رواية ثأر الحب الفصل التاسع و الخمسون 59 - بقلم زينب سعيد
الفصل التاسع والخمسون
رواية وفاز الحب الحب.
الفصل التاسع والخمسون.
زينب سعيد .
❈-❈-❈
وصلت أمام قسم الشرطة وتوقفت بسيارتها وهبطت من وداخلها يرتعب لتواجدها في مكان كهذا لكن لم تستطيع أن تظل ساكنة في المنزل هكذا وهو هنا وحيداً بين جدران السجن .
تحركت إلي الداخل وسألت عن مكتب الضابط ودخلت له واستأذنت لرؤية عاصم.
تحدث الضابط باحترام:
-حضرتك تقربي ليه ايه ؟
-ردت بإختصار:
-أنا مراته.
قطب الضابط جبينه وتسأل:
-حضرتك أختك يوسف باشا المغربي ؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة.
تنهد الضابط وقال:
-هو طبعاً ممنوع الزيارة الا بإذن بس هعمل لحضرتك استثني وهتقابليه.
ابتسمت بإمتنان وقالت:
-شكرا لحضرتك.
ضغط علي الزر وبعد قليل فتح الباب ودخل العسكري.
أدي العسكري التحية بإحترام:
-أوامرك يا فندم.
تحدث الضابط بعملية:
-هات الدكتور عاصم المغربي من الحبس تحت.
رد العسكري بإحترام:
-أوامر حضرتك يا فندم.
غادر العسكري ونهض الضابط وقال:
-طيب أنا عندي مرور دلوقتي ربع ساعة وهرجع بعد إذنك.
ردت عليا بإمتنان:
-شكرا لحضرتك أتفضل.
❈-❈-❈
فتح باب الزازنه اعتدل علي الفراش وقوس جبينه متسائلاً:
-في حاجة يا عسكري ؟
رد العسكري بإيجاب:
-أيوة حضرة الظابط عايزك أتفضل معايا.
أومأ بإيجاب ونهض وتحرك برفقته بصمت تام.
وصلوا إلي المكتب وطرق الباب وأدخله العسكري وغادر مغلقا الباب خلفه .
أتسعت عيناه بعدم تصديق وتسأل:
-أنتي بتعملي أيه هنا ؟
نهضت من المقعد واقتربت منه وتحدثت بخفوت:
-جيت أطمئن عليك.
صاح بجنون:
-نعم يا أختي تطمني أيه وزفت أيه ؟ أنتي أتجنننتي تيجي مكان زي ده ؟
حاولت التبرير لكن زجرها بغيظ:
-يوسف عارف إنك جاية ؟
حركت رأسها نافية وقالت:
-لأ يا عاصم قولت ليوسف وهو رفض اجي.
إبتسم ساخراً وعقب:
-كمان ؟ يعني هو رفض ؟ روحتي أنتي جيتي من وراه ؟
اومأت بإيجاب وتحدثت بتبرير:
-أنا كنت قلقانة عليكي وجيت أطمئن عليك .
حرك رأسه بعدم إستيعاب وتسأل:
-هو أنتي أيه بالظبط ؟ معلش عايز أفهم انتي ايه مبتتعلميش كل شوية مصيبة اتفضلي يا مدام علي البيت وحسم عينك تخرجي من البيت أصلا لغاية ما أخرج من هنا وأنا كلامي مع يوسف .
تساقطت الدموع من عينها وهتفت بخفوت:
-أنت أسفة بس بجد كنت حابة أطمئن عليك عشان أطمئن الولاد كمان ازاي هقدر أطمنهم وأنا نفسي مش مطمنة ؟ أنت جبت القسوة دي منين بدل ما تفرح أني فكرت فيك وجيت لحد هنا عشان أشوفك.
ابتسم ساخراً وقال:
-أفرح ده أنا هتحزم وأرقص كمان هو أنا أطول مدام عليا تيجي تزورني طيب نسيتي تجيبي عيش وحلاوة ولا جبتي ؟
رمقته بغيظ وقالت:
-هو فيه أيه بالظبط أنت بتعاملني كده ليه ؟ عارفة أني غلط زمان ودلوقتي جاية أصلح غلطي أنت ليه زعلان ومش متقبل ده ؟ بدل ما تشكرني ؟
تنهد عاصم بأسي وقال:
-أنتي جاية تشوفيني فين ؟ عليا ده قسم شرطة ؟ بقي عليا المغربي تيجي مكان زي ده وسط الحوش والمساجين والبلطجية ؟ قدر حد وقف ليكي أو أتهجك عليكي هتعملي ايه ؟ بترمي نفسك وسط النار ليه ؟ وكمان جاية لوحدك ومن غير ما تعرفي حد وعايزاني أسكت ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-أنا أسفة بس والله كان غرضي أطمئن عليك.
لم يستطيع أن يتركها هكذا بريئة هشة تبكي زفر بحنق واقترب منها وتحدث برفق:
-ممكن تهدي وجودك هنا غلط يا عليا اتفضلي يلا عشان تروحي وياريت تخدي بالك من نفسك ممكن ؟
أومأت بإيجاب وقالت:
-ممكن أنت مش زعلان مني صح ؟
تنهد وتسأل:
-لو قصدك علي إلي حصل زمان فلسه زعلان يا عليا أحنا بينا شرخ كبير بس مسير الأيام تداويه يا بنت قلبي يلا بقي عشان وجودك هنا غلط بوسيلي الولاد ممكن ؟
ابتسمت بخفة وعقبت:
-حاضر واطمئن الولاد مستنينك علي احر من الجمر .
تسأل بقلق:
-أوعي يكون الولاد زعلانين من سفري خصوصا يزيد ؟
ابتسمت بهدوء وقالت:
-هو كان زعلان بس اقنعته ان عدنك شغل أطمئن .
تنهد براحة وعقب:
-تمام عليا مش عايز اشوفك هنا تاني سمعاني ؟
أومأت بإيجاب:
-حاضر يا عاصم حاضر.
❈-❈-❈
استيقظ من نومه علي رنين هاتفه اعتدل بوهن ورد علي المتصل:
-ألو أيوة يا بيجاد لا لا مفيش قلق ولا حاجة أنا كنت هصحي النهاردة ؟ تمام ماشي لا يا حبيبي سلامتك.
أغلق الهاتف ونهض متجهاً إلي المرحاض آخذ حمامه وخرج بعد قليل وجدها مستيقظة وتجلس علي الفراش.
اقترب منها وتسأل بقلق:
-أنتي بخير صح ؟ لسه في حموضة ؟
أومأت بإيجاب وقالت :
-الحمد لله يا حبيبي أحسن.
تنهد براحة وعقب:
-طيب الحمد لله ياريت نعقل ومتتكررش تاني ممكن ؟
رفعت يدها بإستسلام وقالت:
-خلاص حرمت يا بابا .
ضحك بخفة وعقب:
-قلب بابا أنتي يا قطتي.
جلس علي الفراش وصمت لاحظت هي هذا وتسألت:
-أنت عايز تقول حاجه يا يوسف صح ؟
حرك رأسه بإيجاب واسترسل بإيضاح:
-أيوة أحنا معادنا النهاردة عند الدكتور.
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت:
-النهاردة بسرعة كده ؟
تنهد بقلة حيلة وقال:
-عندك مانع؟
حركت رأسها نافية وقالت:
-لأ.
رفع كتفيه بالامبالاة وعقب:
-يبقي هيفرق معاكي أيه النهاردة من بكره.
همست بخفوت:
-ممكن متقولش لحد ؟
رمقها بعتاب واسترسل بإيضاح:
-وتفتكري ممكن أقول ؟ واكشف سر مراتي ؟ أطمئن يا نورسيل محدش هيعرف حتي العيادة حاجزها برايفت ليكي.
تنهدت براحة وقالت:
-شكرا يا حبيبي .
إبتسم بهدوء ورد:
-العفو يلا أنا لازم اقوم ألبس عشان أمشي محتاجة حاجة ؟
حركت رأسها نافية وقالت:
-لأ سلامتك يا حبيبي.
نهض يوسف واتجه إلي غرفة الملابس قام بتغيير ملابسه سريعاً مرتديا حلة رمادية أسفلها قميص أسود وحذاء اسود وقف أمام المرآة ومشط شعره بفرشاة الشعر ونثر عطره أسفل نظراتها.
انتبه إلي تحديقها له في المرآة ابتسم بخفة وغمز لها:
-أوعي تكوني معجبة أنا مراتي بتغير عليا.
ابتسمت بحب وتسألت:
-هو أنت ليه مش بتلبس كرافت ؟
ابتسم بهدوء ورد:
-عشان بتخنقني يا قطتي بس كده.
تحدثت بغيرة:
-طيب أقفل زراير القميص لرقبتك.
تطلع لها بعدم فهم وتسأل:
-اقفلها ليه ؟
ردت بغيظ:
-عشان عضلات صدرك باينة ولا مش شايف ؟
رمقها بعدم تصديق وقال:
-بجد طيب وايه المشكلة ؟ هو عورة وأنا معرفش ؟
صاحت بغيظ:
-مش عارف ايه بالظبط يا بيه البنات هتعاكسك ؟
ضحك بقوة وقال:
-تعاكسني مرة واحدة لا هما مش محتاجين افتح أو اقفل زرار القميص هما بيعكسوني دايما وفي كل حياتي يا قطتي.
رمقته بغيظ وقالت:
-أنت بتغظني صح ؟
إبتسم بخفة وعقب:
-لأ طبعاً أنا حلو وزي الفل أنا مز في نظر الكل.
❈-❈-❈
قطع حديثه طرق الباب برفق تطلعوا إلي بعضهم بحيرة وذهب لفتح الباب تفاجئ بيزيد ويزن ابتسم بحب وحملهم وتسأل بحيرة:
-صباح الخير يا ابطال مالكم ؟
تحدث يزيد بحزن:
-مش لاقين مامي.
قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:
-مش لاقينها فين ؟ دورت تحت ؟
أومأ بإيجاب وقال:
-أيوة يا خالو.
مط شفتيه بحيرة فتدخلت نورسيل موضحة:
-يمكن هي تحت في الجنينة ولا حاجة ؟ أو خرجت تتمشي.
انتبه علي كلمة خروجها أمن الممكن أن تكون خرجت بالفعل أنزل الصغيرين وأخرج هاتفه وضغط على عدة أزرار حتي تجيب ولكن لم يأتيه الرد زفر بحنق وتطلع إلي الاطفال بحب وقال:
-هي خرجت تتمشي شوية وهتيجي أيه رايكم تفضلوا هنا مع طنط نورسيل لغاية ما تيجي ؟
أومأ بإيجاب وقال:
-ماشي يا خالو.
التفت إلي زوجته وتحدث بإيجاز:
-خدي بالك منهم يا حبيبتي سلام.
غادر سريعاً دون أن يستمع حتي لردها.
هبط الدرج سريعا متوجهاً إلي الأسفل وجد والدته تجلس تقرأ وردها اقترب منها مقبلاً جبينها بحب:
-صباح الخير يا ست الكل.
صدقت وتحدثت بحب:
-صباح الخير يا حبيبي.
اعتدل في وقفته وتحدث:
-عليا فين ؟ خرجت أمتي ؟
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-أيوة يا أبني خرجت الصبح بدري.
ضغط علي شفتيه بغيظ وقال:
-وقالت هي راحة فين ؟
ردت باختصار:
-راحة تتمشي.
إبتسم ساخراً وعقب:
-تتمشي ؟ ماشي يا امي عدي نزل الشركة ؟
أومأت بإيجاب:
-اه يا حبيبي من الصبح بدري أنت مش رايح ولا أيه ؟
حرك رأسه بإيجاب وعقب:
-أيوة ورايا مشوار محتاجة حاجة؟
حركت رأسها نافية وقالت:
-لأ سلامتك يا حبيبي.
فتح الباب ودخلت عليا وصدمت عندما رأت يوسف أمامها إقتربت منه وتحدثت بتوتر:
-صباح الخير يا يوسف.
تجاهل يوسف حديثها وتسأل بجمود:
-كنتي فين ؟
ردت بإرتباك:
-كنت بتمشي .
رمقها بإستخفاف وعقب:
-من إمتي وأنتي بتكدبي عليا ؟
هتفت بإرتباك:
-اكدب أيه بس .
صاح بعنف:
-عليا مش عايز كلامك وحسابك معايا بعدين ومن هنا ورايح رجلك متخطيش عتبة البيت ده سمعتي ولا لأ ؟
تطلعت إلي الأسفل وقالت:
-حاضر.
غادر يوسف بينما هي جلست جوار والدتها بمصت تام ، رمقتها صفاء بعتاب وتسألت:
-كنتي فين يا عليا؟ يوسف مش هيتعصب كده من فراغ ؟
نهضت عليا وتحدثت بتهرب:
-أنا هطلع أشوف ولادي يا ماما بعد إذنك .
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-روحي يا قلب أمك ربنا يهديكي ويقرب البعيد.
❈-❈-❈
أنهي ارتداء ملابسه وغادر متجهاً إلي الخارج وجد زوجته تجلس تقلب في التلفاز والصغير علي قدمها.
اقترب منهم بحب وقال:
-أما نازل محتاجة حاجة ؟
حركت رأسها نافية وتسألت:
-أنت مش قولت مش رايح الشغل النهاردة ؟
أومأ بإيجاب وعقب:
-أيوة .
مطت شفتيها بحيرة وتسألت:
-طيب أنت رايح فين ؟
رد بهدوء:
-آول مرة تسألي سؤال زي ده ؟
ابتسمت بخفة وعقبت:
-عادي بطمن علي جوزي حبيبي فيه مشكلة ؟
تمتم بهدوء:
-رايح أقابل يوسف ممكن تكلميه تسأليه.
رمقته معاتبة وقالت:
-أنا واثقة فيك يا شادي بس أنا بطمئن عليك هتتأخر ؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ هاجي نتغدا سوا.
صمت قليلاً وتسأل:
-ايه رأيك نتغدا بره ؟
ابتسمت بحماس وقالت:
-خير فكرة حلوة بس بلاش عشان مودي بس ممكن تجيب بيتزا وبيبسي معاك ونتغدا هنا .
أشار علي عيونه بخفة وقال:
-من العين دي قبل العين دي يا قلبي وتورتة أيس كريم كمان.
ابتسمت بخفة وعقبت:
-ماشي يا حبيبي متتأخرش.
رد بحب:
-حاضر يا حبيبتي .
قبل جبينها وجبين طفلها بحب وقال:
-حاضر يا حبيبتي سلام.
❈-❈-❈
يجلس برفقة جاسر وبيجاد في مكتب الضابط حضر عاصم وغادر العسكري والضابط.
نهض بيجاد مرحباً بصديقه بحرارة :
-شدة وتزول يا حبيبي.
ربت عاصم علي ظهره بحنان واسترسل:
-قول يارب.
ابتعدوا عن بعضهم وجلس تطلع يوسف إلي عاصم بأسف وقال:
-مكنتش أعرف أنها هتعمل كده يا عاصم حقك عليا.
تنهد بقلة حيلة وقال:
-مفيش مشكلة يا يوسف المهم متخرجش تاني من البيت ولا هي ولا الأولاد أنا مش مأمن عليهم.
أومأ بإيجاب وقال:
-أطمئن مش هيحصل.
تسأل يوسف بعدم فهم:
-هو فين شادي ؟ قال إنه جاي لينا ومجاش أتأخر ليه ؟
تحدث جاسر بإيجاز:
-هو مش جاي أصلا.
قطب يوسف جبينه بعدم إستيعاب وتسأل:
-يعني أيه مش جاي ؟
تنهد جاسر وقال:
-هو في مشوار تاني ولو مراته اتصلت تقول إنه معانا .
نظر الجميع إلي بعضهم بحيرة وتسأل يوسف بعدم فهم:
-هو في أيه بالظبط ؟ أنا مش فاهم حاجة ؟
تنهد جاسر وقال:
-مش مهم تفهم المهم أنها هانت وعاصم يخرج واظن ده المهم.
تنهد يوسف بقلة حيلة وقال:
-ماشي يا جاسر مع اني مش مرتاح ليك .
قطب جبينه بعدم إستيعاب وتسأل:
-مش مرتاح ليا ليه ؟
رمقه يوسف بغيظ وقال:
-حاسس إنك بتخلي جوز أختي يلعب بديله صح ولا غلط ؟
ضحك بخفة وعقب:
-حتي لو صح يا يوسف أنت واثق في جوز أختك ولا لا ده المهم ؟
تحدث يوسف بصدق:
-شادي راجل وجدع واد المسؤلية كمان كل الحكاية أنا خايف علي أختي وبس عهد حساسه وقبل ده كله ست والشتات في الغيرة متتوصاش.
ضحك الجميع ولكن صمتوا ما أن فتح الباب ودخل علي وبرفقته عوني.
نهض الجميع وتحدث يوسف بإيجاز:
-طيب أحنا بره تعالي يا علي عشان عايزك.
بالفعل نهض الجميع وغادر إلي الخارج.
❈-❈-❈
بينما ظل عاصم جالسا كما هو اقترب عوني منه وجلس جواره بصمت تام فقط صوت أنفاسهم الثائرة هي التي تعبر عن ما يدور داخل قلبهم.
حاول عوني قطع هذا الصمت متسائلاً:
-أنت كويس يا عاصم ؟
رد عاصم باقتضاب:
-كويس جداً أنا هنا في فندق خمس نجوم.
رمقه عوني معاتبا وقال:
-أنت بتتريق ؟
زفر عاصم بضيق وعقب :
-وسؤال حضرتك ده أنت شايف أنه طبيعي من الأساس ؟
حرك رأسه نافياً وقال:
-لأ أنا مش قصدي زي ما فهمت يا عاصم أنا جاي أطمئن عليك متقلقش أنا هروح لعامر وهخليه يطلعك من هنا.
ابتسم عاصم ساخراً وعقب:
-أيوة وهو أكيد هيسمع كلامك اصله بيخاف منك أوي .
زفر عوني بحنق وقال:
-عاصم أنا مقدر إلي أنت فيه وكل الي مريت به كمان بس مش عايزك تنسي أني أبوك.
ابتسم عاصم بإستفزاز وقال:
-بجد ؟ هو الأب بالكلام ؟ لا الاب مش بالكلام ولا بالدم الأب بالتربية والأفعال لو بإيدي أغيري دمي وأسمي عشان منك مش هتأخر أنا مش عارف انت جيت ليه ولا عايز مني ايه اصلا ! أيه مش خايف مراتك تعرف إنك جيت زورتني ؟ ولا جاي من وراها زي زمان ؟
تطلع عوني إلي الأرض بخزي ولم يتحدث ولكن هذا لم يمنع عاصم أن يكمل حديثه بقسوة غير عابئ به :
-أيه فاكر ولا نسيت لو أنت نسيت أنا مش هنسي أمشي من هنا أفضل ليا وليك لأن وجودك في أي مكان أنت موجود فيه غير مرحب به إلي حصل بينا صعب الايام تداويه.
❈-❈-❈
وصل إلي شقتها وهي يتنفس بصوت مرتفع ودقات قلبه متعالية يود أن يعود حيث اتي ولكن الواجب يحتم عليه هذا سينتهي اليوم من كل شئ ويعود إلي زوجته وطفله وتقفل هذه الورقة إلي النهاية.
حسم امره وضغط يده علي زر الجرس وانتظر دقائق وفتح الباب ابتسمت ما أن رأته وأشارت له بالدخول:
-اهلا يا شادي اتفضل.
دخل خلفها بصمت وجلس علي أقرب مقعد أغلقت هي الباب ووقفت أمامه متسائلة:
-تشرب أيه ؟
تحدث بإقتضاب:
-لأ شكرا ولا أي حاجة بعتي رسالة انك عايز تقابليني خير ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-للدرجة دي مستعجل ؟
نهض وقال:
-أيوة مستعجل بلاش تفكري في حاجة مش هتحصل أنا وأنتي حكايتني خلصت من زمان هتقولي عايزة أيه ولا امشي ؟
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-جهزت التسجيل وعارفة أن الي فيه هيبقي صدمة كبيرة ليك بس صدقني كان كل همي وقتها أني أخلص منه.
رمقها بعدم فهم وتسأل:
-قصدك أيه مش فاهم ؟
تطلعت له بأسف وقالت:
-لأ تسمع التسجيل هتفهم.
وضعت يدها في جيبها واخرج فلاشة صغيره ومدت يدها له بها .
اخذها منها وتحدث بإقتضاب:
-شكرا أشوف وشك بخير.
تسألت بلهفة وعيناها تقطر ندما علي ما مضي:
-مش هتسامحني يا شادي ؟
ألتفت لها وتحدث بثقة:
-أسامحك ؟ لا مش هسامحك لاني أكتشفت أني محبتكيش من الأساس عشان اقدر أسامح وأغفر ليكي…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( ثأر الحب) اسم الرواية