Ads by Google X

رواية ارقام في العتمه الفصل الخامس 5 - بقلم اسماعيل موسى

الصفحة الرئيسية

 رواية ارقام في العتمه الفصل الخامس 5 - بقلم اسماعيل موسى 

ارقام_فى_العتمة

      ٥

عادت تقى إلى منزلها كان داخلها سعاده غريبه وتشعر بحماس عجيب، التهمت غدائها بسرعه ودخلت غرفتها
جلست على مكتبها بين الكتب والدفاتر والأوراق اغمضت عينيها كانت تحاول احياء فكره حيرتها لزمن طويل
ساد ظلام دامس وعصفت الريح خارج الغرفه كأنه تنباء بعاصفة واكتست السماء بالسحب الرماديه

مضى الوقت لكن  ذهن تقى لم يكن في حالته العادية. كانت قد قضت ساعات في التفكير في الرياضيات البحتة، تتابع معادلاتها وتنظيراتها وكأنها تحاول فك ألغاز الكون. كانت دائمًا تجد الراحة في الرياضيات، وهي لغة الكون، كما تقول لنفسها. لكن هذه المرة كانت الفكرة التي تراودها غريبة، بل ثورية.
نظرت تقى من النافذة إلى السماء الملبدة بالغيوم، وعقلها يعصف به مجموعة من الأفكار المختلفة التي كانت تتداخل وتتصارع. كيف يمكن للزمن أن يكون ثابتًا؟ كانت تتساءل. كيف يمكن أن يكون الزمن سائلًا مثل المكان؟ وأما عن فكرة الزمن المنفصل، فقد كانت تستهين بها لفترة طويلة؛ الزمن في نظرها كان يجب أن يكون شيئًا مرنًا، متغيرًا، وكأنه نسيج حي يتأثر بما حوله من كتلة وطاقة.

و بينما كانت تقلب صفحات كتابٍ قديم عن النسبية العامة لأينشتاين، لفت انتباهها فكرة أساسية: الزمن والمكان لا يفصلان عن بعضهما البعض، بل هما مترابطان في نسيج واحد. ولكن، ماذا لو كان هناك أنماط جديدة لهذا الترابط؟ ماذا لو كان الزمن يتغير بشكل مختلف في مناطق معينة؟ هذه الأفكار بدأت تتجمع في عقلها بشكل تدريجي، وكأنها تبني شيئًا أكبر.

لقد قرأت عن الثقوب السوداء، وعرفت كيف أن الجاذبية يمكن أن تؤثر على الزمن. لكن ما جذبها بشكل أكبر هو فكرة التفرد في داخل الثقوب السوداء، حيث يكون الزمن والمكان مكسورَين بشكل غير قابل للتصور. إذا كان المكان والزمن يمكن أن يتشوهوا ويصبحوا غير قابلين للقياس في تلك النقاط المتفردة، فما الذي يمنع هذا الالتواء من أن يحدث في أماكن أخرى من الكون؟

في تلك اللحظة، بدأ عقلها يعمل بسرعة، وكأن كهرباء رياضية بدأت تتدفق داخل خلايا دماغها. إذا كان الزمن والمكان في حالة مرنة، ويمكن أن يتغيرا حسب الظروف... فماذا لو كان الزمن نفسه يعتمد على خصائص معينة داخل الفضاء؟

قامت تقى بفتح دفترها، وجعلت قلمها يتدفق على الورق. لم تكن لديها معادلة واحدة واضحة في ذهنها، لكن كان هناك شيء واحد ثابت: الزمن ليس ثابتًا، بل يتفاعل مع المادة والظروف المحيطة به.

كانت تذكر تمامًا كيف كانت معادلات النسبية الخاصة لأينشتاين تحتوي على مفاهيم مثل السرعة و الكتلة، وكيف أن الزمن يتقلص مع السرعة العالية. ولكن تقى كانت ترى أنه يمكن توسيع هذا المفهوم ليشمل التفاعل بين المادة والطاقة والزمان بطريقة أكثر دقة. إذا كانت الجاذبية يمكن أن تشوه المكان، فهل يمكن أن تشوه الزمن أيضًا؟

وضعت اللبنة الأولى في معادلة بسيطة:

Z(t, x, y, z) = f(E, P, T, S)

 هو الزمن في نقطة معينة من الفضاء.

 هو كثافة الطاقة في تلك النقطة.

 هو كثافة المادة.

 هو التوتر الناتج عن تفاعل الزمان مع المكان.

 هو التفاعل بين المادة والطاقة.

 إنها تعني أن الزمن في أي نقطة في الفضاء لا يُقاس فقط بمعاملات خطية ثابتة، بل هو وظيفة متغيرة تعتمد على كل هذه المتغيرات. وكلما كانت الظروف في الفضاء أكثر كثافة أو توترًا، كلما كان الزمن أكثر "تشوهًا".

كانت تقى تعرف ان معادلة واحدة لم تكن كافية.
كانت تدرك أن الرياضيات وحدها لا تكفي لتفسير هذه الظواهر. كان عليها أن تتحدى المفاهيم القديمة عن الزمان والمكان، وتتخيل طريقة جديدة لفهم الواقع.

شعرت أنها بحاجة إلى نموذج تجريبي أو مقارنة مع الواقع. لقد بدأت في محاكاة بعض الظروف باستخدام الحاسوب، محاكاة كيف يمكن للزمن أن يتفاعل في أماكن ذات كثافة طاقية عالية، مثل الجسيمات التي تمر عبر حقول مغناطيسية قوية أو في محاكاة ظروف مشابهة لداخل الثقوب السوداء. في كل مرة كانت تجرب فيها المعادلات الجديدة، كانت النتائج أكثر دهشة. كانت ترى كيف يمكن أن يتصرف الزمن بشكل مختلف في ظروف متنوعة.

وبعد ساعات بدأت  تفهم أن نظرية التفرد الزمني ليست مجرد إضافة بسيطة إلى المعادلات الرياضية السابقة، بل هي نظرة جديدة تمامًا إلى كيفية تكوين الواقع. في مكان ما بين النسبية العامة و ميكانيكا الكم، كانت تقى قد وضعت يدها على نظرية ثورية.

نامت تقى على مكتبها حتى صفعتها الشمس وفتحت عينيها على كوب شاى ساخن ثم بدلت ملابسها وحملت دفترها فى حقيبتها، قصدت الجامعه وطرقت باب مكتب دكتور سامر بخجل كانت تعرف ان ما ستتحدث عنه مستحيل لكن دكتور سامر قال ان مكتبه مفتوح امام اى فكره

جلست تقى امام دكتور سامر فتحت دفترها وهمست بخجل ممكن حضرتك تلقى نظره على النظريه دى؟

  •تابع الفصل التالي "رواية ارقام في العتمه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent