رواية لِبچَشان الفصل السادس 6 - بقلم عفاف العريشي
) موفق)
» تبدو الحياة كما لو كانت قصة حزينة، حيث يتلاشى الفرح وتتساقط الأحلام دون رحمة ويبقى القلب ينزف بصمت بين أشلاء الأمل».
هذا ما كنت أحدث به نفسي طوال الطريق أسير منكس الرأس بين علية القوم إلى أن اصطدمت بأحدهم لم أرفع رأسي خشية من ضربي مجدداً، كانت فتاة رأيتُ فستانها الحريري الأسود من أسفل غطاء الرأس خاصتي، يبدو أنها قصيرة للغاية، قالت بسخط:
-أيها الأبله تسير في الطرقات منكس الرأس كالأحمق.
لم أرفع رأسي قط استمرت بالحديث إلى أن رحلت من أمامي أكملتُ طريقي إلى السفينة فالإبحار اليوم إلى شيلا ويجب أن أكون هناك وإلا سيتركونني هنا، لا يقود السفينة سوى أشخاص من عامة الشعب تم نفيهم إلى شيلا لجرائم اقترفوها في حق أشخاص بنفس الطبقة ولكن إذا تم اقتراف الجريمة من الطبقة الأدنى في حق طبقة أعلى يتم الإعدام حسب الفروق الاجتماعية والاختلاف بين العملات والوسم، كنتُ أتمنى لو أن شراب الميلاد خاصتي ساماً كنتُ الان مستريحاً بين الأموات ولا متعباً بين الأحياء.
رأيتُ صفوف من الأحذية العسكرية تسير بمحاذاتي رفعتُ نظري قليلاً لأرى صفوف العبيد بالملابس العسكرية تسير بمحاذاتي في طريقهم إلى الساحة للاحتفال بالزواج بعدما تم رسم الوسم على ساعد الضابط يعقوب، فالعائلة الملكية يتم وسمهم بوسم معين حتى أن شراب الميلاد خاصتهم سحري إلى أبعد مدى لأن من وسمهم هكذا لسبب مبهم يعود إلى عهد ريديس.
ريديس هو مكتشف المملكة قبل لازورد قبل تسعة قرون، كان بحاراً من بلد نائية يأتي كل عام في رحلة صيد تدوم لأسابيع ويتم حفظ الأسماك واللحوم في سلات حافظة يتم صناعتها بدقة، ولكنه وبلا قصد ولج إلى منطقة لِبچَشان المحرمة، لم يكن اسمها لِبچَشان آنذاك، استمر الإبحار أكثر من المدة المعتادة وأدى ذلك إلى موت رجلين كانا يبحران رفقته، فقد كان رفقته قرابة السبع أفراد المكونين للطاقم، قادت الرياح والأمواج سفينتهم وهم غارقين في الإعياء إلى شاطئ لِبچَشان وتحديداً بجانب منجم ثروان ولا سبيل للعودة، كان بحوزتهم حبوب الأرز والشعير قاموا بزراعتها والتأقلم عبر السنين إلى أن عثر عليهم أناس من أهل لِبچَشان الأولين، وتزوجوا وتم تعيين حكام للإمارات وهم (چيكا) ،( باقر)،( شيلا)،( لازورد)، بعدما تم تقسيم المملكة إلى أربع إمارات وبالطبع تم تعيين قادة على المنجم لحفظ الثروات ولكن هناك سر وهو بحيرة الموتى التي تتوسط الإمارات الأربع يقولون أن بها مواد سحرية وهى أن كل من يحاول الخروج خارج قطر المملكة تتوفاه المنية حتماً بعدما تتفجر أحشائه ويصاب بزيف حاد بالدماغ.
بحيرة الموتى هى الشاهدة على عهد ريديس يوم التقاء نحم ثروان مع نجمه وحجره النادر الوحيد كما ذكر في المخطوطة؛ فهذا الحدث يحدث كل عام وتُفتح البوابة الحياة لنصف ساعة فقط ولا علم لأحد أي نصف ساعة من اليوم سوى ريديس وأحفاده.
عدتُ إلى السفينة الخاصة بالإبحار نظرتُ إلى البحيرة اللازوردية على مرمى البصر التي تحتضن قرص الشمس كأنه جزئ منها منعكساً على مياهها الصافية بلونه السحري والجذاب.
تذكرتُ كارم أو يونس لا أعلم، همستُ في ذاتي بعون الله له دائماً على الوصول إلى مبتغاه وإيجاد ضالته في أقرب وقت.
وما الصداقة سوى علاقة مقدسة تربطك بشخص يستطيع فهمك والتخفيف عنك في أشد أوقاتك ثقلاً، الأصدقاء هم النقاء، الثقة التي تجعلك ترى الحياة بمنظور جميل، الصداقة والحُب وجهان لعملة واحدة ألا وهى الحياة.
تنهدتُ وأنا أستند على حاجز السفينة قائلاً:
_وفقك الله يا كارم، حفظك الله يا أخي.
*
) يونس)
سرتُ خلف الحارس بحذر من القادم علىّ لقاء الضابط يعقوب وأنا لا أتذكر حتى من أكون دعوتُ الله كثيراً لمساعدتي على الخروج من هذا المأزق والخروج من لِبچَشان رفقة أبى بأسرع وقت.
دلفتُ من بوابة القصر على جوادي الذى كان رفقة الحارس أظن أن اسمه «شهاب» فرس أسود جميل.
كان القصر رائعاً مبنى من الرخام الأبيض الناصع وحجر اللازورد الأزرق القاتم ولكن الأغلبية للأخير، الدرج كبير وأمامه نافورة زرقاء تقذف المياه اللازوردية البديعة، الحراس من العبيد بالطبع عدا داخل القصر من العامة بالعيون الزرقاء السماوية.
الكثير والكثير من الأبواب الزرقاء ذات النقوش الذهبية على الجانبين أمام كل باب حارسين يقفان بشموخ كلاً يمسك بقبضة سيفه.
الملابس تماثل خاصتي العسكرية ولكن باختلاف الشارة في كتفي مزين برسمة الوسم، علمتُ أنها تعود إلى الضباط الأشراف عندما سألتُ الحارس ولكن أمامي الآن ذكريات تتدفق شيئاً فشيئاً إلى رأسي أرى شاب بمثل ملابسي يجلس رفقة فتاة على العشب يتسامران بحب، أغمضتُ عينايّ لعلى أخفف هذا التوتر الذى داهمني من رؤية ذلك الهادي.
وصلتُ أخيراً إلى الغرفة الخاصة بالاجتماعات بالقصر، دلفتُ بحذر بمفردي بعدما تركني الحارس أمام الباب، كان يقف بشموخ، شاب طويل القامة ببذلته العسكرية وبنيته القوية
قال بصوت أجش:
_كارم، أين كنتُ بآخر يومين؟
توترتُ من سؤاله ونظرتُ إلى أرجاء الغرفة ومازال مولياً ظهره لي وقلتُ بصوت ثابت رغم التوتر والعرق المغرق لجبيني على الرغم من برودة الطقس:
_ كانت المهمة سيدى...
_سيدى؟
استدار أخيراً كانت ملامحه غاضبة بشدة وقلتُ:
_أجل، كانت لدى مهمة في چيكا كما تعلم.
صمت قليلاً ولكن كانت نظراته تخترقني وقال:
_حسناً، وكيف جرت الأمور؟
_كما خُطط لها.
_اليوم علينا مناقشة أمر أصبح حديث المملكة كما تعلم بالآونة الأخيرة.
_أجل تقصد الهاربان.
_يبدو أن المهمة كانت شاقة، كارم أنت مساعدي والعصا التي أتكئ عليها دائماً، أنت عينايّ في هذا القصر، عندما قابلتك أول مرة لم تكن مجرد ضابط بل قائداً لجيش بذكائك وقوتك.
ابتسمتُ رغماً عني لا أعلم لما ولكن شعور بالكبرياء والغرور داهمني.
قال:
_وليد نصر لم يكن مجرد حارس بالقصر لا بل أكثر، لقد هرب وبيده معلومات عسكرية من الممكن أن تؤدي بلِبچَشان إلى التهلكة.
عبستُ بتفاجأ عندما سمعتُ اسم أبى ولكن الضابط هادى استأنف حديثه قائلاً:
_هو الآن بحدود لِبچَشان، سحرة ثروان قاموا بعملهم على أكمل وجه ليس علينا سوى البحث فقط.
_كيف؟!
_لا أعلم، ولكنني قمت باستدعائك اليوم لأمر آخر، كما تعلم اليوم هو زواجي من الأميرة عنود وسنذهب سوياً إلى قصر الشرق لمدة أسبوع، ريثما أعود ستتولى أنت زمام الأمور لقد استشرتُ الملك في أمرك ولم يمانع.
أومأت له وألف سؤال الآن برأسي بشأن أبى، أيعقل أن يكون تشابه أسماء بالطبع لا، قلتُ بهدوء:
-كما ترى سيدي.
تقدم منى واقفاً أمامي بملابسه وخوذته القماشية المزينة برمز لِبچَشان، ربت على كتفي قائلاً بابتسامة:
_أنا على يقين بأنك الأجدر لهذه المهمة أنت أهل ثقة يا يونس، آراك قريباً.
خرج بينما أنا أناظره بابتسامة باهتة ومازالت الحقيقة معلقة على كتفي أظن أنه حان الوقت لحل لغز اختفاء أبى ولكن على لسانه هو.
خرجتُ وسرتُ في الرواق الكبير وعلى جانبيه المليء بالأبواب حسناً القصر رائع من الداخل عبارة عن مزيج من اللونين الأبيض والأزرق اللازوردي وكذلك القليل من الذهبي.
أفقتُ من تأملي للقصر على صوت الحارس الغليظ مجدداً:
_سيدي غرفتك بالطابق العلوى.
قلتُ ببرود مغلفاً لتوتري ببراعة:
_أعلم يا هذا فقط انتبه لعملك.
حسناً امتثل لأوامري ولكن بعدما رمقني بنظراته الحارقة وزفيره النتن.
صعدت الدرج الذى لا يختلف حاله عن سائر القصر إلى الباب الأول من الردهة حسناً لقد رأيتُ نفس صورة شارتي تتوسط الباب وبجانبه العديد من الأبواب برموز مختلفة حاولتُ فتحه بلا جدوى إلى أن لمع شيء بداخل ملابسي أخرجته كانت كالعملة ولكن زرقاء صلبة تأملتها لبرهة ثم قربتها بهدوء من الرسمة جذبتها سريعاً ثم سقطت على الأرض تزامناً مع فتح الباب ابتسمتُ على هذا السحر للِبچَشان، تناولت العملة وأغلقتُ الباب، الأثاث متناسق وجميل والترف البادي هادئ، فراش في المنتصف وبجانبه طاولتين من كل جهة بالإضافة إلى باب المرحاض بعد سبع خطوات من الفراش ومكتب من خشب الزان الرائع وخلفه كرسي وثير أحمر اللون والسجاد اللازوردي المتناسق مع لون الجدران البيضاء.
جلستُ بهدوء على الكرسي وتناولتُ حقيبتي القماشية التي أبدلتها من صديق وذلك نظراً لاختلاف ملابسي، أخرجتُ أولاً كتاب لِبچَشان بلغته الغريبة ولكنها مألوفة بالنسبة إلىّ يليه المذكرات الخاصة بوالديّ، كانا يكتبانها سوياً، ثم هاتفي الخلوي فتحته كانت الساعة واقفة تماماً على الخامسة والنصف صباحاً، خطرت لي فكرة وهى تصوير الغرفة وهكذا يكون بحوزتي دليل على كلامي الذى سيُحكى لمعتز بالمستقبل، ولجتُ إلى تطبيق الكاميرا ورفعتُ الهاتف لالتقاط الصور ولكن الغريب أن الصور لم تكن للغرفة بل لصحراء جرداء، التقطت الكثير من الصور ولكن كانت نفس النتيجة، أغلقتُ الهاتف بملل، وحاولتُ الاسترخاء قليلاً، أخرجتُ ملابس للنوم مريحة من الخزانة القابعة في نهاية الغرفة، وعدتُ سريعاً حاولتُ نزع القلادة بلا جدوى فكلما أحاول رفعها تحرق جلدي وصدري، عاودتُ الجلوس مجدداً متناولاً المذكرات بغلافها الأسود الجميل عليه وسم كخاصتي أردتُ فتحها ولكنها تأبى دققتُ النظر في الوسم ثم أخرجتُ القلادة كانا متطابقين وضعتها عليها وسمعتُ صوت الأوراق ورائحة المجلد الجميل، حسناً أظن اننى أملك الكثير من المفاتيح هنا.
بدأت السطور كالآتي:
» وليد»:
أنا وليد أبلغ من العمر ثلاثين عاماً، أنا ابن نصر كبير أطباء الملك راكان وكذلك السحرة، بدأتُ بالعمل كحارس شخصي للأمير غيث الابن الوحيد للملك راكان وولى عهده، كان عملي نظراً لبنية جسدي القوية التي هى على العكس تماماً ببنية أبى ممتلئ الجسد، أما أنا فطويل، قوى البنية، وأجيد الفروسية وإطلاق السهام والمبارزة بالسيف وأيضاً الرمح تعلمتها جميعاً في طفولتي، تلقنت تعليمي كاملاً على يد المعلم ناجى المعلم الأول للقصر الملكي،...
كنتُ أقيم بالقصر منذ نعومة أظافري، تربيتُ فيه مع الأمير غيث فهو بنفس عمرى تقريباً وشكلي أيضاً نحن أصدقاء وقد عَرضتْ علىّ الملكة ليل والدته وزوجة الملك لكى أعمل كحارس شخصي له نظراً لأنني أهل ثقة بالنسبة لها.
نحن الآن بالعام التسعون بعد التسعمائة، انتقلتُ إلى العاصمة من شيلا إلى لازورد في بداية عهد الملك الحالي،
لم تكن الأوضاع مستقرة أبداً في المملكة كانت السلطة مقسمة بين الملك في لازورد الشمالية وبين الملك المحتل لشيلا ( جواد).
لم يُعترف بملوك عائلة راكان أبداً بالبداية، تدهورت الحالة الصحية للملك بالآونة الأخيرة، كان أبى يبيت بجواره العديد من الليالي لكى يعالجه برفقة مساعده ( زاهر) ولكن لم تتحسن حالته ابداً لذلك قامت الملكة باستدعاء أبى لكى تتناقش معه في أمر هذا التفكك والهرج السائد بأنحاء البلاد ووعدها بإيجاد الحل وذهب إلى ( شيلا) بعدما أهداني خاتم اللازورد خاصته، أخبرني أنه خاتم ثمين وهام للغاية بالنسبة لعائلتنا وحافظتُ عليه جيداً لحين اللقاء.
مازال هناك منذ عام لم يعد نتيجة لانشغاله في أمر مجهول، ويوم بعد يوم تدهورت الحالة الصحية للملك بشدة وأوصتني الملكة بأن أحمى الأمير بكل قوتي من أي خطر قد يحوم حوله، وكيف لا أفديه بروحي وهو أخي قبل ان يكون صديقي.
واليوم نحن في بداية العام الواحد والتسعين بعد التسعمائة ومازالت حالة الملك في تدهور ولا يقوى على الحراك.
في مساء اليوم التالي، أخبرني الحارس ( أصيل) بأمر اجتماع هام في القاعة الكبرى لكبير الوزراء والحراس وانا بالطبع بما وصلت إليه من مركز قوى بالفترة الأخيرة، وصلت وكانت تجلس على عرش الملك وعلى جانبيها كبير الوزراء يليه كل وزير على حده وعلى يساره كبير الحراس ومساعد الملك أيضاً، يليه قائد الحيش الأمير غيث وانا بجانبه كمساعد،
انحنيتُ لها باحترام وجلستُ بمكاني المخصص لتقول بصوتٍ هادئ رخيم:
_جمعتكم اليوم لأخبركم أن الملك راكان قد غادر هذه الحياة ولكن نظراً لوضع البلاد لن ننشر هذا الخبر أبداً قبل مساء الغد،
ثم صممت هنيهة من الوقت وأردفت وهى تنظر باتجاهي:
_الحارس وليد..؟
_في طاعتك سيدتي.
_ستتولى أمر ملابس الملك الجديد لنا الملك غيث، وكذلك الاحتفال الذى سُيعقد مساء الغد؛ احتفالاً لتتويجه.
أجبتُ وأنا أضم يدى اليمنى إلى صدري وانحنى بجذعي العلوى لها باحترام:
_بالطبع مولاتي هذا شرف كبير لي.
قالت بجدية وهى تنظر إلى كبير الوزراء:
_وأنت ستتولى أمر الموكب الملكي الذى سيتحرك مساء الغد إلى ثروان لكى تقوم بالتجهيزات اللازمة للحفل وكذلك تشييع جثمان الملك.
فأجابها:
_بالطبع مولاتي.
نظرت إلى الطبيب زاهر الذى أصبح بمكانة أبى:
_زاهر ستتولى أمر الرعاية الصحية والاعتناء بصحة الملك غيث.
_وهو كذلك مولاتي.
قالت وهى تمسك بتاج الملك الذهبي المُطعم بأحجار اللازورد والماس:
_غداً ستشرق شمس عهد ملك جديد للِبچَشان، لقد انتظرنا نصر كثيراً آمل أن نراه في أقرب وقت وبحوزته الحل لكل هذه المشاكل.
أردفت بعدما صمتت لبرهة:
_انتهى الاجتماع.
ليخرج كلاً منا تباعاً إلى عمله المكلف به.
مرت الأربعون ليلة التالية كما أمرت مولاتي تمت مراسم الملك راكان ببحيرة الموتى كالعادة، كما نُصب الملك الجديد للِبچَشان وللتوضيح لإمارة لازورد الشمالية وأصبحتُ أنا كبير حراسه ومساعده الشخصي وكل من بالقصر يمتثل لأوامري بكل طاعة واحترام.
****
) يونس)
أغلقتُ المذكرات بانزعاج من الضوضاء التي بالخارج تأففتُ بضيق ووضعتُ الكتابين بالخزانة خلف الملابس خشية من افتضاح أمري.
فتحتُ الباب بالعملة ونظرتُ لأحد الحراس سائلاً إياه:
_ما هذا الصوت؟
_إنها الخائنة سيدي.
_الخائنة؟
_أجل، تأبى الإفصاح عن مكان الهاربين.
_ ومن أين يأتي الصوت؟
_من السجن أسفل القصر مولاي.
أومأتُ بهدوء وعاودتُ الجلوس بعدما هدأت الأصوات قليلاً.
واستأنفت قراءة المذكرات.
****
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية لِبچَشان) اسم الرواية