Ads by Google X

رواية لا تقولي لأ الفصل السادس 6 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية لا تقولي لأ الفصل السادس 6 - بقلم زينب سمير 

6..

التوجس اللي جوا كاميليا بيقل مع الوقت ناحيتهم، مبقاش ليها غيرهم! 
بتقضي كل وقتها معاهم، جت بدري إنهاردة قعدت في جاردن المدرسة لوحدها كالعادة، وصل شارف بعد شوية لمحها فقرب منها بإبتسامة قعد جنبها و- صباح الخير
هزت راسها بترحاب، فضلوا قاعدين ساكتين للحظات طويلة، بص شارف قدامه وأتنهد بحيرة
- عارفة أحيانًا بحسدك على سكوتك.. إنك ساكتة غصب عنك، أحسن من أنك تكوني عايزة تتكلمي بس خايفة، فبتسكتي نفسك غصب، كلامك ممكن يدمر الدنيا، يقلب عالمك كله، فيفضل كلامك معلق في زورك.. زي غصـة كدا لازم تفضلي واخدة بالك منها لتفلت منك غصب عنك
كانت بتسمع كلامه بحاجبين ضيقين، مش فاهمة كلامه المبعثر، بس حاسة في حاجة غلط
شارف.. عكس ما بيحاول يبين؟ الولد الفرفوش اللي دماغه طاقة ومش شايل أي هموم؟
كتبت- أنت بتواجه مشكلة؟ لو عايز تتكلم أنا موجودة
أبتسم ليها بخفة، كلماتها كانت صادقة، مد إيده يربت على شعرها بخفة و- شكرًا على العرض، وعد لو في يوم قدرت أتكلم هجيلك
هزت راسها بمعنى مستنياك، إيد ظهرت وشالت إيد شارف من على شعرها.. بقليل من العنف؟ الهمجية!
بصوا.. ظهرت لمحة من السعادة في عيونها
شارف- كـار.. 
وقف وحيّوا بعض بسلام عنيف شوية، قعد جنبها وسأل- لينا لسة مجتش؟
- تـوء، لسة..
- إنهاردة هنعمل أية؟
بص شارف لكاران بنظرات خبيثة محدش فهمها غيرهم ورجع كاران يبص لكاميليا و- إنهاردة اليوم ملكك، هنعمل كل اللي أنتِ عايزاه، هتخرجينا وتودينا أي مكان حباه، هتشركينا كل أهتماماتك
ظهرت الخضة في عيونها.. خضة سعيدة، حد هيعيش معاها حياتها؟ اللي بقالها سنين بتعيشها لوحدها في كآبة!
كتبت بتردد- بس.. ممكن متحبوش + انا لسة معرفش مصر اوي ولا أماكن فيها كويسة
كاران- قولي أنتِ عايزة أية وبالمواصفات اللي عايزاها، وسيبي الباقي عليا
أنضمتلهم لينا في الوقت دا، سمعت أخر كلامهم، وملاها الغيظ، حد تاني بيشاركها أهتمام أصحابها بيها، بعد ما كان كاران بينفذ كل طلباتها هي وبس، وبيحقق أمنياتها، حد تاني بقى ليه نفس الصلاحية
لكنها بصعوبة.. بكل صعوبة كتمت كل دا جواها وهي بتنضم ليهم وتحضن كاميليا من جنبها وبمرح- إنهاردة يومك ياكامي
رن جرس بداية أول حصة، سقف شارف بحماس و- يبقى بعد المدرسة نتقابل وتكوني مجهزة نعمل أية
خد لينا في إيده ومشيوا، بدأت بخطوات أبطئ هي وكاران يلحقوا بيهم
- كاميليا..
نادى اسمها وسكت، بصت ليه بإستفسار.. سرح في عيونها للحظات طويلة قبل ما يغمض عيونه للحظة يصفي كل أفكاره ويرجع يفتحها و- السواق الجديد كويس؟
كتبت- آه.. طيب أوي ومحترم
هز راسه بـآه وبتنبيه.. جاد- بس زي ما قولتلك متثقيش في أي حد تاني.. بسهولة، مهما كان مين
بصتله بحيرة حسته بيوصل رسالة، بيحذرها حقيقي
قبل ما تفكر بجدية، بسرعة سحبها من دراعها ناحيته لحد ما خبطت فيه، سند على حيطة وراه وهي سندت بدراعاتها على صدره تبصله بدهشـة، ولد عدى جنبهم بيجري بمنتهى السرعة حرفيًا مش شايف قدامه وكان هيخبط فيها
فضلوا على حالتهم لثوانِ، سارح.. غارق في تفاصيلها
لحد ما كترت الهمهمة حواليهم فبعدت عنه بسرعة وعدل وقفته، وبإحراج لعب في شعره و- كان هيخبط فيكِ
هزت راسها بفهم وشكر وكملوا مشي
****
بعد المدرسة أتجمعوا تاني في الجراج، 
لينا- ها؟ هنعمل أية؟
مـدت كاميليا إيدها بإحراج بورقة، مسكتها لينا وقرأت اللي فيها بملامح سخرية، نغزها شارف علشان تتحكم في ملامحها
قرب كاران وقرأ، وبحماس- الملاهي.. حلو جدًا يلا بينا
بصلها و- معندكيش مكان محدد صح؟ أختار أنا؟
هزت راسها بآه، سحب إيدها معاه ناحية عربيته و- أنا هاخد كاميليا وأنتوا حصلونا، هبعتلكم اللوكيشن
بصتلهم لينا بغل، لإيده اللي ماسكة إيدها بأحكام
وبأسنان مطبوقة- أمتى هنخلص بقى
- مش دي رغبتك؟ أتحملي لحد ما ننفذها بقى، وبعدين هانت، يلا علشان نحقق أحلام الأميرة
بمكر- بس الأحلام ممكن يتخللها بمض الأضغاث.. صح؟
بصلها للحظات قبل ما يهز راسه بآه وضحكة خفيفة- صح جدًا طبعًا
ركبوا سـوا وهما بيرتبوا أزاي وسط ضحكتها يزرعوا آلم
وسط فرحتها.. يزرعوا حزن
علشان حتى الأمنيات تكرهها

في نفس الوقت في عربية كاران، 
- أنا دايمًا بشوفك بتكتبي، معندكيش طريقة تواصل غيرها؟
هزت راسها بلا وشاورت بإيدها كام حركة
هز راسه بفهم و- لغة الإشارة؟
هزت راسها بآه، كاران- بتتعاملي بيها مع مين؟ عمري ما شوفتك بتستخدميها لدلوقتي
كتبت- مع أهلي.. أتعلموها علشاني، أحيانًا ببقى مش طايقة أكتب، زهقت.. فخلوا لغة الإشارة علشان التواصل بينا وأحس بالراحة
- مبتحبيش تكتبي؟
كتبت- الكتابة بتاخد مني وقعت، الكلام وهو مكتوب غير وهو متقال، بيفقد حماسه.. أحساسي أحيانًا مبقدرش أوصله، أحيانًا مبيكونش الكلام كافي
شرد في اللي قراءه للحظة قبل ما يهز راسه بتفهم
- لية أخترتي الملاهي؟
- أخر مكان كنا متفقين أنا وأخويا إننا نروحه سـوا، من بعد وفاته مروحتوش، أنتوا أول ناس أحس إني عايزة أروح معاهم المكان دا
قرأ كلامها وملامحه أظلمت تمامًا.. 
أزاي هي شيفاهم، وأزاي هما شيفينها!
أتحكم في ملامحه بسهولة، بسمة مرتعشة ظهرت على جانب شفتيه وهو بيهز راسه بتفهم
قبل ما يهمس بصعوبة وهو بيركن- وصلنا
لفوا معاها الملاهي كلها، شاركوها كل اللحظات، صور كتير أتخادت، ضحكات من القلب طلعت، من قلوبهم كلهم حتى من غير ما يحسوا، بمرح وصفا قربت لينا منها تحضنها وشارف قدام وكاران جنبها من الناحية التانية ياخدوا صورة تذكارية
قبل ما تبعد لينا بإدراك، بصت لشارف اللي قال- هنروح نجيب آيس كريم.. عايزين حاجة غيره؟
- لا.. هنستناكم هنا
شاور كاران على كرسي قريب،
مدت لينا بعصير لكاميليا و- خدي كملي دا أنا مش قادرة
أخدته منها كاميليا وبدأت تشربه
ومشيوا.. لحظات وجـه لكاران أتصال بعد عنها وبقيت هي تتابع الأطفال والناس من حولها بإبتسامة، أول مرة تحس إنها خرجت من خريف حياتها للربيع
في ألوان.. في بهجة بتضاف لحياتها..
بصت لضهر كاران بنوع من العرفان.. الأعجاب.. الحب!

بعد دقايق، حست أن الرؤية بقيت ضبابية شوية، العالم بيدور بيها، وأصوات كتير حواليها، أصوات مبتجيش غيرها في عقلها، لنفس اليوم.. اللي لسة مش عارفة ولا قادرة تطلع منه، يوم وفاة أخوها.. فجأة حست أن الملاهي بوسعها، ونور النهار قلب لضلمة، والمكان بقى ضيق، نفس أوضة المخزن، كل الأطفال والأهالي أختفت
بإستجداء بصت لنفس المكان اللي فيه كاران.. علشان تنادي عليه بس هو كمان أختفى!
لمحت طفل.. مش طفل دا أخوها، بيجري من قدامها، مديها ضهره، لابس أخر لبس كان لابسه، وماسك لعبته
حاولت تنادي عليه صوتها مطلعتش، مـدت إيدها تحاول تمسكه وقفت وبدأت تمشي من غير هدى وراه.. تجري تلحقه يمكن تلحقه المرة دي
يمكن ميمشيش وكل حاجة تتصلح، زي ما كل حاجة باظت لما مشي!
****
خلص كاران مكالمته ولف ملقاش كاميليا ولقى شارف ولينا قاعدين بياكلوا آيس كريم بمنتهى الأستمتاع قرب منهم أخد الآيس بتاعه وبتعجب- مجبتوش لكاميليا ولا أية؟
بص حواليه و- وهي فين؟
لينا بضحكة تشفي- زمانها جاية، بتعيش بس لحظات أخوية لطيفة وجاية
سأل بعدم فهم- قصدك أية؟ فين كاميليا يالينا؟ عملتوا أية؟
شارف ببساطة- ولا حاجة، حطينالها دوا هلوسة وأستأجرنا طفل لبسناه لبس شبة بتاع أخوها، زمانه بيجري وهي بتجري وراه
ودخل الأتنين في نوبة ضحك، وقف وبعصبية- أنتوا اتجننتوا أزاي تعملوا حاجة زي دي، وهنا!
- في أية ياكاران؟ عادي يعني 
- لا مش عادي
مرر إيده في شعره وبعصبية- لازم تعملوا حركتكم السخيفة دي هنا!
لينا وسابت اللي في إيدها ووقفت تواجهه- هنا أو أي مكان تاني أنت أية اللي مضايقك؟
- أنتِ مش فاهمة المكان دا أو إنها تيجي مكان زي دا حاجة مهمة أزاي بالنسبالها،
بصلهم وأتنهد بشفقة- على الأقل كنا سبنالها ذكرى كويسة لليوم دا.. 
بصتله برفعة حاجب و- والله؟ من أمتى الحنية دي! وبعدين دا كان أتفاقنا من الأول ندمر كل حاجة ونحولها كل لحظاتها من فرحة لكسرة.. أية اللي أتغير!
- لينا انتي عارفة إنها مفكرتش تزور الملاهي دي من بعد أخوها غير معانا؟ أختارت تشاركنا اللحظة دي.. حبتنا!!
نطق أخر كلمة بآسى قبل ما يلف ويسيبهم ويبدأ يجري في المكان
أتجمد شارف ولينا للحظات، بيفكروا في جملته
قبل ما تنطق لينا بإنتصار- كدا بدأنا نضمن إن وقعتها مش هتعرف تقوم منها بسهولة
بصلها شارف وأبتسم بهدوء، دا اللي هما عايزينه من البداية
- تعالى ندور معاه، لازم تشوف خوفنا وتعبنا، لازم تصدق قد أية بقيت غالية علينا
نطقت بسخرية وبدأوا هما الأتنين يتمشوا بمنتهى البرود حوالين المكان

عكس كاران كان بيجري في كل مكان وهو بيتجنن، حاسس بحاجة غير الخوف والشفقة؟ لا..
كل خططه هتتغير بعد ما هيلاقيها؟ لا
يمكن لو كان هو اللي حاطط الخطة ومرتبلها ومش محطوطة من وراه مكنش هيبقى فارق معاه، هو بس.. نوع من التأنيب ماليه بسبب الكلام اللي دار بينهم في العربية.. حاول وسط كل الآلام اللي سببها وهيسببها ليها
يسيب بس نور صغير.. باب موارب، يمكن تفتكره ليهم.. يشفعلهم عندها
سمع صوت مكتوم في مكان قريب، قرب بخطوات بطيئة لقاها قاعدة عند شجرة ضامة رجليها لصدرها وساندة راسها عليهم ومكتفة نفسها بإيدها، بلع ريقه 
هيئتها زمان كانت ملاك برئ.. دلوقتي هي.. ملاك جريح
نادى اسمها وهو بيقرب يقعد قصادها على ركبه- كاميليا..
رفع راسها بإيده علشان تبصله، عيونها كانت حمرة، ملامحها مطفية، باين فيها التوهان والزعر، شاورت بإيدها حواليها، حاولت تتكلم مفيش صوت
أكتر لحظة مثيرة للشفقة، جالبة للغصة هي دي، محاولاتها المستمرة إنها تعبر ولكنها بتفشل
مثل الجهل، مكنش قدامه حل غير دا
- في اية؟ إية اللي حصل، اية اللي جابك هنا
لمح تراب على هدومها، بدأ ينفضهولها و- أية اللي عمل فيكِ كدا
وقفها سندت عليه، مفهاش حيل أو قوة، مـد إيده بحنان لوشها يمسحه من التراب، يرجع شعرها اللي مبعثر بعشوائية لورا، يصففه بصوابعه وهو بيقول بنبرة هادية- أشش أهدي كله تمام، كله هيبقى تمام أنا هنا، مفيش حاجة هتحصلك
مشى بيها كام خطوة وهو لسة ساندها، ضامم وسطها بإيده وبيطمنها بكلامه، صوت بكاءها المكتوم قل، مجرد شهقات متباعدة
قعدها في مكان قريب، جه يمشي مسكت إيده، لف يبصلها
لمح عيونها.. البراءة اللي فيها رجعت تاني المرة دي محسش بغل منها.. حس بغل منه هو
أزاي بتتسمك بيـه إنه أمانها؟ وهو سبب وهيكون سبب كسرها.. كسورها
لسة هتهز راسها بنفي همس هو- ممشيش؟
هزت راسها بآه.. أتنهد و- جاي علطول.. هجبلك ماية، متخفيش مش هتأخر
شاور لمكان قريب و- من هنا، لحظة واحدة بس
مشى لحظات ورجع، لقى لينا وشارف حواليها بيطمنوا عليها ولينا بتحضنها وتفرك إيدها بحنان، وشارف بيحاول يتكلم معاها ويضحكها
للحظات ضم إيده بغل، للحظة ولأول مرة يحس قد أية هو وأصحابه منافقين.. سيئين.. شياطين!
قرب ومعاه المية أخدتها منه لينا بلهفة وفتحتها وساعدتها تشرب، قرب شارف منه يحضنه و- الحمدلله إننا لقيناها، هو حصل أية؟
بصله بملامح جامدة.. ساكتة قبل ما ينزل إيده ويبعد عنه ويقرب من كاميليا ولينا، سحب الأزازة من إيد لينا وساعدها هو تشرب
وقال من غير ما يبصلهم- أمشوا أنتوا، أنا هروحها
بصوله بشـك، فهزت كاميليا راسها وكتبت- أنا كويسة أسفة إني قلقتكم عليا.. وشكرًا ليكم، اليوم كان حلو بسببكم
قرأوا التلاتة الكلام ولأول مرة يتفقوا في الأحساس 
السخرية.. المريرة!
مشيوا وهو وصلها لبيتها، لفت علشان تنزل قبل ما تلف وتبصله وتعمل حركات إشارة بإيدها وتنزل، حاول يفهم
أكتشف إنه يقدر يفهم لغة عينها أكتر من أي لغة تانية..
فضل يكرر الحركات لحد ما حفظها، لازم يعرف معناها
كلم حد يبعتله متخصص في لغة الإشارة البيت، يكون هناك قبل ما هو يوصل حتى
بالفعل وصل كان هناك متخصص مستنيه، بسرعة ومن غير كلام عمل الحركات اللي حفظها وسأل- الكلام دا معناه أية؟

'شكرًا لأنك دائمًا هنا كلما أمرض.. كلما أسقط.. ربما أحب الآلم بسببك الذي طالاما أبتعدت عنه'

'شكرًا لأنك في كل مرة تكون طوق نجاتي، وتشاركني مآساتي وتحاولي أن تنزعني منها'

متعرفش إنه هو اللي بيحطها جوه المآسـاه علشان يطلعها منها!!


لـ زينب - سمير

هل كاران بدأ يتأثر؟ ولا هي لحظة وهتروح لحالها؟
متنسوش الشر أحيانًا بيكون متأصل، وملك اللعبة خاصةً الشريرة مبيكونش سهل يتخلى عن قناعاته وأهدافه!!

 •تابع الفصل التالي "رواية لا تقولي لأ" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent