رواية سلطانة الفصل الثالث 3 - بقلم اماني سيد
كانت سلطانه تجلس كالسلطانه بجلبابها الابيض تمسك فنجان القهوه كأميره تحتسى ببطئ واضعه قدم فوق اخرى منتظره انتهاء فؤاد وفريده أن ينتهوا من التجول في الفيلا سمعت صوت اقدامهم على الدرج وهم ينزلون لاسفل وتعمدت تجاهلهم
اثناء نزول فؤاد لفت نظره حضور سلطانه الطاغى جلستها برودها ثقتها بنفسها كل شئ
وابسط شئ تفعله يجذب الانظار دون مجهود
وصل فؤاد ووقف امامها وهو ممسك بيد فريده فرفعت سلطانه رأسها لأعلى وابتسمت لهم بتكلف
ـ إيه ده يا فؤاد مش تقول إن فى ضيوف جايين انهارده كنت أوصى حتى على غدا حلو ليكم
الجم حديث سلطانه فؤاد وفريده فكلا منهم كانوا يرسمون سيناريوهات فى مخيلتهم لرد فعلها وردود عليها لكن لم يتوقعوا لحظه أن تتعامل معهم بكل ذلك البرود وقفت
وانسدل ثوبها الطويل على الأرض في انسيابية، يتبعها ذيله وهو يلامس البلاط بنعومة، بينما تتقدم نحوه بخطوات ثابتة، نظراتها مُثبّتة عليه ، ومدت يدها لفريده
ـ أهلا انا سلطانه مرات فؤاد وأنتى
ـ أهلا يا سلطانه أنا فريده خطيبه فريد
ـ كده يا فؤاد تفاجئنى المفروض تعرفنى عشان اعرف اضايفها
ـ مالوش داعى يا سلطانه هى هتبقى صاحبه بيت وهتضايف نفسها
ـ لحد ما تبقى صاحبه البيت واجب عليا اضايفها ، ثم نظرت لفريده بطرف عينيها
ـ ها يا فريده تحبى تشربى ايه ولا تتعشى
ـ لا شكرا انا وفؤاد هنتعشى بره وهو بيوصلنى
كانت النا*ر تشتعل داخل سلطانه من مسكت يد فؤاد لفريده لكنها لم تُظهر لهم فقد اقسمت داخلها أن لا يروا منها أى ضعف ستريهم أن سلطانه اسم على مسمى
ـ طيب have fun ☺️ مش عايزه اعطلكم بقى بس الزيارة دى ماتتحسبش لازم تعزمهم عندنا يا فؤاد على الغدا وغير كده يا فريده إيه رأيك تيجى تزورينى ونتكلم مع بعض بالمره نتعرف على بعض وتحكيلى بقى اتعرفتوا على بعض ازاى
ـ انا ماعنديش مشكله لو فؤاد ماعندوش مشكله طبعاً
ـ بصى إحنا كل جمعه بيتجمع أهله عندنا ايه رايك تيجى وفرصه كمان تتعرفى عليهم
نظرت سلطانه لفؤاد الذى زاغت نظراته بين سلطانه وفريده
ـ مافيش مشكله فرصه كويسه اعرفك على اهلى برضو
ثم نظر لسلطانه بشك على رد فعلها وهل بتلك السهولة استسلمت لزواجه أم هناك ملعوب وراء كل هذا
ـ مش يلا بقى يا حبيبتي عشان منتاخرش
ـ اع يلا يا حبيبي مع السلامه يا سلطانه نتقابل الجمعه باى
اماءت سلطانه برأسها وعادت لجلستها مره اخرى واستكملت احتساء فنجان قهوتها وظلت تضغط بقسوه عليه حتى تفتت بيدها ثم تركته وصعدت غرفتها واغلقتها عليها وجلست تفكر فى حديث اخيها وامل
جذبت الهاتف وقامت بالاتصال بأمل
ـ ألو امل عامله ايه
ـ الحمد لله بخير انتى عامله ايه
قصت عليها سلطانه جميع ماحدث خلال اليومين
ـ يا بنتى قولتلك المفروض كنتى واجهتيه
ـ خلاص الكلام فى الماضى مش هيجيب نتيجه انا طالبه منك خدمه
ـ اامرى حبيبتي
ـ بصى انا بدور على شغل ليا انا واخويا وفجر
ـ انتى ناويه على ايه
ـ ناويه اصلح الماضى قبل ما اخد قرار فى الحاضر ناويه اراجع نفسى كويس انا غلطت وجيت على نفسى عشان الكل لكن لحد كده خلاص
ـ بصى حماده اخويا فى تجاره وامتى جوزك مدير بنك ممكن يخليه ينزل يتدرب عنده إيه رايك
ـ بسيطه اعتبريه اشتغل ، بس فجر هتقنعيها ازاى وهتشتغل ايه دى يا دوبك دخلت حقوق بالعافيه
ـ تتدرب فى مكتب محامى
ـ بصى هحاول اشوف شغل مناسب ليها على ما تتكلمى معاها بس انتى ليه بتعملى كده
ـ لما اقابلك هحكيلك كل حاجه اول ماتجهزى الشغل ليهم عرفينى
ـ طيب ادينى رقم اخوكى عشان اخد منه كل البيانات بتاعته هشان فهمى جوزى ينزله معاه
ـ حاضر
واعطتها سلطانه رقم اخيها لتتواصل معه
بعدها قامت بالاتصال بهبه
هبه : ازيك يا سلطانه عامله ايه
ـ بخير حبيبتي انتى عامله ايه
ـ انا كويسه بقولك يا هبه فاكره من فتره كنتى قايلالى انهم عايزين مصممين فى الشركة عندكم صح
ـ اه
ـ ياترى لسه عايزين ولا خلاص
ـ هما دايما عايزين مواهب جديدة عشان اكيد بيكسبوا من وراها
ـ ايه رايك ابعتلك شويه تصميمات وتبعتيها مع السى فى بتاعى ولو وافقوا انزل اشتغل معاكى
ـ إيه ده بجد
ـ أه والله
ـ طيب وعيالك مش كنتى دايما معترضة على شغل الست
ـ اكتشفت إن الولاد لما أمهم تبقى ناجحه هيحبوها اكتر ويفتخروا بيها
ـ أيوه كده برافو عليكي عندك حق ، صحيح كنت عايزه اكلمك فى موضوع ومحرجه اوى حتى ماما
ـ موضوع جواز اخوكى مش كده
ـ اه انتى ليه مأخدتيش موقف
ـ ولو أخدت موقف ده هيغير حاجه
ـ جربى خدى موقف يمكن يغير حاجه
ـ لا لو مكنش نابع من جواه هو إنه مش عايز يكمل مع غيرى يبقى خلاص بلاها وعلى فكره هى هتكون موجوده الجمعه الجايه أنا عزمتها عشان تتعرف عليكو
ـ إنتى مجنو*نه مش طبيعيه انا قولت إنك هتقومى الدنيا مش هتقعديها
ـ بصى يا هبه أنا استحملت خيانه اخوكى ليه لناس أقل منى كنت بقول لنفسى ميقدرش يستغنى عنى وإنه بيلف لفته ويرجع وإن الرجاله كلها عنيها زايغه ، لكن المره دى مختلفة داخلى بيها البيت وماسك ايديها وبيفرجها على الفيلا هو عايز يثبتلى إنه استغنى طيب أنا عنه اغنى ومش هديه فرصه أحس إنه انتصر عليا عشان كده عايزه اغير نفسي وابنى نفسى قبل أى مواجهة هطلع منها خسرانه
أنهت سلطانة حديثها بنبرة هادئه ، لكنّها تخفي خلفها بحرًا من الألم والخيبة. صمتت هبة، وقد أثّر كلام سلطانة في نفسها بعمق. كانت هبة على يقين بمحبة أخيها لسلطانة، فقد شهدت بنفسها الصعاب التي واجهها فؤاد لإتمام زواجه بها عندما رفض أهله في البداية من ارتباطهما ، كيف تغيّر فؤاد لهذه الدرجة؟ وكيف تستطيع سلطانة التعايش مع هذا الوضع؟ ولماذا كل هذا العناد من الطرفين
ـ بصى انا معاكى بس انا واثقه إنكم هترجعوا نفسكم مره تانيه
عموماً هعدى عليكى الصبح تكونى جهزتى التصاميم
ـ باذن الله حبيبتي هنتظرك
******&********&******
فى العربية ساد الصمت بضعه دقائق كلا منهم يتذكر حديث سلطانه
بالنسبة لفريدة، تأجّجت نيران الغيرة في قلبها. كيف لسلطانة أن تتمتع بكل هذا الجمال والرقي؟ حينما بحثت عن ماضيها، صعقت من الوضع الذي نشأت فيه. كيف لفتاة ترعرعت في بيئة كهذه أن تكتسب كل هذا الكبر والغرور في نظرها؟
أما فؤاد، فقد استحضر صورة سلطانة وهي تحتسي قهوتها ببرود وجلستها ، وكأنّ أمره لا يعنيها شيئًا. تساءل في نفسه: هل ماتت مشاعرها تجاهه حقًا؟ هل تزوجته طمعًا في ماله فقط؟ كان يتمنى لو أنها أبدت بعض الحزن أو الغيرة، ليُشبع بها غروره كرجل، لكن ثقتها الزائدة بنفسها زعزعت ثقته بنفسه من الداخل.
قررت فريدة أن تستغل تلك النقطة لصالحها حتى تضمن قلب فؤاد وعقله
ـ صحيح يا فؤادى هو انت وسلطانه كنتوا بتحبوا بعض
ـ أه
ـ اقولك على سر انا كنت مجهزه نفسى انها تثور فى وشى تتخانق معايا تعمل أى موقف يعنى مثلاً لو انا لمحت إعجاب من ناحية واحده غيرى ناحيتك كنت هاكلها بأسنانى إزاى هى شايفانا ماشيين وماسكين ايد بعض وعادى عندها كده
بس ارجع اقولك الموضوع كده يطمن عشان كده اضمن أنها مش هتعملى مشاكل وهتسبنا فى حالنا
ظل فؤاد صامت لم يجيب على فريده هل حقا سلطانه لم تعد تحمل أى مشاعر تجاهه هل اصبحت تعيش معه فقط من أجل " المال "
نظر بعد ذلك لفريده محاولا تغيير الموضوع
ـ صحيح يا فريده المفروض بكره اقابل أهلك ودى أول مره ازوركم وكنت حابب اجيب هديه معايا ايه.....
لم تعطيه فريدة فرصه لاستكمال حديثه فؤاد عارف لو عملت كده انا و اهلى هنزعل منك وممكن بابا يرفض الموضوع كله انت لو مش عايز تجيب حاجه هات علبه شكولا أو بوكيه ورد وكفاية اوى انت هتتجوزنى أنا مش هتتجوز اهلى
( تعبان تس تس )
لا خلاص يا ستى انا بس كنت حابب اهاديهم لكن لو باباكى ممكن يرفض عشان كده فخلاص نجيب شكولاته وورد
ابتسمت فريدة داخلها بمكر فهى تريد أن يضعها دائما فى مقارنة مع زوجته حتى تُرجح كفتها عن طريق المكر عليها أن تصبر لتتخلص من سلطانه أولا وبعدها تأخذ منه كل ما تريد
******&******&*********
عاد فؤاد للمنزل وصعد لغرفته التى اصبحت منفصله عن غرفه سلطانه ظل يأخذ الغرفه ذهاباً إيابا يفكر في سلطانه
خرج من غرفته وتوجهه لغرفتها ووقف خارج الباب هل يتحدث معه أم يظل هارباً ظل خمس دقائق واقف على باب الغرفه وبعدها عاد لغرفته مصبرا نفسه أن سلطانه هى من ستأتى لتتحدث معه
******&*****&*****&******
فى اليوم التالى قابلت سلطانه هبه واعطتها السى فى الخاص بها والتصاميم وفى الجهه الاخرى كانت امل تتواصل مع حماده لتاخذ جميع بياناته لترسلها لزوجها وتضعها داخل ملف منسق
ذهب فؤاد لمنزل فريده واستقبله اهلها بترحاب وبدأ بتعريف نفسه وعائلته
ـ دى كل حكايتى يا عمى وانا صريح معاك وبوعدك إن فريده محدش هيضايقها
ـ انا مقدر صراحتك وعشان صراحتك دى انا موافق
ـ طيب نتكلم فى التفاصيل عايز ادوايه مهر وشبكه وكده
ـ يابنى انا بشترى راجل وكل واحد يجيب اللى يقدر عليه وبنتى هجهزها زى اى بنت فى عيلتها
ـ يا عمى الفيلا كامله وفيها كل حاجه انا مش محتاج حاجه
ـ انت مش محتاج بس دى بنتى مش ببيعها ليك بقرشين ولازم اجبلها زى ما هجيب لاخوتها انا مش ببعها لراجل غنى يصرف عليها وعلينا فرش الجناح إحنا هنجيبه اتفقنا ده المتعارف عليه الفرش على العروسه
ابتسم فؤاد فهو الان زالت كل شكوكه أن تكون فريده طامعه به
ـ اللى تشوفوا يا عمى واللى مش هتقدر تجيبه براحتك ، نقرا الفاتحه
تم قراءة الفاتحه وبعدها ذهب فؤاد للمنزل
مر اربع وتم تحديد موعد لبدء تدريب حماده فى البنك
وسلطانه من اليوم الثانى بدأت العمل ولم تبلغ فؤاد إلى أن تأخذ اول قبض لها وتبدأ تتحمل مسئولية عائلتها أولا
تجمعت عائله فؤاد فى الفيلا كعادتهم كل اسبوع لكن الاسبوع هذا الوضع به مختلف فسوف تحضر فريده هذه المره لتتعرف عليها عائله فؤاد
استغربت والده فؤاد من موقف سلطانه كيف لها أن ترضى بهذا الأمر وإذا كانت صاحبه الشأن موافقه فلما انا اعترض وقرتت أن تتعامل هى الاخرى بشكل طبيعى عكس والد فؤاد الذى قرر عدم التدخل او التعامل مع تلك الفتاة لاسباب خاصه به
قامت سلطانه بارتداء عبايه بيتيه من اللون الذهبى وقامت بفرد شعرها الطويل ووضعت كحل ثقيل فى عينيها يبرز جمال عينيها وارتدت مجوهراتها من الذهب كانت تريد أن تبهر الجميع بطلتها المختلفه لانها
بل وقامت بتحضير مائده طعام كبيره لتحتفل بخطيبه زوجها
اتت فريده برفقه فؤاد وكان فؤاد ممسك بيد فريده امام الجميع وعلقت سلطانه نظرها على يد فؤاد وبدأ فؤاد فى تعريفها وتركها مع عائلته وذهب برفقه أبيه للمكتب ليتحدثوا بموضوع ما
كانت سلطانه تتعامل مع فريده كضيفه حاولت فريدة أن تتعامل بشكل اكثر وديه وتفرض سيطرتها لكنها تفاجئت بوجهه اخر لسلطانه لم تكن تتوقعه
ـ فريده حبيبتي انتوا مخطوبين المفروض تراعى قواعد الخطوبه ولازم تعرفى إنك هنا ضيفه فى بيتى لحد ماتتجوزوا غير كده اعرفى إن فى خطوط انا مش هقبل بيها مره تانيه مالكيش تقولى لحد من اللى شغالين هنا يعمل ايه ومايعمش ايه تاخدى ضيافتك زيك زى اى حد
ـ إنتى بتقوليلى انا الكلام ده وتقدرى تقولى كده قدام فؤاد
ـ إنتى لسه ماتعرفنيش انا اقول كده قدام اى حد مهما كان مين وتركتها فى صدمتها وجلست برفقه اهل زوجها واتت خلفها فريده تفكر كيف تستغل حديث سلطانه لصالحها
ظلوا يتحدثوا فى أمور مختلفه وتم وضع الطعام على المائده وجلست سلطانه بجانب فؤاد وبجوارها ابناءها ومن الجهه الاخرى امه وبجانبها اخته وعلى رأس الطاولة من الجهه الاخرى والد فؤاد
وجلست فريده على مرسى مهمش فى الطاولة وازدادت الغيرة داخلها
عند وضع الطعام شعرت سلطانه بغثيان فى معتدها
ابتسمت هبه وتحدثت بعفوية
ـ ايه ده انتى حامل يا سلطانه نفس الحركه عملتيها فى اولادك الاتنين
ترك فؤاد الطعام بعصبية و تنقل فؤاد نظره بين سلطانه وفريده ونظرت له فريده بشك واستياء لا يعلم ماذا يقول فى موقف كهذا ولما فعلت سلطانه هذا
ـ رد فعل فؤاد ايه على حمل سلطانه ؟؟
ـ يارتى فريده هتقدر توقع بينهم اكتر ؟؟
وهل فؤاد هيبقى عايز يطلق سلطانه ؟؟
وهل سلطانه قاصده ده ولا هى فعلا تعبانه ؟؟ انتظروا مزيداً من الأحداث المشوقه
•تابع الفصل التالي "رواية سلطانة" اضغط على اسم الرواية