رواية حب رحيم الفصل السابع و الاربعون 47 - بقلم سمر عمر
المشهد 47 " تسمم.."
اذكروا الله يا جماعة الخير 💙💙..
" المشهد 47.."
" تسمم.."
" القصر.. "
وقفت أمام بوابة المنزل وانتظرت حتى اختفت الحافلة عن عينيها ثم دخلت مغلقة الباب خلفها.. من ثم اتجهت إلى الدرج وهي تسحب الحجاب عن شعرها.. كادت أن تصعد الدرجات لكنها ألقت نظرة على الحديقة ثم اتجهت نحوها وخرجت تستنشق الهواء بعمق.. ثم قطفت وردة حمراء من بستان الورود وعادت إلى الداخل..
صعدت إلى الطابق العلوي في طريقها إلى الجناح الخاص بهما.. عند وصولها دلفت إلى غرفتها وبكل هدوء جلست على حافة الفراش تتأمل زوجها الحبيب بتمعن شديد.. كم هي تعشق تفاصيل ملامح وجهه.. اتسعت ابتسامتها واقتربت منه كي تطبق شفتيها على جبينه بنعومة.. ثم ابتعدت قليلاً وبدأت تشاكسه بتحريك خصل شعرها على ملامح وجهه..
بعد لحظات حرك رأسه في كلا الاتجاهين عاقدًا حاجبيه.. ثم فتح عيناه قليلاً كي يرى ذلك الوجه الرائع فعشق الصباح كثيراً وهمس بنبرة نعاس :
-صباح الندى
-صباح الحب
ثم نظرت إلى الوردة وبدأت تمررها على وجنته.. فمسك بمعصم يدها الممسكة بالوردة وطبع قبلة حانية على معصمها وتحدث بجدية :
-أنتِ أجمل وردة في حياتي
ثم أخذ الوردة ووضعها خلف آذنها.. رمقت الوردة بنظرة سريعة ثم نظرت إليه وقالت بجدية :
-عندي ليك خبر حلو
-قولي يا روحي
-مستر علاء وقع في الحب
قطب جبينه في تعجب قائلاً :
-علاء؟!.. بيحب مين؟
-جميلة صحبتي.. هي جت وقالتلي على كل حاجة
-لكن هو أكبر منها بكتير.. مش هي عمرها قد عمرك؟
ضحكت ضحكة خفيفة تومئ بالنفي قائلة :
-هي علشان صحبتي تبقى من عمري.. لاء يا روحي جميلة أكبر مني بحوالي سبع سنين..
تعجب حقًا من حديثها حيث تابعت :
-احنا كنا جيران قبل ما ننقل على الفيلا والوحيدة في المنطقة اللي كانت بتروح نفس مدرستي وكنا بنروح سوى.. كمان كانت بتذاكر لي وبقينا أصحاب واخوات
أومأ بالفهم وتساءل باهتمام :
-طيب هي ايه شعورها من ناحيته؟
ندى بمرح وهي تحرك رأسها في كلا الاتجاهين :
-تقريباً كده واقعه في الحب هي كمان بس مكابرة
-علاء فعلًا حاله اتغير خالص.. ربنا يهديه
-يا رب يا حبيبي..
ثم قبلته على وجنته عنوة بعد ذلك وضعت رأسها على صدره قائلة :
-حاول تيجي بدري تتغدى معايا بجد وحشتني جدًا
اطبق ذراعيه على بدنها بشدة وتنهد بعمق قائلاً :
-حاضر يا روحي
***
" المشفى.."
دخلت إلى غرفة تبديل الثياب كي تبدل ثياب المشفى بأخرى.. ثم حملت حقيبة يدها وبمجرد خروجها من الغرفة صدح صوت الهاتف داخل الحقيبة.. توقفت عن السير تحملق في الفراغ واستمعت إلى دقات قلبها تقرع كالطبول يخبرها بأن المتصل هو الرجل التي تنتظر اتصاله..
فتحت سحابة الحقيبة وأخرجت الهاتف لتنظر إلى شاشته.. لكنها هدأت بمجرد أن رأت اسم ندى وأجابت عليها بهدوء :
-ندى صباح الخير
-صباح الفل.. عاملة ايه؟
تابعت السير وهي تقول بحزن :
-بخير الحمد لله.. عاملة ايه أنتِ والأولاد؟!
-بخير الحمد لله.. المهم قوليلي علاء كلمك
زمت شفتيها بأسف وتنهدت بضيق قائلة :
-لاء.. مش عارفه ليه
اتسعت ابتسامة الأخيرة وقالت بمكر :
-وزعلانه ليه؟
-ندى بطلي بواخه
ضحكت ضحكة خفيفة في حين أتاها اتصال لتنظر إلى الهاتف بلهفة لترى اسم علاء.. ابتلعت لعابها في رهبة وقالت باضطراب :
-ندى هو بيتصل دلوقت
-طيب يلا هقفل وردي عليه
جميلة بحنق على عكس اللهفة التي تشعر بها :
-لاء طبعاً مش هرد على طول كده.. كفاية انه خلاني انتظر
-أه اتقلي بقى لحد ما يطير منك.. جميلة ردي عليه وأبقى بلغيني اتفقتوا على ايه.. مع السلامة
-اوكي مع السلامة
أنهت المكالمة ووقفت تنظر إلى الهاتف في انتظار مكالمة أخرى منه.. بالفعل بعد لحظات صدح صوت الهاتف معلنًا عن اتصال علاء.. تنهدت بعمق واستجمعت شجاعتها ثم أجابت بهدوء مصطنع :
-الو صباح الخير
تحدث بنبرة حانية :
-صباح الجمال.. انا قدام المستشفى
وضعت كفها أعلى صدرها الذي يدق برهبة وتساءلت بعدم تركيز :
-بتعمل ايه؟!
-مستنيكي طبعًا
-مش اتفقنا نتكلم في التلفون
-أه الحقيقة قولت بلاش اعطلك عن شغلك واجيلك الصبح
طلبت منه أن ينتظرها ثم أنهت المكالمة.. بعد ذلك وقفت تنظم أنفاسها وتهدأ من نفسها ثم تابعت السير وهبطت إلى الطابق السفلي بواسطة المصعد الكهربائي.. وقف المصعد فخرجت متجه إلى الخارج بخطوات بطيئة حتى خرجت ووقفت تنظر حولها بحثًا عنه.. بمجرد أن رأت سيارته اتجهت نحوها واستقلتها..
نظر إليها ثم ابتسم وهم أن يتحدث لكنها سبقته بحنق :
-لو سمحت قول عايز ايه بسرعة علشان حقيقي عايزه انام
-طيب اصبري عليه.. وبعدين احنا هنتكلم في العربية؟!
أومأت بتأكيد قائلة :
-أه طبعًا
تنهد بصوت مسموع وتحدث بجدية ووضوح :
-طبعًا عارفه اني معجب بيكِ.. وعايز اعرف رايك فيا
أدارت رأسها إلى الاتجاه الآخر في خجل متسائلة :
-من ناحية ايه؟!
-شخصيتي
-مقدرش احكم عليك لأني لسه ماعرفكش كويس
أومأ بتفهم وتحدث بجدية :
-يعني مبدئياً موافقة نتخطب وتعرفيني برحتك في فترة الخطوبة
لتنظر إليه بلهفة قائلة :
-خطوبة لاء.. بابا مش هيوافق هو عايز جواز على طول
-ليه يعني ايه الفكرة؟
نظرت إلى الأمام في حزن واضح وقالت بصوت مبحوح :
-أصل هو يعني.. بيقولي أنتِ مش صغيرة على الخطوبة..
ثم أردفت :
-المهم مش موضوعنا.. احنا ممكن بس الفترة دي نتكلم ونعرف بعض اكتر
قال مبتسما :
-أنا موافق.. تحبي اوصلك؟
-لاء شكرًا معايا عربيتي.. باي باي
ثم نظرت إليه مبتسمه لترى عيناه تطلع إليها بحب واضح فأشاحت بوجهها بعيدًا في خجل وترجلت من السيارة متجه إلى سيارتها.. راقبها بواسطة المرآة الأمامية حتى استقلت سيارتها وغادرت فغادر هو الأخير إلى وجهته
***
" القصر.."
دق جرس الباب فنهضت ندى عن الاريكة متجه إليه وهي تضبط حجاب الاسدال على شعرها.. عند صولها فتحت إياه لتتفاجأ بـ رنا وزهراء وقالت بابتسامة واسعة :
-حمد الله على سلامتك يا زهره
ثم احتضنتها فقالت بصوت منخفض :
-الله يسلمك
في حين نظرت جدتها إليها وقالت بلهفة :
-زهره حبيبتي
ابتعدت ندى عنها وقالت موجه حديثها إلى رنا :
-حمد الله على سلامتها ربنا يخليها لك
-الله يسلمك يا ندى تسلمي
فيما اتجهت زهراء إلى جدتها وجلست إلى جوارها لتحتضنها فشددت الأخيرة في احتضنها وقبلتها على جانب رأسها بحنان وهي تقول بحزن :
-الف سلامة عليكِ يا حبيبتي.. كده توجعي قلبي عليكِ
تأثرت من حديث جدتها لتهبط دموعها على وجنتيها قائلة :
-أسفه يا نينا
وقفت رنا إلى جوارها ومسحت على شعر ابنتها قائلة بنبرة رضا :
-الحمد لله جت سليمة.. يلا يا حبيبتي علشان تطلعي ترتاحي
استأذنت من جدتها ونهضت لتمسك بيد والدتها وصعدت إلى الطابق العلوي برفقتها.. فيما نهضت ندى عن الاريكة وابتسمت بفرحة قائلة :
-الحمد لله انها بخير وحضرتك شوفتيها بنفسك
-الحمد لله يا بنتي.. الحمد لله
بالطابق العلوي ساعدتها على تبديل ثيابها ببجامة تشعرها بالراحة والاسترخاء.. ثم مددت على الفراش برفق واضعة كفها على مكان الجرح.. جلست رنا على حافة الفراش تطلع إليها بعتاب واضح لكنها لا تود أن تتحدث معها فيكفي ما حدث.. لكن زهراء هي من تحدثت أولا :
-ندمانة على اللي عملته في نفسي يا ماما.. أنا كفرت
شهقت عندما استمعت إلى كلماتها الأخيرة وبدأ تفك حجابها قائلة :
-يا حبيبتي الحمد لله.. وربنا غفور رحيم
-ونعم بالله..
ثم أردفت بحزن :
-خالو رحيم راح لوالد الدكتور وهو كلمني وزعل علشان عمله مشاكل في البيت.. ده غير أن خلتو ندى اتكلمت معايا بعدها عرفت اني غلطت غلط كبير جدًا وكنت هدخل نفسي في مشاكل انا مش قدها
-يعني خلاص خرجتي الدكتور من دماغك؟
أومأت بالإيجاب وتحدثت بحزن :
-حاجة صعبة جدا الفراق ده لكن اعتبرته عقاب ليا
- معلش يا حبيبتي ده درس ولازم تتعلمي منه
قالت بنبرة بكاء صادقه :
- الحمد لله.. وانا خلاص قررت اكمل تعليمي هنا في مصر
وضحت عليها علامات التأثر واقتربت منها أكثر كي تحتضنها بشدة وقالت بهدوء :
-مش هغصبك ابدا على حاجة يا روحي اعملي اللي يريحك
***
" بعد مضي عدة أيام.."
ظهرت شمس يوم جديد في السماء.. اخترقت إشاعة الشمس الغرفة بواسطة ثقوب باب الشرفة وبعد لحظات عقدت بين حاجبيها قليلاً وفتحت عينيها تدريجياً ورأت شيئًا من قماش الخيمة معلق في فوق الفراش.. تعجبت وهي تتأمل في ذلك الشيء العجيب.. كما أنها رأت رباط معلق بذلك الشيء.. نظرت إلى جوارها لم ترى رحيم فقامت برفع جذعها قليلاً ومسكت طرف الخيط لتقم بسحبه.. لينفتح ذلك الشيء وسقط فوقها الكثير من الورود الزرقاء.. شهقت بلهفة واضعة يديها على وجهها..
ثم أزاحت يديها ببطء تنظر إلى كلا الاتجاهين ثم ابتسمت من جمال الورود وأخذت وردة تحسس عليها.. بعد ذلك انتبهت إلى ظرف أبيض وسط الورود.. أخذته على الفور وفتحته كي تفحص كلماته بعينيها اللامعتين من السعادة..
" كلما نظرت إليكِ يتوقف قلبي عن النبض.. فعيونك تكفي لأحيائي بدون قلب.. انتِ داخل عيوني واحتويكِ برموشي.. أنتِ الحياة والروح انتِ كل شيء بالنسبة لي.. دائمًا أسجد شكر لله على وجودك في حياتي.. أحبك وسأظل أحبك لأخر عمري.."
هبطت دموع السعادة على وجنتيها تحتضن ذلك الجواب المزخرف بالقلوب الزرقاء البراقة.. ثم نظرت إليه ثانية بعدها التقطت الهاتف من أعلى المنضدة المجاورة واتصلت على ذلك العاشق المجنون.. بل وخطف روحها من بدنها بحروف كلماته الخاصة بها..
أنهى المكالمة دون أن يجيب عليها فنظرت إلى الشاشة في تعجب.. لكن بعد لحظات تفاجأت به يفتح باب الغرفة حاملاً آسيا ويتطلع إليها بعينين مبتسمتين قبل شفتيه..
-عملت كل ده امتى؟!
تساءلت في شغف فتقدم نحوها وجلس إلى جوارها قائلا :
-بعد الفجر.. لكن بهدوء وبدون ما تحسي بيا
انشغلت آسيا في الورود وامسكت واحده قائلة بنبرة طفولية :
-حلوه
قبلها والدها على رأسها ثم نظر إلى قطرة الندى خاصته والتي تطلع إليه بشغف حتى لامعت عينيها بدموع السعادة هامسة بحب :
-بعشقك.. ربنا يخليك ليا
-بموت فيكِ
ثم مسك بكفها وقبلها على راحتها برقة بالغة.. احتضنته هي عنوة وطبعت عدة قبلات رقيقة على وجنته.. مسح على شعرها برفق بعد لحظات ابتعدت عنه وتساءلت باهتمام :
-هتروح الشغل النهاردة؟
-اه يا روحي وهستناكِ تيجي علشان تقعدي مكاني وأروح لريان
-ريان هيفرح جدًا..
ثم تذكرت الأطفال ونهضت عن الفراش قائلة :
-لازم أصحيهم علشان المدرسة
ارتدت حذائها المنزلي وركضت إلى الخارج تحت أنظار رحيم الفخورة بها.. ثم بدأ يلعب مع أبنته الصغيرة
***
" بالمدرسة.."
بدأ يلقي بالكورة داخل السلة لوقت ليس قصير.. حتى رأته المعلمة الخاصة بالألعاب الرياضية من خلف الشبكة التي حول الملعب وهي تنظم فريق لاعبي السلة.. تابعته باهتمام ثم تركتهم ودلفت إلى الملعب متجه إليه قائلة :
-برافو يا ريان
كاد أن يضع الكورة داخل السلة لكنه التفت إليها يتطلع إليها بثبات قائلاً :
-شكرًا
ثم ترك الكرة واتجه إلى باب الخروج فالتفتت إليه قائلة :
-مش كنت تشارك في لعبة السلة
توقف عن السير واستدار برأسه فقط قائلاً :
-بحب السباحة أكتر
أومأ بتفهم فتابع هو السير وخرج متجهًا إلى الساحة الكبيرة.. ووقف ينظر حوله حتى وقعت عيناه على زميل له في الفصل وذلك الزميل دائمًا ما يقف في صفه ويدافع عنه.. أخذته قدماه إليه وجلس إلى جواره فنظر إليه بلهفة ثم ابتسم فقال ريان دون مقدمات :
-شكرًا عشان دافعت عني
-العفو.. انا عارف العيال دي غلسه.. وكمان هما شكلهم مش بيحبوك
أومأ بالإيجاب ووجد نفسه يتحدث معه على غير عادته :
-أه يمكن عشان مش بحب اتكلم معاهم أو اللعب معاهم
-أو عشان أشطر منهم
ابتسم إليه وقال بهدوء :
-أنا أسمي ريان وانت اسمك ايه؟
-مش عارف اسمي واحنا في فصل واحد؟!.. طيب اسمي يوسف
رن الجرس معلنًا عن انتهاء الراحة.. فاتجه الجميع إلى المبنى كما ذهب ريان برفقة رفيقه الجديد.. لفت انتباه أشرقت فتوقفت أمام باب فصلها تتابع ذلك الموقف حتى جاءت رفيقتها تناديها لتدخل معها إلى الداخل..
جلس جميع الأطفال في أماكنهم ودخلت مُعلمة الرياضة وبدأت تشرح لهم درس اليوم.. في منتصف الدرس دق الباب فآذنت بالدخول لتدخل مديرة المدرسة تلقى عليهم التحية فبادلوها بذات التحية.. ثم نظرت إلى ريان بابتسامة قائلة :
-ريان والدك في انتظارك
استقام ظهره في دهشة فآذنت الأخيرة بدخول رحيم.. فدخل يبحث بعينيه عن ابنه العزيز وبمجرد أن رأته عيناه ابتسم فبادله بابتسامته ونهض عن المقعد.. فقالت المديرة :
-هو جاي يخدك علشان تدريب السباحة
رفع أحد حاجبيه بمكر متسائلاً :
-هتيجي معايا ولا..
قطع ريان كلمات والده بابتسامة مرحة :
-ولا ايه لاء طبعًا هاجي معاك
ضحك ضحكة خفيفة كما ابتسمت المديرة ثم خرجت فلحق رحيم بها تاركاً ريان يضع أغراضه داخل الحقيبة.. وقف معها بالخارج يسألها عن مستواه الدراسي لتخبره بكل شيء جيد.. كما إنها شكرته كثيراً على ذلك الاهتمام الكبير به وأرسلت له شكر آخر لندى المهتمة به..
خرج ومسك بكف والده نظر إليه ليعود بالنظر إلى المديرة ثانية وقبل أن يغادر ذهب إلى فصل ابنته الجميلة كي يطمئن عليها.. ثم غادر برفقة ابنه وعند خروجهم من بوابة المدرسة استقلا السيارة وقام بوضع حزام الأمان عليه ثم تحرك إلى وجهته.. تساءل ريان :
-عمو عمرو بقى كويس؟
-الحمد لله يا حبيبي.. وهنبدأ تدريب من جديد
ابتسم ريان إليه ثم نظر إلى الأمام بحماس.. فيما قام رحيم بتشغيل الأغنية المفضلة لدى ريان ورمقه بنظرة سريعة ثم انتبه إلى الطريق
***
" بالشركة.."
كانت تجلس على المقعد الخاص برحيم تتابع بعض الأعمال نيابة عنه.. كما إنها قامت بتسجيل التصاميم داخل مستند على الحاسوب.. بعد نصف ساعة تقريباً دق الباب فسمحت بالدخول لتدخل السكرتيرة حاملة حقيبة من الطعام وضعتها أمامها قائلة :
-في واحد دليفري سبلك الاكل ده وقال مستر رحيم بعته
نظرت إليها في تعجب قائلة :
-أوكي شكرًا..
ثم أردفت :
-ممكن تجبيلي المستند اللي متسجل فيه تصاميم الشهرين اللي فاتوا
-حاضر.. عن اذنك
خرجت مغلقة الباب خلفها.. فنظرت ندى إلى حقيبة الطعام وأخرجت ما في داخلها لتراه سندوتش من نوع " الكريب.." ابتسمت تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وهمست في تعجب :
-رحيم هيبعتلي أكل ليه؟
ثم تناولت الهاتف واتصلت عليه وتركت الهاتف بعد أن فتحت مكبر الصوت في انتظار إجابته.. في ذات الوقت أخذت تتذوق ذلك الكريب.. انتهت المكالمة دون أن يجيب عليها فعلمت بانه من المحتمل أن يكون لازال في التدريب.. تناولت قطعة أخرى صغيرة ثم وضعته جانباً.. بدت علامات الألم توضح على ملامح وجهها تدريجياً عندما شعرت بألم داخل معادتها.. وضعت يدها على بطنها تتأوه بخفة وفجأة شعرت بالغثيان..
نهضت عن المقعد راكضة إلى المرحاض الملحق بالغرفة.. ودخلت لتقف أمام الحوض تستفرغ ما في جفونها وهي تسعل بشدة حتى اصطبغ وجهها باللون الأحمر الداكن المختلط بالأزرق..
دخلت السكرتيرة عندما قرعت الباب كثيرا ولم تستقبل أي رد.. بمجرد أن دخلت استمعت إلى تأوهات ندى العالية فسقط الملف من بين يديها وركضت إلى المرحاض لتراها على تلك الحالة.. صدمت من هيئتها ثم مسكت بيدها وأحاطت خصرها باليد الأخرى تساءل بلهفة :
-مالك حاسة بأية؟!
نظرت إليها تخبرها بتلك النظرات أن تأخذها إلى أقرب مستشفى قبل أن تنفث أنفاسها الأخيرة.. شعرت بالرهبة من منظرها وأخذتها إلى الخارج وهي تستنجد بمن يتقابل معها.. وقف الجميع في صدمة في حين ركضت أميرة إليها وأسندتها واستقلا المصعد الكهربائي وذهب معهما اثنان من الشباب الذين يعملون بالشركة..
عند خروجهم وضعوها داخل السيارة كي يأخذوها إلى أقرب مشفى.. وكان أحد الشباب يقود بسرعة هائلة كي يصل أسرع.. وبالفعل وصل في خلال دقائق وترجل يركض إلى الداخل ينادي الممرضات.. فأخذت واحده فراش وركضت إلى الخارج وتم نقلها على ذلك الفراش.. من ثم أخذوها إلى غرفة العمليات
***يتبع
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حب رحيم) اسم الرواية