Ads by Google X

رواية الماسة المكسورة الفصل السابع و الاربعون 47 - بقلم ليلة عادل

الصفحة الرئيسية

     

 رواية الماسة المكسورة الفصل السابع و الاربعون 47 -  بقلم ليلة عادل

    [ بعنوان: كبرياء أعمى ]
فايزة وهى تنظر لها بعدم تصديق بإستخفاف: وهو إيه بقى.

ركزت نانا النظر في وجهها قالت بثقة: سليم كتب لماسة كل حاجة بيملكها بيع وشراء.
عدلت فايزة من جلستها بصدمة بنبرة عالية قليلاً: بتقولي إيه؟
نانا بخبث أفعى: زي ماسمعتي كدة، كتبلها فندق ميامي وشركة السياحة وكل بيت بيمتلكه في كل بلد في العالم، حتى نسبته فى شركة الأدوية إللي دخلها في ألمانيا كتبهلها، حتى فلوسه، نقل مبلغ كبير منه بإسمها، وحالياً ماعهوش إلامبلغ بسيط جدا، شوية فكة، يعني سليم بيه دلوقتي لا يملك إلا هدومه وبس.
توسعت عين فايزة بصدمة كادت أن تخرج من مكانها بغيظ: إنتي متأكدة يا نسمة يمكن كتبلها بيت ولا حاجة.
نانا بثقة: طبعاً متأكدة ده الخبر لسة طازة …
وهي تتك على الكلمة: …كتبلها كل حاجة يملكها.
فايزة بتهكم صاحت بها بإتهام: وكنتي فين قبل مايمضي العقود، جايه تقوليلي بعد ما نفذ، وفرحانة أوي إنك بتقوليلي الخبر.
نانا بإستغراب أجابتها بتوضيح: معلش كان المفروض أعرف إمتى!!! أنا عرفت بعد ما المحامي جاب العقود، سليم بيه عمل كل حاجة فى الخفا، حتى نور متعرفش حاجة بالصدفة سمعت وقالتلي لإن المحامي بيتقابل مع سليم بيه بصفة مستمرة هنعرف منين إنه عايزه عشان كدة.
فايزة بحقد لصوت داخلي قالت: هي دى ماسة إللي مش طماعة، دي طلعت داهية، عرفت إمتى تاخد منه كل حاجة من غير ماتحسسه إنها طمعانة فيه، طلعتي أذكي مما توقعت يابنت سعدية، فعلا فلاحة لئيمة ..
نظرت لنانا وقالت: نانا أي حاجة تاني تحصل لازم تقوليلي بسرعة وخلي نور تفتح عينيها أكتر من كدة فاهمة.

ارتسمت على شفتي نانا ابتسامة خبيثة: أمرك يا هانم إحنا بس عايزين ننول الرضى.
فايزة: طول ما بتقوليلى أخبار زي دي، هترضيني بس المرة الجاية تكون بدري عن كدة، و بكرة هاحولك مبلغ، وهبعتلك مبلغ لصاحبتك وقولي لها طول ما هي شاطرة كدة هتركب bm.
تبسمت نانا و هزت رأسها بنعم فهى من تلعب على فايزة وتعطيها المعلومات التى تريد أن تعطيها لها فقط .
🌹_______♥️بقلمي_ليلةعادل ❤️_______🌹
_ فيلا سليم وماسة الثامنة مساءً
_ غرفة النوم
_ نشاهد ماسة وهى متمددة على الفراش وترتدي قميص نوم باللون الأسود وبطنها كان سليم يجلس أمامها يقوم بعمل مساج لقدميها من أعلى لأسفل كان يبدو على ملامحها الاسترخاء.
سليم بإطمئنان: ها أرتحتي.
تبسمت ماسة: تسلم أيدك يا حبيبي… أكملت بدلال يليق بها.. كراميل إيه رأيك أخلي سلوى تيجي تقعد معانا الفترة دي لحد ما أولد لإني بأزهق من القعدة لوحدي.
سليم بلطف: زى ما تحبي يا عشقي مافيش مشكلة فكرة حلوة.

ماسة بسعادة: ميرسي ياروحي.
سليم وهو مازال يقوم بعمل المساج: بس هما مش مسافرين.
ماسة: لما يرجعوا هروحلهم وأقول لماما بس ها أكلمها أديها خلفية.
سليم: تمام.
ماسه بدلال: كراميل خلاص كفاية تعال جنبي.
سليم: ماشي.
وضع قبلة على فخذها اقترب منها أكثر وأعتدل وتمدد بجانبها فرد ذراعيه وضعت رأسها على صدره ووضعت قبلة على خده ووضع قبلة على جانب جبينها.
ماسة بشغف: نفسي بقى النتيجة تظهر وأنجح وأدخل الكلية.
سليم: إنتي لسة مصممة تكملي ومتأجليش.
ماسة بتصميم: آه ماتقلقش عرف اخد بالي من حور.
سليم: زى ما تحبي طب ها تجارة ولا حقوق.
ماسة بحيرة: مش عارفة محتارة عايزة أدخل حقوق عشان أبقى مع سوسكا وعايزة أدخل تجارة عشان أعرف أشتغل معاك.
سليم بعقلانية: مالكيش دعوة بسلوى، ماتخلهاش تلعب في دماغك وتأثر عليكي وبالنسبة للشغل مالهاش علاقة أنا ممكن أعلمك حتى لو بتدرسي طب هي مش كيميا، بصي إنتي شاطرة فى المواد الأدبية بالأخص في التاريخ ممكن تدخلي أدب تاريخ أو أثار تبقي مرشدة سياحية إنتى بتحبي الأماكن التاريخية أوي.

زمت ماسة شفتيها ثم تنهدت: مش عارفة أنجح بس و أفكر.
سليم: إنتي ناجحة على فكرة بس إنتي عايزة تمشيها طبيعي.
ماسة: عايزة أحس إني طالبة طبيعية.
وضع سليم يده أسفل ذقنها بمداعبة قال: ماشي يا طالبة ..
ثم وضع قبلة صغيرة ع شفتيها.
ماسة بدلال: سالوملوم إنت مش جعان.
سليم: تر شبعان إنتي جعانة.
ماسة هزت رأسها بنعم: اممم .. أكملت بتلذذ .. نفسي في كبدة وسجق وطحينة وقرن فلفل حامي ومخلل بس مش أي كبدة من على العربيات دي عارفها.
سليم وهو يهز رأسه بإيجاب قال بمزاح: عارفها بتاعت كبدة الكلاب.
ضربته ماسة على قدمه بمزاح: بطل قرف، ونقعد على العربية بتاعتك وناكل ونحبس بسفن أب عمرك ما أكلت من العربيات دي.
سليم هز رأسه بـلا بإبتسامة جذابة وهو ينظر لها: لا.
عدلت ماسة من جلستها وجذبته من يده بحماس: طب يلا نقوم وجرب معايا.
سليم بتعجب: هي مش شهور الوحم دي إنتهت.

ماسة بتوضيح قالت بدلال: ده جوع مش وحم ونفسى رايحة للأكلة دي.
سليم بحب وضع يده على بطنها: اممم طب ممكن تغيير بسيط بس ممكن نروح ناكل الكبدة والسجق بس فى محل حلو شوية عشان حور، يرضيكي يجيلها تلبك معوي ها، وأوعدك أول ما تولدي وتبقي كويسة هاخدك وأكلك هوهو براحتك.
ماسة: ههههه ماشى يلا بقى قوم، وساعدني وأنا بلبس وأعملي ضفيرة في شعري.
سليم تبسم: حاضر.
_قصر الراوي الثامنة مساءً ٠
_دخلت فايزة من باب القصر وكان الضيق والضجر يخفي ملامحها بعد مافتحت لها إحدى الخادمات.
فايزة بضيقة مين هنا ؟
الخادمة: عزت بيه في مكتبه ورشدي بيه وعماد بيه وصافيناز هانم خرجوا بعد العشاء مافيش غير فريدة هانم وإبراهيم بيه وطه بيه.
فايزة: هبة ومنى وياسين فين ؟!ماجوش من برة لحد دلوقتي.
الخادمة: آه.
فايزة: طب روحي إنتي.
توجهت إلى البار وأمسكت إحدى زجاجات الخمر وأحد الكؤوس ووضعت الخمر بها ثم استدارت وجلست على المقعد تحتسي الكاس وتتذكر حديث نانا عن ما فعله سليم أمسكت هاتفها وقامت بعمل مكالمة ألوو مازن هو سليم كتب لماسة أملاكه حصل أمتى؟!

(بحدة) إزاي ماتقوليش يعني وثقتهم في الشهر العقاري طيب ماشي يا مازن لو فيه حاجة حصلت تاني كلمني على طول فاهم سلام أغلقت وهي تجز على أسنانها بضيق ..
دخل عليها عزت ونظر لها بتعجب قائلا.
عزت بتساؤل: فايزة جيتي إمتى؟
جلس على المقعد المجاور لها
وضعت فايزة خمر في الكاس قالت: من حوالي ٥ دقائق
عزت: شكلك منزعجة من شئ.
فايزة بتأييد: ده حقيقي.
عزت بتعجب عقد حاجبيه: خير.
فايزة وهى تهز رأسها بلا: مش خير خالص.
عزت بقلق: قلقتينى فيه إيه؟!
فايزة: بكره هانجتمع أنا وإنت والأولاد عشان نتكلم.
عزت: طب ماتفهميني دلوقتي.

فايزة بضيق: بكرة يا عزت بكرة أنا دلوقتي متعصبة مش عايزة أتكلم.
عزت: تمام.
مرر عينه عليها باستغراب فهو فهم إن هناك شيء كبير حدث.
❤️______🌹بقلمي_ليلةعادل🌹______ ❤️
_ في أحد المحلات الشهيرة العاشرة مساءً
_ نشاهد ماسة وهي ترتدي سلوبيت حمل وفوقه جاكيت وسليم بنطال وقميص وجاكيت فى أجواء شتوية باردة .. وهما يجلسان أمام بعضهما على مقاعد بلاستيكية قصيرة وتتوسطهم طاولة صغيرة وعليها العديد من سندوتشات الكبدة والسجق والمخلل والطحينة والسفن كانت تأكل ماسة بتلذذ وكان يشاهدها سليم بإبتسامة جذابة على طريقتها تلك وكان يتوقف بعض الحراس من بعيد .
ماسة: ما تاكل واحد.
سليم: شبعان.
مدت ماسة يدها سندوتش بتحايل: وحياتى قطمة واحدة.
سليم: طيب .. تناول قطعة.
ماسة: شكلك جيت هنا قبل كدة.

سليم: اممم مكي بيحب المكان هنا بيعشق الكبدة والسجق جابني كم مرة لما كنت باجي مصر.
ماسة: اممم هي فين الشاورما.
سليم: بعت حد يجيب خلصي بس إللي بتاكليه.
ماسة ضيقت عينيها بتأثر: هو إنت متضايق مني.
سليم عقد حاجبية متعجباً: ليه بتقولي كدة يا روحي.
ماسة بحساسية: يعني لإني باخرجك بالليل وباكل كتير وبتعبك معايا أوي.
تبسم سليم وهو يمسح على يدها بحب هز رأسه نفيا بنظرات عاشقة: لا يا روح قلبي مستحيل أتضايق، وليه أتضايق من الأساس؟! مافيش حاجة تخليني أتضايق، دة أنا مستمتع جداً وإنتي بتعملي كدة وباعيش معاكي الأوقات دي، وبعدين أنا مش تعبان، ولو تعبان إتعبينى براحتك، المهم عندي إنك مبسوطة ومرتاحة، ده أنا إللي نفسي أخفف عليكي التعب إللي حاسة بيه ومسببلك ألم، بس مش عارف أعملها إزاي.
تبسمت له ماسة بعشق: كفاية إللي بتعمله معايا من أول ما حملت.
سليم باعتراض: بس أنا معملتش حاجة.
ماسة بتعجب: كل ده ومعملتش.
سليم بتأكيد: أيوه طبعاً ماعملتش.

أثناء ذلك اقترب أحد الحراس ومعه كيس.
الحارس بإحترام: سليم بيه الشاورما.
أخذ سليم الكيس وقال: تمام متشكر روح جبلك أكل وكل هناك.
الحراس: شكراً يا بيه.
رحل الحارس وبدأ سليم بإخراج الساندوتش وتقديمه لها برقي.
سليم : اتفضلي يا قطعة السكر
ماسة بحب وإمتنان: تسلم إيدك يا كراميلتي .
بدأت في تتناول الساندوتش ثم تسألت بإستغراب:
إزاي بقى ماعملتش حاجة!! ده أنا كنت باصحيك من عز النوم عشان تجبلي أكل نفسي فيه، أو ننزل ناكل في عز الليل والبرد وبيبقى عندك شغل الصبح، ولما كنت بحس بشوية تعب بتعملي نعناع تفضل جنبي لحد ما أتحسن، وتحضرلي الفطار وتأكلني بإيدك، ولفك على الحاجات إللي بتوحم عليها الغريبة ومش موجودة، غير تقلباتي المزاجية هههه لا أنا تعبتك جامد حقيقي شكراً على كل لحظة حلوة.
سليم برفض قال بعقلانية وحب: أولا أوعي تشكريني يا ماسة إنتي ماتعبتنيش، ده طبيعي إني أعمل كدة لمراتي حبيبتي أم بنتي، مافيش أي مشكلة أو تعب لما أصحى من عز النوم وأجبلك الحاجة إللي نفسك فيها!! ما إنتي ياما عملتيلي، ولا أعملك حاجة تشربيها لما تحسي بمغص ده أنا أبقى قليل الأصل والأخلاق والرجولة لو ماعملتش كدة، والنوم مش هيطير يعني لو طار فداكي بعدين دي حاجة غصب عنك.

علقت ماسة بمزاح محبب وهي تبتسم برقة: بس في منهم كنت بدلع بصراحة.
تبسم سليم بلطف وأكمل على نفس ذات الوتيرة معلقاٌ: ما أنا عارف، عادي إيه المشكلة حتى لو دلع أدلعي براحتك هو إنتي بتدلعي على حد غريب!؟ أنا جوزك أعملي إللي يعجبك معايا أنا قابل وحبه منك…
والفطار والغدا إللي بتتكلمي عليهم!؟
مافيهاش حاجة لما أحضرلك الفطار والغدا وألبسك بإيدي وأتحمل تقلباتك المزاجية! ده أنا من يوم ماعرفتك وإنتي بتصحي قبلي وتحضري لي المشروب بتاعي والفطار، وطبعاً ، اتحملتي طبعي الصعب، زي ما بتعملي معايا لازم أعمل معاكي، إنتي دلوقتي تعبانة وشايلة جواكي طفل بيكبر وبسببه فقدتي حاجات كتير زي النوم بالطريقة إللي تريحك، إنك تاكلي وماترجعيش، تعرفي تاخدي نفسك مش تحسي إنه مكتوم …
يا حبيبتي وروح قلبي، ده أنا إللي لازم أشكرك على كل يوم، فيه إنك متحملة كل تعب ده، أنا مهما عملت صفر على الشمال من إللي إنتي تحملتيه يا ماسة.
ماسة بحب: أنا متحملة كل ده لأن نفسي يكون ليا طفل منك حتة منك ومني وأشوف الحب ده متجسد قصاد عيني.
سليم بحب وضع قبله على يدها قال: إن شاء الله تولدي وتقومي بالسلامة إنتي وحور، قوليلي بقى أكتر حاجة نفسك فيها ومتحمسلها.
ماسة وهي تتناول الطعام بشغف وحماس قالت: نفسي الشهرين الفاضلين يعدو بسرعة بقى، وأشوف حور وأشم ريحتها وأخدها في حضني، نفسي أوي أعرف شكلها هيبقى عامل ازاي واخدة منك إيه ومني إيه.. وأنت؟
سليم بشغف: وأنا كمان دي أكتر حاجة نفسي فيها أشوف ملامحها وأخدها في حضني وأشم نفسها.

ماسة بشغف: تفتكر هتبقى شبه مين فينا أكتر.
سليم بحيرة أخرج شفتيه السفلية للخارج: مش عارف بس نفسي تبقى شبهك.
ماسة: عارف ساعات بأتمنى تاخد لون عينيا بس ساعات بأرجع وأقول لا يارب تبقى زي لون عين سليم خضرا.
سليم وهو يعقد حاجبيه بإستغراب: مين ده إللي عينه خضرا.
ماسة وهي تتناول الساندوتش: إنت.
سليم: أنا عيني عسلي يا ماما.
ماسة برفض: لا خضرا، إنت بتهزر مش عارف لون عينك ههههه.
سليم بإندهاش: إنتي إللي مش عارفة لون عيني بعد كل ده !!
ماسة: والله خضرا.
سليم: عسلي.
ماسة بعند: خضرا.
سليم بتصميم: عسلي.
ماسة بضيق قلبت وجهها: طيب ماشي عسلي.

تبسم سليم: هههه خالص متقلبيش وشك هى عسلي مخضر باللغة العامية، شوية تحسيها خضرا وشوية عسلي إسمها شلهاء.
ماسة بإستنكار: بلا شلهاء بلا بتاع هي خضرا.
سليم بمزاح: هو أنا قولت غير كدة أمسك الساندوتش وأطعمه لها.
وقضيا وقتا ممتعاً مع بعضهما لبعض الوقت ثم توجها إلى فيلتهما.
_( اليوم التالي )
_مجموعة الراوي١١ص
_ مكتب عزت الراوي
_ نشاهد جميع عائلة الراوي يجلسون في المكتب
وهما يتحدثون ويبدو على ملامح وجوههم الغل وخاصة فايزة، بعد معرفتهم خبر تحويل سليم أملاكه الخاصة لماسة.
فايزة بتهكم وهي تنظر إلى عزت الذي يجلس خلف مكتبه بهدوء يستمع إلى ضجيجها وكرهها الشديد لماسة.
فايزة بإتهام: إنت وقفتني على إللي كنت بعمله زمان فيها عشان قال إيه!! ماسة مش طماعة وفي حالها ووقفت قصادي وهددتني أنا وصافي بخروجنا برة القصر، لو أستمرينا في إللي بنعملوا، ها إزاي الحال دلوقتي بعد إللي سليم عمله معها، دي طلعت بنت مش سهلة وخبيثه، فضلت تتمسكن لسليم هي وأهلها وخدوا منه بالقطارة شوية فيلا شوية بيت، عربيات لإخواتها ومطعم لبابها، ويشغل أخواتها في شركة السياحة ويكتبها بإسمها لحد ما ضربت ضربتها الأخيرة وأخدت كل حاجة بحجة حملها.

صافيناز بتأييد: ،صح يا بابي أنا مستحيل أنسى إن حضرتك كنت هتطردني علشان ماسة الخدامة وأهو كتبلها كل حاجة وأكيد السهنة دي إللي لعبت في دماغه، إحنا كنا خايفين على المجموعة وسليم منها بس حضرتك افتكرت إننا بس مش طايقنها عشان أصلها الواطي.
نظر لها عماد بمكر فهو يحاول أن يظهر أمام عزت الملاك لكي لا يفقد مكانته عنده: صافي موضوع وإنتهى والباشا كان صح في موقفه زمان وسليم مش عبيط عشان يتضحك عليه هو عمل كدة بمزاجه.
فايزة بحدة: عماد أسكت مش عايزة أسمع صوت حد أنا بس إللي هاتكلم وهتسمعوني.
_ على إتجاه أخر
نشاهد سليم يطرق باب مكتب فريدة، فتح الباب …مرر عينه ببحث فـلم يجد أحداً فدخل !!!.. أغلق الباب باستغراب وتحرك فى الممر تقابل مع إحدى الموظفات.
سليم بتساؤل: فريدة هانم فين؟
الموظفة: في مكتب عزت باشا.
هز سليم رأسه بنعم وتحرك حتى مكتب عزت ..
وقبل أن يطرق على الباب الذي كان مفتوحاً قليلاً لفت نظره تواجدهم جميعاً فى المكتب دون علمه !!!
فلا يوجد إجتماع أو سبب لذلك التجمع المريب فهم لا يتجمعون هكذا إلا إذا كان هناك شيء مهم !!

فـشعر أن هناك شيء يحدث دون علمه فـتوقف للإستماع متخفيا.
ياسين بعدم فهم: أنا مش فاهم إنتم بتتكلموا على إيه؟! في إيه يا ماما ؟
عزت بإستنكار: ولا حاجة والدتك مش عاجبها إن سليم كتب لماسة أملاكه إللي من حسابه الخاص بإسمها.
فريدة: أنا مش شايفة إن فيها مشكلة مايكتبلها إللي عايزه فلوسه وهو حر فيها.
عزت بضيق: إقنعي الست والدتك بده.
فريدة بهدوء: مامي عادي مراته وده حقها.
نظرت لها فايزة بتهكم ورفض: لا طبعاً مش حقها كسر حقها، الصعلوكة دي مالهاش أي حق عندنا سامعين، إزاى سليم يكتب للجربوعة دي حاجة هي وبنتها وتشاركنا في فلوسنا ويساويها بينا، الخدامة بنت الخدامين الأوباش.
نظر لها عزت بهدوء شديد قال: فايزة في إيه ؟ في إيه بجد ؟ مجمعة الولاد كلهم وعماد ومنى وإبراهيم عشان زعلانة ومتعصبة إن سليم كتب لمراته وبنته أملاك بإسمهم !!
مايكتب لهم إللي عايزه، فلوسه هو حر فيها ياكلها يحرقها يتبرع بيها للكلاب وإنتي مالك!! مراته وبنته وهو حر، بعدين بنته إللي بتتكلمي عليها دي بكل التقليل ده، دمها دم الراوي، بنت سليم من صلبه مش بنت ماسة، قوليلي أولادك إللي مجمعاهم دول بيحملوا إسم مين ؟؟ إسم عزت الراوي ولا أسم فايزة رستم !!! حاملين إسمي أنا مش اسمك، بنت سليم هتحمل إسمه وليها ورث، وليها إسم وعيلة كبيرة، وبالنسبة لماسة ! هي تبقى أم حفيدتي والملكة الجديدة وهتفضل تحت حمايتي، فاهمة ومش عايز رغي كتير في الموضوع ده كفاية.

فايزة بتعجب حاد: يعني مش هاتعمل حاجة بعدين كنت عارف وسبته يكمل.
عزت بنرفزة: أعمل ليه، هو حر، وآه كنت عارف قبل مايسجل العقود، المحامي قالي، وأنا إللي طلبت منه مايقولكيش علشان كنت متأكد إنك هتعملي كدة، بعدين هو المطلوب مني أعمل إيه؟ أروح أقول لسليم إنت إزاى تكتب فلوسك الخاصة ومشاريعك إللي عاملها من حسابك الخاص بإسم مراتك وبنتك !!!
فايزة: بس على الأقل تاخد موقف، وتفهمه إنك رافض وإن البنت دي بتضحك عليه وطمعانة فيه.
عزت بتعجب: هو سليم أهبل علشان يصدق.
فايزة: ياسيدي ريحني وبس.
عزت بإستهجان: خدي إنتي الموقف ده لو تقدري أو خلي حد من ولادك إللي مجمعاهم يروحوا يقولوا لسليم ليه عملت كدة لو يقدروا.
فايزة بحدة: إنت بتتحداني.
عزت بقوة وحدة قائلا بنبرة عالية: باأفوقك، وبقولك كفاية يا شيخة فوقي، فات اكتر من 5سنين، إيه ماتعبتيش..
أكمل بهدوء: فايزة اسمعيني طول ما ماسة بعيدة عن المجموعة والأسهم ومالهاش نسبة فيها، مش فارق معايا، لإن هو دة المهم بالنسبة ليا، إنما سليم حر فى فلوسه.
علقت فريدة باستغراب: سوري يعني إيه المشكلة لو كتبلها حاجة من الأسهم.
عزت بتفسير: لإني مابدخلش أغراب مابينا، بنته ماشي لإنها من دمنا، لكن بنسبة وأنا إللي هاحددها ..

هو إنتي شوفتي عماد والا منى ولا إبراهيم ليهم حاجة هنا !! هما مجرد موظفين بجرة قلم أرميهم برة المجموعة.
فريدة بضيق: أنا مش شايفة فيها حاجة طول ماحضرتك معاك النسبة الأكبر وصاحب الكلمة عموماً أعملوا إللي عايزينه بس أنا مش موافقة ومش معاكم في أي حاجة وإبراهيم كمان.
فايزة بتهكم: إنتي عايزاها كمان يكون ليها نسبة !!! الخدامة تكون ليها إسم في إمبراطورية الراوي إللي بناها ملوك.
صافيناز بستحقار: ده الناقص، يكون في علمكم لو ماسة اتكتب ليها حاجة عماد كمان يتكتبله
طه: ومنى كمان.
عزت بإستخفاف: والله ومالو وأنت يا ياسين إيه رأيك هبة كمان نكتبلها نسبة؟
ياسين بجمود: مادخلونيش في حوراتكم أنا ومراتي لو سمحتم وبعدين انتم بتتكلمه هنا عادي كدة مش خايفين سليم يسمعكم.
صافيناز: سليم عنده اجتماع برة المجموعة.
فايزة بشدة: محدش هايتكتبله حاجة فاهمين ولا ماسة ولا غيرها، أنا دلوقتي عايزة حل لإني متعصبة بأقولكم كتبلها كل حاجة مافضلش معاه مليم.
فريدة بضيق: مامي خلاص مافيش حل كتبلها ومستحيل يرجع في قراره انتي تايهة عنه بعدين أنا شايفة إللي عمله صح لإن سليم لو جرى له حاجة لا قدرالله حضرتك مش هتديها ورثها خالص.
فايزة بجبروت: ورث!! الخدامة دي يبقى ليها ورث !!! ورثها ده هيبقى في المطبخ والزريبة إللي طلعت منها.

جزت فريدة على أسنانها بضيق من تكبر وغرور والدتها وكرهها الشديد لماسة قالت:
من فضلك كفاية لإنك مش هتقتنعي وهتفضلي شيفاها الخدامة إللي ضحكت على عقل إبنك وبس
فايزة: ما هي دي الحقيقة مهما حصلت.
نظرت لها فريدة دون رد فقد طفح الكيل ولم تعد تتحمل أسلوب والدتها السخيف والمليئ بالتكبر
تحدثت منى معلقة وهي تنظر لعزت: المهم دلوقت حضرتك إزاي مش هتاخد موقف، أملاك سليم مش بسيطة دي تعيشها ملكة من بعده ومعلش إللي يكتب دلوقت حاجة زي دي بكرة يكتبلها الأسهم.
ياسين بتهكم: وإنتي مالك.
صافيناز: منى بتتكلم صح بكرة ممكن نلاقي ماسة قاعدة وسطنا على الترابيزة.
ياسين بتعجب: أيوة إنتم مالكم هو فيه إيه، مراته وبنته إيه المشكلة ولا إنتم هتعملوا كدة مع هبة.
صافيناز : هبة حاجة تانية ؟
ياسين برفض: لا واحد، ماسة مرات أخونا.
صافيناز: إنت مش بتتكلم ليه يا رشدي وانت يا طه.
رشدى بلا مبالاة: مش فارق معايا المهم ماحدش يجي جنب حاجاتي.

طه: انا مش عجبني كل اللي بتعمله ده
فايزة: يعني خلاص هتسمحوا إن الخدامة دى وبنتها يشاركونا.
عزت بشدة: خلاص قولت خلاص مش عايز مناقشة تاني مادام سليم بعيد عن المجموعة خلاص مفهوم.
فايزة: بكرة تندم.
كل هذا وسليم كان يستمع لحديثهم بغل وغضب وعينين استوحشت من حديثهم المليئ بالإحتقار والتقليل من زوجته وابنته ..
قلب عينه وهز رأسه بإيجاب يبدو أنه ينوي على فعل شيء ردا على حديث فايزة والجميع! ثم تحرك حتى مكتبه.
_ مكتب سليم
دخل سليم وهو يستشيط غضبا بجسد يهتز من شدة الغضب بعين غامت بالسواد وهو يجز على أسنانه بعين تقدح بالشرر وعروق عنقه نافرة ..
أخذ يتحرك بسرعة ذهاباً وإياباً فى مكتبه وهو يتذكر حديث عائلته عن زوجته و إبنته مسح على وجهه محاولا تهدئة نفسه لكي لا يفتك بهم بعد دقائق … طرق الباب دخلت السكرتيرة نور .
نور: سليم بيه أنا كلمت المحامي زى ماحضرتك أمرت، هيخلص المحكمة وهيكون عندك.
سليم هز رأسه بإيجاب وهو يقول: مش عايز أشوف حد فاهمة.
نور وهى تهز رأسها بجسدها: أمرك عن إذنك.

_ خرجت إلي الخارج
تحدث سليم قائلا ً بنبرة غاضبة بكبرياء وغرور ط: أنا هاوريكم مين هي ماسة سليم، وإلا ماكنش سليم.
_ مكتب صافيناز
_ نشاهد عماد وصافيناز يجلسان أمام بعضهما ويتحدثان .
عماد بمكر وعتاب: إنتي غلطتي لما فتحتي الموضوع القديم، وأيدتي الهانم، بعدين عادي مايكتبلها.
صافيناز بتعجب رفعت أحد حاجبيها: يا سلام.
عماد: اممم، المهم إنه بعيد عن الإمبراطورية.
صافيناز: دي أول خطوة.
هز عماد رأسه بدهاء: تؤ هو عمل كدة لإنه عارف إنه لو مات أو جرى له حاجة مش هتاخد جنيه، وهتاخدوا بنتها وترموها هى وأهلها وترجعوها للمطبخ، هو أمن مستقبلها ومستقبل بنته بالفلوس إللي بحر ماله، ومهما كانت ثروة سليم ولا حاجة جنب الإمبراطورية، بلاش تعادوه، سليم نابه أزرق وإنتي عارفة إللي عمله زمان، هو أخدها من قصيرها واستكفي باللي عمله. لو حد فيكم فكر بس يسأله ليه؟ مش بعيد يكتبلها كل حاجة أنا حافظ دماغ سليم، الهانم غلطانة لازم توقفيها.
صافيناز بغرور: الفلاحة القذرة دي ماينفعش تاخد جنيه فاهم.

نظر لها عماد دون رضا لقد يئس من غرورها وغبائها الذي سيهلكهم لو استمروا به.
((بعد وقت))
مكتب سليم
كان سليم يجلس على الأريكة، يضع قدماً على قدم ويتحدث في هاتفه بابتسامة جميلة وبنبرة ناعمة.
سليم بابتسامة جميلة: المهم إنك كويسة إنتي وحور ههههه. لا مش هاتأخر عليكي، متتعبيش نفسك يا روحي. ماشي؟ أي حاجة تعوزيها، أطلبيها من الشغالات.
طرق الباب، دخلت نور.
نور باحترام: سليم باشا، المحامي وصل.
رفع سليم عينيه نحوها، هز رأسه بنعم.
سليم: دخليه.
هزت نور رأسها باحترام وأشارت بيدها نحو المحامي للدخول، وهي تقول:
نور: تفضل.
أكمل سليم حديثه على الهاتف قائلاً:
سليم: حبيبي هاكلمك تاني تمام عشان جالي ضيف.. حاضر وإنتي كمان.. باي.

أغلق الخط ووضع الهاتف على الطاولة بجمود نبرها بها شك: نور سيبي الباب مفتوح وروحي خلصي الاوراق اللي انا طلبتها منك.
نور متعجبه: اسيب الباب مفتوح؟!
هو ينظر للمحامي: ايوه.
نور بتوتر: حاضر.
خرجت وهي تشعر بتوتر بان سليم يشك بها.
المحامي، وهو ينظر له باحترام: سليم بيه.
رفع سليم عينيه نحو المحامي قائلاً بجمود:
سليم: اقعد.
جلس المحامي على المقعد المجاور له، وقال باحترام:
المحامي: خير؟
سليم بعملية: عايزك تنقل 9٪ من نسبتي في المجموعة باسم ماسة مجاهد المسيري، و5٪ باسم بنتي حور سليم عزت محمد الراوي.
المحامي بتعجب: بس كده؟ مش هيبقى معاك غير 11٪ من أصل 25٪ اللي كانوا بيميزوا حضرتك عن باقي إخواتك.
سليم بإستنكار: أكيد مش مستنيك تقول لي المعلومة دي. نفذ وبس يا مازن.

المحامي بترقب: مش المفروض نقول للباشا الأول؟
سليم بشدة وبنظرة شرسة: لا، مش المفروض. إنت تنفذ وبس زي ما قلتلك، ومش عايز كلام كتير. وحضرلي عقد توكيل بالإدارة… يومين وكله يبقى جاهز.
ركز النظر داخل عينيه بقوة وبنبرة تهديد مبطنة، أكمل: ولو حد عرف، صدقني هاندمك. ده لو لحقت تندم أصلاً. مفهوم؟ أنا عديت المرة الأولى بس دي مش هعديها. سليم بيدي فرصة واحدة بس، بلاش ترجع سليم القديم.
المحامي بتبرير: التوكيل القديم أنا كنت بخلص شغل للباشا وهو عرف بالصدفة قبل ما حضرتك تقول لي ما تعرفش حد.
سليم بجمود: مش عايز مبررات يا مازن، أنا قلت سليم بيدي فرصة، وأنت أخدت فرصتك، ماشي؟
ابتلع المحامي ريقه بتوتر: يومين وكل العقود هتكون تحت أمرك، بس بنت حضرتك لازم يكون لها وصي لإنها قاصر، وأصلاً لسه ماجتش.
سليم: والدتها هتكون الوصية عليها أول ما تتولد. العقد يبقى ساري.
المحامي: حاجة تانية؟
سليم: لا.
نهض المحامي وقال:: طب عن إذنك.
سليم بتنبيه ممزوج بتهديد: مش هقولك تاني لو حرف اتعرف، متلومش غير لسانك اللي ماحفظش السر.
هز المحامي رأسه بنعم بخوف، وتحرك ليخرج من المكتب وأغلق الباب خلفه.

ابتسم سليم ابتسامة انتصار، ونهض وتحرك حتى طاولته التي عليها لعبة الشطرنج، وحرك أحد القطع بابتسامة غرور وثقة كبيرة، وجلس على المقعد الأمامي للمكتب.
سليم: هنشوف مين هيضحك في الآخر.
((بعد وقت))
مكتب نانا
نشاهد نانا تجلس على مكتبها بينما نور تجلس أمامها، ويبدو عليها القلق الشديد، ملامح وجهها توحي بالتوتر والقلق.
أما نانا، فكانت تلعب بشعرها بهدوء، ملامح وجهها لا تظهر أي قلق، بل على العكس، كانت تعبيراتها تشير إلى بعض اللامبالاة.
نانا بلا مبالاة: هو عشان بس قال لك افتحي الباب وروحي خلصي شغلك يبقى معناها إنه شك فيك؟ بطلّي هبل!
نور ومتوتر:بقول لك، أنا حاسة إنه شك فيَّا. نظراته كانت غريبة… مش مطمئنة وبعدين من امتى بيقول لي افتحي الباب.
نانا: يا بنتي، مازن هو اللي كان معرف عزت من قبلك أصلا، كان معرفه قبل ما يبدأ في التوكيل.
نور: طب مش خايفه من عزت باشا، بعد ما يعرف إنك أنتِ اللي سربتي الخبر لفايزة؟
نانا بهدوء وابتسامة خفيفة، لكن عيونها تحمل بعض البرود: عزت مش عارف اني انا اللي قلت لفايزة، فايزة. مش غبية عشان تقول له، وأنا عملت نفسي ما أعرفش. هو أصلاً ما سألنيش.

نور بحذر شديد وبصوت يملؤه القلق: أنا خايفة يا نانا… خايفة تكوني دخلتينا في حاجة أكبر مننا.
نانا، كأنها تملك كل شيء تحت السيطرة: ما تخافيش: اهدي. كله تحت السيطرة.
نور بحسم: انا مش لعبه تاني انا بره النهاردة
نظرت لها نور وهي تمرر عينيها عليها من أعلي لاسفل بصمت.
مكتب سليم
نشاهد نور تتوقف امام مكتب سليم، اما سليم يقف أمام المكتبه، وهو مستندا بالظهر، وكان ينظر إليها بتركيز شديد بعينين غامت بسواد التلك النظر التى تميز شخصية سليم.
سليم، ذو طابع صارم وعينين تخفيان شيئًا غامضًا، قال بلهجة حادة:
بصي يا نور، إنتي بقالك أكتر من سبع سنين شغالة معايا، بنت شاطرة وممتازه، بس الشاطرين كتير و الممتازين اكتر، أنا هحاول ما أصدقش الفكرة اللي جات لي في دماغي، إنك ممكن تكوني سمعتي …
كادت بتتكلم.رفع إصبعه في وجهها بنظرات غاضبة، ثم أكمل بتهديد مبطن:
الكلام، وإنه فعلاً مازن هو اللي حكى للباشا، بس صدقيني لو عرفت إنك بتخوني سليم، مش عارف ممكن أعمل فيكي إيه، تحرك واقترب منها توقف خلفها بنظرات أكثر رعبا كانت تحرك طرف عينيها معه اضاف سليم:

مازن أديته فرصة، لأنه كان دايمًا بيقول لي الباشا، كل حاجة، مش واخد أن في حاجات ممكن تحصل من ورا، بتأكيد مش مبرر، لكن ممكن تدي له فرصة. لكن إنتِ ما ليكيش فرصة. لو اتأكدت إن اللي بيحصل هنا خرج بره، هخلي خيالك هو اللي يوصل لحجم العقاب. لكن ما أعتقدش إنك هتوصلي. أكتر حاجة بكرهها في حياتي هي الخيانة يا نور.
نور بترجي: أنا ما عملتش حاجة والله يا سليم بيه.
سليم بعينين حادتين: مش عايزك تحلفي، ولا حتى مستني ردك. أنا بعرفك مصير واللي بيخون.
نور بصوت مرتجف: تفضلي.
سليم: أنا همشي ومش راجع تاني.
هزت رأسها بخوف، ثم خرج سليم وتركها في الغرفة. ضغطت على قلبها، أخذت نفسًا عميقًا وقالت: يا نهار أسود! الشك فيا مستحيل. اقولك حاجة تاني يا نانا مستحيل.
💞_________________بقلمي_ليلةعادل◉⁠‿⁠◉
فيلا سليم وماسة، الخامسة مساءً.
غرفة TV
نرى ماسة تجلس على الأريكة وترتدي كاش مايو حملات قصير باللون الأحمر. كانت تترك شعرها منسدلاً خلف ظهرها وتشاهد التلفاز على أحد الأفلام القديمة.

بعد دقائق، دخل عليها سليم الغرفة بابتسامة مشرقة وهو ممسكاً بيده قالب من الشوكولاتة وأوراق.
سليم بنبرة عاشقة: قطعة السكر.
التفتت ماسة برأسها نحوه بابتسامة جميلة: كراملتي.
اقترب منها سليم وجلس بجانبها وقبلها من يدها بحب وعينيه مسلطة عليها.
سليم: عشقي عاملة إيه؟
ماسة: الحمد لله.
وضع سليم يده على بطنها ثم قبلها منها: حور الحلوة حبيبة قلب وروح بابا عاملة إيه؟
ماسة بمزاح: تعباني من آخر مرة كلمتني فيها، وهي شغالة ضرب في ظهري، ولا كأني مرات أبوها.
زم سليم شفتيه بتذمر ومازال يضع يده على بطنها وتحدث بلطف: حور الشقية أم دماغ متكلفة، بطلي تزعلي ماما علشان أنا ما زعلش منك ها…
مسح يده عليها نظر لماسة بحب: معلش يا روحي، إتحملي شوية. بعد ما ناكل هعملك أحلى مساج عشان الست حور تهدى شوية.
ماسة بحب: ماشي يا روحي.
مد سليم يده بقالب شوكولاتة: اتفضلي.
أخذته ماسة: ميرسي. ثم قبلته من خده.

أعطاها سليم الأوراق: خدي دول.
أخذتهم ماسة وهي تقلب بهم بإستغراب: إيه دول؟
سليم: باقي الأوراق اللي محتاجة تتمضي.
ماسة برفض: سليم، قولتلك مش عايزة حاجة. أنا معترضة، واللي مخليني ساكتة إني مش قادرة أناهد معاك والله. بس مجرد ما أولد هانقلك كل حاجة.
سليم وهو يربت على قدمها بحنان: ماسة، مش عايز أسمع الكلام ده تاني. ده حقك إنتي وحور، فاهمة؟ كل ما أملك ملكك إنتي. أنا مستأمنك على قلبي واسمي، مش ها أستأمنك على شوية فلوس. يلا أمضي، ماتتعبنيش.
ماسة بيأس: طيب.
فتحت الأوراق لكي تمضي لكنها انتبهت إنه نقل حصة من نسبته من المجموعة. اتسعت عينيها وقالت
ماسة بإندهاش: إيه ده؟ نسبة من الشركة؟
سليم بتوضيح: إسمها مجموعة، لأنها مجموعة شركات مختلفة الإنتاج.
ماسة: بس إنت قولتلي أنا باكتبلك اللي بأملكه بعيد عنهم.
سليم: ما دي النسبة بتاعتي. أنا ليا 25 قسمتهم إنتي 9 ٪ وحور 5٪ وأنا 11٪ وهاتعمليلي توكيل بالإدارة لو سمحتي.
ماسة بتعجب: إنت بتهزر طبعاً؟ إنت بتستأذني في ملكك؟

سليم: ده حقك، يمكن عايزة حد تاني يباشر نسبتك.
ماسة: أنا مش عايزة نسبة ولا عايزة حاجة والله العظيم.
سليم أمسك يدها بانضمام: ماسة، الله يخليكي بلاش مناهدة، حاضر وبس.
ماسة تنهدت بيأس: حاضر، أنا كمان مش قادرة. بس الموضوع ده لازم نتكلم فيه لما أبقى كويسة.
سليم تبسم: حاضر، أمضي بس.
وبالفعل، مضت ماسة على الأوراق التي كانت بمثابة حكم الموت لها، رغم الشعور بالضغط الذي كان يعتصر قلبها. كانت تلك الغلطة الكبيرة التي ارتكبها سليم بتحويله تلك النسبة إليها، وهو ما دفع كبرياءه الأعمى إلى جعله يرتكب خطأً كبيراً دون أن يدرك عواقبه أو نتائجه. كان كل شيء يبدو وكأنها دفعت ثمنًا باهظًا لمجرد محاولة استعادة حقها من عائلته بعد إهانتهم لها، والذنب كان يلاحقها كلما تذكرت تلك اللحظة.
انتهت ماسة من التوقيع، رفعت رأسها نحوه قائلة: أهو ارتحت؟
سليم وهو يأخذ الأوراق: ارتحت جداً.
ماسة بحماس: هو أنا كده ممكن آجي معاك الشغل؟
سليم: عايزة تيجي معايا المجموعة؟
ماسة بفضول: اممم، صراحة نفسي أروح معاك وأشوف المكان اللي بياخدك مني.

سليم تبسم بلطف: بس كده؟ حاضر، أبقي كويسة بس ونروح وتحضري معايا اجتماع كمان.
ماسة بمرح: بس ابقى غششني أقول إيه.
سليم: من عنيا يا روح قلبي. أنا هاروح القصر عشان بابا كان عايزني.
ماسة: أيه ده؟ هاتسيبني تاني؟
سليم: ساعة بس، الباشا كلمني.
ماسة بتساؤل: خير، فيه حاجة؟
سليم: أكيد شغل، أصله ماجاش النهاردة.
ماسة بتحايل طفولي: طب متتأخرش عليا، أنا بزهق وأنا لوحدي.
سليم: مش هتأخر.
نهض وقبلها من رأسها وخرج خارج الغرفة، وجلست ماسة تكمل مشاهدة الفيلم وهي تتناول الشوكولاتة.
💞______________بقلمي_ليلةعادل ⁦。⁠◕⁠‿⁠◕⁠。⁩
قصر الراوي، السابعة إلا بضع دقائق قليلة.
فهو موعد العشاء، والوقت الوحيد الذي يتجمع فيه جميع أفراد العائلة. كان البعض منهم يجلس في الهول استعدادًا لتناول العشاء. كان عزت على الأريكة وبجواره فايزة، بينما كان طه ومنى يهبطان من الدرج، وصافيناز تقترب من فايزة.

فايزة رفعت عينيها قائلة: صافي، أكلتي مريم؟
صافيناز: آه يا مامي، سبت البيبي سيتر معاها.
عماد: هتفضل صاحية طول الليل كده؟
صافيناز: والله تعبت، وإنت عايزنا نجيب بيبي تاني؟ مش هايحصل.
فريدة: أمال إنتوا فاكرين الموضوع بسيط؟ بعدين إنتوا عدّيتم مرحلة أصعب من كده. فات أكتر من سنتين، جيبين توم بس.
صافيناز: هافكر.
فريدة: وانتي يا هبة، لازم بقى تجيبي بيبي.
هبة: روحت للدكتور وان شاء الله قريب.
عزت، وهو ينظر من حوله: كويس، كلنا مجتمعين. كان نفسي سليم يبقى معانا.
فايزة بختناق: سليم من وقت ما اتجوز الخدامة بتاعته وهو نسي إنه له عيلة. بقت هي كل عيلته وحياته.
رشدي: اللي يشوفك كده يقول غيرانة عليه منها.
عزت بتأكيد: هي فعلاً غيرانة.
فايزة رفعت حاجبها بتعجب: أنا فايزة أغير من الخدامة دي؟!

عزت بتوضيح: غيرانة لأنها أخدت سليم ليها وبقت رقم واحد في حياته. وكل محاولاتك عشان يطلقها فشلت… يلا، شوفي كده عفاف خلصت.
وأثناء ذلك، دخل سليم من باب القصر وعلى شفتيه ابتسامة غريبة، حتى دخل للداخل.
عزت رفع عينه له بابتسامة: سليم! إيه المفاجأة دي؟ لسه كنت بقول اللمة دي ناقصها سليم.
ياسين بمودة: إبن الحلال على ذكره بيبان.
سليم: يارب تكون مفاجأة حلوة بس.
فريدة اقتربت منه وقبلته: أكيد حلوة. عامل إيه؟
سليم باقتضاب: الحمد لله تمام…
وهو يمرر عينيه على الجميع قال…
سليم: كويس إن الكل موجود. وفرتوا عليَّ حق المكالمات. بصراحة، فيه جزء يستاهل إني أضيع عليه حق المكالمة وفيه جزء ما يستاهلش.
صافيناز بتعجب وهي تعقد حاجبيها: تقصد إيه؟
سليم رفع عينيه نحوها وقال ببروده المعتاد بإستخفاف مبطن: ولا حاجة. عاملة إيه يا أختي؟
صافيناز بسخرية: كويسة يا أخويا.
سليم بسخرية: كلمة “أخويا” دي طالعة من بوقك سكر.

كان ينظر له عماد بتركيز شديد على ملامحه، فهو يعرف هذا الوجه جيدًا وفهم أن سليم يدبر أمرًا لهم.
هذا هو الوجه القديم لسليم الذي طلمت حاول الابتعاد عنه لكن يبد و أنه عاد اليه
عزت: طب يلا خلينا نقعد على السفرة.
سليم: لا معلش، في خبر محتاج أقوله الأول.
نظر له الجميع باستغراب، أكمل بسخرية مبطنة…
سليم مستخف: عشان تاكلوا بنفس راضية، أصل الخبر ده هيفتح نفسكم على الأكل أوي. يا ريت بس تقعدوا كده عشان تركزوا معايا بدل ما أنتم واقفين.
فايزة بإستهجان رفعت عينيها نحوه: إنت ما بتجمعناش التجميعة دي إلا لما يكون فيه خبر هيجلطنا.
سليم بنوع من الإستخفاف: ماتقوليش كده. صحتك بالدنيا يا فايزة هانم.
ياسين: ماتقول طيب يا بني الخبر. وفين ماسة؟ ما جبتهاش معاك ليه؟
سليم بجبروت: مرة تانية ها، جاهزين؟ الخبر هو إني كتبت لمراتي وبنتي 15% من نسبتي في المجموعة.
اتسعت عيون الجميع بصدمة وضيق، ما عدا ياسين وفريدة اللذين ابتسما فرحًا.
نهضت فايزة بتهكم ونبرة عالية: إيه إللي إنت بتقوله ده؟
سليم ببرود شديد نظر لها: إللي إنتِ سمعتيه.

توقف عزت بشدة صاح به وقال: إنت إزاي تاخد قرار زي ده من غير ما ترجع لي؟
صافيناز بغل: إنت أكيد اتجننت بقى الجربوعة دي…
قاطعها سليم ووجه نظراته لها بشراسة وبعين غامت بالسواد المتوحش قائلًا بنبرة رجولية بتهديد: كلمة كمان هادفنك مكانك، فاهمة؟
بنصف إبتسامة تعجب أكمل: وبعدين هي الجربوعة دي مش كانت صاحبتك لفترة ما؟ أنا كنت متأكد إن حبك اللي ظهر لها فجأة ده كان لأغراض معينة، ولما ما عرفتيش توصلي ليها، ظهرتِ على حقيقتك. لعبتك كانت مكشوفة أوي، وأنا سيبتك تلعبيها بمزاجي.
نظرت له صافيناز بإرتباك، فهي لابد أن تتصنع عدم الفهم لكي لا ينكشف أمرها.
صافيناز بثبات مصطنع: لعبة إيه؟ أنا كنت بحاول بس ما عرفتش أعمل إيه.
نظر لها سليم وتبسم، فهو على يقين أنها تكذب.
عزت بحدة: المفروض كنت تيجي تقولي وتاخد رأيي.
سليم ببرود نظر له بغرور: آخذ رأيك ليه؟ أنا حر أعمل إللي أنا عايزه. نسبتي وأنا حر فيها، أكلها أحرقها اتبرع بيها للكلاب براحتي ولا إيه؟
نظر له عزت لثواني وفهم أن سليم سمعهم عندما كانوا يتحدثون عنه ورفضهم بيعه لأملاكه لماسة وهو قال نفس الجملة التي قالها عزت.. وكانت هذه ردة فعل على ما سمعه، فاختار الصمت الآن.
رشدي بشدة: ما تبطل استفزاز، ماسة مين دي اللي تشاركنا في المجموعة؟

نظر له سليم ببرود مستخف: متهور يا رشدي طول عمرك، متهور أوي. بس أنا مش هزعل منك. واضح إن الأدرينالين عندك عالي فجأة، فخلاك تعمل إللي إنت بتعمله ده. بس تصدق، حلو التغيير ده، استمر.
فايزة بحدة تيشر باصباعها: اسمع، التوكيل إللي عملته لها ده مالوش أي لازمة لأنه مش هيتم.
وجه سليم نظراته لها بنصف ابتسامة ترتسم على شفتيه: عارفة يا فافي لو قالولي ورثت من مامي إيه؟ ها أقولهم: الغرور والأنا والجبروت. بس مع فرق إني راجل وإني متطور أكتر منك…
حك في أذنه وأخرج أنفاسه بزهق، أكمل وهو يمرر عينيه على الجميع بنبرة حاسمة تعكس مدى قوة شخصيته وكبرياءه…
سليم: عموماً أنا مش عايز رغي كتير، أنا حبيت بس أقول لكم على المعلومة قبل ما توصل لكم بعد كم دقيقة.
كادت فايزة أن تنطق، فركز النظر داخل عينيها بقوة أكبر وأشار بإصبعه.
سليم: وكلمة كمان، هاجيب لكم الفلاحة بنت الخدامين تقعد على ترابيزة الاتفاق وتؤمر وتنهي وهي حاطة رجل على رجل، وتقول المشروع ده لا، والمشروع ده آه. واللي يقدر وقتها يرفع صوته، يبقى يوريني نفسه.
فريدة: سليم مس كدة.
سليم فريدة بعد أذنك متدخليش إنتي وطه بعيد عن موضوع ده.
نظر له رشدي بإستغراب قائلاً بإستفزاز: إزاي بقى هتجبها على ترابيزه؟

سليم ببرود مستفز: أنتم ناسيين إني واخد من الباشا توكيل عام بالإدارة. فهي هتبقى مكاني بقى مراتي حبيبتي.
فايزة: هانسحب التوكيل منك.
أطلق سليم ضحكته المميزة معلقًا بإستخفاف يظهر قوة شخصيته وثقته بنفسه وأنهم لا يستطيعون فعلها، وحتى إذا استطاعوا، لن تفرق معه. فهم من يحتاجونه وليس هو:
سليم: ياريت تعملوها لو تقدروا. عادي، أنتم عملتوها قبل كده. ووقتها مشيت ولا فرق لي. برضه وأنتم اللي جيتوا بوستو الأيادي عشان أرجع قبل ما المعبد يتهد على إللي فيه. بس صدقيني يا هانم، المرة دي، لو مشيت، مش راجع. لو انطبقت السما على الأرض. وطبعًا أكيد كل ما هتعمليوا مشروع، وقتها هانافسكم. وأكيد أنا إللي هاربح الحرب دي، ووقتها مش بس المعبد هينهد، تو .. ده هيتمحي بس ممكن أبقى أشوف لكم عندي شغلانة لو ماسة وافقت.
رشدي بإنفعال: إنت بتهددنا؟
رفع سليم عينه نحوه، قال بحسم وجبروت: أه.
صافيناز بإنفعال: إيه البجاحة دي؟
سليم بتهديد وجه نظرته له: أنا أتحملتك مرة، ودي الثانية، الثالثة مش عارف أنا ممكن أعمل إيه، بس أكيد مش هقص شعرك… اهدي هااا.
نظر له صافيناز بقلق وابتلعت ريقها وسكت، فهو فهم ما يرمي إليه سليم جيدًا.
طه توقف امام سليم يحاول يهدئ الموقف: يا جماعه اهدوى مش كدة يا وسليم خلينا نتناقش بعقل.

سليم: مالكش دعوه انت يا طه.
حاول عزت تهدئة الموقف قبل أن تشتعل الحرب بينهم، فهو سيكون الخاسر إذا اشتعلت تلك الحرب. فهم من يحتاجون لسليم وليس هو! وهذا الوتر الذي اشتغل عليه سليم واستغله لمصلحته جيدًا ليأخذ حق زوجته.
عزت بعقلانية: خلاص يا سليم، خلاص. المهم تعمل ليك توكيل حق الإدارة، لأن ماسة ما تعرفش حاجة ولا بتفهم في شغلنا.
سليم ببرود بابتسامة: إن شاء الله، بس ده لفترة مؤقتة لحد لما ماسة تقوم بالسلامة هي والبيبي، وبعدين نفهمها أصول الشغل وتقعد على الكرسي زيها زي منى وعماد وإبراهيم. هي مش أقل منهم، بالعكس هي مرات سليم، ومرات سليم في نفس مقامه، ويمكن أكتر كمان. أتمنالكم عشا سعيد. أنا هروح عشان أتعشى مع مراتي أم بنتي حبيبتي، ويمكن نكمل باقي اليوم عند حماتي ماما سعدية وبابا مجاهد الفلاحين اللي بتشرف بيهم، وناسبوا عائلة الراوي، بجد شابو ليهم جول هيفضل تاريخي .. أشار بإيده باي باي.
خرج سليم إلى الخارج وتركهم يشتعلون غضباً، ونيران الغل والحقد تحرقهم.
استدارت فايزة إلى عزت، وصاحت بغضب وتشنج: عزت، اعمل حاجة!
اقترب منها عزت حتى توقف أمامها مباشرة، وصرخ في وجهها بعينيه الواسعتين، بنبرة رجولية جهورية، صاح بها حتى برزت عروق رقبته واحمر وجهه الأبيض:”اسكتي بقى!
انتفض الجميع على تلك الصرخة، وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض بقلق وتوتر.

اتسعت عينا فايزة بتعجب: إنت بتزعق لي؟”
عزت بانفعال: آه، بزعقلك يا فايزة لأنني زهقت. إنتي السبب في كل اللي بنمر بيه. غرورك وعنطظتك الفارغة السبب. القصر العالي اللي عايشة فيه السبب. اتجوز خلاص، ولو السما انطبقت على الأرض مش هيسيبها. وكل ما تضغطي عليه أكتر هتطلعي منه الشيطان اللي مخبيه. سمعني؟ يا هانم، وقف قصادنا وقال: أنا سمعت كلامكم عن مراتي، وأهلها، واللي عملته معاكم مجرد قرصة ودن. المرة الجاية أنا اللي هوقع المجموعة مش حد تاني، ارتحتي؟
صافيناز بحدة وانفعال على عزت: إنت السبب، سكوتك السبب. بقى الباشا يخاف من حتة عيل زي سليم؟
استدار لها عزت ونظر لها بقوة، وفجأة صفعها على وجهها بقوة وهو يقول:
مش عايز أسمع حسك، فاهمة؟ إنتي وأمك السبب في كل المصايب دي. ومش هتهدوا إلا بمصيبة.
نظر له الجميع باتساع أعينهم بخوف، فهم لأول مرة يشاهدون عزت هكذا.
فايزة بحدة: إنت اتجننت؟
صافيناز بدموع وغل: إنت بتضربني يا بابا عشان ماسة وسليم؟
عزت بحسرة: بأضربك يا غبية عشان أفوقك. مش ماسة السبب في المشاكل، أنتم السبب. غروركم، وحقدكم، وكرهكم هو السبب. حبي سليم يا صافيناز، عشان طول ما أنتي بتكرهيه، هتكون نهايتك مأساة.
عماد بضيق: عمي…؟

عزت بشدة وعصبية رفع إصبعه نحوه: إنت تخرس، وكلكم تخرسوا. أنا سايبكم تتكلموا من زمان، إنما دلوقتي أنا بس اللي هتكلم. وإللي مش عاجبه باب القصر يفوت جمل. قولتها من كام سنه يا فايزة وبقولها تاني، ما عنديش استعداد أخسر سليم. أنا هكلم سليم وهصلح كل حاجة معاه، وهقوله مبروك على ماسة نسبتها. وأول ما بنته تتولد هتاخد نسبتها، ومش عايز حرف.
نظر لهم بإختناق وضيق، وتركهم وصعد الدرج.
نظرت لهم أيضاً فريدة وياسين وهما يزمّان شفتيهما ويهزان رأسيهما باعتراض ورفض وضيق مما يفعلونه، وصعدا الدرج حيث غرفهما، وكلاهما مع زوجته.
حين وجدت فايزة أنهم بمفردهم، نظرت لهم وقالت بحقد وكره شديد:
إحنا لازم نتعاون ونلاقي حل. عزت اتجنن، كل همه وخوفه على المجموعة وإن سليم ممكن يسيبنا. لكن منظرنا قدام الناس وإن البت دي عمالة تكره سليم فينا مش همه. إحنا لازم نلاقي حل.
طه: ماما انتي مكبر موضوع بزياده.
فايزة بحده: انت ملكش دعوه.
طه باعتراض: لا ليا، في ايه لكل ده؟! انتم السبب كفاية كره وحقد ومشاكل.
منى متعجبه: يعني ايه يا طه عايز الجربوعه ماسة يبقى ليها اسهم
طه بعقلانية: لا بس مش كدة متتحلش بطريقه دي.

صافيناز بدموع: مامي، لازم تجيبيلي حقي. أنا لأول مرة أتضرب، وعشان مين؟ ماسة!!
نظر لها عماد بطرف عينه بضيق على زوجته التي انضربت ولم يستطع فعل شيء. فهم جميعاً ضعفاء أمام الباشا.
رشدي بكراهية شديدة: أنا عندي حل، بس يارب يعجبكم.
فايزة: قول بسرعة.
في أحد الكافيهات على النيل، الساعة 9مساءً،
في أجواء شتوية باردة وجميلة، نشاهد سليم ومكي يجلسان على إحدى الطاولات أمام بعضهما البعض، يتحدثان ويدخنان السجائر ويحتسيان القهوة.
مكي بنصح: بس إنت غلطت لما عملت اللي إنت عملته ده! ماتخليش عصبيتك تخليك تقع في أخطاء زي دي. لو كنت أخذت رأيي، كنت هقولك بلاش.
سليم باستغراب ونبرة حادة قليلاً: كنت عايزني أعمل إيه؟ أسكت بعد ما سمعت كلامهم عن مراتي وبنتي وأهلها؟ مش كفاية إني ساكت وأنا شايف الرفض جوه عينيهم؟ عايزني أعدي كلامهم عنهم بالطريقة دي؟
مكي بعقلانية وهدوء: كان ممكن ترد بأي طريقة تانية غير الطريقة دي.
سليم: دي الطريقة الوحيدة اللي تنفع معاهم. أكتر حاجة بتعصبهم وبتخليهم يتجننوا إن حد يقرب من المجموعة.
مكي: وعشان كده أنا بقولك إنت اتسرعت واتهورت. كبريائك عماك. مع إنك لو فكرت شوية كنت هتاخد أي رد فعل غير ده.
سليم بتعجب: هو إنت خايف من إيه؟ إنهم يعني يضايقوها؟” (بجبروت وثقة) “أنا مش هخليها تروح أصلاً للمجموعة، ولو راحت هتبقى مرة، مرتين عشان هي نفسها تروح تشوف الدنيا عاملة إزاي، يعني فسحة. ماحدش يقدر يعملها حاجة يا مكي لإنهم عارفين لو فكروا يضايقوها المرة دي، أنا هامشي من المجموعة ومش هرجع تاني مهما حصل. ماتقلقش، أنا مسيطر على كل حاجة.

مكي: تحب تزود عدد الحراسة؟
تبسم سليم متعجباً: مش للدرجة دي.
مكي: ماشي. ها، أخبار السهر بالليل إيه؟
سليم تبسم: خف شوية…
ركز النظر له ولمعت عينه بشغف: عارف، كل ما باشوف بطنها بتكبر قصادي، والأيام بتمر وبنقرب من ميعاد الولادة، بفرح أوي. مشاعر كده عمالة تكبر جوايا، مش فاهمها، بس حلوة.
مكي: أنا فاهمك كويس، ولما تشوفها قصاد عينك وتلمسها بإيدك، الإحساس والمشاعر دي هتتضاعف.
سليم: عقبالك.
تبسم مكي بصمت.
قصر الراوي
غرفة منى وطه العاشرة مساءً
نرى منى تتوقف امام طه في منتصف الغرفة يبدو على ملامح وجهها الانزعاج.
منى بضيق: هتعمل إيه يا طه؟ هتقبل؟! وبعدين تفضل ساكت وتتفرج؟ خذ رد فعل واحد! هتفضل لحد إمتى بالسلبيه دي؟”

طه بهدوء: كنت عايزاني أعمل إيه يعني؟ كتب لها إيه المشكلة؟ العند مع سليم غلط.
منى: خلاص، ما دام انت شايف مفيش مشكلة، أنا كمان أديني نسبة.
مد طه وجهه متعجباً: إنتي يبقى ليكي نسبة (ضحك؟) عارفه اللي حصل تحت؟ صفر على الشمال من اللي ممكن يحصل لك، لو حتى اتكتب لك 1%؟ أوعي تكوني فاكره ماسة مكروهة زيك؟!، ماسة مرفوضة، ودي فرق كبير.
منى: آه، عشان كده فكروا في الفكرة اللي قالوها تحت.
طه: هما عندهم استعداد يدوس على اي حاجة عشان الثوره مترحش منهم.. تنهد.بخصوص الفكرة دي،
اقتربي منها نظر داخل عينيها وقال: لو عرفت إن في حاجة حصلت من ورايا، هتزعلي مني يا منى؟
منى: أنا مالي.
طه: انا بقول لك بس عشان في الحاجات دي تبقوا أصحاب قوي.
منى: ما فايزة رفضت بس رشدي ده طلع قلبه اسود متخيلتش ان فكرة زي دي تجيلوا
طه: رشدي ده بالاخص خافي منه أنا بحذرك.
فيلا سليم وماسة الحادية عشرة مساء
غرفة النوم

نرى ماسة تجلس على الفوتيه، تحتسي كوبًا من الشوكولاتة الساخنة، عيناها تتابع التلفاز، ترتدي ثوبًا منزليًا أنيقًا وشالاً خفيفًا يُغطي كتفيها، يُفتح الباب فجأة، فيدخل سليم. وجهه يحمل أثقال يوم طويل، وعيناه تعكسان اضطرابًا داخليًا. ترفع ماسة نظرها إليه، وبمجرد أن تلتقي عيناها بعينيه، ترتسم على وجهها ابتسامة مشرقة، تُبدد ما يعلوه من كآبة.
ماسة تمد يدها له بابتسامة دافئة: حياتي…
سليم يقترب منها بخطوات هادئة، ينحني ويضع قبلة طويلة على أعلى رأسها، وكأنه يسكب حبّه واطمئنانه عليها.
سليم: عشقي…
مد يده بحنان، يلامس بطنها بتأمل عميق، ثم يطبع قبلة دافئة عليها، وكأنها مركز عالمه. يجلس بجانبها، يأخذ نفسًا عميقًا ويستجمع نفسه.
ماسة ركزت في ملامحه: شكلك متضايق…
يهز سليم رأسه بسرعة، محاولاً إخفاء ما بداخله: لا… خالص.
ماسة تبتسم بخفة، تميل برأسها قليلاً: ما بتعرفش تكذب عليا.
سليم بتنهيدة طويلة: مش متضايق… منزعج بس. يعني… مش عارف لحد إمتى الموضوع ده هيستمر. زهقت، عايز أرتاح شوية.
يتردد للحظة، ثم يكمل وكأنه يحدث نفسه أكثر منها: أنا يمكن اتسرّعت… زي ما مكي قال لي. أو يمكن… يمكن يكون ده الصح. مش عارف، يمكن ده نوع من أنواع الانتقام. بس… يمكن أكون بنتقم من نفسي، وأنا مش واخد بالي.

ماسة تقترب منه أكثر، تمسح على خده برفق، تنظر إليه بحنان تحاول تهدئته.
ماسة بابتسامة هادئة: اية الكلام الكبير ده… أنا مش فاهمة منه حاجة. بس حاسة إنك بتتكلم عن النسبة اللي ادتها لي.
تتوقف قليلاً، ثم تكمل: أكيد أهلك زعلوا وضايقوك في الكلام وحصلت مشكلة كبيره وطلعت وش سليم القديم… صح؟
سليم ينظر إليها باستغراب، وكأنها قرأت ما يدور في عقله.
ماسة تبتسم بهدوء: ما تبصليش كده… أنا عارفة هم طبيعي. قلت لك من الأول… هيفتكروني ضحكت عليك وطمّعت فيك.
سليم بصوت حاسم، يقترب منها أكثر: يفتكروا زي ما يفتكروا، يا ماسة. المهم أنا عارفك… واللي عملته ده هو الصح.
يتوقف لحظة، ينظر إليها بعينين مليئتين بالإصرار: أنا عملت كده عشان ما يعدوش حدودهم تاني. خلاص بقى، فات كتير، واتحملت أكتر من اللازم. ومستحيل أسمح لأي حد يقول عليك كلمة ما تعجبنيش. واللي أنا عملته… ده رد صغير على كلامهم. ولو فكروا يتطاولوا تاني، هيشوفوا مني سليم ما شافوهش قبل كده.
ماسة بتفهم وحذر: طب… ما دام شايف اللي عملته هو الصح، وده رد بسيط، ليه متضايق؟
سليم يغمض عينيه قليلًا، ثم يفتحها بصوت مثقل: عشان زهقت… زهقت من المشاكل.
يحاول كسر حدة الحديث بابتسامة خفيفة.
سليم بابتسامة: بقول لك إيه غيري الموضوع ده.. بنوتي الحلوة عاملة إيه؟

ماسة تبتسم وتميل بجسدها للأمام وكأنها تتحدث نيابة عن الطفلة: بنوتك الحلوة كويسة… وبتقول لك يا بابا ما تزعلش.
تضحك بخفة، ثم تكمله وهي تمسح على ظهره: المهم إنك أنت وماما تكونوا مبسوطين مع بعض. ما يهمكش أي حاجة تانية، وأكيد هيجي وقت وكل حاجة هتتغير. مش هنفضل كده طول عمرنا.
بس اهم حاجه تاخد بالك اوعى عصبيتك تخليك تغلط تتهور ما تخليش غضبك يعميك بيظهر منك رد فعل انتقامي عيني في الاول وفي الاخر ان انتقام اخرته وحشه.
ينظر سليم إليها، وكأن كلماتها أزاحت عنه بعضًا من أثقاله. يمد يده ليُمسك بيدها ويضغط عليها برفق، وكأنها كانت نقطة الضوء وسط عتمة يومه.
(اليوم التالي)
مجموعة الراوي.
_ مكتب سليم الساعة 12مساءً.
_ نشاهد عزت يجلس على المقعد الأمامي للمكتب وسليم خلف مكتبه بهيبة وكبرياء.
عزت بعملية: إنت سمعتنا عشان كده كتبتلها نسبة عشان تكون ليها كرسي في المجموعة، وده طبعاً عند فايزة.
سليم بتصنع عدم الفهم: سمعت إيه؟ مش فاهم. وعند إيه؟
عزت بعملية: لا، إنت فاهم كويس. بص يا سليم، أنا يمكن في البداية كنت رافض فكرة إن ماسة تكون ليها نسبة، وده لسبب واحد بس، إني مش بحب أدخل أغراب مابينا. كان أولى أدخل عماد أو إبراهيم أو حتى منى اللي والدها ليه بيشتغل معانا في الشغل التاني، بس ما عملتش ده.

سليم بإستنكار: بس أوعى تنسى إنك ممسكهم حاجات مهمة في الإدارة، بالرغم إنك عارف إن منى وعماد طماعين.
عزت بثقه: بس تحت عيني، وبأرمي لهم العضمة كل فترة عشان ما أسمعش هوووتهم، بس لو حد غلط، هي إمضاء وأرميهم برة زي ما سمعتني. إنت متأكد إني مابتهاونش. إنما ماسة حاجة تانية.
سليم بإستغراب: حاجة تانية؟ إشمعنا؟
عزت بتفسير: هي دلوقتي مراتك وأم حفيدتي، ومينفعش أفضل واقف في الماضي وإنها يعني كانت خدامة… فلما فكرت كويس لقيت إن الخطوة دي اتأخرت. إنت الوريث وده شيء مفروغ منه، أنا وفايزة اخترناك، والناس اللي بنشتغل معاهم اختاروك، وإخواتك مستحيل ينجحوا، هما حرقوا نفسهم من زمان، ومحاولاتهم كلها حلاوة روح مش أكتر، إنت متأكد من ده. إنت الملك الجديد، فطبيعي مرات الملك يكون ليها حصة زي فايزة. ولما تلبس التاج، هيكون ليها حصة أكبر. أنا كنت بتمنى تيجي تقولي، وبس ماتحطنيش قدام الأمر الواقع وتصغرني.
سليم باحترام: لا عاش ولا كان اللي يصغرك يا باشا. هي بس ما جتش فرصة. الحقيقة حبيت أعملها مفاجأة.
تنهد عزت بضجر، فهو يفهم جيداً لماذا كتب سليم لماسة تلك النسبة، وأكمل بإستهجان: يابني، أنا معاك، إنت بتعمل كده ليه؟ لو الكل ضدك، أنا معاك. أنا مش عايزك تركز في اللي اتقال. إنساه، وأنا أدبتهم وفرضت السيطرة خلاص.
عدل سليم من جلسته ونظر له بقوة، فهو يفهم جيداً ما خلف حديثه، قائلاً: “بابا، أنا عارف إنك بس معايا عشان مصلحتك، وإنك اخترت صفي، لإني أنا اللي بيدي أفضل محافظ على العرش وما يتهدش.

عاد بظهره على المقعد وقال وهو يهتز به يمين ويسار بثقه بإبتسامة لم تصل الى عينه: عموماً أنا من زمان عارف وفاهم كل واحد. ومادام إنت مش مسببلي أي مشكلة أو بتيجي جنب مراتي، فتمام. تحبني مصلحة، تحبني لإني ابنك، مش فارقلي كتير. أنا كل اللي بطلبه منك تشد على ولادك والمدام شوية، عشان إنت عارف أنا زي الجمل بشيل حمل جبال ولما بقلب بيبقى إعصار، بيمحي كل اللي واقف قصاده.
عزت بهدوء: ماتقلقش.
ارتسمت على شفتي سليم ابتسامة ساخرة تعكس قوته وبغرور لا يليق إلا به: أنا مش قلقان، أنتم اللي لازم تقلقوا يا باشا.
❤️ ________🌹بقلمي_ليلةعادل🌹_______❤️
_فيلا مجاهد١م
_نشاهد ماسة وعائلتها يجلسون في الهول ويتحدثون.
سعدية بتعجب: عايزاها تقعد معاكي لحد لما تولدي شهرين بحالهم!
ماسة: إيه المشكلة لما تقعد شهرين ثلاثة؟
سعدية: مافيش مشكلة يا اختي، وجهت نظراتها لسلوى: وإنتي موافقة طبعاً وعلى قلبك زي العسل.
سلوى: عشان أساعدها، مش شايفاها بقت مكعبرة إزاي.
سعدية نظرت لها وضحكت وهي تقلب شفتيها يميناً ويساراً: تساعديها ههههه، طيب يا اختي روحي.

ماسة: تعالي بقى نحضر الشنطة.
_فيلا سليم وماسة٤م
_غرفة الليفنج روم
_نشاهد ماسة وسلوى تجلسان على الأريكة بملابس منزلية وتشاهدان التلفاز وأيضاً تقومان بعمل ملابس تريكو للطفلة. بعد دقائق، تثاءبت ماسة وتركت الإبرة.
ماسة بتعب: أنا تعبت، هطلع أنام شوية لحد ما سليم يرجع، وإنتي كفاية ارتاحي.
سلوى باعتراض: لا خالص، فاضل حاجة بسيطة وأخلص الشراب. بقولك إيه، إنتم ليه ما خلصتوش الأوضة بتاعت حور؟
ماسة: سليم قال لي أسبوع وهنبدأ فيها.
سلوى: هتجيبوا نفس الأوضة إللي اخترتيها؟
ماسة بتوضيح: أه، هو أجل التنفيذ بس عشان كان لسه بدري وكلم المهندس وقاله شهر ونستلمها.
سألت سلوى: فضلك حاجة ناقصة؟ ننزل نشتريها؟
ماسة: لا، جبت كل حاجة خلاص. بس لما تعجبني حاجة بشتريها.
سلوى: طب كويس.

نهضت ماسة: هنام بقى، مش قادرة.
سلوى: أنا هاطلع أقعد في الجنينة.
ماسة: طيب.
وبالفعل خرجت ماسة وتوجهت إلى غرفتها وسلوى خرجت إلى الحديقة وجلست على الأرجوحة، شغلت الأغاني على هاتفها وقامت بتكملة التريكو.
بعد دقائق، انتبه مكي لتواجدها وهو يمر على الحراس. أخذ يركز النظر لها ويتابعها بشوق كبير. فهو يريد أن يتحدث معها ويبدأ بأخذ خطوات تقربه منها مرة أخرى، لكن لا يعرف كيف يبدأ. لكن لابد أن يأخذ أول خطوة بكل ثقة وقوة. بعد دقائق من الصراع، أخذ نفسًا عميقًا وتوجه نحوها حتى توقف أمامها.
مكي: إنتي بتنادي؟
رفعت سلوى عينيها نحوه باستغراب وهي تهز رأسها بلا باقتضاب: لا، ما ندهتش.
مكي بتمثيل: أصلي سمعت صوت بينادي. ها، إيه أخبارك؟
سلوى: الحمد لله.
مكي حاول فتح مجال للحديث بينهما: كويس إنك جيتي تقعدي مع ماسة.
هزت رأسها بإيجاب بصمت. أكمل:
مكي: حليتي في الامتحانات كويس؟

سلوى وهي تنظر لما تفعله هزت رأسها بنعم: اممم.
نظر مكي لما بين يديها وأكمل: جميل الشراب، ده للبيبي؟
سلوى رفعت عينها له: آه.
مكي: ذوقه حلو.
سلوى: ميرسي.
نظر مكي لها، فهو يشعر بأنها لا تود التحدث معه من طريقتها تلك، ولا يجد من المواضيع ما يفتحها معها. تنهد وقال بنبرة مكتومة: طب أنا عند البوابة، لو احتجتي أي حاجة كلميني. رقمي ما تغيرش.
سلوى: طيب.
مكي: عن إذنك.
(بعد وقت)
سفرة
نشاهد سليم وماسة وسلوى يجلسون حول السفرة، يتناولون الطعام وسط أجواء من المزاح والضحك.
سليم بمزاح: والله يا “سوسكا”، أحلى حاجة إنك هتقعدي مع ماسة الفترة دي… كفاية عليّا شوية راحة منك، ارحميني!

ماسة بنظرة استغراب مع ابتسامة ساخرة: قصدك إيه إن شاء الله؟ فاكرني مش هصحّيك عشان تعملي أكل؟ ولا فاكرني مش هخلّيكي تخرجيني؟
سلوى تضحك بهدوء بينما يشيح سليم بوجهه متظاهرًا باللامبالاة.
سلوى ضاحكة: يا لهوي يا سليم، شكلك مش هتعرف تهرب!
سليم مازحًا: خلاص، أنا مستسلم، ربنا يعينك يا “سوسكا”!
ضحكا جميعاً
ماسة: روحي بكره هخرج انا وسوسكا وهبه المول
عشان نجيب شويه حاجات لحور لو عرفت تجلنا تعال يا ابو حور
سليم ضحك: ماشي يا ام حور.
خلال هذه الفترة
نشاهد ماسة وسليم وهما يعدّان غرفة ابنتهما المنتظرة، تغمرهما السعادة والفرح. ماسة أصبحت على وشك الإنجاب بعد انتظار طويل، ملأه الشوق من العائلتين.
في جانب آخر من حياتهما، احتفلت ماسة وسلوى بنجاحهما الباهر في الثانوية العامة، حيث حصلتا على درجات مميزة رفعت من فخر أسرتهما بهما.
على الجانب الآخر، بدت عائلة الراوي هادئة على نحو غريب. لم يتحركوا كما كان متوقعًا بعد ما فعله سليم… تُرى، هل يدبرون شيئًا في الخفاء؟ أم أن خوفهم من سليم وعزت يمنعهم من اتخاذ أي خطوة؟

أما عن مكي وسلوى، فما زال مكي يحاول التقرب من سلوى بكل الطرق، لكنه لم ينجح بعد في استعادة ثقتها. سلوى بدت أكثر حزمًا هذه المرة، رافضة منحه أي فرصة جديدة، على عكس ما كانت تفعله في السابق.
فيلا سليم وماسة٦م
_غرفة حور
_نرى غرفة أطفال في منتهى الجمال، الألعاب تزين جميع الأركان والحوائط، وذلك الفراش الصغير الوردي المزخرف والمفروش بالدانتيل. كان يتوقف سليم وماسة في منتصف الغرفة، والإبتسامة المشرقة ترتسم على وجهيهما.
ماسة وهي تمرر عينيها في أركان الغرفة قالت بنبرة سعيدة: الله، يا سليم، بقت حلوة أوي، كل حاجة فيها حلوة. تقدمت حتى الفراش وتوقفت أمامه، وأمسكت تلك الألعاب المعلقة وقالت: حتى اللعب دي كيوت خالص…
وضعت يديها على بطنها وهي تنظر لها وتتحسسها. أكملت: مافضلش إلا الهانم تشرفنا.
اقترب سليم منها وأحاطها بذراعيه من الخلف ووضع قبلة على خدها: أقل من شهر.
تنهدت ماسة واستدارت له: هانروح عند الدكتور كمان يومين.
هز سليم رأسه بنعم: وهتكون آخر مقابلة، لإن المقابلة إللي بعدها هتكون يوم الولادة.
ماسة: بفكر نشوف لو فيه حاجة ناقصة تاني، إيه رأيك؟

سليم وهو يمسح على شعرها: عشقي، إحنا راجعنا ٦ مرات، مافيش حاجة ناقصة. بالعكس فيه زيادة، بطلي وسواس شوية.
ماسة طيب، نظرت مرة أخرى من حولها:بس الأوضة تحفة. حور هتحبها أوي.
سليم: إن شاء الله.
_غرفة سلوى
_كانت سلوى تجلس على مقعد خلف مكتبها بملابس منزلية، وتمسك بين يديها بلورة بداخلها منزل ثلج. بابتسامة جميلة، أخذت تدور بزنبلك وضعتها على المكتب لتشتغل، فأخرجت موسيقى جميلة، وأخذ الثلج يرتفع داخل البلورة. زادت ابتسامتها وتذكرت شيئًا.
فلاش باك
_فيلا مجاهد ٥م
_غرفة سلوى
_نشاهد سلوى تجلس على الفراش وهي تضع طلاء الأظافر. بعد دقائق، دخلت عليها إحدى الخادمات تقول:
الخادمة: سلوى هانم، جات لك العلبة دي.
سلوى وهي تعقد حاجبيها بإستغراب: علبة؟!
اقتربت الخادمة وأعطتها العلبة.

بدأت سلوى بفتحها، فوجدت البلورة التي كانت تمسكها. أخذت تنظر إليها وهي تقلبها بتعجب، ليس بكثير لأنّها ليست أول مرة يأتيها هدية. أمسكت بوكيه الورد واستنشقت عبيره، ثم وجدت كارتًا أمسكته.
كان مدونًا عليه: مبروك النجاح، أنا حقيقي سعيد علشانك، عقبال كل سنة.
نظرت للخادمة وقالت: وطبعًا الراجل سلمه لحد من الجاردات ومشي.
الخادمة: أيوه.
سلوى: طب اتفضلي إنتِ.
خرجت الخادمة وأخذت سلوى تفكر وتقول بصوت منخفض: أنا جوايا إحساس بيقولي إنه هو، بس مش عارفة أتأكد إزاي، وليه بيعمل كده؟!
فلاش باك
نعود إلى سلوى وهي مازالت تتذكر بابتسامة جميلة.
طرق الباب ودخلت ماسة.
ماسة: سوسكا، قاعدة لوحدك ليه؟
سلوى: عشان أسيبك تقعدي مع سليم براحتك.
جلست على المقعد الأمامي. وقعت عيناها على البلورة.

ماسة: أنا متأكدة إنه مكي.
سلوى: وأنا كمان. هو أصلاً من وقت ما جيت هنا بيحاول يقرب مني، بس أنا لا.
ماسة: يعني بطلتي تحبيه؟
سلوى بتعجب: أحب واحد اتخلى عني، وفجأة بقى عايز يرجع! ليه؟ هو أنا لعبة شوية؟ عايزني وشوية لا؟!
ماسة بحسرة: أنا بس نفسي أفهم ليه عمل كده. مادام مش بيحبك، طب ليه بيبعت هدايا؟ حاسة إن فيه حاجة غلط.
سلوى: مش مهم، بقولك أنا بكرة هاروح لماما، هاجيب حاجات.
ماسة: ماشي.
_فيلا سليم وماسة ٣م
_نشاهد سلوى تخرج من باب الفيلا وتقول:
سلوى: مش هتأخر، باي.
كانت تتوقف سيارة أمام الفيلا. كان مكي يقف أمامها بابتسامة عريضة. فور أن شاهدها، فتح لها الباب.
نظرت له سلوى وعقدت حاجبيها: أمال عشري فين؟
مكي: أنا موجود، مش عاجبك ولا إيه!

نظرت له من أعلى لأسفل، ارتدت النظارة، وصعدت السيارة. ارتسمت على شفتي مكي نصف ابتسامة على ما تفعله معه. ثم أغلقت الباب، وتوجه إلى باب السائق، صعد السيارة وقادها…
وأثناء ذلك، كان ينظر لها في المرآة من حين لآخر على أمل أن تنظر له، لكن دون جدوى. ثم صنع بوجود عطل في السيارة من أجل التحدث معها ولو قليلًا.توقف بجانب الطريق.
سلوى بإستغراب: إنت وقفت ليه؟
مكي وهو يتصنع الضغط على الأزرار: مش عارف فيه إيه، تقريبًا فيه حاجة حصلت عطل، تقريبًا.
سلوى بتعجب: عطل! العربيات دي بيحصل فيها عطل؟
مكي: إيه المشكلة؟ بتحصل. ثانية هشوف إيه اللي حصل.
هبط من السيارة وفتح الكبوت، وتصنع اللعب بها ثم أغلقه، وتوقف عند النافذة.
نظرت له سلوى من النافذة: فيه إيه؟
مكي: “شكلهم نسيوا يحطوا مية، الماتور سخن. خمس دقائق كده ولا حاجة، وراكي حاجة متأخرة.
سلوى: إذا كان على خمس دقائق، مش مشكلة.
مكي: والله كويس إنك ممكن تقدري تقعدي معايا خمس دقائق.

نظرت له سلوى من أعلى لأسفل بإستغراب:ليه بتقولي كده؟
مكي بتوضيح: يعني بحسّك مش طايقاني.
أسند يديه على النافذة وأدخل رأسه قليلاً، وأكمل:
“هو إنتي ليه مابقتيش تطيقي تتكلمي معايا؟ مع إنّ إحنا كنا زمان أصحاب.
سلوى: وإنت قلتلي إن اللي إحنا بنعمله حاجة غلط وماينفعش نبقى أصحاب، ولازم مانتكلمش ولا نتقابل تاني، مظبوط؟
هز مكي رأسه: مظبوط، بس يعني ده كان زمان، وإنتي مش فاهمة حاجة خالص.
سلوى: مش مهم أفهم، المهم إللي حصل. وخليك بقى قد مبدأك.
مكي بنبرة مكتومة: أنا قده، ولو ماكنتش قده مكناش وصلنا للي إحنا فيه ده. عموماً، أنا متأكد إن هايجي عليكي وقت هتفهمي كل حاجة، وأنا مش مستعجل.
نظر لها بابتسامة حب، وابتعد وصعد السيارة وقادها.
أخذا ينظران لبعضهما في المرآة من حين لآخر.
💞____________بقلمي_ليلةعادل
في عيادة النسا٣م
نشاهد ماسة وهي تتسطح على الفراش، ممسكة بيد سليم، وهما يشاهدان الشاشة بينما الطبيبة تقوم بعمل السونار. هي الآن في الشهر التاسع من الحمل، وكان يبدو عليها الامتلاء، وبطنها عالية. كان يرتسم على وجهها هي وسليم ابتسامة مشرقة، فرحة تكاد أن تخرج من قلبيهما.

الطبيبة: ما شاء الله، بنوتتنا جميلة خالص، ونزلت في الحوض. يعني خلاص، قصادنا من ٨ ل ١٠ أيام بالكتير وتنورنا.
ماسة بسعادة كبيرة: بجد؟ عشر أيام؟
الطبيبة: بس برضو ممكن تفاجئنا وتستعجل وتيجي قبل كده، فخلينا برضو محضرين نفسنا.
سليم: تمام.
ضغطت الطبيبة على الشاشة، فاستمعوا إلى صوت دقات قلب الجنين: “سامعين الصوت؟ بتقولكم حضرولي هدومي وكل حاجة، أنا جاية خلاص.
سليم بإبتسامة كبيرة، وعيناه مغرورقتان بدموع الفرح: كل حاجة جاهزة، فاضل تيجي يا روح قلب بابا، عشان أنا مشتاقلك أوي.
الطبيبة: إحنا كده تمام.
أغلقت الشاشة وأعطت المنديل لها.
أخذ سليم كعادته يساعدها في مسح الجل من على بطنها ثم وضع قبلة عليها، وساعدها في تعديل ملابسها. ثم هبط على قدمه وقام بإلباسها الحذاء، ونهض وساعدها في الوقوف، وتوقفا أمام بعضهما بعشق.
أخذا ينظران لبعضهما بسعادة كبيرة، ثم ضمها سليم بشوق وفرحة وهو يقول:
سليم: خلاص، كلها 10 أيام وعيلتنا الحلوة هتكمل.
ماسة بشوق: أنا مشتاقة أوي يا سليم لليوم ده، وإن أخيرًا هاشم ريحتها وأعرف شكلها وأخدها في حضني.

أكمل سليم بسعادة وهو يضحك: أخيرًا هاشوف المفعوصة الصغيرة إللي دماغها متكلفة دي. مش هنسى أبدًا إنك بسببها كنت بتشمي سجاير وشيشة.
أكملت ماسة: “وبنزين.
سليم وهو يضحك: صح، وبنزين.
ماسة ضحكت برقة: طب يلا خلينا نروح بقى، الدكتورة مستنينا، عيب.
ابتعد سليم قليلاً وهو يتأملها بعشق، ثم وضع قبلة على عينيها وشبك كفه في كفها، وتحركا.
جلسا بجانب بعضهما وهما ممسكان بأيديهما على المقاعد الأمامية للمكتب.
الطبيبة: بصي، ممكن يجيلك مغص، فلازم تفرقي بين المغص والطلق.
ماسة: تمام.
الطبيبة: حاولي تتحركي كتير على قد ما تقدري. الحركة كويسة جدًا في الفترة دي، بتسهل في يوم الولادة، خصوصًا إنك هتولدي طبيعي.
ماسة: حاضر.
وجهت نظراتها لسليم: ولازم نزود العلاقه الزوجيه على قد منقدر.
سليم: اكتر من كدة.
الطبيبة: يعني يا لو كل يوم او اكتر يبقى كويس جداً معلش هنتعبك شوية.

نظر سليم لماسة التى شاحت بوجهها لاسفل قال بابتسامة: انا معنديش مانع خالص.
الطبيبة: “المقابلة الجاية يوم الولادة بإذن الله.”
تبسم سليم وماسة معًا: “إن شاء الله.”
بقلمي ليلة عادل ⁦(⁠╹⁠▽⁠╹⁠ ⁩)❤️
سيارة سليم٤م
كان سليم يقود السيارة في أحد الطرق وبجانبه ماسة، والسعادة تملأ وجهيهما بعد خروجهما من عند الطبيبة ومعرفتهما بذلك الخبر السعيد.
ماسة بسعادة غامرة، وهي تتحسس بطنها: أنا فرحانة أوي، خلاص كلها ١٠ أيام وحور هتيجي.
سليم، وهو ينظر لها بابتسامة: مش هيبقى أكتر مني، أنا سبت اجتماع مهم عشان الست هانم إللي تعبانا (وضع يده على بطنها) من أول شهر ليها.
ماسة بدلع: تعيش وتتعبنا، إنت لسة شوفت التعب إللي بجد، التعب اللي جاي ههههه.
سليم بحب، نظر لها: والله أنا موافق تعملي إللي تعمليه، المهم تيجي بالسلامة لأني مشتاق لها أوي.
ماسة بدلال يليق بها: كراميل أنا وحور جعانين، خلينا نروح المحل إللي بنحبه.
سليم بحب: أنا تحت أمرك إنتي والست حور هانم، بس فيه شرط…” نظر لها ومد يده ووضعها على بطنها. “هتاكلوا كل إللي هتطلبوه، مش عايز دلع، ولا عايز أسمع كلمة ‘مش قادرة’ والكلام ده. أوكيه؟

ماسة، وهي تضحك بدلال: أوكيه، بس أكلني بإيدك.
سليم بعشق عيوني .. اكمل بمزاح: وبعدين نروح على طول عشان نطبق العلاج بتاع الدكتور.
ماسة وهي تضحك: طبعا انت اكتر حاجة عاجباك في الموضوع كله كلام الاخير بتاع الدكتور
سليم وهو يضحك: طبعاً طبعاً.
وفجأة اتسعت عينا ماسة، وكاد قلبها أن يتوقف من شدة الصدمة. صرخت بصوت ممزوج بالخوف واليأس، وعروقها البارزة تكشف عن شدة توترها: سلــــيم، حاسب!
كان صوتها كجرس إنذار، لكن الوقت لم يسعفهما. التفت سليم نصف التفاتة، ولكن قبل أن يرى ما يحدث، انطلقت سيارة نقل مسرعة نحو جهته، واصطدمت بهما بعنف مزلزل. لحظة الاصطدام كانت كأنها دهر؛ صوت الحديد يتكسر، والزجاج يتناثر، وصراخهم يختلط بهواء مليء بالخطر.
انقلبت الأجواء في السيارة، أجسادهما ارتفعت عن المقاعد ثم هبطت بعنف. ماسة شعرت بأن كل شيء يتباطأ، بينما جسدها يندفع بقوة إلى الأمام. كان الحزام الذي ترتديه أشبه بطوق نجاة، لكنه لم يمنع رأسها من الاصطدام بالتابلوه. ارتطمت، لكن الألم كان أكبر من مجرد خبطة؛ كأنه قادم من أعماقها، من خوفها، من صدمة اللحظة. شعرت بوهن في جسدها، قبل أن تسقط فاقدة الوعي، تاركة خلفها أنفاسًا متقطعة.
أما سليم، فقد شعر وكأن الزمن توقف وهو يطير بجسده نحو الدركسيون. قوة الاصطدام جعلت الهواء يُنتزع من صدره، قبل أن ينفتح بالون الأمان، ويعزله عن كارثة أكبر. لكن الألم ظل حاضرًا؛ ألم صدره، وألم عجزه عن حماية ماسة.

في تلك الثواني القليلة التي بدت كأنها أبدية، كانت السيارة تدور حول نفسها كأنها تبحث عن نهاية. سليم تمسك بالدركسيون بقوة، ويداه ترتعشان من شدة التوتر، كان قلبه يخفق بجنون، وكأن كل نبضة تصرخ: “لا تفقدها… لا تفقدها!”
صرخ بصوت متهدج، كأن الكلمات نفسها تكافح للخروج: ماسة! ماسة، خليكي معايا! ما تسيبينيش!
وبعد لحظات من الكفاح المستميت، نجح سليم في السيطرة على السيارة، وأوقفها أخيرًا. جلس لثوانٍ يلهث، صدره يعلو ويهبط بسرعة، ووجهه شاحب كأنه فقد الحياة للحظة. عينيه، رغم اتساعهما، كانتا غارقتين في خوف لم يختبره من قبل. شعر بوخز الجروح الصغيرة على وجهه وشفتيه، واضلاعه لكن الألم الحقيقي كان أعمق.
بصوت مكسور، مليء بالحزن والخوف والضعف، قال وهو يفك حزام الأمان: ماسة… إنتِ كويسة؟
نظر إليها، وعيناه تملؤهما الدموع التي حاول أن يحبسها دون جدوى: عشقي… ماسة! ردي عليا!
مد يده المرتعشة نحوها، ليلمس كتفها برفق، وكأنه يحاول أن يعيدها إلى الحياة. لكنها لم تستجب. رأسها كان مائلًا على المقعد، ووجهها الشاحب مخضب بالدماء التي تسيل من جبينها، مزيج من الضعف والألم أحاط بها.
اقترب أكثر، وخبط على وجهها بخفة، وصوته يرتجف كأن الكلمات خرجت منه بصعوبة: ماسة… ماسة، اصحي! ما تسيبينيش لوحدي، أرجوكي!
كان العالم من حوله ساكنًا، إلا من صوته وصمتها. شعور بالعجز اجتاحه، كأنه فقد كل قوة يملكها. لم يكن يريد سوى شيء واحد… أن تفتح عينيها.
لكنها لم تجب، حاول سليم تمالك نفسه، رغم الألم الذي ينهش أضلاعه والقلق الذي يغلي في صدره. أنفاسه كانت ثقيلة ومتقطعة وهو يتأوه بصوت مكتوم، يحاول الخروج من السيارة بسرعة لإنقاذ ماسة، التي لم ينسَ أنها حامل في شهرها التاسع.

مد يده بصعوبة إلى الباب، وفتح القفل، لكنه واجه عائقًا آخر: بالون الأمان الذي يعيق حركته. دفعه جانبًا بألم وإصرار، محاولًا تجاوزه رغم المقاومة التي واجهها من جسده المرهق. وبعد جهد بدا كأنه أبدي، تمكن أخيرًا من الخروج.
توجه إلى الجهة الأخرى، يجر قدميه بصعوبة، وكل خطوة تشبه السكاكين تغرس في أضلاعه. كانت يده تضغط على جانبه، محاولة تخفيف الألم الذي بات لا يُحتمل. عيناه محمرتان من شدة الإرهاق، ووجهه شاحب يوحي بخطر قادم.
كان ضوء الشمس في وضح العصر يخترق الزجاج المحطم للسيارة، يعكس وهجًا على الأرض وكأنه يفضح الحادث المأساوي.
وصل إلى باب ماسة وفتحه بيدين مرتعشتين، وعيناه تفيض بالدموع وهو يهمس بصوت مكسور، بالكاد مسموع: “ماسة… عشقي..
نظره ارتكز على وجهها الباهت، وعلى الدماء التي تسيل من جبينها. لكن ما زاد الطين بلة هو بطنها البارز، الذي ذكّره بخوفه الأكبر: الطفل. انسابت دموعه على خديه بحرقة، لكنه مسحها بسرعة. لا وقت الآن للضعف… عليها أن تعيش، وعليهما أن ينقذا طفلهما القادم.
فك حزام الأمان بعناية، وكأن أي حركة خاطئة قد تزيد من ألمها. رفعها برفق من مكانها، كأنها تحمل حياتين بين يديه. وضعها على الأرض بحرص، وأسند رأسها وظهرها على عجل السيارة. كانت المنطقة خالية، الشارع مهجور، وصوت السيارات من بعيد بالكاد يُسمع، في حين كانت هذه الزاوية من الطريق تبدو معزولة تمامًا.
جلس أمامها على الأرض بوضع القرفصاء، ينظر حوله بحثًا عن أي شخص قد يساعده. لكن المكان بدا كأنه منقطع عن الحياة. صوت خافت يخرج منه، محمّل برجاء يائس: “ماسة… ماسة روحي، اصحي، أنا هنا معاكي.

مد يده المرتعشة إلى وجهها، وربت عليه برفق، كأنه يخشى أن يوقظها من حلم مؤلم: ماسة… قولي حاجة، لو حتى همسة.
وضع أصابعه على نبضها، فشعر به ضعيفًا. تنفس بارتياح صغير، لكنه لم يتوقف عن المحاولة،وضع يديها على بطنها:
عشقي، فتحي عينيكي، أنا محتاجك، بترجاكي فتحي عينك
انهمرت دموعه بحرقة، وكان قلبه يغلي بالقهر والخوف. فجأة وقعت عيناه على زجاجة مياه ملقاة على أرض السيارة. التقطها بسرعة، فتحها، وصب القليل على يديه، وبدأ يمسح بها وجهها بحنان، كأنه يتشبث بأي أمل: ماسة، فوقي، من فضلك… قومي!
مرت لحظات بدت كأنها دهور، قبل أن تبدأ عيناها تتحرك قليلاً. راحته كانت واضحة في نظرته، لكنه ما زال قلقًا.
ماسة بألم وهمس: آه…
سليم بسرعة وبصوت مرتجف: ششش، ماتتحركيش! إنتِ كويسة؟ أنا هاتصل بالإسعاف. خليكي معايا، ما تغمضيش عينك!
هزت رأسها بضعف، وفتحت عينيها نصف فتحة، بينما كان الألم يعتلي ملامحها
وضع سليم قبله على بطنها، نهض بصعوبة، يئن من شدة الألم، وأخرج هاتفه من جيبه الذي بدا مكسورًا بفعل الحادث. حاول استخدامه، لكن… لا توجد شبكة!
تحرك خطوات أخرى، يرفع الهاتف بحثًا عن إشارة، وأثناء ذلك، سمع صوتًا جهوريًا يصيح باسمه:سليـــم!
التفت بسرعة، وما رآه كان كابوسًا يفوق كل مخاوفه. اثنان من الرجال المسلحين كانوا يمسكون بماسة!
أحدهم كمّم فمها بيده القوية، بينما أمسك بشعرها بقسوة. دموعها كانت تنهمر بغزارة، وبطنها البارز يتحرك بصعوبة مع أنفاسها المقطوعة. الرجل الآخر كان يقيّد يديها خلف ظهرها بعنف.

وفي الخلفية، ظهر عدد كبير من الرجال المسلحين، يحيطون بالمكان، أسلحتهم مصوبة نحو سليم. بدوا كالأشباح التي خرجت من العدم، يملكون السيطرة المطلقة على الموقف.
سليم كان يقف عاجزًا، جسده يرتجف، وعقله يصرخ: “من أين أتوا؟ وماذا يريدون؟
هل خرجوا من السيارة المركونة أم من العمارات؟
فور أن رآهم سليم يمسكون بماسة، اتسعت عيناه رعبًا عليها من هول الصدمة والمفاجأة. شعور غريب بالفراغ انتابه، قلبه يكاد يتوقف، وكل ذرة في جسده كانت تطلب منه التحرك، لكن الخوف كان يحبس أنفاسه.
هبط هاتفه ببطء من يده وهو يبتلع ريقه بتوتر شديد، كان في موقف لا يُحسد عليه! قلبه يصرخ في صدره، لا يعرف ماذا يفعل، هو بمفرده وسط مجموعة من المرتزقة، بلا سلاح، مصاب، ومعه زوجته الحامل التي تحمل معه كل آلامه وأحلامه.
وفجأة، اقترب منه اثنان ملثمان وأمسكوه بقوة، حيث وضعا يده خلف ظهره وكلاهما أمسكه من كتفه. كانت يداه ترتجفان، وعينيه لا تفارق ماسة، كما لو أن العالم كله اختفى من حوله. لم يستسلم لما يحدث، لكن قلبه كان يعصره الخوف عليها، وكان يشعر بأن كل لحظة تمر تزيده ضعفًا. محاولاته أن يكون عاقلًا من أجل حمايتها كانت تزداد تعقيدًا. هو الأضعف الآن، وكان كل جزء في جسده يناديه لكي يقاوم، لكنه شعر بالعجز يتسلل إلى قلبه. هو الذي كان دائمًا الحامي، واليوم أصبح عاجزًا، والهمسات الباهتة في عقله تردد أنه لا يستطيع فعل شيء.
سليم بنبرة مهتزة محاولًا تمثيل القوة: أنتم مين؟

لكن فجأة، نظر له الملثم الذي كان من يضع يده على فم ماسة، بابتسامة قاسية تظهر في عينيه من أسفل غطاء الوجه وهو يميل برأسه قليلًا، تلك الابتسامة التي كانت تخفي وراءها قسوة لا يمكن تصورها.
ثم، فجأة، أخرج سكينًا. اتسعت عينا سليم بشدة حينها، كان قلبه يصرخ، لكن جسده لا يطاوعه، شعر بالعجز التام، بانتظار لحظة النهاية.
ودون أي سابق إنذار، وبحركة سريعة وغير متوقعة، لف السكين حول جسده وطعنها في بطنها،
شعر سليم وكأن الأرض تبتلع قدميه، وكأن العالم كله ينهار في لحظة واحدة، بعينين تتسعان من الرعب، صرخ باسمها بنبرة رجولية جهورة، مــاسة!
كانت صرخاته مليئة بالفزع والألم، قلبه يتقطع وهو يحاول أن يتخلص ممن يقيدونه.
أما ماسة، فقد نظرت لبطنها بصدمة ورعب، دموعها تتساقط بغزارة، جسدها يرتجف من الألم والخوف. كانت تلك اللحظة كالعمر كله بالنسبة لها، تتخيل نفسها تموت أمام عينيه، قبل أن تلمس يداه، قبل أن يراها ثانية كما كانت.
أخرج الملثم السكين بسرعة وطعنها مرة أخرى في مكان آخر، وضحك ضحكة عنيفة ومضطربة، ضحكة تنفجر من أعماقه وكأنها تقطع قلب سليم إلى أشلاء. كانت تلك الضحكة تزداد عمقًا في جراحه، تزيد من مرارته وعجزه.
لم يستطيع سليم، تصديق ما يحدث أمامه، خرجت كلماته بصوت ضعيف ومتوتر مكتوم، ودموعه تتساقط وكأنها نار تحرق وجهه: حور…
ترك الملثم ماسة فسقطت على الأرض، جثة هامدة، والدماء تسيل منها بغزارة، ومعها سقطت كل آمال
أما سليم لم يستطيع كان يحاول الإفلات من القبضة الحديدية للمعتدين. حاول الهروب، لكنه كان في حالة من الضعف، جرحه يؤلمه ودمائه تسيل بغزارة.

فجأة، تركوه. فركض نحوها، يلهث بألم وهو يصرخ: ”
ماسة!
لكن أثناء ركضه، أخذ رصاصة في قدمه. اتسعت عيناه، ودموعه هبطت على وجنته بحسرة، وكأن الزمن كله قد توقف في تلك اللحظة. كان يعلم أنه ميت لا محال، لكن كان يقاوم بكل ما تبقى له من قوة، فقط لكي يصل إليها، حتى لو كان سيموت بجوارها.
أكمل، وهو يشد على قدمه بصعوبة، لكنه بعد بضع خطوات تلقى رصاصة أخرى في ظهره. اهتز جسده أثر الرصاصة، وتوقف للحظة، أخذ نفسًا عميقًا، وكأنه يحاول أن يشبع رئتيه بأي نسمة من الأمل، ثم أصر على إكمال خطواته…
قبل أن يصل إليها، تلقى رصاصة ثالثة.
سقط أرضًا بجوارها، ليعلن فقدانه السيطرة. رفع عينيه نحوها وهو ملقى على الأرض، والدماء تسيل من فمه، بدموعه قال بنبرة مكتومة: ماسة… حور… م ماس… ماسة عشقي.
أخذ يرمش بعينيه للحظة، ثم أغمضها، وفقد وعيه، وكانت اللحظة التي رحل فيها.
اقترب منهما الملثم الذي كان قد طعن ماسة، وكانا ملقيين على الأرض، غارقين في دمائهما. مرر عينيه عليهما بانتصار بارد، لا يهمه سوى فوز اللحظة التي أعاد فيها القسوة إلى العالم. ثم أشار بيده لمن معه.
ركضوا نحو إحدى سيارات نقل الأثاث التي تشبه سيارات الآيس كريم. فتحوا الباب الخلفي وصعدوا إليها بسرعة، ثم انطلقت السيارة مسرعة.

كل هذا المشهد كان يراه رشدي من بعيد، يقف على أول الشارع.
رشدي!!! نعم، رشدي كان يشاهد ما حدث عبر نظارته المكبرة، وأخذ يراقب بصمت، لكن مع اتساع عينيه، بدأ يرفع النظارة من على عينيه بصدمة، وكأن رؤيته كانت تكشف له واقعًا لا يمكن تصديقه إيه إللي حصل ده؟!

يتبع….
 
google-playkhamsatmostaqltradent