Ads by Google X

رواية رجوع الى الهويه الفصل الخامس 5 - بقلم شيراز القاضي

الصفحة الرئيسية

 رواية رجوع الى الهويه الفصل الخامس 5 - بقلم شيراز القاضي 

رجوع_الي_الهويه 
حلقه الخامسه ❤

حدقت به برعب لم يره للمرة الثانيه وظل يدور في الغرفه بغضب وهو ينظر لها بين الفينة والاخري لكنها لم تنطق بحرف كانت فقط تنظر للاسفل وعينيها تكاد تخرج من محجرها من هول رعبها وهي تردد داخلها *اثبتي ولا تخافي.

* رفعت عيناها له لتراه خلع سترته والقاها ارضا بعنف وهو يحل ربطة عنقه فتسارعت انفاسها بخوف شديد وهي تتذكر مشهد من الماضي يتمثل في رجل قام بجذب يد طفلة بعنف الي داخل الغرفه واغلقها عليهما ليخلع حزامه وهو يلف طرفه علي يده ليقوم بجلدها به ..

نهضت بخوف من الكرسي وهي تعود للوراء برعب وكان يوليها ظهره وهو يقوم بفك اول زرين من قميصه فقد اختنق! 

 التفت اليها فجأة وهو يصرخ بإسمها ليجدها تقف في زاوية. الغرفه تحدق به مجفله ليقترب منها بسرعه وهو عازم علي معرفة. كل شيء لكنه ما ان اقترب حتي وقعت ارضا وهي تخبئ وجهها بين يديها وجسدها بالكامل يرتعد..لم ينسي غضبه منها لكن تصرفها ارعبه فلقد لاحظ للمرة الاولي مدي ضعفها وهشاشتها!هي دائما تبدو شرسه جامده لا يهزها شيء فما الذي حدث.. فجلس امامها يحدثها بهدوء عكس النيران المشتعله في اعماق روحه

: ماذا بك! هل انتي بخير؟..
لم تجبه كانت ما تزال علي وضعها وهي تتمتم فقط بكلمه واحده *فادي* 

قطب حاجبيه حتي لمعت عيناه بغضب مجددا فما تقوله هو اسم شخص وحينها ظهرت صورة الشاب ذا الاعين الذهبيه في مخيلته ليجذب يدها بعنف اجفلها اكثر ليصرخ بوجهها 

:قولي واللعنه من يكون هذا الرجل وما علاقتك به!

شهقت هي وبدأت في البكاء وهي لا تنظر له ليهزها بعنف وهو يعيد سؤاله لتقول من بين بكائها صارخه

:انه فادي ..فادي يكون زوجي .

جمدته الصدمه هو ما يزال يمسكها وينظر لها دون كلام! متزوجه؟! كيف!مصادره اثبتت انها كانت تعيش وحيده! 

قطع تفكيره كلامها من جديد لكن بهدوء قليلا

: كنت في الماضي شخصية اخري! كنت اقرب الي فاسقه!

فلاش باك 

فتاة ذات شعر اسود طويل يصل الي اسفل ظهرها ترتدي فستانا قصير يصل الي اعلي الركبه بقليل تسير بتمايل وهي تدق الارض بحذائها العالي.

تنظر للجميع بدونيه وهي تتجه نحو الشارع لتركب سيارة اجره تحت انظار جميع سكان الحي الغاضبه من ملابسها تلك! 

بعد ان تذكرت مليكه ذاك المشهد اغمضت عينيها بألم لتقول

: كنت حاقده علي الجميع..لم يكن لي اب او ام. وعمي الذي يمقتني وجد نفسه مجبرا علي الاعتناء بي لذا كن يعاقبني علي اتفه الاسباب..كنت دائما مكروهه من الجميع لذا قلت ليذهبو الي الجحيم لا يهمني وتمردت علي كل شيء! ارتدي ما اريد!افعل ما اريد واشتهي وبما اني دائما اعاقب كنت اعود في وقت متأخر دائما واتلقي عقابي كما اعتدت..

نزلت دموعها من جديد لتقول

: فادي كان جارنا..الشاب التقي ..الذي يستشيره الجميع في امور حياتهم ..يحظي بكل الحب والحترام من الجميع..بشوش الوجه..عكسي تماما .

مسحت دموعها لتقول

:كان اكثر شخص اكرهه! 

وبكت من جديد هامسه

:وكنت انا الاقرب الي قلبه!
كان دائما موجودا حين يعاقبني عمي بالضرب..كنت اجده يقف امامي في اقل من دقيقه ويبعده عني ...اخرج انا راكضه من البيت لسطح البنايه لأجده اتي خلفي..لا يأبه بما اقوله له من كلمات سامه..لكنه كان يسيطر علي بطريقة غريبه...ويتحدث مع في امور شتي لا علاقة بها لما يحدث معي حتي يلهي عقلي..مره حدثني عن عقاب ترك الصلاه ومره عن كتاب رائع انهاه بسرعه واحب مشاركته معي! 

وذات يوم رأتنا فتاة من سني وكانت معجبة بفادي! احبت ان تنتقم مني لكي لا يتحدث الي فادي من جديد فذهبت واخبرت عمي اننا وفادي ..بيننا علاقه مشينه! 

طبعا عمي كان ينتظر الفرصه
 ليتخلص مني للابد وما زاد فرصته لمعانا معرفة الناس للامر...بالطبع كون فادي رجل صالح يعرفه الجميع فقالو اني انا من يغويه لأوقعه في شركي!

يومها وكالعاده ضربني وكالعادة ايضا ظهر فادي من حيث لا اعلم يقيد يد عمي الا الخلف وهو يبعده عني واخرجه من الغرفه وظلا يتشاجرا خارجا ..كنت شبه فاقدة للوعي في زاوية الغرفه لأجد عمي اقتحم الغرفة من جديد لأجد فادي اصبح امامي وهنا فقط سمعت كلمات فادي وهويصرخ

: كف عن حماقاتك..اردت التخلص منها وها انا اعطيك فكرة لتنفيذ ما تريد..سأتزوجها والان سيأتي المأذون ليعقد القران..لقد اتصلت به وانا قادم والان اخرج لأتحدث معها حتي يصل..كاد عمي ان يصرخ بوجهه مجددا لكن فادي قاطعه وقال بأنه سيدفع له مهري ليتراجع عمي ما ان سمع كلمة*مهر*ويغلق الباب وكأن شيئا لم يكن.

كدت اموت يومها من شدة ما احسست به داخل روحي من زل وظلم وليس بسبب آلام جسدي !
اخذني فادي بالفعل بعد عقد القران الي منزل اخر بعيد عن الحي كانو قد اشتروه قبل وفاة والده ..والدته عاشت معنا هناك... اما بالنسبه لما بعد زواجي فكانت القصه كما رأيت في الصور...عمل جاهدا حتي غيرني من شخصيه الفتاة المستهتره البغيضه والحاقده ...والكارهه له حتي النخاع..الي اخري لم تعد تري سواه في الكون كله ..الي شخصية اخري اكثر نقاء وسعاده! لكن وكالعاده تحطمت سعادتي تلك حين اصيب في حادث سير ومات علي اثره! ومين يومها وانا فقدت كل شيء. .لم يعد بحوذتي سوي اغراضه وتمسكي بحجابي وبالقرآن الذي ساعدني في حفظه.

هل انت راض الان بما عرفت عن الامر! 

كان سام منذ بدأت الحديث وهو ينظر لها مبهوتا متسع الاعين ..احس بأنها قتلته بسكين بارد 

قال لها ما ان استطاع اخراج صوته

:ولمَ لم تخبريني!لقد سألتك كثيرا حول حياتك!!

ضحكت بمراره بين دموعها لتقول

:اكنت ستصدق ما سأقوله لك!! 

اخفض هو بصره للاسفل ..نعم لم يكن ليصدق ما تقول ابدا فهو ظن انها اتت فقط لاجل المال .

نظر اليها بغية الكلام لكنها مسحت عينيها بعنف لتظهر نظراتها الشرسه من جديد قبل ان تصيح بوجهه حتي اجفلته قائله

:انت كيف اتتك الجرأة لكي تدخل غرفتي وتعبث بمحتوياتها وتفتح البوم صوري الخاص وتمسكني من كتفي هكذا!

رمش بعينيه متعجبا من حالها لينهض وهو مازال علي صدمته ليحضر الصندوق ويضعه امامها قبل ان يقول بصوت خفيض ونبره لم تعهدها منه

:كل عام وانتي بخير...هذه هديتك واردت وضعها هنا بنفسي ...تصبحين علي خير صغيرتي .

ليتراجع الي الخلف ليأخذ سترته ويرحل من الغرفه بهدوء دون كلمة اخري .

ظلت تنظر في اثره حتي اغلق الباب لتتنهد وهي تخلع حجابها وهي تنظر الي الصندوق الذي احضره لتفتحه وما ان رأته حتي ضحكت بخفوت بين دموعها فقد كان رداء قاما بتصميمه معا واسفل الزي ورقه مكتوب فيها 

*كل عام وانت بخير يامليكه ارجو ان تعجبك الهديه ..واعدك هذا التصميم لن يرتديه غيرك.سام *

اغلقت العلبه بإبتسامه لتغير ثيابها وتصلي فروضها وما ان انتهت ووضعت رأسها علي السرير 
اما سام فما ان دخل رفته حتي سقط علي سريره ومازال مصدوما بما سمع...المه قلبه حين تذكر كيف كان ضد جده في احضارها الي هنا.

ظل يفكر مرارا وتكرارا فيما مرتبه مذ كانت طفله!المها النفسي والجسدي الذي عانتها..اغلق عينيه بألم ما ان اتت صورة خالته في رأسه!

.كان من المفترض به الاهتمام بإبنتها كما اهتمت هي به علي الاقل..ذهب ليستحم عل الماء البارد يثلج قلبه قليلا لكنه لم يستفد شيئا منه ..حاول النوم ايضا لم يستطع وهو لا يفكر سوي بمليكه..حتي نهض وقام بإرسال رساله..

اما مليكه كادت تغمض عينيها لتسمع رنين هاتفها لتري انها رساله..من سام! وكان مكتوب بها 

:اخرجي الي الشرفه .

كانت تقرأ وهي مقطبه الحاجبين حتي شعرت بحركة في الشرفه فعرفت انه هناك .

فقامت لترتدي عبائه مريحه وقامت بلف حجابها الرمادي علي رأسها وخرجت لتجده نصف جالس علي احد الكراسي المريحه في الشرفه..لذا اتجهت وجلست علي كرسي قريب ونظرت له لتتحدث معه لكن الصدمه الجمت لسانها...كان وجهه شاحب كشحوب الاموات وعيناه مظلمتان بشكل غريب وهو يحدق امامه بضياع وغم!متي انقلب هكذا..من المستحيل ان قصتها المختصره هي التي جعلته هكذا.

لكنه عندما تحدث اثبت لها انها مخطئه حيث قال بصوت هامس مليء بالحزن

:لو لم يختلف جدي واباك لما رحلت والدتك من هنا ..لكنت ولدتي بيننا هنا تعيشين حياة اخري.

ابتسمت هي بمراره لتقول له

: ان حدث هذا ما كنت قابلت فادي وما اصبحت ما انا عليه الان لذا رغم العذاب والبرد والتشرد الذي احسست به..انا حقا ممتنه لكل تلك الظروف التي سببت لقائنا.

عقد حاجبيه ليقول 

:اي تشرد واي برد! الم تقولي انك تعيشين مع عمك!

قالت هي بسخريه

: كان يعاقبني احيانا بتركي علي سطح المنزل ليلا في الشتاء وكنت اعمل لجلب المال لانه لم يمتلك المال لينفق علي.

تأملها سام قبل ان يتمتم بكلمة بذيئه اجفلتها ليقول بغضب 

:والاموال التي كانت تحول له شهريا اين كانت تذهب!

قطبت مليكه حاجبيها لتقول

:اي اموال تلك !

ليقول بغضب: التي كنت احولها له شهريا بعد ان عرفت عنوانك! ...ثم فتح عينيه علي اتساعها ليسألها...

:متي تزوجت بالضبط؟!

اجابت هي بتعجب

منذ خمس سنوات لما؟

تمتم مجددا بالمزيد من الكلمات البذيئة ليقول

:انا بحثت عنك حتي وجدت عنوانك منذ سبع سنوات وتواصلت مع عمك وعرفت منه ان والدك لم يترك لك شيء واتففت معه اني سأقوم بتحويل المال شهريا لينفق منها عليك! ولم يخبرني انك تركت البيت او انك تزوجت او ايا من هذا القبيل 
وعندما علم جدي اني اعرف عنوانك طلب مني ان احضرك علي الفور ...ماطلني عمك قليلا حتي اخبرني انك اردتي الاستقلال بحياتك وانه يعطيك المال ما ان ارسله!...لقد اراد قطع كل السبل التي تصلني بك حتي اخبرني ذات مره انك غاضبه مني ولا تريدين الحديث معي لانك تلومينني علي موت ابويك وعدم تواصلنا معك من قبل!

رمشت بعدم فهم لتقول 

: لم اعرف من قبل انك ترسل مالا ..ثم ان الجزء الاخير من كلامك لم افهمه.

هدأ هو قليلا ليقول وقد اكتست عيناه بنظرة ندم ليقول

:حين بحثت عنك كان لأجل ان اوفي بديني لخالتي صوفيا ولو بجزء بسيط!...عن طريق ارسال بعض المال لك ..فكنت ارسله تحت اسم جدي..عمك اخبرني انك لا تريدين التواصل معي وتحملينني ذنب موت والديك لظنه ان خافيير مارون هو من يتعامل معه وليس احد احفاده.

كان يبدو داخل عينيه المزيد من الكلمات لكنه لم يقولها..لكنها شعرت ...تنهدت بتعب لتقول

:يالهي ما كل هذا .
كان سام ينظر الي الاعلي بألم وغضب في الآن ذاته ليقول هامسا :
 
انا اسف مليكه .

لتنظر له بتعجب وكادت ان تسأله *لما* لكنه رفعت حاجبها بإنشداه قبل ان تضحك بخفوت وهي تنظر له بحزن...فلقد نام !هل ارهقه التفكير بهذا الموضوع الي هذا الحد ..

تنهدت لتنهض وتحضر غطاء خفيف من غرفتها لتضعه عليه وتجلس مكانها وهي تتلحف بآخر وهي تنظر الي السماء لتطوف في ذكرياتها البعيده مع مالك فؤادها .

فلاش باك

حيث كان عمر مليكه ثماني سنوات 
كانت تجلس في احد زوايا الشارع امام البيت تراقب الاطفال الاخرين وهم يلعبون معا لكن لا احد يشاركها اللعب! وفي ركن اخر وقف ذاك الطفل ..يبدو اكبر منها ببضعة اعوام..يمسك كرته بيديه وهو ينظر لها بتردد قبل ان يلمس كتفه طفل اخر قال له 

:هيا يافادي لقد حضر باقي الرفاق .

نظر له فادي له ثم عاد بنظراته الي مليكه ليبتلع لعابه قائلا

:اذهب انت يامصطفي..انا لن العب معكم اليوم ..اشعر بالتعب .

اومأ له مصطفي بحنق ليعود من حيث. اتي وتقدم بتردد نحو مليكه وجلس الي جانبها ليقول بخفوت

:مالي؟ احم ...اتودين اللعب معي بالكره؟..مصطفي وعمر وباقي الرفاق سيلعبون لعبة اخري وانا اريد اللعب بالكره..ما رأيك؟ 

نظرت له مليكه بغيظ بسبب طريقة نطقه الغريبه لإسمها قبل ان تنهض وتذهب بإتجاه بيتها دون الرد عليه ليظل هو ينظر في اثرها بحزن قبل ان يتنهد ويحمل كرته ليعود لبيته هو الاخر فهو لم يعد يغرب في اللعب .

Sheraz_Elqady

 •تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent