رواية نصف عذراء الفصل السادس 6 - بقلم خديجة السيد
شعر ببرود عجيب يحتاجه بتلك اللحظة فكان متوقع رده فعل غير كذلك بالمره لانها بالاخير صديقتها، لكن اذا كانت صديقتها بحق فكيف تفعل شيء كذلك وهي تعلم جيد بأنه سيؤلمها وهو نفس الأمر أيضاً أحبها بصدق وتزوج عليها صديقتها، فغر شفتيه مرددًا باندهاش
= يعني ايه؟
رسمت الجمود والقوى الوهمية عليها ثم كتفت ساعديها مرددة باعتراض واضح
=يعني سيادتك عمال تحسبها عشان تدور على مصلحتك ومصلحه الهانم ازاي ترجعلها بعد ما تطلقتني عشان ترضى عنك مش كده؟ و مش بعيد تكون هي كمان اللي قالتلك ده شرطها عشان توافق ترجعلك، وانا اللي اداس في الرجلين؟.. لكن انا بقى مش عاوزه اطلق ومش هتنزل عن حقي فيك زيها واكتر .
تطلع فيها بغضب ظهر في نظراته المحتقنة نحوها وكذلك صوته وهو غير مصدق شخصيتها الجديده والسيئة التي ظهرت
=انا مش عارف هو انا اللي اتخدعت فيكي ولا حنين ولا انتٍ كده من الاساس.. على الأقل أنا معترف بغلطتي مش بقاوح وشايف ان احنا الاتنين غلطنا في حق حنين! هاه حنين اللي ساعدتك تلاقي شقه وسكن بعيد عن أهلك اللي رموكي وما استنتش مقابل واللي اعرفه انكم تعرفوا بعض من زمان وأكيد دي مش اول مساعده تعملها ليكي ولا تقف جنبك.. وانتٍ ما فكرتيش في كل ده حالياً وكل اللي فكرتي فيه مصلحتك اللي بدأتي تفكري فيها على حسابها مش كده .
ضغطت على شفتيها بضيق شديد لأنها بدأت تشعر بالذنب وتأنيب الضمير بالفعل اثر كلماته وتألمت أكثر من جفائه المريب معها، فقالت بصوت مؤلم
= هو انت عاوز تطلقني و تخرب بيتي عادي و اقف اتفرج عليك وما اشتكيش ولا اتكلم.. مش كفايه ان انا اتنازلت ولا طلبت منك اي حاجه زي اي عروسه حتى أهلي يعتبر عادتهم عشانك لما يعرفوا ان انا عملت حاجه زي كده من وراهم.. يعني حياتي خربت من ناحيتين وفي الآخر عاوز تسيبني وانا اللي اشيل الليله كلها والغلط عندي وبس.
تصنع الجمود و تتعمد إلى إخفاء توتره من شعور الذنب وان شخص ظالم لكنه حقا لا يريد ظلمها أكثر من ذلك، فكل شيء صار في علاقتهما القصيره إلا وهو تهور منهما وليكن صريح مع نفسه هو يحاول الانفصال عنها على امل أن تعود حنين له!
لكن حتي اذا كانت حنين ليس لديها مبررات قويه لما كانت تفعله معه فكان سيقدم على تلك الخطوه فهو لم يشعر بالسعاده ولا اي شيء جديد الذكر في علاقتهم التي لم تنشأ إلا بأيام ناهيك على ذلك كان يجب أن يفكر جيد في مشاعر زوجته عندما تزوج صديقتها المقربه، ليردف بصوت جاد
=احنا التلاته بحنين يعتبر بندفع ثمن كل أخطأنا وبعدين معلش في الكلمه ما تجيش تطلبي مني حاجه انتٍ بنفسك اتنازلتي عنها وما فكرتيش فيها من الأول وجايه تلوميني انا بدل ما تلومي نفسك… انا ولا منعتك تقولي لاهلك ولا قلتلك ان انا مش هديكي حقوقك.
أدمعت عينها وظلت أنظارها عليه وهي تشعر باهانه كبيره وخساره أكبر، فهي الآن تلتصق به بينما هو يريد الانسحاب قبل أن تختبر معه مشاعرها الأنثوية لم تنكر أنها تمتعت معه كثيرًا، لكنها لم تتوقع أن يسقط قناعها الزائف وتنكشف حقيقتها وأنها كانت تعجب بتصرفاته مع زوجته و تتمنى طول الوقت زوج مثالي مثله وليس زوج صديقتها نفسه..
لكنها علمت بالنهايه ليس من المحتمل أن يعاملها بنفس الطريقه الذي يعامل بها زوجته لان السبب بسيط هو يحب حنين لكن هي لا، واستخدم هذا الزواج كارد اعتبار لكرامته لا أكثر ويجب ان تعترف بصراحه لانها كانت تعلم ذلك ومع ذلك وافقت فلما تلومه الان، وتحمله الذنب كله؟؟.
هزت رأسها بالنفي وقد ارتجف صوتها
= بس انا مش عايزه أطلق! جايز فعلا غلطانه ان انا اخترتك انت بالذات وجرحت حنين اقرب واحده ليا وعلى رايك ساعدتني ومش هنكر كل ده بس مش عاوزه ارجع لوحدي تاني.. لان انا متاكده اني برده خسرتها .
مط فمه ليبدي انزعاجه، ثم تحدث من زاويته قائلاً بجدية
=ما هي مش هتكون عافيه يا زينه.. خلينا نمشيها أحسن بهدوء وبلاش عند و خناق على الفاضي لاني مش هيفيدنا إحنا الاثنين وأنا هعمل اللي قررته وهعمل لمصلحتك قبل مصلحتي… صدقيني اللي انتٍ بتدوري عليه فيا مش هتلاقيه وانا مش هعرف اديكي حاجه بعد كل المشاكل اللي حصلت دي كلها.. وبعدين جاهز ربنا يوعدك باللي أحسن، بس عشان خاطري كفايه اكتر من كده خساير ونوجع بعض.
صمتت لثانية وقد خفق قلبها بقوة وهي تري نفسها أخيراً قد أخطأت وخسرت نتيجه هذا الزواج من أعز صديقه لها لم تفعل لها شيء سيء بحياتها إلا الخير لها، بالاضافه إلى حب طارق الكبير الى حنين والذي واضح بشده لتعترف بينها وبين نفسها بان حياتهم القادمه بالفعل لم تكون جيده إذا صارت بذلك الشكل
لانها تزوجت شخص قلبه مع غيرها و السبب الرئيسي الذي تزوجته لاجله ولم تحصل عليه بالنهايه، ألقت نظرة مستسلمة عليه ثم ابتلعت باقي ما في جوفها مجبرة محاوله الحفاظ على الباقي من كرامتها لتردد بضعف
= ماشي يا طارق اتفضل شوف هتجيب المأذون ولا نروحله.. واقول لك على حاجه كمان تريحك خالص انا هسيب البيت هنا وأدور على سكن بعيد عنكم.. بس عشان خاطري لما تقابل حنين تاني قولها تسامحني وأنها ما عرفتش عملت كده ازاي فيكي وانها بتحبك وكنتي احسن واجدع صاحبه ليها وعمرها ما هتنساكي.
❈-❈-❈
وقفت حنين مشدوهة مما تسمعه بعد معرفتها بالاتفاق الذي حدث بين طارق و أمها بأن بعد طلاق زينه ستفكر بالعوده له واعطاه فرصه اخرى، لم تصدق حديث والدتها عندما اخبرتها بالفعل بأنها لم تمانع اذا كانت لديها رغبه بالعوده له وتعتبرها مجرد غلطه ولم يفعلها مجدداً… لكن كيف تبقي على ذمته بعد ما صار.
ظلت حنين في مكانها وهي تهتف بحدة
= وانتم مين قال لكم بقى ان شاء الله ان انا هرجع حتى لو طلقها وهي كده المشكله اتحلت؟؟ بسهوله كده هنسى يا استاذ طارق انك اتجوزت صاحبتي عليا في لحظه متهوره زي ما قلت! اضمنك انا منين ما تجيش لحظه تاني زي دي وتروح لغيرها طالما عملتها مره .
تدخلت أمها في الحديث وهي تقول بجدية
= كلنا شاهدين عليه أهو وهنعمل قعدت صلح وهناخد منه اعتراف بلسانه أنه لو عملها تاني الثمن هيكون أكبر ونعمل ما بدلنا فيه، لكن هو عمال يحلف قدامك أهو انه مستحيل يعملها تاني… ومع ذلك خذي كل الضمانات اللي انتٍ عاوزاها بس عشان خاطر اللي في بطنك فكري كويس أنه ما لوش ذنب يتربى بين ابوه وهم منفصلين.
حمحم طارق وهتف قائلاً بتردد
= أنا اسف يا حنين على اللي عملته، وانا بوعدك اهو وحليت كل حاجه.. بس لازم نقعد مع بعض الاول.. قبل ما كل ده يحصل عشان كل واحد يقول اللي جواه وما نغلطش تاني وحياتنا تمشي زي ما احنا عاوزين وما نخبيش على بعض حاجه.
ابتسمت بسخرية مريرة ثم هتفت بنبرة حزينة
= يا ريت تسمع كلامي أنا وما لكش دعوه بماما وتطلقني.. انا مش عارفه جبت منين ان انت لما تطلقها كده كل حاجه اتحلت
هز رأسه برفض تام وهو ينظر لها بنظرات نادمة مرددًا
= لأ مش هيحصل، انتٍ ليه مش عاوزه تصدقيني وتسامحيني مع انك غلطانه زيي وانا اهو طلعتها من حياتنا و انتٍ اللي دخلتي من الأساس وسبتلها الفرصه دي.. صدقيني كل حاجة هاتتصلح وهتبقى أحسن
تجهم وجهها بإصرار وهي تردد بلهجة آمــرة
=انت بتحلم في غلطات ماينفعش تتصلح و
و طلقني لا إلا هاخلعك!!
توتر قليلاً ثم نظر إلي خالته برجاء لتقول بتنهيدة طويلاً
= خلاص يا طارق سيبها شويه تهدى وبعد كده يبقى نتكلم!
لم تقف حنين طويلاً أو حتى تستمع إلى حوارهما مجدداً بل قامت بالتحرك إلى غرفتها، واستقلت فوق فراشها فهي لم تعد راغبة في البقاء في نفس المكان معه فلقد هــان عليها وهانت هي عليه فحتى وان أخطأت أيضاً.. لم يعد له مكاناً في حياتها فلقد ذبحت بيده وأكملت والدتها بقية الذبح بنفس السكين فكيف ستضمد جراح قلبها وروحها الممزقة منذ طفولتها التي لا يعلمها أحد حتى الأن…..
❈-❈-❈
بعد رحيل طارق دخلت لها والدتها وتوقعت أن تعنفها علي رفضها للرجوع لكنها احتضنت وجهها بين راحتيها ماسحة بأناملها عبراتها وهي تردد بصوت هادئ
= ممكن بلاش تنشفي دماغك وتسمعيني، خلينا نفكر بالعقل انتم الاتنين غلطوا وهو اهو طلعها من حياته عشانك وطلقها عاوزه بقي إيه اكتر من كده بعد ما قال لك مستعد يسمع كل طلباتك ويوافق عليها..
حل الوجوم على وجهها وهي ترد مستنكرة
= يا سلام الموضوع بالبساطه دي ثم انا اصلا ما قلتلهوش يطلقها ولا يخليها يعمل مبادله انا خلاص طلعته من حياتي ومش ناويه ارجعله تاني.. أصل الحكايه سهله يروح يدور على غيري ولما لاقي نفسه مش مرتاح معاها يدور على القديمه، وانا أخذه بالحضن واوافق على طول عادي واقول له معلش يا حبيبي ولا يهمك، اوعي تكوني فاكره أنه طلقها عشاني لا هو سابها عشان لقي نفسه مش مبسوط معاها
هو ولا بيحبني ولا نيله كله كان مجرد كلام .
أبتعدت عنها بهدوء زائف وبدأت تردد بصوت حزين وضعيف لأول مره تظهره
= انا اكتر واحده عارفه يعني ايه وجع جوزك يتجوز عليكي تحت أي سبب وظرف وجربته،
واكيد ما نفسيش كمان أنك تدوقي اللي انا ذقته زمان، عمرك سألتي نفسك انا ليه ما اتطلقتش من ابوكي رغم كل اللي عمله حتى المصاريف ما بيدفعش.. مش حبا فيه أكيد انا كرهته من زمان بس لاني لما سابني لوحدي بدات انزل واشتغل واتعامل مع الناس كنت بشوف و بسمع اوسخ معامله اول ما يعرفوا ان جوزي مش موجود واحتمال اكون مطلقه.. عشان كده ما طلبتش الطلاق قلت كده كده ولا هتجوز ولا هشوف حياتي بكوم العيال اللي في رقبتي دول.. واي حد كان يسالني اقول هو ساكن بعيد عننا لكن انا ست متجوزه ولسه على ذمته .
دومًا تسأل نفسها حينما تختلي بها لماذا تقبل أمها بكل ذلك الذل والهوان مع أمثال والدها الذي مع الاسف من أشباه البشر؟ أليس من الأسهل الانفصال و نسيانه مثلما فعل، أليس من الأهون الابتعاد عن ذلك الجحيم؟ ولكن فجاتها والدتها بسال هل يقبل المجتمع بامرأةٍ مطلقة.. وهي ستطلق فقط بعد أشهر معدودة من زواجها؟ وحامل أيضا !.
نظرت إليها أمها بأسفٍ شديد، ثم استدرت برأسها لتتحدث قائلة بعتابٍ
= الطلاق مش سهل زي ما انتٍ فاكره واللي هيسندك يوم اثنين وثلاثه مع الوقت مش هيكون موجود.. ولو هو كويس دلوقتي معاكي ومستعد يشيل مصاريف ابنك اللي لسه هياجي، بكره لما يزهق من حكايه انك مش عاوزه ترجعيله ويستسلم للامر الواقع هيدور على غيرك زي اي راجل ويتجوز ثالث! ومين عالم لاما هو هيتغير لا أما اللي جايه دي هتحكم عليه ولا يعبرك بقرش واحد و هترجعي تشيلي القرف اللي امك شالته من جديد.. وبكره لما الجديدة تخلف هينسى كمان ابنك زي ما ابوكي عامل معانا دلوقتي
تلك العبارات المقيتة التي ترددها أمها على مسامعها تشعرها بأنها أقل شأنًا خاصة إنها كانت تضع في نفس الموقف من قبل، لكنها اعترضت مبررة موقفها بحذرٍ
= هي الحكايه سايبه في محكمه هرفع عليه قضايا وغصب عنه ملزم يدفع ويكون موجود ويربي معايا، حتي لو اتغير ولا راح شاف غيري مش عاوزه منه حاجه غير انه يشيل مصاريف ابنه ولا انا مع الوقت انزل اشتغل.. بس مش هخلي حد يتحكم فيا، وبعدين الطلاق ساعات بيكون اريح كتير ومش وحش زي ما انتٍ حاطه في دماغك كده انتٍ بس اللي اخترتي الطريق السهل عشان مش عاوزه توجعي دماغك.. لكن انا مش انتٍ .
ابتسمت أمها بصعوبة وهي تقول لها بهدوء لتخفي ما يشتعل في صدرها من غضب مبررة
=يا ريتك ما تبقيش زيي مش هكره وبعدين ما يعتبر عملت زيك كده قلتله مش عاوزه حاجه ومش هتلوي دراعي وانا اللي هصرف بس الفرق أن ما اتطلقتش، بس عارفه ايه اللي حصل؟ ساق فيها ولما صدق ان انا نزلت اشتغل وشلت عنه حمل العيال وقال كفايه اللي بيصرف عليهم هناك في بيته التاني! و حتى الكام يوم اللي كان بيجيهم ونشوف وشه ويشوف عياله عشان يدينا المصاريف بطلهم وندمت ندم عمري على اني نزلت اشتغلت واديتله الفرصه دي بس ما عرفتش ارجع! مش ضامنه لما اقعد هيرجع تاني يصرف امتى وانتم كنتم محتاجين مصاريف فما كانش عندي الاختيار اني اجرب واقعد من جديد واستنى اللي يصرف عليا..
فغرتُ ثغرها مشدوهة مما تسمعه منها، كانت صريحة بصورة مزعجة ومؤلمه للغاية لدرجه انها شعرت بالتوجس من القادم بالفعل
أصابها النفور وشعرت بنغصة قوية في أسفل معدتها لتبدأ تردد بشجاعة زائفة
= بس اكيد الوضع مختلف انا هو عيل واحد، يعني حتى لو اتجوز مش كثير يعني عشان يصرف عليه.. وبعدين الموضوع بيختلف حسب الراجل وتربيته! انا اسفه يعني بس بابا عمره ما كان في طبع الحنيه من الاساس وصفات كتير مش عاوزه اقولها.. بس طارق متهيالي لا.. اكيد مش هيعمل كده .
اجابتها بهدوءٍ حذر مترقبة ردة فعلها
= شفتي انتٍ قلتي ايه بنفسك متهيا لك لسه هتتحطي في الوضع وتجربي، وخلي بالك لو اتحطيتي مش هتعرفي ترجعي عشان كده انا بنصحك ما تخيبيش خيبتي! على الاقل الواد لسه شريكي لكن انا ابوكي رماني خالص وما كانش حتى باقي عليا ولا افتكر سنين العشره ولا رجع يقول زي جوزك اسف وانا ندمان… تعرفي ان انا اتمنيتي أنه يعملها كتير كنت بقعد اقول لنفسي ده انتٍ الاصيله برده أكيد الجديده دي هتقرفه في عيشته ويرجعلك..
وكنت برده رغم كل اللي عمله هسامح عشانكم.. بس للاسف ما جاش يا حنين.
انقبض قلبها بقوة لسماع مثل تلك الأمور تجعلها تشعر بقله الحيله والعجز والخوف، فلم تفهم هل والدتها تقصد ذلك كمحاوله لتنصحها بالفعل حتى لا تقع بنفس الطريق، فربما هي من مئات الزوجات اللاتي يعانين في صمت، يتجرعون الظلم والقسوة ويصمتون لا مجال للشكوى في حياتهم المريرة وتراها أمها مثلها كل شيء يهون فقط من أجل الصغار حتي لو فاض الكيل، رددت بلا وعي وقد احتقنت الدماء في عروقها
= هو انتٍ عاوزه ايه ارجعله كده بعد ما هان كرامتي وهنت عليه وما لقاش إلا صاحبتي يتجوزها عليا، يا ماما انا اتخدعت في الاثنين
ويا ريت ما حدش يقولي انتٍ السبب الكويس والاصيل مهما يكون حوالي 100 واحد هيعرف ازاي يصون اللي بيحبه…
ثم تابعت وهي تصيح فيها تدافع عن كرامتها المغتالة على يد زوجها و صديقتها وهي تنظر لها شزرًا
= وبعدين بلاش الضعف ده هو اللي بيخليهم يركبونا اكتر ما يغور في داهيه إذا كان هو ولا ابويا مش نهايه الكون، انا مش قادره اسامح ولا انسي اللي عمله فيا ولا حتى زينه! صاحبه عمري، انا عارفه انهم مش مسميين نفسهم خاينين عشان اتجوزها يعني بس انا غصب عني ست وهحسبها كده عشان ليا مشاعر وحاسه نفسي مقهوره وما استاهلش الغدر ده..
لوت ثغرها بتأففٍ واضح وهي تجيبها بأسف
= هو فعلا كله حاسبها كده بالذات لما يعرفوا انك كنتي بتمنعي نفسك عنه وهيقولوا احسن ما كان يعمل حاجه حرام ولا عيب مع واحده واتجوزها وده شرع ربنا .
تلألأت العبرات في حدقتها تأثرًا، ثم كفكفت دمعاتها قبل أن تنهمر مرددة
= انا عارفه كل ده! بس هو يعتبر عمل لمصلحته هو مش عشاني، عشان يرضي ربنا اتجوزها بدل ما يقع في الغلط.. بس انا ايه فايدتي من كده؟ ما بسبب ده موجوعه
هزت رأسها باعتراض وهي تقول بنبرة جاده
= طول ما عماله تفكري في القديم مش هتنسي ولا هتعرفي تدي فرصه ثاني! خلينا واقعين انتٍ مش هتسامحي، بس فكري في كلامي كويس وبالعقل كده عشان خاطر ابنك وعشان خاطر الكلام اللي قلتهلك.. استنزفي فرصك عشان المره الجايه لما تسيبي خالص ما تبقاش فيها راجعه وضميرك يكوني مرتاحه وانتٍ سايبه، وبعدين ما تفتكريش عشان بنتي مش هغلطك برده ايه حكايه انك كنتي بتمنعي جوزك عنك دي، ومش عاوزه يشوف غيرك .
هوى قلبها في قدماها من الصدمةٍ وبدأت تتحدث بحرج وتوتر علي أمل أن تفهمها في ذلك الأمر الصعب
=ماما انتٍ مش فاهمه الموضوع.. آآ أنا ما كانش بمزاجي بس ما كنتش حابه اللي بيحصل و مش عاوزه ودي تاني مشكله مخلياني مش عاوز ارجع لاني لسه مش عاوزه واكيد بعد اللي حصل اكتر هلاقي نفسي مش قادره
تحدثت من زاوية فمها قائلة بامتعاض ساخط
= بطلي بقى هبل واعقلي الكلام وهي الرجاله بتتجوز إلا عشان الموضوع ده لما تمنعيه بقى كانك بتديله فرصه واثنين وثلاثه ان يشوف غيرك.. فكري وحلي الموضوع ده مع نفسك لازم تقبلي وده حق جوزك عليكي أصلا عشان لما ترجعي ما يعملهاش ثالث مره.. وكل اللي حواليك هيدوا لي كل الأعذار ساعتها، إيه يعني لو جيتي على نفسك شويه و واحده واحده الامور هتتصلح .
ربتت على كتفها بقوة فتألمت بصوت خفيض وهي تشعر بتلك النغصة العنيفة تعصف بها، فكانها تخوض معركة حامية داخلها.. حافظت على بسمتها الباهتة وهي تهمس ببؤس
= ما فيش فايده ولا انا فاهمه نفسي ولا حد فاهمني…
لكن مع كل ذلك ربما كانت محقة في وجهة نظرها، فما ذنب صغير يأتي إلى الدنيا ليعاني من فراق أبويه، لكن مع الاسف الأمور لم تعد كما كانت في سابق عهدها….
و رغم عنها بدأ عقلها يفكر بكل كلمة قالتها أمها، و تساءلت هل تظل بمنزل والدتها مع طفل لا تعرف مصير مستقبله، أم تصر علي إختيار الإنفصال وتتحمل النتائج! لكن هل من الممكن يتملكها إحساس الندم لانها لم تضحي من أجل من لا يستحق ؟!.
الإختيار بين هدم المنزل وبين جرح كبريائها حقا كان صعبه للغايه عليها.
❈-❈-❈
مرت عده أيام على نفس الوضع حتي أن هياتم والدته عادت وقد علمت ما حدث و عتابته بشده، ولم يجد طارق اي شيء يفعل غير ان ينتظر على أمل ان تسامحه وتعود اليه من جديد.. وحتى يخرج من تلك الاجواء بدا يعود للعمل من جديد، وقف في احد العيادات الطبية الذي طلبته لتركيب الكاميرات في المكان، ليهتف بصوت عالٍ
= يلا يا ابني منك لي خلص بسرعه عشان ست الدكتوره تلحق تروح بدري وتقفل العياده….
تقدمت في تلك اللحظه سيده تدعى أمل في عمر الاربعينات، لتردد بامتنان
= كده يبقى حسابك خلاص وصل انا متشكره جدا انك عرفت تخلص تركيب الكاميرات في الميعاد المطلوب بالظبط، لاني كنت ناويه افتح العياده من بعد يومين وكنت محتاجه اركب الكاميرات دي ضروري بعد اخر مره اتسرقت والشغل كان هيقف وخساير عليا طبعاً
رد طارق عليها بعدم اكتراث
= العفو انا ما عملتش حاجه ده واجبي! اتاكدي بس قبل ما نمشي ان كل حاجه شغاله و لو احتاجتي اي حاجه عينيا وانا اديتك الكارت عليه ارقامي عشان لو في اي حاجه عطلت معاكي .
ردت عليها بابتسامة متسعة
= لا كل حاجه فعلا مظبوطه والشخص اللي دليني عليك، كان معاه حق لما قالي ان حضرتك فعلا شخص أمين وبتعمل شغلك في المواعيد المظبوطه.. على العموم ده كمان الكارت بتاعي اذا احتجتني ولا حاجه انا تحت امرك برده
عقد حاجيبة باهتمام وهو يقول بهدوء
=تصدقي عملت لك الشغل وما خدتش بالي ان حضرتك اصلا دكتوره فاي تخصص.. ايه ده؟ هو حضرتك دكتوره اخصائيه في استشارات العلاقات الزوجيه..
تعجبت الدكتورة أمل من حالة الدهشة المسيطرة عليه فجاء مردده بغرابة
= آه مالك في حاجه؟
التفت ناحيتها بارتباك ثم هز رأسه بتفكير وهو يقول بغموض
= لا آآ خالص بس اول مره اقابل يعني حد بيشتغل في المواضيع دي بس بسمع عنهم أكيد.. هو حضرتك قلتلي هتفتحي العيادة بعد كام يوم بالضبط .
❈-❈-❈
في منزل عائلة حنين جاء طارق وأصر أن يتحدث معها ورغم رفضها التام الا أن اضطرت تستسلم في النهايه بسبب ضغط والدتها عليها
بانها يجب ان تسمع اليه وترى ماذا يريد اولا وبعدها يحق فعل ما تريد، أولته ظهرها وهي تتحدث بجفاءٍ
= خير مصمم تقابلني ليه طالما مش جايب معاك الماذون، وفين ورقة طلاقي ؟؟
تحدث طارق بصوت هاديء
= حنين اسمعيني بس الأول..
اقترب طارق من حنين ولكنها أبتعدت من أمامه فلم تطيق الوجود بقربه حاول قد استطاعته أن يهدئها لكنها كانت تثور في وجهه، وهي تردد بانفعال
= انا مش عاوزة أسمع حاجة منك غير انك تقولي انتٍ طالق وتروح تشوف حياتك مع واحده ثالثه لو عاوز كمان! بس يا ريت المره الجايه ما تختارش واحده من صحابي.. انت واحد ظالم ومفتري أنا بكرهك و مش طايقاك
ضغط على شفتيه للحظةٍ، ثم أخبرها بعد زفرة سريعة
= أنا أسف على اللي حصل معاكي حق في الحته دي انا غلطان فعلا، بس غصب عني أنا مجاش في بالي خالص انك آآ… عندك مشاكل في الموضوع ده واللي لسه لحد دلوقتي ما اعرفهاش كلها.. حقك عليا أنا غلطان
نظرت إليه بطريقه مهمومه و عقبت في نوعٍ من العتاب
= وانت مفكر بقى بعد ما تعترف بغلطتك و تعتذر ولا تطلقها حتى كل حاجه هترجع زي الاول..طلقني وابعد عني بقى وسيبني في حالي ما فيش حاجه هتتغير ريح نفسك حتى في الموضوع ده بالذات الوضع هيفضل هو هو وهترجع تدور على غيري يبقى ناخدها من قصيرها ونبعد عن بعض .
حاول أن يلملم زمام الأمور موجهًا حديثه لها بنبرة هادئة لكنها مُلزمة
=طب كويس انك فتحتي الموضوع ده عشان ده اللي جاي عشانه النهارده، بس أرجوكي افهميني الأول واعذريني زي ما انا حطيتلك اعذار انتٍ جرحتيني برده في الليله إياها فاي حد مكاني كان ممكن يعمل كده واكتر؟؟
امتلأت نفسها بقدرٍ من الكمدِ وهي تزم شفتيها مغمغمة في يأسٍ
= مش عاوزة أسمع حاجة.. مش عاوزة غير انك تطلقني وكل حاجة بينا انتهت خلاص انت معدتش ليك وجود في حياتي ولا كان ليك اصلا، ابعد عني يا أخي بقي
ظل مطرقًا رأسه وهو يرد مشيراً بيده
=طب خلاص حاضر هبعد عنك، وهطلقك كمان لو عاوزه بس قصاد كل ده عندي شرط واحد ولازم احنا الاتنين ننفذه
حنين نظرت إليه بحزن ربما بسبب انه وافق على الإنفصال رغم انها من طلبت، لكنها بسرعه رسمت الثبات ورفعت حاجبيها معترضة بقدرٍ من التهكم
= لا والله خنتني مع صاحبتي ومتجوز عليا وكمان انت اللي هتتشرط عشان تطلقني .
زفر بانزعاج وضيق من عنادها ليهمهم وهو يقول بازدراء
= يا ستي خلي طلب مش شرط! بس خلينا نستخدم اخر فرصه وانتٍ هنا مكانك لو عاوزه كمان؟ بس انا فكرت في حل لمشكلتنا ان لازم نروح لدكتوره ونتابع معاها اخصائيه يعني في العلاقات اللي زي دي… هو شهر واحد لو ما فيش حاجه اتغيرت وانتٍ مصره على الطلاق هعمل لك اللي انتٍ عاوزاه..
زوت ما بين حاجبيها متسائلة باستغراب وقد اعترت الدهشة ملامحها
= دكتوره! هي ابله عبير اتكلمت معاك في حاجه
نظر لها باستغراب وهو يقول بصوت مهتم
= عبير مين مرات اخوكي لا خالص بس هي كمان برده اقترحت عليكي انك لازم تروحي لدكتورة؟ عشان تعرفي ان انا بتكلم لمصلحتك ومعايا حق…
انفرجت شفتاها معبرة عن دهشة حانقة من طلبه المستفز للأعصاب، لكنها اعترضت باحتجاج
= أنا مش هفضل ثانية واحدة على ذمتك، هو انا ايه اللي يغصبني على كده
أصر طارق على رأيه هاتفًا بتصميم وبقله حيله
= يا حنين افهميني احنا ما كملناش سنه على جوازنا، ولما اطلقك بعد خمس ست شهور انتٍ مش هتسلمي من كلام الناس ولا حتى الاهل.. فخلينا نستنى شويه ونستخدم كمان الفتره دي فاللي انا طلبته منك وبعدين مش هتخسري حاجه.. هو شهر واحد بس وهنطلق
نظرت له بأعينٍ مشتعلة بحمرة مغتاظة، لكنها استشاطت غضبًا في لحظة وهي تقول
= ملكش دعوة بيهم أنا هتصرف.. وبعدين يولعوا الناس أنا مش عاوزة حاجة من حد كفاية أوي كده، انت جرحتني ومش هستنى لما تعمل حاجه اكتر من كده
تبعها بعينيه المتشوقتين بنظرة عميقة ليقول في حبورٍ
= أنا خايف عليكي والله عشان.. أنا لسه بحبك ومش هستحمل كل ده يحصلك بسببي تاني عشان كده فكري كويس وطاوعيني.. جايز يكون الامل هنا وترجعي في قرارك ده .
تذكرت كلامه المعسول بالماضي وحبه على هذه الشاكلة من تنهيدات مفعمة بالأشواق اخترقت وجدانها حينها وأسكرتها بلا تردد لكنها بالنهايه استيقظت على الأوهام و الأمنيات المريرة… فلم تقع في شباكه مجدداً وتفيق على كابوس مزعج .
افترت شفتاها مستهجنة فما كان منها إلا أن أوضحت له بمرارة
= خايف عليا؟؟ تقوم تتجوز عليا صاحبتي ما تقولش كلام انت مش قده؟ انت واحد مش بتحب إلا نفسك وبس.. دلوقتي بس خايف عليا وعلى مشاعري انت عمرك ما حبتني انت طلعت أكبر كدابه عرفتها في حياتي..
مسح علي وجهه المتجهم قبل أن يرد بصوته الشبه المختنق
= حاضر هطلقك بس زي ما قولتلك مش دلوقتي وده آخر كلام عندي! تيجي معايا شهر واحد بس نتابع مع الدكتوره والقرار ليكي في النهايه لا اما مش هتطلقك واعملي مبادلك بس شوفي مين هيرضى اصلا يخليكي تروحي للمحاكم وترفعي عليا قضايا انا عارف كويس ان اهلك هيمنعوكي بالذات والدتك…
عشان كده بقول لك يا بنت الحلال خلينا نحل الموضوع ودي .
رمقته بنظرة مطولة لكنها جامدة تحمل كل معاني الغيظ والحقد ولم تجيب عليه، ليقول مرددًا بنبرة عازمة
= برده ما فيش أمل براحتك عن اذنك.. بس حاولي تفكري فيها تستحمليني شهر واحد وبعد كده تخلصي مني مدى الحياه لا أما هتفضلي كده .
سادت في ملامحها لمحاتٍ من التوتر، فهو كان محق هي لم تستطيع الإقدام على هذه الخطوة حتى الآن لضيق الامور عليها من طرف والدتها التي حدثتها بمنتهى الصراحه عن خطوره هذه الخطوه ولإنفاقه الكامل على ابنهما في المستقبل وبالوقت الحالي، نظرت إليه مترددة فتنحنحت قبل أن ترد بعد تنهيدةٍ خافتة
= آآآآ استني… طب انا اضمن منين انك بعد الشهر ده فعلا هتطلقني ومش هتضحك عليا
تبدلت تعبيراته المتجهمة وصارت أكثر ارتخاءً وسرورًا ثم أطلق تنهيدة بطيئة من صدره وقد تألق في عينيه نظرة متحمسة
= خدي كل ضمانتك، المهم انك وافقتي!. ايه رايك نروح من بكره وانا اديتها خلفيه عن علاقتنا ببعض ؟!.
❈-❈-❈
بهدوءٍ حذر سحبت الطبيبه أمل المقعد و جلست أمامهما وفي يدها عده اوراق، لتطالعها بتركيزٍ دقيق ما كُتب على الورقة ظلت على هذه الوضعية الساكنة لعدة دقائق ريثما فرغت من مراجعة الاوراق بأكملها دون أن تنبس بكلمة، أعطاه للزوجين الجالسين امامها، ثم نظرت إليهم من طرف عينها وبدأت تبتسم مرددة
= تمام انا خدت خلفيه بسيطه عن علاقتكم ببعض! وبعض المعلومات اللي تخص استاذ طارق فدلوقتي دورك يا حنين.. عاوزاكي تقولي كل حاجه تخطر على بالك ونفسك تقوليها وتتخيليها
تنحنحت حنين قبل أن تجيبها بارتباك
= هو مش المفروض اكون لوحدي؟ انا كنت بشوفهم كده في التلفزيون بالعيادات النفسيه
اجابتها الطبيبة بهدوء وهي تطوي نظارتها الطبية بعد أن نزعتها من على أنفها
= صحيح بس كل واحد وطريقته وبعدين انتٍ هنا مش في عياده نفسيه مجرد استشاره بتستشيريها من حد قريب منك او بعيد عنكم وحاسه انه عنده خبره عندكم في الحاجات دي فبلاش تفكري في الامور كده.. وبعدين انا قصده انكم تكونوا قصاد بعض وكل واحد بيحكي اللي جواه عشان ده هيفيد في علاقتكم جدآ قدام والفرق هتشوفوا بنفسكم! صحيح الموضوع في البدايه هيكون صعب بس بعد كده هتتعودوا وده هيشيل عنكم حاجات كثير قدام
تنهد طارق براحه فكان لدي فضول كبير ان يعرف أسبابها، بينما راحت حنين تردد بلا صوتٍ في توجسٍ طفيف
= مش عارفه احكي ايه ولا ابدا منين،اول مره ممكن اتحط في المواقف دي ولا حد يسالني اصلا
ابتسمت بتشجيع ثم هتفت أمل بصوت جاد
= ابداي من البدايه يا حنين! كل مشكله بتحصل بتبقى سببها لاما الاهل اما مواقف حصلت واحنا صغيرين وبتتراكم لحد ما نكبر معانا عشان كده يلا احكي من البدايه.. و بالتحديد لما كنتي طفله صغيره وطفولتك كانت فيها ايه حلو ووحش .
فركت يدها بتوتر وهي تنظر إلى الاثنين على استحياءٍ، ثم بدأت تشرد بالفعل في الماضي وبالتحديد عندما كانت طفله صغيره، وبدات مقتطفات تمر على ذاكرتها !!.
بدت علامات الانزعاج جلية على قسماتها، ثم لوت ثغرها معبرة عن ألمها
= ما فيهاش حاجه حلوه يعني انها تتحكي او افتكرها، انا ليا اخين وانا البنت الوحيده بينها بس اخويا الكبير مات وهو عنده 37 سنه في حادثه عربيه… وماما و آآ بابا.. اللي سابنا و احنا صغيرين وراح يتجوز وخلف وما سالش فينا بعد كده ولا كان يعرف عننا حاجه خالص ولا كان بيهتم.. بس ما بقاش يوحشني ولا بفكر فيه ولا بقيت عاوزه يرجع أصلا.
سألتها الطبيبة بهدوء مستفهمة
= طب لو قلت لك يا حنين حاولي ترجعي بذكرتك لورا شويه ايه اللي هتفتكري اول حاجه من طفولتك؟!.
ظهر على ملامح وجه حنين الضيق، فعبرت لها عن مخاوفها بصوتٍ شبه مهموم
= عادي يعني كنت بلعب زي اي طفله صغيره مع ولاد الجيران وقرايبي! وبروح المدرسه واتعلم و…
أردفت الأخري علي الفور مهتمة
= كملي يا حنين ايه اللي افتكرتي وجي في بالك في اللحظه دي…
انحشرت أنفاسها وتحشرج صوتها وهي تكرر
بهروب من الذكريات والواقع القاسي عليها
= خناقات بابا وماما اكتر حاجه بفتكرها مش بنساها خالص، كانت بتتكرر كثير قدامي حتى وانا نايمه بصحى على صوتهم!
أبقت بعدها على سكوتها المرير فاستمرت الدكتورة في الاستفسار بشيءٍ من الاهتمام
= كانت خناقاتهم عباره عن ايه فاكره إيه اكتر حاجه كانوا بيتخانقوا عنها..
نظرت إليها بعينين زائغتين وخاطبتها في صعوبةٍ
= كانت خناقاتهم دوشه كبيره وصوت عالي وزعيق وتكسير وضرب! و في الاخر بابا يغضب ويختفي كام يوم ويرجع يتعامل عادي ولا اكنه اهانه قصاد بعض.. كبير وصغير..
زوت ما بين حاجبيها متسائلة بإصرارٍ
= ايه هي كانت اكتر حاجه بتتخانقوا عليها يا حنين.. قولي إللي بيجي بعقلك على طول وتفتكريه
انتفض كامل جسدها رهبة منها عندما تذكرت شئ ما لكنها خاطبتها مجددًا في إحباطٍ بائس
= عادي بيتخانقوا على المصاريف والاكل و الشرب ولو ماما نسيت تعمله حاجه هو طلبها منها حاجات تافهه أوي يعني هو انا كنت شايفاها كده في الاول.. و .. آآ و. وكمان كانوا بيتخانقوا على حاجه ما كنتش فاهماها في الأول أوي بس عرفت في الآخر ان هي دي كانت سبب كل المشاكل اللي هم فيها .
عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً وهي تهتف بحذر
= ايه هي الحاجه دي!
علق في حواف رأسها تلك الذكريات التي تسببت لها الحزن وإثارة حنقها بالوقت الحالي وهي تراهم في قمة سعادتهم الآن وهي تعاني هنا، عدلت عن رأيها في التمنع عن الحديث وحافظت على ابتسامتها المهزوزة وهي تجيبها
= العلاقة بينهم! ماما جتلها فتره على 30 كده وتعبت جدآ وصحتها ما كانتش قد الأول! ويا دوبك كانت بتقدر تخدمنا وتشوف طلباتنا بالعافيه.. بس هو ما كانش عاجبه الوضع لان كان عاوز منها اكتر من كده.. لما كانوا بيتخانقوا بصوت عالي كنت ساعات بسمعهم وكرهتها هنا العلاقة وبعد كده بابا كان بيقولها قدامنا عادي اوقات أصلا من غير خجل ولا كسوف، بس انا ما كنتش فاهمه في الاول هي ايه عشان كده ما كانش هو ده اللي بيضايقني اكتر من آآ اللي كان بيحصل بعد كده
صمتت ولم تنطق فسألتها أمل محاولة حثها على الحديث معها
= لو قلتلك مسميها ساعتها كان ايه هتفتكري؟!.
كفكفت ما انساب من دمعها بظهر كفها وهي تردد برفض
= مش عاوزه افتكر !.
أصرت الدكتورة علي قولها هاتفه بنبرة جاده
= حنين معلش حاولي وكملي.
هزت رأسها بضيق شديد وصاحت بها في وجوم
= عادي كان بيطلبها قدامنا ذي أي راجل مش بيهمه في حياته غير مصلحته بس ورغباته اللي ما بيفكرش غير فيها حتى لو على حساب غيره؟؟ يقول لها عاوزك جوه.. خلصي اللي في ايدك وتعالي.. أو نيمي العيال عشان ما يحسوش بينا.. أو كان في كلمه على طول بيرددها انا عاوز حقي فيكي عشان الملايكه ما تلعنكيش وربنا يغضب عليكي.
ظلت الطبيبه هادئه وهي تقول بعدم فهم زائف
= بس الكلام ده مش كفايه عشان يوضحلك ايه نوعيه العلاقه اللي بتحصل ما بينهم!. لا الا لو كان في حاجات اكتر بتوضحلك
سدد طارق إلي الدكتورة لها نظرة نارية قبل أن يحيد ببصره عنها ضائق من ضغطها عليها وهي بتلك الحاله، لتشيح حنين بعدها بوجهها
وبدأت تتذكر ذكرى سيئه مع والدتها وابتسمت ابتسامة باهته وراحت تردد بانكسار
= تعرفي بسبب الموضوع ده! امي عملتلي الختان.. لما فكرت اواجهها ان انا بعرف حاجه زي كده وهي ازاي بتعملها وهي مش طايقه ابويا أوي كده ؟!. وعشان ما لقيتش اجابه على سؤالي اتهمتني ان انا بنت مش كويسه وبدات افكر في مواضيع اكبر مني وعيب وكان الحل بالنسبه لها أنها تكتم اي رغبة او فكره جوايا ناحيه الموضوع ده
بالماضي كانت حنين ترتعش بخوف شديد وهي تنظر الى والدتها وتلك المراه بقلق شديد في حين ردت الطبيبه باقتضابٍ وهي تتفرسها بنظرتها الثاقبة
= بس البنت مش محتاجه اي عمليه يا مدام زينب! هي عندها الأمور تمام جدا ما فيش حاجه محتاجاها زياده .
تفاجأت الأم من قولها لكنها نهرتها في نظرة صارمة وهي تخبرها بإصرار جامد
= يا دكتوره شيلي واسمعي كلامي انا أدري ببنتي وبقول لك انها محتاجه؟؟.
أدمعت حنين عيناها وذلك الشعور القوي بالقهر يسيطر عليها، باعدت عينيها عنها وهي لا تزال تتذكر ما اعتبرته تعاستها الأبدية، هتفت في تحفزٍ وهي لا تفهم فعل والدتها بتلك اللحظه هل كانت قاصدة تصيد الأخطاء لها لفعل ذلك الأمر
= ما فهمتش هي بتعاقبني ولا خايفه عليا بجد؟ بس فاكره نظرتي ليها وانا بستنجدها وبترجاها ما تعملش فيا كده وهي تجاهلتني خالص.. عشان كده بعدت عنها من بعدها وانا مش قادره انسى ظلمها ليا، هل كان نتيجه جهل منها انها تقطع في لحمي أو كانت زياده حرص منها لما فهمت الموضوع ده بدري.. بس في كل الحالات الموضوع ده عملي عقده اكتر وما قدرتش اتخطى !.
❈-❈-❈
مددت حنين جسدها فوق فراش العيادة لتبدا الدكتوره أمل بالكشف عليها من خلف الستاره، ثم أبتعدت عنها بأسف لتردد بحذرٍ وهي تخشى من وقعه الإجابة عليه
= الختام فعلا للاسف اتعمل لها بطريقه بدائي أو ممكن نسميه تشوه كمان، والموضوع ده مقصر عليها من ضمن العقد اللي عندها عشان كده هي مش عارفه تبدلك ولا حاسه بالاثاره النفسيه اللي بتعمل رهبه في العلاقه كلها .
أخفض رأسه بيأس و حزن عليها، وأبد ندمه الكامل هامس
= كمان!.
تحركت الطبيبه لتعود الى مكانها وتركت حنين خلف الستائر تعدل ثيابها وتقدمت خلفها ببطء، لتهتف الدكتوره أمل بجدية
= للاسف بنات كتير بتتحط في نفس المواقف معلش بيبقى جهل منهم، عادات قديمه حصلت من أيام الفراعنه وبنمشي وراها من غير ما نفكر فيها كويس وايه اضرارها، هو صحيح في ناس بتبقى محتاجاها عشان تساوي وده اللي ربنا أمرنا بيه انما قصه لازم كل البنات تعمل عافيه حتى من غير كشف مبدئي ده اللي غلط وهنتحاسب عليه .
ظلت حنين متسمرة في مكانها، تُطالعهما بنظرات تحبس الدموع فيهما، لكنها لم تستطع وأطلقت العنان لأنهار العبرات متحدثة باعتراف موجع
= أنا سمعت اهلي كذا مره وهم مع بعض و الموضوع ده عاملي عقده واتكلمت فيه
مع ماما علي فكرة ان احنا كبرنا وانا بقيت بفهم كل حاجه، و آآ بعرف أمتي حصل وامتي محصلش وهي عنفتني بالكلام وزعقتلي جدا ومفهمتنيش خالص واكتر حاجه بتضايقني أن في مشاكل اصلا بينا وبين ابويا وكل يوم كنا كلنا بنتجمع و نقعد ونبقا زعلانين من تصرفاته الوحشه معانا ومتضايقين من اللي بيعملوا فينا.. طب إزاي؟؟ وفي آخر الليل الاقيهم سوا فبقيت بقرف من العلاقة و من امي حقيقي بجد.. عشان كده ما بقيناش قريبين زي زمان حصلت بينا فجوه .
تبعثرت دموعها هنا وهناك أحست وكأن طاقة صمودها قد تبددت بالكامل، فانخرطت في نوبات بكاء أعنف متذكرة كيف أضاعت طفولتها وحياتها كلها وراحت تصيح بجنون
= ما بقتش فاهمه حاجه طب ازاي هي كانت عماله تدعي عليه عشان ظلمنا معاه و تروحله في الاخر !! أنا حقيقي نفسي افهم ليه الموضوع ده موجود و ربنا خلقه عشان الراجل يتبسط ويتمتع ويظلم الست اكتر ويتحكم فيها مثلاً؟ ما هو اللي بيتمتع في الموضوع ده وهي لا، يبقى إيه لازمته في حياتنا كاستات.. غير ان في بنات ممكن تموت بسببه؟!.
استصعب طارق البحث عن الكلمات المناسبة للتعليق عليها وهو يراها على تلك الحالة الخطيرة ومع ذلك الحديث الذي لم يتوقعه بأنها عاشت تلك اللحظات الصعبه، أستمر بالصمت وكأنه يمنحها الأخر فرصه بالفصح…
❈-❈-❈
تابعت حنين فرجة من شباك منزلها حركة سير المارة، إلى أن لمحت إحدى جاراتها المقربات تدني من بيتها، لحظتها تحركت من موضع جلوسها لكن أسرعت والدتها تجاه الباب لتستقبلها في الحال وبداوا التحدث حول موضوع تلك الفتاه التي لم تكمل عمرها 14 عام وقد توفت في ليله زفافها….
فكانت حنين تعرفها جيد حيث كانت تلعب معها وهم صغار مع بعضهم، لكن أصابت بصدمه كبيره حين علمت بأنها تزوجت قبل أيام ولم تراها مجدداً او تلعب معها… لكن عندما وقفت لتستمع الأحاديث الدائره بينهما قد علمت شيء خطير للغاية .
حينئذ تجهمت قسمات وجه زينب وقالت بفمٍ ملتوٍ
= لا حول ولا قوه الا بالله يعني البنت كده خلاص راحت فتيس! هو للدرجه دي كان غشيم معاها ولا في حاجه تانيه اهلها مدارين عليها .
اعترضت عليها المرأة بعبوسٍ وعتاب
=اخص عليكي يا زينب نيره متربيه معانا و عارفين ابوها وامها كويس، البنت اتجوزت وهي صغيره ما كانتش فاهمه يعني ايه جواز وكانت خايفه ومرعوبه وهي قاعده في الفرح اصلا وعماله تترعش! والمعدول التاني كان غشيم بدل ما ياخدها بالراحه ويقدر ظروفها ويطمنها صمم يدخل عليها يومها عشان يتاكد من شرفها واهو اتاكد والبنت راحت فيها .
مجددًا التفتت محدقة فيها بنظرة ناقمة وهي تخبرها بقسوة
= الله مش راجل زي اي راجل وعاوز يقرب من مراته، هي اللي خايبه خايفه من ايه يعني ما كلنا متجوزين ومخلفين اهو عملنا زيها وكبرنا المواضيع لحد ما جتلنا ساكته قلبيه ورحنا فيها، وبعدين الراجل كان لازم يدخل بيها بنفس الليله عشان لما الناس والاهالي يجوا يزورهم ثاني يوم ما يتقالش عليه العيب فيه ولا ما عرفش و كان لازم حاجه ذي كده اهلها يفهمها ليها.
كان في ذلك الاثناء تتابع حنين الحديث والموقف، بأعين متسعه تحاول استوعب رحيل صديقتها وما السبب! وبدات تتخيل كيف كانت تتألم قبل أن تسكن للأبد وتفارق روحها الجسد، لحظتها صرخت حنين في حرقـة عظيمة باكية لرحيلها المؤلم
= ماما هي نيره فين؟!.
التحدث في تلك الذكريات والتفكير بها من جديد جعل دماء حنين تحتقن وهتفت تصيح تلوم في تأنيبٍ بصوت مرتفع ونظرة نارية
= بالاجبار.. اغتصاب.. ختام.. متعه ابويا اللي ملقهاش في أمي رغم انها كانت بتجبر نفسها وتتجاهل تعبها عشان متعته وفي الاخر برده راح اتجوز غيرها.. ونفس اللي عمله جوزي معايا لما كرهت الموضوع راح دور على غيري
كل ده بيصب على حاجه واحده هي العلاقه الحميمه بذمتك ليا حق اكرهها ولا لاء؟ ليا حق ازعل من ربنا لما تكون الحاجه دي مخلوقه عشان الراجل يتمتع والست تتعذب بيها، ولما تفكر ترفض ربنا يعاقبها هي مش يعاقبه هو على تفكيره في متعته وما يقدرش تعبها.. انا مش عاوزاها ولو بسببها هيتقال عليا واحده مش ناصحه ولا عارفه تحاوط على جوزها ويسيبني يبقى مش فارقلي، انا مش لاقيه ليها ميزة واحده عشان أحبها أصلا واتقبل انها تبقى في حياتي عادي
طغت مشاعر الكراهية و مشاعر أخرى ليست متعاطفة ابدأ فظل على وجهها اشمئزازها
وهي تحاول استوعب ذلك الأمر وتقبله وهذا كان صعب في حالتها، ارتعش صوتها واندمج بنهنهات بكائها عندما أضافت
= طب إزاي عاوزين أحب موضوع بسببه بيشهوني وانا طفله تحت بند كده احنا بنحافظ عليها من شـ.ـهوتها! ويجوزونا واحنا صغيرين تحت بند برده بنستر على البنت حتى لو هتموت بس المهم انها شريفه، عشان ما يتقالش على الراجل انه ما بيعرفش لازم بنفس الليله تحصل ومش مهم التفكير فيها تعبانه ولا خايفه ولا اي حاجه.. ولو الراجل اتجوز عشان مراته مش مكفيه الكل يغلطها هي ويقول لها ده حقه ايه عاوزاه يعمل حاجات تغضب ربنا، لما فكرت اقول ان انا مش حبه الموضوع ده قالوا لي بتدلعي.. عشان ما فيش ست اصلا بتحس بالمتعه دي حاجه عشان الراجل بس يتبسط ويفضل مخليكي على ذمته وما يبصش لغيرك..
أحست باختناقٍ صدرها بغصة تنـهش داخلها فواصلت الكلام بتهكم مرير بين بكائها الحارق
= انما لو قصرت في الموضوع ده ولا ما قدرتش عشان اي سبب غير العذر الشرعي.. تبقى ناشذ عشان مش بطيع جوزها وما تستاهلش تبقى زوجه و تستاهل جوزها يتجوز عليها.. وكل ده تحت بند ده حقه ما ينفعش تقصري فيه ولا ترفضي كل ده و بتسالوني ليه بكرهها ومستغربين.. انا مش بكرهها وبس بقرف منها كمان ومش طايقاها ولا طايقه اللي بيعملوها حتى لو متجوزين ولو كان ابويا وامي.. ولا جوزي معايا!!.
نظرت الدكتورة إلي دموعها المنسابة وهي تقول بجدية
= حنين حاولي تهدي في حاجات كتير انتٍ فهماها غلط انا مقدره ان كل اللي حواليكي كانوا بيوصلي ليكٍ المعلومات بالطريقه دي بس لازم تفكري ان هم كمان كانوا غلطانين ومش ده الصح.. وفي حاجات كتير من ناحيه السلوكيات والمفاهيم لازم تتعدل في شخصيتك وتعرفي الصح بتاعها .
نهض طارق وظهر الندم في نبرته الضعيفة، وهو يقاطعها متحدثاً متوسلًا إليها بحذر
= دكتوره ما تنسيش انها حامل !.
اطاعت الدكتورة مطلبه دون جدال وقالت بخفوتٍ
= تمام كفايه كده ونتقابل الجلسه الجايه يوم الثلاثاء .
غادرت حنين العيادة وهي تجرجر قدميها، فلم تصدق أنها أصبحت بهذه القساوة مع من حولها ونفسها أولا وهي التي كانت تعيش في ظل الجميع تتحين منهم لحظات الرضا وتسعد بمدحهم حتى وان كان غير حقيقي حقًا بدلتها الأيام وغيرتها الحياة، فباتت واحدة أخرى غير ذليلة.. منكسرة…
نادت الطبيبه الآخر ليتوقف عندما سمعها تهتف
= استاذ طارق ممكن لحظه .
اقترب منها بقلق، لتهمس بنبرة حذر
= حاول ما تتكلمش معاها في اي حاجه النهارده لحد الجلسه الجايه وسيبها لافكارها ترتبها مع نفسها، ولا حتى حد في البيت يحاول يتكلم معاها..
هز رأسه بالايجاب وهو يقول علي الفور
= لا احنا اتفقنا ان احنا مش هنقول لهم في البيت اي حاجه على الموضوع ده لانهم مش هيفهموا اللي بنعمله او البعض مش متقبل انها عندها مشكله اصلا لدرجه انها محتاجه دكتوره.. عشان كده اتفقنا كأني باخدها للعياده تكشف عشان الحمل وكده
تنهدت في ارتياحٍ قبل أن تعلق بتوضيح جاد
= هايل، انا في حاجه كنت عاوزاه اقولها لك مهمه لازم تبقى فاهم كويس أن عدم مبادله حنين ليك او تقبلها للعلاقه او نفورها من اول ليله ده غصب عنها عشان الختام اللي اتعمل باسلوب غلط أو ما كانش لي داعي أصلا لمنطقه حساسه جدا.. غير بعض المشاكل اللي سببتلها العقد وهي صغيره اللي لسه حاكيها دلوقتي هي السبب في عدم رغبتها للعلاقه او تقربها ليك.. و ده مش معناه انها بتكرهك إطلاقاً انما هي قد تكون اصلا نفسها تقرب وتحس بس غصب عنها.
أبتسم بسعادة أثر كلماتها ففكرت انها تكره لمسته كانت تؤلمه حقا، ليرد عليها في لوعةٍ
= بس مع الوقت اكيد ده هيتصلح مش كده؟؟.
اكتفت بالابتسام، فاستطردت مسترسلة في حديثها إليه بأمل
= رغبتك لوحدها في العلاج ده شيء لوحده محفز جداً وطالما انتم هنا عشان تحلوا الامور فده بداية كويسه أوي للي جاي.. أنتم هتمشوا على كروس علاج الفتره الجايه بمساعده بعض
او بمساعدتك انت الأهم .
** ** **
- يتبع الفصل التالي اضغط على (نصف عذراء) اسم الرواية