Ads by Google X

رواية لا تقولي لأ الفصل الثالث 3 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية لا تقولي لأ الفصل الثالث 3 - بقلم زينب سمير 

3..

لتاني مرة تقف كاميليا في وش الشلة، لتاني مرة تلفت النظر، وتبان كمنقذ.. وتتحب!
بصلها شارف ولينا بنوع من الضيق وهي داخلة الفصل بعد اللي حصل
نطق شارف بغل- أنا مش طايقها
لينا ببسمة ثقة- أستنى وهتنبسط
بصت لكاران اللي اللا مبالاة مالية ملامحه و- ساكت لية؟
غلت ملامحها و- لتكون عجباك؟
أبتسم وهو بيمد إيده يرفع شعرة نازلة على وشها، يحطها ورا ودنها وبغزل- أنا مبيعجبنيش غيرك ياقمر
همست بخفوت- كاران!
بعيون ناعسـة- عيونه
شارف بضحك- هبدأ أشـك كدا
بعد كاران عنها بجسمه و- ما تشك حد ماسكك؟
بصله برفعة حاجب، قبل ما يسكت لما المدرس سكت وكل العيون ألتفتت ليه، وقعت عيون كاران على كاميليا اللي قاعدة قدامه، هدوءها، سكون ملامحها، براءة عيونها
كلها حاجات بتستفزه إنه يدمرها
الهالة اللي محوطاها، السكينة، بتناديه علشان يتخلص منها
بيكره أمثالها من الشخصيات، اللي عايشة بكل الراحة دي
حس بأيد بتمسك إيده بص للينا اللي بادلته النظرة ببسمة خفيفة، كأنهم متفقين سـوا، عارفين هما بيفكروا في أية

خلص المدرس شرحه و- بالنسبة للتكليف اللي أتكلمنا عنه المرة اللي فاتت، هنبدأ نتوزع دلوقتي مجموعات

بدأ الفصل يتكلم مع بعضه، ويقسموا بعض ويختاروا بعض، إلا هي فضلت ساكنة.. وباصة للأرض
مش هتلاقي حد تكون معاه، ومحدش هيطلبها
بصلها المدرس و- كاميليا، أنتِ هتبقي في تيم مين؟
رفعت راسها وبانت الحيرة في عيونها، لسة هتهز كتفها بجهل، رفعت لينا إيديها وببسمة لطيفة.. مصطنعة- معانا يامستر، أحنا تلاتة بس ومحتاجين حد رابع معانا
بصت وراها لقيت لينا بتبصلها بكل براءة، وشارف ببسمة مكر.. وكاران كالعادة ملامحه غير مفهومة
لسة هتعترض.. هترفض
لكن صوت المدرس وقفها- حلو أوي، هستنى منكم شغل كويس، ومش عايز مشاكل ها؟
حذرهم قبل ما يمشي، بدأت هي تلم حاجتها في الشنطة، لسة هتقوم وتمشي وقفتها لينا لما حطت إيدها على كتفها تقعدها تاني 
- أستني نتعرف على بعض، دا أحنا حتى بقينا تيم واحد
لينا في وشها، شارف جنب لينا بيصفر بمتعة، وكاران في جنبها التاني حاطط إيده في جيبه وبيشرف عليها بطوله من فوق.. 
لينا- عندي أستعداد انا وشارف إننا نسامحك على اللي حصل، ونبدأ صفحة جديدة، لو أعتذرتي وقولتي إنك ندمانة على اللي عملتيه و..
مالت بجسمها لحد ما عيونهم إتقابلت، وملامح جدت فجأة، ونظرات قسـت- وإنك بعد كدا مش هتدخلي في أي حاجة نعملها تاني
نقلت كاميليا عيونها بينهم بقلق، عرض حلو؟ أوي
بعد اللي سمعته، وشافته، دي فرصة من السما
بس حقيقي هتقدر تسكت بعد كدا؟ لازم تسكت
طلعت ورقة وقلم وكتبت ومدتها للينا، قرأت لينا اللي فيها قبل ما تضحك بإستهزاء وتقطعها
وسط دهشـة كاميليا وعدم فهمها
- تـوء.. مش دا قصدي، كلامي واضح، تقوليها بنفسك، لسانك.. اسمع صوتك
بصتلها بدهشة، هي عارفة إنها مبتتكلمش.. هي بتعجزها!
- لما تقوليها بصوتك، وقتها أوعدك هسيبك في حالك، حتى لو كنت بعمل فيكِ أية، حتى لو مش طيقاكِ، لو قتلالي حد، واخدة مني أغلى ما عندي، وقتها هسامحك
غمزت ليها بخفة وهي بتلف علشان تمشي
في اللحظة دي كاميليا كانت مشاعرها متلغبطة، متعصبة منها، أزاي بتتعامل بلامبالاة كدا، بتستمتع بجراح الأخرين
وإهانتهم
وأزاي هي صدقتها، وداست على كرامتها وفي الأخر دا يكون ردها!
وقفت بإندفاع ورفعت إيدها علشان تضربها، قبل ما تلاقي اللي قرب منها مرة واحدة، مسك إيدها دي ولفها ورا ضهرها، وداس عليها بعنف، ملامحه مخيفة وهمس بتهديد- إيـاكِ تفكري تقربي منها وتمدي إيدك عليها مرة تانية، أول مرة عديتها، تاني مرة هكسرهالك
رمى دراعها ودفعها لورا بنوع من القوة لدرجة إنها خبطت في الديسـك بتاعها وصرخ فيها- فهمتي؟ لينا لا.. 
بصتله بصدمة، ودموع، لية بيدافع عنها وهي الغلطانة؟
معقول مش شايف تصرفاتها؟ بيدافع عنها حتى لو مؤذية بالشكل دا؟
بصتلها لينا بإستهزاء وبصت لكاران للحظة قبل ما تمشي ووراها شارف
- هنسبقك للمطعم
طلعت كاميليا ورقة وقلم وكتبت- لية موقفتهاش وهي بتكلمني بالطريقة دي وتذلني؟ 
قرأ الورقة، وببرود بصلها- لينا تعمل اللي هي عايزاه
عيونها وسعت بدهشـة من بروده، وكلامه، بصتله بإشمئزاز، بعد ما كانت بتنكر كلام فرح إنه أبشعهم، لما طلب الاسعاف للولد، ولما منع لينا تكمل آذيه ليها وللبنت يوم المطعم
لكنها كانت غلطانة! 
بصتله لأخر مرة بنوع من الإشمئزاز، الشفقة على حاله وحالهم!
ومشيت
وفضل هو يبصلها بغل، إلا نظراتها دي، 
والمرة دي كسبت عداوته على عكسهم، مش بموقف
بمجرد نظرة
****
بعد أسبوع، دخلت لينا البيت بملامح متشوقة، ولهفة، لكن السكون اللي فيه صدمها، بدأت تدور على حاجة بلهفة.. بتشـوق، بتمني، قبل ما تتحول لهيسترية وهي بتفتح أبواب الأوض بعشوائية وتقفلها، أوض مش مفتوحة بقالها سنين حتى ومحدش بيدخلها
لكنها لسة بتتمنى، قبل ما تصرخ بجنون- دادة.. دادة
قربت منها سـت خمسينية و- أؤمري يالينا هانم
بصوت حاولت متبينش الرعشـة فيه وهي بتشاور على أوضة معينة- بابا وماما فين؟
السـت- البية والهانم جالهم شغل مهم أضطروا يسافروا علشانه، وبـ..
مستنتش تسمع كلمة كمان دخلت أوضتها وقفلت عليها الباب
بصت الدادة بقلق للباب قبل ما تلجأ كعادتها للحل الوحيد اللي ملهاش غيره في الظروف دي

في نفس الوقت في عربية كاران، راكب شارف جنبيه وماسك تورتة.. بص لكاران و- تتوقع هتعجبها؟
- طبعًا يابني أحنا مخليين الشيف المفضل ليها يعملهالها بنفسه
شارف بضحكة خفيفة- مش قادر أنسى شكله وأنت بتسحبه من بيته بالبيجامة على المطبخ علشان يعملها
بص للرقم اللي محطوط على التورتة بتأثر و- هتكمل 19 سنة، عارف دا معناه أية؟
بصله بجهل، شارف ببسمة خفيفة- إننا بقالنا عشر سنين أصحاب
بصله كاران وبسمة خفيفة ظهرت على شفايفه هو كمان، كان عيد ميلادها التاسع هو أول مرة شافوا بعض فيه وبقيوا أصحاب، لما لمحوها وهما في مدرسة داخلية، قاعدة في مكان لوحدها ومعاها كيكة صغيرة وحاطة فيها شمعة وبتحتفل لنفسها بعيد ميلادها
وشاركوها الأحتفال، ومن وقتها بقيوا سـوا
نظرات حنين ظهرت في عيونهم، كأن الذكرى بترجعلهم سـوا
صوت رنين فون و- دي دادة عزة
رمى كاران الفون لشارف و- رد أنت 
رد عليها شارف قبل ما تتغير ملامحه للقلق فجأة و- أمتى حصل دا؟ طيب أحنا جايين حالًا، أحنا في الطريق أصلًا، سوق بسرعة ياكاران
بصله كاران بقلق فكمل شارف- أهل لينا مسافرين وهي عرفت دا، وحبست نفسها في أوضتها
تنهد كاران بآسـى، موجة من الهيسترية مستنياهم

بعد شوية، وصلوا وطلعوا جري لأوضتها، وقفوا قدامها كان في صوت عياط وصريخ جوة وتكسير، حاول شارف يكسر الباب لكنه مقدرش، شاورله كاران إنه يسكت وراح ناحية الباب وخبط عليه وبنبرة هادية- لينا انا كاران.. ممكن تفتحي الباب؟ أنا وشارف هنا.. معاكي، مش أنتِ بتقولي إننا أقرب أتنين ليكِ؟ أحنا هنا أهو علشان نحتفل معاكِ، معانا كيك من اللي بتحبيه
تدخل شارف فورًا بلهفة- مش هتصدقي كاران عمل أية علشان تجيلك في المعاد، راح أخد الشيف من على سريره، حرفيًا فتح الباب عليه هو ومراته.. علشانك
التكسير والصراخ هدأ، كمل كاران بتأكيد- أيوة علشانك.. كل دا علشانك
هو عارف إنها بتحب تسمع الكلام دا، أن في حد مهتم بيها هي، بعينها.. عمل حاجة علشانها، فكر فيها
- ماما كانت نازلة إنهاردة من الهند مستقبلتهاش وهتزعل مني، علشان أجيلك.. 
سمع خطوات بتقرب، وجسمها لزق في الباب وبصوت مكتوم- بس هما سافروا، عمرهم ما أفتكروني، عمرهم ما أستنوا اليوم دا، أحتفلوا السنة اللي فاتت قولت هيكرروها، كدبت نفسي إنهم عملوا الحفلة دي علشان كان عندهم بيزنس وقتها، قولت عملوها علشاني بس كنت بضحك على نفسي
كاران بجدية- هما ولا أحنا؟
ردت بلهفة، من غير لحظة تفكير واحدة- أنتـوا
شارف بتأكيـد- وأحنا هنا.. وهنفضل هنا
أتفتح الباب بعد لحظات، ورمـت نفسها بين دراعاتهم، ضموها هما الأتنين وتنهيدات عميقة طلعت منهم

كاران بتحذير- متعمليش كدا تاني، لو سمحتِ
خد شارف إيدها وحطها على قلبه اللي بينبض بجنون و- شوفي بسببك حصل لقلبي أية
أبتسمت هي بدموع، مهما الكل بَعد، على الأقل هما موجودين، هما عندها
مهما حصل، مش هتسمح لحاجة.. أو حد.. يفرقهم
مهما حصل
حتى لو وصل الموضوع لأقسى حد وأقسى درجة من جنونها
****
تاني يوم، واقفة عند سور المدرسة وكاران جنبها بيتكلموا و- بما إني معرفتش أجبلك هدية لعيد ميلادك، فقوليلي أنتِ عايزة أية؟ قولي وهعملهولك حالًا
بصت للبنت اللي دخلت المدرسة في اللحظة دي، كاميليا اللي لفتت أنتباه الكل بهالتها البريئة، وطلتها اللطيفة، أول مرة حد يخطف الأنظار منها كدا من ساعة ما جت
و- عايزة زي ما كل العيون دي بتبصلها إنهاردة بإنبهار.. وأعجاب.. وحب، تبصلها في يوم بكره وإشمئزاز وسخرية
كانت عيون لينا باصة قدامها وعيونه هو متركزة عليها، ملامحها المشـدودة بتوتر وغـل
قبل ما يهمس بوعد- هنفذلك كل اللي أنتِ عايزاه يالينا..
قالها قبل ما يرجع يبص لكاميليا بتصميم
مش أول وأخر حد يدمره، علشان لينا..
ولأول مرة يدخل اللعبة دي مش لأجل لينا بس
لأنه هو كمان عايز يدمرها!

يتبع...


لـ زينب - سمير

 •تابع الفصل التالي "رواية لا تقولي لأ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent