Ads by Google X

رواية لخبطيطا الفصل الثالث 3 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الفصل الثالث 3 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل الثالث

اقترب بسرعة شديدة من النافذة لكي يرى «رماد» الذي اخافهم هكذا لكن قبل أن ينظر أوقفه «فادي» الذي قال بجدية:

- لا استنى!

ثم ضغط على زر واغلق أضواء المبنى بأكمله قبل أن يتابع اعتراضه:

- رماد عارف إننا منفيين ولو لاحظ حد في البيت هتبقى كارثة

تردد «عبدو» كثيرًا لكنه أصر في النهاية أن يشاهد تحركاته وقال بجدية:

- متخافش انا هقفل الستارة خالص وهبص من نقطة من وراها يعني عمره ما هياخد باله، أنا عايز أشوفه على أرض الواقع، لازم أشوفه علشان أعرف هحارب مين وعدوي ده شكله أيه 

وافق «فادي» بتردد ونفذ «عبدو» ما قاله ونظر بطريقة لا تكشفه وفجأة مر طيف باللون الأصفر بسرعة شديدة حتى أنه لم يلاحظه واتسعت حدقتيه بتعجب عندما تفاجئ بهذه السرعة التي يراها لأول مرة بدون مسلسل أو رواية، حقيقية على أرض الواقع! 

ضغط «فادي» على الزر وأضاء المبنى بأكمله مرة أخرى وهو يقول:

- الثانية اللي عدى فيها قدام عينك دي بيقدر فيها يبص في كل الاتجاهات ويعرف كل حاجة، مش بس سرعة في الحركة .. لا سرعة في أداء كل الوظايف .. سرعة في القراءة .. سرعة في الكتابة .. سرعة في الكلام .. سرعة في المراقبة 

اقترب «عبدو» منه مرة أخرى وردد بتساؤل:

- والقوة اللي المفروض تظهر بعد 24 ساعة؟ ملهاش أثر ليه! 

نظرت «حور» إلى شقيقها ورددت بجدية:

- فعلا ظهور القوى الخارقة عليهم اتأخر أوي! 

حرك «فادي» رأسه بتفهم واقترب من جهاز الكمبيوتر الخاص به وضغط على عدة أزرار وهو يقول:

- كل مبنى بيبقى فيه جهاز يقدر يمنع أي حد يستخدم قوته علشان محدش يستخدم قوته بشكل خاطئ، أنا وانتوا نايمين فضلت شغال على الجهاز ده وعرفت وظيفته يعني بدل ما يمنع الطاقة اللي في المكان يطلع أشعة عادية علشان لو حد جرب قوته هنا ميوصلش انذار بقوة غريبة لـ رماد، الاشعة العادية دي هتعمل الأشعة اللي الجهاز المركزي بيبعتها علشان يشوف فيه قوى غريبة ولا لا ودلوقتي انا شغلت الجهاز، تقدروا تجربوا قوتكم!

إبتسم «عبدو» وتقدم خطوتين وهو يقول مازحًا:

- اللي يشوفك وأنت ذكي وبتشرح دلوقتي ميشوفكش في المقطم والعيال بيعاكسوا اختك وانت قاعد تضحك يا كيس الجوافة أنت 

ضحك «فادي» وردد بتلقائية:

- والله دمهم خفيف أنت ظلمتهم 

اتسعت حدقتيه بصدمة وردد بعدم تصديق:

- يابني انت شالوا الشهامة والرجولة من عندك وحطوا مكانها مخلل؟ بيعاكسوا اختك وبيشتموك وانت بتضحك! بس متعصبنيش ولا تحرق دمي علشان ماأسيبش كريم عليك 

أقترب منه «كريم» ورفع حاجبيه وهو يقول بجدية:

- مالك يا صاحبي الواد ده ضايقك في حاجة؟ 

ضحك «عبدو» وسحبه من جواره بهدوء وهو يقول:

- لا يا كبير محدش يقدر 

دفعه بخفة والتقط أنفاسه إستعدادًا لإظهار قوته، نفخ بقوة وركض في المكان لكن ركضه كان طبيعيا فوقف ونظر إلى نفسه بتعجب، لم يستسلم وحاول إظهار قوته وهو يصدر اصواتًا عديدة فضحك «كريم» بصوت مرتفع:

- أيه يابني أنت عندك إمساك؟!

توقف عن إصدار تلك الأصوات ونظر إلى نفسه بإحباط قبل أن يقول بحزن:

- مفيش أي قوة! مش حاسس بأي تغير 

نهض «فادي» من مكانه وردد بقلق وهو ينظر إلى «كريم» قائلًا:

- طيب جرب أنت كدا يا كريم 

انتقلت الأنظار إلى «كريم» الذي تنفس بهدوء ورفع يده اليمنى في الهواء بثقة فصعقه برق باللون الابيض قبل أن تظهر مطرقة ضخمة بيده فنظر إليها بصدمة ونظر إلى هيأته التي تبدلت وصاح بسعادة:

- أيه ده أنا اتحولت! أنا بقيت ثور! يا عبدو أنا بقيت ثووور 

أقترب منه بصدمه وهو يحاول تصديق ما رأته عينيه، لمس المطرقة التي كانت بيده وقال بعدم تصديق:

- مستحيل؟ انت تور فعلا .. قصدي ثور، القوة جتلك إزاي! أنت مهكر الكوكب ده ولا أيه؟

رفع كتفيه وقال بتلقائية:

- عملت نفس حركات ثور ولقيت إحساس غريب، إحساس بالقوة وإني أقدر أشيل بيت بحاله 

اقتربت «حور» من «عبدو» ورددت بجدية:

- جرب تاني يا عبدو، أكيد القوة هتظهر لكن أنت مش عارف تحضرها 

- أحضر أيه هو أنا بحضر عفريت! وبعدين منا حاولت لكن فعلا مفيش حاجة، أنا اتغشيت ولا أيه 

أقترب منه «فادي» ونظر إليه بنظرة فاحصة قبل أن يمسك بأذنه ويشدها بقوة فصرخ الأول وقال بعدم رضا:

- اااه أيه ياعم سيب ودني، مش عارف من ساعة ما شوفتني وأنت طمعان في وداني، يسطا لو ينفع أقولك اتفضلها هقولك بس دي وداني يعني 

ضحك «فادي» ورفع يده وهو يقول بتوضيح:

- لا مقصدش بس الودان بيبقى فيها مص*ر القوة، لو مظهرتش بشد الودن كدا فبتظهر علطول 

- اها فهمت، يعني شدة الودن زي عضعضة الحجارة عندنا كدا 

قام بإبعاده وحاول إظهار قوته مرة أخرى لكن دون جدوى فقال بإستسلام وحزن:

- مفيش حاجة للأسف، كان نفسي اساعدكم بس واضح إن مفيش نصيب، بعد اذنكم 

تركهم واتجه إلى الأعلى فأسرع «كريم» إليه ليهدئ من غضبه وحزنه فأوقفته «حور» قائلة:

- خليك انت، أنا هطلع أكلمه واهديه 

تردد في تركها لكنه في النهاية هز رأسه بالإيجاب فتحركت إلى الأعلى واتجهت إلى غرفته فوجدته ينظر من النافذة بشرود، اقتربت منه حتى وقفت بجواره ونظرت إلى حيث ينظر هو قبل ان تقول:

- على فكرة المفروض إحنا اللي نزعل مش أنت! 

نظر إليها نظرة سريعة ثم عاد بنظره إلى حيث كان ينظر منذ لحظات وهو يقول:

- أنا مزعلتش بس حطيت أمل على حاجة ومتحققتش وده ضايقني، حطيت أمل أساعد الناس دي وانقذهم من رماد ومش بس كدا، أنا حطيت أمل بعد ما كل ده يخلص أكتب عنه وأعرف الناس كلها إن فيه كوكب غير كوكبنا وفيه بشر غيرنا، فيه حياة على كوكب تاني .. كنت عايز أعرفهم إن الخيال ده هو الحقيقة بعينها وبعد كل ده مفيش، صدقيني أنا كان نفسي اساعدكم بس حاولت ومعرفتش 

رسمت إبتسامة خفيفة على ثغرها ورددت بهدوء:

- يكفيني محاولتك .. غيرك مكانش هياخد خطوة المحاولة دي أصلا، أنت عارف .. بابا وماما ماتوا على أيد رماد، بابا كان عنده قوة خارقة زي ما بتقولوا عندكم كدا سوبرمان وماما كانت نفس القوة بتاعته ودي حاجة نادرة جدا لما تحصل .. إن اتنين يكون عندهم نفس القوة، وقفوا قصاد رماد وكانوا هيغلبوه .. هم أكتر حد طول مواجهته مع رماد وكان الكوكب كله حاطط أمل عليهم لكن في لحظة لقيتهم في الأرض، قولت هيقوموا زي ما قاموا قبل كدا وهيهزموه لكن محدش منهم قام! جريت عليهم زي المجنونة وأنا بعيط وبصرخ لكن رماد وقفني أنا وفادي وقرر ينفينا ... قتلهم هم ونفانا إحنا 

تأثر بحديثها وبدموعها التي تساقطت وهي تنهي كلامها فردد بأسى:

- أنا آسف إني فكرتك باللي حصل، والدك ووالدتك ابطال علشان قدروا يقفوا قصاد رماد وميخافوش، على الأقل حاولوا ولازم تبقي فخورة بيهم 

ثم غير مجرى الحديث وقال بإبتسامة:

- صحيح معرفتش قوتك نوعها أيه 

مسحت دموعها وقالت بإبتسامة:

- هتصدقني لو قولتلك لسة معرفش! حاولت زيك كدا لكن فشلت .. بس عندي أمل إن قوتي هتظهر في وقت من الأوقات علشان كدا لازم أنت كمان يبقى عندك أمل إن كل حاجة ليها وقتها المناسب وزي ما بتقولوا كل  تأخيرة وفيها خيرة

إبتسم واعتدل في وقفته وهو يقول بتساؤل:

- صحيح لحقتوا تعرفوا ده كله عننا إزاي؟ انا اللي اعرفه إنكم بقالكم 15 يوم على ارضنا مع الاسبوع اللي سبتكم فيه يعني مكملش شهر 

ضحكت بخفة قبل أن تجيبه بثقة:

- زي ما أنت عارف إن السنة عندنا بيوم عندكم يعني كنا بنستغل اليوم كأنه سنة وكنا بنلف وندور ونتعامل مع الناس، حتى اشترينا موبايلات وعملنا اكونتات على فيسبوك وتويتر وانستجرام، عملنا كل حاجة ده غير إننا مش بننام يعني الوقت متضاعف 

هز رأسه بتفهم وسألها سؤال آخر وهو ينظر إليها:

- وفادي عرف قوته ولا لسة مش عارف يظهرها زيك؟

سحبت مقعد من جوارها وجلست عليه قبل أن تستند برأسها على الشرفة وقالت:

- لا فادي عرف قوته، بيلمس أي شئ بيحوله لمعدن حسب درجة قوته يعني لو في قمة قوته بيحول أي حاجة يلمسها لمعدن الحديد او نحاس ولو اقل يبقى معدن اضعف وهكذا

اتسعت حدقتيه وارتسمت إبتسامة وهو يقول بتلقائية:

- كيفين 

قطبت جبينها بدهشة وهي تقول متسائلة:

- كيفين أيه؟ 

أجابها بسرعة:

- ده يبقى صاحب بن تن أو أخو بنت عمه مش فاكر الصراحة بس ده كارتون اسمه بن تن وكيفين ده كان بيلمس أي حاجة يحولها معدن بردو 

***

جلس بجواره قبل أن ينظر إليه ويقول متسائلًا:

- بقولك أيه يابو الفدافيد هو لو أنا ليه من ساعة ما جيت هنا مش شايف غير بنات حلوين؟ هو الكوكب كله عسل كدا؟ أصل الواحد الصراحة يت**ف يقولهم على المطبخ 

ضحك «فادي» بصوت مرتفع قبل أن يجيبه بثقة:

- بالنسبة ليكم الجمال ده مش عادي لكن عادي بالنسبة لينا خالص، وبعدين عبدو قالي إنك بتحب تشقط ومشوفتكش شقطت بنت يعني 

رفع إحدى حاجبيه وهو يقول بتساؤل:

- عبدو قالك كدا؟ يا كداب وربنا لما اطلعله .. بص ياعم هو أنا مش زي ما فهمك عبدو بس الصراحة البنات عندكم مش عاديين وده اللي مخليني حابب الكوكب بتاعكم وبعدين قولي أساليب الشقط في كوكبكم أيه علشان تساعد أخوك 

إتسعت ابتسامته وهو يقول بحماس:

- اثبتلها إنك قوي، واظن إن بقوة التور بتاعتك دي أنت هتزهق منهم 

- ثور يا فادي ثووور بلاش تور دي بدل ما نزعل من بعض وبعدين أختك اتأخرت فوق مع عبدو! أنت قاعد كدا عادي؟ 

رفع كتفيه وهو يقول بتلقائية ولا مبالاة:

- عادي عبدو مش غريب يعني، خلي حور تهديه شوية كان شكله زعلان 

إتسعت حدقتي «كريم» بصدمة وهو يقول بجدية:

- مش غريب! بقولك أختك فوق مع عبدو! عبدو كان مفهمني إنك حمش حتى دي كدب فيها 

وضع قدما فوق الأخرى وبرر موقفه بهدوء:

- أنا مش عارف ليه بتقولوا نفس الكلام! حتى عبدو لما الشباب اتغزلوا في اختي جيه ومشاهم ... فيها أيه!

ازدادت صدمته وخبط بكفه على كفه الآخر وردد بعدم تصديق:

- فيها أيه؟ فيها اخ مجرد كيس لب، أكيد عبدو كان بيتريق على كلمة حمش دي، أنت هتتعبني معاك شكلك كدا 

في تلك اللحظة دلفت فتاة في غاية الجمال وقالت بإبتسامة:

- بجد مش مصدقة! أكتر من 20 سنة علشان اشوفكم تاني .. أنا حاسة إني بحلم 

ضحك «فادي» بشدة وردد بصوت مرتفع:

- ياااه ماني عاش من شافك، اوعي حد يكون عرف إننا موجودين 

هزت رأسها بالنفي واقتربت وهي تقول:

- متقلقش محدش عرف خالص يابن خالتي الدار أمان 

ثم إنتبهت لوجود «كريم» فنظرت إليه بإبتسامة قبل أن تقول:

- مين الجميل؟ 

وقف «كريم» واقترب منها بشرود وهو يقول بعدم وعي:

- ده انت اللي جميل يا جميل 

وقف «فادي» واقترب منهما وهو يقول بإبتسامة:

- أحب اعرفك .. ده كريم صاحب عبدو اللي حكيتلك عنه في المكالمة وهم اللي رجعونا تاني هنا وهيساعدونا نغلب رماد 

إبتسمت بسعادة ونظرت إلى «كريم» مرة أخرى وهي تقول بترحيب:

- أهلا بيك يا كيمو على كوكبنا، اتمنى كوكبنا يكون عجبك 

أجاب بشرود وعدم تركيز:

- ده عجبني وهبلني .. أحسن كوكب في المجرة والمجرات المجاورة، الكوكب منور بأصحابه يا جميل 

إبتسمت وقالت بحرج:

- ميرسي 

انتبه لوجود «فادي» فهز رأسه بقوة ليفوق من شروده بها وقال بقلق:

- انا كنت برحب بيها مقصدش حاجة

ربت «فادي» على كتفه بمرح وهو يقول:

- ياسيدي شوف*ني اتكلمت؟ براحتكم طبعا 

لوى «كريم» ثغره وهو يقول بأسف:

- اها نسيت إنك كيس جوافة 

***

كان في الخارج يتجول ذهابًا وإيابًا لكن لم تعد قدماه التحمل أكثر من ذلك فجلس قبل أن تقترب منه والدته وتقول بحب:

- متقلقش يا حبيبي هدى هتقوم بالسلامة وهتفرحوا بإبنكم مع بعض، اتفائل خير 

انهمرت دموعه ونظر إلى والدته هو يقول بخوف شديد:

- متفائل والله يا ماما بس شوفتي هي تعبانة إزاي! الدكتورة قالت تسمم حمل وهتولد قيصري وقالت إن نجاة الأم في الحالة دي صعب، أنا مش قادر أتخيل إن هدى تضيع من أيدي، مش قادر اتخيل اني مشوفهاش تاني مبتسمة 

هز رأسه بقوة في محاولة منه لطرد تلك الأفكار ورسم إبتسامة وهو يقول:

- أيه اللي أنا بقوله ده .. إن شاء الله تخرج وتبقى كويسة ونفرح بإبننا مع بعض 

في تلك اللحظة خرجت الطبيبة فأسرع إليها وهو يقول بجنون:

- طمنيني على هدى! كويسة؟ ولدت على خير؟

نظرت إليه الطبيبة وقالت بأسف:

- البيبي بخير لكن زوجة حضرتك ..

صمتت للحظات قبل أن تتابع بصوت ضعيف:

- زوجة حضرتك توفت 

**ت للحظات وهو يحاول إستيعاب ما قالته ثم نظر إليها بعينان متسعتان وهو يقول:

- هدى! لا لا أكيد مش مراتي .. أنا مراتي اسمها هدى .. حضرتك أكيد اتلغبتطي صح؟

لم تجيبه الطبيبة ونظرت إلى والدته التي اقتربت وقالت ببكاء:

- أهدى يا حبيبي متعملش في نفسك كدا 

رفع رأس والدته ومسح دموعها وهو يقول بجمود وعدم تصديق:

- متعيطيش يا ماما هدى كويسة وهتقوم وترجع معانا، متصدقيش الدكتورة المجنونة دي، أنا هثبت إنها بخير 

دفع الطبيبة ودلف إلى الداخل فوجد وجه زوجته مغطى فأسرع وكشفه وهو يقول:

- قومي يا هدى .. قومي واثبتيلهم إنك كويسة وهترجعي معانا علشان تربي ابننا، أنا عارف إنك تعبانة بس حتى شاوري بأيدك أو قولي كلمة علشان اثبتلهم إنك مش هتسيبيني أبدا وهنفضل مع بعض، قومي علشان خاطري وكلميني .. هدى ردي عليا 

بدأ في الإنهيار وصرخ بصوت مرتفع وبصوت باكي:

- كلميني يا هدى .. ردي عليا ومتسيبينيش .. مش هقدر اعيش من غيرك أبدا، والله مش هقدر أعيش، هدى!

قيده العديد من الأطباء في محاولة للسيطرة على غضبه فظل يصرخ بصوت مرتفع:

- سيبوني مع مراتي، سيبوني مع حبيبتي .. مش كفاية خدتوها مني! مستخسرين عليا اقعد معاها شوية، سيبوووني! هدى! هدى!

***

تركته بعد حوار دام لساعتين وما إن رآها «كريم» حتى أسرع إلى الغرفة ودلف إلى الداخل وهو يقول:

- لا كدا كتير بقى! بقالكم اكتر من ساعتين في الاوضة كدا هظن فيك ظن سوء 

نهض «عبدو» من مكانه واتجه إلى سريره، أراح ظهره وفرد ذراعيه في الهواء قبل أن يقول بإبتسامة:

- محستش بالراحة دي من زمان، الواحد فعلا كان محتاج يفضفض .. كنا بنتكلم ياعم ظن سوء أيه بس أنت تعرف عني كدا وبعدين داخل شايط كدا ليه ده أنت المفروض عندك قوة خارقة متخلينيش أقر عليك 

جلس «كريم» على سريره ووجه نظره بإتجاه صديقه وهو يقول:

- أسكت تقر أيه هو أنا عارف استخدم القوة، كنت هجري استخدمها في الشارع وفادي لحقني، اها صح ماني بنت خالة فادي وحور جت، فادي بعتلها علشان تكون من ضمن التيم 

رفع «عبدو» إحدى حاجبيه وقال بتعجب:

- اسمها ماني! أنا قولت اسماء الناس في الكوكب طبيعية هوب ألبس في اسم غريب 

- بلاش أنت تتكلم عن الأسامي الغريبة متبقاش تاجر حشيش وتمشي تقول ليه الناس مدمنة 

ضحك على تشبيهه وردد مازحًا:

- تصدق حلو التشبيه، المهم ماني دي حلوة؟ 

ضيق عينيه ونظر إليه بتحدي وهو يقول:

- خليك في حور بتاعتك وسيب ماني في حالها علشان منزعلش من بعض ياض 

رفع «عبدو» حاجبيه بذهول ونهض من مكانه ثم اتجه إلى سريره وامسكه من لياقة قميصه وهو يقول بمرح:

- أيه ياض الطريقة دي ما تضربني بالنار أحسن وبعدين أنا اللي جايبك هنا يعني تتكلم عدل يا اما هسفرك الكوكب على صاروخ، اظبط كدا علشان مطرقعلكش 

رفع يديه وقال بإستسلام وهو يرسم إبتسامة على وجهه:

- يووه عليك دا أنا بهزر، أهدى كدا وروق ياعم 

ابتعد عنه واتجه إلى سريره مرة أخرى وهو يقول:

- جدع .. دلوقتي بقى هنفضل قاعدين قعدة المطلقين دي لغأيه امتى؟ 

نام «كريم» وفرد ذراعيه وهو يقول بتعب:

- انام ساعتين بس ونصحى نشوف هنسلي نفسنا ازاي 

نظر إليه بتعجب وبالفعل في خلال دقائق قليلة كان قد غرق في النوم فوقف «عبدو» وتجول في الغرفة وهو يفكر ماذا يفعل فخطر بباله فكرة وقرر تنفيذها ....

استيقظ «كريم» من نومه وفرد ذراعيه في الهواء قبل أن ينهض من سريره، نظر في كل مكان بالغرفة لكنه لم يجد صديقه مما جعله يتعجب فقرر النزول للأسفل والبحث عنه، تحرك بخطوات هادئة إلى الأسفل وما إن وجد «حور» حتى سألها بتلقائية:

- بقولك يا حور هو عبدو مع فادي ولا فين؟ 

نهضت من مكانها وقالت بتساؤل:

- هو مش معاك في الأوضة فوق؟ 

حرك رأسه بالنفي وهو يجيبها بقلق:

- لا مش في الأوضة فوق، أنا سيبته كان على سريره ونمت وصحيت ملقتوش فقولت أكيد تحت ونزلت أسألك عليه أهو 

أسرعت وهرولت بإتجاه شقيقها الذي كان يتحدث مع إبنة خالته وصاحت بقلق وتوتر شديد:

- فادي فيه مصيبة، عبدو مش موجود! 

نهض من مكانه وهو يقول بصدمة:

- أيه! مش موجود إزاي يعني؟ 

قصت عليه ما قاله كريم فأسرع إلى هاتفه الشفاف وضغط على شاشته عدة ضفطات فقال «كريم» متسائلًا:

- أنت بتعمل أيه؟ 

أجابه وهو ينظر إلى هاتفه ويتابع ضغطاته على الشاشة:

- بحدد مكانه، مش ممكن يبعد لأنه ميعرفش المكان كويس 

وفجأة اتسعت حدقتيه وردد بصدمة:

- يا نهار مش فايت 

نطق الجميع في صوت واحد:

- فيه أيه؟

ردد «فادي» بصوت متوتر وخائف:

- عبدو .. عبدو قريب من موقع رماد! تقريبا رايحله! 

شعروا جميعا بالصدمة وردد «كريم» بتلقائية:

- يا مجنون رايح للشرير برجليك 

سحبت «حور» هاتفها وقالت بجدية وهي تنظر إلى فادي:

- يلا نلحقه يا فادي قبل ما يتهور ويعمل حاجة تضيعنا كلنا 

وقبل أن يتحرك أحد منهم هتف «كريم» بجدية:

- لا انتوا بالذات مينفعش تتحركوا قريب من مكان رماد ده علشان متتكشفوش وكل حاجة تبوظ، ابعتلي يا فادي اللوكيشن على موبايلي وأنا هروح ألحقه 

نهضت «ماني» واقتربت من «كريم» ثم نظرت إليهم ورددت بجدية:

- كلام كريم صح، مينفعش تقربوا من موقع رماد نهائي وإلا كل حاجة عملتوها هتروح، أنا هروح مع كريم وأي جديد هنبلغكم بيه 

على الجانب الآخر تحرك «عبدو» وهو ينظر في كل مكان إلى أن أوقف أحد المارة وسأله قائلا:

- بقولك يا غالي متعرفش بيت رماد فين؟ 

اتسعت حدقتيه ونظر إليه بخوف قبل أن يبتعد عنه دون أن يتحدث، رفع أحد حاجبيه بتعجب وقال بضيق:

- ماله ده ما اللي قبله قالي على المنطقة! 

وقبل أن يتحرك أتى هذا الصوت المرتفع والمخيف من خلفه:

- سمعت إنك عايزني 

تصلبت قدماه واتسعت حدقتيه بخوف وهو يلعن غبائه وتسرعه للقدوم إلى هذا المكان فالتف «رماد» بحركة بطيئة وواثقة إلى أن واجهه ونظر إليه بإبتسامة:

- أيه! اتفاجئت؟ أنا رماد اللي كنت بتسأل عن مكانه اتفضل قول عايز أيه 

حاول «عبدو» رسم إبتسامة وهو يقول بمرح حتى لا يغضبه:

- لا أبدا يا باشا أنا كنت عايز اجي اتطمن على صحتك بس، بس واضح إنك كويس ومية مية كمان .. استأذن أنا بقى 

وقبل أن يرحل صرخ فيه بقوة:

- أقف هنا ومتتحركش 

فأغلق عينيه وعلم أن نهايته قريبة لكنه حاول إخفاء هذا الخوف وقال بجدية:

- متحركتش أهو! فيه أيه؟ 

تلونت عينيه باللون الاحمر ثم عادت إلى طبيعتها مرة أخرى وقال بتعجب:

- إزاي معندكش قوة خارقة؟ حتى لو مظهرتش المفروض بيبان قوتك!

فكر في رد ليجيبه:

- أصل .. أصل، بص العصفورة 

التفت ليرى ما قاله فأسرع هو بالفرار وعندما عاد «رماد» ببصره وجده يهرب فانطلق بقواه الخارقة ووصل إليه في أقل من ربع ثانية، وقف «عبدو» عندما وجده أمام عينيه وردد بخوف:

- يلاهوي أنا نسيت إنه سريع، آسف والله أنا عيل صغير 

اقترب منه خطوتين وهو يقول بغضب:

- انطق أنت إزاي معندكش قوة؟ 

- خلقة ربنا هعترض ليه؟

رسم ابتسامة مرعبة على ثغره قبل أن يقول بتهديد:

- لأخر مرة هسألك السؤال وبعد كدا هتكون في عداد الأموات، أنت معندكش قوة ليه 

لم يجد إجابة مقنعة فقرر قول الحقيقة:

- علشان أنا مش من الكوكب بتاعكم، أنا من كوكب الأرض الأولى 

شعر «رماد» بالصدمة وردد بتساؤل:

- وجيت هنا إزاي؟ مستحيل حد يعرف يسافر بين الارضين إلا من خلال البوابة اللي أنا بفتحها 

هنا قرر «عبدو» الكذب بسبب جهله بالأمر وردد بثقة:

- لا ينفع حد يسافر لو هو واثق ان فيه ارض تانية، بيقف في صحراء وتكون ليلة القمر فيها مكتمل ويحط كل تركيزه في إنه يسافر الارض دي والبوابة بتتفتح، أنا كنت واثق إن فيه أرض تانية علشان كنت مهتم جدا بعالم الخيال وكتبت روايات خيالية بتتكلم عن كدا وجيت هنا، بعدها سمعت عن رماد اللي مسيطر على الكوكب ومن حبي في الخيال قررت اجي واشوف البطل اللي قدر يسيطر على كوكب بالكامل ده 

ابتسم «رماد» الذي كان يوجد قناع على وجهه ويخفي أجزاء كثيرة حتى يصعب تحديد شكله، وضع يده على كتفه وردد بجدية:

- طبعا أنا مش هفرط قي كنز زيك، أنا هاخدك معايا علشان تحكيلي كل حاجة أنا عايزها، مستعد؟

لوى «عبدو» ثغره وردد بصوت غير مسموع:

- مني لله أنا اللي جبته لنفسي، وماله اجي معاك بس أعمل حسابك بقى على غداء علشان متغدتش

ضحك بصوت مرتفع قبل أن يردد بهدوء:

- متقلقش أنت هتخش قصر رماد اللي محدش قدر يدخله قبل كدا وجوا كل اللي نفسك فيه هتاخده 

ابتسم ومثل السعادة وهو يقول:

- اشطا اتفقنا بس بالله عليك متاخدنيش بسرعتك دي لهناك علشان ممكن اجيب كل اللي في بطني، اروحها على رجلي أحسن 

ضحك ووافق على طلبه قائلًا:

- اللي أنت عايزه، همشي معاك بصورة طبيعية ومش هستخدم سرعتي لغاية ما نوصل 

تحركا معًا في اتجاه القصر بينما ردد «عبدو» في نفسه:

- مش عارف ليه مش متطمنلك، ربنا يستر واليوم ده يعدي على خير

وصلا «كريم» و «ماني» إلى مكانه فتفاجئا بسير «عبدو» مجاورًا لـ «رماد» وتحدثهما مع بعضهما البعض، هنا رفع «كريم» حاجبيه وردد بعدم رضا:

- يخربيتك يا رداد ويخربيت سنينك أنت صاحبته ولا هو واخدك رهينة ولا أيه نظامك

نظر إلى «ماني» وردد بقلق:

- هنعمل أيه! هو خده كدا أسرى حرب؟

هزت رأسها بالنفي ونظرت إلى حيث يسيران قبل أن توضح:

- معتقدش، واضح إن عبدو قال حاجة غصب عنه ورماد طلب منه يجي معاه علشان حاجة معينة، واضح من مشيتهم مع بعض ومن كلامهم، ربنا يستر وكل حاجة متبوظش!

***

وصلا أخيرا إلى القصر والذي كان ضخما بشكل كبير عن جميع مباني المدينة، فرد «رماد» إصبعه أمام فوهة معدنية صغيرة بالباب الخارجي للقصر وأخرج شرار كثيف باللون الأصفر ليُفتح الباب على مصراعيه فردد «عبدو» بابتسامة:

- دي زي المفتاح عندنا كدا؟ 

نظر إليه ليجيبه قائلًا:

- حاجة زي كدا

تقدما إلى الداخل وسارا لمسافة طويلة حتى وصلوا إلى داخل القصر وهنا ردد «رماد» بصوت مرتفع:

- مربوطة!

انتظر لثوانٍ قبل أن يصيح مرة أخرى قائلًا:

- مربووطة؟

نظر إليه «عبدو» وردد بتساؤل:

- هي مين دي اللي مربوطة فهمني بس 

في تلك اللحظة حضرت «مربوطة» من الداخل وهي تردد:

- أوامر سعادتك يا رماد باشا

نظر إلى ضيفه ثم عاد بنظره إليها قائلًا:

- جهزي الغداء علشان عندنا ضيف، ضيف غالي أوي

شعر «عبدو» بالقلق الشديد وردد داخله:

- يارب مكونش أنا الغداء، أنا خايف كدا ليه

انطلق «رماد» بسرعة كبيرة من أمامه ورحل ليبقى هو وحده ليحدث نفسه قائلًا:

- والله وشوفت فلاش على الحقيقة يا عبدو، ياترا راح فين! 

في تلك اللحظة ظهر أمامه بشكل مفاجئ بسبب قوته الخارقة فصرخ «عبدو» من الصدمة:

- اعاااا، حرام عليك والله أنا في الخضة دي مبقتش نافع تاني

ضحك بصوت مرتفع وردد كلمات مبهمة غير مفهومة:

- وكأنها المرة الأولى، هي هي بالظبط

رفع أحد حاجبيه ليقول بتعجب:

- هي أيه المرة الأولى؟

- متاخدش في بالك، يلا بينا نتغدى الاكل جهز

انطلق معه «عبدو» وجلسا معًا على السفرة كبيرة، استمر الغداء لوقت قصير ولم يتحدثا في شيء هام وما إن انتهوا حتى ردد «رماد» بجدية:

- نتكلم بقى في الجد، تعرف أيه عن السفر بالزمن؟

صمت لثوانٍ لكي ينظم اجابته قبل أن يجبه بلباقة:

- علميا ممكن الإنسان يسافر بالزمن عن طريق إنه يتحرك بسرعة الضوء في اللحظة دي بتنطبق عليه قوانين النسبية وهي إن الزمن بيتمدد يعني بيبقى بطئ مقارنة بالزمن عند بقية الناس، يعني لو حد فضل ماشي بسرعة الضوء لمدة ساعة هيكون عدى عليه هو ساعة لكن باقي الكوكب هيكون عدى عليهم خمس سنين مثلا، كدا هو سافر بالزمن للمستقبل لكن استحالة طبعا يرجع بالزمن لأن النظرية تنطبق على المستقبل بس وعلميا مينفعش الرجوع للماضي، عمليا بقى استحالة يحصل الاتنين لأن مفيش مخلوق على الأرض يقدر يمشي بسرعة الضوء حتى لو كان عنده قوة خارقة لأن علشان حد يمشي بسرعة الضوء لازم كتلته تبقى بصفر أو ضئيلة جدا لا تذكر زي كتلة الضوء

رفع «رماد» حاجبيه بإعجاب قبل أن يقول بابتسامة واسعة:

- برافو، باين عليك فاهم والكلام بينا هيوصل أسرع، طيب لو جاتلك فرصة تسافر للمستقبل وجريت بسرعة الضوء هل هتاخد الخطوة علشان تعرف مستقبلك هيبقى عامل ازاي؟

صمت قليلا ليفكر في سؤاله وما إن انتهى من تفكيره حتى قال:

- لا مش هاخد الخطوة لأن زي ما قولتلك هيكون عدى عليا مثلا يوم لكن كل اللي أعرفهم هيعدي عليهم سنين يعني منهم اللي هيموت ومنهم اللي هيعجز وهفضل أنا زي ما أنا، كدا أنا استفادت أيه؟ ده كله علشان أعرف مستقبلي! الغيب ميعرفهوش إلا ربنا وبعدين عندي وقت اقضيه مع اهلي وكل اللي اعرفه لكن مفرطش في عمرهم علشان مصلحتي أنا

ابتسم «رماد» وقال بجدية:

- بس أنت هيجي عليك يوم وتاخد الخطوة دي

ضم حاجبيه بعدم فهم وردد بتساؤل:

- خطوة أيه؟ 

عاد بظهره إلى الخلف وقال بنفس الابتسامة:

- تقدر تمشي يا رداد، اتمنى تبقى مبسوط في كوكبي

نهض من على كرسيه ونظر إليه بشرود فهو ردد لقبه وهو لا يعلمه، رغب في الرحيل لكن فضوله منعه من ذلك وسأل سؤاله الذي توقعه «رماد» :

- أنت عرفت لقب رداد ده منين؟

نهض من على كرسيه وسار خطوتين تجاهه حتى أصبح مواجهًا له وأجابه بغموض:

- هنا هتشوف حاجات غريبة كتير، لازم تتعود عليها وخليك عارف إن الدايرة بتلف وسبب بدايتها هو نفس سبب محاولة قفلها، لينا لقاء تاني

إلى اللقاء في الفصل القادم كمان ساعة إن شاء الله 
توقعاتكم؟
عبدالرحمن الرداد

 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا " اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent