رواية راديو شهرزاد الفصل الثالث 3 - بقلم نسرين بلعجيلي
عصام: جاهزة يا شهرزاد؟
شهرزاد: جاهزة على بركة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ حلقتنا.
يا مساء الخير يا أحلى متابعين ومعجبين للبرنامج.
ناس بفرح إني أقابلهم على الهواء مباشرة، نتقاسم كلام ونفضفض، ناس بقوا جزء من حياتي.
أعزائي المشاهدين، النهارده عايزة أتكلم معاكم عن الأمان.
أيوه، الأمان.
إيه هو الأمان؟ شعور… أو إحساس…
ومع مين بنحس بالأمان؟
وإمتى نقول أنا مش حاسة بالأمان؟
مستنية مكالماتكم.
ناخد أول فاصل ونرجع معاكم.
(بدأت أغنية أصالة: “إنت الأمان وباختصار”).
شهرزاد: ورجعنا ليكم.
ونقول ألوووو مع أول مكالمة لينا.
نهى: مساء الخير أستاذة شهرزاد، معاكي نهى.
شهرزاد: أهلاً وسهلاً يا نهى. قوليلي بقى، إيه هو الأمان عندك؟
نهى: آه يا شهرزاد، حطيتي إيدك على الوجع.
أنا عمري ما حسيت بالأمان، حتى لما كنت في بيتنا. عمر ما أبويا حسسنا بالأمان. على طول كنا خايفين إن صاحب البيت يطردنا. أبويا طلعني من المدرسة علشان أشتغل.
اتخطبت وما حسيتش بالأمان لأن خطيبي كان على طول بيتلكك علشان يسيبني.
اتجوزنا، قلت خلاص، جوزي هو أماني. بس للأسف مش حاسة بالأمان. حاسة على طول إنه هيتخلى عني ويسيبني.
نفسي أغمض عيني وأنا مرتاحة وأنا في أمان. عندي إحساس بالخوف جوايا.
وعلى فكرة، ممكن تستغربي، أنا بحب جوزي.
شهرزاد: طيب، إيه اللي خليك تحسي إنك مش في أمان مع الراجل اللي بتحبيه وجوزك كمان؟
نسرين بلعجيلي
نهى: هو السبب في ده. من فترة الخطوبة وهو بيهددني إنه يبعد عني. أي مشكلة يعمل لي “بلوك” ويفضل بالأيام مش بيكلمني.
اتجوزنا، وأول ما تحصل مشكلة يقول عليا الطلاق. بيهددني على طول إنه يمشي ويسيبني.
شهرزاد: طيب، إزاي بتحبيه وإنتِ مش حاسة بالأمان؟
نهى: القلب مرايته عامية. الحب مش كل حاجة. لازم الأمان.
شهرزاد: وإنتِ متأكدة إنك بتحبيه؟
(نهى سكتت تفكر).
شهرزاد: مدام نهى، إنتِ لسه معايا؟
نهى: أيوه معاكِ. بس بفكر في كلامك. يعني ممكن مش بحبه، بس ليه أنا سعيدة معاه؟ ليه بيوحشني لما بسافر؟
شهرزاد: إنتِ أكتر واحدة ممكن تحددي بتحبيه ولا لأ. بس يا مدام نهى، خلي بالك من النقطة دي: الأمان حاجة مهمة في حياة أي إنسان.
الطفل بيلاقي أمانه مع أمه.
إنتِ فين هو أمانك؟
بالنسبة ليا، إن ست تكون متجوزة ومش حاسة بالأمان مع جوزها دي كارثة كبيرة.
الراجل ده قاسم معاها حياتها. إزاي مش حاسة بالأمان معاه؟
معانا مكالمة، نقول ألوووو.
فوزية: وعليكم السلام.
شهرزاد: وعليكم السلام. اسم حضرتك؟
فوزية: اسمي فوزية. متجوزة بقالي 20 سنة. عايزة أقول لحضرتك، الأمان مرتبط بحاجات كتير.
شهرزاد: حاجات زي إيه؟
فوزية: الحب مثلاً. من أكبر عوامل الحب هو الأمان. يفيدني إيه الحب وأنا مش مطمئنة مع الراجل اللي بحبه؟
الأمان يعني راحة، يعني سند، يعني أغمض عيني في ظروف صعبة وأنا مطمنة.
شهرزاد: كلامك جميل. يعني الحب لوحده مش كفاية؟
فوزية: لأ طبعاً. الزمن اللي إحنا فيه غدار.
عايزة أقول لمدام نهى، اللي حاساه مش حب. نقول عشرة، تعود. وعادي يوحشها. مش ضروري إن حد بيوحشنا إننا بنحبه.
طالما مش حاسة بالأمان، يبقى مش بتحبه. لازم تتكلم معاه ضروري.
هي المتضررة نفسياً في الموضوع. لازم تحس معاه بالأمان لأنه كده عندها شعور بالخوف مستمر، وده اللي جوزها عايزه علشان تفضل مطيعة وتسمع كلامه.
شهرزاد: شكراً ليكي على مداخلتك معانا.
…
محمد: يا مساء الخير.
شهرزاد: مساء النور يا فندم.
محمد: معاكي محمد، متجوز بقاله 30 سنة.
شهرزاد: ما شاء الله، 30 سنة! قولي حضرتك، إيه هو الأمان بالنسبة ليك؟
محمد: الأمان هو الحياة. الإنسان لازم يحس بالأمان سواء مع مراته، مع أهله، مع أولاده في شغله، مع أصحابه. الأمان مرتبط بالثقة. لو مافيش ثقة، مافيش أمان. وكنت عايز أنبه على نقطة مهمة جدا جدا: الراجل هو المسؤول عن الأمان اللي في أسرته. لازم تحسه سواء مراته أو أولاده.
شهرزاد: ممكن توضح لينا إزاي الراجل هو المسؤول عن الأمان؟
محمد: الراجل هو منبع العطاء سواء حب، حنان، أمان، فلوس. الراجل هو السند لأسرته سواء الكبيرة أو الصغيرة. الأمان لو هو قادر يعيش أسرته في مستوى مستور، يبعث فيهم إحساس بالأمان. إن في بابا، إن في راجل في البيت، في حد حيحميهم. للمرأة النقطة دي مهمة ليها سواء مراتك، أو بنتك، أو أمك، أو أختك. دايما تقول: “أنا عندي أمان، فلان معايا، هيسندني”. الراجل لو ما اداش الأمان للناس اللي مسؤول عنها، يبقى مش راجل.
شهرزاد: ياااه! للدرجة دي يا أستاذ محمد؟ طب هل كل الرجالة عارفين ده؟
محمد: ده اللي تربينا عليه، وده دينا. “الرجال قوامون على النساء”، دي معناها كبير جدا. لو أنا الست اللي معايا خايفة مني، أو خايفة من أي حاجة، هي فين الرجولة؟ أنا مش راجل إديتها إيه؟ الحياة مش أكل وشرب. ما هي الحالة بتاعت مدام نهى؟ جوزها موفر لها كل حاجة بس مش حاسة معاه بالأمان. هو شايف إن دي رجولة إنها تفضل خايفة منه، وخايفة إنه يطلقها ويبعد، وبكده هتفضل تحت جناحه. هو ناسي إن ربنا قال: “رفقاً بالقوارير”. بس مين يفهم؟ أنا بنتي لو ما حستش بالأمان في بيت أبوها، حتحس فين؟
روايات نسرين بلعجيلي
أنا المسؤول عن أمان بنتي ومراتي. آه، ونقطة مهمة جدا، في رجالة بتفضل تشتكي لأولادها ولزوجتها، وتخليهم يحسوا بالخطر. الزوج الشاطر هو اللي مايخليش أهله حاسين بعدم الأمان.
Nisrine Bellaajili
شهرزاد: بفرح جدا جدا لما بشوف رجالة بتتكلم كده، الدنيا لسه بخير.
نروح للفاصل ونرجع معاكم.
عصام: كله تمام معاكِ؟
شهرزاد: أيوه الحمد لله.
عصام: الحلقة حلوة، التعليقات كتير جدًا في الصفحة.
شهرزاد: الحمد لله، ربنا يكملها على خير.
عصام: واحد، اثنين، ثلاثة.
رجعنا على الهوى.
شهرزاد: وحشتوني الشوتين دول.
ونكمل حلقتنا عن الأمان.
الأمان يعني إنك تحس إنك مطمئن، مش خايف من حاجة حواليك أو من المستقبل. إنك تبقى عارف إن في حد جنبك مهما حصل، سند ودعم ليك. الأمان كمان ممكن يبقى في كلمة حلوة، حضن دافي، أو حتى لحظة هدوء وسط الزحمة.
الأمان مش بس في المكان، ده في الناس اللي معاك، في إحساسك بنفسك، وفي حياتك اللي فيها استقرار وسكينة.
حنتصل دلوقتي بصاحبة البرنامج الدكتورة إيمان، أخصائية نفسية.
شهرزاد: مساء الخير يا دكتورة.
إيمان: مساء النور، عايزة أحييك على حلقة النهارده وإنك تطرقتِ لموضوع مهم جدًا جدًا.
شهرزاد: والله بنحاول نتكلم في كل حاجة. عايزة أعرف رأي حضرتك في عدم الإحساس بالأمان، إيه اللي بيحصل نفسيًا؟
الدكتورة: لما الإنسان ميبقاش حاسس بالأمان، بيحصل له تأثير كبير على حالته النفسية والجسدية. ممكن يحس بالخوف أو القلق طول الوقت، حتى من حاجات بسيطة، وده بيأثر على قراراته وتصرفاته.
أمثلة للي ممكن يحصل:
1. قلق وتوتر دائم: بيحس إن في خطر حواليه حتى لو مفيش سبب واضح.
2. عدم الثقة: سواء في الناس حواليه أو حتى في نفسه، وده بيخليه يتردد كتير.
3. مشاكل في النوم: ممكن يبقى عنده أرق أو كوابيس، وده يتعب جسمه وعقله.
4. انعزال: ساعات الشخص بيبعد عن الناس علشان يحمي نفسه، لكن ده بيزود إحساس الوحدة.
5. ضعف التركيز: بيبقى صعب يركز أو يفكر بهدوء بسبب القلق المستمر.
6. مشاكل صحية: زي الصداع، ألم في المعدة، أو ضعف في المناعة بسبب التوتر.
الأمان مهم جدًا علشان الإنسان يقدر يعيش حياة طبيعية، وغيابه ممكن يأثر على كل حاجة في حياته.
شهرزاد: شكراً ليكِ يا دكتورة.
ومعانا مداخلة تانية.
ياسمين: مساء الفل، معاكي ياسمين.
شهرزاد: أهلاً وسهلاً بيكِ يا ياسمين.
ياسمين: بجد عايزة أشكرك على البرنامج الجميل ده وكمان المواضيع المهمة اللي حضرتك بتنقشيها معانا. عارفة، الحلقة دي خلتني أعرف قيمة حاجة مهمة في حياتي، اللي هو الأمان.
إنتِ فعلاً بوجود شخص بحس معاه بالأمان. لما أتحدث أو أفضفض لما تكون عندي مشكلة، أجري عليه هو أول واحد. معاه بحسني مش لوحدي، إني مسنودة بيه، هو أكتر مين يخاف عليا. بيحترمني ويحافظ عليا، وعلى طول يهمه راحتي وسعادتي. بوجوده بحس براحة كبيرة، مش خايفة خالص.
أحس إني في أمان مع الأمان نفسه. هو أماني في الدنيا، هو عوض ربنا ليا، هو السند بعد ربنا.
عارفة يا شهرزاد، بس أسمع صوته بحس إن الدنيا بخير، إن لسه في رجال بجد.
رجال عارفة يعني إيه مسؤولية، يعني إيه معاك وحدة ست.
شهرزاد: الله الله الله مين سعيد الحظ ده؟
ياسمين: ده أبويا اللي طلعت بيه من الدنيا.
شهرزاد: أبوكي أبوكي ولا زي أبوكي؟
ياسمين: زي أبويا.
شهرزاد: إحساسك إيه وأنت معاه؟
ياسمين: إني طفلة وأنا في أمان، في حد بيخاف عليا، عندي ثقة كبيرة جدًا جدًا فيه.
شهرزاد: يارب يا ياسمين يكون قد الثقة دي، لأن لو حصل العكس الموازين عندك هتلاقي فيها مشكلة.
ياسمين: هو قد الثقة دي، أنا مراهنة نفسي عليه.
شهرزاد: يارب يطلع عند حسن ظنك. ناخد مداخلة راجل معانا.
حسن: السلام عليكم. مش هطول على حضرتك، اسمي حسن، عمري 55 سنة. عايز أرد على الأستاذ محمد اللي قال الأمان مفترض بس على الراجل وإنه مش لازم يحسس أهل بيته بمشكلة عنده علشان يفضلوا حاسين بالأمان. أنا شايف الموضوع ده غلط. أهل البيت لازم يشاركوا في كل حاجة. إزاي الراجل يدي الأمان وهو مش حاسس بالأمان لا في شغله ولا في بيته؟ أنا مش عارف أكمل في الشغل، فتلقائيًا إحساسي وشعوري يوصلوا لِأهلي. حصل معايا موقف مش عارف أتخطاه لحد دلوقتي. كنت على طول حاسس إن مراتي ولا عيالي مش معايا، مش حاسس معاهم بالأمان. لأ، طول الوقت أنا آخر من يعلم أي حاجة تحصل. لحد ما قعدت من الشغل، لقيت مراتي قالتلي إني ماليش لازمة في حياتها، وأشوف حتة تانية أعيش فيها، والسبب إني كنت منكد عليها وبشتكي من مشاكل الشغل وقلة الفلوس. ما أنا لو ما اشتكتش لمراتي، أشتكي لمين؟
شهرزاد: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يعني اللي فهمته من حضرتك إنها تخلت عنك لأنها تعبت من وضع قلة الفلوس؟
حسن: يا فندم، دي قالتلي إنها عمرها ما حست بالأمان معايا. طول عمرها خايفة إن صاحب البيت يطردنا. طول عمرها خايفة إن اللقمة ما تكفيش. طول عمرها خايفة إن العيال ما تلبسش كويس، خاصة إني أنا موظف. كنت شغال في الحكومة، مرتب ثابت، وبعدها نقلت لشركة خاصة، وهنا ابتدت المشاكل لأن عقد الشغل كان بشهور بس. فطبيعي لازم أشتكي ليها حالي علشان تقدر شويه. بس لا.
Nisrine Bellaajili
شهرزاد: مرات حضرتك طول السنين دي ماكنتش حاسه بالأمان معاك؟
حسن: أيوه وكلام الأستاذ محمد استفزني، لأنه كده بيقول إن أنا مش راجل.
شهرزاد: يا فندم هو بيتكلم بشكل عام مش على حضرتك.
حسن: الكلام مسني شخصياً. لو أهل بيتي ماحسوش بالأمان، يعني أنا مش حاسس بيه، يبقى أنا مش راجل؟ لو ظروفي المادية وحشة يبقى أنا مش راجل؟
شهرزاد: لو سمحت يا أستاذ حسن إهدى شوية. حضرتك منفعل واخدت الكلام على نفسك. تصرف أهل بيتك مش كويس سواء مراتك أو ولادك. أتمنى ربنا يعمل اللي فيه الخير ليك ولأهلك.
أعزائي المشاهدين، اللي عايزة أقوله بعد كلام أستاذ حسن إن الحوار حاجة مهمة جداً في أي علاقة. لما الزوجة ما تحسش بالأمان، لازم تتكلم، ما تفضلش ساكتة وبعد كده تنفجر. ولا حتى الراجل لازم يكون في حوار وكلام علشان الدنيا تمشي.
معانا مداخلة.
الو؟
مرفت: الله عليكي يا بنتي، كلامك حكم على طول.
شهرزاد: عرفيني على حضرتك.
مرفت: أنا مرفت، جدة لي 4 أحفاد، ربنا يخليهم ليا، ويخلي ليا أولادي. عارفة حضرتك، جوزي توفاه الله من سنة، ومن بعدها أنا فقدت الأمان في حياتي، لقيت إحساس الخوف جوايا، مش عارفة ليه. كل كلام الدكتورة اللي قالته كان نفسه اللي حاسة بيه بالظبط. رغم إن أولادي وأحفادي ماليين حياتي، لكن أماني راح عند ربنا. أخد حاجة مني وراح.
وابتدت تعيط.
شهرزاد: الله يرحمه وربنا يصبرك.
طبعًا كلام حضرتك صح، كان الحب والأمان بتاعك.
ياريت كل راجل يكون أمان لمراته وما يجيش عليها خالص.
السؤال اللي بيطرح نفسه: “هل الراجل أمان للست؟”
ده بيعتمد على الراجل نفسه وطريقة تعامله مع الست. لو الراجل محترم وبيفهمها، وواقف في ضهرها وقت الشدة، وبيحافظ عليها وعلى كرامتها، يبقى أكيد هيكون أمان ليها.
الأمان مش مجرد كلام، ده أفعال وحب واحترام. يعني لما الراجل يبقى سند حقيقي، وبيطمنها إنه معاها مهما حصل، وقتها الست بتحس بالأمان.
في الآخر، العلاقة لازم يبقى فيها تفاهم واحترام من الطرفين، عشان الأمان يكون حقيقي ومستمر.
معنا مداخلة
الووووو
حنان: السلام عليكم، جيت في الوقت المناسب، كنت لسه عايزة أتكلم عن نقطة اتكلمتي فيها دلوقتي، هل الراجل أمان للست؟
الأول معاك حنان، أم لطفلين ومطلقة.
شهرزاد: أهلا بيكي يا حنان، إيه قصتك مع الأمان؟
حنان: لما كانت بساطه وسهولة، ماكنتش حاسة بالأمان مع طليقي بعد مشاكل كبيرة، إطلّقت.
وحاليًا كويسة جدًا جدًا وحاسة بالأمان في الدنيا، لأن أنا أمان نفسي وأولادي.
صحتي، نفسيتي، ظروفي، شغلي، حياتي، الناس اللي حوالي، أهلي.
الأمان اللي كنت مفتقداه رجعلي بفضل نفسي.
الأمان لو هيكون مع راجل، يبقى يكون راجل بجد.
الرجولة كلمة كبيرة جدًا جدًا جدًا.
وفيها حاجات كتير، مش أي راجل هو راجل.
كنت أتمنى أكون في حضن راجل وأنا حاسة بأمان الدنيا معاه.
بس لو الراجل ده مش محسسني بالأمان، يبقى قلته أحسن.
أنا بقى يا شهرزاد،
سابقه شخصيتك الحلوة القوية، كلامك كله موزون، بحسك بتتكلمي من قلبك بتلقائية.
هل أنتِ حاسة بالأمان في شخص محسسك بالأمان؟
شهرزاد اتصدمت، ماكنتش متوقعة السؤال.
شهرزاد: بصراحة، فاجئتيني بسؤال، متوقعتوش. بشكرك على كلامك العسل ليا. وفعلاً أنا اتعودت على الصراحة معاكم.
أنا أبويا توفى، رحمه الله عليه، وكان في دماغي السؤال ده:
هل طبيعي البنت تحس بعدم الأمان بعد ما أبوها يموت، وخاصة لو هي مش متجوزة؟
آه، طبيعي جدًا إن البنت تحس إنها فقدت جزء كبير من الأمان لما الأب يموت، خاصة لو لسه مش متجوزة. الأب دايمًا بيبقى السند والحماية، ولما بيروح، بتحس البنت بفراغ كبير وكأن فيه حاجة مهمة اتشالت من حياتها.
بس كمان الأمان مش بيقف عند الأب بس، ممكن تلاقيه في إخواتها أو عيلتها أو حتى في نفسها لو قدرت تبني ثقة بنفسها وتواجه الحياة.
المهم إن البنت ما تستسلمش للشعور ده وتحاول تكون قوية، وتعتمد على ربنا وتدور على سند جديد في حياتها، سواء في أهلها أو أصحابها أو حتى في قوتها الداخلية.
وأنا أماني وسندي أمي، ربنا يخليها ليا. وأنا شهرزاد،
شهرزاد هي أمان شهرزاد.
حنان: الله عليكي، أمسية سعيدة.
شهرزاد: للأسف، حلقتنا خلصت على خير.
عايزة أقول خلاصة الأمان:
الأمان بمعناه البسيط هو إنك تحس إنك متطمن، سواء في وجود حد حواليك يحميك ويقف جنبك، أو لما تكون عارف إنك قادر تواجه الدنيا ومتخافش.
هو إحساس الراحة والاطمئنان، إن مفيش حاجة هتأذيك أو تضرك، سواء نفسيًا أو جسديًا.
تصبحون على خير.
عصام: الله عليكي يا شهرزاد.
شهرزاد: الحمد لله كانت حتحصل خناقة بين الأستاذ محمد وأستاذ حسن.
عصام: آه والله لولا إني قطعت المكالمة. ما بحبش أعمل كده، بس للضرورة أحكام.
شهرزاد: عملت خير. يلا تصبح على خير. نزلت، كان حسام راكب عربيته مستنيها وهو زعلان جدا.
فتحت باب العربية.
شهرزاد: السلام عليكم.
حسام: وعليكم السلام.
طول الطريق وهو ساكت، وشهرزاد استغربت ده. هو كان بيفكر في كلامها اللي قالته على الهوى. كان مستني إنها تقول حاسّة معاه بالأمان، بس هي بتوقعاته. وصل البيت.
شهرزاد: في حاجة يا حسام؟
حسام: هو إنتِ حاسة معايا بالأمان؟
شهرزاد سكتت كتير.
حسام: هو السؤال صعب كده؟
شهرزاد: بصراحة، مش حاسة معاك بالأمان غصب عني يا حسام. عن إذنك. وطلعت من العربية وطلعت شقتها.
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية راديو شهرزاد) اسم الرواية