Ads by Google X

رواية حرر هواك فالحب بات معلنا الفصل السادس 6 - بقلم تسنيم المرشدي

الصفحة الرئيسية

 رواية حرر هواك فالحب بات معلنا الفصل السادس 6 - بقلم تسنيم المرشدي 


«حرِر هَواكَ فَالحُب بَاتَ مُعلنَا» 
«الفصل السادس» 

***
بسم الله الرحمن الرحيم

حاول تهدئة روعه وزفر أنفاسه على مهل فتدخلت السيدة ميمي مرحبة بذلك الإقتراح:
_ تسلم يا حبيبي، المواصلات هنا صعبة أوي 

نفخ يُوسف متزمجراً، وصل صوته إلى أذني ميمي فقالت له: 
_ يوسف تعالي معايا 

استأذنت منهم ودخلت إلى المطبخ، تبعها يُوسف إلى الداخل فأسرعت هي موبخة إياه: 
_ أكيد مش هتسيب بنت خالك تروح مع صاحبك لوحدها! 

تأفف يُوسف بصوت مسموع وهو يضرب الحائط بغيظ عارم ورد عليها بغضب: 
_ أكيد مش هعمل كدا، بس ليا كلام تاني مع الغبي اللي ورطنا الورطة دي

هرول يُوسف إلى الخارج بوجه جامد، ودون أن ينظر إلى أحدهم خرج من المنزل فتبعه بلال الذي علم بحجم المصيبة التي اقترفها، حمحم بحرج ونظر إلى إيمان التي كانت تجلب حقيبتها وقال:
_ هستناكي تحت 

نظرت إليه بحيرة فعدل حديثه قائلاً: 
_ قصدي هنستناكي.. 

أولاها ظهره وهرول بخطاه إلى الخارج، بينما ودعت هي عمتها ثم غادرت، ركب ثلاثتهم السيارة وكان الصمت رابعهم، لم يُنطق حرفاً منذ ركوبهم السيارة، فكان يُوسف يطالع الخارج من النافذة والغضب يتأجج داخله، بينما كان بلال يختلس النظر إلى المرآة ليرى وجهها الخجول، لكنه كان يرى ما لا يسُر خاطره فنظراتها لم تُرفع من على يُوسف قط. 

وصل بلال إلى منطقتها وأوقف السيارة تحت بنايتهم وسألها بلُطف: 
_ البيت هنا، صح؟ 

انتبهت له إيمان وأجابته ممتنة:
_ أيوة هنا، شكراً 

لم يرد عليها سوى بلال وكان لطيفاً للغاية معها:
_ معملتش حاجة، دا واجبي 

بادلته ابتسامة هادئة ثم ترجلت من السيارة وألقت نظرة سريعة على يُوسف الغاضب ثم صعدت إلى منزلهم، التفت يُوسف إلى بلال الذي كان يخشى انفرادهما لتلك المواجهة وصاح بإزدراء:
_ أنت إيه اللي خلاك تقولها نوصلك؟ أنا مش عايز أكون معاها في أي مكان، أنت مش عارف كدا يعني؟! أنا مش بديها ريق حلو وهي مش شايفة غيري، تخيل بقى لو إديتها! أكيد هتقول إني واقع في حبها مش بعيد عليها والله

حرك يُوسف رأسه مستنكراً ما حدث، عاد لينظر إلى الخارج لكنه لم يتوقف عن توبيخه:
_ مش مصدقك بجد، ليه تقولها كدا وأنت أكتر واحد عارف إني رافض قربها مني، عملت كدا ليه يا بلال بجد مش لاقي تفسير؟ 

التفت يُوسف برأسه ثانيةً إليه وتابع أسئلته التي لم تنتهي بعد بنبرته المشحونة:
_ قولي، عرفني يلا، أمي اتفقت معاك تعمل كدا؟ 

بهدوءٍ مريب أجابه بلال: 
_ لأ، الموضوع مش كدا خالص 

نظر أمامه هارباً من عيناي يُوسف، فصاح الآخر متسائلاً بحُنق:
_ أومال؟ لو مكنش الموضوع كدا هيكون إيه؟ 

ابتلع بلال ريقه، لا يعلم هل إخبار يُوسف عن مشاعره سيكون صائباً أم لا، أصر يُوسف إلى معرفة حقيقة الأمر فأردف بنبرة متحشرجة:
_ أنا بحبها يا يوسف! 

حرك بلال رأسه لليمين ليستشف تعابير صديقه، فلم يرى سوى جمودٍ لا غيره، وأخيراً قد نطق يُوسف وردد بعدم استيعاب:
_ إيه؟

تبادلا كليهما النظرات وبدأ بلال في قص متى شعر بمشاعر نحوها، وكان يُوسف يصغي إليه باهتمام يشوبه الذهول فلم يتوقع ذلك البتة، حيث قال بلال باستحياء شديد:
_ مش فاكر بالظبط الموضوع بدأ إزاي، بس فاكر كويس الكام مرة اللي كانت بتزوركم فيها وأنا مكنتش بقدر أشيل عيوني من عليها، وكل مرة كنت ببقى مركز معاها بطريقة غريبة، لغاية ما بدأت أستنى زياراتها ليكم بفارغ الصبر، كنت بعد الأيام وأوقات كمان الساعات لغاية ما أشوفها تاني، مكنتش عارف إيه اللي بيحصل دا إيه ولا إسمه إيه بس عرفت النهاردة! 

أوصد بلال عينيه لبرهة وبحرج شديد تابع استرساله وهو يحدج بعيني يُوسف:
_ عرفت إيه هو لما اتفاجئت بيها قدامي النهاردة، وقلبي دق جامد، محستش بالإحساس اللي حسيته دا قبل كدا، عرفت لما لساني نطق لوحده وقالها نوصلك في طريقنا، صدقني مكنتش مرتب لكدا أبداً، حسيت إني عايز أفضل قريب منها أكتر وقت ممكن، واتاكدت برده لما غرت من نظراتها عليك، اتمنيت لو كنت مكانك عشان تكون نظراتها دي ليا أنا مش أنت! 

تجهمت تعابير بلال وانعكست نبرته حيث مالت إلى الشدة في قوله:
_ ولما اضايقت من أسلوبك معاها، مش عيب عليك تعامل واحدة بالرقة دي بأسلوبك الوقح دا؟ 

ذُهل يُوسف بل صُعق من حديث بلال وخصيصاً آخر ما قاله، ظل يطالعه بعدم تصديق حتماً يمزح فكيف سيكون إن لم تكن مزحة؟!

"أنت بتهزر، صح؟"
سأله يُوسف في انتظار تأكيد سؤاله، لكنه تلقى عكس ما أراد سماعه:
_ هو فيه هزار في المواضيع دي يا يوسف، فين الهزار في إني بحبها؟ أنا قولتلك لأني متأكد إن مفيش مشاعر ليها جواك..

توقف بلال عن الحديث فجاءة، وحدجه بطرف عينيه لثوانٍ قبل أن يعيد سؤاله بتردد: 
_ أنت مش بتحبها، مش كدا يا يوسف؟ 

تفاجئ يُوسف من سؤاله الساذج، هز رأسه باستنكار شديد، فكيف يكون داخلة ذرة شك به وهو على علم بما يدور في عقله، زفر يُوسف أنفاسه وبإستهزاء هدر به شزراً:
_ أنت بجد بتسألني! أنت مش شايف رفضي الواضح ليها من دقايق بالظبط عشان متفهمش هي إني عايزها تقربها مني؟!

نظر يُوسف في الفراغ أمامه يستوعب على مهل ما أخبره به بلال، شيهقا فزفيراً فعل ثم أردف بنبرة ساخرة:
_ وهو يجي ويأمرني إني أبطل أسلوبي الجامد معاها! 

عاد يُوسف بأنظاره إليه وتابع ساخراً:
_ يابني البنت مفيش وراها غيري وأنا بعاملها بالطريقة دي، ما بالك بقى لو حسنت معاملتي معاها؟ تخيلت للحظة إيه اللي ممكن يحصل وقتها؟ 

ارتخت ملامح بلال تدريجياً، انعكس حزن قلبه على تعابيره، حاول يُوسف تخفيف الأجواء المشحونة، فلكمه في رأسه بخفة وهو يهلل ممازحاً:
_ إبننا وقع في الحب وإحنا منعرفش! 

ابتسم بلال بحرج فقهقه يُوسف عالياً وواصل مزاحه: 
_ لا وبيتكسف كمان، صفتين يظهروا فجاءة كدا، بجد مش قادر أصدق، مش متعود عليك كدا، بس أنا أوعدك إني من هنا ورايح مش هبطل تريقة عليك، والله وجالك يوم يا بيلو 

حدجه بلال مذهولاً فقطع حبال ذهوله يُوسف بقوله: 
_ ارجع بينا يلا على الشغل، إحنا اتاخرنا يا أبو قلب رقيق 

لم يعقب بلال وفضل الصمت في تلك الأثناء، أعدل من جلسته ثم دعس على محرك السيارة وانطلق بها مبتعداً عن المكان عائداً إلى عملهما. 

                               ***

قُضي اليوم في سلام وفي صباح اليوم التالي، استيقظ يُوسف باكراً عن بقية أيامه، بدل ثيابه سريعاً ثم خرج من غرفته باحثاً عن أخيه الذي يهرول إلى الخارج بُخطى متعرقلة فتفاجئ زياد بصياح يُوسف: 
_ استنى عندك، فاكر نفسك هتقدر تهرب مني زي ما هربت إمبارح طول اليوم، ولما رجعت من الشغل عملت نفسك نايم! 

تعرقل زياد في الحديث على الرغم من لباسه لثوب الجُرأة: 
_ وههرب منك ليه؟ 

تقدم يُوسف بقامة منتصبة توجس زياد خيفة إثرها، لكنه صمد لكي لا يظهر ضعيفاً أمامه، وقف يُوسف مقابله وتحدث بنبرة حادة صارمة: 
_ ممم نقول مثلاً إنك خايف تقابلني..

ابتلع زياد ريقه وسأله مستفسراً: 
_ وأنا هخاف منك ليه برده، أنت عايز توصل لإيه يا يوسف؟ 

علم يُوسف أنه سيماطل في الأمر ولن يعترف بسهولة، حرك رأسه ثم مد يده إليها وقال ببرود:
_ هات مصروفك 

قطب زياد جبينه بغرابة وقبل أن يسأله عن السبب، أعاد يُوسف تكرار طلبه بغضب: 
_ قولتلك هات مصروفك 

دس زياد يده في جيب بنطاله وأخرج منه نقوده ثم ناولهم إلى أخيه وتابع ما يفعله باهتمام وخوف، تفاجئ بأخذه بعض الورقات المالية ثم أعاد القليل منهم إليه موضحاً سبب فعلته:
_ من أتلف شيء عليه إصلاحه، وأنت قطعت العروسة بتاعت لينة  ودا عقاب اللي عملته، وكل يوم هتيجي تديني جزء من مصروفك لغاية ما تمن العروسة الجديدة اللي اشتريتها يكمل، ومن هنا ورايح لو عملت أي حاجة هاخد منك مصروفك كله، مفهوم؟

كان يطالعه زياد بصدمة كبيرة، فلم يسبق ليُوسف وأن فرض عليه عقاب كهذا، فما الذي تغير الأن
استشف يُوسف ما يدور في عقل زياد وأراد تأكيد حديثه حيث هتف بتجهم: 
_ لو أنت فاكر إني سيبتك قبل كدا تدلع براحتك فدا عشان افتكرتك راجل يعتمد عليه، لكن اللي ظاهر لي إنك لسه عيل صغير بتغير من البنات! 

صعق زياد من حقيقة ما قاله يُوسف المؤسفة، طالعه بأعين جاحظة ولم يتحمل تلك الإهانة فهلل معترضاً: 
_ أنا مش بغير من البنات، وأنت لو مش شايفني راجل تبقى دي مشكلتك مش مشكلتي، أنا ماشي 

استدار زياد بجسده وهرول نحو الباب بخطوات غاضبة، خرجت السيدة ميمي من غرفتها بعدما تأكدت من انتهاء حوارهما، وأردفت بنبرة طيبة:
_ هو غيران من اهتمامك بيها، متقساش عليه يا يوسف، صعب عليه يتخيل إن حد تاني يشاركه فيك 

زفر يُوسف أنفاسه بضجر ورد عليها باستياء:
_ يعني عاجبك اللي عمله؟

أسرعت هي نافية سؤاله بقولها:
_ أكيد لأ معجبنيش، وخير ما عملت يا حبيبي، تصرف حكيم، بس أنا بعرفك إنه عمل كدا من غيرته، متنسهوش هو كمان، سيب له نصيب من الدلع عشان تقدر تقوي علاقتهم ببعض 

أومأ يُوسف بتفهم، انتبهت والدته من ارتدائه لثياب أخرى فسألته بفضول:
_ قولي الأول، أنت رايح فين من بدري كدا؟

أخبرها يُوسف مختصراً:
_ هقدم لـ لينة في المدرسة عشان مايفوتهاش أكتر من كدا، كفاية اللي فاتها لغاية دلوقتي 

ربتت ميمي على كتفه بحنو ودعت له بقلبٍ حنون: 
_ ربنا يعينك يا حبيبي ويجعلك في كل خطوة سلامة 

آمن يُوسف على دعائها ثم قبل كفها وغادر لكي لا يتأخر عما ينوي فعله.

                              ***

حل الليل سريعاً، عاد يُوسف إلى المنزل بعد أن أنهى عمله اليوم كما نجح في إلحاق لينة بالمدرسة، أخبرها أنها ستدوام بصفها ابتداءً من الغد، سعدت الفتاة كثير بهذا الخبر وهللت عالياً: 
_ أخيراً هروح المدرسة 

تدخل يوسف قائلاً: 
_ بس الأول لازم نذاكر اللي فاتك، تعالي وأنا هشرحلك 

جلست لينة على الطاولة البيضاوية الذي ترأسها يُوسف وبدأ ينشط ذاكرته بقراءة بعض الدروس التي سيقوم بشرحها لها، بدأ الشرح فور انتهائه من القراءة وهي تصغي إليه باهتمام شديد.

وقف يُوسف في أحد المسائل الرياضية التي يجهل حلها، فقام بالإستعانة بالإنترنت لعله يفهم كيفية حلها.

على جانب آخر كان يتابع زياد ما يفعلاه، فكان يشاركهم الطاولة ذاتها يحل واجباته المدرسية، حمحم بحرج وبتردد مد يد المساعدة لهما فأردف: 
_ أنا ممكن أساعدكم.. 

شعر يُوسف بالإمتنان له وكاد أن يشاركه أمرهما إلا أن لينة قد تدخلت واعترضت بنبرة حازمة:
_ مش عايزين مساعدتك، يوسف هيشرح لي هو 

عاد يُوسف إلى نقطة البداية، وعلم أن عليه إفهامها مهما كلف الأمر وطال الوقت، بعد مرور بعض الوقت شعر أنه جاهز لشرحها لها، فطالعها مستاءً قبل أن يردف: 
_ تمام يا غلبوية، ركزي معايا 

قابلته لينة بإبتسامة عفوية حين لقبها بالمشاغبة وأرغمت عقلها على الإنتباه جيداً لكي تفهم سريعاً ولا تتعبه ويضطرون للجوء إلى زياد البغيض الذي كانت تأجج النيران داخله غيظاً من ردها ورفضها لمساعدته. 

                           ***

"منمتيش لغاية دلوقتي ليه؟" 
صدح صوته التي باتت تحفظ نبرته جيداً، فقطع عنها حبال ذكرياتها، انتبهت لإقترابه، فنهضت عن الأريكة ووقفت مقابله مُشكلة بسمة رقيقة على ثغرها الوردي الصغير مرحبة به بنبرتها الأنثوية التي أكتسبتها مؤخراً: 
_ كنت مستنياك ترجع، مش ناوي تغير معادك المتأخر دا بقى؟ 

وضع حقيبته الرياضية على الأريكة التي يستند على جدارها بمرفقيه وأجابها بعدما تنهد بإرهاق: 
_ دا الوقت المناسب ليا، الصبح عندي شغل ومش بلاقي وقت أروح الجيم غير متأخر كدا 

أومأت بتفهم وأردفت بمشاغبة:
_ شكلك تعبان، لو مش قد الرياضة والجيم بتروح ليه؟ 

زم شفتيه مستاءً من سخريتها ورد عليها بتهكم: 
_ أنتِ اللي مش قدها يا غلباوية مش أنا 

قهقهت عالياً فأسرع هو بتحذيرها قائلاً:  
_ وطي صوتك هتصحي اللي في البيت 

قلبت عينيها بتهكم تشكل على تعابيرها ورددت ساخرة: 
_ مين اللي في البيت؟ مفيش غير ماما ميمي، زياد لسه مرجعش 

نفخ هو بيأس فمهما تحدث معه عن تأخيره لا يجدي نفعاً معه أي حديث، حمل حقيبته وتوجه إلى غرفته مردفاً بنبرته الرخيمة: 
_ ممم، تصحبي على خير يا غلباوية

ابتسمت وهي تجيبه بعفوية:
_ وأنت من أهل الخير يا يوسف 

وجهت بصرها على ساعة الحائط، إلتوى ثغرها للجانب مشكلة إبتسامة حماسية ثم توجهت إلى المطبخ فتفاجئت بخروج يُوسف من غرفته عاري الصدر، اعتادت هذا المنظر منذ زمنٍ ولم يعد يخجلها.

توقفت قدميها تلقائياً أمامه، وحدجت عضلاته العريضة التي برزت مؤخراً وزادته وسامة، طالعت عينيه البنية وكذلك ذقنه التي أنبتت في الآونة الأخيرة مما جعلته جذاباً للغاية عن سابق أيامه.

فقط ثانيتين قد نجحوا في قلب كيانها بالكامل، تراجعت للخلف وتركته يمر من أمامها حتى اختفى خلف باب المرحاض، ثم صغت إلى ارتطام قطرات الماء في أرضية المغطس الرخامي، فهرولت إلى المطبخ ثم قامت بالتقاط كعكة مزينة من الثلاجة ووقفت في الممرر منتظرة خروجه بفروغ صبر.

بعد مرور دقائق قليلة، أخيراً اختفى صوت المياه مما يؤكد خروجه الوشيك، أوصدت عينيها لبرهة حين تضاعفت نبضات قلبها متمنية أن يسير كل شيء على ما يرام كما رتبت له تماماً.

ثم تمتمت داخلها قائلة بحماس:
_ ١ ٢ ٣.. 

انتبهت لمقبض الباب الذي انخفض ورُفع في اللحظة ذاتها، فظهرت طلته المثيرة وهو يميل برأسه يميناً ويساراً ينفض ما تبقى من المياه المتناثرة في خصلاته إلى أن وقع بصره عليها، تقف حاملة بيديها كعكة مزينة يتوسطها رقم ثلاثون. 

" كل سنة وأنت طيب يا يوسف" 
قالتهم هاتفة بحماس واضح، كز يوسف أسنانه بعصبية حتى كاد أن يفتك بهم من فرط الضغط عليهم، تجهمت تعابيره وظل يطالعها دون إبداء ردة فعل، تقدمت هي نحوه وبنبرة هادئة أردفت:
_ Happy birthday.. 

خرج يوسف عن صمته رغم ذلك خرجت نبرته هادئة مختلطة بالجمود: 
_ قولتلك قبل كدا مبحتفلش بعيد ميلادي، مش عارف هتفهمي امتى؟ 

مر بجوارها وولج غرفته تاركها واقفة مكانها، راودها الشعور ذاته كمثله من الأيام الماضية من كل عام، شعور ناتج عن عدة مشاعر تجتاحها حينها، لنقل مثلاً شعور الفضول حول عدم احتفاله بيوم مولده، الحزن واليأس لمحاولاتها الكثيرة معه للإحتفال بيومه ذاك والنتيجة ذاتها لا جديد وغيرهم من المشاعر المضطربة التي تعصف بها. 

"متزعليش يا لينة، بس يوسف مش هيتغير، لسه محفظتيش طبعه؟" 
هتفت بهم السيدة ميمي من خلفها بنبرة يملئها الشجن لحالتها المذرية التي باتت عليها، استدارت إليها لينة وقالت بهدوءٍ حزين: 
_ أنا بس كنت حابة أكون أول حد يحتفل بعيد ميلاده.. 

أخذت شهيقاً عميق وزفرته على مهلٍ، وعادت لتتابع استرسالها بشجن يشوبه الفضول حول رفض يوسف الدائم:
_ أنا لو أعرف بس ليه بيرفض كدا كنت هحترم رغبته، هو فيه حد ميحبش يحتفل بيوم مميز زي دا؟، عشان خاطري يا ماما قوليلي، أنا متأكدة إنك عارفة السبب 

شعرت ميمي بمحاصرتها بالأسئلة التي باتت تكره ذلك اليوم من خلفهم، لن تكف لينة عن السؤال حتى تعلم السبب وراء رفض يوسف للاحتفال بيوم مولده، لكنها ليست بتلك الشجاعة لتخبرها عن ذلك السبب المفجع، حتماً ستتسبب في فتح جروح لن تنغلق بسهولة.

أخرجت تنهيدة مطولة وحاولت الهروب منها فقالت:
_ مينفعش أنا اللي أقولك يا لينة، يوسف لو مقالكيش بنفسه فأنا معنديش حاجة أقولها يا حبيبتي، يلا تصبحي على خير ومتزعليش منه مش هينام قبل ما يصالحك 

ابتسمت لها ميمي وربتت على كتفها بحنو ثم عادت إلى غرفتها، بينما التفتت لينة ناظرة إلى غرفة يوسف بحزن تبدد داخل قلبها، دلفت بخطاها إلى المطبخ وأعادت وضع الكعكة في الثلاجة كما كانت ثم عادت إلى غرفتها تجر خيبة أمل أخرى خلفها.

كانت عروق يده بارزة بصورة مخيفة بسبب ضمه لها بقوة، مشهد صديقه وهو يُقتل يُعاد من جديد أمام مرأى عينيه، لم تنجح تلك الأعوام السبع في إخماد غضبه ولا تضميد جروح تلك الليلة.

يكره يوم مولده لتلك الحادثة الفاجعة، لا يعلم متى سيتأقلم عليها، إن لم تعالج الأيام جرح فراق أحمد الذي قُتل غدراً فمن سيداوي تلك الفجوة؟

تذكر وصية صديقه ولعن أسلوبه الحقير الذي تسرع وعاملها به، عليه إصلاح ما اقترفه، أليس هذا شعاره الذي يطبقه على الأخرين؟!

نهض عن فراشه والتقط قميصاً من خزانته وأيضاً سروال قصير ثم خرج وتوجه ناحية غرفتها، وقبل أن يطرق بابها صغى إلى صوتها العذب الذي أصبح ذو لذةٍ عن ذي قبل، بات أقوى وأكثر جُرأة، حيث تمكنت من الغناء بشكل رائع.

استند برأسه إلى الجدار الذي يفصل بينه وبين غرفتها وفضل الإستماع لغنائها أولاً قبل إرضائها، ظهرت ابتسامة عفوية على محيا يُوسف، طرق بابها بخفة ولازال مستنداً على الحائط.

ارتدت هي سريعاً حجاب رأسها الذي خلعته للتو وفتحت الباب، لم تتفاجئ به، بل هي كانت في انتظاره من الأساس، كادت أن تبتسم له إلا أنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، فتلك المرة  لن تكون متهاونة معه. 

شدت ملامح وجهها فبدت أكثر حدة وسألته مستفسرة:
_ عايز إيه؟ 

فوجئ يوسف بنبرتها الحازمة، استقام في وقفته وردد بندم:
_ أنا آسف، بس أنا قولتلك كتير إني مش بحب احتفل باليوم دا يا لينة، ياريت تحترمي رغبتي 

عقدت لينة ذراعيها أعلى صدرها بتذمر وهدرت به:
_ مش هبطل أعمل كدا طول ما أنا مش عارفة إيه سبب رفضك يا يوسف! 

تأفف يوسف وقلب عينيه، ابتعد عنها بضعة خطوات وهتف لعله يستطيع إنهاء الحوار بينهما:
_ متزديش فيها ويلا عشان أنام 

صاحت به لينة متزمجرة: 
_ محاولتك المرة دي منفعتش، أنا لسه مضايقة منك 

أوصد يوسف عينيه لبرهة قبل أن يعود إليها: 
_ لينة، لو سمحتي... 

قاطعت محاولاته التي لن تأثر بها تلك المرة بإصرارها:
_ متتعبش نفسك كتير، أنا مش هرضى وهفضل زعلانة لغاية ما تعرفني الحقيقة، أنا معتش صغيرة عشان تضحك عليا كل مرة بكلمة أنا آسف وكلام كدا ميقعنش طفل أصلاً، بس المرة دي مش هتعدي زي كل مرة يا يوسف!! 

ألقت آخر جملتها بتحدٍ، طالعها يوسف بذهول فلم تكن شديدة الإصرار هكذا من قبل فما العمل الآن، كيف سيخبرها وهو متأكد أنها لن ترحب بذاك اليوم من بعد الآن، إن لم تكرهه!.

تأفف بضجر فعنادها ذاك سيقحمهما في طريق لا يود الوصول إليه، تركها واقفة بمفردها وتوجه للخارج وهو يتمتم بحنق:
_ مش عارف أنتِ مش بتريحي نفسك وتريحيني معاكي ليه؟ 

ذهبت خلفه وهي تجيبه بإصرار:
_ أنا هرتاح لما أعرف سبب رفضك وأكيد أنت كمان هترتاح من زني 

جلس يوسف على الأريكة المستطيلة فجلست هي على الأريكة ذاتها تاركة مساحة كافية بينهما، شعرت أنه يلين شيء فشيء فأرادت أن تحثه على قول ما تريد سماعه بقولها: 
_ يلا بقا يا يوسف قولي...

اقتربت منه قليلاً وتابعت توسلاتها بنبرة مُلحة رقيقة:
_ عشاني...

حمحم يوسف وطالع الفراغ أمامه لثوانٍ قبل أن يعود بنظريه إليها ثم أردف بنبرته الرجولية التي تميل إلى الحزن: 
_ اليوم دا مات فيه اتنين غاليين، كل حاجة اتغيرت في اليوم دا، مبقتش يوسف نفسه، عشت حاجات عمري ما عشتها، شوفت اللي عمري ما اتمنيت أشوفه، حسيت بالخوف لأول مرة في حياتي، اليوم دا كان صعب أوي عليا لدرجة إن حتى بعد ما عدى ٧سنين لسه متأثر بيه وبخاف منه، ولو سمحتي يا لينة بلاش الموضوع دا يتفتح تاني.. 

نهض عن مقعده ظناً أنه أخبرها كل شيء وتوجه ناحية غرفته، توقفت قدميه تلقائياً حين وقعت كلماتها على مسامعه:
_ الاتنين دول ماما وأحمد؟

أوصد يوسف عينيه لاعناً ضعف قدرته التي أخبرتها بهذا ولم يصمد، فكم هي فتاة ذكية وحتماً ستفهم ما خلف حديثه، كز أسنانه بعصبية ولم يكف عن تأنيب ذاته، التفت إليها وطالعها بجمود شكله هو عكس ضعف حيلته الذي يطغي على خلاياه، اقتربت هي منه بأعين لامعة تتلألأ فيهما الدموع.

ابتلع يوسف ريقه في محاولة منه على ارتداء ثوب الشجاعة والتماسك أمامها لكن هيهات لقلبه الذي انخلع فور هروب إحدى العبرات على مقلتيها.

اقتربت منه وهي تجمع شتات الأمر:
_ مش محتاج تكذب عليا وتقولي لأ مش هما، أنت أصلاً مش راضي تعرفني هما ماتوا يوم إيه فأكيد هو نفسه يوم عيد ميلادك بما إنك مش راضي تحتفل بيه، أنا ازاي مفهمتش كدا من زمان؟

أخرجت تنهيدة وواصلت:
_ اليوم دا أنا بقيت فيه يتيمة، بس برده ربنا جبر بخاطري وإداني عيلة تانية بدل اللي راحت واللي أنا متأكدة منه إن عمرهم ما كانوا هيعملوا معايا اللي أنتوا بتعملوه! 
قالتهم لينة بنبرة متحشرجة إثر البكاء، تفاجئ يوسف من ردها، لم يتوقع رد رزين كهذا، لقد لطف الله بقلبه وبكل شعور سيء شعر به حينما كان يتهرب من أسئلتها التي لا حصر لها عن رفضه لذلك اليوم.

خرجت لينة عن صمتها وهي تمسح عبرانها بأناملها الصغيرة وهتفت وهي تطالع عينيه التي لا تكف عن معاتبة نفسها:
_ أنا كنت صغيرة أوي يا يوسف فكان سهل إني أبدأ من جديد، ويمكن عشان أنت كنت  موجود كل حاجة كانت أسهل، كل وجع هان وخف وجعه بسببك أنت، صدقني علي نفسه لو كان لسه معانا مكنش عمل اللي أنت عملته طول السنين اللي فاتت دي، أنا مش زعلانة على أي حاجة حصلت لأن عوض ربنا كان جميل أوي 

تقوس ثغر يوسف بإبتسامة عفوية، فلقد شعر بالراحة النفسية التي عصفت به حينما تأكد أنه لم يفتح لها جرحاً وأنها ممتنة له ولعائلته، تنهد وقال بثقة:
_ تعرفي إن لو كان ليا أخت من دمي مكنتش هعمل معاها كدا؟! 

دون تردد أجابته:
_ أنا متأكدة من دا 

ازدادت إبتسامة يوسف بسعادة، تثائب رغماً عنه ففرد ذراعيه في الهواء شاعراً بالنعاس يتملك منه رويداً رويداً فأردف بكسل:
_ إذا كان كدا بقى هروح أنام لأني مش قادر، تصبحي على خير 

باختصار مخالط بالإمتنان أردفت: 
_ وأنت من أهل الخير 

أولاها ظهره وعاد إلى غرفته لكنها أوقفته قبل أن يهم بالدخول قائلة:
_ يوسف..

التفت برأسه إليها فتابعت هي بإبتسامة عذبة: 
_ شكراً 

قلب يوسف عينيه كما لوى شفتيه بعدم إعجاب لما قالته، لم يعيرها اهتمام فهو لا يحب تلك الكلمة وخصيصاً منها هي، دلف غرفته ثم ألقى ببدنه على الفراش، مرت ثانية ولم تمر الآخرى إلا وكان غافياً.

                              ***

عادت لينة إلى غرفتها، أوصدت بابها ثم توجهت إلى المرآة ووقفت أمامها، طالعت صورتها المنعكسة بآسى وحزن شديدان، تذكرت مشهد سقوط والدتها أمامها ثم بعد ذلك تبدلت الأحوال ولم تراها بعد ذلك، لن تنكر أنها قد اشتاقت إليها، مهما مرت الأعوام دوماً تفتقد إليها وإلى ابتسامتها الصافية، حتى صعوبة أسلوبها وحدته معها قد اشتاقت إليه. 

حاولت طرد أفكارها التي لن تأتي بالخير، حتماً ستنعكس عليها جروحها بصورة لا تحب أن تصل إليها، رفعت يدها وسحبت حجابها على مهل، ثم حررت قيود خصلاها التي كانت تندسر أسفل الحجاب فوقع كالشلال إلى آخر ظهرها. 

كان مموج الشكل بصورة جذابة، لم تكن لتصففه البتة، فكانت تحبه هكذا، تحب لونه البندقي الذي يتخلله بعض الخصلات الذهبية، فتحت درج تسريحتها وأخرجت منه علبة التجميل خاصتها.

أخذت منها أحمر شفاه داكن وقامت بوضعه على شفاها بإتقان دون الإنحراف عنها، كما وضعت بعضاً منه على وجنتيها وقامت بتوزيعه بقطعة اسفنجية ناعمة الملمس حتى بات حسِن المظهر.

كذلك رسمت عينيها بأحد الأقلام الكاتمة فبدت عينيها قريبة الشبه من كليوبترا وغيرها من اللواتي كنا يعيشن في عصور قديمة. 

مشطت خصلاتها جيداً وقامت بجمع بعض الخصلات ثم صنعت بهم دائرة في منتصف رأسها تاركة ثلثه محرراً كما كان. 

وضعت سماعات الأذن خاصتها وبدأت تتمايل بجسدها مع بداية الأغنية التي قامت بتشغيلها للتو، كانت خصلاتها تشاركها الرقصة في التمايل والتغنج وكأنهما فريقاً مدرباً على ما يفعلانه. 

كانت تلك طريقة لينة في الهروب من أحزانها، وكانت تجدي نفعاً معها دوماً في أكثر الأوقات انطفائاً لروحها. 

                                ***

في أحد الشوارع المظلمة، لا ينير المكان سوى تلك الإضاءة الخافتة التي تصدر من مصابيح السيارة الأمامية، المكان يشوبه هدوء مريب يخشاه من يمر به. 

يصدر هو صوت لحوح من داخل السيارة قائلاً بنبرة رقيقة:
_ جبتك في مكان بعيد أهو، سبيني أمسك إيدك بقى

نظرت إليه الفتاة التي تجلس أمامه بريبة وتردد، حدجت المكان من حولها بتفحص ثم عادت إليه عندما شعرت بالطمأنينة لعدم وجود مارة، ابتسمت بعذوبة وخجل فأسرع هو بمسك يد وانهال عليها بالقبلات فبادرت الأخرى بسحب يدها وعاتبته مستاءة:
_ إيه اللي بتعمله دا يا زياد؟ مش معنى إني قبلت أخرج معاك تفكرني هقبل باللي بتعمله، أنت فاكرني إيه؟

قطب زياد جبينه بتهكم وصاح ساخراً: 
_ نعم يختي، واحدة راكبة مع واحد متعرفوش العربية لوحدهم وش الفجر، عايزاني أفكر فيكي إزاي؟ 

شهقت الآخرى بصدمة وأردفت بنبرة مذهولة من حديثه الذي فجائها به:
_ دا جزائي عشان وثقت في واحد ندل زيك، أنتوا كلكم زي بعض محدش يثق فيكم أبداً 

طالع زياد الفارغ أمامه وببرودٍ يشوبه الإهانة هدر بها شزراً:
_ محدش قالك تمشي معانا كلنا.. 

شعرت الأخرى بالغيظ الشديد فلم تتردد لحظة وترجلت من السيارة وهي تتمتم بالسُباب:
_ الله يلعن أشكالكم القذرة 

حرك رأسه باستنكار شديد غير مصدق تلك المثالية الزائفة وردد بإهانة: 
_ عملالي فيها شريفة أوي، ياستي غوري 

دعس على محرك السيارة وانطلق بها مبتعداً عن المكان غير آبه لتلك الفتاة التي تسير بمفردها في شارع لا تطير في سمائه جناح عصفور.

أنتبه لإهتزازة هاتفة الموضوع على وضعية الصامت، سحبه من خلف المقود وأجاب بضجر: 
_ خلاص ياعم أمجد أنا راجع أهو، مش هاكل العربية أنا 

جائه الرد من الطرف الآخر بنبرة هادئه مليئة بالغضب: 
_ ياعم زياد أبويا لو صحى يصلي الفجر وملقاش العربية في مكانها أنا اللي هشيل الليلة 

تأفف زياد لعدم صبر صديقه وهتف بحنق: 
_ خلاص أنا اتحركت أهو وراجع، عشر دقايق وأكون عندك، سلام 

أغلق الهاتف وألقاه أمامه، أعيد تكرار الإتصال فصاح زياد بتجهم وعبوس: 
_ يخربيت دي عربية اللي هتقرفني في عيشتي

أمسك بالهاتف وأجاب على الإتصال ونبرته لا تبشر بالخير: 
_ ما خلاص يا عم أمجد قولت راجع أهو

صمت من تلقاء نفسه حين صغى إلى الصوت الصادر من الطرف الآخر، أبعد الهاتف عن أذنه ليتأكد بعينيه من الإسم جيداً قبل أن يعود ليجيب فردد:
_ ماما..

نهرته بأسلوب فظ رغم ذلك كانت محافظة على مستوى نبرتها لكي لا يصل لأذان الآخرين: 
_ أنت فين لغاية دلوقتي يا زياد؟، الفجر خلاص هيأذن وأخوك هيصحى يصحى البيت كله، شوف أنت بقى لو ملقكش موجود هيعمل إيه 

ببرودٍ قال: 
_ أنا جاي داخل على البيت خلاص، سلام 

أغلق الهاتف وألقاه بعيداً عنه وهو يعد الثوانِ لكي يصل إلى المنزل قبل أذان الفجر، وصل إلى منطقته وصف السيارة أسفل بناية مالكها وترجل وهو يهرول عائداً إلى منزله بينما سأله صديقه مستفسراً عن حالته الغريبة:
_ في إيه بتجري كدا ليه؟

رد عليه مختصراً: 
_ مفيش مفيش 

صعد الأدراج في درجتين، فتح الباب بتهمل لكي لا يصدر صريراً عالياً يفضح أمره، أغلق الباب ووقف خلفه يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو موصد العينين.

"حضرتك لسه جاي" 
اتسعت حدقتي زياد حين سمع تلك النبرة وحملق به لبرهة مذهولاً، ثم ردد بتوجس:
_ يوسف! 

***
مستنية رأيكم وتحاليلكم وريفيوهاتكم ♥️

ومين متحمس يشوف شكل أبطالنا؟

 •تابع الفصل التالي "رواية حرر هواك فالحب بات معلنا" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent