رواية رجوع الى الهويه الفصل الثالث 3 - بقلم شيراز القاضي
رجوع_الي_الهويه
الحلقه الثالثه .قراءه ممتعه 💜
مرت الايام علي مليكه في منزل جدها ولم يتغير شيء ..لاتزال غير مرحب بها بينهم وهي بدورها كانت تتجنبهم جميعا حتي اثناء ذهابها معهم الي العمل ..كانت تجلس فقط في مكتب جدها تتابع مايحدث بدون فعل شيء لذا قررت عدم الذهاب مجددا وتبقي في المنزل طوال اليوم تجلس في الحديقة حتي المساء! مما اثار ريبة سام لذلك عين احد الخدم ليراقبها ويخبره في المساء ماذا تفعل في الحديقه كل هذا الوقت! وها هو اليوم غير مختلف كثيرا اذ ان مليكه جلست كعادتها بعد الافطار في الحديقه تقراء من المصحف وهاقد حل المساء وعاد خافيير وسام وايضا شاهدوها جالسة كالعاده ليقول الجد وهو متعجب من حالها:
انها لا تخرج ابدا ..دائما ما تكون جالسة هكذا! يؤرقني امرها جدا..
ثم التفت الي حفيده وعيناه تقطران حزنا والما قائلا
: لما لا تتقرب اليها سام؟ انها ابنة صوفيا ياصغيري!اعلم انك الوحيد القادر علي الدخول الي عالمها الكئيب هذا وانتشالها منه..
نظر سام بإتجاهها كاظما غيظه ليوميء لجده بلا كلام..ذهبا ليتناولا العشاء وانضمت لهم مليكه وباقي العائله في جوه يسوده الهدوء..وبعد ان انصرف الجميع الي غرفهم..احدهم قرع باب سام ليأذن له بالدخول فمن المؤكد انه الخادم الذي يعطيه تقريرا عن مليكه كل يوم..
تحدث الخادم: مساء الخير سيدي..الوضع كما هو تخرج بعد الافطار الي الظهيره ومعها الكتاب ذاته ثم تعود الي غرفتها وتبقي حوالي خمس دقائق ثم تعود للحديقه حتي ما بعد الظهيره وهي تحمل دفترا وقلما تكتب بهم حتي بعد الظهير ثم تذهب مجددا الي غرفتها وتغيب نفس المده ثم تعود الي الحديقه مع فنجان من الشاي وبعض البسكويت ثم تعود الي غرفتها ساعة الغروب وتبقي ساعة كامله هذه المره ثم تعود للاسفل مع الكتاب حتي عودتكم كما يحدث كل ليله
...تعجب سام وارتفع ضغط دمه ليقول بهدوء بعدها
:الا تتلقي اتصالا او يأتي لها احد؟..
هز الخادم رأسه بلا ثم قال كمن تذكر شيئا: ولكن ياسيدي كانت تراسل احدا بالهاتف وكانت تبتسم للهاتف كلما كتبت شيئا..
قطب حاجبيه ..تبتسم! عود الخيزران تلك تبتسم!!..امر الخادم بالانصراف ليتجه نحو الشرفه الملاصقه لشرفة مليكه ليسمع الهمسات مجددا لكن اليوم كانت اكثر وضوحا! ليقترب علي مهل من السور الفاصل بينهما ليستمع.لكنه قطب حاجبيه فتلك الهمسات كانت بلغة غريبه فلم يستفد شيئا ليستدير ويعود الي غرفته والفضول يأكله.. اشرق الصباح وتجمعت العائله علي مائدة الافطار..جلست مليكه في مكانها المعتاد بعيدا عن رجال العائله وبين تناولها الطعام سحبت فنجان قهوتها وكادت ترتشف منه لكنها اشتمته اولا وقد ظهر الاشمئزاز علي وجهها وهي تبعد فنجان قهوتها لتأخذ بدلا منه عصير برتقال..لاحظها سام ليحدثها لافتا الانظار لها
: ما بال اميرتنا الصغيره الا تعجبك القهوه ياصغيرتي؟؟ لقد رأيتك تشربينها قبلا!
رفعت حاجبها لفهمها ما يرمي اليه لتقول
: الاخري كانت لذيذه ورائحتها شهيه اما تلك فلا ..
حدثها بإمتعاض ليقول: هذا النوع الذي رفضتي شربه الان هو اغلي نوع في العالم..الاخر كان عاديا..يبدو انك لم تعتادي علي قهوة الاغنياء في حياتك.
.رمقه جده بغيظ وهو يدعس علي قدمه ليصمت لكنه اكمل جملته المهينه رغم ذلك لتجيبه هي بتعقل
: الحق يقال اني حقا لم اتناولها من قبل لكن معلوماتي تقول ان افخر واغلي انواع البن في العالم هي مشتقه من روث الفيله..
اثناء قولها هذا كان جدها يرتشف من قهوته وحين سمع كلماتها بصق القهوة كالرزاز في وجه ابنه ليو الذي بدوره حين سمع كلمتها اسقط فنجانه علي الطاوله بينما اشمئز سامويل وترك الطعام كله وكذلك فعل باقي الافراد ..لترمش ببراءة قائله.
:.ماذا؟ الم يكن احد منكم يعرف الامر؟.
.نظرت الي سام لتراه ينظر لها بصدمة وهو يحاول جاهدا كتم ضحكاته علي تلك الفوضي التي حدثت بسبب تلك الفتاة التي بعد ان قالت كلماتها عادت تلتهم شطيرتها بهدوء مع كوب عصيرها..اتي بيادور رئيس الخدم من الخارج ليقطب حاجبيه حين وجد ان الجميع يشرب عصير البرتقال ولم يلمس احدهم كوب قهوته ليقول بتعجب
: سيد خافيير اهناك خطب ما؟ لما لم يشرب احد القهوه..هل اعد غيرها...
صرخ كل من ريزا وسامويل وخافيير وليو في نفس واحد: لاا..
اجفل رئيس الخدم وهو يقول: ح حسنا كما تحبون..اوه انت لا تسطتيع شرب العصير سيد خافيير ماذا اصنع لك؟.
.نظر خافيير بلوم الي سام ومليكه ليقول لبيادور بإمتعاض: كوب حليب ياعزيزي!.
.انتهي الافطار الكارثي ليذهب كل منهم الي عمله ومر اليوم ككل يوم ليأتي المساء والكل مجتمع علي العشاء ليقول خافيير
: اذكركم ان غدا ستقام حفلة هنا وككل احتفال سامويل انت مسؤول ارسال الدعوات وتدوين الاسماء سام مسؤول الملابس وكلامه يطاع لقد جف حلقي معكم بهذا الشأن ريزا وانيتا الزينه..رافل وليرا تم اعفائهما لانهما سيصلان علي موعد الحفله ..
ثم نظر الي مليكه وجدها تنتظر اوامره..ظل ينظر لها فتره قبل ان يقول: عزيزتي مليكه..رأيتك تدخلين المطبخ مرارا واخبرني بيادور انك طاهية ماهره ..مهمتك هي الاشراف علي المطبخ.
اومأت له برضا لينهض خافيير وكذالك ليو وزوجته لتنهض مليكه وحين عبورها من الباب سمعت انيتا التي صرخت
: لن تفعل بي هذا مجددا ايها الوغد لما علي ارتداء ما تختاره انت..تحدث سام بهدوء مميت قائلا
: لقد حسم الامر الثياب ستكون زي رسمي اسود بالكامل للرجال والفتيات فستان اسود مطعم باللون الفضي وانتهي..انهي كلماته وانصرف غير ابه بصراخ انيتا ليقابل مليكه علي السلم التي سألته
: ماذا يعني انك مسؤول عن الملابس؟.
.اجابها بهدوء: انا من سقول لهم ما يرتدون في الحفل وانا من يصمم لهم الثياب..والامر ينطبق عليك الان ..
قالت وهي مقطبة الحاجبين: كل فساتيني سوداء لذا لا تشغل بالك بي..سأرتدي واحدا..
تحدث بحده وهو مخفض صوته: استمعي الي جيدا انتي احد احفاد هذه العائله اي ان ما يسري عليهم فهو يسري عليك كذلك لذا سترتدين ما سآمرك به وانتهينا..تصبحين علي خير
..قالها عندما وصلا الي غرفهما..لتتعجب مليكه من هذا التحكم وذهبت الي النوم... اما سام فقد دخل غرفته وتهاوي بإرهاق علي مكتبه لينظر للورقه الموضوعه عليه بها تصميم فستان غير كامل ليمسك قلما وهو يحاول انجازه فهذا فستان مليكه! ليس الذي سترتديه غدا فهو لديه مخطط اخر لقالب الفولاز تلك ليخرجها بلاإجبار من قوقعة تعاستها تلك.
امضي وقتا طويلا حتي انهي رسم التصميم واتجه للنوم بإرهاق.. في الصباح كان الكل منشغلا بما كان مكلف به حتي بعد الظهيره حين اجتمع سام بباقي افراد العائله وهو يحمل بعض الاكياس قائلا: لقد انتهي تحضير الثياب والان ...وضع الاكياس واصبح يسلم كل فرد منهم ثيابه حتي وصل الي مليكه التي نظرت للفستان بريبه بسبب ابتسامتة الواسعة لها قائلا
: هذا ردائك يامليكه..وارجو ان يعجبك ...
التمعت عينا الجد وهو يقول محيطا كتف مليكهة بيده:
بالتأكيد سيعجبها ..سام مصمم ازياء مشهور بين الطبقات الراقيه ولديه زوق رائع حبيبتي.
.ارتفع حاجب مليكه..لذلك مظهره غريب بالنسبة لها بشعره الذي يلامس عنقه وازيائه الرسميه التي بدت مختلفه عن باقي افراد العائله ..اومأت لجدها وصعدت لكي ترتدي الفستان وتتجهز لذاك الحفل لكنها اجفلت وصعقت ما ان رأت الفستان وقامت بفرده..هذا الوغد القذر! كان الفستان مجسما من الاعلي..لابأس بذلك ستخبيء ضيقه بحجابها ..واسع من الاسف وهناك شق بطول الساق الي الفخذ.بأكمام طويله ولكن الظهر مكشوف حتي الخصر وهناك سلسال فضي تم وضعه كشبكة علي الظهر. وهناك بعض النقوش الفضيه الرقيقه للغايه علي حافة زيل الفستان.حسنا كان جميلا لكن ليس لها!..القت الفستان بحده وهي تتذكر ابتسامة الوغد حين اعطاها الفستان تعقد عزما..اجل سترتدي احد فساتينها السوداء! ذهبت الي الدولاب وما ان فتحته حتي شهقت بصدمه! كل فساتينها غير موجوده! لم تتعدي صدمتها حتي نبض قلبها بالخوف المميت وهي تتذكر الزي الرسمي الرجالي الذي احضرته معها! بحثت عنه كالمجنونه لكن حمدا لله لم تصل ايد العابثين اليه!
نظرت للفستان الذي القته ارضا بحيرة وغم..لقد تعبت من الكره وعدم الترحيب وهذه الحرب..جلست ارضا بتعب وهي تحاول منع تلك الدموع من الهطول لكنها لم تستطع..ظلت تبكي قليلا قبل ان تحول نظراتها الي الشراسه ..دخلت الحمام لتغسل وجهها فوجدت كل ثيابها ملقاة بالبانيو مغطاة بالماء..ستنتقم من ذاك الوغد..ذهبت بإتجاه الخزانه واخرجت الحقيبه التي بها الزي الرجالي ..كان معه تنورة طويله وفستان اسود من القماش الضيق قليلا كانت ترتديه اسفل الثياب لكي تمنع اظهار الفساتين لتفاصيل جسمها..جهزت ثيابها وخرجت من الغرفه عاقدة العزم علي الانتقام ..ذهبت الي المطبخ حتي تأتي بشيء تنتقم منه فلم تجد امامها سوي زجاجات النبيذ لتأخذ واحده منهم وذهبت الي الاعلي دون ان يلمحها احد..
دخلت غرفة سام بتسلل فهي تعلم انه لازال بالاسفل ..لكن ما ان دخلت حتي سمعت صوت المياه لتعلم انه يستحم وماذال امامها فرصة ايضا..
اقتربت من السرير فوجدت زيه الرسمي الانيق والمميز الذي سيرتديه الليله لتفتح زجاجة النبيذ وتسكبها فوقها بغل ثم خرجت مسرعه لتحضر نفسها..
خرج سام من الحمام وهو يجفف شعره ليتجه نحو الزي ليرتديه وما ان لامسه حتي عرف ما حدث! امسكه بسرعه ليجده قد تشبع بالنبيذ امتعض وجهه قليلا لكنه توقع انتقامها علي اي حال..وجد ورقه بجانب السرير مكتوب بها بالخط العريض ..
وغد وستندم! تأفأف بملل ليلقي الزي بلا اهتمام ويفتح دولابه ويجرج زي مشابه للذي دمرته هي ليرتديه وعلي وجهه ابتيامة متشفيه منتظرا رؤية وجهها حين تراه!..موعد الحفل .
الناس بدأت بالحضور وشيئا فشيئا اكتمل العدد..لكن سام كان مشغول بشيء اخر، اذ ان مليكه لم تظهر بعد! كل دقيقة بنظر الي السلم علها تنزل من عليه لكن لا! بدأ قلبة يؤلمه قلييلا فقد كان وضحا علي وجهها دون كلام انها تحمست لتلك الحفله! ثم عاد ليقول لنفسه ما فعلته لم يكن قسيا انت فعلتها لتخرجها من ما هي به لتتمتع بالحياه ثم ان فستانها كان الاجمل بين كل التصميمات لذا لابأس.
.لكنه عاد للإشفاق عليها مجددا فقد سمع صوت بكائها..ذم شفتيه بغضب.
.ليس من السهل ان تكون في حضرة اشخاص لا يرحبون بك! حسم امره انه سيصعد الان لها ويحاول حل مشكلة الفستان لتحضر الحفل وما كاد يصعد السلم حتي رفع بصره للاعلي بسبب الهمسات التي كان مفادها انظر للاعلي!.
اتسعت حدقتيه وفغر فاه وهو يراها ترتدي الفستان! لكن علي طريقتها هي!..لقد حلت المشكله..كانت ترتدي حجابا رمادي لم يره من قبل انار وجهها بطريقة جميله ووضعت مكياجا خفيفا ..كانت تبدو كملكة متوجه رغم ثيابها وشكلها المختلف جدا! وجد نفسه ينظر لها بإبتسامه حقيقيه وما ان نظرت له حتي رفع يده بإشارة مفادها
: استسلم!.ابتسمت له بجمود ليحتضنها الجد بقوه ما ان نزلت السلم ليقول بصوت جهوري
: اعزائي احب ان اقدم لكم حفيدتي الجميله ابنة ابنتي صوفيا ...مليكه
..رحب بها المدعوين وقد اصابهم التعجب من هيئتها! بعدها كانت تقف قرب الشرفه وهي تحمل بيدها كوب عصير لتجد احدهم وقف الي جانبها يحدق بالخارج..نظرت له فكان سام لتنظر الي زيه بتركيز لتقول بسخريه
: كيف جففته بتلك السرعه!..
ضحك بخفوت وهو يرتشف من كأس النبيذ قائلا
: هذا زي اخر ..توقعت انتقامك لذا امرت بتفصيل قطعتين..صمت قليلا ليقول..
: الفستان يبدو رائعا عليك..خاصة بعد التعديلات التي لم اتوقعها!..
قالت له ببرود:اشكرا..وبعدها ظلا واقفين بلا كلام..فقط ينظرون الي الخارج..
انتهت الحفله وعاد كل منهم الي غرفته للنوم فلقد كان اليوم مرهقا.
صعدت مليكه علي السلم وهي تتبادل الكلمات مع جدها الذي امتدح موهبتها في اصلاح الثوب فقد علم ان هذا التصميم الغريب ليس لحفيده بالتأكيد!..وصلت غرفتها وما ان دخلت حتي لمحت شيئا ما علي السرير لتذهب له ووجدته فستان اخر! لكن هذا كان معه حجاب مطرز بطريقة رقيقه وكان مناسبا لها جددا كما ان زوقه كان عليا! لترفعه بين يديها لتري ورقة كتب بها
: اسف..هذا فستانك الحقيقي ..ارجو ان ينال اعجابك
Sheraz elqady
•تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية