Ads by Google X

رواية حب رحيم الفصل السادس و الاربعون 46 - بقلم سمر عمر

الصفحة الرئيسية

  

 رواية حب رحيم الفصل السادس و الاربعون 46 -  بقلم سمر عمر


المشهد 46 " حالة حب.."
          
                
بالداخل ساعدت السيدة نجلاء على النهوض وأخذتها إلى المرحاض وساعدتها في الوضوء.. ثم فردت لها السجادة في الحديقة كما طلبت ووضعت مقعد أمامها.. ثم ساعدتها على الجلوس وبدأت صلاتها.. جلست هي على الأريكة وبعد لحظات خرجت آسيا ساحبة صندوق صغير من اللعب.. قامت بإفراغه وجلست تلعب بمرح تحت أعين والدتها.. 




عقب انتهائها من الصلاة رفعت يديها تسأل الله أن يشفي زهره كمان إنها دعت لندى كثيرًا وابنائها أيضًا.. بعد دقائق من الدعاء المستمر نادت ندى.. فنهضت على الفور متجهه نحوها قائلة :
-نعم 
-قوميني يا بنتي 
ساعدتها على النهوض وأخذتها إلى حيث الاريكة كي تمدد عليها.. ووضعت وسادة خلف ظهرها.. بعد ذلك قامت بسحب رباط الضغط برفق لتضع لها الدهان وبدأت تحرك يدها بشكل دائري.. نظرت إليها مبتسمة وقالت بخجل واضح :
-ربنا يجازيكِ خير يا بنتي.. حقيقي خجلانة منك 
-بلاش تقولي كده.. حضرتك زي مامتي.. كفاية دعوات حضرتك ليا ولولادي 
نظرت إليها بنظرة فخر واضحة.. في حين انتهت الأخيرة ووضعت رباط ضغط جديد حول قدمها المصابة.. بعد ذلك بدأت تتحدث معها كثيرًا وأخبرتها عن والدتها وكم هي كانت أم لطيفة ورائعة 
***
" المشفى.. "




-مش عارفه اشكرك ازاي أنتِ وندي 
قالت رنا كلمتها بامتنان شديد فابتسمت جميلة بود قائلة :
-ده واجبي.. وبعدين ندى غالية عندي جدًا وكل اللي يخصها.. 
ثم نظرت إلى زهره متابعة :
-حمد الله على سلامتك يا زهره 
-الله يسلمك 
دق الباب فآذنت رنا بالدخول ليدخل علاء حاملًا باقة ورد حمراء.. حملقت جميلة به لكن سرعان ما اشاحت بوجهها بعيدًا لكونها شعرت بالتوتر الشديد وقلبها يقرع كالطبول.. بينما هو اتجه إلى ابنة شقيقته ووقف إلى جوار الفراش.. قبلها على جبينها بحنان ثم تحدث مبتسمًا :
-الف سلامة يا قلب خالو 
ابتسمت قائلة :
-الله يسلمك 
سلمها باقة الورد فوضعتها إلى جوارها متمتمه له بالشكر.. رفع جذعه ينظر إلى جميلة بنظرة اشتياق واضحة وتساءل بحزن :
-عاملة ايه يا دكتورة؟! 
ابتلعت لعابها بصوت مسموع وقالت بنبرة توتر :
-الحمد لله.. عن اذنكم 
اتجهت إلى الباب تحت أنظار الجميع.. عندما خرجت وضعت كفها أعلى صدرها تلتقط أنفاسها بهدوء شديد.. أما بالداخل لاحظت رنا توترها حتى لاحظت شرود شقيقها ناظرًا إلى الباب الذي خرجت منه جميلة للتو.. تساءلت في شك :
-فيه بينكم حاجة؟ 
فاق من شروده والتفت برأسه إليها قائلًا :
-نعم قولتي ايه 
ابتسمت وجلست على الاريكة وهي تكرر سؤالها فمسح على شعره من الخلف قائلًا :
-أبدا.. ليه السؤال الغريب ده؟ 
-هو مش سؤال غريب.. اصل هي توترت جدًا أول ما جيت 
ألقى نظرة على زهره التي تتابع حديثهم باهتمام واضح.. ثم نظر إليه شقيقته قائلًا من بين أسنانه :
-بعدين نتكلم في الموضوع ده 
نهضت عن الاريكة متجه نحوه وامسكت بكفه ثم عادت إليها ثانية برفقته وجعلته يجلس إلى جوارها وهي تقول بإصرار :
-نو نتكلم دلوقت 
مسح على لحيته يرميها بنظرات مليئة بالتذمر وقال مضطرًا :
-الحقيقة أنا معجب بيها وبحبها لكن خلاص بحاول أخرجها من دماغي.. لأن في دكتور زميلها أتقدم لها واكيد هتوافق
-أنت اعترفت لها بِحبك؟ 
-أه طبعًا ولا لقيت منها أي رد.. يعني بترفض بهدوء 
ربتت على يده وقالت بحزن من أجل أن تواسيه :
-ده نصيب يا حبيبي ولا تزعل نفسك 
-الحمد لله على كل حال.. المهم أنا همشي دلوقت علشان عندي شغل 
اومأت بالإيجاب فنهض عن الاريكة وقبلها على رأسها وودع زهره بقبلة مثلها وخرج مغلقًا الباب خلفه.. لم يتجه إلى الدرج مباشرةً بل أخذ يمضي داخل الأروقة على أمل أن يراها.. ظل على هذا الوقت لثلاثة دقائق تقريبًا حتى يأس واتجه إلى المصعد الكهربائي.. لكن وهو في طريقة رآها تخرج من أحد الغرف ووقفت تتحدث مع الممرضة.. 




        
          
                
توقف كالصنم يتأملها بتمعن شديد حتى لم يرمش له رمش خوفًا من أن تمضي ثانية دون أن يراها.. شعر بالألم داخل قلبه يمزقه بشدة.. فحقًا يعشق تلك الفتاة أشد عشقًا.. تنهد بألم عاقدًا بين حاجبيه وبكل هدوء التف ليواليها ظهره وتابع السير لكن ببطء شديد.. أنهت حديثها مع الممرضة ومضت في طريقها لترى ذلك الشخص أمامها فعلمت بإنه هو علاء.. 
مضت هي الأخرى بخطوات بطيئة وحركت شفتيها باسمه فقط لا تستطيع أن تنطق به.. تود أن تتحدث معه وتخبره بالكثير من المشاعر المختلطة لكنها تشعر بالخجل الشديد منه.. قبل أن يدخل إلى اليسار فكر أن ينظر إليها للمرة الأخيرة وبالفعل التف برأسه فقط ليتفاجأ بها خلفه.. شهقت بلهفة وتوقفت عن السير تنظر إلى الأرض في رهبة من الخجل.. 




التف بكلته ومد يده إليها فنظرت إليها للحظات ثم صافحته وسرعان ما سحبت يدها من يده قائلة :
-أطمن حالة زهره مستقرة وممكن تخرج النهاردة إذا حبت 
-شكرًا لاهتمامك يا دكتورة 
-العفو.. 
انتظرت أن يتحدث ثانية لكنه لم يفعل ومضت لحظات على صمتهم فقالت هي بنبرة توتر حاولت جاهدة أن تُخفيها لكنها فشلت :
-أنت.. أنت كنت طلبت مني اعالجك 
لاحت ابتسامة ماكرة على ثغره قائلًا :
-اه لكن قولتي أن الخمر مش إدمان 
-هو فعلًا مش إدمان وممكن تمنع نفسك بدون طبيب.. لكن طبعًا في حالة لو فشلت لازم تتابع مع طبيب 
عقب انتهائها رفعت مقلتيها للحظة ثم وضعت شعرها خلف آذنها.. قال بهدوء :
-وأنا قدرت اعالج نفسي لكن بمساعدتك 
-مش فاهمة ازاي بمساعدتي؟ 
تساءلت بعدم فهم فقطب جبينه ناظرًا إليها بنظرة حب صادقة هامسًا :
-لما حبيتك 
اصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل واستمعت إلى دقات قلبها في آذنيها وقالت كي تهرب منه قبل أن تسقط بين يديه :
-ممكن نكمل كلامنا بعدين علشان عندي شغل 
-جميلة أنا في انتظار سماع ردك.. لو رافضة حبي مستحيل اضايقك تاني 
شعرت بالحيرة والتوتر معًا قائلة :
-ممكن تبقى تكلمني 
-طبعًا ضروري نتكلم 
***
" المشفى.. " 




جلس على المقعد المجاور إلى الفراش ينظر إلى صديقه مبتسمًا وقال :
-حمد الله على سلامتك يا بطل 
-الله يسلمك 
-ربنا يخليك يا بني ويبارك لنا فيك.. وشكرًا على اللي عملته مع عمرو 
قالت والدته كلماتها بابتسامة واسعة فالتفت إليها برأسه قائلًا :
-شكر ايه بس عمرو أخويا وسندي 
-ربنا يخليكم لبعض 
الاثنان في آنٍ واحد :
-يا رب.. 
ثم أردف عمرو بنبرة قلق :
-بس ليه مش عارف احرك دراعي
انتبه رحيم إلى كلماته ومسح على كتفه برفق قائلًا :
-ممكن تأثير من العملية بس.. خير بإذن الله.. 
ثم عاد بالنظر إلى الوالدة وتساءل باهتمام :
-امال عمو فين 
-راح يشوف شغله بعد ما اطمن على عمرو وقال هيجي بليل 
أومأ بتفهم ثم نهض عن المقعد واستأذن لدقائق فقط وغادر.. وقف عند موظفة استقبال ذلك الطابق وتساءل عن الطبيب المسؤول عن حالة صديقه لترشدة بمكانه.. شكرها ثم اتجه إلى حيث يوجد الطبيب وعند وصوله دق الباب.. 




        
          
                
دخل بعد أن آذن بالدخول مغلقًا الباب خلفه وجلس على المقعد المجاور إلى المكتب بعد أن صافح الطبيب.. تبادل السلام بينهم ثم تساءل رحيم في قلق :
-ليه عمرو مش قادر يحرك دراعه 
-طبيعي مستر رحيم.. دي رصاصة.. بعيد الشر الرصاصة دي ممكن تعمل شلل في الجسم يعني حاجة مش سهلة خالص 
انتابه الشعور بالقلق الشديد على حالة صديقه وتساءل في حزن :
-يعني بعد فترة هيقدر يتحكم في دراعه تاني؟ 
قال كي يطمئنه :
-بإذن الله مع التمارين هيبقى أحسن
أومأ بتفهم ثم نهض عن المقعد قائلا :
-شكرًا يا دكتور وشكرًا على مجهودك 
-ده واجبي.. ربنا يتم شفائه على خير 
تنهد بنبرة مؤلمة قائلًا :
-يا رب 
ثم استأذن وغادر عائدًا إلى صديقة وجلس إلى جواره يتحدث معه في الكثير من الأمور المختلفة 
***
" القصر.. "




وقفت أمام بوابة المنزل الرئيسية في انتظار الأولاد بشغف كبير.. وابتسمت عندما رأت الحافلة متمته بشكر الله على وصولهم سالمين.. دخلا من البوابة وركض الاثنان إليها قابلتهم بالعناق والقُبلات قائلة :
-حمد الله على سلامتكم 
الاثنان في آنٍ واحد :
-الله يسلمك 
أخذتهم إلى الداخل وأمرتهم بأن يقوموا بدورهم اليومي بمجرد أن يأتون إلى المنزل.. فصعد كلًا منهم إلى غرفته لتبديل ثيابهم.. ركضت هي إلى المطبخ وساعدت السيدة وفيه والمساعدة الأجنبية في تحضير الغداء.. عقب انتهائهم جلس الجميع حول مائدة الطعام لتناول وجبة الغداء.. 




كانت تطعم طفلتها الصغيرة الجالسة على المقعد المخصص للأطفال والسيدة نجلاء تنظر إليها من حين لآخر.. وبعد صمت طال لدقائق قالت السيدة نجلاء بهدوء وبدون مقدمات :
-ندى أنا بعتذر لك بالنيابة عن عن بنتي رنا 
اندهشت من كلماتها حقًا متسائلة :
-ليه بتقولي كده؟ 
أجابت بحزن واضح :
-لاني كنت عارفه باللي بتعمله معاكِ وفضلت ساكته.. كان المفروض امنعها 
-حضرتك مالكيش أي ذنب.. وأنا مسامحة أستاذة رنا علشان خاطرك وخاطر رحيم وكمان هي عمة ولادي 
ابتسمت واحتارت حقًا بها قائلة :
-أنا محتارة فيكِ.. حقيقي بنت أصول 
ابتسمت برغم ما تشعر به من حزن وقالت بجدية وهي مازالت تطعم طفلتها :
-على فكرة عارفه إن كان بابا غشيم.. لكن الحمد لله أنا ماورثتش منه حاجة.. شخصيتي زي شخصية ماما كانت فعلًا أم عظيمة ومسامحة.. الله يرحمها 
شعرت بأنها تود أن تبكي لكنها تمالكت ومسحت أسفل عينيها بظهر يدها.. شعرت الأخيرة بحزنها على والدتها وقالت كي تهون عليها :
-الله يرحمها حبيبتي مفيش حد بيموت ناقص عُمر.. اعتبرني زي والدتك 
ابتسمت وقالت بتأكيد :
-حضرتك فعلًا أمي 
ابتسمت إليها بود ثم اكملا طعامهم في صمت.. عقب انتهائهم رتبت كل شيء وساعدت كلًا من السيدة وفيه والمساعدة في ترتيب المطبخ..




" بعد مدة من الزمن.." 




دق جرس الباب فركضت أشرقت إليه وفتحت إياه لترى دكتورة جميلة.. انحنت بجذعها وقبلتها على وجنتها قائلة :
-اهلًا أشرقت هانم مامي فين؟
-اهلًا.. بره في الجنينة 
أغلقت الصغيرة الباب وركضت إلى الحديقة تنادي :
-مامي كلمي عمتو جميلة 
نهضت ندى تنظر إلى الباب لتجد أشرقت خرجت وتليها جميلة.. احتضنت صديقتها وبعد تبادل السلام بينهم صافحت السيدة نجلاء قائلة :
-الف سلامة عليكِ يا طنط 
-الله يسلمك يا حبيبتي 
عزمت ندى عليها بالجلوس فجلست على المقعد المجاور إلى الاريكة وجلست ندى على المقعد المقابل لها قائلة :
-إيه المفاجأة الحلوة دي 
-قولت اجيلك فجأة كده قبل معاد شغلي الحقيقي 
عقدت بين حاجبيها بتأثر قائلة :
-يا روحي أسفه بجد عذبتك معايا 
-أبدًا والله.. دي زهره زي العسل ربنا يبارك فيها وبحب اروح المستشفى بدري عشانها 
-هي عاملة ايه يا بنتي؟! 
تساءلت جدتها في توجس لتجيب مبتسمة :
-الحمد لله يا طنط بخير وكانت عايزه تخرج النهاردة.. لكن قولتلها اتحملي بكره اغيرلك على الجرح واخرجي
-ربنا يجاريكِ خير يا بنتي ندى قالتلي على اللي بتعمليه مع زهره وكمان بتروحي الشغل قبل معاده 
-ده شغلي.. ولو مريض احتجني حتى لو لسه يدوب وصله البيت برجعله تاني.. 
ثم نظرت إلى ندى متابعة :
-أنا جيت اتكلم معاكِ 
أومأت بالإيجاب فقالت السيدة نجلاء :
-خدي صحبتك وادخلوا جوه يا ندى 
-حاضر بعد اذنك 
-اتفضلوا يا حبيبتي 
نهضت جميلة واستأذنت منها ثم دخلت برفقة ندى التي قالت موجهه حديثها إلى أشرقت :
-حبيبي ابقي بصي على اختك كل شوية لو صحيت قوليلي 
-حاضر 
أخذتها إلى غرفة المعيشة وجلست وهي تقول مبتسمة :
-فين ريان؟.. بحب اشوفه وأشاكسه جدًا
جلست إلى جوارها وهي تقول مبتسمة :
-فوق بيخلص واجباته 
أومأت بتفهم ثم اختفت ابتسامتها وقالت بهدوء :
-طبعًا متعودين نقول لبعض على كل حاجة.. لكن المرة دي قولت بلاش اقولك غير في الوقت المناسب وده الوقت المناسب 
-خير يا بنتي قلقتيني 
-خير خالص.. 
صمتت للحظات ثم بدأت تقص عليها كل شيء منذ أول لقاء بها بعلاء حتى آخر لقاء بينهم اليوم.. لم تتفاجأ ندى كثيرًا لأنه سبق وطلب منها رقمها وسأل عنها أيضًا.. عقب انتهائها أكملت في حيرة شديدة :
-مش عارفه اخد قرار في الموضوع ده خالص ومحتارة جدًا 
-قوليلي أنتِ معجبة بيه؟! 
حدقت بها في حيرة من أمرها وأومأت بالنفي قائلة بذات الحيرة :
-مش عارفه يا ندى.. الحقيقة مش هو نفس الشخص اللي قابلته أول مره 
ندى بجدية :
-جميلة أنتِ أختي واكيد هتمنالك الخير.. علاء فعلًا اتغير خالص وبقى إنسان تاني.. عارفه لو لسه زي ما هو كنت هقولك لاء ابعدي عنه 
تنهدت بصوت مسموع قائلة :
-أنا لاحظت كده.. لكن اللي عمله معايا في أول مقابلة مش عارفه أخرجه من راسي 
ندى بتأكيد شديد :
-لو علاء كان في وعيه مستحيل كان يعمل كده.. هي بس الخمرة كانت واكله عاقلة ربنا يكره فيها أكتر
أطرقت رأسها تفكر في حديث صديقتها في حيرة أكبر ثم تحدثت :
-لكن أنا لازم اتأكد انه بعد عن الخمرة 
-خلاص في فترة الخطوبة اعرفي عنه كل حاجة 
قالت كلماتها ببساطة لتنظر إليها مبتسمة وقالت ساخرة :
-خطوبة؟!.. علشان بابا يقولي خطوبة ايه يا اللي عديتي التلاتين سنة 
-يا روحي أنتِ لسه صغيرة.. حاولي بس تقنعي 
-مش هقدر يا ندى هو مش عايز فترة خطوبة.. حتى لما الدكتور زميلي اتقدم لي قولت له اعرفه فيه فترة الخطوبة.. قالي انتِ فكرة نفسك عندك عشرين سنه.. 
ثم أردفت بحزن :
-ده أنا أقنعته اني ادخل طب بالعافية 
قالت لتهون عليها :
-أي أب بيتمنى يطمن على بنته.. معذور يا جميلة 
أومأت بتفهم ثم تحدثه بجدية :
-مش موضوعنا.. المهم أنا هوافق عليه لكن لو اكتشفت انه لسه بيشرب هقتله 
قالت ندى من بين ضحكاتها :
-مجنونة وتعمليها 
***
" مساء ذات اليوم.." 




        
          
                
صف السائق السيارة أمام البوابة الرئيسية.. ترجل رحيم في اللحظة التي ترجل بها السائق وأعطى له مفتاح ثم ذهب هو ليقف أمام بوابة المنزل برفقة أصدقائه.. دلف رحيم إلى الداخل ليرى والدته ممدده على الاريكة تقرأ القرآن.. 




اتجه إليها ووقف أمامها يقبلها على رأسها.. فأنهت القراءة ونظرت إليه قائلة :
-حمد الله على سلامتك يا حبيبي.. اخبار عمرو ايه؟ 
جلس إلى جوار قدميها قائلًا :
-أحسن الحمد لله.. قاعده لوحدك ليه؟! 
-ندى كانت قاعده معايا بعدين طلعت تطمن على الأولاد قبل النوم.. 
أومأ برأسه فابتسمت وتابعت بجدية :
-ربنا يبارك لك فيها.. جدعة وطيبة بنت أصيلة.. 
ابتسم إليها وهم أن يتحدث لكنها تابعت بحزن واضح :
-مش زي اللي أنا اختارتها لك.. كانت بتولع لما باجي اقعد معاكم يومين 
قبلها على ظهر يدها ثم نظر إليها وقال مبتسمًا :
-خير يا أمي.. الحمد لله وجود ندى في حياتي نساني كل الماضي 
-ربنا يخليكم لبعض يا بني 
-يا رب ويخليكِ لينا 
هبطت ندى الدرج وابتسمت بمجرد أن رأت رحيم واتجهت إليه قائلة بحب :
-رحيم حمد الله على سلامتك 
رفع رأسه إليها مبتسمًا ومسك بكفها قائلًا :
-الله يسلمك يا حبيبي 
-أحضر لك الاكل بقى 
-لا أنا الحمد لله أكلت مع عمرو 
أومأت برأسها وتساءلت باهتمام :
-هو عامل ايه؟ 
-أحسن الحمد لله  
بعد دقائق من تبادل الحديث بين الثلاثة.. ساعد رحيم والدته على الذهاب إلى غرفتها برفقة ندى واطمئن الاثنان عليها ثم غادروا إلى حيث الجناح الخاص بهم.. احتضنته من الخلف عنوة عاقدة بين حاجبيها وهي تقول بنبرة اشتياق تشق صدرها إلى نصفين :
-وحشتني بجنون يا رحيم 
مسك بكفها ورفعه إلى حيث شفتيه وطبع عدة قبلات حانية على اناملها وتنهد بعمق قائلًا :
-وحشتيني يا روحي.. قلبي وجعني النهاردة من الاشتياق 
-سلامة قلبك يا روحي 
التفت إليها وقبلها على جبينها ثم أطبق شفتيه على أنفها يقبلها برفق شديد.. بعد ذلك احتضنها عنوة مرتكزًا بذقنه على رأسها قائلًا :
-أنتِ الحضن اللي برتاح فيه 
-ربنا يخليك ليا يا روحي 
-يا رب 
ثم تركها ودلف إلى المرحاض كي يضع بدنه أسفل الماء.. في حين مددت ندى على الفراش جاذبه الغطاء إليها وبعد ربع ساعة تقريبًا خرج من المرحاض ووقف يمشط شعره ثم نفث القليل من عطرة المفضل.. عقب انتهائه اتجه إلى حيث تجلس زوجته العزيزة روح قلبه.. ومدد إلى جوارها ووضع رأسه على صدرها حيث يجد السكينة والهدوء.. ضمته إليها ومسحت بكفها على شعره.. بعد لحظات من الصمت قال بهدوء :
-روحت اشوف زهره قبل ما اجي وبإذن الله هتخرج بكرة.. عايزه تيجي تقعد هنا 
-ايه المشكلة؟! 
رحيم بحنق :
-المشكلة رنا.. مش عايزاها تجي تقعد هنا تاني 
زمت شفتيها في حزن وقالت محاولة إقناعه :
-عادي يا حبيبي هي هتقعد علشان بنتها 
-خلاص خلينا نقفل الحوار ده
قال كلماته بسأم فابتسمت ومررت اناملها بين خصل شعره قائلة :
-حاضر يا حبيبي 
ثم قبلته على رأسه واستندت بوجنتها على رأسه قائلة بنعومة :
-أحلامك سعيدة
-أحلامي كلها ندى.. أحلامك سعيدة يا روحي 
***
بعد أن انتهت من فحص المريض خرجت من الغرفة وجلست على أحد المقاعد.. ثم أخرجت الهاتف من جيب معطفها الأبيض لتنظر إلى شاشته.. ويبدو أنها في انتظار شيء ما لكونها تنظر إلى الهاتف في كل فنينه وأخرى.. زفرت بنفاذ صبر وأخذت تساءل في حيرة لما هو لم يتصل بها حتى الآن؟!..




اما هو فأراح بدنه على الفراش وهي عالقة برأسه.. أخذ يتلملم إلى اليمين تارة وإلى اليسار تارة أخرى يحاول جاهدًا أن يخلد إلى النوم لكنه لا يستطيع.. بفضل تفكيره بالجميلة التي خطفت قلبه برقتها وهدوئها.. فكر ثانية أن يتصل بها لكنه تراجع عن قراره.. لأنه يعلم جيدًا إنها الآن منشغله بعملها ولا يود أن يزعجها.. 




لم يعلم إنها أيضًا تفكر به وتنتظر مكالمته بفارغ الصبر حتى وهي تعمل.. شعرت بالكثير من المشاعر المختلطة بين حزن واشتياق للحديث معه.. كما إنها تشعر بحالة حب تعجب قلبها من تلك الحالة.. لدرجة أن عقلها أوحى لها أن تهاتف صديقتها وتطلب منها رقمه كي تتصل هي.. لكن سرعان ما أخرجت تلك الفكرة من رأسها.. 




عَين هو المنبه على الساعة العاشرة صباحًا ووضع الهاتف على المنضدة الصغيرة.. ثم وضع رأسه على الوسادة قاصدًا النوم لكنه فشل واستسلم للتفكير في جميلة قلبه من جديد 
***يتبع 

google-playkhamsatmostaqltradent