Ads by Google X

رواية لخبطيطا الفصل السادس 6 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الفصل السادس 6 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل السادس

- اتجوز من هنا؟ أنت شكلك اتجننت 

كان هذا هو رده على جملة «مازن» الأخيرة وكذلك ردد «كريم» بسخرية:

- أها زي أفلام ديزني، البطل هيتحول من قرد لإنسان لما يتجوز البطلة، المرة دي علشان القوة تظهر 

لوى ثغره ولم يلتفت لإعتراضهم وسخريتهم بل تابع بجدية واضحة:

- أنا قلت اللي عندي، اللي بقوله صح وأنا مش هضركم وأنتوا جايين علشان تنقذوا أرضنا، لازم قوتنا تتحد علشان نهزم رماد وأقوى قوة هي نفس قوته لأن وقتها هيبقى فيه فرصة ننتصر عليه

شرد «عبدو» للحظات لكي يفكر في الأمر قبل أن يُتابع «مازن» قائلًا:

- بص هقولك على حاجة، اعتبر نفسك في رواية من رواياتك، أنت لما بتكتب رواية بتعمل أيه في النهاية! مش بتنصر الخير على الشر! دلوقتي إحنا أبطال روايتنا دي والنهاية اللي كله بينتظرها إحنا اللي هنكتبها بس لازم قوتك وقوتك هتيجي بالجواز من هنا

ضيق نظراته بحيرة وهز رأسه متسائلًا:

- بص هو أنا على الله حكايتي وكل اللي يعرفوني ويعرفوا كتاباتي يتعدوا على الصوابع مش مشهور لدرجة إن أهل كوكبكم يكونوا عارفين إني كاتب! لا وضحلي بقى علشان ميبقاش رماد وأنت الله يكرمك

ابتسم ابتسامة هادئة وردد بغموض:

- أنت عندك حق بس فيه عدد محدود يعرفك، أنت جزء من دايرة رماد الزمنية أو تقدر تقول كدا أنت الدايرة نفسها، أنا مش هقدر أتكلم لأني في كل الأزمان بحكيلك وبنتهزم في النهاية، خلي الغموض طريقنا دلوقتي

ابتسم «عبدو» هو الآخر وقال وهو يرفع حاجبيه:

- بس رماد قالي إن المستقبل بيأثر على الماضي وأي محاولة لتغير الدايرة بتبقى هي أصلا جزء من تكملتها 

تقدم خطوتين منه وعقد ذراعية أمام ص*ره قائلًا:

- أنا عارف كل ده بس المرة دي عرفت تفاصيل أكتر تخلينا نهزمه، أنا في طريق الخير وصدقني كل اللي أعرفه عرفته من حد معين وخلاني أشوف بعيني بس مش هقدر أتكلم غير بعد ما نوصل لنهاية الطريق 

لوى ثغره بحيرة وظل موجهًا بصره تجاهه لثوانٍ حتى أتى صوت «كريم» من خلفه:

- مفيش حل غير إنك تتجوز يا عبدو! 

التفت إليه ورمقه بتعجب وهو يقول:

- اتجوز أيه يا كريم، ابقى رايح الكلية في أمان الله وأرجعلهم بعروسة!

أسرع وحاول إقناعه بطريقته قائلًا:

- ياعم بص للجانب المشرق مش يمكن رماد يهزمنا ومنرجعش خالص!

رفع حاجبيه بصدمة مما يقول وأردف بعدم رضا:

- مُشرق! شرقت وطلعت روحك يا بعيد

هنا ارتفع أخيرا صوت «سهوة» التي قدمت حلًا هي الأخرى:

- خلاص ارجع وهاتهم يحضروا الفرح 

وضع يده على وجهه وقال بنفاذ صبر:

- بس يا سهوة خليكي ساكتة أحسن الله يسترك

جلس على حجر بجواره وفرك فروة رأسه بتفكير ثم أسرع ووقف مرة أخرى وهو يوجه كلامه إلى «مازن» قائلًا:

- أنت قولت في كل الأزمنة بنخسر! أيه نتيجة الخسارة دي؟ هيحصل ايه يعني؟

عبثت ملامحه وردد بأسف وهو ينظر إلى الأسفل:

- الموت هيعم على المكان، صاحبك كريم هيموت، فادي هيموت، أنا كمان هموت، سهوة هتكون قريبة جدا من قتل رماد لكن أنت هتقتلها

اتسعت حدقتي «عبدو» بعدم تصديق وردد بتعجب:

- أنا هقتلها! ليه؟

تابع بوجهه العابث:

- رماد هيقدر يسيطر على عقلك ويتحكم فيه، هتقتلها وبعدها تفوق تلاقي ايدك غرقانة بدمها وجثث كل اللي تعرفهم حواليك في كل حتة، أنت هتبقى الناجي الوحيد وهترجع أرضك بس مش عبدو بتاع زمان، هترجع حد تاني متدمر بعد اللي شوفته وبعدها هتكتب رواية عن اللي حصل ده بالتفصيل 

تراجعت «سهوة» بخوف شديد وهي تقول باعتراض:

- أنا غلطانة علشان جيت معاكم، ليه تقتلني يا عبدو أنا عملتلك أيه يا أخي حرام عليك

رفع أحد حاجبيه بتعجب ونظر إليها قائلًا:

- أنا عملتلك حاجة يا بنتي! أنتي ما صدقتي تصيحي؟ ده اللي المفروض هيحصل بس ان شاء الله مش هيحصل، يلا بينا نتحرك من هنا ونروح على بيت فادي وحور

***

- أنا بقول نشيل الأمل اللي جوانا ده خلاص، متخليش جواكي ثقة إنهم هيرجعوا، عدى أكتر من سنتين من يوم ما سابوا الكوكب، يعني فترة كبيرة أوي

قالها «فادي» بحزن لشقيقته بعدما أخبرته بأنها تشعر أنهما قد يرجعوا عن قرارهما ويعودوا مرة أخرى وعندما أتى هذا الرد منه رددت قائلة باعتراض:

- متنساش إن السنتين دول عندهم يومين يعني مش وقت كبير بالنسبة ليهم وفيه فرصة يفكروا 

وقبل أن يرد عليها ارتفع رنين جرس المنزل فضغطت هي على زر ريموت بيدها ليتم عرض من يقف بالخارج على تلك الشاشة الشفافة الموجودة في الغرفة وما إن رأتهم حتى ابتسمت ونهضت وهي تقول بسعادة:

- مش قولتلك

ركضت إلى الخارج وهو من خلفها وفتحت الباب على الفور وهي تقول بابتسامة واسعة:

- كنت متأكدة إنك هترجع يا عبدو

رفع «كريم» أحد حاجبيه وقال باعتراض:

- اشمعنا عبدو يعني ما أنا رجعت معاه!

لكزه صديقه باستخدام كوعه حتى يصمت وردد بابتسامة:

- لو عرفتي المصيبة اللي جايين بيها مش ده هيبقى كلامك

تقدم «فادي» وحضن الاثنين بقوة وهو يقول بترحيب:

- ياه ليكم وحشة والله، سنتين بحالهم يا شباب عيب والله

ثم أمسك بأذن «عبدو» وشدها بقوة وهو يقول:

- ودنك جميلة

ضيق ما بين حاجبيه ونظر إليه بغضب بعدما دفع يده التي كانت تمسك بأذنه وأردف:

- أنا ملاحظ إن عينك من ودني من ساعة ما اتقابلنا، مالك يا عم فادي ما تسيب ودني في حالها وبعدين ودني جميلة أيه بتسمع أحسن من ودنك يعني ولا أيه فهمني

هز رأسه بمعنى "لا" وأجابه بوضوح:

- لا أصل نوع ودنك ده وشكلها ده بيدل على إن قوة صاحب الودن دي قوية أوي وكل ما تشد الودن كل ما القوة تزيد

لوى ثغره ورمقه بعدم رضا قبل أن يقول:

- يا مستني فادي يسيب ودنك يا مستني العقرب يبوسك مش يسمك، أرجوك متمسكش ودني تاني، وربنا هقطعلك ايدك

قاطعتهم «حور» وهي تشير إلى «مازن، سهوة» وأردفت:

- مش تعرفنا على ضيوفك! مين دول

أشار إلى «سهوة» وأردف:

- دي سهوة صديقتي في الكلية وزي اختي بالظبط شبطت وجت معانا

ثم أشار إلى «مازن» وتابع:

- ده بقى مازن من أرضكم وقابلنا وحكالنا على المصيبة اللي هقولكم عليها، ندخل بقى ونقعد علشان احكيلكم كل حاجة على رواقة ونختار حل

دلفوا إلى الداخل وجلسوا جميعهم بغرفة واحدة قبل أن يسرد «عبدو» كل ما سمعه وما عرفه أمامهم وأنهى حديثه قائلًا:

- بعد كل ده الحل الوحيد علشان قوتي ترجع هي إني اتجوز

ابتسم «فادي» وردد بتلقائية:

- حور بردو قوتها مش عايزة تظهر زيك، أيه رأيك تتجوزها وبكدا قوتك وقوتها هتظهر وفي نفس الوقت مش غريبة عنك يعني

شعرت «حور» بالحرج من حديث شقيقها ونهضت من مكانها قبل أن تتجه إلى الخارج.

لوى هو ثغره وردد بحيرة:

- أنا بقول كدا يا فادي بس بمجرد ما كل حاجة تنتهي كل واحد هيروح لحاله يعني مش جواز دائم

هز «فادي» رأسه ونهض من مكانه وهو يقول بموافقة:

- خلاص وهو كذلك، أنا هجيب حور علشان تتجوزوا

وقبل أن يرحل أمسكه «عبدو» من ذراعه وردد بجدية:

- ابعت حد يجيب مأذون بقى

ضيق نظراته بعدم فهم وهز رأسه قائلًا بتساؤل:

- يعني أيه مأذون؟

أجابه الأول بحيرة كبيرة:

- متعرفش يعني أيه مأذون! أومال الجواز هنا بيتم ازاي؟

رفع أحد حاجبيه وأجابه بهدوء:

- أكيد مختلف عن عندكم، هنا الجواز بيتم عن طريق الاشهار وطقوس معينة، يعني العريس والعروسة بيقفوا في مكان فيه كل قرايبهم وأحبابهم والعريس بيجيب تاج ويحطوا على راس العروسة وبعدين يقولها هل تقبلينني زوجًا لكي وهي بترد نعم أقبل وبكدا الجواز بيتم

رفع حاجبيه بإعجاب قبل أن يقول بابتسامة:

- طيب اشطا عليك أنت بقى مصاريف التاج، أنت عارف احنا على الحديدة وعملتنا مش زي عملتكم

وضع يده بداخل جيب بنطاله وأخرج الكارت الخاص به وهو يقول:

- خد كارت النقاط بتاعي أهو انزل اشتري اللي يعجبك عقبال ما احضر للإحتفال بتاع الفرح

لوى ثغره وردد باعتراض وهو يستلم منه الكارت:

- انزل اشتري اللي يعجبني! هي طماطم يا فادي؟  أنا معرفش التاج ده بيتباع فين وهل هو موجود عادي ولا لا

فرك فروة رأسه بتفكير قبل أن يقول بنفاذ صبر:

- خلاص يا عبدو خلاص هاجي معاك نشتريه وبعدين نجهز الاحتفال 

مر اليوم بأكمله في تجهيزات حفل الزفاف وشراء المستلزمات، دقت الساعة التاسعة مساءً مع إضاءة الأنوار اللامعة بحديقة المنزل الكبيرة، توافد الجميع وبدأ المكان يزاد ازدحاما ومع دقات التاسعة والنصف خرج «عبدو» ومن خلفه فادي الذي كان مُمسكا بيد شقيقته التي كانت تنظر إلى الأسفل والإبتسامة لا تغادر وجهها، وقف الأول أخيرا أمام الجميع واصطحب الثاني شقيقته ووضعها امام «عبدو»، اقترب «كريم» ليضع بيده تاج الزفاف لكن «سهوة» منعته ورددت بحماس:

- سيبهولي يا كريم هديه أنا لعبدو يمكن يكون فال حلو واتجوز أنا بعد كدا

رفع أحد حاجبيه وردد بتعجب:

- زي رمي بوكيه الورد عندنا كدا! تصدقي فكرة، ماشي خدي ياكش تتجوزي واحد عبيط زيك

اخذت منه التاج بسعادة وركضت حتى وصلت إلى العروسين ومدت يدها بالتاج قائلة:

- خد التاج أهو بس عايزاك تشوفلي عريس من هنا يكون قمر زي البنات هنا كدا 

أخذ منها التاج وردد مازحًا:

- يعني بذمتك هيسيبوا كل البنات اللي جمالهم مش عادي دول ويتجوزوا بنت من أرضنا! أعقلي الكلمة

لوت ثغرها وأردفت باعتراض شديد:

- الجمال جمال الروح وبعدين ما هم قبلوا يتجوزوا راجل مقرد أهو 

اتسعت حدقتيه وردد بدهشة:

- أنا قرد! ماشي يا سهوة يا بنت دعبس وربنا نخلص بس من الحوار ده وهوريكي القرد ده هيعمل ايه، هش بقى طرقينا خلينا نتم مراسم الزفاف

ابتعدت وبدأت مراسم وضع التاج وكانت الأجواء هادئة تبث الكثير من الحماس، رفع «عبدو» ذراعيه بهدوء وكانت هي تنظر إلى وجهه بابتسامة بينما كان يضع التاج على رأسها في مشهد جميل وهو يقول لها:

- هل تقبلينني زوجًا لكِ؟

هزت رأسها بابتسامة واسعة وأجابت على الفور:

- نعم أقبل

وما إن ثبت التاج على رأسها وأنهت تلك الجملة حتى صاح الجميع بسعادة.

كان يتعمد عدم النظر إلى عينها على عكس رغبته لأنه لا يريد أن يتورط أكثر في هذا الأمر فهو وُضع في هذا الموقف رغما عنه كما أن عائلته لا تعلم شيئا عن هذا الزفاف لذلك قرر أن يكون مجرد زفاف للحصول على قوته وإنهاء هذا التهديد الذي يقوده «رماد».

لم تحيد عينيها عنه بل ظلت مسلطة بصرها على وجهه لكنها شعرت بالضيق والحزن لعدم نظره إليها وشعر هو بذلك لذلك تركها وذهب للوقوف مع أصدقائه حتى لا يُصعب الموقف أكثر بينهما، وصل إلى صديقه «كريم» فوجده يرقص بسعادة وما إن رأى «عبدو» حتى صرخ وقال:

- ألف مبروك يا عريس، عشت وشوفت فرحك أخيرا يا أخويا

رفع أحد حاجبيه وهو يقول بتعجب:

- أيه يابني مالك بترقص كدا ليه وبعدين ما أنت عارف اللي فيها وده مش جواز حقيقي

توقف قليلا عن الرقص ونظر إليه وهو يقول:

- معلش برقص الأغنية جامدة، الكوكب ده أغانيه حلوة وبعدين افرح يا سيدي ده فرحك حتى لو مش حق وحقيقي، في النهاية أنت اتجوزتها وأنا عارف وأنت عارف إن عنيك منها متتهربش وتثبتلي عكس كدا لأن تصرفاتك غير كدا خالص

نظر إليه بعدم رضا قبل أن يقول باعتراض:

- تصدق أنا غلطان إني جيت أتكلم معاك أنا هروح لسهوة هي هتفهمني

والتفت لكي يتوجه إليها لكنه وجدها تتحدث مع «فادي» وتضحك على ما يقوله فردد بصوت منخفض:

- يخربيتك يا سهوة، ملقتيش غير فادي! ربنا يستر وميطلعش اللي في بالي صح

التفت لصديقه مرة أخرى لكنه تفاجئ بذهابه إلى «ماني» التي ابتسمت عندما وجدته يقترب منها وقالت بسعادة:

- كريم مبروك لصاحبك، عقبالك

اتسعت ابتسامته وقال:

- وعقبالك يا قمر، شايفك يعني واقفة لوحدك

رفعت كتفيها وأجابته بتلقائية:

- يعني مفيش حد أقف معاه، فادي مع صاحبتكم سهوة وحور مع عريسها وأنت مع صاحـ.. 

توقفت عن الكلام قليلا ثم تابعت بتعجب:

- عبدو قاعد بعيد عن حور وسايبها لوحدها ليه؟

نظر هو إلى حيث تشير فوجد صديقه يجلس على مقعد في نهاية الحديقة الكبيرة ثم انتقل ببصره إلى حور فوجدها وحيدة وحزينة كما أنها تبتسم بتكلف لكل من يقترب ويُهنِئها بزواجها، عاد ببصره مرة أخرى إلى «ماني» وقال بتردد:

- مش عارف أنا عادي احكيلك ولا أيه بس هحكي وخلاص، عبدو متضايق لأن هو في موقف زي ده وأهله مش معاه، دايما كان بيحلم باليوم ده وهم جنبه وبيشاركوه فرحته، حتى ولو هو راضي بالجوازة دي فهو شايفها إنها مش حقيقية للسبب اللي قولتهولك، أظن هو بعيد عنها علشان الموقف ميتأزمش أكتر، أنا هروح أكلمه

تركها واتجه إلى صديقه وما إن وصل إليه حتى جذب مقعد وجلس بجواره وهو يقول بصوت هادئ حتى لا يلاحظه أحد:

- أيه يا عريس، عيب تسيب عروستك في الفرح، كله بدأ ياخد باله وده مش صح 

نظر إلى جميع الحاضرين فوجد فيهم من ينظر إليه بشيء من التعجب مما جعله يقول باقتناع:

- عندك حق، طيب هقوم وأروح لها

وقبل أن يتحرك من أمامه أوقفه «كريم» قائلًا:

- مش بس علشان محدش يتكلم، علشانها هي كمان، متجرحش قلبها لأن باين عليها بتحبك ولو شوفت شكلها وهي قاعدة لوحدها والحزن باين عليها هتصعب عليك

نظر إليها من بعيد فوجدها شاردة لا تتحدث ولا تدري بمن حولها فحرك رأسه بالإيجاب وهو يقول:

- حاضر

سار بهدوء تجاهها وما إن وصل حتى ابتسم وقال:

- مبروك يا عروسة

نظرت إليه بابتسامة سريعة وغير راضية:

- الله يبارك فيك

لاحظ ضيقها الشديد من فعلته فردد بهدوء لكي يصحح هذا الخطأ:

- كان نفسي اقولك أنتي زي القمر النهاردة بس الصراحة أنتي زي القمر في كل الأوقات

ابتسمت رغما عنها لحديثه ورفعت رأسها وهي تقول:

- لما فيه كلام حلو كدا كان لازمتها أيه النكد في البداية

لوى ثغره قبل أن يرفع كتفيه وهو يقول:

- معلش أصلي أول مرة اتجوز الصراحة

ضحكت على كلامه ورددت بهدوء:

- عايزاك تصالحني طيب زي ما زعلتني

رفع أحد حاجبيه وردد بتساؤل:

- طيب أصالحك ازاي؟

ابتسمت ابتسامة هادئة قبل أن تقول:

- نيران لما حبت طيف يجيبلها فاكهة كانت أيه؟

رفع حاجبيه بتعجب وردد بتلقائية:

- بطيخ! بس دي كانت بتتوحم

لوت ثغرها وقالت باعتراض:

- مليش دعوة عايزة بطيخ دلوقتي!

مرر أصابعه بين خصلات شعره بتفكير قبل أن يقول:

- أسيب الفرح وأجيبلك بطيخ! وبعدين أنا معرفش اسم البطيخ على ارضكم هنا أيه

رفعت أحد حاجبيها ورددت بهدوء:

- ما أنت سبتني وروحت بعيد مش هتفرق لما تسيب الفرح وتروح تجيب البطيخ وبعدين هسهلها عليك، البطيخ هنا اسمه ميرار 

لوى ثغره وهو يقول بتعجب:

- ميرار! هو فعلا ميرار طافح، حاضر يا ستي

تركها واتجه إلى «فادي» الذي ارتفعت ضحكاته مع «سهوة» وما إن وصل إليه حتى جذبه من ذراعه وجره خلفه فصاح فادي بتعجب:

- أيه يا عبدو أنت بتيجي في أوقات رخمة على فكرة، ما تخليك مع عروستك وتسيبني في حالي

لم يتركه وجره خلفه حتى وقفوا في مكان خالي بعيدًا عن الحاضرين وهنا ردد «عبدو» قائلًا:

- تعالى معايا هنروح نجيب بطيخ

رفع أحد حاجبيه وهو يقول بتعديل:

- قصدك ميرار؟

هز رأسه عدة مرات وهو يؤكد على ما يقوله قائلًا:

- أيوة هو الميرار ده، يلا بينا 

وقبل أن يتحرك أوقفه «فادي» قائلًا:

- استنى ياعم هي حبكت تجيب بطيخ دلوقتي! ده فرحك يا عمنا ألووو!

ضم شفتيه بغضب ونظر إليه بتحدي وهو يقول:

- أولا كلمة ألوو دي بتاعتي متقلدنيش، ثانيا بقى حور زعلانة وعايزاني أصالحها بالبطيخ قال أيه علشان طيف جابه لنيران، ما هو أنا لو كنت اتهد واقعد ساكت وابعد عن حوار الكتابة ده مكانش ده حالي دلوقتي يلا قدامي يا إما أحلف والله ارجع كوكبي ومحدش هيشوفني تاني

وافق أخيرا على الذهاب معه وردد بعدم رضا:

- حاضر هاجي معاك وأمري لله بس بعد كدا هعملك بطاقة فيها فلوس ليك وهحملك أبلكيشن السيارة على موبايلك علشان تعمل كل حاجة لوحدك ومتجرجرنيش وراك كل شوية

بالفعل ذهبوا لشراء ما طلبته «حور» وبعد مرور عشرون دقيقة عادوا مرة أخرى وكان «عبدو» يحمل ثمرة البطيخ بين يديه وكانت ضخمة الحجم، نظر إلى فادي وردد باعتراض:

- البطيخ عندكم فيه بركة كدا ليه، ده أنا حاسس إني شايل تلاجة مش بطيخة

- يا جدع قول ما شاء الله

نظر إليه وقال باعتراض:

- ياعم أنا مش بقر أنا بس روحي طلعت وأنا شايل البطيخة دي

نظر «فادي» حوله بحثا عن «سهوة» وما إن وجدها حتى قال بابتسامة:

- بس صاحبتك قمر الصراحة يا عبدو

رفع حاجبيه بصدمة مما يقول وترك ما بيده ثم اقترب وهو يقول باعتراض:

- لا بقولك أيه اظبط ياض لأظبطك، أنا مش كيس جوافة زيك، سهوة دي تبقى أختي والكلام معاها بحساب، ممنوع أشوفك واقف معاها تاني 

لوى ثغره وقال باعتراض على ما يقوله:

- فيه أيه ياعم ما أنا سايبلك أختي

اتسعت حدقتيه من جملته تلك وردد باعتراض شديد:

- يخربيتك أيه اللي بتقوله ده، اللي يسمعنا يقول أيه! اختك أنا اتجوزتها وبقت مراتي علشان كدا سيبتهالي 

ابتسم «فادي» وردد بهدوء:

- خلاص جوزني سهوة وسيبهالي

وضع يده على رأسه وقال بنفاذ صبر:

- أكيد طلبك مرفوض، هي مش كوسة خالص، سهوة ليها أهل وعندنا في أرضنا من عاداتنا ودينا مينفعش البنت تتجوز من ورا أهلها، بص نخلص من اللي إحنا فيه ده وهاخدك تروح تتقدملها اشطا؟

فكر قليلًا في عرضه قبل أن يهز رأسه بموافقة قائلا:

- خلاص طيب موافق

تركه أخيرا واتجه إلى «حور» وهو يحمل طلبها بين ذراعيه وما إن رأته هي حتى اتسعت ابتسامتها وقالت بسعادة:

- تسلملي يا جوزي

لوى ثغره وترك ما بيده قبل أن يمسك ظهره بتعب قائلًا:

- جوزك أيه بقى أنتي خليتي فيها جوز ده أنا ضهري اتقطم من الميرار بتاعكم ده، ها راضية عني كدا؟

هزت رأسها بالإيجاب قبل أن تقول بسعادة كبيرة:

- راضية جدا، اجهز بقى علشان المعازيم جايين يسلموا علينا قبل ما يروحوا

التفت وودع كافة الحضور معها بعد تمنيهم لهما السعادة الدائمة، ما إن انتهوا ورحل الجميع حتى جلس هو بإرهاق شديد واقترب منه «فادي» وهو يقول بابتسامة:

- اجهز يا عريس أنا محضرلكم مفاجأة هتعجبكم 

رفع أحد حاجبيه وقال بحيرة:

- مفيش مفاجأة تعملهالي أحسن من إنك تكون محضر عشاء علشان أنا هموت من الجوع حرفيا

ابتسم وقال بحماس:

- المفاجأة تتضمن العشاء متقلقش، قوم يلا أنت وعروستك وتعالى ورايا

نهض من مكانه فوجد يد «حور» مفرودة في الهواء في انتظار أن يمسك هو بها فتردد قليلًا لكن زال هذا التردد بعد أن أقنع نفسه بأنها زوجته الآن فأمسك بيدها واتجه معها إلى الداخل ومنه توجها إلى الطابق العلوي حيث كانت المفاجأة، فتح «فادي» باب غرفة ضخمة وكبيرة قبل أن يقول:

- هي دي المفاجأة، دي الاوضة بتاعتكم وفرشتها طول النهار، خليت ماني تقوم بالمهمة دي ونجحت، أيه رأيكم؟

أعجبتهم الغرفة بشدة وردد «عبدو» قائلًا:

- أكتر حاجة عاجباني في البيت ده أو الكوكب ده هي البيوت الكبيرة والاوض الضخمة دي، الاوضة تحفة يا فادي تسلم ايدك أنت وماني

ابتسم وأشار إلى الطعام الذي يوجد بداخل الغرفة وهو يقول:

- وادي الاكل، بالهنا أنت وهي، يلا تصبحوا على خير

تركهم ودلف هو مسرعًا باتجاه الطعام وبدأ في الأكل فرفعت هي حاجبيها وهي تقول باعتراض:

- طب قولي اتفضلي اطفحي معايا

أشار إلى المائدة وفمه مملوء بالطعام وهو يقول:

- اتفضلي اطفحي معايا

تركته واتجهت إلى الفراش وهي تقول باعتراض:

- لا شكرا مش جعانة

ابتلع الطعام الذي كان بفمه ونظر إليها وهو يقول بحيرة:

- واضح إن كل البنات كدا مش بنات كوكبنا بس

نهض من مكانه وحمل الطعام ثم وضعه أمامها على الفراش وهو يقول:

- طالما مش عايزة تروحي للأكل يبقى يجيلك هو لحد عندك يا ستي

ابتسمت ورددت بدلال:

- مكسلة أكل بأيدي

رفع أحد حاجبيه وهو يقول بفهم:

- اها فهمت قصدك يا لئيمة، عايزاني أطفحك أنا يعني! خلصانة

بدأ يطعمها وكأنها طفلة صغيرة وكانت هي في قمة سعادتها لذلك وما إن انتهوا من تناول العشاء حتى اتجه هو إلى المرحاض وأخذ حمامه ثم بدل ملابسه وخرج، تبعته هي ودلفت إلى الداخل وبدلت ملابسها قبل أن تخرج بتلك الملابس القصيرة، كان يجلس ويتصفح هاتفه عندما رأى هذا المشهد مما جعله يلتفت على الفور ليمنع بصره، تسارعت دقات قلبه وردد بقلق شديد:

- يارب عدي الليلة دي على خير

جلست على الفراش ورددت بصوت هادئ:

- عبدو

اغلق عينيه وردد وهو لا يزال ينظر إلى الجهة الأخرى:

- استر يارب، نعم

أتى صوتها الناعم مرة أخرى:

- تعالى

اتسعت حدقتيه بصدمة وهو يقول:

- اجي فين!

رددت بهدوء:

- جنبي هنا 

لم يعرف كيف يتصرف في موقف كهذا وفرك كفيه بقلة حيلة وهو يقول:

- يارب تحصل كارثة دلوقتي قبل ما الكارثة اللي أنا فيها دي تحصل 

وفجأة انطلق جهاز الانذار في المدينة بأكملها فنهضت «حور» من مكانها على الفور وهي تقول بخوف شديد:

- رماد!

إلى اللقاء في الفصل القادم

 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent