Ads by Google X

رواية حب رحيم الفصل الثاني و الاربعون 42 - بقلم سمر عمر

الصفحة الرئيسية

   

 رواية حب رحيم الفصل الثاني و الاربعون 42 -  بقلم سمر عمر



المشهد 42 " لقاء بغير مِعَاد.."
                                    
                                          
" المشهد ٤٢.." 
" لقاء بغير مِيعَاد.." 




                          
" صباح اليوم التالي.. "




                          
استيقظت وبدأت في تحضير كل شيء يخص الأطفال كعادتها يوميًا ثم اوصلتهم إلى حافلة المدرسة بعد أن وعدت ريان بأنها ستأتي في الموعد المحدد .. ثم عادت إلى الداخل مغلقة الباب بظهرها ودلفت المطبخ ترتب كل شيء وهي تدعو الله أن ييسر أمور رحيم اليوم في العمل كي يستطيع أن يحضر حفلة تسليم الجوائز.. 




                          
عقب انتهائها صعدت إلى الطابق العلوي من ثم دلفت إلى الغرفة وجلست على حافة الفراش إلى جواره وبدأت تمسح على شعره برفق ولم تعلم بأنه استيقظ.. لاحت ابتسامة بسيطة على ثغره وتحدث بنبرة نعاس :
-هتخليني أنام تاني 
رفعت حاجبيها عندما تفاجأت بأنه مستيقظًا.. ثم ارتكزت بذقنها على كتفه قائلة :
-صباح الحب مستر رحيم 
-صباح الندى حب رحيم 
ثم استقل على ظهره فاستندت بمعصمي يديها على صدره وهمست بترجي :
-حاول تحضر مع ريان النهاردة 
مسح على جانب شعرها برفق قائلًا :
-هحاول يا روحي.. 
ثم أردف بجدية وهو يتغزل بملامح وجهها بعينيه :
-لكن ايه الجمال ده؟.. كل يوم بتزيدي جمال يا شمسي 
أطرقت عينيها بعيدًا عن عيناه لتستطيع أن تتحدث بكلمات منبعثة من بين أوردة قلبها :
-حبك هو السبب في جمالي.. حبك ليا بيحليني وبيحلي أيامي.. 
ثم استندت برأسها على صدره وتنهدت بعمق متابعة :
-بحبك يا عشقي 
-بموت فيكِ
مسك بكفها وضع راحته على شفتيه ليطبع عليه عدة قبلات حانية.. وقاطعت تلك اللحظة الهادئة آسيا عندما استيقظت وتركت فراشها واقتربت منهم.. ابتعدت ندى عنه بينما هو احتضن صغيرته وقبلها على رأسها عنوة وقال بنبرة تعلوها السعادة والحب :
-ربنا ما يحرمني من الصباح الجميل ده 
-ناقصة بس ريان وأشرقت 
نظر إليها مبتسمًا وقال مؤكدًا على حديثها :
-طبعًا 
-ربنا يخليك لينا يا حبيبي 
-يا رب يا روحي 
***
في تمام الساعة العاشرة صباحًا.. استعدت للذهاب إلى المدرسة وألبست آسيا ثوب أنيق مثلها ثم أخذتها وخرجت من المنزل.. ووضعتها على المقعد المخصص للأطفال ثم جلست أمام المقود وغادرت إلى وجهتها.. 




                          
بعد نصف ساعه إلا دقائق وصلت إلى المدرسة وصفت السيارة جانبًا.. ثم ترجلت وفتحت الباب الخلفي لتحمل آسيا بين ذراعيها ثم أغلقت السيارة ودلفت إلى الداخل.. وعند دخولها تقابلت مع فتيات يستقبلون أولياء الأمور بترحاب ويعطون لهم وردة حمراء.. أخذت ندى واحده وأخرى لطفلتها ثم اتجهت إلى حديقة المدرسة لترى المكان مجهز للاحتفال بشكل مميز ورائع.. 




                          
وقفت تبحث بعينيها عن الأطفال حتى رأت ريان على أحد المقاعد بمفرده.. فابتسمت وتقدمت نحوه وجلست على المقعد المجاور له.. نظر إليها بطرف عيناه ليدير راسه إليها بمجرد أن عرف بأنها ندى واتسعت ابتسامته ثم نهض واقفًا أمامها ليحتضنها قائلًا :
-مامي 
-حبيبي مبروك يا روحي 
ابتعد عنها قليلًا لينظر إلى اخته وقبلها على جانب رأسها بينما تساءلت ندى :
-فين أشرقت؟ 
-أكيد قاعده مع أصحابها 
أومأت برأسها ثم نظرت اتجاه باب الدخول على أمل أن يأتي رحيم كي تكتمل سعادة ريان.. بعد دقائق قليلة جلست المديرة على المقعد الذي بين اثنان من المعلمين ورحبت بجميع أولياء الأمور.. في حين تقدمت أشرقت نحو شقيقها كي تسأل عن ندى لكنها تفاجأت بوجودها وجلست على المقعد المجاور لها.. تحدثت المديرة عن تلك المسابقة والتي كانت عبارة عن اختبار ذكاء الأطفال وأشرفت على تلك الحفلة تقديرًا لهم وايضًا كي تحفزهم.. وأضافت في نهاية حديثها :
-شكرًا طبعًا لكل أب وأم شجعوا أولادهم على المشاركة في الاختبار ده.. وشكراً لكم لثاني مرة على إشرافكم على أولادكم واهتمامكم بنجاحهم.. وأخيرًا شكرًا لوجودكم معنا
ثم نظرت إلى ورقة بها أسماء طلاب المراكز الأولى وطلبت من المعلمة التي على يمينها النداء على أسمائهم لتسلم الجائزة ..أخذت الورقة تفحص الأسماء أولا في نفس الوقت جاء رحيم ووقف عند باب الخروج ينظر حوله بحثًا عن أحبابه لكنه انتبه إلى تلك التي تنادي اسم ابنه بنبرة فخر :
-المركز الأول من نصيب الطالب ريان رحيم عبد الرحمن النادي 
صفق الجميع له لكن ليس أكثر من صفقة أشرقت النارية له بينما احتضنته ندى وقبلته على وجنته ثم تركته يذهب إليهم تحت انظارها الفخورة به.. 

 
                
صفق رحيم مبتسمًا وهو يتبع ابنه الذي وقف يصافح المعلمين ثم استلم درع دائري فخم من الذهب وسلسلة الطالب المجتهد مع شهادة تقدير.. همت المديرة أن تضع السلسلة حول عنقه لكن مسك رحيم بها قائلًا :
-بعد اذن حضرتك ممكن أنا ألبسة السلسلة بنفسي 
رفع ريان رأسه إليه وشهق في دهشة عندما تفاجأ بوجود والده معه في حين تساءلت المديرة :
-حضرتك استاذ رحيم 
أومأ برأسه فتركت له السلسلة فوقف في مواجهته ابنه ونظر إليه مبتسمًا وقال بنبرة فخر :
-مبروك يا حبيبي عقبال بطولة السباحة 
ترك ما في يده أعلى المنضدة ليحتضن والده بشدة فجلس على ركبتيه ليكون في مستواه وبادله بالعناق القوي.. صفقت ندى لهما بحرارة تاركة دموع السعادة الممزوجة بالتأثر أن تهبط على وجنتيها.. عقد بين حاجبيه وهو يشدد في احتضان ابنه الغالي ثم ابتعد عنه ووضع السلسة حول عنقه وقبله على جبينه.. صفق الجميع لهما بعد أن صفقت المديرة فنهض عن الأرض وصافحها بعد أن مدت يدها إليه وقالت بإعجاب شديد :
-فخورة جدًا بعلاقة حضرتك بابنك.. ربنا يبارك لك فيه وتشوفه ناجح دايمًا
-يا رب بإذن الله 
خطف أنظار الجميع حقًا ومسك بكف ابنه واتجه إلى حيث تجلس ندى تحت انظار الجميع.. جلس على المقعد الذي كان يحتله ريان وأوقفه بين قدميه.. مسحت ندى دموعها تطلع إلى زوجها الحبيب بفخر قائلة :
-فرحت من كل قلبي انك جيت 
-ربنا يخليكي لينا يا روحي 
اتسعت ابتسامتها متمتمه :
-يا رب 
أعلنت المعلمة على أسماء المتفوقين بالمركز الثاني والثالث واستلم كلا منهم سلسلة وشهادة تقدير.. أما عن المركز الرابع حتى المركز العاشر فكلًا منهم استلم شهادة تقدير فقط.. 




بعد نصف ساعة تقريبًا انتهى الحفل وخرج الجميع.. وأوصل هو ندى إلى سيارتها ومازال ريان ممسكًا  بيد والده وأخذ يشكره كثيرًا على مجيئه.. فاحتضنه رافعًا إياه عن الأرض وقال بجدية :
-أنا اللي بشكرك يا روحي على مجهودك
ثم قبله على رأسه وانزله برفق وفتح الباب الخلفي من السيارة إلى أطفاله وصعد كلًا منهما إليها وأجلست أشرقت اختها الصغيرة على قدميها.. تساءلت ندى باهتمام :
-هتروح الشركة؟ 
-أه يا حبيبي وأنتِ روحي ارتاحي علشان الجرح اللي في دماغك ده 
قال كلماته في قلق واضح فابتسمت كي تطمئنه قائلة :
-أنا بخير الحمد لله.. وكمان قولتلك هخرج مع أشرقت اشتري شوية لبس يليق بالحجاب 
-مشتاق اشوفك بيه 
-خليني افاجئك 
أومأ برأسه وفاجئها بقبلة حانية على جبينها استمرت للحظات لتشعر بالخجل لكونهم في مكان عام.. ثم ابتعد عنها وفتح لها الباب الأمامي فاستقلت السيارة ليغلق الباب قائلًا :
-طمينني أول ما توصلي 
-من عنيا 
ثم ارسلت له قبلة عبر الهواء وتحركت بالسيارة.. ظل واقفًا ينظر إلى سيارتها حتى غابت عن عيناه ثم استقل سيارته وهو يشعر بالسعادة لكونه استطاع أن يحضر تلك المناسبة السعيدة ويرى سعادتهم داخل أعينهم.. تنهد بعمق ثم طلب من السائق أن يعود إلى الشركة 
***
" بعد مدة من الزمن.. "




        
          
                
انتظرت صديقتها المقربة حتى جاءت أخيرًا وقابلتها ندى بالعناق القوي.. ثم أخذتها إلى حديقة المنزل حيث يجلس ريان على الاريكة وقالت مبتسمة :
-ريان طنط جميلة وصلت.. 
رفع عيناه إليها وأومأ برأسه فقط فتابعت :
-هي هتقعد معاكم لحد ما أجي 
-اوكي 
همست مازحة :
-أيه التقل ده 
لكزتها بخفة ثم نادت إلى أشرقت قائلة :
-أشرقت هاتي آسيا وتعالي 
مسكت بيد اختها واتجها إليها ثم رحبت أشرقت بجميلة كثيرًا.. بعد ذلك ودعتهم ندى وأخذت أشرقت وخرجت من المنزل من ثم استقلا السيارة وغادرت إلى وجهتها.. 




انتبهت جميلة جيدًا من آسيا التي تلعب حولها وبعد دقائق من الصمت نظرت إلى ريان وتساءلت بود :
-عامل ايه في الدراسة 
أجاب دون أن ينظر إليها :
-الحمد لله 
أومأت بخفية ثم انتبهت إلى آسيا ثانية وبعد لحظات استأذن ريان ودلف إلى الداخل من ثم صعد إلى غرفته.. استمعت إلى صوت جرس المنزل فنظرت حولها ثم نهضت متجه نحو آسيا وحملتها بين ذراعيها فتذمرت الصغيرة تشير إلى العابها فأخذت تلفت نظرها بالغناء وهي تتجه إلى الباب.. 




فتحت إياه لتتفاجئي بعلاء امامها ووجدت نفسها تحملق به كما أنها شعرت بالتوتر الشديد.. رفع نظارته على شعره يحدق بها في دهشة ثم ابتسم قائلًا :
-ايه الصدفة الجميلة دي؟! 
انتقلت زهراء بعينيها بينهم فيما أطرقت جميلة رأسها حتى تخبئ وجهها الذي يتوهج بفضل خجلها.. مدت آسيا يديها الصغيرتين إلى عمها تنادي فأخذها من بين يديها وقبلها على جانب رأسها.. ثم بدأ يعرفهما على بعضهما :
-زهره بنت أختي.. ودي دكتورة جميلة صاحبة ندى
مدت يدها إليها فصافحتها جميلة وقالت مبتسمة :
-اهلًا يا زهرة 
-اهلًا بحضرتك 
تركت يدها وتنحت جانبًا فترك زهراء تدخل أولًا ثم دخل ساحبًا الحقيبة خلفه ثم أغلق الباب متسائلًا :
-فين ندى؟! 
-ندى راحت مشوار مع أشرقت وطلبت مني اقعد مع ريان وآسيا 
اتجه الجميع إلى حديقة المنزل وهو يقول متعجبًا :
-غريبة انها ماسبتهمش عند جدتها 
-أه أصل نانا عند خال ندى 
اومأ بتفهم وعند خروجهم جلس على الاريكة وزهراء إلى جواره وجلست جميلة على المقعد.. شردت زهره في حياتها البائسة بدون من يعشقة قلبها حتى لمعت عينيها بالدموع وفضلت أن تجلس بمفردها.. وبالفعل استأذنت ونهضت عن الأريكة كي تتجول داخل الحديقة.. 




- مفيش عندك شغل النهاردة؟! 
تساءل باهتمام لتجيب بتلقائية :
-أه عندي اجازة 
-ده من حُسن حظي 
وضعت شعرها خلف آذنها وخبأت خجلها خلف حديثها مع آسيا :
-آسيا ممكن ماتروحيش بعيد 
نظرت إليها ثم جلست على الأرض تلعب بالمكعبات.. بينما هو يتأملها بإعجاب شديد حتى خيل له بأنه يرى قمر ليله وعينيها النجوم التي تُنير عتمة أيامه.. شعرت بنيران الخجل تأكل وجنتيها عندما رأته ينظر إليها بهذه الطريقة مما لاحظ ذلك الخجل الذي راق له كثيرًا وقال بجدية :
-شكلك زي القمر.. اسمك جميلة وفعلًا جميلة 
-بعد اذنك بلاش الكلام ده 
-ليه؟.. أنا بقول الحقيقة 
مسحت يديها في بعضها البعض من كثرة ما تشعر به من خجل وتساءلت بنبرة متوترة :
-أنت جيت ليه؟! 
-علشان حظي حلو.. 
وجدت نفسها تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وعندما رأت عيناه ابتسامتها ابتسم رغمًا عنه وكأن الحياة ابتسمت له.. ثم أجاب على سؤالها بجدية :
-كنت بوصل زهره علشان حابه تقعد هنا يومين 
-ووصلتها ممكن بقى تشوف كنت هتروح فين 
رفع حاجبيه بمرح قائلًا :
-أنا قاعد هنا مش ماشي 
زمت شفتيها ثم اِبتسمت في ذات الوقت وصلت لها رسالة عبر تطبيق " واتس اب.." أخرجت إياه من حقيبة يدها وفحصت الرسالة التي أرسلتها ندى تحمل صورة لها مرتدية ثياب يليق بالمحجبات كي تأخذ رأيها به.. تأملت الثياب ثم ارسلت لها رأيها بأنه رائع ثم ارسلت رسالة أخرى.. 




        
          
                
" علاء قاعد معايا ممكن تيجي بسرعة بقى" 
اِبتسمت ندى وأرسلت لها :
" كويس يا روحي اهو يسليكي.." 
ثم ارسلت لها وجه يضحك لترد عليها بوجه يلوي ثغرة وأرسلت :
" ندى بطلي غلاسه وتعالي بسرعة بقى" 
" حاضر ساعة بإذن الله وهكون عندك" 
ثم اطفأت شاشة الهاتف وتطلعت إلى الثياب في المرآة التي أمامها متسائلة :
-ايه رأيك يا روحي؟ 
-حلو أوي يا مامي 
قبلتها على وجنتها ثم ابدلته وخرجا من البروفة وقامت بشراء بعض الثياب الأخرى.. من ثم ذهبت إلى محل معروف بالحجاب وقامت بشراء ما يناسب جميع الملابس.. عقب انتهائها أخذت أشرقت إلى محل للأطفال وقامت بشراء فستان يناسبها وملابس أخرى 
***
" بعد مدة من الزمن.. "




بعد أن أنهى اتصالاته عاد إليها وجلس على الأريكة ونظر إليها متسائلًا باهتمام :
-دكتورة أنتِ ارتبطي قبل كده؟ 
رمقته بنظرة سريعة واجابت بجدية :
-طبعًا ومازلت مرتبطة 
وضحت علامات التعجب والحزن معًا على ملامح وجهه قائلاً :
-من امتى؟ 
-من أول ما جبت مجموع الطب في الثانوية العامة.. أستاذ علاء أنا مرتبطة بشغلي لأني بحبه جدًا.. 
تنهد بهدوء وقد استقام ظهره يتطلع إلى الأمام في صمت.. نظرت هي إليه وقالت في شك :
-أنت علاقتك بالبنات في أمريكا كانت ازاي؟! 
أدار رأسه إليها وتحدث بجدية :
-ولا حاجة.. لأن في بنت هناك كنت اتعلقت بيها لدرجة اني اخدت قرار جوازنا بسرعة لكن للأسف طلعت خاينه 
-بالنسبة لهم مش خيانة طالما أنت مش جوزها.. على العموم الأجانب عيشتهم كلها كده 
-من يومها بقى وأنا ماليش علاقة بيهم خالص.. كنت عايش هناك لنفسي وبس وحياتي كلها خروجات وسهر لحد الصبح 
أومأت بتفهم فيما هو تأمل عينيها ليشعر بالهدوء داخل قلبه كما أنه شعر بالراحة معها وأكمل حديثه بحماس :
-أمي جت لي هناك واصرت ارجع مصر وفعلًا رجعت.. غيرت من نفسي وابتديت من جديد لكن فجأة حسيت بملل ولما كنت اتقدمت خطوة قدام لقيت نفسي رجعت ورا تاني..
ثم ابتسم وتابع بنبرة حب صادقة :
-لحد ما قابلتك.. حسيت إن عقلي مش في راسي وقلبي اخدتيه معاكِ 
أشاحت بوجهها بعيدًا وخجلت من حديثه ثم وجدت نفسها تنهض عن المقعد قائلة :
-أنا همشي وحضرتك خلي بالك من الأولاد 
علاء بود :
-أقعدي واوعدك مش هقول كلام يوترك 
استدارت نصف استدارة لتواليه ظهرها قائلة بنبرة توتر حاولت إخفائها لكنها فشلت :
-كلام ايه ده اللي وترني؟!.. لاء خالص ولا هز مني شعره 
وجد نفسه يقهقه فتوترت أكثر والتقطت حقيبة يدها متجه إلى الداخل لكنه أسرع بالوقوف امامها لتصطدم رأسها في صدره وتراجعت خطوة للخلف.. وهمت أن توبخه لكنه سبقها بالحديث :
-جميلة ماتكبريش الموضوع كده.. وعلى العموم خليكِ انا اللي همشي.. 
ثم أردف بجدية :
-قبل ما امشي عايزك تعرفي إن قلبي بينبض بالسعادة لأني شوفتك 
ما إن أنهى حديثة ألقى نظرة على آسيا ثم التفت متجهًا إلى الخارج.. فرفعت رأسها تنظر إليه بلهفة حتى وصل إلى الباب وفتح إياه ليرى ندى تترجل من السيارة.. انتبه من ذلك الشاش الأبيض وهم أن يسأل عن ما حدث معها لكنها قالت :
-على فين أنا عملت حسابك معانا في الأكل 
-لاء مرة تانية بقى.. هي راسك مالها؟ 
تحسست رأسها قائلة :
-أه دي كانت خبطة بسيطة والحمد لله جت سليمة 
-الحمد لله.. أنا جيت اوصل زهره ده بعد اذنك هتقعد معاكم يومين 
ترجلت أشرقت وركضت إلى عمها لتحتضنه فيما قالت ندى بحنق :
-بعد اذني؟!.. ده بيت خالها يا علاء يعني بيتها 
قال بعد أن بادل ابنة شقيقه بالعناق وقبلها على رأسها :
-تسلمي يا ندى كلك ذوق 
-عمو خليك معانا النهاردة 
-هجيلك تاني يا روحي 
ثم ودعها بقبلة على وجنتها واستأذن ليغادر.. فيما تناولت ندى حقائب الثياب من السيارة ثم دلفت إلى الداخل تنادي جميلة.. بينما أغلقت أشرقت الباب وركضت إلى اختها الصغيرة كي تلعب معها.. 




        
          
                
دخلت جميلة وهي توبخ صديقتها التي تأخرت ويبدو عليها التوتر الشديد :
-مستحيل اقعد هنا تاني وأنتِ مش موجودة 
-ليه بس يا روحي حصل ايه 
وقفت أمامها وضربتها على كتفها بخفة قائلة بحنق :
-علاء قعد معايا وكنت محرجة جدًا 
ضحكت ضحكة خفيفة متجه نحو الأريكة لتضع الحقائب عليها وقالت مداعبة :
-ده شكله مهتم بيك يا جميل.. جالي من فترة وسأل عليكِ وكان مهتم يعرف عنك كل حاجة 
رفعت حاجبيها تطلع إليها بحده واضحة قائلة :
-يعني انتِ بقى اللى رتبتي للمقابلة دي 
ندى بجدية :
-أبدًا يا جميلة.. ده لقاء القلوب يا حبي.. لقاء بغير مِيعَاد أجمل لقاءات الحب 
تعجبت من حديث صديقتها لكن في ذات الوقت شردت بها.. لتجد عقلها منشغل بذلك الشاب الذي جعلها تتوتر وتخجل من كلماته البسيطة 
***
" بالشركة.. "




أنهى اجتماع اليوم مع رؤساء المحلات المعروفة لبيع أحدث التصاميم الجديدة وأيضًا الإعلاميين.. وبعد خروجهم استند بظهره إلى المقعد واغمض عيناه بإرهاق وأيضًا أخذ يفك أزرار القميص العلوية.. ثم مسح على شعرة عدة مرات وبعد لحظات دق الباب ودخل عمرو بعد أن أذن له بالدخول.. 




جلس على المقعد المجاور له يتأمل وجهه الذي يبدو عليه الإرهاق وتساءل باهتمام :
-مالك يا رحيم؟ 
-إرهاق بس من الشغل 
أومأ بتفهم قائلًا :
-معلش يا حبيبي هو بس علشان أجلت الاجتماعات كلها في وقت واحد 
فتح عيناه ينظر إليه وهو يعصر جبينه بأنامله قائلًا بصوت مبحوح :
-الحمد لله.. يوم وهيعدي زي أي يوم 
-بإذن الله.. المهم فيه حاجة غريبة حصلت ولازم تعرف.. 
أومأ على أنه يستمع إليه باهتمام فنظر إلى ورقة التصميم التي بين يديه ثم وضعها أمامه قائلًا :
-دي تصميم تم تنفيذه عليه أمضه أستاذة ندى 
تساءل وهو يتطلع إلى التصميم :
-ايه المشكلة؟ 
-المشكلة أن التصميم ده طلع بتاع مصمم معروف وتم تنفيذه من أربع شهور.. طبعًا لولا المصممة أميرة جت صارحتني بالموضوع ده كانت حصلت مشكلة كبيرة والصحافة كانت طبعا هتكتب عن الشركة كلام مش كويس 
رحيم مؤكدًا على حديثه بحده :
-ندى مستحيل تسرق تصميم.. أكيد فيه حاجة غلط 
-طبعًا فيه حاجة غلط.. علشان كده جيت أقولك والحمد لله إن فيه حد اخد باله من الغلطة دي قبل عرض الأزياء 
رحيم بحسم :
-المصممة أميرة تجي حالًا 
ثم ترك المقعد متجهًا إلى مكتبه ينظر إلى أمضه ندى في حيرة ثم جلس على المقعد الخاص به.. فيما نهض عمرو هو أيضًا وغادر غرفة المكتب وعاد بعد دقائق قليلة ومعه أميرة.. 




وقفت أمام المكتب تنظر إلى الأرض برهبة قائلة :
-حضرتك طلبتني 
-أنا عايزك تقوليلي على كل حاجة تعرفيها عن زميلتك اللي اسمها سلمى 
تساءلت في توتر :
-من ناحية ايه؟ 
-أنتِ عارفه 
رمقة عمرو الواقف على يسارها بنظرة سريعة وطال صمتها ليتحدث رحيم بنفاذ صبر :
-اتكلمي وألا لقيتي نفسك برة الشركة دي 
-يا فندم صدقني ماليش ذنب فيه أي حاجة.. وسلمى فعلًا بقالها فترة مش طبيعية.. ودايمًا كانت تتعمد توقف قريبة من مكتب مدام ندى.. وأكتر الأوقات كانت تقفل الباب 
أومأ بتفهم وأشار لها أن تذهب إلى عملها فاستأذنت وخرجت على الفور.. فقال رحيم وهو ينهض عن المكتب :
-اللي تسرق تصميم من السهل جدًا تسرق امضه 
***
صف سيارته أمام المنزل عنوة لتصدر صوت صرير مزعج أثر احتكاك عجلاتها بالرصيف.. ثم ترجل متجهًا إلى الباب ووقف يدق جرس الباب بعنف.. حتى فتحت الوالدة الباب ووقفت تحملق به في دهشة متسائلة :
-رحيم؟.. فيه أيه؟! 
رد عليها بسؤال لكن بنبرة عنيفة :
-بنتك فين؟ 
تعجبت من أسلوبه :
-بنتي؟ 
وقفت جيجي خلفها تنظر إليه بهدوء بينما هو دخل عندما رآها متجهًا إليها وعيناه تقذفها بنيران  من الجحيم.. وقف في مواجهتها وقال في حيرة لكن بنبرة عنيفة :
-أنتِ ازاي حقودة وقلبك أسود كده!.. أنتِ إبليس نفسه 
-أنت ازاي تسمح لنفسك تقول لبنتي الكلام ده 
قالت والدتها كلماتها بحنق وهي تقترب منهم ووقفت إلى جوار ابنتها.. لم يعطي لحديثها اهتمام وتحدث بحده :
-واحده غيرك كانت تصلي وتدعي لندى على اللي بتعملة مع ولادها.. لكن أنتِ شيطانه اتفقتِ مع المصممة سلمى تسرق تصميمها لاء وكمان حطيتي امضتها على تصميم لمصمم معروف
-أنا مستحيل اعمل حاجة زي كده 
قالت كلماتها بهدوء كي تخبئ خلفه توترها وخوفها من تهوره.. لكنه اندفع بصرامة :
-كمان كدابه.. هي اعترفت عليكِ وعرفت كل حاجة.. 
نظرت والدتها إليها في دهشة بينما هو رفع سبابته في وجهها متابعًا بنبرة متوعدة :
-لو فكرتي تأذي ندى تاني صدقيني مش هرحمك 
استفزها بكلماته لتندفع بأعلى طبقات صوتها :
-أنت ازاي بتدافع عنها.. دي واحده خطافة رجالة
لم يتمالك أعصابه تلك المرة وصفعها عنوة على وجنتها ليجعل من رأسها تستدير إلى الجانب الآخر كما أنها أخرجت صرخة عالية من بين شفتيها.. فيما شهقت والدتها وضمتها إلى صدرها توبخ رحيم على ما فعله بابنتها.. تطلع إليهما باشمئزاز واضح ثم التفت متحهًا إلى الخارج وخرج مغلقًا الباب خلفه عنوة..

ابتعدت عن والدتها تمسح دموعها وهي تقول من بين أسنانها :
-أنا هخليك تندم يا رحيم 
-الكلام اللي رحيم قاله ده صح 
نظرت إليها وبكل بجاحه قالت :
-أه صح يا ماما.. وأنا هعرف ازاي انتقم من اللي عاملة فيها ملاك دي 
همت أن تمضي لكن أسرعت والدتها بإمساك مرفقها وقالت بحده :
-جيجي أنتِ تطلعي البنت دي من دماغك وتركزي في شغلك وبس.. يا بنتي شغلك هو حياتك 
هبطت دموعها على وجنتيها ثانية وهي تقول بنبرة عتاب :
-طول عمرك بتحببني في شغلي حتى لما جالي عقد عمل بره شجعتيني أسافر.. قولتلك وجوزي وولادي رديتي عليه قولتي هما مش نافعينك في حاجة لكن شغلك هو حياتك وكل شيء بالنسبة لك 
-بعد السنين دي جايبة الغلط عليا .. أنتِ اللي كنتِ حابه شغلك ومستعدة تخسري أي حاجة علشانه.. حتى خلعتي حجابك وبقيتي تلبسي على الموضة.. أنا السبب في ده برضو ؟ 
تركتها وركضت إلى الدرج من ثم صعدت إلى الطابق العلوي ودلفت إلى غرفتها.. جلست على حافة الفراش وتناولت الهاتف  الخاص بها كي تتصل على رنا.. انتظرت للحظات حتى أجابت عليها وأخذت تشتكي عن ما بدر من شقيقها.. لكنها غير مهتمة الآن فكل ما يشغل بالها الآن هي ابنتها الوحيدة التي خيبت أملها بها.. 




عندما طال صمتها تساءلت في حيرة :
-أنتِ معايا ولا لاء؟ 
رنا بعدم اهتمام :
-معاكِ 
-طيب قولي لي أعمل ايه؟ 
تنهدت بصوت مسموع واضعه يدها على جانب رأسها قائلة بنبرة حزن :
-اتصرفي انتِ علشان دي غلطتك من الأول.. أنا حاليٌا مشغولة مع بنتي 
جحظت عينيها قليلًا ووجدت نفسها تندفع بحده :
-أنتِ عشمتيني يا رنا.. ازاي تستسلمي.. 
ثم أردفت بلؤَم :
-طيب على فكرة بقى ندى دي أبوها هو السبب في موت عمو عبد الرحمن
-نعم أنتِ بتقولي ايه؟ 
تساءلت في دهشة فلاحت ابتسامة خبيثة على ثغرها قائلة :
-أصل أنا نسيت أقولك إني قابلت ابن عمها واتكلمت معاه وقالي على كل حاجة 
جحظت عيني رنا في دهشة كبيرة قائلة :
-مستحيل 
***يتبع 
google-playkhamsatmostaqltradent