي يمد له إيده ويساعده ومش واحد بس هيلاقي كتير أوي ساندينه وواقفين في ضهره لغاية ما يرجع زي الأول ويمكن أحسن، لكن هنا مفيش الكلام دا، تقدر تقولي وقتها إيه العمل لو مقدرتش أوفر لهم تعليم وآكل وشرب؟ 

أخذ يلتقط أنفاسه وتابع: 
_ أنا بشتغل ليل نهار عشان ميجيش يوم مقدرش أوفر فيه أقل الحقوق لعيلتي، إحنا في عالم مختلف تماماً عنكم، مفيش مساعدة مفيش دعم حتى لو شافوك بتسف التراب، هنا تشتغل تاخد مقابل غير كدا مفيش مقابل تحت مسمى المساعدة، لو سمحت حاول تفهمني، أنا مش رافضهم بس أنا مش هقدر أعول طفلين زيادة فوق عيلتي، الوضع هيكون فوق طاقتي 

بهجوم ونبرة صارمة صاح يوسف:
_ مش موافق حضرتك في الرأي نهائي، المسائل دي مش بتتشاف من منظورك دا، بتتشاف من منظور تاني إسمه صلة الرحم، هما عيلتك وولاد أخوك، وكل اللي يخصهم المفروض يهمك، أنت واجب عليك تحميهم وتفكر فيهم وفي مصيرهم لو اتفرقوا عن بعض بعد موت والدتهم وأخوهم، هما ملهمش غير بعض وأنت بعد ربنا، أنت آخر أمل ليهم، حضرتك ليه مش شايف كدا؟ 

صمت يوسف وحاول التحلي بالهدوء قدر المستطاع، أخفض من نبرته الحادة واسترسل متابعاً:
_ بعيداً عن كدا لنفترض إنه أي كلام من وجهة نظرك، أنت ناسي إن ربنا اللي بيرزق، بأي وجه حق ترفض واحد فيهم كأنك أنت اللي بتبعت رزقهم؟

بلا مبالاة قاتلة أردف الآخر:
_ لسه مش قادرين نوصل لنقطة مشتركة، واللي اتكلمنا فيه بنعيده تاني من غير حل في الآخر، أنا بعتذر منك بس مضطر إني أقفل لأن عندي شغل ضروري، ياريت تتفهم وضعي وأنا هستنى منك مكالمة تبلغني فيها قرارك، وعايز أعرفك إني متكفل بمصاريف سفر الطفل اللي هتبعته عندي

حالة من الذهول وعدم الإستيعاب تملكت يوسف وحاول إقناع عقله أن ما يتسامران به حقيقي، تابع الطرف الآخر حديثه قبل أن ينهي المكالمة بقوله:
_ آه قبل ما أقفل ياريت تبعت لي الولد عشان أنت عارف طبعاً إن مينفعش بنت وولد في نفس المكان، أكيد أنت فاهم بتكلم عن إيه؟ سلام.. 

انتهت المكالمة، شعر يوسف بنيران تأجج داخله من خلف كلمات ذاك المختل، كيف يتحدث بإسم الدين وهو بعيد كل البعد عنه، يخشى مكوث الفتاة مع ولده ولا يخشى مكوثها مع رجل غريب عنها، ألقى يوسف الهاتف أرضاً من فرط غضبه، في تلك الأثناء اقتحمت والدته غرفته بوجه ثائر على ما تسبب به: 
_ أنت إزاي تتعامل مع بن.....

توقفت عن الحديث حين رأت حالته المذرية، قطبت جبينها بغرابة من أمره وأخفضت من نبرتها متسائلة عن سبب ثورته:
_ مالك في إيه؟  

لم يجيبها فكان في حالة لا تمسح له بالنقاش، ظل يحرك قدميه بضيق شديد ناهيك عن أسنانه التي تحتك ببعضما بشدة حتماً سيفتك بهم إن زاد من ضغطه عليهم لحظة أخرى، اعتلت ميمي الفراش بجواره وحاولت فهم الأمر منه:
_ قولي حصل إيه؟ على الأقل عرفني كنت بتتكلم مع مين؟ 

ابتلع ريقه وهو يعيد كلمات ذاك المختل في عقله، وبهدوءٍ يشوبه الغضب أخبرها: 
_ دا عم لينة وعلي، بيقول إنه مش هيبعت ياخد غير علي بس.. 

التفت برأسه ناظراً إلى والدته والشر يتوهج من بؤبؤتيه وتابع بصدمة جلية على تعابيره ولهجته:
_ بيقول إنه مش هيقدر ياخد الإتنين، مش هيقدر يوفر لهم اللي محتاجينه، مش مهم مصير البنت إيه حتى لو اتشردت، بس المهم إنه يوفر حياة مستواها كويس ليه ولعيلته!! 

عاد يطالع الفراغ الماثل أمامه وعقله يكاد يجن، تابع هتافه بتجهم يشوبه الإستياء:
_ الناس دي ملتهم إيه؟ 
خالهم ورماهم في الشارع ورجع لبيته عادي ومهتمش ممكن يحصلهم إيه، مأنبوش ضميره لحظة وحس بندم ورجع لهم، والتاني فاكر إن وظيفته هي اللي بترزقه مش ربنا! 
أكيد الناس دي متربوش على كلام ربنا اللي كبرنا عليه، 
ميعرفوش قوله تعالى {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
مش معقول يكونوا عارفين إن كل حاجة بإيد ربنا ويعملوا كدا 

تشدقت ميمي فكانت قليلة الحيلة لا تملك حتى مواسته،  فهناك أناس بقلوبٍ جاحدة وتصرفات ظالمة لا يبرر لهم غلظتهم وعدم رحمتهم على الآخرين، أخرجت ميمي تنهيدة مهمومة فكم كان قلبها يعتصر حزناً على الصغار وما أصاب رؤوسهم في عمرٍ صغير للغاية.

بعد تفكير لم يأخذ وقت طويل، حسمت أمرها فلن يكون هناك حلاً سوى ما يدور في عقلها، بكامل قواها هتفت بنبرتها الحنونة:
_ انا اتمنيت كتير إن ربنا يرزقني ببنت، بس حكمة ربنا إني أخلف ولدين والحمدلله رضيت، مش عارفة يمكن يبان كلامي غريب شوية بس حاسة إن اللي حصل للبنت دا سبب إني اعتبرها بنتي، عايزاها يا يوسف، لينة اللي اتمينتها كتير مش عايزاها تمشي، خليها تعيش وسطنا 

لوهلة ظل يوسف يحدق بما هو أمامه دون وعي، فكيف يتخذونها بنتاً لهم وهناك من يعولها من أقاربها؟ 
عاد بأنظاره إلى والدته التى ابتسمت له تستحث قلبه على القبول، فما كان منه سوى الرضوخ لطلبها، فلن يسمح لها بالتشرد في النهاية هي أمانة صديقه وسيفعل ما في وسعه حتى يُأمن لها حياة كريمة طيبة. 

أستند يوسف بكفيه على ساقيه ناهضاً عن مقعده وهتف بحسم:
_ لازم أرجع بلدهم عشان أجيب كل أوراقهم اللي هحتجاها لسفر علي، وعشان كمان أقدم لـ لينة في المدرسة، مش عايزها تفوت أكتر من كدا 

وافقته الرأي وهتفت وهي تربت على كتفه:
_ الله المستعان يا حبيبي 

تركته وغادرت المكان بينما عاد يوسف بأدراجه إلى الفراش ولازالت كلمات ذاك الرجل تتأرجح ما بين الذهاب والإياب في عقله، لا يصدق أنه بالفعل استطاع التميز بين الأخوين بتلك السهولة دون النظر إلى مشاعرهم وإلى حالة الذُعر التي ستنتابهم ما أن تفرقا.

حاول إفراغ عقله من أي أمور قد تضايقه فيكفي ما مر به في الآونة الأخيرة لا يريد المزيد، أخذ نفساً عميق قبل أن يعيد التفكير في كيفية إخبارهم بذلك الأمر، كيف سيواجه أعينهما وهو يخبرهما بافتراق أحدهما عن الآخر، ألا يكفي من فارقهما؟!

حك يوسف مؤخرة رأسه بعصبية شديدة فلا يملك قدرة التحدث عن ذلك، عاد بجسده إلى الفراش مطالعاً السقف بحدقتاه البنية لعله يأتي بفكرةٍ ما.. 

بعد مرور بعض الدقائق على وضعه لم يراوده سوى حلاً واحد وعزم على تنفيذه فلا يوجد سواه من الأساس.

                               *** 

استيقظ يوسف على آنين خافت على مقربة منه، يبدوا أن أحدهم يتألم، كان هناك ضوءًا ساطعاً يحجب رؤياه لما يتمثل أمامه، فرك عينيه لعله ينجح في رؤية مصدر الصوت بوضوح لكن الوضع كما هو عليه لا يرى سوى إضاءة شديدة السطوع بالكاد يستطيع فتح عينيه. 

_ "لينة يا يوسف" 
عقد يوسف ما بين حاجبيه فتلك اللهجة يحفظها جيداً، إنه أحمد!

حاول يوسف النهوض من مكانه لكنه يفشل لا يدري أين هو، لا يشعر بشيء يستطيع ملامسته وكأنه يحلق في الفراغ، لازال آنين صديقه يدوي في شحمتي أذنه فهتف هو بإسمه:
_ أحمد، أنت فين أنا مش شايفك

أعاد يوسف تكرار ندائاته التي لم تتوقف قط ولم يبادله الآخر أي إجابه وفي ثانية اقتحم أحمد تلك الظُلمة التي تحولت إلى ملامحه مردداً أمام وجه يوسف:
_ "لينة يا يوسف"

انتفض يوسف من مكانه مشهوراً بشدة، طالع أمامه بأعين جاحظة، ارتفع تدفق الدماء في نبضات قلبه بشدة من فرط الخوف، رجفت يده التي يستند بها على الفراش فاستقام في جلوسه وطالع المكان من حوله يتأكد من غرفته. 

أوصد عينيه حين استشف أنه كان حُلم، تنفس الصعداء ثم تمتم مترحماً على صديقه بحزن:
_ ربنا يرحمك يا أحمد 

نهض عن فراشه وتوجه إلى الخارج لكي يطمئن بنفسه على الصغار، كان المنزل يتمتع بسكون مخيف قاطعه صوتٍ ما صدر من غرفة "زياد". 

توجه يوسف بخُطاه إليها، طرق الباب ثم ولج داخلها فتفاجئ بوجود زياد برفقة علي، اتسع ثغره بإبتسامة مطمئنة وسألهم مستفسراً: 
_ بتعملوا إيه متأخر كدا؟

أسرع زياد في الرد عليه بحماس يشوبه التردد من ردة فعله:
_ كنا بنلعب بابجي..

قطب يوسف جبينه مستاءً منه وبهدوء عاتبه:
_ لعب ودلوقتي! أنت ناسي إنك عندك مدرسة بكرة بدري؟ أقفل الكمبيوتر ويلا على سريرك بسرعة 

وجه نظريه إلى علي متابعاً استرساله:
_ وأنت كمان يا علي، بطل لعب ونام عشان هنصحى بدري، هنروح مشوار مع بعض

أماء له بقبول فانسحب يوسف من الغرفة موصداً بابها خلفه، توجه إلى غرفة والدته وبتردد شديد في فعل ذلك طرق الباب بخفة فلا يوجد لديه حل غيره لكي يطمئن على التؤام الآخر، تنهد وأدار مقبض الباب بحذر ثم مال برأسه من خلف الباب حتى وقع نظره عليها غافية بجوار والدته، أغلق الباب وعاد إلى غرفته وصاح عالياً حين رأى إضاءة الغرفة المجاورة لازال مضئ:
_ قولت ناموا 

جائه الرد على الفور: 
_ نمنا خلاص..

عاد لغرفته وحاول مراراً أن يعود إلى النوم لكن النعاس قد جفى عينيه، يبدو أن هناك ليل سيطول ساعاته إلى أن يمر.

تذكر شيء ما فنهض عن كرسيه وتوجه إلى الكومود خاصته والتقط إحدى الروايات الرومانسية التي يقوم بقرأتهم باستمرار، استلقى على فراشه واضعاً ذراعه الأيسر خلف رأسه وظل يهمهم بالكلمات التي يقرأها بخفوت وغرق بين صفحات الكتاب الذي بيده غير آبِه لما يدور حوله.

                              ***

سطعت الشمس فتناثرت أشعتها على البنايات وغيرها من الأشجار لتضيف لأوراقها الخضراء لمعة ساحرة كصفاء لمعة البحر التي تنقلب مع موجاته منتجة منظراً عظيماً تطمئن النفس له.

أنتبه يوسف على رنين منبه هاتفه فأغلقه وقام ليتجهز حتى يلحق ميعاد القطار قبل أن يفوته، خرج من غرفته فهاجمته تلك الرائحة الذكية التي تغلغلت داخل أنفه دون استئذان.

توجه نحو مصدرها فتفاجئ بهذا الكم من الطعام الموضوع في عُلب ورقية، جذبت والدته انتباهه بإلقائها التحية عليه:
_ صباح الخير يا حبيبي 

رد عليها متعجباً مما يحدث فالأمر مريباً له بعض الشيء: 
_صباح النور يا أمي، مين اللي هياكل كل دا؟  

أجابته بتلقائية عابثة: 
_ الأكل دا بدل اللي باظ امبارح، مش أنت قولتلي إنك عايز توزع أكل علي المحتاجين وأنت رايح محطة القطر، وبيكون هناك ناس كتير محتاجة للأكل 

لمعت عينيه ممتناً لها، فكيف لا يحبها وهي عشقه، أخذ نفساً وحرك قدميه ناحيتها ثم قام بعناقها هاتفاً بنبرة مُتيمة:
_ ربنا يخليكي ليا يا أمي 

ربتت علي ظهره بحب شديد وهي تجيبه بحنو أمومي:
_ ربنا يرضيك يابني ويرضى عنك، ويكتب لك الخير في كل خطوة 

آمن على دعائها وهو يتراجع للخلف:
_ آمين، هروح أصحي علي الأول وبعدين أغير هدومي على لما يخلص هو كمان 

أولاها ظهره وقام بإيقاظ علي وأمره بتبديل ثيابه وكذلك قام هو ثم ساعد ميمي على تعبئة العُلب في الأكياس البلاستيكية ومن ثم هموا بالمغادرة سريعاً قبل أن تستيقظ لينة.

وصلا كليهما باكراً إلى محطة القطار، قسم يوسف الأكياس بينهما لكي يساعدان بعضهما البعض وينهيا الأمر سريعاً، أعطى يوسف أول عُلبة طعام لأول سائل قابله فشكره الآخر ودعا له بطيب نفس، ثم تابع يوسف ما يفعله لكنه أنتبه على الفتى حين ناول إحداهن عُلبة وقال لها:
_ ادعي لماما وأخويا بالرحمة

انهالت المرأة بالدعوات لهما فتبسم علي بسعادة بالغة مما شجعه على إعطاء الآخرين الطعام حتى يجمع أكبر قدراّ من الدعوات لأحبته، تشكلت ابتسامة مشفقة على شفتي يوسف لحالته، ثم قام بمواصلة ما يفعله مطالباً ممن يعطيه الطعام بالدعاء لأحمد ووالدته.

بعد مرور وقت ليس بقصير، انتهوا من توزيع جميع الأطعمة، أعطى يوسف كفه للفتى الذي قام بصفع كف يوسف فرحين بذاك الإنجاز الذي أضاف ليومهم مزيج من البهجة والحماس.

استقل يوسف مقعده داخل القطار وكذلك رافقه علي المقعد المجاور ثم سأله بفضول:
_ إحنا رايحين فين؟ 

علم يوسف أن تلك اللحظة قد حانت وعليه إخباره فكم سيخفي عنه الأمر؟، شهيقا وزفيراً قد فعل يوسف ثم مال بجسده للأمام ونظريه على علي يتابع ملامحه وبدأ يخبره:
_ أنا قدرت أتواصل مع عمك امبارح..

استشف من علي عدم الضيق حين رأى تشدق شفتيه للجانب فسرها بالقبول لحديثه فواصل مردفاً بتردد:
_ وافق على كلامي بس بشرط إن واحد بس منكم اللي يسافر عنده، وفي الآخر المكالمة قالي إنه عايزك أنت..

قطب علي جبينه وسأله مستفسراً: 
_ ولينة؟ مش هتيجي معايا؟ 

زم يوسف شفتيه واكتفى بتحريك رأسه نافياً سؤاله فهتف الآخر حاسماً الأمر:
_ يبقى أنا مش هروح في مكان من غيرها

لم يعلم يوسف ما عليه قوله تلك الأثناء، حاول التفكير معه بصوت عالٍ لعله يصل إلى نقطة ترضيهم: 
_ وأنا معنديش أي مانع إنكم تقعدوا معانا، ومن الوقتي أنا متكفل بيكم، بس لو سألتني عن رأيي هقولك أقبل وسافر، هناك هتلاقي ألف فرصة عمرك ما تحلم بربعها هنا، هتلاقي تعليم كويس ونضيف، وهتعيش حياة مرفهة، ولما تكبر إن شاء الله هتلاقي وظيفة تليق بيك وفي سياق دراستك  

طالع يوسف الخارج بحزن وواصل ما لم ينهيه بعد:
_ هعطيك مثال يمكن تفهم كلامي، أنا أهو قدامك درست واجتهدت واتخرجت وفي الآخر مش عارف أشتغل في مجال دراستي 
وبرده القرار في الآخر يرجع ليك، دا مجرد رأي لا أكتر ولا أقل، لو قررت تسافر هبدأ في إجراءات سفرك من النهاردة ولو قررت تقعد هنا فأهلاً بيك أنت ولينة في عيلتنا 

طالع علي الفراغ أمامه وعينيه تتلألأ فيهما العبرات التي تهدد بالسقوط مردداً بنبرة متحشرجة:
_ مش عايز أبعد عن لينة، هتبقى لوحدها وأنا مش موجود  

ربت يوسف على كتفه بآسى وحاول التخفيف عنه:
_ أختك في أمانتي يا علي، أنت عاشرتني يومين قولي أنت شايفني واحد ميعتمدش عليه وميقدرش يشيل مسؤولية عشان تخاف على أختك معايا؟  

التفت علي برأسه ناظراً إليه وقد سقطت على مقلتيه العبرات التي حاول جاهداً إخفائهم وأردف بمزاج غير سوي:
_ مفيش غيرك اللي ساعدنا يا يوسف!  

انعقد حاجبي يوسف تلقائياً متأثراً بحديثه، جذبه من ذراعه وعانقه بقوة فردد علي من بين بكائه:
_ هتخلي بالك عليها، مش كدا يا يوسف؟

تراجع يوسف ليطالعه وأخذ وعداً أمامه: 
_ أقسم لك إني هعمل كل اللي أقدر عليه عشان متكنش محتاجة لحاجة، وطلاما لسه فيا النفس عمري ما هخليها تحس بنقص أبداً، هي بس تشاور وأنا أنفذ قبل ما ترمش، متقلقش يا علي هي هتكون في حمايتي على لما أنت ترجع لينا بالسلامة. 

حرك علي رأسه مراراً وتابعا كليهما سفرهما إلى البلدة، نجح يوسف في استعادة جميع أوراقهم وعاد بعلي إلى منزله بعد غياب الشمس.

في غصون عِدة أيام، استطاع يوسف إنهاء جميع الأوراق اللازمة لسفر علي، وقف يشير إليه من بعيد مودعاً إياه، فرت دمعة من عينيه حين اختفى علي خلف باب الطائرة. 

عاد يوسف بأدراجه إلى منطقته بعد أن أطمئن بتحليق الطائرة، لم يود مواجهة لينة باكراً كما أنه لم يفضل العودة قبل أن يطمئن بوصول الفتى أولاً.

جلس على مقهى قريبة من منزله ولم يبعد الهاتف عن عينيه ثانية، فلقد أوصى عمه بأن يخبره فور لقائهما، تمر الثوانِ عليه وكأنها دهراً، لا يستطيع التحمل كل هذا الوقت، كاد أن ينهض إلا أن اقتحام صديقه قد منعه حين عاتبه بقوله:
_ كل ما أسأل عنك يقولولي مش موجود، أسبوعين بحالهم يا يوسف متسألش عن صاحبك؟ 

اعتذر منه يوسف بلهجة مشحونة بالتوتر:
_ معلش يا بلال، بس كنت واقع في ظروف انشغلت فيها شوية، هحكيهالك بعدين.. 

أعتلى بلال المقعد المجاور له متسائلاً بفضول حول تلك الظروف الغامضة:
_ وليه بعدين، أحكي دلوقتي 

أسبق يوسف بالرفض فمزاجه لا يمسح له بالنقاش حالياً:
_لا لا مش النهاردة، مش رايق أتكلم في حاجة 

نهض عن كرسيه تحت نظرات بلال المتعجبة من حالته، توقف عن الحركة حين شعر بإهتزازة هاتفه معلناً عن وصول رسالة، أسرع في فتح هاتفه ليتمعن الرسالة الواردة.

تقوس ثغره بإبتسامة عريضة ناهيك عن شعور الراحة الذي راوده حين رأى صورة علي برفقة عمه، أغلق الهاتف وأعاد وضعه في جيبه ثم التفت إلي بلال الذي مازال يطالعه مندهشاً لما هو عليه.

جلس يوسف حيث كان هاتفاً بنبرة أكثر راحة: 
_ خلاص هحكيلك، متبصليش كدا 

بادله الآخر ابتسامة عفوية، فبدأ يوسف في قص ما مر به من البداية تحت نظرات بلال المذهولة لما يقع على أذناه.

انتهى يوسف من الحديث رافعاً كتفية للأعلى مع زمه لشفتيه مردفاً:
_ شوفت بقا اللي حصل لصاحبك! 

أخرج بلال تنهيدة مهمومة فلديه هو الآخر نصيباً من المصائب يجهلها يوسف:
_ والله يا صاحبي مش عارف أواسيك ولا أنت اللي تواسيني؟ 

ضاق يوسف بعيناه عليه متسائلاً بقلق قد تمكن منه:
_ عندك إيه أنت كمان؟

تشدق بلال وهو يقلب عينيه ثم بدأ حديثه بتأفف: 
_ الصبح لقينا أختي جاية بتعيط، جوزها ابن ال*** مد أيده عليها، من وقتها ودمي محروق وكنت هروح أقتله لولا إن أبويا مانعني إني أتعرض له، ولغاية دلوقتي لسه مهدتش وبتعصب أكتر كل لما أفتكر منظرها 

انتفض يوسف من مكانه فأثار الذعر في نفس بلال وسأله مستفسراً:
_ في إيه يابني؟ وقفت فجاءة كدا ليه؟ 

بلهجته الحادة التى لا تريد نقاش هتف:
_ قوم، هنروح مكان 

نهض بلال عن مقعده وهو يكرر سؤاله الفضولي:
_ قولي هنروح فين؟ 

"هنروح نجيب حق أختك " 
هتف بهم يوسف ونبرته لا تبشر بالخير، لحق به بلال وأمسكه من ذراعه مرغماً إياه على التوقف وقال محذراً:
_ استنى بس أنت ناوي على إيه، أبويا حذرني مقربش منه، وأكيد لو حصله حاجة أنا اللي هلبسها

حرر يوسف ذراعه من بين قبضتي صديقه وببرودٍ يشوبه السخرية قام بتوبيخه: 
_ يا دلوعة أبوك، الراجل ضرب أختك وأنت خايف من أبوك! 
حرك رأسه باستنكار مختلط بالإستهزاء وتابع سيره إلى الأمام، تسببت كلماته في إشعال نيران المروءة لدى بلال الذي احتقن وجهه وفارت دمائه، وعزم على أن يكسر ضلوع شبيه الرجال هذا.

تحرك خلف صديقه بخطوات مهرولة لا يرى أمامه سوى القصاص لشقيقته التى هانها زوجها وألقنها ضرباً مبرحاً بكت بغزارة إثره.

وصلا كليهما إلى البناية التي تعود إلى ذاك الدنئ، كاد بلال أن يهم بالصعود إليه إلا أن يوسف تريث ومنعه فنظر إليه متعجباً من أمره: 
_ وقفتني ليه؟ 

شرح له يوسف خطته بهدوء وهو يتابع المكان من حولهما: 
_ أكيد مش هنروح نتخانق معاه في بيته، مش عايز حد يشوفنا، إحنا هنستنى لما سيادته يظهر وبعدين هنمشي وراه وأول ما نلاقي فرصة هنعلمه درس يفكر بعده ١٠٠مرة قبل ما يمد ايده على أختك تاني 

كز بلال أسنانه بعصبية فلا يطيق الإنتظار حتى يلقن ذاك المعتوه درساً لن ينساه طوال حياته، مر الكثير من الوقت حتى ظهر مرادهم وهو يتغنج بجسده مع تغريداته التى تدل على رونقه صفوه.

تبعوه إلى حيث يذهب ومن حُسن حظهم أنه ذهب من زقاق جانبي من بين البنايات، استغلوا تلك الفرصة الثمينة وحاصروه، أحدهما قد ظهر له من الأمام والآخر من الخلف لكي لا يمكنه الهروب من بينهما.

اقترب منه يوسف أولاً وعيناه ينطق منهما الشر، لم يبذل مجهوداً في الصراخ عليه فكان دوماً يستعمل أسلوباً مبسطاً لكن الجميع يهابه، هدوء يشوبه التهديد في نبرته أردف وهو يلاصق صدره:
_ الإيد اللي تتمد على الحريم متستحقش يتكتب في بطاقتها دكر يا... ربع دكر أنت 

هتف كلمته الأخيرة باستهزاء ثم ضربه برأسه فسقط الآخر أرضاً هاتفاً بحنق: 
_ أنتوا بتعملوا إيه يا أغبية، أقسم بالله لو ما... 

قاطعه يوسف بنبرة صارمة:
_ متقدرش تعمل حاجة، عارف ليه يا قذر أنت؟ 

صمت حين جذب انتباهه ثم سحب هاتفه وقام بالعبث فيه لثوانِ وتابع ما لم ينهيه مهدداً بعد أن وضع الهاتف أمام نظري الرجل:
_ شايف كل الأسامي دي، كلهم مصادر أمنية ورُتب عالية، أقل واحد فيهم يقدر ينفيك من على وش الدنيا، وأنا متمناش حتى لأعدائي إنهم يتعاملوا معاهم أبدا، لأنهم مش بيحبوا الغلط ولو وقع في أيديهم واحد زيك كدا بيسفروه لفوق، فوق أوي 

ارتاب الرجل تهديد يوسف وسأله بنبرة مرتجفة:
_ أنت عايز إيه الوقتي يا يوسف؟ 

حاول يوسف منع ضحكاته من التسرب من شفتيه حتى لا تضيع هيبته التي فرضها عليه، أخذ نفساً ليواصل الحوار أمامه على نفس نبرته الحازمة:
_ تروح عند مراتك تتأسف لها وتراضيها، وخليك متأكد إنك لو فكرت تعيد عملتك دي تاني أنا مش هجيلك تاني هروح للناس اللي شوفت أساميهم بعنيك وأبعتهملك هما يتعاملوا معاك، وأنت عارف كويس هما هيقدروا يعملوا فيك إيه؟! 

أماء له بتفهم فانسحب يوسف برفقة بلال الذي انبهر من طريقة صديقه في تهديد الرجل، انتظر بلال حين ابتعدا كليهما قدراً كافياً عنه وهتف معجباً به:
_ إيه اللي حصل حالاً دا؟ أنت خرسته ومعتش قدر ينطق بكلمة قدامك، أنت بقيت مهم وأنا معرفش ولا إيه؟

قهقه يوسف على حديث بلال وعلق ساخراً:
_ الموضوع مش زي ما أنت فاكر، دول مجرد صحابي في الجيش كنت مسميهم بألقاب مهمة عشان لو وقعت في موقف يحتاج مساعدة زي اللي إحنا كنا فيه دا 

ضرب بلال كفاً على الآخر لا يصدق أنه افتعل كل ذلك من خلف اكذوبة وضيعة لا يصدقها عقل، عادوا إلى حيث جاءوا فتفاجئ يوسف بهرولة زياد نحوه، وقف أمامه وتحدث فور وصوله بأنفاس لاهثة:
_ إلحق لينة يا يوسف..  

"لينة اضربت يا يوسف" 
هتف بهم زياد بينما انتفض يوسف من مكانه مذعوراً، تحولت ملامحه ولم يستطيع كبح جِماح غضبه الذي ظهر في نبرته المنفعلة:
_ مين اللي عمل كدا؟ 

أخبره زياد من بين أنفاسه اللاهثة بسبب ركضه إليه: 
_ كنا بنلعب بالكورة قدام البيت مع صحابي، ولينة وهي بتلعب خبطت واحد منهم بالكورة فالتاني اتغاظ منها وضربها بالقلم، بس أنا مسك....

لم ينتظر يوسف سماع المزيد بعد، فتوجه بخُطاه عائداً إلى منزله ووجه يميل إلى الإحمرار من فرط غضبه، تفاجئ بجلوس الفتاة أمام بوابة البناية خاصتهم تبكي.

اتسعت حدقتاها حين رأت يوسف يتقدم منها، نهضت عن مقعدها وهرولت نحوه ثم هتفت وهي تعانق ساقيه:
_ متسبنيش تاني..

ملس يوسف على خصلاتها بحنو، أوصد عينيه لبرهة يحاول استعادة رونقه لكي لا يخيفها بحدته الطاغية الآن، زفيراً قوياً أخرجه على مهل وردد بنبرة أكثر هدوءً: 
_ مش هسيبك متقلقيش، تعالى معايا 

مد لها يده فاختفت يدها ما أن وضعتها داخل كفه، أغلق عليها يوسف وتقدم إلى الأمام وهو يتسائل عمن فعل ذلك بها: 
_ مين اللي ضربك فيهم يا لينة؟ 

أجابته وهي تشير بإصبعها على فتى ما يلعب على مقربة منهم:
_ اللي هناك دا، إسمه أمجد 

حرك يوسف رأسه بتفهم وتابع سيره حتى وصل إلى الفتى، وضع يده على كتفه من الخلف وأرغمه على الإلتفاف إليه، ومن بين أسنانه المتلاحمة صاح به بنبرة أرعبته:
_ أنت إزاي تمد إيدك عليها؟ 

دفع الفتى يد يوسف بعيداً عن كتفه وهتف بعدم احترام:
_ هي اللي بدأت ودا عقابها

رفع يوسف حاجبيه مستاءً من وقاحته، التفت برأسه حيث تقف لينة وأمرها قائلاً:
_ أضربيه زي ما ضربك يا لينة.. 

تفاجئت لينة بأمره، كذلك تفاجئ الجميع مما يريده يوسف، تدخل بلال محاولاً حل تلك المسألة بقوله:
_ إهدى بس يا يوسف دا عيل صغير زيها بالظبط 

أعاد يوسف تكرار ما قاله وكأنه لم يصغي إلى حرف مما تفوهه صديقه:
_ قولتلك اضربيه يا لينة.. 

نظرت إليه الفتاة بذهولٍ تام وبتردد كبير رفعت ذراعها، ثم دوت صفعة قوية تركت أثراً على وجه الفتى، الذي احتقن وجهه من الغضب، تراجعت لينة للخلف محتمية في يوسف حين خشيت رد الأذى من الفتى، أنتبه الجميع إلى عويل إمرأة تتقدم نحوهم بخطى مهرولة: 
_ مين دا اللي اتجرأ ومد أيده على ابني؟ 

تصدى لها يوسف بأعين يتوهج فيهما الشر وأجاب على سؤالها بجمودٍ قاسِ:
_ أنا اللي قولتلها تعمل كدا 

تفاجئت المرأة من جرأته الوقحة دون احترام لها، وهتفت بحنجرة غليظة معنفة إياه:
_ دا ولد صغير إزاي تخليها تضربه، أنت بتحط عقلك من عقل عيل يا يوسف؟ 

حرك رأسه مستنكراً سخريتها التي أنهت بها حديثها، رد عليها بفتورٍ يشوبه التقزز:
_ ابنك اللي بدأ بضرب البنت، وعشان كدا أنا اللي خليتها تضربه

رفعت المرأة حاجبها الأيسر وهي تحدج الفتاة بنظراتها المشتعلة، تمتمت من بين شفتيها ساخرة: 
_ ومين دي إن شاءالله؟ السفيرة عزيزة وإحنا منعرفش؟ 

بثقة عمياء قام بالرد عليها باستهزاء:
_ لأ، دي تبقى السفيرة لينة، وطول ما أنا فيا النفس مفيش حاجة تقدر تمسها، سواء كان بسبب ابنك أو غيره! 

أولاها يوسف ظهره وحدج من يتناثرون على النواصي وتابع هتافه محذراً:
_ الجميع سواسية واللي اتقال للست عواطف حالاً نفسه اللي ساري على الكل، أنا بحترم الصغير قبل الكبير وعشان كدا أنا عايزكم تحترموا البنت زيها زيي بالظبط، ومن النهاردة هي من عيلتي وأنا مش هسمح أبداً إن يحصلها حاجة، اللهم بلغت 

لم ينتظر يوسف سماع إجابة من أحدهم يكفيه نظراتهم التي تتأجج فيهما الريبة، أمسك بيد الفتاة ثم توجه عائداً إلى منزله، تبعه زياد وهو يسير رافعاً رأسه بعجرفة فخوراً برد أخيه على الجميع، فلن ينكر أن تصرفه سيعود إليه بالإيجاب ولن يقدر أحدهم على التطاول عليه منذ ذلك الحين.

تقدم يوسف برفقة الفتاة إلى المنزل وتوجه نحو الأريكة التى تقربه، جلس أعلاها وأرغم لينة على الوقوف أمامه وبنبرة واثقة حثها على عدم الخوف بعدما رفع رأسها المنحنية إلى الأعلى وأردف:
_ متحنيش راسك تاني يا لينة، مكانها يبقى مرفوع كدا دايماً، اوعديني إنها تفضل مرفوعة مهما شوفتي ومر عليكي

ابتلعت لعابها ورمقت أهدابه الكثيفة التي تحيط بعينيه البُنية لبرهة قبل أن تسترسل بنبرة واثقة:
_ أوعدك إني مش هحنيها تاني خالص 

إلتوى ثغر يوسف للجانب فظهرت غمازته التي انتبهت عليها لينة، مشكلاً ابتسامة سعيدة عذبة وهو يرفع كفه لها: 
_ كفك يا لولي 

ابتهجت لينة من ذلك اللقب الفريد من نوعه، فكان أول من ناداها بدلال بذاك الإسم، رفعت ذراعها اليُمنى وقامت بصفع كفها الصغير في كفه المرفوع  فهتف يوسف ممازحاً: 
_ Good girl 

اختفت إبتسامة الفتاة تدريجياً وهي تجول بنظريها في المكان متسائلة بقلق: 
_ علي فين؟ هو مرجعش معاك ليه؟ أنا مشوفتوش خالص من وقت ما كنا تحت.. 

*** 
يا ترى يوسف هيكون قد المواجهة الصعبة دي؟ وايه رد فعل لينة لما تعرف إن آخر واحد في عيلتها مشى هو كمان؟

مستنية رأيكم وتحاليلكم وريفيوهاتكم ♥️

 •تابع الفصل التالي "رواية حرر هواك فالحب بات معلنا" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent