Ads by Google X

رواية حب رحيم الفصل التاسع و الاربعون 49 - بقلم سمر عمر

الصفحة الرئيسية

   

 رواية حب رحيم الفصل التاسع و الاربعون 49 -  بقلم سمر عمر

المشهد 49 " عقد بيع مزور.."
          
                
جلست على المقعد داخل الشرفة تنظر إلى الطبيعة بتمعن شديد وشفتيها لم تتوقف عن " الحمد لله.." لتأتي جميلة بعد دقائق قليلة حاملة صينية الطعام.. وضعتها أعلى المنضدة فنظرت إليها مبتسمه لتقول الأخيرة بمرح : 
-على فكرة انا اللي عاملة الاكل 
همست ندى بمزاح : 
-طبعًا لازم حماتك المستقبلية تدوق اكلك 
ضربتها جميلة على كتفها وجلست على المقعد المقابل لها قائلة : 
-ندى بطلي الكلام ده 
أدارت نفسها بالمقعد كي تواجهها وتساءلت باهتمام : 
-عملتي ايه مع علاء؟ 
جميلة بنبرة خجل : 
-هو حبني 
-المهم انتِ يا جميلة 
-الحقيقة حسيت اني مياله ليه.. لكن لازم اتأكد انه فعلا خلاص اتغير 
حركت رأسها في كلا الاتجاهين وقالت ساخرة : 
-عم تتأكدي تكون سنانكم وقعت 
-تصدقي انك بايخة.. بطلي كلام بقى وكلي 
ابتسمت وبدأت تتناول الطعام بإعجاب شديد مستمتعة بطعمه اللذيذ.. صدح صوت هاتف جميلة فأخرجته من جيب سروالها لترى شاشته تضئ باسم والدها.. نهضت عن المقعد ووقفت أمام السور تتحدث معه وعلمت ندى من حديثها بأن أحدهم تقدم لخطبتها ووالدها مُصر أن توافق.. 




أنهت المكالمة بعد دقائق وهي تزفر ثم نظرت إليها بحنق قائلة : 
-بابا وافق بدون ما ياخد رأي.. بيقولي كفاية رفض 
-زهق منك يا جميلة 
قالت كلماتها بمزاح فجلست على المقعد تتحدث بحده : 
-أنا غلطانه اني بقولك 
-خلاص ماتزعليش.. قولي لعلاء يروح يتقدم واكيد والدك هيخيرك بين الاتنين وافقي بقى على علاء 
-بقولك وافق يا ندى.. انا لازم أروح واتكلم معاه.. 
نهضت عن المقعد فور انتهائها لحديثها متجه إليها وقبلتها على وجنتها وقالت : 
-هجيلك تاني يا روحي.. باي 
اتجهت إلى الخارج فقالت الأخيرة : 
-باي.. ابقى طمينني عملتي ايه 
أكملت تناول الطعام لدقائق حتى استمعت إلى رنين هاتفها.. نهضت عن المقعد ودخلت لترى رحيم قد دخل ومسك بهاتفها ينظر إلى شاشته التي تضئ باسم " المحامي رضوان.." وقفت إلى جواره فمد يده بالهاتف متسائلاً : 
-مين المحامي رضوان ده؟! 
أخذت الهاتف وهي تقول في دهشة : 
-ياه انكل رضوان ده كان محامي بابا الله يرحمه 
أجابت عليه وجلست على حافة الفراش فجلس إلى جوارها.. بعد تبادل السلام بينهم قال : 
-رجعت من السفر إمبارح بليل وقولت اكلمك علشان لو عوزتي مني أي حاجة انا تحت أمرك 
-شكراً جدا يا انكل.. 
كادت أن تنهي معه المكالمة لكنها تذكرت شيئًا قائلة : 
-كنت عايزه أسأل حضرتك عن حاجة.. عقد البيع اللي تم بين بابا وعمو مع حضرتك 
-أه الموضوع ده يطول شرحة.. انا هنتظرك في مكتبي في أي وقت 
أومأت بخفية وقد شعرت بأن ثمة شيء مريب في ذلك الحدث ثم أنهت معه المكالمة.. تساءل رحيم : 
-بتفتحي الموضوع ده تاني ليه؟! 
أدارت رأسها إليه وقالت في شك : 
-حاسة ان فيه حاجة.. ده قالي الموضوع يطول شرحة.. 
ثم أردفت : 
-لازم اروح بكره اتكلم معاه طبعا هتيجي معايا 
-بلاش بكرا يا ندى ريحي بس شوية 
-لاء علشان خاطري عايزه اعرف ايه الحكاية 
وضع كفه على رأسها من الخلف وقبلها على جبينها وقال بهدوء : 
-حاضر يا روحي.. بإذن الله نروح بكرة.. 
ابتسمت إليه ثم استندت برأسها على صدرها فأخذ يمسح على شعرها برفق وتنهد بعمق قائلة : 
-ربنا يخليكِ ليا وما يحرمني من حضنك يا حبيبي 
-يا رب يا روحي 
*** 
بعد أن تحدثت مع والدها وعلمت من الذي تقدم لخطبتها تركته ودلفت إلى الغرفة مغلقة الباب خلفها.. مسحت على وجهها ثم أخرجت الهاتف من حقيبة يدها واتجهت إلى النافذة وهي تقذف بالحقيبة على الفراش.. اتصلت على ذلك المتهور ووضعت الهاتف على آذنها.. 




        
          
                
على الجانب الآخر صدح صوت الهاتف ونظر إلى شاشته التي تضيء باسم " طبيبة قلبي.." ابتسم وخرج إلى حديقة المنزل وأجاب بهدوء قائلاً : 
-ايه اللي حصل طمينني 
-تصدق انك بارد.. هو ده اللي اتفقنا عليه؟! 
هيأ لنفسه ردة الفعل تلك وقال بجدية : 
-ده الأمر الواقع ولازم تقبلي بيه.. شوفي بقى علشان أنتِ بجد تعبتي قلبي معاكِ لو بتحبيني هتوافقي 
حكت جبينها وهي تشعر بالتوتر وقالت بحنق : 
-لكن انا طلبت منك تستنى شويه.. صح ولا لاء؟ 
-صح.. أنتِ عايزه تعرفي اتغيرت فعلا ولا لاء.. أنتِ بنفسك عارفه بخلص شغل بعد عشره لو مش مصدقة تعالي المصنع واسألي 
-هو الشغل بس؟ 
-أنا بعت الكحول واشتريتك بثمنه 
قال كلماته مداعبًا فشهقت ثم تحدثت من بين أسنانها : 
-أنا بثمن الكحول.. طيب طالما انا بقى بثمنه يبقى مش هتشوف وشي تاني 
-أنتِ أفضل كحول في حياتي.. سكران بعيونك 
ابتسمت رغماً عنها واستمعت إلى دقات قلبها تدق في صدرها برهبة ثم تحدثت بهدوء مُغلف بالدلال : 
-اوكي على العموم سبني أفكر وارد عليك 
-نعم؟! تفكري.. تفكري ايه يا للي داخله على الأربعين سنه 
قال كلماته بمزاح فجزت أسنانها بحده واندفعت : 
-تصدق انك دبش.. وانا بقى مش موافقة 
-قفشتي ليه بهزر يا جميلتي.. خدي راحتك يا روحي وفكري لكن ماتغبيش عليه 
تنهدت بصوت مسموع قائلة : 
-اوكي سبني انام بقى شوية قبل معاد شغلي 
-جميلة 
ردت بتلقائية : 
-نعم 
-بحبك 
ابتلعت لعابها بصوت مسموع ولاحت ابتسامة على ثغرها.. صوت أنفاسها المضطربة وصلت إلى مسامع آذنيه ليبتسم وهمس بهدوء : 
-لما تصحي كلميني.. تصبحي على خير 
تحدثت بنبرة خجل : 
-وانت من اهل الخير 
*** 
" صباح اليوم التالي.." 




ذهبت برفقة زوجها إلى المحامي.. عند وصوله صف سيارته أمام العقار ثم ترجل متوجهًا إلى الباب الثاني وفتح لها الباب.. ترجلت هي الأخرى ومسكت بكفه ثم دلفا إلى الداخل.. من ثم استقلا إلى المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود عند خروجهم توقفت عن السير ونظرت إليه في شك قائلة : 
-رحيم أنا خايفة يكون بابا نصب على عمو في البيع 
-هتفرق في ايه يا ندى.. الله يرحمه 
-يعني أقصد أن تميم كان فعلا عايز حق والده وأنا ظلمته 
رفع حاجبيه قليلاً في تعجب وقال بحنق : 
-ندى ده مجرم وهو اللي ظلم نفسه.. على العموم هنعرف كل حاجة 
دلفا إلى الداخل وعندما علمت السكرتيرة بهويتهم آذنت لهما بالدخول فهو في انتظارهم.. فتح الباب بعد أن دق عليه ثم دخلوا فنهض " رضوان.." عن المقعد يرحب بهم قائلاً : 
-أهلا أهلًا بمستر رحيم ومدام ندى 
صافحة بابتسامة وهو يقول : 
-اهلًا بحضرتك يا متر 
-حمد الله على سلامتك يا انكل 
-الله يسلمك يا بنتي 
ثم جلس على المقعد عازمًا عليهم بالجلوس فجلسا على المقعدين المجاورين إلى المكتب وتحدثت ندى بلهفة : 
-حضرتك ممكن تفهمني اللي حصل 
تنهد بصوت مسموع وتحدث بأسف : 
-الحقيقة يا بنتي لما عمك طلب من والدك يشتري منه حقه في الفيلا والمصنع زور عقد البيع علشان يخدهم بدون ما يدفع ولا مليم.. 
نظرت إلى رحيم بحزن واضح وتساءل نفسها لِمَ كان والدها بتلك البشاعة حيث تابع المحامي فانتبهت إليه : 
-عمك حاول يثبت انه مزور مقدرش وتعب.. انا طبعًا اقنعت رؤوف بالعافية وفعلا دفع له أربعه مليون بس مالحقش يفرح بيهم وجه ابنه الملعون تميم وأخدهم منه 
-يعني عمو كان لسه له فلوس عند بابا؟ 
أومأ بتأكيد قائلاً : 
-لسه أربعه مليون كمان 
نظرت إلى رحيم بحزن وتحدثت بأسف : 
-لا حول ولا قوة إلا بالله.. يعني تميم كان راجع عايز حقه 
-تميم لو كان طلب منك حاجة يبقى بينصب عليكِ.. لأن أبوه فهمه أن ده حقه كله في الفيلا والمصنع 
نظر رحيم إلى زوجته الحبيبة ويعلم جيدًا أنها تأنب نفسها الان وتود أن ترد لتميم بقية حقه.. عاد بالنظر إلى المحامي وقال من أجل أن يريح بال حبيبته : 
-مستعد ادفع له بقيت المبلغ لأن ده حقه 
ابتسمت إليه بهدوء في حين تحدث المحامي : 
-لكن مستر رحيم لازم عقد بيع حقيقي ونفصل الفيلا والمصنع من جديد.. لأن دلوقت غير من تسع سنين فاتوا 
-فاهم كل حاجة يا متر.. حضرتك جهز كل حاجة وأنا هتكلم مع المسؤول عن قضية تميم ويشوف ايه المطلوب ونعمله 
ابتسم إليه وتنهد بهدوء قائلاً : 
-تمام وبكده الحق يرجع لصاحبة 
ثم فتح خزنته وأخرج منها ملف وبدأ يبحث عن العقد المزور حتى وجده.. ومد يده به إلى ندى فأخذته كي تفحصه ثم وضعته داخل حقيبة يدها.. استأذن رحيم منه ثم مسك بكف زوجته واتجها إلى الخارج.. عند خروجهم من العقار استقلا السيارة وغادر إلى وجهته.. 




        
          
                
نظرت إلى الخارج بواسطة النافذة وقد لمعت عينيها من الدموع تاركه إياها تهبط على وجنتيها.. كان ينظر إلى الطريق تارة وإليها تارة أخرى حتى شعر بها.. فصف السيارة جانبًا لتشعر بوقوف السيارة وقامت بمسح دموعها على الفور.. مسك بذقنها وأدار رأسها إليه قائلاً : 
-مش عايزاني أشوف دموعك؟.. امال مين يمسح دموع حبيبي غيري 
أطرقت عينيها تاركة العنان لدموعها تهبط على وجنتيها بغزارة وقالت بنبرة ضيق : 
-زعلانه على بابا واللي كان بيعمله.. اهو مات ومأخدش أي حاجة من اللي كان خايف عليها.. ولا فلوس ولا فيلا ولا مصنع.. حقيقي البنى آدم ده غريب عايش في الدنيا وناسي آخرته.. ربنا يسامحنا على أخطاءنا يا رب 
مسح على رأسها برفق واقترب منها وقبلها على جبينها بحنان بعدها مسح دموعها وقال مبتسما : 
-عارفه اكتر شيء بتمنى أن ربنا يغفر لنا أخطاءنا وندخل الجنة وتبقي زوجتي في الجنة.. بتمنى وجودك في الدنيا وفي الآخرة يا أجمل ندى في حياتي.. بحبك وقلبي بيعشق نبضاتك وعيوني بتعشق تفاصيلك 
ابتسمت إليه وتحدثت بنعومة : 
-أنت حياتي وروحي ربنا يخليك ليا ونشيب سوى 
قطب جبينه وقال مداعبًا : 
-ونضحك بدون أسنان 
ضحكت ضحكة خفيفة قائلة : 
-أه ونضحك بدون أسنان 
قبلها على وجنتها وأحاط كتفها كي يضمها إلى صدره وعاد إلى القيادة 
*** 
" القصر.." 




أخذ حمام السباحة ذهاباً وإيابًا وكلا من نانا ونجلاء يتابعوه بابتسامة واسعة.. وأشرقت تصفق له هي وأختها الصغيرة.. بعد دقائق خرج من المياه واستدار حول نفسه كي تطاير بعض قطرات المياه على أخوته.. 




-من زمان ماشوفتش ريان مبسوط كده 
قالت نجلاء كلماتها بنبرة فرح.. فنظرت نانا إليها وقالت مبتسمه : 
-ربنا يخليهم ويبارك فيهم 
-يا رب 
خرج رحيم برفقة زوجته ليرى ابنائه يركضون خلف بعض بمرح.. ترك كفها واتجه نحوهم فجلست الأخيرة على المقعد المجاور إلى الاريكة وتساءلت نانا باهتمام : 
-عملتي ايه يا ندى؟ 
نظرت إليها وبدأت تقص عليهما كل شيء.. في حين فاجئ رحيم ابنه بحمله على ذراعيه واستدار به فركضت أشرقت إلى المواسير الصغيرة المختصة بروي العشب وقامت بفتحها.. لتخرج منها المياه وتستدير بشكل دائري وقامت بتشغيل الجميع.. فنظر رحيم إليها قائلاً : 
-يا مجنونة 
ضحكت ضحكة عالية ومسحت على شعرها المبلل.. ثم مسكت بيدي أختها وبدأت تقفز معها.. انزل هو ريان برفق وبدأ يستدير حول والده بمرح.. نظرت ندى إليه واتسعت ابتسامتها وبعد لحظات رأت زوجها الحبيب يتقدم إليها وهو يمسح على شعره المبلل.. ثم وقف أمامها ومسك بكفيها كي ينهضها عن المقعد وأخذها إلى الأولاد لتحظي بالقليل من المرح معهم.. 




" بعد مدة من الزمن.." 




وقفت أمام المرآة تمشط شعرها ثم نفثت القليل من العطر.. ثم مددت على الفراش وارتدت نظارتها لتتابع قراءة الرواية.. بعد لحظات دق باب الغرفة فرفعت جذعها عن الفراش تأذن بالدخول.. دخلت رنا مغلقة الباب خلفها وتقدمت نحوها وهي تقول : 
-حمد الله على سلامتك.. معلش جت متأخر 
ثم جلست أمامها على حافة الفراش فقالت الأخيرة بود :
-ولا يهمك.. عارفه قد ايه مشغولة مع زهره.. طمينني هي عاملة ايه؟ 
-الحمد لله.. قطعت علاقتها بالدكتور الجامعي.. هي طبعًا هتاخد وقت عم تنسى 
اومأت بالإيجاب وقالت بتآثر : 
-طبعًا.. ربنا معاها وتعدي المحنة دي على خير 
-يا رب.. 
ثم تساءلت : 
-تعرفي ان جيجي اتسجنت؟ 
ندى في دهشة : 
-اتسجنت؟.. لاء من امتى 
همت أن تتحدث لكن استمع رحيم إلى آخر كلماتهم وهو يخرج من المرحاض وقال بحده : 
-أنا اللي بلغت عنها 
ثم وقف يمشط شعره المبلل أمام المرآة فيما نظرت ندى إليه في دهشة وقد علمت لِمَ هو أبلغ عنها الشرطة.. التفتت الأخيرة إليه تطلع إليه في دهشة متسائلة : 
-ليه عملت كده؟! 
نظر إليها بحده وقد رفع أحد حاجبيه وهو يقول بعنف : 
-علشان هي اللي سمت ندى.. عارفه لو كنتِ مشتركة معاها ماكنتش اترددت ثانية وسجنتك 
-مش معقول.. جيجي تفكر تقتل 
-اللي قلبه أسود يعمل اكتر من كده.. وبعد اذنك مش عايز كلام في الموضوع ده تاني.. اتفضلي بره 
-رحيم 
نادته ندى في دهشة كي ينتبه من حديثه فاندفع بحده بالغة : 
-رحيم ايه.. دي تاني يوم تعبك كانت بتضحك ولما عتبتها قالت لما تبقى تموت امنعونا من الضحك 
اغمضت رنا عينيها عنوة تأنب نفسها على كلمات تقولها دون وعي منها فيما نظرت ندى إليها بحزن واكتفت بتحريك رأسها في كلا الاتجاهين بأسف.. 




-مستنيه اخرجك بنفسي 
قالها بحنق لترمي ندى بنظرات عتاب بفضل معاملته القاسية مع شقيقته.. فيما نهضت رنا متجه إلى الباب وخرجت مغلقة إياه خلفها فقالت ندى بحزن : 
-رحيم ماينفعش تعاملها كده 
جلس على حافة الفراش أمامها وتحدث بجدية : 
-مستحيل أسامح حد أساء لك.. أنتِ تستحقي كل شيء جميل.. وعلشان أنتِ قلبك أبيض وطيبة أساءت لك علشان واحده شيطانه 
رفع كفها إلى حيث شفتيه طبع عليها عدة قبلات حانية ثم نظر إليها بابتسامة خاصه بها فقط هامسًا : 
-بحبك يا عشق قلبي 
ابتسمت وتحدثت بنعومة : 
-بموت فيك 
*** 
قامت بحجز التذاكر كي تعود إلى كندا لكن رفضت زهره أن تعود معها.. تحدثت بنبرة ضيق : 
-مش عايزه تعيشي معايا 
وقفت إلى جوار باب الشرفة تطلع إلى الخارج وقالت بحزن : 
-مش قصدي.. انا حابة اعيش هنا 
نهضت عن الفراش متجه إليها ووقفت أمامها تطلع إليها بحزن قائلة : 
-لكن أنا عايزه أعيش معاكِ.. علشان خاطري فكري لحد معاد السفر 
-ماما مش عايزه اخليكي تتعلقي بأمل ضعيف.. انا خلاص أخدت قراري 
رمتها بنظرة عتاب وبكل هدوء تركتها وخرجت من ثم هبطت إلى الطابق السفلي متجه إلى غرفة والدتها ودخلت بعد أن قرعت الباب.. نظرت إليها لترى دموعها تملئ وجنتيها فتساءلت في قلق : 
-مالك يا بنتي ايه اللي حصل؟ 
جلست على حافة الفراش تمسح دموعها قائلة : 
-زهره قررت تقعد هنا ومش عايزه ترجع معايا 
ربتت على ذراعها وتحدثت بهدوء : 
-معلش يا حبيبتي سبيها على راحتها وصدقيني هترجعلك تاني 
-خايفة يا ماما ترفض ترجعلي تاني.. أنا قسيت عليها 
شعرت بالحزن من أجل ابنتها وأخذت تهون عليها كما أنها وعدتها بأنها ستحاول مع زهراء أن تعود إليها في أقرب وقت ممكن.. أومأت بالإيجاب مضطرة وهي تمسح على وجنتيها ثم تحدثت : 
-رحيم قالك ان جيجي هي اللي بعتت الاكل المسمم لندى ودخلها السجن 
شهقت بفزع قائلة : 
-جيجي؟!.. ايه القسوة والقلوب المريضة دي.. 
ثم أردفت بحنق شديد : 
-دي اللي كنتِ بدافعي عنها وعايزاها ترجع لأخوكي.. مش عارفه كان عقلي فين يوم ما قولتله عليها 
-مامتها كلمتني وطلبت مني اترجى رحيم يتنازل عن المحضر 
-علشان تعمل مصايب من دي تاني.. اسمعي أنتِ ماكليش دعوة بالموضوع ده سبيها تتربى.. ولا حتى تفكري تروحي تشوفيها كفاية مشاكل 
قالت كلماتها بحده وحسم شديد فيما ندمت الأخيرة على ما فعلته بندى ثم تنهدت بحزن قائلة : 
-أنا خلاص مسافرة 
-اهتمي ببتيك وولادك يا بنتي 
*** 


google-playkhamsatmostaqltradent