Ads by Google X

رواية نصف عذراء الفصل السابع 7 - بقلم خديجة السيد

الصفحة الرئيسية

  

رواية نصف عذراء الفصل السابع 7 - بقلم خديجة السيد

مر أسبوعين ومنذ أن بدأت حنين للذهاب الى الطبيبة وكل شيء تغير، أو بالأحرى أن يوصف الوضع بأنه لم بات كما كان من قبل، حتى الوقت الذي كانت تقضيه بصحبة طارق تقلص للغاية وأصبح لبضعة دقائق ولم يتناقشان بشيء عن العوده وكانت هذه تعليمات الطبيبه
انما حنين كانت تذهب معه للطبيبه بخاطرها فبدأت بالانسجام والفضول الى معرفه أكثر عن حالتها والشفاء أيضاً حتى وإن لم تعود اليه، فكانت هكذا تخبر نفسها عندما تشعر بالضعف تجاهه من جديد ورغم استغراب عائلتها بانها ترفض العوده اليه لكن كل فتره تخرج معه للطبيبه ليتابعون صحه ابنهما كما كانوا يعتقدون لكن لم يتحدث احد على أمل ان يعودون لبعض وتتوقف حنين عن عنادها.


و في احدث الزيارات المتكرره الى الطبيبه وكانت حنين بمفردها هذه الجلسة، وزعت نظراتها القلقة عليها وهي تتساءل بتوترٍ متحير


= هو الختان سنه ولا فرض يا دكتوره.. يعني حرام ولا حلال في الاسلام
اجابتها الدكتوره امل نافية وهي تلصق بثغرها هذه الابتسامة الهادئة
= لو سألتي رجال الدين هتلاقي في اللي هينصحك تعمليها لبناتك وفي اللي هيرفض… يعني قال ابن باز «الختان من سُنن الفطرة، وهو لِلذُكور والإناث، إلَّا أنَّهُ واجبٌ في الذُكور، وسُنَّة ومكرمة في حق النساء.. بس انا عن نفسي بحب استشيد أوي بافعال الرسول عليه الصلاه والاسلام يعني لما حاولوا يبحثوا عن الموضوع ده ويشوفوا الرسول عمل لبناته كانت الإجابة أن الرسول نفسه لم يقوم بختان بناته ابدأ.
نظرت اليها بنظرات مرتابة وقلقة فسألتها مجدداً في صوتٍ خفيض حذر
= طب هو ختان البنات بياثر على العلاقة الزوجية؟
سحبت الأخري نفسًا عميقًا ثم لفظته على مهلٍ وتكلمت في صوتٍ جاد رغم هدوئها
= اكيد خصوصا لما يتعمل بطريقه غلط! بياثر على البنات بشكل كبير بعد الزواج، وفي ستات كتير بتعاني من مشاكل العلاقة الزوجية والحمل والولادة، والالام الشديد أثناء العلاقة الزوجية. والبرود الجـ.ـنسي لبعض البنات و نقص الإحساس بالمتعة و الخوف من العلاقة الزوجية.. غير اللي بيحصلها أصلا وهي لسه بنت عندها 14 سنه وتتعرض للامور دي.. يعني في بنات لحد دلوقتي مش بتسامح والدتها على الموضوع ده ولا الست اللي علمتلها كده وبيفضل خوفها ورعبها منها كل ما تقابلها رغم انها بتكبر وتبقى فاهمه الموضوع ده اتعمل ليه؟
لفظت دفعة من الهواء من رئتيها قبل أن تجاوبها مجدداً
= بصي يا حنين الموضوع ده مخاطره صحية بدنية ونفسية على النساء والبنات وتتضمن المخاطري دي مضاعفات طبية في الوالدة وتشمل التبعات ذي الألم الحاد والنزيف ومرض التيتانوس والإصابة بالعدوى والعقم والتكيسات وتكون الخراج وسلس البول بالإضافة للمتاعب الـ.ـجـ.ـنسية والنفسية.
تنفست حنين بعمق لتضبط انفعالاتها المشحونه اثر ذلك الحديث، ثم تحدثت بصوتٍ هامس مختنق


= يااه كل ده؟ بس انا ما حصليش يعني كل ده بالحرف صحيح في حاجات تانيه فاكره حسيت بيها بس مش كلها
أكدت لها بإيماءة من رأسها وهي تردف

= الأضرار بتختلف حسب نوع الختان، يعني بعد إجراء عملية الختان مباشرة بيحصل ألم شديدة مستمرة في الأعضاء الـ.ـتناسلية و تورم الأنسجة، كمان الختان بيتسبب بإزالة الطبقة اللي بتقوم على حماية العضو التناسلي للمرأة من الميكروبات والجراثيم؛ وده ممكن يؤدي إلى التهابات حادة وسهولة انتقال للعدوى في بعض الحالات..
خفضت حنين من نبرتها بحرج، وتحدثت بصوت ساذجًا إلى حدٍ ما


= بس إسمع انهم بيعملوا كده عشان يقللوا الـ.ـرغبه او الـ.ـشـ.ـهوه عند البنت وهي صغيره الكلام ده صح
نظرت لها أمل في استنكار واجابتها دون التفكير باعتراض ضائق
= غلط طبعا، ختان الإناث أو قطع الأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة مش بيقلل الرغبة الجنـ.ـسية ولا يضبط السلوك الجنسى لأى بنت أو امرأة ناضجة.. الحاجات دي بترجع للتربيه الأساسية.. إنما الرغبة الجـ.ـنسية هي إحدى الغرائز الطبيعية بكل الكائنات وهى شعور وميل طبيعى عند المرأة والرجل على حد سواء للـ.ـجـ.ـنس
تصنعت الابتسام وهي تشعر بالقهر والظلم داخلها تعرضت له، فأجابتها في هدوء جاد
= معاكي حق يعني هم كل اللي عملوا ختان متربيين أوي انا مش عارفه كان بيدخلوا الكلام ده في دماغنا ازاي ولا حتى اهالينا كانوا بيصدقوا ويقتنعوا بيه، الله يسامحهم بقى على جهلهم.. انا لو ربنا رزقني ببنت مستحيل اعملها حتى لو هعادي اهلي كلها .
أجابتها الدكتورة مؤكدة بثباتٍ وتوضيح جاد
= تعرفي احلى حاجه ممكن تطلعي منها بفايده مع اي مشكله تحصل لك ولا امور صعبه؟ هو اللي انتٍ لسه عامله دلوقتي ده انك تتعلمي و تستفيدي حتى لو خلاص مش هتقدري ترجعي الزمن عشان تنقذي نفسك بس مستعده تنقذي ولادك في المستقبل.. خلينا ناخد الامور كده هنحسها بسيطه مش جايز ربنا بيحطونا في الموقف دي عشان ننقذ اطفالنا في المستقبل ونغير شويه من الافكار دي.. بس عشان تكوني في السليم اكتر بنتك لما توصل للسن المناسب ده اكشفي عليها عند دكتور ثقه الاول وهو اللي يقول لك محتاجه ولا لاء لان برده في بنات بتكون محتاجه التسويه في الموضوع ده.. مش يكونوا كويسين ومش محتاجين و نقول زياده احتياط ونقطع من لحم بناتنا .
وضعت حنين كلتا يديها على بطنها بحنان تمسدها في رفقٍ وقالت باسمَا
= انا اول ما عرفت ان انا حامل خفت أوي احسن تكون بنت وتواجه اللي انا واجهته! بس يا رب فعلا اكون قد قراري وما خلاهاش تعيش حاجه من اللي انا عشتها.
هزت رأسها بتفكير وهي تتحدث بأمل

= بس يعني أعتقد دلوقتي الموضوع قل عن زمان رغم انه أكيد في ناس بتصمم تعمل لبناتها، لكن دار الفتوى والقانون اتحرك شويه في المواضيع دي.. وبقي محرَّم شرعًا ومُجرَّم قانونًا! كله بسبب قله الدين والمفاهيم الخاطئة عن الصحة، باعتبار الختان وسيلة للحفاظ على العذرية وتهيئة البنت للزواج وزيادة المتعة الـ.ـجـ.ـنسية للذكور وفي ناس بتعتبره في بعض الثقافات، طقسا للبلوغ وضرورة للزواج.
اجابتها حنين بوجه ممتعض، ونظرات قاتمة
= مش بقول لك كل مصيبه بتحصل للبنت لازم يكون سببها الموضوع ده بذمتك بقى ليا حق اكره واقرف منه ولا لاء.. يعني اهو بيهئة البنت للموضوع ده من وهي صغيره طب الراجل ما فيش اي حاجه بتهيئة ليه انهم يعرفوهم ازاي يتعاملوا مع البنت في المواضيع دي مثلا؟؟.
نكست رأسها في أسفٍ ثم ردت بتأكيد علي كلماتها
= تصدقي معاكي حق ليه صحيح زي ما بيفضلوا يدوا نصايح وطقوس يعملوها للبنت يعملوا حاجات شبه كده من خلالها ينصحوا الراجل كمان على فكره في رجاله كتير اصلا ما بتكونش فاهمه يعني ايه علاقه و زواج زي البنت عادي بحيث اول تجربه ليهم! بس في مجتمعنا بتكون فاهمين للأسف تهيئة الراجل للزواج بالفرجه على مقاطع مش كويسه؟ او برشامه يديه له في الخباثه بالفرح مع سيجارتين ملفوفين! اه ممكن توصل كمان انهم يجيبله واحده يجرب معاها عشان يشوف نفسه جامد وما فيش زيه ولي في الموضوع ده ولا لاء وطبعا دي كلها أمور غلط وحرام وبعد كده بنسال ربنا مش راضي علينا ليه وبنقع في مشاكل كثير في بدايه جوازنا، ولا طول حياتنا بسبب المفاهيم دي .
استدارت لتواجهها مبتسمة بمرار وهتفت بتحفزٍ
= وطبعا لما يعرفوا الحاجات دي رغم انها حرام وغلط ما حدش هيقول كده طالما الراجل إللي بيعملها عشان كده بقت متكرره كتير ومنتشرة… انما لو العكس القيامه تقوم وتوصل للقتل..
استغلت امل تلك النقطة لتوضح لها بمنطقيةٍ
= بصي يا حنين كره اي ست للعلاقه الزوجيه ما بتخرجش عن الاحتمالات دي؟ التنشئه الغلط ودى أكبر كارثه بيواجهها البنات من
اول ما تبدأ تطلع الشارع وهى طفله وترسيخ في عقلها الخوف والحذر وعدم الامان ودايما عرضه للتحرش او الاغتصاب فلازم دايما تكون حذره… والتعليم بيكون بصيغة التانيب وليس الحمايه! يعنى لو حصلها فدا خطأها و هتنضرب او هنتقتلك فبيترسخ عندها عقدة ذنب لكونها مجرد انثى!! من قبل ما حاجه حتى تحصل فما بالك لو حصلت، التوعيه بان لازم تخدى بالك وتيجى تقولى ولو حاجه حصلت محدش يزعقلها بل يجيبلها حقها فتبقي أقوى وأشجع في الحياه


احتفظت الأخري بصمتها، بينما الطبيبة ما تزال تخبرها بجديةٍ
= ثانيا: وهو الفهم الغلط الحرام للعلاقه الجـ.ـنسية فالدين وتشويهها بحجة انها كده حمايه للاطفال اني اكرههم فيها واحتقرها عشان احفظهم من الخطأ!! دا بيكبر مع الطفل بالذات فى البنات وبتشوف ان الـ.ـشهوه او الـ.ـنشوه او طلبها او حضورها دى حاجه، كفر ورذيله وذنب وانها انسانه هـ.ـايـ.ـجه ومش متربيه فده اللى بيترسخ في ذهنها طول فترة حياتها وده من اكبر الأسباب واقواها على الاطلاق في تشويه الأمر ده عند البنات.. فبيتخزن عندها في عقلها ان العلاقه غلط وكثرتها حرام وانها كده انسانه مش كويسه او مش متربيه وده اساس الغلط لأن الدين لو اتفهم صح هتعرف انها بتاخد حسنات على العلاقه مع زوجها و حسنات على اهتمامها بنفسها وتهيئتها و حسنات على الحمل والخلفه والتكاثر وان اتيان الشي ده في الحلال من اكبر الاشياء المحببه للخالق لانها بتكون تحصين للزوجين من الخطا وده خذلان للشيطان وكيده …
غامت ملامح وجه حنين بشكلٍ ملحوظ، و انعكست الصدمة وعدم الاستيعاب على نظراتها إليها كونها لأول مره تسمع هذه الامور وتفهم الوضع بالشكل الصحيح وليست كما كانت تتخيل ويصل اليها من تصرفات وحديث من حولها بجهل واسلوب خاطئ، فحاولت أمل تلطيف ما نطق به لسانها بترديدها مضيفة
= انما الرهبنه والانعزال دى مبادئ حرمها
الإسلام فتخيلي ربنا مديكي متعه وانتٍ بترفضيها وتحتقريها! فلازم لعلاج النقطه دى قرايه جيده في الشرع وتعليم أساسها من الشرع وفضلها ونبعد عن كلام المضللين وكلام الشيوخ التجار اللى بيدوا الرجال اكثر من حقهم فلازم تفهمى حقك وواجبك صح ومن الشرع ده واجب عليكى انك تفهمى وتوعى
بناتك، واتعلمى حتى لو عندك ستين سنه لو
ماستفادتيش هتفيدى بناتك وحفيداتك واى بنت هتيجى تسالك او تاخد بمشورتك.. لما تتعرض لمحاولة التحرش أو الإعتداء في الطفوله ولانه امر حساس ومخجل فمحدش
بيحكيه فبالتالى مبيتحلش ابدا..
بالكاد حاولت الحفاظ على ثبات صوتها وهي
تكمل
= لازم ناخد بالنا ان التحرش ممكن يجى من أفراد الأسرة نفسها كمان ومش بس من الـ.ـجـ.ـنس المقابل ممكن يكون من نفس النوع ودى بتبقى كارثه اكبر لانها ميكس ما بين الخجل والحزن والتشوه الجنسى وللاسف كمان الذنب لو حصل إستمتاع في الحادثه دى لأى سبب سواء الصغر او انعدام الخبره او عدم معرفة الحلال والحرام والصح والغلط وقتها فيكون أثرها دائم فى ذاكرة الشخص خاصة لو حصلت بشكل متكرر من نفس الشخص او مواقف كتيره ومش بتتمحى غير بتعامل دكتور نفسى متخصص في الحوادث دى.. ولازم يعرفوا أنهم الضحيه في الأمر ده فتخلى عن الاحساس بالذنب ويعالجوا

