Ads by Google X

رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل الخامس 5 - بقلم شمس حسين

الصفحة الرئيسية

  

 رواية دموع مؤجلة واحتضان أخير الفصل الخامس 5 - بقلم شمس حسين


“بهجة أثقلت قلب أبي”
كبرت خلاص وحياتى مع بابا اتغيرت او بمعنى اصح اتغير شكلها، بقيت اروح له كل فترة عادى زي زيارات، و كمان بقيت اتعامل معاه عادى، كنت بحاول انسى كل اللى عمله فيا، بابا كمان صراحة معاملته كانت اهدى وده كان بسبب انى بكبر والناس حواليه ” أهله ومعارفه” عيونهم عليا، خوفه من كلامهم خلاه يحاول يظهر بصورة الأب الكويس، اللي بيعامل كل ولاده سواسية، لكن الصورة دي كانت قشرة… حاجة شكلها حلو من برة، بس جواها هش جدًا.
اخواتى من بابا كمان علاقتى بيهم اتحسنت، كبرنا خلاص ومبقناش عيال وبقينا قريبين، والكل كان ملاحظ القرب ده، وانا بصراحة كنت فرحانة بالقرب ده كنت بحس بسعادة اني عندي عيلة، بس الحقيقة إن العلاقة دي كانت “فيك”، كانوا بيعيشوا معايا مشاعر الاخت الكبيرة وانا كنت بعيش معاهم مشاعر ان عندى اخوات ومش وحيده، علاقة كانت شكلها من بره طبيعية بس من جوا لاء، كنت بحافظ دايما علي شكل علاقتي باخواتي، كنت بتغاضى عن حاجات كتيرة بتحصل قدامى وهما بينكروها، و كانوا عايشين دور اننا زي بعض وبابا بيعاملنا بتساوى علشان انا مزعلش، كانوا فى كل مره بينكرو ان بابا جاب لهم حاجة كنت بصدقهم علشان معملش مشكلة او اتكلم مع ان كان بيبقى معايا الدليل اللى يبين كذبهم بس انا كنت بعمل نفسى مش فاهمة ومش شايفة، وكل ده كان فداء شعور ان احس انى عندى اخوات بيحبونى.

في يوم، كنت قاعدة مع إخواتي، وقالوا لي إن فيه فرح لحد من قرايبنا، وإن كل العيلة هتبقى موجودة، وان الكل مستني الفرح ده، الحماس في كلامهم شدني، خصوصًا لما وروني الفساتين الجديدة اللي اشتروها للفرح، طلبوا مني اروح معاهم الفرح، وأنا وقتها حسيت بحاجة غريبة… حسيت إنهم عايزين اكون معاهم، وإن وجودي مش حاجة هامشية.
جهزت نفسي ليوم الحنة اللي كان قبل الفرح، وحقيقي اليوم ده كان من أجمل الأيام في حياتي، لبست طقم جديد بسيط، مش براند ولا حاجة، لكن كان شكله حلو عليا…..وأول ما دخلت الحنة، حسيت بحاجة عمري ما حسيتها قبل كده… الكل كان مبسوط بوجودي، كانوا بيسلموا عليا قبل أخواتي لأنهم مكانوش بيشوفني خالص، كان كتير اووي بيبصوا لي بإعجاب، وبيقولوا لي كلام عمري ما سمعته:
“كبرتي يا شمس! بقيتي عروسة ما شاء الله”
“أخيرًا شفنا البشمهندسة بتاعت العيلة”
“جمالك طبيعي ورقيق والله”.
كنت حاسة ان وجودى مميز وكأن المكان اتغير من مجرد حنه لاحتفال بيا انا، و بصراحة دى كانت حاجة جديدة عليا، حسيت إني مش ناقصة، إني أخيرًا موجودة وسط العيلة زي ما كنت بحلم لأول مرة في حياتي، ابتسامتي كانت حقيقية، وكنت حاسة بثقة عمرها ما كانت عندي بسبب بابا لانه دايما كان بيأكد بكلامه ليا ان أنا مش حلوة زي اخواتى، مع ان انا كنت راضية بشكلى، لكن في نفس اللحظة مرام وهمس الأمر كان مختلف عندهم، كانو متضايقين بشكل واضح من كلام الناس عليا مكانوش متعودين ان “الشو” يتسرق منهم، هما دايما كانوا محط اهتمام الكل فى اي مناسبة، وقتها حسيت انهم ندموا انهم قالولى على الفرح، رغم أن دي اول مرة احس انى مميزة قدامهم، حتي لما دخلت كلية الهندسة مع أن مفيش ولا بنت فى العلية دخلت كلية كنت انا الاولى، إلا ان بابا كان بيقلل من ده ومكانش فخور بيا.
رجعنا البيت وانا عارفه أن كل الموازين هتتقلب ضدي، اول ما دخلنا وقعدنا، لقيت بابا بيبص لي وقال: “هتروحي الفرح بإيه؟ الطقم اللي كنتي لابساه إنهاردة كان وحش جداً”، حسيت كأن الكلام ده كسر حاجة جوايا، حاولت أرد عليه: “عندي طقم كلاسيك جديد، هيبقى شيك”، لكنه قال ببرود: “لا، مش هينفع… لازم تروحي بفستان… الفرح في مكان فخم، وإحنا عيلة لينا شكلنا… لو جيتي من غير فستان، مش هتروحي معانا”، سكت، مع أن ممكن كنت أقوله هاتلي فستان زي ما جبت لإخواتي، لكن ماقدرتش، مكنتش عندي الجرأة، وبدل ما أقول له الحقيقة، قلت له: “أنا مش بحب الفساتين، بحس اللبس الكاجوال أنسب لي”، رد عليا: “لو جيتي يوم الفرح ومعجبنيش شكلك، مش هتروحي”.

فى اللحظة دى فهمت، الموضوع مكانش اللبس الموضوع كان انا، بابا مش قادر يستوعب إني في يوم الحنة كنت محط الأنظار، وإن الناس ركزت عليا بدل إخواتي، كنت دايمًا في الخلفية، واليوم ده قلب الموازين، وده كان كفاية يزعجه.
قررت مروحش الفرح وفضلت يوم الفرح قاعدة فى اوضتى فى بيت ماما، مكنتش قادرة اواجه فكرة ان وجودى مرفوض لمجرد ان معنديش فستان، ماما شافتنى زعلانة حاولت تخليني أقوم، وقالت إنها هتجيب لي احسن فستان علشان اروح الفرح، بس أنا رفضت، لأن بابا اساسا مكانش عايزني اروح الفرح، اخر اليوم فضلت اتفرج على استوريز البنات من الفرح، الكل كان مبسوط، وأنا كنت قاعدة حاسة بوجع في قلبي، قعدت افكر فى كل مرة حاولت اثبت انى كويسة لبابا وهو كان بيخلينى احس العكس، مكانش جوايا غير حقيقة وحيده مكنتش عايزة اواجهها وهى ان بابا مشفنيش يوماً ما بنته، هو شايفنى واجب حاجة كدا لازم يتحملها قدام المجتمع.
بعد الفرح بفترة قصيرة، حصلت حاجة غريبة، ست كبيرة من عيلة العريس اللي كان الفرح بتاعهم زارتنا في بيت ماما، قالت إنها شافتني في الحنة، وطلبتني لابنها، ابنها كان شاب ناجح، غني، ومتعلم يعني أي بنت تتمناه، الست قالت لماما إنها كانت معجبة بأخلاقي وشكلي، رغم إن لبسي كان بسيط، لكن المفاجأة إنها قالت: “طلبنا إيدها من باباها، لكنه رفض”
أنا وماما بصينا لبعض، وماعرفناش نرد… الست حاولت تقنعنا، وقالت إنها مستعدة تتجاوز بابا لو وافقنا، لكن ماما قالت لها إن كل حاجة في إيد بابا، وإننا منقدرش نتعداه، بعد ما الست مشيت، ماما كانت زعلانة، كانت شايفة إنها فرصة كويسة تخلصني من بابا، لكن أنا كنت بضحك، مش لأن الموضوع فارق لي، لكن لأنني كنت متأكدة إن لو العرض ده كان لإخواتي، بابا كان وافق، وقتها قلت لماما: “دافعي عنه قدام الناس براحتك، واكدبي وقولي إنه بيعاملني كويس…. أنا خلاص عارفة مكانتي عنده… مكانة مش موجودة أصلاً”.

 

google-playkhamsatmostaqltradent