رواية وجوه في العتمة الفصل الخامس 5 - بقلم منة ممدوح
دخل عامر للمكان اللي فيه مكتبه الأساسي، كان منفصل عن باقي البيت عشان ضيوفه، شاف فارس ومعاه حسن مستنيينه قدام الباب، اتحرك ناحيتهم وهو بيبصلهم بتعجب من وقوفهم برا، فاتكلم حسن وهو بيشاور براسه لفارس_مانا لو ممسكتوش هيطربق الدنيا جوا
أنتَ عارف خوك دراعه سابق عقله
نهره فارس بغضب_حسـن!
رفع حسن حاجبه ورد_قولت حاجة غلط ولا إيش؟
مش لولا إني خرجتك كنت هتفضي خزنتك في دماغه؟!
فرد فارس موجه كلامه لعامر_بالله عليك سيبني اخلص عليه
مش قادر أشوفه قاعد جوا ومعملوش حاجة!
زفر عامر بقلة حيلة واتحرك وهو بيبعدهم بإيديه بنفاذ صبر قبل ما يفضي هو خزنته في راسهم، فتح الباب بقوة فانتفض الموجودين ووقف عايد وزايد وخالد باحترام ليه، إلا اللي كان قاعد على الكنبة حاطت رجل على رجل وماسك سيجارته الغالية بين إيديه وبيرمقه بنظرات متفحصة عشان يستفزه، شبك عامر إيديه ورا ضهره واتحرك بخطوات بطيئة ناحيته ووراه حسن وفارس اللي كانوا متحفزين
طفى عزيز سيجارته في الوقت ده، وقام ببرود مد إيده لعامر عشان يسلم عليه وهو بيقول_حمدلله بالسلامة
أخيرًا شرفت
نقل عامر نظراته بين إيده وبين وشه اللي كان مستفز بالنسباله وقال_معلش أصلي متوضي
قالها واتحرك ببرود وقعد على كرسي المكتب من الناحية التانية، كتم الموجودين ضحكتهم بالعافية ولكن الأمر ما خلاش من نظرات الشماتة، حس عزيز بالإهانة فرجع إيده تاني ولف وشه الناحية التانية وهو بيحاول يكتم غضبه على قد ما يقدر، وبعدين قعد وحط رجل على رجل زي ما كان بغرور لعله يرجع كرامته اللي عامر بعترها
طلع عامر علبة سجايره الحديدية وطلع منها سيجار، أشعلها ببرود بقداحته الذهبية اللي بتحمل اسمه وهو بيتكلم_خير
إيش سر تشريفك لينا؟!
اتعدل عزيز ورد_چاي بنفسي لدارك عشان اقولك إن مالنا دخل بالواد اللي لقيته جاسوس عندك
وبقولك أهو اعمل فيه ما بدالك
ضحك عامر بقوة لدرجة إن صوت قهقاته ملت المكان، أخد نفس من سيجاره وزفره ببرود في وش عزيز وهو بيقول_يا راجل!
هتظلوا دايمًا كذه
مفيكوش راجل يقف ورا عمايله وبتنخوا كيف النسوان يا رشايدة!
انتفض عزيز بغضب شديد واشتعلت عيونه بالحقد من الإهانة، وهتف بحدة_ملو لزوم شغل الكيد هذا يا عامر
وكيف ما قولتلك، ملناش دخل بالواد المزقوق عليكم
عاوز تصدق براحتك، مش عاوز عنك ما صدقت، أنا عملت بأصلي وجيت لدارك!
نهى كلامه واتلفت علشان يخرج، ولكن وقف لما سمع كلام عامر المتهكم_لو مكانش اتقفش واتربط كيف النسوان كان هيبقالكم كلام تاني
بس أهي عادة الرشايدة، بيبيعوا رجالتهم من أول قلم
اتلفت ليه عزيز براسه وهو بيرمقه بنظرات نارية بتشع غضب وكإنه بيهدده فرفع عامر حاجبه بتحدي كإنه بيحذره، وبعدها اتلفت عزيز وخرج ورزع الباب وراه، فاتنفض فارس وهو بيقول بغيظ وأعصاب مشدودة_يا خوي مخليتنيش ليش أفضي خزنتي في جوفه!
طفى عامر سيجارته وقال بنفاذ صبر_تعرف يا فارس
أنا فقدت الأمل فيك خلاص، رغم إن تشغيل الدماغ ببلاش إلا إنك راكنها على الرف كيف الأنتيك
ضحك كل الموجودين على فكاهته، وبعد ما انتهوا اتكلم عايد_والعمل ياخوي؟
سند عامر ضهره على الكرسي الجلد ورد باستهزاء_كيف ما شوفت، بينخوا كيف الحريم طوالي وميقفوش ورا أفعالهم
بس على مين!
نهايتهم على إيدي!
قاطع كلامهم خبط على الباب، فأذن عامر للطارق بالدخول، لقاء واحد من رجالته اللي هتف على طول_عامر بيه
الحاجة هتقتل المصراوية!
انتفض عامر زي اللي لدغته أفعى، واتحرك بسرعة للأسفل تحت أنظار الموجودين، ضم قبضة إيده بضيق وسرع من خطواته وهو بيردد من بين أسنانه_ياما
آه ياما آه
نفسي تسمعي الكلام مرة!
نزل للبدروم فسمع صوت واحد من الرجالة اللي كان سايبهم يحرسوا الغرفة بيقول بتوسل_يا حاجة بالله عليكي اتركي السلاح
عامر بيه مش هيعدي اللي بيصير!
ولكن نهرته فاطمة وهي مازالت مصوبة سلاحها ناحية يقين_اسكت أنت مالك خص!
اتراجع لورا وهو بيعض على إيده بعجز، لحد ما شاف عامر بيدخل للغرفة، اتجه ناحيته وهو بيقول بخوف_عامر بيه
والله ما قدرت أوقف الحاجة
رغم إنها عرفت بوجوده إلا إنها فضلت موجهو سلاحها ليقين اللي بلعت ريقها برعب وغمضت عينها باستسلام وهي بتستشهد.
اتفاجئت فاطمة لما لقت عامر اتحرك ووقف قدامها بينها وبين يقين والسلاح بقى مصوب عليه هو، بصتله باندهاش، في حين نظر لعينيها مباشرة واتكلم بلهجة لا تقبل النقاش_اطلعي برا ياما
بصت في عيونه مباشرة بتحدي وعناد تأبى القبول، ولكنه رجع قال من بين أسنانه_اطلعي برا
وبعد نظرات نارية متبادلة بينهم خنعت في الأخر ونزلت سلاحها واتلفتت تخرج براس مرفوع، ولكن قبل ما تختفي عن ناظريه بصتله بنظرة معناها “اللي حصل ده مش هعديه بالساهل”
وصلتله بسهولة وببساطة من كتر ما حفظ أمه، ولكنه اتنفس الصعداء لما خرجت، اتلفت للي كانت بتراقب الموقف بذهول، رفعت عيونها ليه لما حست إن نظره مسلط عليها، أما هي فابتسمت باستهزاء وقالت_الظاهر إن الاجرام بيمشي في دم من أكبر لأصغر واحد فيكوا!
اتقدم ناحيتها قطع المسافة بينهم وحذرها بهسيس_حظك إني ما مدش إيدي على حريم
ابتسمت بسخرية وردت_بس تمد سلاحك عادي
تخطفهم عادي
ترميهم في أوضة معفنة زي المسجونين عادي
انما تمد إيدك عليهم
لا لا حاشا لله
كانت بتتكلم بانفعال وهي بتشوح بإيديها، غصب عنه لقى نفسه بيبتسم قصاد كلامها ورد باستفزاز_أنا مخطفتكيش، أنتِ ركبتي معايا برضاك
اتوسعت عيونها واتكلمت بدهشة مليانة استهزاء_والله؟!
لا بجد والله؟!
هز راسه ببرود وهو على نفس ابتسامته الباردة مما أثار أعصابها، لفت حوالين نفسها وهي بتشد على خصلاتها بجنون وبنفاذ صبر تحت أنظاره، رجعت وقفت قدامه وهي بتقول_أنا عايزة امشي
صدر منه صوت بيوحي بالرفض، فصرخت بانفعال_بقولك عايزة أمشـي!
فضل باصصلها من غير ما يرد باستمتاع، فقربت منه وهتفت بعصبية شديدة_أنتوا عايزين تجننوني؟
ها؟
عايز توصل لإيه مش فاهمة؟
ما أنا قدامك اهو اقتلني ولا كنت سيب أمك تقتلني
عايز توصلني لإيه رد عليا؟!
رفعت صوباعها في وشه وكملت_عايز تخليني أخضع ليك؟
رفعت وشها بكبرياء_بعينك يا عامر
عمري ما هخضع ليك أو لأي واحد في عيلتك، وأنا قد كلامي، هنهيك يا عامر
أنا مش خايفة منك ولا من الحاشية اللي ماشية وراكم يا شوية مجرمين!
بصله وقال بتهديد_احترمي حالك!
اتكلمت بسرعة وبابتسامة مليانة سخرية من بين دموع اللي نازلة على وشها_وإلا إيه؟
مش عاجبك الحقيقة؟
ولا مش عاجبك اللي عايش بشرفه وبيستنكر الوساخة اللي بتعملوها؟!
ولا بالنسبالك اللي عايش بشرف ليخضع ليك يا تقتله زي ما عملت في جوزي!
ابتسم باستهزاء وردد_يوسف منصور!
هزت راسها بتأكيد وبغل قالت_آه الرائد يوسف منصور
اللي عاش بشرف ومات بشرف
اللي قتلته لمجرد إنه رفض يخضع ليك ويغمي عينه عن حقيقتك الوسخة!
فضل باصصلها شوية بصمت تام، عيونها الحمرا اللي مليانة دموع بتمسحهم من حين للتاني بعنف، وشها اللي باين عليه الانفعال، شفايفها اللي بتترعش وهي بتتكلم رغم محاولة اثباتها لقوتها، خصلاتها الثائرة المشعثة، وبعد صمت للحظات اتكلم بتريقة_عارفة؟
أنا هخليكي ماشية على عماكي كذه كيف المغلفة
عشان أنتِ مغفلة يا مرات الرائد الشريف
نهى كلامه ولف وسابها، أما هي رمشت كذه مرة من مقصد كلامه الغريب، ولكنها مشيت وراه وهي بتقول بعصبية_أنتَ تقصد إيه بكلامك ده ها؟
تقصد إيه؟!
ولكنه مردش عليها وخرج من الغرفة وهو بيشاور للراجل اللي واقفة اللي قفل الباب على طول ومنعها تخرج، ففضلت تحاول تفتح الباب وهي بتصرخ_تقصد إيه رد عليا!
عايز تشككني في جوزي؟
بعينك يا عامر يا زيات، مش كل الناس قذرة زيك!
ولما ملقتش رد ضربت على الباب بقوة وبعدين قعدت على الأرض وهي ساندة ضهرها على الباب وبتشد على خصلاتها وهي بتبكي بإنهيار
طاقتها خلصت
مبقتش قادرة تتحمل كل اللي بيحصل ده!
كان عارف ومتأكد إنها مستنياه برا، عمرها ما هتعدي موقف زي ده، وبالفعل لقاها مستنياه في بهو البيت مدياله ضهرها، سمعت صوت خطواته من وراها، ولكنها متلفتتش ليه، وقف وهو بيحاول يتحكم في أعصابه، ضم قبضة إيده بضيق، في النهاية هي أمه وميقدرش يئذيها بكلمة، ولكن في النهاية قال_قولتلك خليكي برا الموضوع ياما
قولتلك هذا اللي صار يخصني أنا
إيش عملتي؟
سحبتي سلاحك ورايحة تقتليها!
اتلفتت ليه وهي رافعة راسها بقوة وبترمقه بنظرات مليانة غضب، اتقدم هو منها كمل_نفسي مرة تكبريني ياما
مرة تسمعي اللي قولتلك عليه للدرجة دي صعب عليكي تكبريني مرة!
فردت بلهجة قوية_قطع لسان اللي يقول كذه
أنتَ سيد الرجالة وكبير الزيات
الكلام هذا المفروض تقوله لحالك وأنتَ تارك اللي مدت إيدها عليك متلقحة تحت!
زفر بنفاذ صبر_قولتلك خليكي برا الموضوع ياما وبقولهالك لتالت مرة
الموضوه هذا يخصني أنا اتركها عايشة اتركها جثة
يخصني أنا
أنا ياما!
نهى كلامه وخرج من البيت وهو حاسس بغضب رهيب، وقفت هي تتابع أثره بملامح جامدة مش ظاهر عليها أي مشاعر، قابلته ليلى وهي في طريقها لمدخل بيت عامر، بصتله بتعجب من ملامحه المتجهمة، ولكنه خرج من غير ما يديها نظرة ترضيها حتى، فدخلت هي لجوا ووجهت كلامها لفاطمة بتساؤل قلق_وش بيه عامر يا مرات عمي؟!
ردت عليها_ولا حاجة اتشاجرنا كيف العادة
بلعت ليلى ريقها واتكلمت بحذر_والمصراوية اللي هنا يا مرت عمي؟
رفعت راسها بتحدي وقالت_مصيرها الموت
اللي تتطاول على ابن الزيات مصيرها الموت
شهقت ليلى بصدمة وقالت_يا ويلي!
هذي اللي طعنت عامر؟!
وكيف تاركها عايشة لحد دلوقت!
ربتت فاطمة على كتفها_متشغليش حالك أنتِ يا زينة البنات
بكرا ولا بعده بالكتير هنلاقيهم بيداروا جثتها
ابتسمت ليلى بخجل لجملتها، أما فاطمة فكانت عارفة كويس مشاعر ليلى لعامر، وداعماها كمان، شايفاها هي المناسبة ليه بعد الكارثة اللي جابوها لحياتهم قبل كده، مش عايزة تكرر غلطهم تاني مهما حصل.
****
_الرشايدة مش ناويين يجيبوها لبر
قالها عايد وهو بيسحب نفس من النرجيلة اللي قدامه، كانوا قاعدين في مكان بيتجمعوا فيه دايمًا للاستجمام، عامر وإخواته وولاد عمه، فرد فارس_صالح باعت يسأل عن جواد
حدف عامر النرجيلة اللي كانت في إيده بعنف وهتف_قوله مالهش دخل بيه، ينساه خالص
جواد ولد الزيات، ميفتكرش إنه لاوي دراعنا بيه لا!
حاول خالد يهديه، فربت على دراعه وهو بيقول_اهدى يابن عمي، في النهاية جواد يبقى حفيده!
اتعصب عامر أكتر وكإنه أشعل الفتيل جواه، وزعق_جواد حفيد سالم الزيات
وبنته معادتش موجودة، يبقى مالهش دخل باللي شايل دم الزيات!
يفكر يقرب منه وأنا قسمًا بدين الله ما هخليهم يتعرفوا على جثته!
وجه كلامه المرادي لفارس وقال_الكلب اللي رابطينه في المخزن
سوي فيه ما بدالك، ومتنساش تبعت جثته هدية لعزيز وصالح
عشان يعرفوا إننا مبنهرجش
وإن الزياتية مينفعش معاهم حركات الحريم
ربت فارس على صدره وقال_عينيا ياخوي
فاتكلم زايد في الوقت ده بحذر_والصحفية المصراوية؟
حدجه عامر بنظرات مشتعلة، انكمش زايد على طول لإنه نال من غضبه كفاية بعد ما عصى أمره ودخل الصحفيين، وآدي النتيجة، فرد حسن عنه_صحيح يابن عمي، البت هذي مش ناوية تجيبها لبر
شكلها مستقصدانا
رد عامر ببرود_فاكرة حالها هتنتقم لجوزها
عقد فارس جيبنه بتعجب وسأل_مين جوزها؟
زفر عامر أنفاسه على مراحل ورد_الرائد يوسف منصور
رفع خالد حاجبه وقال بتذكر_مش هذا اللي…
قاطعه عامر_فاكرة إني قتلته عشان كنت عاوزه يشتغل لصالحنا ويغمي عينه عن تجارتنا
بصله عايد بتعجب شديد من اللي بيتقال ورد_متعرفش الحقيقة؟
أصدر عامر صوت بالرفض وقال_فاكراه ملاك بجناحات
الظاهر إنه هو اللي حاكيلها هذا الكلام فهي صدقته طبعًا
اتكلم فارس بلهجة مفيهاش شفقة_مالنا دخل بهذا الكلام، البت هذي عرفت أكتر من اللي لازم تعرفه
وجودها خطر
وإنها عايشة لسة ذاك في حد ذاته خطر ياخوي
لازم نخلص عليها في اقرب وقت عشان الشوشرة
أيدوه كلهم في اللي قاله، ولكن عامر كان باله مشغول تمامًا، ضميره بيضربه في صميمه، شايف إنها مخدوعة بشكل كبير، بتتصرف على أساس صورة رسمها ليها جوزها، في حين عاجبه قوتها وجرأتها بشدة
مشافش النوع ده قبل كده، ومستخسر فيها الموت…
****
دخلت هي وزوجها وفادي رئيس الجريدة لغرفة الضابط اللي هياخد اقوالهم، كانت في حالة إنهيار بعد غياب بنتها غير المبرر، عاونها جوزها إنها تقعد على الكرسي، واتكلم فادي_يا حضرة العقيد، الصحفية يقين عبدالرحمن مختفية بقالها يومين وملهاش أثر، لما فحصنا كاميرات اللي قدام مقر الجريدة لقيناها ركبت عربية مصفحة من غير نمر ومن بعدها اختفت
كان الظابط بيسمعهم باهتمام، فوجه كلامه لوالدتها_آخر مرة شوفتوها أو كلمتوها أمتى؟
من بين شهقاتها وبكائها المستمر ردت_قبل ما تركب العربية، كانت مكلماني وقايلالي إنها طالبة أوبر، وقفلت معايا عشان العربية وصلت، ومن بعدها تليفونها اتقفل، حاولنا نوصلها أكتر من مرة من غير فايدة، روحنا شقتها ملقيناهاش هناك ومفيش أثر ليها
رجعلي بنتي يا حضرة الظابط بالله عليك!
نهت كلامها وهي بتنهار في البكاء، قدملها العقيد كوباية ماية وهو بيطمنها_متقلقيش يا مدام، إن شاء الله هنقدر نوصلها، متشيليش هم..
****
كانوا قاعدين بيتغدوا كلهم، ومن وقت للتاني بيداعب عامر ابنه الوحيد جواد، لحظات ولقى سعد داخل عليه وفي إيده موبايل، عطهوله تحت أنظار الكل المتعجبة، ابتدى يقرأ الموجود قدامه، سرعان ما حطه قدامه وشرد في الفراغ، فاتكلمت والدته بقلق_ايش فيك يا عامر؟
استنت رده ولكن فضل صامت، وجهت نظرها لسعد وسألت بحدة_وريته إيش يا سعد؟!
تحت أنظاره المترددة بين عامر وبين قال_الصحفية اللي في البدروم تحت، الكل بيدور عليها وقالبين الدنيا على النت ومطالبين قضيتها تتحول لرأي عام عشان باين إنها خطف مقصود
حدفت فاطمة المعلقة اللي في إيديها على السفرة بغل أصدر صوت أفظع الأطفال اللي موجودين، حست راوية ونوارة إن الاجواء هتحتد بينهم، فقاموا وخدوا الاطفال بما فيهم جواد ودخلوا لجوا، أما فاطمة فوجهت كلامها لعامر بحدة_قولتلك اتركني أخلص عليها، كان زمانا رمينا جثتها في أي خرارة وخلاص، عاجبك كذه لما الدنيا اتقلبت!
لما شاف عايد نظرات عامر المشتعلة اتكلم_خلاص ياما، مش وقته هذا الكلام!
ولكن فاطمة مخضعتش وكملت بعصبية_أمال متى وقته؟!
كان زماني مخلصة عليها لولا إنه وقف قصاد السلاح
المصراوية داخلة دماغك ولا إيش يابن بطني!
نهرها فارس بدوره_مايصحش هذا الكلام ياما
عامر مش صغير عشان يتقاله يعمل إيش وميعملش إيش
دخلت في الوقت ده هدية وهي شايلة صينية صغيرة عليها أكل زي ما هو، وجهت فاطمة نظرها ليها واتكلمت بعصبية ساخرة_اتفضل، الهانم قرفانة من أكلنا!
حست هدية بتوتر الاجواء فقالت بسرعة_يمين بالله ياما الحاجة اتحايلت عليها تاكل وهي رافضة
بقالها يومين بترجع الصينية كيف ما هي!
اتنفض عامر مرة واحدة لدرجة إنه دفع الكرسي في طريقه بعصبية، طلع سلاحه من جيبه ورفع صمام الأمان وبملامح جامدة مشدودة اتحرك لتحت، وقف عايد وفارس يبصوا لبعض بقلق من اللي ناوي عليه، أما فاطمة فرفعت راسها بكبرياء ورضا بعد ما وصلت للي عايزاه أخيرًا
وصل عامر للغرفة بتاعتها، وبمجرد ما شافوه رجالته وسعوله على طول، فتح الباب بعنف فانتفضت هي بخضة، أما هو فقرب منها بخطوات بطيئة وإيده بتشدد على سلاحه، ده غير نظراته المرعبة المصوبة عليها
بلعت ريقها بقلق وهو بتنقل نظراتها بينه وبين مسدسه، وقدرت تفهم كويس إيه سر زيارته…
- يتبع الفصل التالي اضغط على (وجوه في العتمة) اسم الرواية