نفسهم لأنهم يستحقوا العلاج والشفاء والمضى
في حياتهم بسعاده..مش انا قلتلك احسن حاجه اللي عملتيه لما قلتي انا اتعلمت من تجربتي ومش هعمل ختام لبناتي، هو ده اخلقوا من حادثتكم بطوله وساعدوا غيركم
اندهشت حنين من عقلانيتها الزائدة عن الحد، عن تلك الأمور ومعرفتها الجدية التي تصيبها بالدهشة وجهلها الخطير عن تلك المعلومات إلي أن أتت تعليقاتها التي كانت صادمة لها


= الأعراف والتقاليد خاصة لما بتكون خاويه ملهاش اي اساس من الصحه.. مبتحترمش رغبة البنت انها مش عايزه تتجوز او مش جاهزه او محتاجه تهيئه وتوعيه قبل دخولها المرحله دى وده طبعا تقصير وتخلف حياتنا و توارث تشوهها عبر الاجيال فبيبقي عيب تسال وعيب حتى تدور وعيب كمان انها تطلب تتجوز لو رغبتها عاليه!! والنقطه دى علاجها سهل لان التوعيه دلوقتی ممکن اى حد يروح کورس او دوره او يروح لاخصائى او طبيبه او حتى يبحث عن فيديوهات توعيه مجانيه على اليوتيوب، الموضوع اسهل من حال زمان ودى في أيدينا للي عاوز.. ولازم نعرف ان في في اشخاص منعدمة الرغبه في الـ.ـجـ.ـنس وفي ناس.. رغبتها عاليه جدآ
ارتضت حنين بما ظفرت به منها بقليلٍ من الابتهاج والفهم الصحيح لتلك المفاهيم، فردت في دهشة كبيرة وحزن
= انا حاسه ان انا اول مره اسمع الكلام ده؟ و اول مره اعرف ان العلاقه الزوجيه عليها حسنات قصاد ما أعملها مع جوزي ولا اجهز نفسي لي.
هتفت تخبرها بملامح متجهمة، قبل أن تنهض من أمامها وتتقدم جوارها
= ما ده للاسف برده غلطه من اهالينا ان مش مخلينا حتى نفهم دينا صح في النقطه دي!
الـ.ـجـ.ـنس غريزة ربنا جعلها في الانسان لحكمة مثل غريزة الطعام والشراب… هل يلام حد علي غريزة الطعام أو الشراب؟؟ وكذلك ممكن ان يشبعها الانسان من حلال أو من حرام..
عاودت التحديق في وجه حنين وأخبرتها بنبرة ذات مغزى
= انتٍ عندك زوج بيحبك ويشتاق ليكي فدي نعمة احمدى ربنا عليها، في غيرك نفسها و
تتمنى الزواج ومش عندها وخايفه تعصى ربها لدرجه تبكى بالدموع لأنها تحتاج للـ.ـجـ.ـنس وما عندهاش القدره.. وفي اللي عندها زوج
ويشتاق لغيرها لانها مش قادره لمشاكل عندها خلقية أو غيره… وانتٍ بفضل الله عندك اللي يشتاق لحضنك فبلاش تجحدى نعم ربنا وحده هو اللي انعمك بيها

صمَّت أذنيها عن كلامها فنفخت في سأمٍ واقتضبت في الرد وتكلمت بنبرة معاندة للغاية
= بس هو راح لحضن غيري وما استحملش زي ما كنت فاكره! واول ما فكر يبعد عني اتجوز عليا وكمان مين صاحبتي.. انا معترفه ان انا قصرت في حاجات كتير معاه وكنت بهرب قاصده من العلاقه واهمل فيه عشان كنت ببقى خايفه لما يحصل تقرب ما بينا الموضوع يقلب لطلبه للعلاقه، بس يعني ما توصلش لكده ما كان قدامه حلول كتير او يستنى عليا شويه لو هو بيحبني زي ما قال فعلا
كانت الأخري جيدة في قراءة تعبيرات الوجه، وعلمت من قسماتها أن استمرارها بالضغط عليها لن يؤتي بالنتائج المرجوة، لهذا ادعت تراجعها عن الأمر وقالت بتلميح دبلوماسيةٍ
= ممكن ما كانش قدامه حل وقتها غير ده و ضعف زي اي حد ما احنا مش ملايكه برده.. لاقي نفسه بقيله خمس شهور متجوز من حب حياته واللي كان فاكرها برده بتبادله نفس الإحساس لكن طول الوقت في المقابل كانت بتبعد عنه وهو صابر وادي اعذار ممكن مكسوفه مش واخده عليه لحد ما زهق و واجهها مرتين! اول مره فكرت انها تهرب كعادتها وتغضب عند والدتها.. وثاني مره ما عرفتش تهرب لما لقيت نفسها غلطت غلطه كبيره هي ما كانتش راضيه عنها.. بس عشان تطلع من الإتهام اللي قاله انها بارده قالت الحقيقه وزودت عليها شويه بصراحه و وجعته كراجل أوي وخدها على كرامته وما اقابلهاش.. ومع اول واحده اقابلها في حياته او الله اعلم كانت نواياها ايه واشتغلت علي النقطه دي حس أنه بالطريقه دي هينتقم لكرامته ومنها.. انا مش بدافع عنه بس بحاول افكر بنفس النظريه اللي فكر فيها
لحظتها خفق قلبها و تجمدت في موضعها بقليلٍ من الكبرياء الجريح وهي ترمش بعينيها بسرعةٍ لتطرد ما علق من دموع في أهدابها،
ثم خاطبتها وتساءلت بصوتٍ جاف
= طب لما هو كده ليه ما فكرش يعرضنا على دكتوره من الاول احسن ما يتجوز عليا ويقرب من غيري، ويختار اقرب واحده ليا او هي كمان استغلت الفرصه ويجرحوني بالطريقه دي… انا مش قادره اتخيل اللي عمله فيا حتى لو انا غلطانه، لأ هو ما يستاهلش أن اسامحه ده اتجوز عليا ولمس غيري .. مين عارف ممكن يعملها ثالث لو فكرت اسامحه ويرميني انا وعياله وعلى راي ماما بعد كده ما يصرفش علينا لما الجديده تاخد الجو كله وتتحكم فيه .
مطت فمها وكأنها استغرقت في التفكير الزائف، لتردد بعدها بصراحه
= اقول لك على حاجه وما تزعليش مني؟ انتٍ لاقيه لي اعذار كثير وممكن قد تكوني مسامحاه كمان من جواكي لان لاقيه له مبررات كتير، بس مشكله والدتك و والدك هي اللي واقفه سد في طريقك و بتحاولي تعاقبي بدل ما تعاقبي والدك على اللي عمله زمان فيكم.. لكن انا اسفه يا حنين انتٍ بتنقمي من الشخص الغلط.. و اول ما عرفتي انه اتجوز عليكي طبيعي غيرتك اتحكمت فيكي شويه بس اللي زاد وغطى اكتر انه عمل نفس اللي عمله والدك ومن وجهه نظرك انه هيكمل بنفس الطريق..

تشتت حنين نظرتها عنها عندما خاطبتها الدكتورة بتحذيرٍ صريح
= طبعا ما حدش عالم الغيب وما حدش عارف ممكن فعلا يعمل كده او لا بس الشخص اللي قدامي واللي لسه متمسك بيكي لحد دلوقتي واتلكك اول ما عرف ان في اسباب مخليكي كنتي بتمنعي نفسك عنه غصب عنك ومش بتكرهيه والعيب فيه زي ما فهمتيه واتهمتي اخر مره، وطلق البنت اللي اتجوزها عشان عنده امل انك توافقي تسامحي وترجعي.. و اول ما قابلني بالصدفه فكر على طول ان يعرضك عليا عشان يحل الموضوع ده و تتعالجي ويكمل حياته معاكي.. يعني اعتقد حاجات كلها تبينلك قد ايه هو بيحبك و شريكي ومش هيبيعك لو اديتيله الفرصه الثانيه.. بصي يا حنين فكري اكتر في الواقع نادرا لما بنلاقي راجل كويس ومتفهم في الامور دي بالذات فبلاش تضيعي من ايدك، غلط اه غلط لكن اهو بيصلح غلطته يبقى ليه ما تفكريش! زي ما هو كمان سامح وعدي كل اللي عملتيه في زمان برده.. مش كده!؟.
تأملتها بنظرات حزينه ملأت حدقتيها، فتشعر بأنها كانت قليلة الحظ فيما يخص شئون العائلة والزواج وكأن الشقاء و الهموم قد ترك بصمته على وجهها، فكانت محقًة في الجزئية الأخيرة الاثنين أخطأوا والاثنين أيضاً يبحثون عن تصليح الأمور ومن ينتظر النتيجه بالاخير للفرصه الثانيه
بالنسبة لها مر الوقت بطيئًا محملًا بالمشاق والتعب فما إن تنتهي من إنجاز شيء حتى تنتقل لآخر وهي بالكاد تحاول البحث عن قليل من الراحة وسط كم المهام التي ألقت فوق رأسها منذ الصغر..
بينما صممت أمل على اقتراحها بجديةٍ صادقة
= حبى زوجك يا حنين فكري تدي فرصه تانيه وقولى لنفسك عيشى السعادة في الحلال مع زوج محب، عيشي أجمل ما في الحياة بحب وعلي كل ذلك انتٍ مأجورة من رب العالمين، خير نساءكم الودود التي تتودد لزوجها، قربى من الله بطاعة زوجك بالحب
ابتلعت غصة مريرة في حلقها، ولم ترد انما ظلت شارده الذهن آملة أن يأتي اليوم الذي تشهد فيه ابتهاجها بالفعل، و رغم قدوم أحدهم خصيصًا لأجلها.. لكنها ما زالت مترددة .
❈-❈-❈
تولت الأيام مع حنين متابعة انجاز كل الأعمال المطلوبة من قبل الطبيبة في التحسن بحالتها النفسيه للأفضل، وترتيب حالتها لاحقاً بشأن اتفاقيات جديدة مع طارق الذي قد اتفقوا عليها هو والطبيبه في السر فحتى الآن لم تعطيه حنين اشاره واضحه في اكمال علاقتهم وهو لم يضغط عليها بأمر من الدكتورة أمل رغم أنه يشعر بالضيق وعدم الصبر ليعرف قرارها النهائي خصوصا بأن الشهر قد مضى..

ولكنها لم تستطع المضي بالكامل بسبب افتقادها لطارق الذي لم يكف يوماً عن القدوم معها والاطمئنان على أحوالها لكنها بكل تاكيد لم تظهر ذلك.. لكن لم تستطيع إنكار أنه كان رجلاً بحق فرغم كل ما حدث ما زال جانبها ويساعدها في التقدم والشفاء من تلك الحاله.
❈-❈-❈
في عياده الطبيبه امل، نهرها طارق بنظرة صارمة من عينيه
= طب لما هو الحمد لله بقى في تحسن في حالتها كبير، ليه لحد دلوقتي منعاني اتكلم معاها عن موضوع رجوعنا لبعض او هي حتى تلمح لحاجه زي كده؟؟ خلاص فات ثلاث أسابيع وما فاضلش غير أسبوع واحد الخوف لبعد كل ده واللي عملته تطلب الطلاق وتصر عليه
ردت عليه الدكتوره أمل بهدوءٍ
= عشان لو كنت كلمتها في الموضوع ده حاليا كانت هتفكر انك بتعمل كده مخصوص عشان بس مصلحتك مش مصلحتكم انتم الاتنين! و عشان تثبتلها انك اهو رغم انك عارف عيوبها جبتها عند دكتور نفساني ولسه جنبها، الحاله النفسيه اللي كانت فيها كانت هترجم اي فعل كده
قد ارتخت تعابيره المشدودة نوعًا ما وهو يقول بصدق
= بس انا والله ما اقصد كده لو في نيتي كده هكمل معاها ليه من الاول! انا بعمل كده عشان بحبها فعلا انا نفسي نكمل مع بعض وبحاول اكفر عن الذنب اللي عملته واتسرعت بدل ما فعلا احاول اركز باسبابها ايه للموضوع ده بس هي ما كانتش بتديني برده الفرصه
أشارت الدكتورة بيدها مؤكدة وهي تقول
= انا فاهمه كل ده وبحاول اوصله ليها على فكره في كورسات علاجنا اوقات، على العموم الفتره اللي جايه فعلا لازم تبدوا تتكلموا في موضوع علاقتكم عشان نبدأ ندخل على مرحله علاج تانيه..
زفر بتأففٍ وأصوات الهمهمات المتداخلة تحاصره من كل جانب وهو يردد بحذر
= هو مش حضرتك قلتلي من ناحيه العقد اللي كانت فاهماها غلط وهي صغيره او كبيره و المواقف كانت بتتعرضلها من اهلها دي خلاص اقدر أقول انها اتحلت وهي ابتدت تفهم الصح يبقى ايه اللي فاضل.
منحته الدكتورة أمل نظرة داعمة وهي ترد بجدية

=اللي فاضل اهم نقطه في حياتها بعد الجواز او الجوز نفسه هتبدا تطبق عليه المفاهيم دي ولا هترجع لنقطه الصفر تاني، وده لسه لي كروس علاج تاني هندخله على حسب رغبتها هي.. عشان كده حاول تفتح معاها الموضوع قريب وتشوف هي محدده ايه في علاقتكم بعد كل المشوار اللي احنا مشينا معاها فيه.
❈-❈-❈
في أحد المطاعم الصغيرة صارت حنين شاردة، واجمة كأنها ترسم التعاسة علامتها على وجهها الحزينه وهي تستحضر في ذاكرتها الأوقات الأخيرة التي جمعتها مع طارق قبل أن تقرر الانفصال.. أحضرها من تفكيرها المشحون نبرة زوجها المتسائلا
=عجبك المكان لو مش فاكره، اول مره خرجنا مع بعض كان هنا بعد ما اتخطبنا وكان معانا اخوكي ومراته.. كنتي طول الوقت ساكته و مكسوفه بس انا كان نفسي أوي اتكلم معاكي واعترفلك بحاجات كتير كنت مستني اللحظه دي قد ايه.. بس اخوكي الله يسامحه ما كانش مديني الفرصه دي.. تفتكري ساعتها لو كنا اتكلمنا كانت في حاجات كتير هتتغير.
استنشقت الهواء بعمقٍ، وردت باقتضابٍ
=قصدك يعني لما تعترف بإللي جوالك وانك بتحبني! ما اعتقدش ان حاجه كانت هتتغير لان محدش كان عارف اللي هيحصل قدام وانك هتتجوز عليا ولا ان ممكن صاحبه عمري تخوني حتى لو كانت اتجوزتك وما عملتش حاجه غلط فده هيفضل بالنسبه لي حاجه كبيره أوي..
ابتلع ريقه بصعوبة وأجاب بصوت هاديء وعاشق
= حنين أنا بحبك.. أنا أسف عن تسرعي وان انا ما لقيتش غير صاحبتك عشان اوجعك اكتر مره بجوازي ومره تانيه لما اخترت هي بالذات! انا مش هدافع عن نفسي لاني مش هقول حاجه زياده عن اللي قلتها باللي فات.. بس أنا أسف عن ظلمي ليكي.. أنا أسف اني سمحت لنفسي اضعف لواحده زي دي او لوسوسه شيطان في لحظه واروح اعمل غلطه زي دي من غير ما افكر في عواقبها.. أو فيكي، بس انتٍ اكيد متاكده أن دلوقتي بصلح اهو أرجوكي سامحيني.. أنا عاوز أعيش معاكي ومع ابني أو بنتي اللي جاي مش عاوز أبعد عنك لحظة واحدة.. أنا بعشقك يا حنين ومش عاوز ابعد عنك
صمتت لم تعرف بماذا تجب هي تخشاه أن تخوض تلك التجربة مرة اخرى وربما يكسر قلبها من جديد، ليقول بإلحاح
= بلاش سكوتك يا حنين انا سبتك أهو اكتر من شهر براحتك تفكري وتشوفي ايه اللي يناسبك وحتى كمان اقترحت موضوع الدكتوره لينا احنا الاثنين فاظن انا عملت كل حاجه ممكن تاكد لك ان انا فعلا ندمان ولسه شريكي.. وحياة أغلى حاجة عندك سامحيني، انا مش قادر أكمل من غيرك

مسحت دمعة نافرة من طرفها، وسحبت نفسًا عميقًا لتطفئ به لهيب شوقها إليها، أثناء استماعها لما قاله فحررت أنفاسها المختنقة هاتفه
= مقدرش أنسي اللي عملته فيا بصراحه كل ما افكر اسامح اخاف تعملها تاني وتقول لحظه ضعف ومين عالم مين اللي جايه هتكون قريبه مني قد ايه شوفت انت حتى وصلتني لايه ان انا مش عايزه ادخل حد جديد في حياتي.. انت كسرت قلبي و سبت جوايا جرح مقدرش أنساه بسهولة، او صحيت فيا جرح قديم بعملتك دي
ليتحدث وهو ينظر إليها برجاء و بتوسل
= وحياة ابننا اللي جاي اديني فرصة أعوضك بيها عن اللي فات!
ساد التجهم على تعابير حنين وقالت بصوتٍ مال للانكسار
= صعب أسامحك بسهولة، أخاف تعمل فيا اللي عملته، انت .. انت خلتني أخاف حتى اني أثق في نفسي مش فيك
استدار بجسده نصف استدارة، وهو يقول في تحفزٍ يشوبه الضيق
= اسف يا حنين صدقيني انا ضعفت مش اكتر انا محبتهاش، زينه كانت بالنسبالي انتقام لكرامتي كانت قربت مني في الوقت اللي انتٍ بعدتي عني فيه في كل مشكلة بينا وانتٍ بتهربي قاصده وما تنكريش ده.. وهي كانت بتسمعني وتتجاوب معايا في الكلام بطريقة خلتني احس انها فاهماني اكتر من نفسي
ضحكت بوجع وأجابت علي طارق رد جعلته يتصدم ويدرك أشياء كثيره هم الاثنان لم يلتفتون إليها في شخصيه زينه الا متأخراً، فقالت بثقة
= انت ليه اتجوزتها يا طارق عشان شوفت فيها اللي انا كنت طول الوقت بمنعه عنك و بحكيه ليها، فشفتك الملاك اللي انا رسمته ليها بكلامي ووصفي، كنت فاكرة انك مش شايف ولا هتشوف غيري يا طارق بس للاسف في اقرب خلاف بينا وهي استغلت الفرصه من غير تفكير، بذمتك في حقاره اكثر من كده ومهما كانت اسبابكم!
بدأ ما تفصح عنه كالنكبات التي تُحدث المزيد من التصدعات في علاقتهما معا، وكأن الفجوة بينهما تزداد اتساعًا، تنهد بعمقٍ وقال في صوتٍ شبه لائم
= أنا مش عاوزه اجبرك على حاجة بس أنا عاوزك تتأكدي اني بحبك وهفضل أحبك ..
رغم شعور الضيق الذي اجتاحها لحظتها إلا أنها تغلبت على مشاعر الضعف هذه وقالت بإصرارٍ معاند تخفي به حزنها
= انا مش عارفه بجد مطلوب مني اسامح ولا ادي اعذار لمين ولا لمين؟ لأمي اللي كانت هتضيعني بس عشان كانت بتقلد كلام جاهل مالوش لازمة! ولا ابويا اللي مش بيفكر غير في مصلحته وبس .
هز رأسه بعدم معرفة وهو يقول بتبرير

= يمكن هي معذورة بتدور على مصلحة بنتها خايفه زيها زي ستات كتير بتعمل كده ومش عارفه الخطر اللي بيتعرضه ليه ولادها.. وفاكره بالطريقه دي بتحاوط وتحافظ على بنتها
تطلعت نحوه ونظرات القهر في عينها ظاهره فقالت بصوتٍ شبه مختنق
= مصلحه بناتنا في اننا نواعيهم بالكلام و النصيحة وتبقى الأم صاحبتها مش عدوتها، تعرف مش المفروض دايما بيقوله اهالينا لما تبقوا عندكم ولاد هتعرفوا قد ايه احنا بنحبكم وبنعمل كل ده عشان مصلحتكم اهو أنا بقى الأمور حصلت معايا بالعكس اول ما حملت حسيت أن هكون أم عرفت قيمه إللي كانت بتعمله معايا وللاسف ما عذرتهاش هي ولا ابويا… لان اول حاجه حسيتها ناحيه ابني او بنتي اللي جايين الخوف ان انا اعمل كل حاجه عشان اساعدهم مش اضرهم باسم الحب .
لاحقها بحديثه، بطريقةٍ أوحت برغبته في التودد إليها بتفكير بصوت عالي
= مش ملاحظه انك بتبلغي شويه يا حنين طبعاً معاكي حق ولو اللي انتٍ بتحكي فيه ده ما كانش ضرك بالطريقه دي من زمان ودلوقتي مش عارفين نحل مشاكلنا من تحت رأس عمايلهم فيكي.. بس صدقيني لو جيتي تواجهيها مش هتعرف تستوعب انه غلط هي اتربت في الزمن ده كان بيحلل وكله بيعمل كده يمكن لو احنا مكانها برده كنا هنعمل كده في ولادنا.. انا مش بحلل طبعا بس مش عاوزك توصلي للمرحله انك تكرهينا عشان حاجه فعلا عملناها واحنا مش مدركين
بدأت تدمع وتبكي وهي تسمع كلامه لكن بكائها ذاد وهي تشعر بان ذلك الحديث جاء متأخر.. ظلت قليلا هكذا حتى توقفت عن البكاء بهدوء وبدأت تفكر في حديث الطبيبه الذي بقى داخلها أنها تريد ان تسامح وتعطي فرصه ثانيه؟؟
لكن دائما تضع طارق في مقارنه بينه وبين والدها لذلك تريد ان تنفصل عنه حتى تفعل ما رغبت أن تفعله والدتها.. لتخرجه من حياتها بلا عوده لكن يجب أن تعلم شيئا مهم للغايه بان طارق ليس والدها وهي تنتقم هنا من الشخص الخطأ .
نظرت له من بين دموعها المنسابة وقالت بنبره مؤلمه للغاية
= يمكن، مش عارفه انا بدات افكر في كلام الدكتوره اللي انا بعاقبك ومسره ما ارجعلكش عشان شايفه فيك صوره بابا وكان نفسي ماما تعمل ذيي من زمان.. معقده بقى طلقني احسن يا طارق وابعد عني.
قلب طارق اتقبض وهو ينظر إليها وعنيه بتلمع لكنه، رد عليها بحنية وهو يمسح دموعها بيده
= حنين أنا بحبك اوي واوعدك اعيش مخلص ليكي طول عمري لحد ما اموت.. عشان كده عمري ما ايأس او ازهق وهفضل دايما عندي امل انك تسامحيني الإنسان بيغلط وانا غلطت واعترفت بغلطي وطلقتها و ندمان و انا عايز منك فرصة واحدة بس اثبتلك فيها اني بجد بحبك واني مقدرش اعيش من غيرك وانك أجمل حاجة حصلتلي في حياتي.. وحقيقي لو الزمن رجع بيا عمري ما هفكر اكرر غلطتي تاني .

كانت تنظر إليه بحيره هل توافق أم ترفض لكن قلبها رغم عنه بدأ يحن له من جديد وانها ما زالت تحبه، ومن بدايه اهتمامه الذي عاد من جديد وبهذة بسرعه وبدأ يساعدها رغم كل ما فعلته من أخطاء تجاهه إلا انه لم يتركها بل ساعدها في مرحله الشفاء لتغير قيم و مفاهيم كانت تتشكل داخلها عقد كثيره تمنعها من ممارسه حياتها بالشكل الصحيح…
لكنها هل ستستطيع النسيان؟ وهنا تذكرت حديث الطبيبه من جديد عندما شجعتها قائله
بدعم
= مش عيب انك تديله فرصة تانية يمكن الفرصة دي هي اللي تخلي بينكم الحياه احلي واجمل بكتير والفرصة دي هي اللي تخلي طارق يعمل المستحيل عشان يسعدك ويبذل اقصي جهد عنده عشان يحافظ عليكي وعلي الفرصة اللي اديتهاله وخصوصا بعد ما عرف قيمتك… فكري كويس يا حنين انتوا الاتنين غلطتوا وانتم الاتنين لازم تبداوا الصلح مش واحد بس والثاني يقف يتفرج زي ما اتعودتي طول الوقت بسبب الافكار اللي كانت في دماغك غلط.
راحت حنين تنظر إلى من حولها بشيءٍ من الخوف الممزوج بالحزن، كم تمنت أن تجد عائلتها إلى جوارها تشد من نفسها في اللحظات العصيبة! لكن ما تذكره قبل وقوعها هنا كان سبب كافي لبعد أسرتها عنها، ألقت وراء ظهرها هذه المشاعر المحبطة ونفضت عنها تفكيرها وما يعيق تلك اللحظه وراحت تخاطب نفسها بعزيمه
= مش هخليك تتحكم في حياتي حتى وانت مش موجود! انت عمرك ما كنت ليك وجود في حياتي اصلا يا بابا عشان تتحكم في حياتي حتى و انت مش فيها….
جاهدت لإخفاء عِظمة لوعة اشتياقها؛ لكنها لم تستطع فمشاعرها طغت عليها فقالت ببحة من أثر البكاء
= انا موافقه على الفرصه الثانيه يا طارق
التمعت عينيه بسعادة غير مصدق ردها، ليقول
بصوت رومانسي ناعم
= وحشتيني يا حنون
حاولت حنين الابتسام وهي تجيب بصوت خافت
=وانت كمان
نهض من مكانه واقترب منها وهو يتلمس بطنها بأصابع يده ليرد بنظرات عشق

=حبيبي، انت كمان وحشتني أوي أوي يا عمري كله… انا مشتاق أوي اشوف ابننا
تنهدت قبل أن تجاوبه مبتسمة
= أو بنتنا مين عارف.. الحمدلله ان ربنا أكرمنا بنعمته .
زفر دفعة من الهواء وهو يبتسم بنشوة عارمة، ثم عاد لينظر ملء عينيه لحبيبته وخاطبها في سعادة أكبر
= الحمدلله طبعاً.. عارفة يا حنين أنا بحبه أوي من قبل حتى ما يجي الدنيا وألمسه بايدي
ثم أضاف وهو يقبل يدها بحنان
= لأنه قربني تاني ليكي ورجعنا بعض..انا مش قادره أصدق ان انتٍ خلاص سامحتيني و هنفتح صفحه جديده كلنا مع بعض، ايه رأيك نروح نطمن عليه انا وانتٍ مع بعض عند الدكتوره .
كانت في تلك اللحظه خائفة لكنها سعيدة من داخلها من تمسكة بها حتى آخر الوقت وقلبها طاير من الفرحة لذلك قررت أن تعطيه فرصة.
هزت رأسها بالايجاب ثم أطرقت رأسها في خجل بينما ظل طارق يربت على يدها ويلمس بيده الأخرى بطنها ثم انحنى برأسه على وجهها يقبلها من رأسها ويهمس
= ربنا يخليكو ليا انتو الاتنين ومايحرمنيش منكم أبداً..
❈-❈-❈
استقام طارق فجاه واقف وتلفت حوله بنظراتٍ حائرة، قبل أن تثبت عينيه علي الدكتوره أمل ليسألها بانزعاج قوي
= نعم!! لا افهم بقى معلش يعني ايه ما ترجعش البيت ونفضل كده بعاد عن بعض رغم انها وافقت تديني فرصه تاني وسامحتني؟ جري إيه يا دكتوره هو انتٍ معايا ولا عليا
لم تبدُ الدكتوره أمل مكترثة بحالته الغاضبه وهي تؤكد عليه بتوضيح
=يا سيدي معاك وعاوزه مصلحتكم انتم الاثنين، افهمني بس كويس زي ما انا شرحت الموضوع لحنين وهي وافقتني جدا، صدقني لو رجعتوا لبعض بسرعه احتمال كبير ترجعوا زي الاول وما فيش حاجه تتصلح لازم الأمور تتاخد بالتدريج
ظل على حيطته وهو يسألها باستنكارٍ محسوسٍ في نبرته

=طب هو انا اعترضت ما ناخد الامور دي بالتدريج في بيتنا! هو حد قال لك ان انا شخص راجعي ما انا اللي جايبها هنا من الاول وعارف كل الكلام ده وانها بفتره صعبه والامور مش هتيجي بسرعه ومحتاجه هدوء وصبر مني و دلوقتي هتعامل كده لاني فهمت اللي فيها انما عكس زمان ما كنتش فاهم ولا مستوعب هي بتعمل كده ليه و كانت بتسيبني لدماغي تمشيني بحاجات غلط
حاولت الحفاظ على جديتها وهي تجيب مقتضبة
=يا استاذ طارق انا عاوزاكم تعيشوا مرحله كانكم لسه مخطوبين وبتتعرفوا على بعض وتعرفوا تشوفوا عيوب بعض الوحش والحلو طالما ما جاتلكوش الفرصه تعملوا كده من الاول.. وحتى بعد ما تخلصوا من المرحله دي واحده واحده هتبدا كمان ترجع البيت عشان ندخل في المرحله الثالثه.. وده لما يحصل بالطريقه اللي انا مرتباها صدقني مش هتقدروا تستغنوا عن بعض وهتعرفوا قيمه بعض فعلا
اتسعت عينا وارتبك قليلًا، ثم حمحم مرددًا
بغيظ
= كمان حتى البيت لسه فيه موال تاني! انا اللي جبته لنفسي الظاهر وانا اللي كنت فاكر اول ما تخلص العلاج هنا خلاص كل حاجه تمام كده وهترجع معايا البيت.
غامت ملامح وجه طارق بشكلٍ ملحوظ، و انعكس الضيق على نظراتها فحاولت حنين تلطيف ما نطق به لسانه وهي تقول حديثها المتحمس إليه
=وبعدين يا طارق انت رافض ليه الفكره بالعكس انا فاهمه وجهه نظر الدكتوره وشايفه انها معاها حق ولا انت بقى عاوزنا نكروت علاقتنا وبعد كده نرجع نشتكي ونقول العيب في مين ونجيب الحق على بعض ويا عالم بالمره الجايه ايه اللي هيحصل؟ مش قادر يعني تستنى شويه كمان صغيرين
بالكاد انزاح الضيق علي ملامحه ليغمغم في صوت مسموع ومصحوب بتنهيدة متحسرة
= شويه صغيرين! حاضر هو انا عندي حاجه غير الصبر… يعني احنا دلوقتي بقينا في حكم المخطوبين وانتٍ حامل مني مش كده؟
❈-❈-❈
بدأت الجلسات الأخري بالفعل وحاولت حنين أن تواظب على الحضور، ولقد تحسنت العلاقات كثيراً بينهما وحاول طارق أن يبذل ما في وسعه لتعويضها عما فات.. وبالفعل شعرت حنين باختلاف الحال معها وبما يحاول فعله من أجلها لذلك حاولت هي الاخرى عدم التفكير في الماضي و الانتصار على خجلها وتلك المفاهيم الخاطئه التي تربت عليها منذ الصغر مع الاسف..

ولم تكن الأمور لدي طارق في مرحله الخطوبه كما كان يسميها سيئة فكانت أسعد لحظاتهما معاً حينما يخرجون للتنزه سوا ويتعرفون على بعضهم من جديد، أو يتابعان نمو طفلهما في احشائها، فكان يحتسب طارق الشهور الباقية لكي يراه أمام عينيه ويحمله بين ذراعيه …
بينما الأمر لم يختلف عن حنين كثيراً و اصبحت تبادله وتصرح في كل شيء؟ مثلاً في الحب وفي العشق وفي رغبة وصول إبنهما إلى عالمهما الذي يحاول بكل جهدهم الإصلاح لياتي وينشأ في بيئه جيدة وصالحه له…
❈-❈-❈
بدأت حنين تتعلم طبيعة العلاقة الجـ.ـنسيه من الكتب التي استلفتها من الدكتورة أمل، و بعضها كان يشرح أصول العلاقة الجـ.ـنسيه في الإسلام. بعد أن ناقشت الطبيبة مشكلتها معها، واكتشفت أن عدم التجاوب ناتج عن التربية السيئة والأفكار الخاطئة والخوف والقلق، بالإضافة إلى ختان الإناث الذي يسبب صدمة للمرأة في صغرها، وأيضًا أنانية الزوج أحيانًا في الاستمتاع بمفرده دون مراعاة رغبات زوجته.
لكن طارق لم يكن من هذا النوع، رغم زواجه من امرأة أخرى، فقد خضع للعلاج معها وصارح الدكتورة بكل تفاصيل حياته قبل وبعد الزواج، ونصحته الدكتورة أمل بالتريث وعدم الاندفاع والعمل على استحضار مشاعرهما معًا، حتى تكتمل العلاقة ويتوافقان في تلبية رغباتهما معًا لتحقيق نجاح علاقتهما.
وبالفعل بدأت حنين تحب وتستمتع بتعليم هذه الأمور بالطريقة الصحيحة من الكتب التي اقترحتها عليها الطبيبة، ومن جلسات العلاج التي كانت تحضرها بانتظام…. ليتهم كانوا يعرفون كل ذلك بدلاً من الشجار لأتفه الأسباب، ومما جعل طارق يتهمها بالبرود الـ.ـجـ.ـنسي ودفع حنين لترك منزل الزوجية والعودة إلى منزل والدتها، دون أن تصارح أحدًا بحقيقة زعلها مع زوجها، وحتى عندما علموا بالحقيقة لم يفهمها أحد جيدًا.
كانت حنين مندمجة في القراءة حتى أنها لم تشعر بوالدتها التي دخلت لتتحدث معها بشأن عودتها لزوجها، فهي حتى الآن لا تفهم ماذا تريد، وإذا كانت لا تريد زوجها فلماذا تخرج معه كل فترة وتعود من جديد هنا؟ لم تعد تفهم هذا الأمر، هل ستنفصل أم ستكمل معه؟
وقبل أن تتحدث زينب لمحت اسم الكتاب الذي تقرأه مما أصابها بصدمه كبيره
= يا نهارك أبيض إيه الكتاب اللي انتٍ ماسكه فيه إيدك ده و عماله تقري فيه؟؟ ايه قله الادب والسفاله دي!
انتفضت حنين بذعر وسرعان ما اخفت الكتاب عنها وقالت بخوفٍ
= و آآ. و. لا حاجه

أمسكت بها والدتها من ذراعها تضغط عليه بقبضتها وهي تسألها في نبرة لائمة
= هو ايه اللي ولا حاجه هو انتٍ مفكراني مش واخده بالي من الإسم؟ هو ده يا اختي اللي منعك ترجعي لجوزك.. هو في ايه بالظبط انتٍ مالك يا بنت حالك ما بقاش عاجبني كده ليه وحتي جوزك رافضه ترجعيله ومن ناحيه تانيه بتخرجي معاه وفي الآخر ادخل الاقيكي بتقري في كتاب عن الـ.ـجـ.ـنس اخص الله يكسفك
نفضت يدها عنها وهي تجيبها بشجاعة
= آآآه حاسبي دراعي، قلتلك مش بعمل حاجه غلط وبعدين فيها ايه يعني هو انا صغيره لما أقرأ حاجه زي كده واتعلم! طالما ما جتش منك زمان.. وكنتي فاكره لما تعمليلي ختان كده بتعلميني ولا بتمنعيني من التفكير في الحاجات دي وتخليني اخد عنها فكره غلط .
صاحت بها زينب بصوتٍ حانق، ووجهها قد اشتعل غضبًا
=غلط وصح ايه؟؟ ده انتٍ فجرتي على الاخر وعاوزه اللي يربيكي وانتٍ مالك بالحاجات دي اصلا حتى لو متجوزه! يا قليله الربايه وكمان عاوزاني اعلمك الكلام ده.. ما القرف ده هو اللي مخليكي جايبه الخراب لنفسك ولبيتك .
تأوهت حنين من الألم، ونظرت إلى أمها بحزن قبل أن تهدر منفعلة
= انا مش قليله الربايه لما اطلب منك تعلميني حاجه زي كده ولا اتعلمها من الكتب الكويسه احسن ما أسأل حد غريب ويعالم هيقولي إيه.. يا ريتك كنتي فهمتيني احسن ما ربيتولي عقد بسبب مشاكلكم وبقيت معقدة وبتعالج بسببك وبسبب بابا !..
اتسعت عينا زينب بصدمة كبيرة وهي تردد كلماتها علي سمعها بانتباة…!!!!
❈-❈-❈
في وقت لاحق، أسرع طارق نحو منزل حنين وهو يشعر بالقلق، فقد اتصلت به زوجته لتستنجد به وأخبرته أن يأتي بسرعة لأنها بحاجة إليه. وصل إلى منزلها ودخل غرفتها بسرعة ليجدها في حالة لا تُحسد عليها.
فرد لها ذراعه في دعوة منه لتأتي لحضنه، و
عيناه تمتلئ بهما اللهفة عليها وعندما اقتربت منه احتضانها ثُمّ همس متسائلاً بحيرة
= في ايه مالك يا حنين؟ صوتك كان معيط ليه اول ما كلمتني في التليفون ومال والدتك واخده جنب كده وقاعده بره وشكلها غريب

زمت حنين شفتيها بين دموعها وغمغمت في يأسٍ
=اتخانقنا مع بعض وضربتني عشان شافتني بقراه في الكتاب اللي الدكتوره امل اديتهلي وفهمت غلط، وزي عادتها حاولت تمنعني اني افهم أمور ذي دي حتى وانا في السن ده و متجوزه… وغصب عني قلتلها الحقيقه ان انا بتعالج بسببهم .
تلمس ظهرها بأصابعه قائلاً محاوله التخفيف عنها
= طب اهدي يا حبيبتي معلش ما حصلش حاجه، وبعدين مش انا قلت لك حتى لو كلمتيها في المواضيع دي مش هتفهمك خلاص يا حنين لازم نكون راضيين بالامر الواقع هم اتربوا على كده ومش هنغير تفكيرهم
رفعت وجهها مسلطة نظراتها على زوجها مع ملامحها التي غرق فيها الحزن، وابتلعت غصة مريرة في حلقها وهي تردد بنبرة تشبه البكاء
= انا ولا عاوزه اغير حد ولا نيله هي اللي ضايقتني بكلامها وخلتني غصب عني افتكر كل حاجه عملتها فيا زمان هي وبابا واتضايقت اكتر ان انا اصلا بتعالج بسببهم ويا ريت عاجب و محدش منهم دريان بحاجه وفي الآخر جايبه الحق عليا و بتقولي انتٍ اللي بتجيبي الخراب لنفسك ولبيتك .
نظر طارق للخلف ليجد الكتاب ممزق ليقول بتردد
= خلاص معلش حقك عليا أنا، هي قطعتلك الكتاب
أجابته بعبوس بائن على تعبيرات وجهها
= أيوه كان فايدني كتير وفي حاجات كنت بقراها وافهمها اكتر منه عشان كده الدكتورة امل راشحتهلي.. بس خلاص راح وحتى لو جبت غيره قالتلي هقطعهلك واولع فيه.. مش راضيه تقتنع اصلا أن ده علاج
مد طارق يده ليربت على جانب ذراعها، وأكد لها بلمحةٍ من الحنان
=طب خلاص اهدي ما تعيطيش انا هجيبلك غيره وهجلده عشان ما يبانش من الإسم اللي فيه ولو سالتك عليه قوليلها انا اللي جايبتهلك ودي قصه عاديه هتقتنع ساعتها وتصدق.
ابتهجت ملامح حنين وكأنها طفلة صغيرة
= بتتكلم بجد … هتجيبلي غيره .

نظرت له بعيون دامعة فرد بإبتسامة دافئة وهو يتحدث إليها بتأكيد
= ايوه طالما كان عاجبك وزعلانه أوي عليه وانتٍ برده حاولي لما تقري حاجه زي كده تقفلي على نفسك كويس.. ولا ما تيجي نرجع بيتنا وخلاص وهناك اعملي اللي انتٍ عاوزاه
سحبت نفسًا عميقًا حبسته لثانية في رئتيها قبل أن تلفظه هاتفه بتردد
= لا مش دلوقتي الدكتوره امل قالت لسه شويه، بلاش نتصرف من دماغنا ونمشي زي ما اتفقنا معاها عشان اكمل كروس العلاج وما تضيعش الفرصه واخف بسرعه
مط فمه في إعجاب، وتساءل بنبرة تخللها مزيج من المشاعر
= بجد!, هو انتٍ نفسك أوي كده تكملي العلاج
بسرعه وما تضيعيش الفرصه عشان ترجعي البيت
هزت رأسها بتوتر وهي تردد بحرج
= آآ أكيد.. امال انا بعمل كل ده ليه مش عشانك وعشاني .
توهجت عيناه وهو ينظر إليها بعشق، وقد
ضاعت الكلمات منه ثُم عاد يغمرها بحضنه وبحبه فدفن وجهه بعنقها وقال بحب
= حبيبتي، أنا بحبك اوي يا حنين وفرحت ان انتٍ لما حسيتي نفسك متضايقه اتصلتي بيا انا اول واحد تستنجد بيه.. ما تقلقيش كل حاجه هتتصلح وانا هطلع بره افهمها ان انتٍ مش بتعملي حاجه غلط وما تجيش جنبك تاني ماشي .
ضغطت على شفتيها بخجل وهي تردد بابتسامة عابثة
= ماشي.. بس انا كمان بحبك على فكره .
أحنى رأسه على جبينها يقبلها بحب ثم ضمنها إلى صدره ليهدأ من روعها فاستكنت في أحضانها، فقد أغدق عليها بحنان انسانها ما كنت فيه، منحها حبه الصادق فتجاوزت أساءت والدتها وحزنها .
❈-❈-❈

وفي يوم من الأيام تفاجأت حنين منذ الصباح بطرق باب منزل عائلتها وتقدمت لتفتح هي! وقد تفاجأت بزينه أمامها ومن هول الصدمه لم تستطيع التحدث فلم تتوقع أن تراها مره أخرى بعد كل ما فعلته بها، ظلت تتطلع إليها لحظات بصمت، لتحاول زينه رسم ابتسامة بسيطة وهي تقول بإيجازٍ غامض
= ازيك يا حنين عامله ايه؟ و آآ طارق كمان أخباره إيه .
تجمدت حنين في مكانها، تناظر التي كانت صديقتها بيوم بعينين مشتعلتين وبشرتها كذلك تشع وهجًا.. فرمقتها بنظرة حادة ولم تستطيع الرد…
تقدمت في تلك اللحظه من الخلف إيمان وشعرت بالصدمه عندما رأتها جاءت الي هنا بعد كل ما فعلته بهذه البساطه! لتفكر فهل يوجد بشر بهذه البجاحه ام هناك شيء اخر قد جعلها تأتي بهذه الجرأة إلي هنا وتعود من جديد تقتحم حياه حنين وطارق!.
وعندما فكرت بشيء ما لم تستطيع الصمت و
هتفت ايمان في استهجانٍ ويدها تلطم على صدرها
= هي البنت دي بتعمل ايه هنا؟ وجايه بكل بجحتك كده عادي… يا نهار ابيض لا تكون حامل .
لم تنفي زينه حديث ايمان انما أخفضت رأسها بحزن شديد بصمت عجيب!.
ورده الفعل هذه جعلت حنين تشعر بالبروده في جسدها بتلك اللحظه وسرعان ما شهقت مرددة بعينين ذاهلتين
= حامل.. انتٍ حامل من جوزي يا زينه….!!!
** ** ** 

  • يتبع الفصل التالي اضغط على (نصف عذراء) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent