Ads by Google X

رواية حب رحيم الفصل الخمسون 50 - بقلم سمر عمر

الصفحة الرئيسية

   

 رواية حب رحيم الفصل الخمسون 50 -  بقلم سمر عمر



المشهد 50 " عشق الندى.."
اذكروا الله يا جماعة الخير 💙💙..

" المشهد 50.."

" عشق الندى.." 

هلا الربيع بنسماته الخافتة التي تهدأ الروح والبدن.. تتراقص العصافير فوق الأشجار التي تُغطي الحديقة بفروعها الخضراء الزهية وأُخرى بفروعها الوردية.. رائحة الفل والياسمين تملأ المكان كي يكتمل الربيع.. 

خرجت إلى الشرفة ووقفت أمام ورد الفل الأبيض.. استنشقت رائحتة عن قرب ثم نظرت حولها بابتسامة واسعة ترحب بالربيع لكونها من عشاقه.. خرج الأخير واحتضنها من الخلف رافعاً أحد يديه التي تحمل وردة زرقاء.. ابتسمت وأخذت الوردة تستنشق عطرها.. ارتكز هو بذقنه على كتفها وقبلها على وجنتها برقه وهمس بالقرب من آذنها :

-رائحتك من رائحة حقول الفل 

اتسعت ابتسامتها والتفتت إليه هامسه بنعومة شديدة :

-بحبك.. بحبك قد العالم 

مسح على جانبي رأسها وقبلها على جبينها بعد ذلك نظر إليها بمرح قائلاً :

-أنتِ حب رحيم 

-وأنت عشق الندى 

خطفت روحه بتلك الجملة واحتضنها عنوة فبادلته بذات العناق وتساءلت مبتسمه :

-جاهز لعرض الأزياء؟ 

-طبعًا.. أنتِ جاهزة؟ 

ثم ابتعد عنها قليلا وهي تتحدث بثقة :

-طبعًا 

-عايز أخد رايك في حاجة.. 

أومأت بخفه وهي تستمع إليه باهتمام :

-الفيلا اللي شاهده على حبنا.. ايه رايك نعيش فيها 

-فيلا الأبيض والأسود 

ضحك ضحكة خفيفة ثم قبلها على وجنتها وقال بجدية :

-اه الأبيض والأسود

-مفيش مشكلة لو قعدنا فيها فترة.. لكن البيت ده علشان خاطري بلاش نسيبه.. لأنه البيت اللي بدأنا فيه حياتنا مع بعض 

أومأ بتفهم واقتنع بكلماتها ثم ضمها إليه صدره وتنهد بعمق قائلاً :

-ربنا يديمك نعمة في حياتي 

-يا رب ويخليك ليا 


" بعد مدة من الزمن.." 

تناول الجميع الغداء في حديقة المنزل.. وبعد لحظات نظرت زهراء إلى خالها متسائلة :

-ممكن اجي معاك الحفلة يا خالو؟ 

-أه يا حبيبتي مفيش مشكلة 

ابتسمت فقالت ندى كي تحمسها أكثر :

-والفستان اللي يعجبك بس شاوري عليه واعتبريه هدية مني 

-شكرًا جدا 

-أنا كمان عايزه فستان 

قالت أشرقت كلماتها بتذمر فابتسمت ندى قائلة :

-مش اتفقنا أصمم لك فستان حلو.. 

ثم نظرت إلى رحيم وتساءلت :

-رحيم يعني ماقولتش رايك في فكرة تصميم لبس الأطفال 

لينظر إليها قاطبًا جبينه وقال بجدية :

-مش محتاجة رأي لأنك صح في كل حاجة 

-واخده رخصة في كل حاجة يا ندى 

تحدثت نجلاء بمداعبه فنظرت ندى إليها مبتسمه وهمت أن تتحدث لكن زهراء سبقتها بنبرة تمني :

-اتمنى اتجوز واحد زي خالو رحيم 

قال بجديه بعد أن نظر إليها :

-بإذن الله هيبقى أفضل مني كمان 

تدخلت ندى بالحوار قائلة بجدية :

-أنتِ زهره وفعلا زهره.. كمان طيبة ومؤدبة تستاهلي كل خير 

شعرت بالخجل من كلماتهم الموجه لها وقالت مبتسمه :

-كده هتغر 

-من حقك يا قلب خالو 

نظرت جدتها إليها بابتسامة واسعة وقالت بمرح :

-يا سيدي على الدلع 

نظرت إلى جدتها بعينين لامعتين من السعادة.. بعد ذلك صدح صوت الهاتف الخاص بها فنظرت إليه لترى اتصال من والدتها.. أخذته ونهضت لتقف جانبًا تتحدث إليها.. 

-ريان معاد تدريب السباحة بعد ساعة.. جاهز؟ 

-طبعاً يا مامي.. انا متحمس جدًا كمان بعض زمايلي هيحضروا معايا البطولة وصديقي بيشجعني 

ندى بحماس ونبرة تفاؤل :

-بإذن تكسب يا روحي 

ابتسم إليها وأكمل طعامه.. في حين نظر رحيم إلى زوجته الحبيبة واقترب منها قليلاً ليهمس :

-بقى عنده أصدقاء.. لاء وكمان يحب يروح النادي علشان يقابلهم ويلعب معاهم الألعاب الرياضية

همست الأخيرة بنبرة كبرياء مصطنعة :

-كان عندك شك في تأثيري عليه ولا ايه 

تأمل ملامحها بنظرات جريئة انتبهت إليها جيدًا وهمس بنبرة غزل :

-أنتِ تأثيرك عامل شبه البنج 

ضربته على كتفه بخفه فابتسم ثم تابع كلا منهم طعامه في صمت

***

" مساء ذات اليوم.." 

استعدت للذهاب إلى الحفل.. ارتدت فستان أسود لامع منفوش قليلاً بحزام من عند الخصر بذات اللون.. وارتدت حجاب أحمر فاتح وحذاء بكعب بذات اللون.. ثم زُينت عنقها بقلادة تحمل قلب زوجها سبق وقام بشرائها من أجلها وأيضًا أسواره نبضاته حول معصم يدها.. 

ارتدى هو الأخير بدلته السوداء التي تجعله أكثر وسامة وأيضاً ينجذب له الجميع.. وقف يتطلع إليها بنظرة إعجاب وأخذ يصدر صفيرًا عالياً وقال بجدية :

-حبيبي عدى حدود الجمال.. حبيبي فوق جميع النساء وأجملهن 

التفتت إليه وبدأت تنفث له القليل من عطره المفضل قائلة :

-حبيبي رائع وجذاب خاص بي أنا 

ثم قبلته على وجنته بنعومة شديدة.. ثم وضعت زجاجة العطر وأخذت حقيبة يدها المميزة وتأبطت ذراعه قائلة بحماس :

-يلا على الحفلة 

قبلها على جانب رأسها ثم خرجوا من الغرفة.. كانت زهراء بالأسفل في انتظارهم وايضًا تتميز بفستانها الوردي الطويل ورافعه شعرها على هيئة ذيل حصان.. تركت الأولاد مع كلا من السيدة وفيه والسيدة نجلاء وذهبوا إلى الحفل.. 

بعد نصف ساعة تقريباً وصل إلى العنوان المنشود.. صف السيارة أمام السجادة الحمراء وبدأت الأضواء تتسلط عليهما.. ترجل السائق وفتح الباب الخلفي ترجل رحيم ماسكًا بكف حبيبته يشعر بالفخر لكونها زوجته.. بدأ الجميع بالتصوير فانتظر ابنة شقيقته حتى وقفت إلى جواره فمسك بكفها هي الأخرى واتجه إلى الداخل والحرس يمنعون بعض الصحافيين من التقرب منهما.. 

كان عمرو في انتظاره واحتضنه فشدد رحيم في احتضانه.. ثم ابتعد عنه لينظر إليه وتساءل باهتمام :

-أخبار دراعك ايه؟

-أحسن الحمد لله مع التمارين 

ربت على ذراعه برفق ثم صافحته ندى.. بعد ذلك اتجه الجميع إلى الطاولة كي يجلسون عليها.. بعد دقائق بدأ عرض الأزياء مع موسيقى خاصة به.. خرجت فتاة تليها فتاة ليخطفن أنظار الجميع بالأزياء الرائعة واللون الموحد الهادئ.. عقب انتهاء العرض صفق الجميع بحرارة.. من ثم صعد عمرو إلى المنصة ووقف يتحدث عن الأزياء والشباب المكافحين ومؤسس شركة الشباب " رحيم.." انتهى من حديثه الرسمي ودعا المستر للصعود على المنصة.. 

نهض عن المقعد متجهًا إليه والأضواء موجه إليه.. فيما صفقت ندى إليه بحرارة وهي تطلع إليه بنظرات مليئة بالحب والفخر.. وقف يشكر الجميع على الحضور وشكر خاص لصديقة سنده.. ثم قدم شكر لزوجته الحبيبة على ما قدمته من أفكار هائلة تسببت في ذلك النجاح الكبير.. بعد ذلك قام بدعوة الشباب المصممين إلى المنصة.. 

نهض الجميع من ضمنهم ندى ووقفوا إلى جواره وأحاط هو كتف زوجته بذراعه وابتسم لتلك الكاميرات التي تلتقط لهما الكثير من الصور من أجل المجلة.. بعد ذلك أمر عمرو بفتح البوفيه وبدأ الجميع بتناول العشاء.. وقفت ندى مع زهره جانبًا وتساءلت باهتمام :

-أيه الفستان اللي عجبك 

ابتسمت وتحدثت بخجل :

-مش عارفه بصراحة خجلانة منك 

-يا حبيبتي بلاش الرسمية دي.. أنتِ أختي 

-شرف كبير ليا إنك اعتبرتيني أختك 

ابتسمت إليها بود ثم مسكت بكفها وأخذتها إلى حيث غرفة الأزياء كي تختار أولًا.. وقف عمرو أمام صديقة ينظر إليه بابتسامة بسيطة قائلاً :

-شكرًا على وقفتك جنب أهلي 

-شكرًا؟!.. 

تناول القليل من المشروب ثم ربت على ذراعه السليم وقال بحنق :

-شكرًا دي تقولها لواحد غريب مش لـ أخوك 

-الأخ له شكر برضه.. حقيقي بحمد ربنا على وجودك 

ترك الكوب أعلى المنضدة واحتضنه مربتًا على ظهره قائلاً :

-ربنا يديمك نعمة في حياتي 

-يا رب.. 

ثم ابتعد عنه وتحدث مبتسماً :

-مش انا سمعت كلامك وخلاص خطبت 

رفع رأسه للأعلى قليلا قائلا في دهشة :

-ياه يا عمرو.. انت بتهزر؟ 

ضحك ضحكة خفيفة قائلاً :

-أه والله.. خطبت بنت عمي ووافقت باين عليها كانت بتحبني 

-ومازالت بتحبك أكيد.. ربنا يكملكم على خير 

غمز بمشاكسة قائلا :

-الخطوبة قبل سفر أسوان 

-مش محتاج عزومه يا عمرو انا اخو العريس 

أومأ تأكيدًا على حديثة ثم احتضنه بشدة.. في حين خرجت ندى برفقة زهراء تحمل جراب فستان آخر قامت باختياره من أجل حفلة كتب كتاب صديقتها المقربة.. وقفت إلى جوارهم وقالت مبتسمه :

-ربنا يخليكم لبعض 

ابتعد رحيم عن صديقه محتفظًا بإحاطة كتفه بذراعه وقال بنبرة فرحة واضحة :

-باركِ لعمرو خطب أخيرا 

لتنظر إليه بلهفة واتسعت ابتسامتها قائلة :

-ألف مليون مبروك يا عمرو ربنا يتمم بخير

-يا رب 

***

" بعد ثلاثة أيام.." 

كانت إلى جانب صديقتها طوال اليوم.. فاليوم مميز لأنها سوف تتزوج.. ساعدتها على ارتداء الفستان الذي من تصميمها.. مميز بلون القمح يليق بلون بشرتها وبمساحيق التجميل الخفيفة.. يصل طوله إلى رسغيها ومُزين بنقوش من الورود الصغيرة المتناثرة ذات أكمام منفوشة من الشيفون.. 

جلست خلفها تضع لها القليل من المثبت على شعرها ثم قبلتها على وجنتها وقالت بفرحة :

-مبروك يا روحي ربنا يسعدكم 

-الله يبارك لي فيكِ يا أجمل وأجدع صديقة 

دق الباب فالتفتت ندى إليه تأذن بالدخول فدخلت والدة جميلة قائلة :

-يلا يا جميلتي علشان عريسك وصل والمآذون كمان 

أومأت بالإيجاب وبدأت تفرك في أصابع يديها فأمسكت ندى بها لتشعر ببرودة يدها لتضحك ضحكة خفيفة.. ضربتها جميلة على ظهر يدها وكادت أن توبخها لكنها رأت والدها يدخل.. نهضت عن المقعد تطلع إليه بابتسامة واسعة وقالت بنبرة توتر :

-عارفه اني عذبتك معايا.. لكن خلاص فاضل يومين وأسيب البيت 

مسح على ذراعيها برفق ثم قبلها على جبينها بحنان ونظر إليها بنظرة فخر قائلاً :

-أنتِ بنتي الفخور بيها دايما واليوم ده أسعد يوم في حياتي وهتوحشيني قوي 

ثم ضربها على جانب رأسها بخفه كما يفعل دائمًا فابتسمت بتأثر ثم احتضنته.. ضمت الأخيرة يديها إليها تطلع إليهم بتأثر واضح.. بعد ذلك مسك بكفها وخرج فأخذت ندى طبق بلاستيك ممتلئ بالورود وبدأت تقذف عليها.. تشبثت في يد والدها أكثر وهي تشعر بالخجل الشديد وبمجرد أن رأت علاء أطرقت رأسها.. أشار رحيم بمرح إلى شقيقه أن يذهب إليها ويعطيها باقة الورد.. ابتسم إليه واتجه إليها فصفق شقيقه إليه في حين وقف الأخير يصافح والدها وأعطى لها باقة الورد وهم أن يمسك بكفها لكن مسك والدها بيده هو واتجه به إلى غرفة الصالون.. 

لحق رحيم بهما فهو الشاهد على العقد فيما ركضت أشرقت إلى ندى وأخذت بعض البدلات كي تقذف بها على جميلة.. قبلتها جميلة على وجنتها ثم جلست على الاريكة بين والدتها ونجلاء.. تركت ندى طبق الورد مع أشرقت وأخذت تلعب به مع أختها الصغيرة.. 

ما هو إلا وقت ليس بقليل وأعلن المأذون الزواج.. نهض الجميع واستقبل علاء التهنئة من الجميع وعلى وجه السرعة خرج متجهًا إلى جميلة قلبه.. مسك بكفها وانهضها عن المقعد كي يحتضنها.. جحظت عينيها تطلع إلى كلا الاتجاهين ثم رفعت يديها وضعتهما على ظهره.. نهض الجميع يباركون لهما بحرارة.. 

همس هو بالقرب من آذنها :

-مبروك يا جميلة قلبي.. بحبك والله 

اتسعت ابتسامتها وشعرت بالخجل من حروف تلك الكلمة وقالت بهدوء :

-الله يبارك فيك 

ابتعد عنها وقبلها على جبينها بحنان ثم تركها لوالدتها تحتضنها واحتضن هو والدته وأخذت تبارك له بفرحة كبيرة.. رفع ريان رأسه إلى ندى متسائلاً :

-هما خلاص اتجوزوا 

نظرت إليه مبتسمه وقالت بعد أن قبلته على رأسه :

-اه يا حبيبي.. عقبالك لما تكبر يا قمري 

ثم قبلته على وجنته ورفعت جذعها وصافحت علاء ثم احتضنت صديقتها.. فيما احتضن علاء ابنة شقيقته قائلاً :

-عقبالك يا روحي 

-بإذن الله يا خالو 

قضوا اليوم في منزل العروسة ولم تخلوا الحفلة من ضحكاتهم وسعادتهم.. وبعد ذلك أخذ علاء جميلة وجلس الاثنان معًا في الشرفة.. وتحدث معها في الكثير من الأمور عن حياتهم ومستقبلهم.. بادلته بالحديث كما أنها عبرت عن مدى حبها وإعجابها به.. بعد أن استمع منها اعترافها الرائع الذي راق إليه كثيراً ووجد نفسه يحتضنها فشعرت بالخجل قائلة :

-احنا في البلكونة 

-عادي أنتِ مراتي وحبيبتي وقلبي 

ثم ابتعد عنها قليلاً ومسك بكفها رفعه إلى حيث شفتيه يقبلها برقه.. فاصطبغت وجنتيها بحمرة الخجل الممزوج بالحب وتنهدت قائلة :

-على فكرة انا فخورة بيك جدًا.. بحب الراجل المكافح اللي بيتغير 

-والأهم بقى اني اتغيرت علشانك قبل نفسي.. بحبك وبحمد ربنا علشان قابلتك.. ربنا يديمك في حياتي 

-يا رب ويديمك في حياتي 

قالت كلماتها بنبرة خجل فابتسم وأحاط كتفها ورفع كفها إلى حيث شفتيه يقبلها برقه.. بعد ذلك تنهد بعمق ويفكر في ذلك المستقبل الرائع الذي سيكون في انتظاره هو وزوجته جميلة قلبه 

***

هبطت الطائرة إلى مطار أسوان.. عقب خروجهم من المطار استنشقت رائحة أسوان ونظرت إلى زوجها الحبيب بابتسامة منبعثه من القلب.. أحاط كتفها بذراعه وقبلها على جانب رأسها برفق.. ثم استقل سيارة كانت في انتظارهم خاصة بالفندق الذي سبق وحجز به.. 

عند وصولهم صف السائق السيارة جانبًا فترجل الاثنان وامسك بكف حبيبته بل تشابكت أيديهم ودلفا إلى الداخل.. استلم مفتاح الجناح الخاص بهم ولحق بهم موظف يحمل الحقائب.. عند وصولهم فتح الباب لتدخل ندى وأعطى المال إلى الموظف وادخل الحقائب بنفسه.. 

خرجت إلى الشرفة بلهفة ووقفت تطلع إلى جمال أسوان بعينين متلهفة بشوق.. خرج واحتضنها من الخلف وقال بعد أن قبلها على وجنتها :

-بحبك 

-بموت فيك.. 

قبلته على وجنته بنعومة ثم عادت بالنظر إلى الطبيعة قائلة :

-سبحان الله.. شايف الجمال 

-سبحان الله.. مش شايف غير جمالك 

اتسعت ابتسامتها والتفتت إليه جاعلة من ذراعيها طوق حول عنقه هامسه :

-بحبك 

-بعشقك يا روحي 

ثم احتضنها عنوة فبادلته بذات العناق بل وأكثر واغمضت عينيها قائلة :

-كل عام وأنت الخير.. كل عام وأنت نبض قلبي.. ربنا يخليك ليا يا حبيبي ودايما مع بعض.. أجمل يوم هو يوم ميلادك يا روحي 

نظر إليها قاطبًا جبينه قائلاً :

-عيد ميلادي لسه بكره 

-يا حياتي كل يوم وانت جمبي عيد 

قبلها على ثغرها واحتضن وجنتيها براحتي يديه وقال مبتسمًا :

-ربنا يخليكِ لقلبي 

-يا رب.. 

ثم أردفت :

-بعد بكرة الولاد لازم يكونوا هنا مش هقدر ابعد عنهم اكتر من كده 

-حاضر يا روحي اتفقت مع عمرو يجيبهم.. المهم خلينا مع بعض اليومين دول بقى 

أومأت بالإيجاب بمرح فضمها إلى صدره لتُحيط هي خصره بذراعيها وتنهدت بعمق.. 

" بعد مدة من الزمن.." 

أخذها في رحلة سياحية أشرف عليها بنفسه.. وكانت تضحك عندما يشرح لها ويعرفها على الأماكن السياحية.. بعد ذلك التقطا الكثير من الصور المرحة ولم تخلوا الصور من ابتسامتهم.. ومن حين لآخر يقبلها على جبينها ويدها ويعبر لها عن مدى عشق قلبه لها وكم تعشق عيناه عينيها.. 

وفي تمام الساعة الثانية عشرة مساًء في اليوم التالي.. جهزت له حلوة عيد ميلاده واحتفل الاثنان فقط بتلك المناسبة الرائعة.. وبعد أن اطفأ الشمعة صفقت وقبلته على وجنته عنوة ثم احتضنته.. بعد ذلك قامت بتشغيل أغنية حب هادئة وتمايلت معه على انغامها وهي تحتل عنقه بذراعيها.. نظرت سوداويته إليها بنظرات من العشق المنبعث من بين أوردة قلبه الذي ينبض بها ولها.. بادلته بذات نظرات العشق وأصبحت العيون تتحدث أكثر من الشفاه..

عقب انتهاء الأغنية قبلته على وجنته وتساءلت بصوت منخفض :

-جاهز للهدية؟! 

-أنتِ أجمل هدية 

رفعت حاجبيها بمرح وقالت بابتسامة مرحة :

-عارفه طبعًا.. لكن لازم هدية 

ثم التفتت متجه إلى الخزانة ووقفت تفتحها لتأخذ حقيبتها وأخرجت منها علبة مستطيلة ملفوف عليها شريط أحمر.. عادت إليه ومدت يديها بها بابتسامة خاصة به.. أخذها وسحب الشريط وقام بفتحها.. تعجب من ذلك الشيء الذي داخلها بينما هي تطلع إليه باضطراب وأخذ صدرها يعلوا ويهبط.. مسك بذلك الشيء يتطلع إليه عن قرب ليجده اختبار حمل نتيجة إيجابية.. عندما فاق من دهشته نظر إليها بلهفة قائلاً :

-حامل؟ 

أومأت بالإيجاب عدة مرات بابتسامة جعلت من عينها تلمع من كثرة السعادة.. احتضنها عنوة وأخذ يقبلها على رأسها عدة مرات وقال بمرح :

-أب للمرة الرابعة.. 

ثم ابتعد عنها وقال بسعادة واضحة :

-الف مبروك يا روحي.. مبروك يا قلبي 

ثم احتضنها ثانية فبادلته بذات العناق بل وأكثر وقالت مبتسمة :

-الله يبارك لي فيك يا روحي 

ركع على ركبتيه وقبلها على بطنها ووضع كفه عليها برفق قائلاً :

-والدك سعيد بوجودك هنا حبيبي.. ربنا يخرجك للدنيا بسلام 

مسحت على شعره برفق فنهض وقبلها على جبينها بحنان وتحدث بحسم :

-مستحيل نرجع القاهرة بالطيارة 

-لو كان فيه خطر كنت طلبت نسافر بالعربية من الاول.. لكن أخدت آذن الدكتورة وقالت مفيش قلق.. وبعدين يا حبيبي ده هي ساعة 

-ماشي يا روحي 

رفع كفها إلى حيث شفتيه وطبع عليه قبلة حانية فقالت مبتسمة :

-بعشقك يا رحيم.. ربنا يخليك ليا حبيبي 

-بعشقك يا حب رحيم.. أنا بذوب فيكي يا ندى 

-وأنت عشق الندى 

راقت له كلماتها كثيرًا وضمها إلى صدره يحتويها بكلتا ذراعيه.. فأغمضت عينيها حيث تجد الاحساس بالهدوء والسكينة.. قبلها على رأسها برفق وقال بحب :

-يا بسمة روحي ونبضاتي.. أنتِ حب رحيم وقلب رحيم بل نبضات رحيم 

-وأنا اذوب في رحيم.. بعشقك يا عشق الندى
***
.. تمت بحمد الله.. 
google-playkhamsatmostaqltradent