Ads by Google X

رواية لخبطيطا الفصل السابع و الاخير 7 - بقلم عبد الرحمن الرداد

الصفحة الرئيسية

 رواية لخبطيطا الفصل السابع و الاخير 7 - بقلم عبد الرحمن الرداد 

الفصل السابع
عبد الرحمن الرداد 

وفجأة انطلق جهاز الانذار في المدينة بأكملها فنهضت «حور» من مكانها على الفور وهي تقول بخوف شديد:

- رماد!

تنفس هو بأريحية كبيرة وهو يقول بسعادة:

- هو فين علشان اشكره بنفسي، الدعوة استجابت في نفس اللحظة ربنا عالم بحالي والله

نظر إليها بطرف عينه وهو يقول:

- البسي هدومك ويلا على برا نشوف أيه اللي بيحصل

هزت رأسها بالإيجاب وبالفعل ارتدت ملابسها وخرجت معه إلى الخارج حيث الجميع، ردد «كريم» بعدم رضا:

- معلش بقى يا عبدو حظك المهبب، رماد ملقاش وقت يلف فيه المدينة غير ده! 

هنا قال «فادي» بقلق:

- الخوف يكون جاي لعبدو مش بيلف المدينة

رفع «عبدو» حاجبيه وقال بقلق:

- أهلا، قضاء أخف من قضاء

هنا أمسكت هي بيده ورددت بخوف شديد:

- عبدو أنت قوتك لسة مظهرتش، مينفعش تواجهه

رفع كتفيه وردد بتلقائية:

- كل مرة رماد كان بيجيلي فيها كان لتوجيه رسالة معينة أو لهدف، رماد مش هيقتلني 

في تلك اللحظة ظهر أمامهم برق باللون الأصفر اختفى بمجرد وقوف «رماد» أمام «عبدو»، نظروا إليه جميعًا بخوف شديد بينما تحدث هو بابتسامة قائلًا:

- مش عيب محدش يعزمني على الفرح! مبروك يا رداد، اتجوزت بنت أكتر اتنين أبطال في الكوكب ده، الاتنين اللي كانوا هيقضوا عليا لكني قتلتهم في أخر لحظة ونفيت ولادهم فادي وحور، لكن حور مسكتتش وفضلت تدور وتقرأ عن اساطير لغاية ما وصلت ليك، هي بداية كل حاجة، حور بداية دايرة الزمن في كل الأزمنة، قولتلك المستقبل بيأثر في الماضي، أنا مستقبل أثرت في الماضي بتاعي وهو حور وهي أثرت في حاضرها وأنت حاضرها بتأثر في المستقبل، ده جزء من الحقيقة اللي كنت عايز تعرفها، الجزء التاني قريب جدا هتعرفه ومعاه المواجهة بيني وبينك 

في تلك اللحظة انطلق بقوته الخارقة ووقف خلف «حور» قبل أن يقيد يديها ويضع سكين حاد على رقبتها، ابتسم وقال بثقة:

- أنا أسرع واحد في الكوكب، مش هتقدر تنقذها من أيدي لأن بمجرد ما تاخد القرار هكون دابحها واختفت من قدامك

شعر «عبدو» بالخوف على حياتها كما شعر بالدماء تسير بسرعة كبيرة في عروقه، كان شعور غريب ومختلف تمامًا، شعر بشرارة تسري في يديه فهزها بقوة لكن في تلك اللحظة بدأت تلك الشرارة تسير في كامل جسده، كان غضبه وقلقه على «حور» ما يسرع تلك العملية فهو عرف في الحال أن قوته الخارقة قد ظهرت، استخدم وسيلته الخادعة ورفع كفيه أمامه وقال بهدوء:

- حور ملهاش ذنب، سيبها وخلي كلامك معايا

ابتسم «رماد» وقال بجدية:

- زي ما يكون سمعت الكلام ده قبل كدا قبل ما قوتك تظهر وتــ 

انطلق «عبدو» بسرعته الخارقة ولكمه بقوة ثم سحب «حور» من أمامه وأبقاها خلفه وهو يقول بسخرية:

- قبل ما أضربك صح؟

نهض «رماد» من مكانه ولمس موضع الضربة قبل أن يقول بابتسامة:

- بكدا أكون ساعدتك في ظهور قوتك، أنا لغز كبير مش هتفهمه غير في نهايته، لقائنا الجاي فيه الحقيقة كلها وفيه هيحصل كل اللي قال عليه مازن، كل اللي تعرفه هيموت ما عدا اللي بدأ الدايرة لازم ينهيها علشان تبدأ دايرة جديدة

انطلق بقوته الخارقة واختفى من أمام أنظارهم فالتفت «عبدو» ونظر إلى «حور» بقلق وهو يقول بتساؤل:

- أنتي كويسة؟

هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول:

- أنت أنقذت حياتي

هدأت أنفاسه قليلا قبل أن يضع كلتا يديه على وجهه، مرر كفيه على وجهه وأردف بجدية:

- بقى كدا يا حور، أنتي اللي تبدأي الهم ده كله بنفسك!

"قبل أيام من الأرض الأولى وسنوات من الأرض الثانية"

تحدثت «حور» نيابة عن أخيها قائلة:

- كل اللي قاله فادي صح ومفيش فيه جنان .. ممكن عندكم تسموه جنان لكن عندنا شئ طبيعي وعادي جدا، إحنا اتنفينا على ارضكم من 15 سنة وخلالهم فضلنا نشوف طريقة نرجع بيها أرضنا وأثناء الفترة دي عرفنا رواياتك وقرأناها واتفاجئنا إنك عارف بوجود أرض تانية واتفاجئنا بردو إنك ذاكر «رماد» في رواية وميض الفارس بنفس مواصفاته فقررنا نتواصل معاك وفي الاخر تقولنا جنان؟ فيه ناس بتموت وناس بتتنفي ولو فاكر إن ارضك مش هتضر لا هي هتضر لأن اللي هيتنفي هيجي هنا وتعداد كوكبكم هيزيد ومش هيحصل توازن 

"عودة إلى الوقت الحالي"

تحدثت «حور» بتلقائية لكي تدافع عن نفسها أمام هذا الاتهام:

- أنا واحدة شافت أهلها بيتقتلوا قدام عنيها واتنفت أرض تانية متعرفش عنها حاجة، مرضتش استسلم وفضلت ادور على كتب ومعلومات تساعدنا نرجع أرضنا وننتقم من رماد وفعلا لقيت اساطير كتير موجود فيها خطر بيهدد الكوكب بتاعكم وهو نفي ناس من كوكب تاني للكوكب ده وبكدا مش هيحصل توازن وكوكبكم هيتدمر، وإن تدمير التهديد ده هيبقى عن طريق شخص من الكوكب بتاعك ولازم يكون عنده كل المعلومات او على الأقل عنده معلومة بوجود رماد ولأن قراءة عقول الشعوب هي قراءة الكتب قررنا نقرأ كل الكتب على الأرض، حرفيا مسبناش كتاب غير لما قرأناه وبعدين دخلنا على السوشيال ميديا بتاعتكم وقرأنا روايات كتير لغاية ما وصلنا تحديدا عند اوجاست ساعتها علمنا على اسمك وبعدين قررنا نكمل لغاية ما لقينا وميض الفارس، ساعتها قولنا أنت الشخص اللي بندور عليه، مكنتش اعرف إن ده كله هيفتح دايرة زمنية نهايتها موتنا كلنا، هو قالك "كانت هي" لكن الحقيقة هي كان هو لأنه هو اللي بعتنا علشان كدا، أنا بقيت حاسة إننا في لغز كبير ملهوش تفسير

جلس على مقعد صغير ورفع رأسه إليها قائلًا:

- كون إن رماد جاي من المستقبل يعني عاش الوضع اللي احنا فيه ده في دايرة زمنية تانية حصلت قبل كدا، ليه منقولش إن كل ده دايرة زمنية كبيرة مش بتنتهي، اعتقد لغز رماد هيبقى صدمة لينا كلنا، لقائنا الجاي مش هنحقق اللي هو فاكر إنه عارفه، مش هيقتلنا ولا هيأذي حد مننا، لازم نتغلب عليه ومنحققش رغبته دي لازم

هنا تحدث «فادي» وقال بتساؤل:

- بما إن قوتك ظهرت كدا أنت بقيت جاهز؟

هز رأسه بالإيجاب وردد بثقة:

- أيوة لكن لازم تدريب قبل المواجهة الأخيرة، كلنا لازم نتدرب

استمر الحوار بينهم لأكثر من نصف ساعة قبل أن يعود كل منهم إلى غرفته مرة أخرى، فرك «عبدو» فروة رأسه بمجرد دخوله الغرفة وردد بصوت غير مسموع:

- رجعنا للهم تاني

التفت على الفور وردد بتساؤل:

- صحيح يا حور بما انكم مش بتناموا أو مفيش نوم في قاموسكم ليه عندك سراير! 

رفعت أحد حاجبيها ورددت بتلقائية:

- عادي السرير مش للنوم، بيبقى لراحة الجسم من التعب 

ابتسم وتابع مازحا:

- أصل مش متخيل فكرة إني أكون نايم قتيل جنبك وأنتي صاحية طول الوقت ومستنياني اصحى! غريبة صح؟

هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول بابتسامة:

- نسيت اقولك إن من ضمن الاساطير فيه أسطورة بتقول إن لو اتنين من كوكبين اتجوزوا بياخدوا سمات بعض، يعني أنت ممكن تنام وممكن تستخدم قدرتنا وتفضل صاحي حسب ما تحب وأنا كذلك يعني أنا النهاردة هجرب اول مرة في حياتي النوم 

رفع حاجبيه بدهشة وردد بحماس:

- وه أيعقل! طيب نامي كدا 

خدعها هو بتلك الجملة ليتخلص من هذا الموقف الذي وُضع فيه وأسرعت هي لتُجرب النوم وبالفعل اغلقت عينيها وما هي إلا لحظات حتى أصبحت غارقة في نوم عميق.

تحرك هو بجانبها على أطراف أصابعه وحرك كفه أمام عينيها ليتأكد من أنها نائمة وما إن تأكد حتى تنفس بأريحية قائلًا:

- الحمدلله شربتها ونامت، أما أنام أنا كمان أحسن جسمي هلكان من الصبح

تحرك وجذب وسادة ثم وضعها على أرضية الغرفة ثم وضع رأسه عليها وغرق هو الآخر في النوم

***

مضى الليل وأشرقت شمس يوم جديد، استيقظ هو ثم فرد ذراعيه في الهواء، وضع يده على ظهره بتألم بسبب نومه على أرضية الغرفة ولهذا السبب وقف ولوى ظهره يمينا ويسارا وأثناء ذلك وقعت عينيه على «حور» التي كانت كالملاك، كانت نائمة وعلى وجهها ابتسامة هادئة جذبته إليها، ابتسم تلقائيًا واقترب منها ثم جلس على طرف الفراش ووجه بصره إليها، شعر برغبة دائمة في النظر لوجهها وفي تلك اللحظة تذكر حديث صديقه بالأمس

"قبل ساعات"

توقف «كريم» قليلا عن الرقص ونظر إليه وهو يقول:

- معلش برقص الأغنية جامدة، الكوكب ده أغانيه حلوة وبعدين افرح يا سيدي ده فرحك حتى لو مش حق وحقيقي، في النهاية أنت اتجوزتها وأنا عارف وأنت عارف إن عنيك منها متتهربش وتثبتلي ع** كدا لأن تصرفاتك غير كدا خالص

نظر إليه بعدم رضا قبل أن يقول باعتراض:

- تصدق أنا غلطان إني جيت أتكلم معاك أنا هروح لسهوة هي هتفهمني

......

- أيه يا عريس، عيب تسيب عروستك في الفرح، كله بدأ ياخد باله وده مش صح 

نظر إلى جميع الحاضرين فوجد فيهم من ينظر إليه بشيء من التعجب مما جعله يقول باقتناع:

- عندك حق، طيب هقوم وأروح لها

وقبل أن يتحرك من أمامه أوقفه «كريم» قائلًا:

- مش بس علشان محدش يتكلم، علشانها هي كمان، متجرحش قلبها لأن باين عليها بتحبك ولو شوفت شكلها وهي قاعدة لوحدها والحزن باين عليها هتصعب عليك

نظر إليها من بعيد فوجدها شاردة لا تتحدث ولا تدري بمن حولها فحرك رأسه بالإيجاب وهو يقول:

- حاضر

"عودة للوقت الحالي"

ضم حاجبيه بدهشة كبيرة قبل أن يحدث نفسه قائلًا:

- معقولة أنا بحبها! ما يمكن معجب بجمالها اللي مفيش زيه على كوكبنا، بس بحس براحة لما بكون هنا، بحس بفرحة كدا لمجرد التفكير إني هشوفها، امبارح لقيت نفسي بنفذلها اللي هي عايزاه، أنا مش عارف أحدد اللي بينا بس اللي أقدر أقوله إني بفرح لما تكون جنبي، بتبسط لما عقلي يقولي هتشوفها، بحس بالراحة وأنا شايفها قدام عيني، بحب أبصلها! طيب هي كمان أنا أيه بالنسبة ليها! واضح من امبارح إنها كانت زعلانة أوي لما سيبتها وحسيت بفرحتها لما رجعت، أنا اشيل الأفكار دي من دماغي لأن كدا كدا رماد هيجيب عاليها واطيها ومش هيحلنا، يخربيت التفاؤل اللي عندي

حركت رأسها حركة خفيفة قبل أن تفتح عينيها لتجده محدق بها، ابتسمت تلقائيا وقالت:

- صباح الخير

ابتسم هو الآخر وأردف:

- صباح القمر، أيه رأيك بقى في النوم بتاع كوكبنا

اتسعت ابتسامتها وقالت بسعادة كبيرة:

- جميل أوي، بجد مش قادرة أتخيل أنا كنت عايشة إزاي من غير النوم بتاعكم ده! بيخليك تفصل نفسك عن كل اللي حواليك وفي نفس الوقت بتصحى نشيط كدا وحاسس براحة

هز رأسه بالإيجاب وردد:

- أيوة فعلا، النوم ده بقى منقدرش نستغنى عنه في أرضنا، يعني لو محدش نام يومين ورا بعض بيبقى تايه ومش شايف قدامه وممكن توصل للهلاوس والجنان، الراحة من غير نوم زي التقلية من غير توم

ضحكت لكن سرعان ما تبدل حالها وقالت بحزن كبير وصدمة:

- لحظة! أنا نمت وسبتك امبارح يوم فرحنا!

مثل هو الحزن وقال:

- أنا استغربت ومرضتش اصحيكي لأنك نمتي علطول فقولت أنتي تعبانة من اليوم الطويل ده، سبتك على راحتك ونمت جنبك

ضيقت حاجبيها بعدم رضا ووضعت يدها على وجهه وهي تقول بأسف:

- أنا آسفة يا حبيبي، مش عارفة ازاي نمت بالشكل ده، تتعوض 

ابتسم هو وامسك بيدها التي كانت على وجهه وقال:

- ان شاء الله، يلا بينا علشان نجهز، النهاردة أول يوم تدريب لينا

نهضت بالفعل وبدأت التجهيزات اللازمة للتدريب وانتقلوا إلى مكان أشبه بالصحراء وبدأت التدريبات حيث بدأ «فادي» بالتدريب على قوته وبدأ «كريم» بالتدريب على قوته التي حصل عليها وأخيرا بدأ «عبدو» بالتدريب على السرعة، كان الأمر في البداية ممتع له وكان ينظر إلى نفسه فخياله أصبح حقيقة ومسلسله المفضل أصبح واقع، توقف قليلا وشرد فاقتربت منه «حور» ورددت بتساؤل:

- بتفكر في ايه؟

فاق من شروده ونظر إليها ليجيبها قائلًا:

- بفكر في اللي احنا فيه، دلوقتي عندي سرعة خارقة، حاجة ممتعة، الخيال بقى حقيقة بس لما بقى حقيقة بقى فيه كارثة، كل ما افتكر كلام مازن بان المواجهة دي هيموت فيها اعز صحابي واختي وناس يهموني بخاف جدا، ده كله كوم وألغاز رماد دي كوم تاني، عايز أقولك إني خايف جدا مش هكدب عليكي واقولك ع** كدا

ابتسمت ابتسامة هادئة وامسكت بيده قبل أن تقول:

- حبيبي طبيعي تكون خايف من المواجهة دي، أنت بتتكلم على موت مش حاجة عادية، شيل من دماغك اللي هيحصل، حط في دماغك سعيك للخير وان الشر عمره ما هينتصر على الخير، يكفي المحاولة وفي كل الأحوال أنا راضية عنك وعن كل اللي عملته وبتعمله

ابتسم لكلامها الذي أراح داخله كثيرا وهز رأسه بالإيجاب قائلا:

- إن شاء الله نعدي الأزمة دي على خير

في تلك اللحظة ارتفع صوت «مازن» الذي قال بصوت مرتفع:

- تعالوا لازم كلكم تشوفوا اللي هيحصل 

بالفعل تحركوا والتفوا حوله فأخرج شاشة شفافة كبيرة وضغط عليها عدة ضغطات فظهر فيديو يُظهر «عبدو» وأمامه «رماد»، قبل أن يضغط غلى زر التشغيل نظر إليهم وردد بجدية:

- الفيديو ده اتصور من المستقبل، اللي هيحصل موجود هنا، أنا حذفت الصوت علشان الحقيقة اللي هنا مينفعش حد يعرفها غير وقتها وكمان شوشت على وش رماد علشان محدش يعرف شخصيته الحقيقية غير في الوقت المناسب

ضغط على زر التشغيل وبدأ الجميع في مشاهدة الفيديو الذي كان كالآتي:

"اقترب «رماد» من «عبدو» وبدأ حديث طويل بينهما خلاله كانت ملامح وجه الثاني تتغير بشدة وظهرت الصدمة على وجهه بشكل كبير وفجأة لكمه «عبدو» لكمة قوية لكن «رماد» تفادى تلك الضربة وركله بقوة ليصطدم بالحائط من خلفه، في تلك اللحظة جاء «فادي» من خلفه وقد حول شاحنة ضخمة لمعدن ثم رفعها وانزلها عليه بقوة لكن «رماد» نهض من اسفلها وانطلق بسرعته الخارقة وقام بكسر رقبة «فادى» الذي وقع قتيلا في الحال، انطلق بسرعته الخارقة وطعن «مازن» بقوة باستخدام سكين حاد بيده ولم يتوقف على هذا الحال بل التف ووصل إلى «كريم» الذي ضربه بمطرقة كبيرة تحمل البرق واسقطه أرضا، نهض «رماد» مرة أخرى لكن «كريم» ضربه بقوة مرة أخرى واسكنه الأرض، توقفت حركة «رماد» فظن «كريم» أنه تغلب عليه واقترب منه ليرى ما الذي حل به لكنها كانت خدعة من «رماد» الذي انطلق بقوته الخارقة وامسك رقبته ثم قام بلفها بقوة كبيرة ليسقط هو الآخر قتيلا، في تلك اللحظة أسرع بقوته الخارقة ووقف أمام «حور» وظل هكذا لثوانٍ لم يقترب منها فاستغلت «سهوة» انشغاله وانطلقت تجاهه حتى وقفت خلفه وكانت على وشك طعنه إلا أنه التفت وبسرعة كبيرة سحب تلك السكين وذ*حها بدون رحمة وانتهى مقطع الفيديو عند هذا الحد

ساد الصمت عليهم جميعا فهم رأوا ما لم يتوقعوا أن يحدث، قطع هذا الصمت صوت «عبدو» الذي قال بتساؤل:

- بس أنت قولت إني أنا اللي هقتل سهوة، في الفيديو رماد اللي قتلها! 

اتسعت حدقتي «مازن» عندما تذكر ما قاله وقبل أن يفكر في الرد جاء صوت «رماد» من خلفهم قائلًا:

- هجاوبك أنا على سؤالك، جيه وقت المواجهة الأخيرة، الفيديو كان فيه المواجهة في الصحراء في مكانا ده صح؟

صمتوا جميعهم لأن الفيديو أظهر مواجهتهم لـ «رماد» في هذا المكان لكنهم لم ينتبهوا بسبب ما حدث في هذا الفيديو

اقترب «عبدو» من «رماد» وأصبح في مواجهة وجها لوجه كما حدث بالفيديو، نظر له بغضب وعدم رضا قبل أن يقول متسائلًا:

- أيه الحقيقة اللي خبيتها عني الفترة دي كلها، أيه اللغز اللي مقدرتش افكه، أيه السر اللي جيه وقته

ابتسم «رماد» وعقد ذراعيه أمام صدره قائلًا:

- مازن قال إنك اللي قتلت سهوة وظهر في الفيديو إني اللي قتلتها، الحقيقة إن مازن كلامه صح، هو وقع بلسانه، بمعنى؟ هوضحلك يا أنا، أنت فعلا اللي قتلت سهوة لأن أنت هو أنا

اتسعت حدقتي «عبدو» بصدمة كبيرة وعدم تصديق قبل أن يقول باعتراض:

- لا لا ده مش حقيقي، مش صح، أنا عمري ما هبقى أنت، عمري ما هكون زيك 

زادت ابتسامة «رماد» الذي قال بثقة:

- ده كان نفس ردي في الماضي على رماد قبل ما يقتل كريم صاحبي ويقتل سهوة ويقتل مازن وفادي وينفي حبيبتي حور، أنا هو أنت وأنت هو رماد، اقولك على سبب مقنع! اسم رماد جيه من لقب العيلة "رداد" بس بدلت حرف واحد بس، رماد بيساوي رداد، أنا مستقبلك، مسألتش نفسك ليه قتلتهم كلهم وسيبتك أنت عايش؟ مسألتش نفسك ليه سيبتك عايش لغاية دلوقتي وأنت أصلا تهديد ليا! لأن بمجرد موتك هكون أنا أصلا مش موجود لأنك الماضي بتاعي وبمجرد ما نسخة الماضي تموت بالتالي مفيش مستقبل، أنا هو أنت بعد ما حصل اللي حصل في اليوم اللي زي النهاردة، بعد ما خسرت كل اللي بحبه قررت اتحول لوحش واثبت لنفسي إني مش محتاج حد وفضلت اكرر الدايرة، اخلي حور تبدأها بإنها تلاقيك أو تلاقيني وتستنجد بيك علشان تنقذ كوكبها مني! طيب اقولك حاجة! أنت كدا اللي قتلت أهل حور وفادي، فهمت معنى الدايرة! أقتل أنا أهلها وانفيها فهي تلاقيك وتخليك تنقذ الكوكب فأنا أدمرك وأحولك لوحش فانت تقتل اهلها وتنفيها وهي تروح لنسختك الجديدة بتاعة المستقبل وهكذا، دايرة مبتنتهيش أبدا، ربط كل حاجة ببعضها وهتفهم

شعر «عبدو» بأن العالم يلتف من حوله، كانت الحقيقة بمثابة الصدمة الكبرى له، اتضح في النهاية بأنه يواجه نفسه! كان في مواجهة مع نفسه الحديثة الهاربة من المستقبل! بدأ يتذكر ما حدث في البداية ...

"قبل سنوات من وقت هذا الكوكب"

تابع «فادي» ما يقوله وقال بجدية:

- دورنا على حد على أرضنا يكون عنده نفس قوته لكن للأسف مفيش حد خالص بس عرفنا بعدها إن لو حد غريب دخل الكوكب بتاعنا بيبقى عنده قوة خارقة زينا، زي ما قولت في رواية اوجاست بالظبط لكن زيادة على ده إن اللي يدخل الكوكب بتاعنا وهو بيفكر في قوة معينة بتجيله يعني لو أنت دخلت وفكرت انك تكون فارس بطل روايتك او البرق بطل فلاش هتكون عندك نفس قوته وتقدر تهزم رماد 

فتح «عبدالرحمن» فمه بصدمة ودهشة في آن واحد قبل أن يقول بعدم تصديق:

- نعم؟ ولنفرض كلاكم صح مين قال إني هعرف اهزمه؟ والسؤال الأصعب هو هنروح أرضكم إزاي أصلا! 

هنا تحدثت هي وقالت بإبتسامة:

- فيه أسطورة قديمة بتقول إن لو حد عارف إن فيه أرض تانية سواء هنا أو على أرضنا يقدر يسافر بين الارضين لكن لازم يكون معاه حد من الأرض التانية وأنت عارف اهو إن فيه ارضين وكتبت في روايتك مش ناقص غير إنك توافق وهنقدر نسافر لأرضنا وأنت معانا علشان تساعدنا 

......

جلس كلٍ منهم على مقعد قطني مريح وقبل أن يتحدث أحد منهم ارتفع صوت مزمار في كل الشوارع والمدينة، كان صوت مرتفع ومزعج فنهض «عبدو» بقلق من مكانه وهو يقول بتساؤل:

- فيه أيه؟ أيه الصوت ده 

وقفت «حور» التي تبدلت تعابير وجهها للخوف والقلق واجابته:

- ده رماد!

.....

اتجهت إلى غرفته فوجدته ينظر من النافذة بشرود، اقتربت منه حتى وقفت بجواره ونظرت إلى حيث ينظر هو قبل ان تقول:

- على فكرة المفروض إحنا اللي نزعل مش أنت! 

نظر إليها نظرة سريعة ثم عاد بنظره إلى حيث كان ينظر منذ لحظات وهو يقول:

- أنا مزعلتش بس حطيت أمل على حاجة ومتحققتش وده ضايقني، حطيت أمل أساعد الناس دي وانقذهم من رماد ومش بس كدا، أنا حطيت أمل بعد ما كل ده يخلص أكتب عنه وأعرف الناس كلها إن فيه كوكب غير كوكبنا وفيه بشر غيرنا، فيه حياة على كوكب تاني .. كنت عايز أعرفهم إن الخيال ده هو الحقيقة بعينها وبعد كل ده مفيش، صدقيني أنا كان نفسي اساعدكم بس حاولت ومعرفتش 

رسمت إبتسامة خفيفة على ثغرها ورددت بهدوء:

- يكفيني محاولتك .. غيرك مكانش هياخد خطوة المحاولة دي أصلا، أنت عارف .. بابا وماما ماتوا على أيد رماد، بابا كان عنده قوة خارقة زي ما بتقولوا عندكم كدا سوبرمان وماما كانت نفس القوة بتاعته ودي حاجة نادرة جدا لما تحصل .. إن اتنين يكون عندهم نفس القوة، وقفوا قصاد رماد وكانوا هيغلبوه .. هم أكتر حد طول مواجهته مع رماد وكان الكوكب كله حاطط أمل عليهم لكن في لحظة لقيتهم في الأرض، قولت هيقوموا زي ما قاموا قبل كدا وهيهزموه لكن محدش منهم قام! جريت عليهم زي المجنونة وأنا بعيط وبصرخ لكن رماد وقفني أنا وفادي وقرر ينفينا ... قتلهم هم ونفانا إحنا 

تأثر بحديثها وبدموعها التي تساقطت وهي تنهي كلامها فردد بأسى:

- أنا آسف إني فكرتك باللي حصل، والدك ووالدتك ابطال علشان قدروا يقفوا قصاد رماد وميخافوش، على الأقل حاولوا ولازم تبقي فخورة بيهم 

ثم غير مجرى الحديث وقال بإبتسامة:

- صحيح معرفتش قوتك نوعها أيه 

مسحت دموعها وقالت بإبتسامة:

- هتصدقني لو قولتلك لسة معرفش! حاولت زيك كدا لكن فشلت .. بس عندي أمل إن قوتي هتظهر في وقت من الأوقات علشان كدا لازم أنت كمان يبقى عندك أمل إن كل حاجة ليها وقتها المناسب وزي ما بتقولوا كل  تأخيرة وفيها خيرة

......

- أنت عرفت لقب رداد ده منين؟

نهض من على كرسيه وسار خطوتين تجاهه حتى أصبح مواجهًا له وأجابه بغموض:

- هنا هتشوف حاجات غريبة كتير، لازم تتعود عليها وخليك عارف إن الدايرة بتلف وسبب بدايتها هو نفس سبب محاولة قفلها، لينا لقاء تاني

.......

جلس على حجر بجواره وفرك فروة رأسه بتفكير ثم أسرع ووقف مرة أخرى وهو يوجه كلامه إلى «مازن» قائلًا:

- أنت قولت في كل الأزمنة بنخسر! أيه نتيجة الخسارة دي؟ هيحصل أيه يعني؟

عبثت ملامحه وردد بأسف وهو ينظر إلى الأسفل:

- الموت هيعم على المكان، صاحبك كريم هيموت، فادي هيموت، أنا كمان هموت، سهوة هتكون قريبة جدا من قتل رماد لكن أنت هتقتلها

اتسعت حدقتي «عبدو» بعدم تصديق وردد بتعجب:

- أنا هقتلها! ليه؟

"عودة للوقت الحالي"

فاق من دوامة الذكريات التي اخترقت عقله في تلك اللحظة، بدأ يواجه تلك الحقيقة مرة أخرى بأنه سبب حدوث كل هذا، ليس هو بالتحديد لكنه سيفعل هذا في المستقبل ليُكمل دائرته الزمنية، في تلك اللحظة ابتسم «رماد» وخلع قناعه ليكشف عن وجهه وبالفعل هنا كانت الحقيقة القاطعة، كان هو بوجهه ولكن يظهر عليه التقدم في السن ولحيته السوداء التي أضافت وجها مخيفا يتوعد بالشر، تحدث تلك المرة قائلًا:

- أيه رأيك يا أنا! اتأكدت من الحقيقة! دلوقتي بعد ما عرفت كل حاجة لازم انهي الدايرة، آخر جزء من الدايرة وهو إني أخلص على كل اللي بتحبهم علشان تبقى أنا بعد كام سنة من النهاردة

ابتسم «عبدو» بسخرية قبل أن يقول:

- عمري ما كنت اتخيل اض*ب نفسي

ثم انطلق بسرعته الخارقة ولكمه بقوة لكن «رماد» تفادى تلك الضربة وركله بقوة ليصطدم بالحائط من خلفه، في تلك اللحظة حدث ما لم يتوقعه أحد، وقفت «حور» في مواجهة «رماد» ورددت بصوت غاضب ومرتفع:

- المرة دي مش هتحقق غرضك والدايرة مش هتكمل، أنا اللي ببدأ الدايرة كل مرة والمرة دي أنا اللي هنهيها

ثم رفعت يدها بجهاز صغير يوجد بمنتصفه زر فصرخ «رماد» وانطلق بسرعته الخارقة ليمسك بها قبل أن تضغط الزر وقبل أن يمسك بها ضغطت على الزر ليتحول كل شيء ...

فتح «عبدو» عينيه بكافيتريا الجامعة فوجد نفسه نائما على المنضدة التي يجلس أمامها، اعتدل في جلسته وأمسك رأسه التي ألمته كثيرا في تلك اللحظة، أغلق عينيه من شدة هذا الألم ثم فتحها مرة أخرى وبحث عن صديقه «كريم» فلم يجده، نهض من مكانه وسار بضع خطوات ليجد صديقه يقترب من بعيد تجاهه ووجهه خالي من الابتسامة على غير عادته، وصل إليه فردد الأول بتساؤل:

- روحت فين! وبعدين سيبتني نايم كدا في الكافيتيريا وبرستيجي ضاع خالص

أجابه صديقه على سؤاله بجدية:

- كنت بجيب حاجة وبعدين لقيتك تعبان سيبتك تنام، المهم تعالى نتمشى شوية عقبال ما المحاضرة تبدأ 

هز رأسه بالرفض وقال بتعب:

- لا أنا مش هقدر أحضر المحاضرة بالصداع اللي عندي ده، احضر أنت وابقى سجل واكتب اسمي في الغياب، أنا همشي يلا سلام

بالفعل ودع صديقه «كريم» ورحل في طريقه إلى المنزل وأثناء سيره توقف عن المشي قليلا وردد بتساؤل:

- معقولة حلمت حلم ونسيته! أنا كنت فاكر اني حلمت حلم خيالي وكنت متحمس بس ناسي تفاصيله! يلا مش مهم

ثم تابع سيره إلى المنزل وعلى الجهة الأخرى من الطريق كانت «حور» تتابعه بنظراتها وعينيها الدامعتين فربت شقيقها «فادي» على كتفها وقال بهدوء:

- أنا عارف إن ده صعب عليكي يا حور بس متنسيش إنك اللي خدتي قرار زي ده

هزت رأسها بالإيجاب وأغلقت عينيها لتتذكر ما حدث ...

«قبل يومين على الأرض الأخرى»

التفت على الفور وردد بتساؤل:

- صحيح يا حور بما انكم مش بتناموا أو مفيش نوم في قاموسكم ليه عندك سراير! 

رفعت أحد حاجبيها ورددت بتلقائية:

- عادي السرير مش للنوم، بيبقى لراحة الجسم من التعب 

ابتسم وتابع مازحا:

- أصل مش متخيل فكرة إني أكون نايم قتيل جنبك وأنتي صاحية طول الوقت ومستنياني اصحى! غريبة صح؟

هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول بابتسامة:

- نسيت اقولك إن من ضمن الاساطير فيه أسطورة بتقول إن لو اتنين من كوكبين اتجوزوا بياخدوا سمات بعض، يعني أنت ممكن تنام وممكن تستخدم قدرتنا وتفضل صاحي حسب ما تحب وأنا كذلك يعني أنا النهاردة هجرب اول مرة في حياتي النوم 

رفع حاجبيه بدهشة وردد بحماس:

- وه أيعقل! طيب نامي كدا 

خدعها هو بتلك الجملة ليتخلص من هذا الموقف الذي وُضع فيه وأسرعت هي لتُجرب النوم وبالفعل اغلقت عينيها وما هي إلا لحظات حتى أصبحت غارقة في نوم عميق.

تحرك هو بجانبها على أطراف أصابعه وحرك كفه أمام عينيها ليتأكد من أنها نائمة وما إن تأكد حتى تنفس بأريحية قائلًا:

- الحمدلله شربتها ونامت، أما أنام أنا كمان أحسن جسمي هلكان من الصبح

تحرك وجذب وسادة ثم وضعها على أرضية الغرفة ثم وضع رأسه عليها وغرق هو الآخر في النوم

نهضت من مكانها بعد أن تأكدت من نومه ثم تحركت بخطوات حذرة إلى الخارج لتجد «مازن، كريم، فادي، ماني»

جلست على مقعد بجوار شقيقها ونظرت إلى «مازن» قائلة:

- أيه الحاجة المهمة اللي لازم تحكيها دلوقتي ومخليني سايبة جوزي يوم فرحي!

تنهد «مازن» ونظر إليها بتردد قبل أن يقول بجدية:

- لو مقولتش اللي هقوله دلوقتي الدايرة هتكمل بكرا والرداد هيحقق غرضه

ضيقت نظراتها وقالت بتوضيح:

- قصدك رماد

هز رأسه بالرفض وقال بجدية:

- رماد هو هو الرداد، ده اللغز اللي كله كان عايز يحله، أنا هحكيلكم كل حاجة

بدأ في سرد الحقيقة كاملة عليهم جميعا وظهرت علامات الصدمة على وجوههم جميعا وما إن انتهى حتى صاحت «حور» باعتراض:

- لا لا عبدو ميعملش كدا، مش هو اللي قتل بابا وماما!

وضح «مازن» لها الأمر قائلًا:

- أيوة مش هو عبدو بتاع دلوقتي لكن عبدو بتاع المستقبل، بعد ما رماد اللي هو نسخته المستقبلية يقتل كل اللي بيحبهم هيتحول لرماد ويكمل الدايرة

هنا وقف «كريم» وردد باعتراض:

- عبدو عمره ما كان مؤذي أو يتمنى الشر لحد، عمري ما اصدق إنه يبقى كدا حتى لو خسر أقرب الناس ليه

نهض «مازن» هو الآخر ووضع يده على كتفه قائلًا:

- عبدو نفسه عمره ما يصدق انه يبقى كدا في المستقبل بعد ما يخسر كل اللي بيحبهم، محدش يعرف رد فعله هيكون أيه وقت المصيبة لأن التخيل حاجة وانك تعيش الموقف نفسه حاجة تانية خالص، أنا مش بقول الحقيقة دي لمجرد التسلية أنا بقولها لأن فيه حل لقفل الدايرة للأبد بس ده متعلق بموافقة حور

نظرت هي إليه وضيقت نظراتها وهي تقول:

- أنا عرفت أيه الحل اللي أنت تقصده، قصدك نمحي ذاكرة وجوده على الأرض هنا وكل حاجة متعلقة بينا يعني اكنه مشافناش ولا عاش الفترة دي معانا وبكدا رماد نفسه هيختفي من الوجود لأن طول ما عبدو ميعرفناش يبقى الدايرة مبدأتش اصلا ومعنى إن الدايرة مبدأتش يبقى مفيش رماد، بابا وماما هيرجعوا من الموت لأن كدا رماد مقتلهمش لأنه أصلا مش موجود وكل اللي اتنفوا هيرجعوا وكل اللي اتقتل هيرجع تاني وبدل ما الزمن يبقى دايرة كل جزء فيها بيأثر على التاني هيبقى خط مستقيم والتأثير هيبقى الماضي على الحاضر والحاضر على المستقبل، مفيش تأثير للمستقبل على الماضي تاني، بس نتيجة كل ده هو إني هخسر عبدو، هينساني وهينسى اللي بينا، هفضل أنا عايشة في حزن وعلطول هفكر فيه لكن هو هيكمل حياته عادي لأنه هينساني

لوى «مازن» ثغره بأسف وقال بهدوء:

- علشان كدا قولت الحل ده متعلق بموافقتك 

انهمرت دموعها وتحدثت بصوت منخفض نسبيا:

- مش هبقى أنانية وافضل وجود عبدو معايا على كل الناس اللي ماتت وكل الناس اللي اتنفت، طالما الحل ده هيرجع كل حاجة زي ما كانت يبقى أنا موافقة

بدأ «مازن» و «رماد» في التحضير لجهاز الأشعة المستخدم في هذا الغرض وعلم «كريم» بأن هذا الخيار هو الأفضل لأن كل شيء سيعود كما كان سابقا بينما عادت «حور» إلى غرفتها مرة أخرى ونظرت إلى «عبدو» الذي كان نائما على الأرض، اقتربت منه بهدوء حتى جلست أمامه ثم مالت عليه ووضعت يدها على وجهه وهي تقول بعينان دامعتان:

- في مدة صغيرة بقيت كل حياتي، مش مصدقة إنك هتبقى بعيد عني وأنا شايفاك لكن مش هقدر أقرب منك ولا اكلمك، أنا بحبك وهفضل طول عمري أحبك

انتهت من تذكر هذا المشهد وتذكرت مشهد انقاذها للموقف...

وقفت «حور» في مواجهة «رماد» ورددت بصوت غاضب ومرتفع:

- المرة دي مش هتحقق غرضك والدايرة مش هتكمل، أنا اللي ببدأ الدايرة كل مرة والمرة دي أنا اللي هنهيها

ثم رفعت يدها بجهاز صغير يوجد بمنتصفه زر فصرخ «رماد» وانطلق بسرعته الخارقة ليمسك بها قبل أن تضغط الزر وقبل أن يمسك بها ضغطت على الزر ليتحول كل شيء

اختفى «رماد» من الوجود وكذلك اختفى «عبدو» وعاد إلى أرضه، دبت رياح قوية المكان وبدأ كل شيء يعود كما كان، هنا اقترب «كريم» منهم وردد بتساؤل:

- عبدو هيحصله أيه؟

نظرت إليه «حور» واجابته:

- هيرجع مكان ما كان موجود قبل ما يجي، هيلاقي نفسه نايم وعنده صداع جامد وهينسى كل اللي حصل وهيبقى اللي حصل ده مجرد حلم هو ناسيه وحتى لو افتكره هيبقى مجرد حلم بالنسبة ليه لكن مش حقيقة، خلي بالك منه يا كريم

هز رأسه بالإيجاب وردد بهدوء:

- حاضر، قضينا كلنا فترة مش طويلة مع بعض لكن كانت فترة حلوة وجميلة، دي مش هتكون آخر زيارة ليا هنا وهطب عليكم كل مرة وهطمنك على عبدو يا حور، أنا لازم أمشي علشان لما عبدو يفوق يلاقيني جنبه 

ثم رحل إلى أرضه هو الآخر

"عودة إلى الوقت الحالي"

ربت «فادي» على كتفها وقال بابتسامة:

- اديكي اطمنتي عليه وهو كويس دلوقتي، يلا بينا نروح بقى أحسن أنا جعان ومتشوق أعرف ماما عاملة أيه على الغداء

ابتسمت ونظرت إليه قائلة باعتراض:

- دايما همك على كرشك

في تلك اللحظة ظهر شاب ونظر إلى «حور» نظرات ذات معنى وهو يقول:

- يخربيت جمال امك، أنتي ازاي كدا يا بت! 

هنا استشاط «فادي» غضبا وتقدم بعد أن وضع «حور» خلفه وقال بغضب:

- وحياة أمك أنا اللي هخلي الناس تقول أنت ازاي وشك مفيهوش حتة سليمة 

ثم بدأ في ضربه بقوة حتى أوقعه أرضا وما إن انتهى من تأديبه حتى اعتدل وقال:

- متقلقيش عبدو مشي آه لكن ساب راجل

ارتفعت ضحكاتها وقالت برضى:

- تسلملي ايدك 

***

عاد إلى المنزل وألقى كشكوله على فراشه ثم دلف إلى المرحاض ووضع رأسه أسفل صنبور المياه واستمر هكذا لدقيقتين ثم اعتدل وفي تلك اللحظة تذكر أحداث هذا الحلم الغريب وابتسم وهو يقول:

- حور!

اتجه إلى غرفته واسرع إلى هاتفه ثم قام بفتح تطبيق الكتابة الخاص به ودون عنوان "لخبطيطا" ثم كتب في أول صفحة "الخيال ما هو إلا حقيقة يصعب تصديقها وعندما يصبح الخيال حقيقة يجب أن ندرك أن الكارثة قريبة" ثم كتب "لخبطيطا هو الاسم المناسب لمزيج هذا الخيال بالحقيقة التي نعيشها"

ابتسم وكتب جملة أخرى: "حور بطلة روايتي"

ترك الهاتف وردد بسعادة:

- علطول افكار الروايات بتجيلي في الامتحانات المرة دي جاتلي في الحلم! كان حلم جميل وأجمل ما فيه هي حور

التقط هاتفه مرة أخرى وبدأ في كتابة روايته واستمر في كتابتها أيام حتى وصل إلى ختام روايته قائلًا: "كان حُلما لكن أشعر وكأنه حقيقة، أشعر وكأنني عشت كل دقيقة في هذا الحلم، انتصر الخير في النهاية لكن بطلة الرواية تلك المرة ضحت بسعادتها من أجل انتصار الخير، لو كان هذا الحلم حقيقة لذهبت إليها وشكرتها على تلك التضحية، "حور" صاحبة الوجه الجميل سأظل أتذكركِ دائما ما حييت" 

- لخبطيطا 
*تمت بحمد الله*

بكدا يكون خلص الجزء الأول من الرواية
إلى اللقاء في الجزء الثاني وهيبدأ بردو من بكرا إن شاء الله 

عبد الرحمن الرداد

 •تابع الفصل التالي "رواية لخبطيطا " اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent