Ads by Google X

رواية ثأر الحب الفصل الخمسون 50 - بقلم زينب سعيد

الصفحة الرئيسية

         

 رواية ثأر الحب الفصل الخمسون 50 - بقلم زينب سعيد

الفصل الخمسون
رواية وفاز الحب 
الفصل الخمسون 
زينب سعيد 
❈-❈-❈
"قال الإمام الشافعي": ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج. مهما ضاقت بك الدنيا علي وسعها... تذكر أن أشد ساعات الليل ظلمة هي الساعة التي يليها الفجر...

دي حاجة بسيطة يا حبيبي ربنا يبارك لك فيه.
بعد فترة جاء شادي وعهد وتبادل السلام مع عاصم وبعدها جلس الجميع يتناولوا الطعام سويا في جو من الألفة والمحبة وظل عاصم برفقتهم إلي أن حل المساء وتأخر الوقت نهض عاصم وقال:
-الوقت أتأخر ومضطر أستأءذن  يا جماعة .
تمسك طفليه به وتطلعت له عليا بأمل .
تحدث يزيد بحزن:
-هتمشي وتسيبنا تاني ؟
حرك عاصم رأسه نافياً وأنحني بجزعه يداعب أنفها بأصبعه برقة وقال:
-مين قالك كده بس ؟
تسأل يزيد بحزن:
-أنت أهو مش انت ماشي ؟
أومأ عاصم بإيجاب وعقب:
-أيوة مروح بيتي.
رد يزيد بإصرار:
-يبقي أحنا نيجي معاك.
تسأل عاصم بعدم فهم:
-تيجي معايا ؟
رد يزيد بعند:
-مش أنت رايح بيتك وانت بابا يعني المفروض أنا ويزن وماما نيجي معاك بيتك صح ولا غلط ؟
تطلع عاصم له بترقب فطفله ليس كأي طفل من أقرانه بالفعل ذكي ولماح لأبعد حد.
تطلع عاصم بنظراته إلي يوسف لكن يوسف رفع يده بإستسلام بمعني أن هذا الأمر لا يعنيني .
ابتسم عاصم بهدوء وتسأل :
-أنت حابب تيجي معايا ؟
اومأ يزيد بحماس شديد وقال:
-أيوة وأنام في حضنك.
داعب عاصم شعره برفق وقال:
-طالما أنت حابب كده انا موافق يلا أطلع جهز نفسك.
صقف يزيد بحماس وركض إلي اعلي وخلفه شقيقه الأصغر يركض خلفه هو الآخر بحماس شديد.
نهض عاصم واستقام واقفاً والتفت إلي عليا واستطرد قائلا:
-أنا هاخد الولاد وهرجعهم ليكي بكره .
انمحي الأمل من علي وجهها وغابت الابتسامة وحل محلها الجمود تشعر بأن قلبها تهشم كقطع الزجاج وأصبح فتات صغيرة لا قيمة لها.
فاقت من شرودها علي صوته انتبهت له وردت بجمود:
-يزن لسه صغير محتاج إلي يأكله ويغير ليه خد يزيد بس.
رد عاصم بإختصار:
-هاخد الأتنين اتفضلي اطلعي جهزي حاجتهم أظن انا دكتور وهقدر اتعامل مع الأطفال كويس أوي.
التوي فمه بابتسامة ساخرة وعقب:
-أظن يزيد وهو صغير كنت بغير ليه وأكله يا مدام.
❈-❈-❈
زفرت بحنق وغادرت متجهه إلي أعلي بينما لم تستطيع نورسيل أن تصمت وتسألت بفضول:
-هو أنت مش هتاخد عليا معاك ليه ؟ هي مش لسه مراتك ؟
ضغط يوسف علي يدها كل تصمت لكن ألتفت إلي زوجها بعدم فهم وتسألت:
-مالك في أيه أنا قولت حاجة غلط أنا قولت الصح إلي المفروض يحصل فعلاً.
رد عاصم بإختصار:
-عليا لو حابة تيجي براحتها ده بيتها.
ردت نورسيل بإستفزاز:
-مممم أنت ماشي بالمثل إلي بيقول عيني فيه ويقول أخيه.
تطلع لها بعدم إستيعاب وتسأل:
-نعم مش فاهم ؟
ابتسمت نورسيل ساخرة وأجابت:
-يعني أنت بتحبها وبتموت فيها وعايزها تيجي معاك امبارح قبل النهاردة لكن كبرياء حضرتك مانعك وعايزها تعمل ده بنفسها صح ولا غلط ؟ عارفة انك هتقول غلط وأنا كلامي. فاضي بس مش عشان هو كده لا عشان أنت عايز تثبت كده بس اقولك حاجة أنت بتغلط أوي وبدل ما بتبني بتهد هتفضل تعاند معاها وهي تعاند معاك وتضيعوا سنين من عمركم تاني في فراق ووجع القلب وفي الآخر ترجعوا تندموا.
نهضت مستئذنة:
-سوري لو تطفلت عليك بس قولت انصحك بعد إذنكم.
غادرت نورسيل بينما تحدث عاصم بهدوء:
-يوسف محتاج عربية معلش عشان الولاد معايا.
أومأ يوسف بتفهم وقال:
-تمام يا عاصم شوف العربية إلي تناسبك وخدها .
هبطت عليا بعد قليل وبرفقتها أطفالها وتحمل حقيبة صغيرة.
أخذ عاصم منها الحقيبة وتحدث لأطفاله بحماس:
-جاهزين يا أبطال ؟
❈-❈-❈
ابتسم الطفلين وتسأل يزيد بفضول:
-هي مامي مش هتيجي معانا ؟
حرك عاصم رأسه نافياً وعقب:
-لأ يا حبيبي مش هتيجي معانا لو حابة تيجي براحتها.
رمقته عليا بغيظ وقالت :
-لأ يا زيزو مش هينفع اجي وبكره بإذن الله بابي هيرجعكم صح يا بابي ؟
ابتسم عاصم ساخراً وعقب:
-لو هما حابين يرجعوا بكره هجبهم لو عجبهم القاعدة معايا هيفضلوا لحد ما يقرروا ده .
رفعت حاجبيها بإستهجان وتسألت:
-قصدك أيه هتاخد ولادي مني ؟ 
ألتفت إلي شقيقها وتسألت:
-أنت سامع يا يوسف بيقول ايه ؟
تنهد يوسف وقال:
-أيوة سامع هو قال وقت ما يحبوا يرجعوا هيجبهم لو مرجعوش تقدري أنتي تروحي ليهم يا عليا ده جوزك ودول عيالك.
نظر الي عاصم بنبرة ذات معني وعقب:
-ولا عندك مانع يا عاصم ؟
رفع عاصم يده بإستسلام وقال:
-زي ما أنت قولت دول عيالها وبيتها كمان يلا بعد إذنكم.
ودع الجميع وأخذ أطفاله وغادر وكذلك نهض شادي وعهد وغادروا .
جلست عليا جوار والدتها والقت نفسها داخل أحضانها تبكي على حالها.
ضمتها صفاء إلي أحضانها وقالت:
-إهدي يا قلبي اهدي ولادك هيبقوا بخير ده أبوهم.
وضع يوسف ساق فوق ساق وقال:
-خايفة عليهم كنتي روحتي معاهم عليا متنظريش عاصم يطلب منك ده لأنه مش هيحصل ولو فكرتي تستني ده يحصل هتستني كتير مع الأسف عاصم عنيد وأنتي عنيدة وهتفضلوا في حيطة سد تصبحوا علي خير.
❈-❈-❈
صعد إلي أعلي بوهن يريد أن ينعم ببعض الراحة والاسترخاء فتح باب الجناح وليته لم يفعلها حتي وجد زوجته تجلس أرضا وحولها كل ما لذ وطاب من طعام الغداء اقترب منها وتسأل بعدم إستيعاب:
-ايه دي يا نورسيل ؟
ابتلعت ما في جوفها وتحدثت بنهم:
-جعانة يا حبيبي.
قطب يوسف جبينه متسائلاً:
-نورسيل انتي شايفة ده طبيعي ؟
انتبهت له وتسألت بغباء:
-هو ايه ده إلي طبيعي ؟
جلس يوسف القرفصاء أمامها وتحدث بنبرة ذات معني:
-أولا انا مش قصدي حاجة وألف هنا علي قلبك كمان بس انتي بتأكلي بزيادة أوي !
تركت ما بيدها وتحدثت بحيرة وتسألت بقلق:
-ودي فيها أيه مش حامل ؟
تنهد يوسف بقلة حيلة وقال:
-عليا كانت حامل وعهد ونايا وبصراحة محدش فيهم كان زيك كده كأنك حامل بقبيلة يا قلبي ؟
رمقته معاتبة وصمتت تنهد هو بقلة حيلة وقال:
-نورسيل أنا خايف عليكي يا قلبي الرسول صلى الله عليه وسلم قال ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك وضعك كده مش طبيعي ممكن عندك نقص عندك في حاجة هو إلي مخليكي علي طول جعانة كده ليه ما ندورش علي المشكلة ونعرف سببها آخر مرة عملتي ايه عند الدكتورة ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-مروحتش أصلا من اخير مرة روحنا.
هز رأسه بيأس:
-وطبعا مسألتيهاش عن موضوع الأكل ده ؟ ولا عملتي التحاليل إلي طلبتها ؟
اومأت نورسيل بايجاب.
زفر بحنق وعقب:
 -بكره بإذن الله نروح ليها.
ردت نورسيل بتذمر:
-هقولها أيه جايين عشان بأكل كتير هتضحك علينا.
صمتت قليلاً واكملت بمشاكسة:
-وممكن تقول جوزها مستخسر فيها الأكل ؟
رفع إحدي حاجبيه متهكما وقال:
-مستخسر فيكي الأكل تصدقي بالله أنتي مستفزة أنا قايم أنام .
نهض ولكن إقترب منها وشدها من أذنها بغيظ وغيرة:
-عدي أخويا وجوز أختك عشان كده مش بتكلم في نقطة إنطلاقك في الكلام معاه لكن عاصم لسه ميعرفكيش وعفويتك معاه غلط ومتنفعش .
ابتسمت بدلال وقالت:
-وأنت بقي غيران ؟ عشان كده قالب وشك ؟
استقام بجسده وأشرف عليها بطوله الفاره وتحدث بثقة:
-طبيعي أغير علي مراتي لأن لو حتي مش بحبك محبس حد يبص لحاجة تخصني يا قطتي تصبحي علي خير أنتي ومائدة الإفطار إلي قدامك دي.
غادر تاركاً إياها تتأكل غيظاً بينما هو ارتسمت علي شفتيه إبتسامة نصر.
ومن الأحاديث التي تدل على إعجاز السنة النبوية في هذا السياق ما رواه المقداد بن معد يكرب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) رواه الترمذي وحسنه.
وصل إلي باب الشقة وفتحه وأشار إلى أطفاله بالدخول دخل الاطفال وهو يحمل الحقائق خلفهم أغلق الباب ووضع الحقائب جانباً وأجلس طفليه أمام التلفاز وآخذ الحقائب ودخل إلي المطبخ يفرغ محتوياتها في الثلاجة فهو قد مر علي السوبر ماركت وأحضر طعام وما يلزم من أجل الأطفال بدأ بصناعة بعض السندوتشات وأعد لهم الحليب واتجه لهم وجدهم مازالوا يجلسوا أمام التلفاز جلس في منتصفهم وتحدث بدعابة:
-يلا بقي يا حلوين نتعشي ونام عشان بكره ورانا يوم طويل.
تسأل يزيد بفضول:
-هنروح فين يا بابي ؟
ابتسم عاصم بهدوء ورد:
-آول حاجة هنروح عند عمو علي نشوف جدوا عشان هو تعبان وقاعد عنده وبعدها هنروح الملاهي أيه رايك بقي ؟
صقف الصغير بحماس وقال:
-ونتغدا في ماك ؟
ابتسم عاصم وقال:
-هو ماك مقاطعة ممكن نشوف أي مطعم تاني مصري أيه رايك ؟
أومأ يزيد بإيجاب:
-موافق طبعاً بس مامي هتيجي معانا ؟
امتعض وجهه وتسأل:
-أنت حابب ترجع لماما أنت عايزني ؟
حرك يزيد رأسه سريعاً بلا:
-لأ عايزك بس كمان عايز مامي معانا.
ابتسم عاصم بتفهم وقال:
-ومامي لو حابة تيجي معانا هتيجي ها نأكل بقي عشان أخوك ده لسه هغير ليه البامبرز قبل ما ينام.
ضحك يزيد ووضع يده على أنفه بإشمئزاز:
-ياي هتغير ليه الكاكيه ؟
ضربه عاصم بخفة علي رأسه وعقب:
-اه يا خفيف زي ما كنت بغيره ليك وأنت صغير يلا يلا نأكل.
بدأ يزيد تناول طعامه وشرب الحبيب بينما حمل عاصم يزن علي قدمه يطعمه برفق ويساعده علي شرب كأسه.
بعد ساعة كان يتمدد عاصم علي الفراش في غرفة الأطفال وطفليه في أحضانه ولآول ليلة منذ عامين يغفي براحة وسلام كأن ضمه لأطفاله بمثابة الأمان والأمان لقلبه فهو من يحتاج الي ضمهم وليس هم .
❈-❈-❈
صرخة قوية شقت سكون الليل جعلت شريف ينتفض بفزع وهو يري وجه زوجته المتعرق وصراخها يملئ المكان وطرق علي باب غرفته نهض سريعاً وفتح لوالديه الذان تسالان بقلق عن ما يحدث ولكن حالة حنين كانت تغني عن أي سؤال فيبدوا أنه حان موعد ولادة طفلهم.
 ومع ساعات النهار الآولي وشعاع الشمس المضئ كان معه صرخة طفلهم الآول الذي أصر أن يأتي في هذا الوقت ولم يعطي فرصة لوالدته أن تذهب الي المشفي حتي فولد بالبيت بعد أن أحضر والده الطبيب.
أعطي الطبيب الطفل إلي شريف الذي حمله بين يديه بشعور غريب ومختلط يشعر بفرحة وحزن وخوف بفرحة لرؤيته وحزن علي الالام التي شعرت بها والدته وخوف عليه وعليها.
قبل جبين طفله بحب وآذن في أذنه اليمني وأقام في أذنه اليسرى وأطلق عليه إسم "سالم" وسط صدمة وتعجب والديه لكن ابتسم سالم لولده ممتنا .
بعد عدة ساعات كانت حالة حنين أفضل وتجلس علي فراشها ورضيعها بين أحضانها والغرفة تعج من حولها زوجها والديه ووالديها هي الاخري والخدم اللذان يعملان في القصر فارحين بهذا المولود الجديد ويطلقون الزغاريد فرحة وإبتهاجا به .
ابتسمت حنين براحة وفرحة لم تظن يوما أنها ستفرح هكذا أو أن الله سيعوضها خيراً كهذا بعد ما مرت به.
زوجها أهداه الله لها ووضع محبتها في قلبه وقلب والديه ووالدها تحسنت صحته وها هو يجلس جوارها هو ووالدته سعيدين بحفيدهم الآول من إبنتهم الوحيدة كانت تظن أن نهاية كانت مع موت شهاب ولكن لم تدري أنها كانت نقطة البداية والتحول لها.
كلما يشتد بنا الضيق فهذا مؤشرا أن الفرج بات قريباً فما بعد الضيق إلا وسع وراحة فقط أحسن الظن في الله هو يدبرها لك بما يرضيك أنت فأرضي بما هو لك فوالله سترضي بقدر ما رضيت بما رضاك به ربك .
❈-❈-❈
يحتسي القهوة بشرود وملل فعلي غادر لمتابعة أعماله بينما ظل هو بمفرده قطع جلسته رنين جرس الباب وضع الفنجان علي الطاولة ونهض ليفتح الباب تفاجئ بعاصم أمامه ولكن صراخ الصغيرين بإسمه جعله ينظر أرضاً ليلتفت لهم.
انتبه لهم وانحني سريعاً ليصل إلي مستواهم وعانقهم بشوق وحنين نهض بعد فترة حاملاً يزين بيد واليد الآخري يمسك بها يزيد اتجه علي الاريكة وأجلسهم بأحضانه.
اغلق عاصم الباب وجلس على المقعد بجوارهم بصمت تام قطع هذا الصمت عوني الذي تحدث بإنكسار لم يعهده من قبل:
-ما تتخيلش فرحتي النهاردة قد ايه يا عاصم وأنت داخل عليا بعيالك كان نفسي اليوم دي يجي من زمانك سامحني يا ابني لو كنت السبب انهم يبعدوا عنك ويفترقوا في يوم من الايام .
تنهد عاصم بأسي وقال:
-خلاص إلي حصل حصل أنسي إلي فات بلاش ننبش في الماضي لانه لا هيقدم ولا هيأخر بالعكس هيوجعنا وبس .
نظر له عوني بأسف وصمت.
تحدث يزيد بتساؤل:
-هو أنت كمان يا جدو كنت تعرف ان بابا يبقي عاصم مش عمو عامر ؟
أومأ عوني بإيجاب:
-أه.
امتعض وجه الصغير وتسأل:
-طيب ليه مش قولت ليزيد ؟
ابتسم عوني بتعقل وقال:
-كنت مستني بابا هو إلي يجي ويقول ليكم بنفسه يا حبيبي.
نهض عاصم وهتف في أطفاله:
-كفاية كده يا يزيد جدو تعبان ومحتاج يرتاح.
تحدث عوني بلهفة:
-رايح فين أقعد ملحقتش اشبع منك ولا من الولاد .
تنهد عاصم وقال:
-الولاد حابين يروحوا يقضوا اليوم بره مرة تانية بإذن الله.
صمت عاصم قليلاً.
انتبه له عوني وتسأل بفضول:
-عايز تقول أيه يا عاصم ؟ 
طالعه عاصم بحيرة فأكمل عوني بجدية:
-حاي لو أنت طول عمرك بعيد عني يا عاصم هتفضل أبني الي اعرفه من نظرة عين واعرف هو عايز يقول ايه فهمت يا أبني أطمئن أنا هروح بكره للمحامي ألغلي  التوكيل مش ده إلي أنت عايز تقوله يا حبيبي ؟
أومأ عاصم بإيجاب وعقب:
-أيوة .
ابتسم عوني بهدوء ورد:
-اطمئن هيحصل.
استأذن عاصم واخذ أطفاله وغادر بينما ظل عوني جالسا كما هو ينظر في آثره بندم فيما وصل أليه هو وأطفاله لن يسامح نفسه طوال حياته علي ما اقترفه في حقهم حتي لو كان دون إرادتهم فما حدث حدث وهو ضلع مشترك به.
❈-❈-❈
لم تنم ليلتها طوال الليل تشعر بأشواك تخترق جسدها من الفراش أو كرات من الجمر أسفل جسدها فهذه أول ليلة يبتعد بها أطفالها عنها كيف ستحيا من دونهم أو كيف تستطيع أن تقضي ليلة آخري من بدونهم.
فاقت من شرودها علي صوت طرق علي باب الغرفة والخادمة تخبرها أن عاصم وأطفالها في إنتظارها في الأسفل.
انتفضت علي الفور وارتدت ملابسها علي عجالة وهبطت إلي الأسفل وفور أن وقع عينيها علي طفلها ركضت اليهم وضمتهم إلي أحضانها بلهفة وإشتياق .
تنهد عاصم بأسي وعقب:
-من كام ساعة وحشوكي ؟
رفعت رأسها وتحدثت والدموع تنهمر من عينيها:
-لو دقايق بس بعيد عني مقدرش أعيش من غيرهم دول النفس إلي بتنفسه .
تنهد عاصم وقال:
-قومي ألبسي أنا والولاد خارجين وحابين إنك تبقي معانا .
ردت بكبرياء:
-لأ مفيش داعي مش حابة أبقي عزول معاكم.
رمقها بنفاذ صبر وقال:
-أتفضلي غيري هدومك يلا عشان منتأخرش.
زفرت بحنق وغادرت متجهه إلي غرفتها وهبطت بعد نصف ساعة وهي بكامل أناقتها وغادرة بصحبته هو وأطفالها وهذه اول مرة يخرجوا بها كأسرة واحدة.
❈-❈-❈
تتمدد نورسيل علي الفراش الطبي ويوسف يقف جوارها ممسكاً يدها بحب.
بينما الطبيب ينظر إلي الشاشة أمامه بترقب والتفت لهم فجأة وتسأل:
-انتوا كنتوا متابعين مع مين ؟
رد يوسف بقلق:
-دكتور..... ليه في حاجة يا دكتور؟

  • يتبع الفصل التالي اضغط على ( ثأر الحب) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent