رواية حرر هواك فالحب بات معلنا الفصل السابع 7 - بقلم تسنيم المرشدي
«حرِر هَوَاك فَالحُب بَات مُعلنَا»
«الفصل السابع»
•بسم الله الرحمن الرحيم
***
صاح بنبرة حازمة مختلطة بالضيق لحالته التي لا تتغير مهما أعطاه قدراً من النصائح:
_ كنت فين لوش الفجر كدا؟
ابتلع ريقه بتوجس، حتماً تلك نهايته لا محال، حمحم ثم أجاب بنبرة مهزوزة:
_ كنت مع صحابي، هكون فين يعني؟
رفع يوسف حاجبه الأيسر بعدم تصديق وهدر به معنفاً:
_ صحاب إيه لحد الفجر يا زياد؟ يابني أنا عايزك تبطل سهر وتركز في السنة اللي لسه باقي منها شهور دي وتخلص، خلص المعهد الأول وبعدين ابقى أسهر زي ما أنت عايز، لكن دلوقتي لأ، دلوقتي فيه مذاكرة عشان تعدي السنة صافي مش زي السنة اللي فاتت، عديت منها بـ ٣ ملاحق!
_ عاتبه زياد بغلظة فلم يحب إهانته تلك وكأنه الجاني:
_ متنساش إنك أنت اللي أجبرتني أكمل في حاجة أنا مش حاببها، كار التعليم دا مش كاري، أنا دخلت صنايع عشان أخدها من قصيرها وأريح دماغي بعد ما أخد الـ ٣ سنين، أنت اللي روحت وقدمت لي في المعهد من غير حتى ما تاخد رأيي!
زفر يوسف أنفاسه بضيق في محاولة منه على تهدئة روعه ومحي عصبيته التي لن تجدي نفعاً معه وتابع بنبرة هادئة لعل وعسى يستجيب إليه:
_ يا زياد أنا عايزك إنسان محترم الناس تحترمه، يالا أنت ابني وأخويا الصغير، يعني مستقبلك يهمني، مش هتفهم معنى كلامي دلوقتي بس متأكد إن هيجي يوم وتشكرني إني كنت وراك دايما
ربت يوسف على كتف أخيه بحنو، ثم أنتبه لأذان الفجر، ردد مع المأذن وحين انتهى الآذان أمر زياد بلهجة لا تحمل النقاش:
_ يلا روح اتوضى عشان ننزل نصلي
أماء له بقبول ثم تخطاه إلى أن وصل إلى المرحاض لكي يتوضأ، بينما ذهب يوسف إلى غرفة والدته وطرق بابها بخفة منادياً إياها بصوته الأجش:
_ اصحي يا أمي، الفجر أذن
أتاه صوتها المتحشرج من الداخل قائلة:
_ صحيت يا يوسف
تنهد ثم توجه إلى الأمام قليلاً حيث غرفة لينة المقابلة لغرفة والدته، وطرق بابها هي الأخرى منادياً عليها:
_ قومي يا لينة، الفجر أذن
لم يأتيه رد منها فكرر منادته قائلاً:
_ لينة الفج...
صمت حين فتحت له الباب بأعين يسيطر عليهما النعاس، أخفض يوسف بصره سريعاً وقال بعتاب:
_ متبقيش تفتحي الباب بعد كدا إلا لما تظبطي طرحتك كويس
قطبت لينة جبينها بغرابة، ثم رفعت يدها وملست على حجابها فتفاجئت ببعض الخصلات الشاردة فقامت بسحب حجابها للأمام خافية خصلات شعرها الظاهرة ورددت بصوت ناعس:
_ ظبطها خلاص
رفع يوسف نظريه ليتأكد من عدم ظهور أي خصلة من شعرها ثم انتبه إلى قدوم زياد الذي شكل إبتسامة على محياه وهتف:
_ صحاكي من النوم الظالم
قهقهت لينة ورددت ساخرة:
_ حكم القوي
غمز زياد إلى أخيه ساخراً منه:
_ شوفت أنك قوي عشان تصدقني
تشدق يوسف مستهزءًا منهما وأردف بنبرة غليظة:
_ قوي آه بس باخد ثواب في الآخر مش زيكم
نظر إلى أخيه بحدة وأمره بنبرة صارمة:
_ يلا قدامي
تقدما كليهما سوياً ثم توقف يوسف والتفت إلى والدته ولينة وهتف مؤكداً عليهن:
_ متصلوش قبل الإقامة
أماءت له والدته قائلة:
_ عارفين يا حبيبي
خرج من المنزل برفقة أخيه الذي بادر في سؤاله مستفسراً:
_ ميصلوش ليه قبل الإقامة؟
رمقه يوسف مستاءً وأجابه على مضضٍ:
_ ما أنت لو بتركز معايا كل مرة كنت بقولهم فيها مكنتش سألتني، مينفعش نصلي يا سيدي قبل الإقامة لأن الفجر مش متحدد وقته بالظبط فممكن يبقى فجر كاذب فلازم نستنى شوية بعد الأذان اللي يعني تقريباً لغاية مدة الإقامة وبعدها نصلي عشان نبقى متأكدين إن صلاتنا صحيحة، فهمت؟
دون تفكير أجاب:
_ لأ
أوصد يوسف عينيه لثانية وهو يحرك رأسه باستنكار ثم هدر:
_ كنت هستغرب لو قولت غير كدا
ولج كليهما المسجد وشرع في الصلاة تابعين للمأذن، انتهوا من الصلاة ثم عادوا إلى المنزل وفي خلال خمسة عشر دقيقة كان جميع من في المنزل في ثُبات عميق.
***
في الصباح، استيقظت على تغاريد العصافير التي لا تكف ولا تنتهي، فتحت عينيها بتهمل وهي تتثائب بكسل، نهضت رويداً رويداً وارتدت حذائها المنزلي ثم توجهت إلى النافذة وفتحت أبوابها وتمتمت بنشاط قد تغلغل إلى خلاياها:
_ Günaydın
(صباح الخير باللغة التركية)
ابتسمت لذلك العصفور الذي يأكل من زهرتها التي قامت بزرعها وأردفت معاتبة كأنه شخصاً يفهم عليها:
_ كدا أزعل منك، وردتي متجيش جنبها، جعان هجيب لك أكل لكن متاكلش وردتي، خليك عندك وأنا راجعة لك حالاً
أولاته ظهرها وهرولت راكضة إلى الخارج، كادت أن تدلف بخطاها إلى المطبخ لكنها توقفت قبل أن يلمحها أحدهم، عادت بأدراجها سريعاً إلى غرفتها باحثة عن حجابها التي نسيته تماماً ووضعته على رأسها ثم خرجت لتأتي بالطعام الخاص بالطيور.
توقفت قدميها قبل أن تولج للمطبخ حين صغت إلى إسم تلك الفتاة مجدداً، يا تُرى لماذا يتردد اليوم من الصباح الباكر حيث قالت السيدة ميمي محدثة يوسف:
_ والله يابني بس لو تريحني وتقولي مالها إيمان، طيب إيه عيبها؟ البت بقالها سنين مستنياك يا يوسف وأنت مش بتاخد خطوة أبداً
تأفف يوسف فذلك الموضوع لا ينتهي الحديث فيه مطلقاً، لقد بلغ ذروة تحمله، كم يتمنى أن تختفي إيمان حتى لا يسمع إسمها من فاه والدته مرة أخرى، تنهد وحاول لبس ثوب البرود وهتف:
_ مين اللي قالك أنها مستنياني يا أمي؟
تركت ميمي ما بيدها جانباً وجلست أمامه على الطاولة الصغيرة التي تتوسط المطبخ وأجابته بنفاذ صبر:
_ تفسر بإيه كل العرسان اللي بترفضها دي؟ وكلهم بسم الله ما شاءالله حاجة تشرح القلب، مفيهمش غلطة واحدة، كل دا عشان مستنية حضرتك تتقدم وأنت واقف محلك سر، قبل كدا قولتلي عايز تكون نفسك فسكت وقولت عنده حق، بس دلوقتي حجتك إيه؟
الشقة وأنت خلاص الشهر الجاي هتكون خلصت آخر قسط فيها، العربية وصاحب الشغل مديلك كل الصلاحيات تستخدم أي عربية تحبها، الشغل وبسم الله ما شاء الله بقيت مدير المعرض، قولي لسه مستني إيه تاني، إيه اللي معطلك يابني قولي وريح قلبي
قضم آخر قطعة من شطيرة الجبن التي بيده وردد مختصراً:
_ لأنه مينفعش يا أمي، مينفعش إيمان بالذات تبقى مراتي!!
قطبت جبينها بغرابة وكادت أن تسأله عن سبب ذلك إلا أنهما صمتَ حين صدر صوت من الخارج، لعنت لينة قدميها التي تحركت رغماً عنها فأصدرت صوتاً مسموعاً، لم يكن هناك داعٍ لأن تقف أكثر مكانها لكي لا يفضح أمرها، تابعت تقدمها وكأنها جائت للتو.
شكلت بسمة رقيقة على محياها ورحبت بهم:
_ Günaydın
ردت عليها السيدة ميمي بنفس لهجتها:
_ Günaydın canım
( صباح الخير يا عزيزتي )
تفاجئ يوسف برد والدته ورمقها بذهول شديد، مرر أنظاره بينهما وهتف دون تصديق:
_ المسلسلات التركي عاملة عمايلها
انفجرن ضاحكتين فأسرعت لينة مؤكدة:
_ tabiki canım
( بالطبع عزيزي )
نهض يوسف عن مقعده ناهياً نقاشه معهن بقوله:
_ أنا كنت فاكر التركي كله بيتخلص في جملة "مراد بيك لا تتركني هيك"
لم تستطيع لينة الصمود وانفجرت ضاحكة، أجبرت من يقفون معها على الضحك، توقفت حين سمعت قرع الجرس، انسحب يوسف من بينهما ليفتح الباب فتبعته ميمي وكذلك لينة.
تسائل يوسف عن هوية الطارق وهو يقترب بخطواته من الباب:
_ مين؟
جائه صوت أنثوي من الخارج معلنة عن هويتها:
_ أنا شهيرة أم بلال
فتح لها يوسف الباب واستقبلها بترحيب حار:
_ أهلاً وسهلاً يا أم بلال اتفضلي
بإمتنان قالت:
_ يزيد فضلك يا حبيبي
رحبت بها السيدة ميمي بحفاوة قائلة:
_ يا أهلاً بالغالية اتفضلي يا حبيبتي
صافحن بعضهن البعض ناهيك عن القبلات التي تبادلنها ثم دعتها ميمي للجلوس في الصالون فحضرت لينة مرحبة بها بعد أن قامت بإطعام العصفور ثم شاركتهن الجلسة.
حمحمت شهيرة وأردفت لما جاءت من أجله:
_ معلش يا أم يوسف إني جاية بدري كدا، بس كنت جاية أخد أطقم الزينة أنتِ عارفة إن الفرح بكرة ولازم أروح أفرشهم دلوقتي، لأن مش هكون فاضية طول اليوم أنتِ عارفة الحنة ومشاغلها
ابتسمت لها ميمي وقالت بحرج شديد:
_ أنا اللي آسفة والله إني اتاخرت عليكي بس شغل الزينة بياخد وقت عن الأطقم العادية، ثواني وهجيبهملك
باختصار رددت:
_ خدي راحتك يا حبيبتي
نهضت ميمي وابتعدت عنهم لكي تحضر لها الملائات التي قامت بصنعهم لإبنتها، بينما وجهت شهيرة حديثها إلى لينة قائلة:
_ متتأخريش النهاردة عن الحنة، أنتِ بالذات لازم تيجي بدري ترقصي مع أختك هدى
تفاجئت لينة بإفصاح شهيرة بذلك أمام يوسف، وجهت بصرها نحوه ثم نكست رأسها بخجل شديد، بينما حمحم يوسف بحرج واستاذن منهما قائلاً:
_ عن إذنك يا أم بلال، صحيح هو فين؟
التفت برأسها إليه وأجابته بتلقائية:
_ تحت مستنيني في العربية عشان يوصلني شقة أخته
أماء لها بتفهم ثم انسحب إلى الخارج في هدوء، حينذاك استطاعت لينة رفع رأسها بعد أن تأكدت من مغادرته، زفرت أنفاسها براحة وتناولت بعض الأحاديث مع السيدة شهيرة التي لا تتوقف عن الحديث إذا بدأته.
في الأسفل، طرق يوسف بيده على نافذة السيارة حين لم ينتبه له بلال فجذب انتباهه، ترجل من السيارة واستند بظهره علي بابها وأردف:
_ على فين؟
أجابه مستاءً:
_ على معرض أبوك يا ظريف
أماء له بلال بتفهم واسترسل:
_ أنا يدوب أروح المعرض أقفل حسابات الأسبوع دا، وأروح أشوف الراجل خلص لي البدلة ولا لأ، طبعاً أنت معايا
حرك يوسف رأسه بتأكيد:
_ أكيد، يلا سلام عشان ألحق أقفل الحسابات أنا كمان، مش عارف أبوك غاوي يمرمطنا ليه، ما يجيب ناس فاهمة تقفله حساباته
أخبره بلال عن وجهة نظر أبيه بقوله:
_ مشكلته إنه مبيثقش في حد بسهولة، دا أنا حتى سمعت إنه هيفتح معرض تالت ومأجل الموضوع على لما يشوف حد ثقة يقف فيه
لم يعقب يوسف على ما أخبره عنه بلال، بل حلق في سماء خياله بعيداً، تعجب بلال من شروده وأشار إليه بيده لكي يجذب انتباهه إليه مردداً بغرابة من أمره:
_ بتفكر في إيه يابني؟
قطع عليه بلال حبال أفكاره بسؤاله، بينما رد عليه يوسف مختصراً وهو يربت على كتفه:
_ هقولك بعدين، سلام
تركه واقفاً بمفرده واستقل إحدى السيارات الفاخرة وتحرك بها بعيداً عن المنطقة حتى اختفى طيفه تماماً، استدار بلال ورفع رأسه إلى الأعلى رامقاً تلك البناية وهتف بحنق:
_ ما يلا بقى، عارفك لما تفتحي في الكلام مش هتخلصي النهاردة
سحب هاتفه من جيب بنطاله وهاتفها، كان ينتظر إجابتها بفروغ صبر حتى تفاجئ بظهور من سكنت فؤاده على مقربة منه، خفق قلبه بشدة، لم تفشل مرة في سلب عقله وتهيج نبضانه كأنه يراها للمرة الأولى.
أنتبه إلى صوت والدته الصادر من الهاتف:
_ يا بلال، خلاص نازلة أهو يا حبيبي
أسرع بلال في لحاقها بقوله:
_ لا لا خليكي، بقولك في بنت طالعة عندكم دلوقتي اعزميها على فرح هدى
قطبت جبينها بغرابة وعدم فهم، لم تستطيع سؤاله بعناية عن هوية الفتاة ومن أين يعرفها ولماذا تقوم بدعوتها كما طلب منها.
أغلقت الهاتف أثناء مجيء إيمان، التي رحبت بها ميمي وكذلك لينة، ثم قامت ميمي بتعريف هوية إيمان للسيدة شهيرة حيث أردفت:
_ دي إيمان بنت أخويا، ودي شهيرة جارتي من زمان
تصافحن وبادرت إيمان بالترحيب:
_ أهلاً بحضرتك
بادلتها شهيرة إبتسامة عريضة وردت علي لطفها:
_ أهلاً بيكي يا حبيبتي، اللهم صل على النبي قمر ١٤
تفحصتها شهيرة جيداً، ثم وجهت حديثها إلى ميمي ولازالت تحدج إيمان بنظراتها:
_ خليها تيجي معاكي الحنة والفرح يا ميمي
تدخلت إيمان قائلة:
_ ألف مبروك بس حنة وفرح مين؟
أجابتها شهيرة موضحة:
_ بنتي، هدى بنتي حنتها النهاردة وبكرة بإذن الله الفرح، هستناكي يا قمراية تيجي مع عمتك، يلا فاتتكم العافية
ردت ميمي عليها بلطف:
_ الله يعافيكي
تابعتها إلى الخارج ثم ودعتها وأغلقت الباب، عادت إلى الفتيات وتبادلن المزاح بينما هبطت شهيرة الأدراج وأسئلتها تزداد فضولاً كلما تخطت درجة من السُلم وعزمت على معرفة الأمر كاملاً.
انتبه بلال لوالدته فور ظهورها أمام مدخل البناية، أسرع نحوها وأنهال عليها بعشرات من الأسئلة:
_ ها شوفتيها؟ قولتلها تيجي ولا قعدتي تتكلمي ونسيتي؟ ها يا ماما عملتي إيه؟
استنشقت بعض الهواء لكي تضبط من أنفاسها اللاهثة وأردفت بهجوم:
_ اصبر عليا، أخد نفسي الأول
هدأ بلال من لهفته قليلاً وساعد والدته على ركوب السيارة، التفت إليها في انتظار إجابتها على أسئلته، تعجبت هي من حالته تلك، فلم يكن ملهوفاً كهذا من قبل، عقدت ما بين حاجبيها وسألته بفضول أمومي:
_ مين دي واشمعنا عايزني أعزمها؟
طالعها بلال بأعين جاحظة غير مصدق ما استشفه من وراء كلامها وردد بتجهم:
_ يعني أنتِ معزميتهاش؟!
رفعت شهيرة حاجبيها ونظرت أمامها لتجيبه بنبرة متهكمة:
_ عزمتها، عزمتها
عادت بأنظارها إليه ثم تابعت:
_ على الحنة والفرح
تفاجئت بتلك الإبتسامة التي غزت شفتي بلال ثم حاول إخفائها بعضه على شفتيه السفلى وهو يطالع الخارج أمامه، فقطعت عليه لحظته بقولها:
_ للدرجة دي واقع؟
اختفت إبتسامته فور تلقيه سؤالها، حمحم بحرج وأردف محاولًا الهروب منها وهو يطالعها بذهول:
_ واقع! البنت قريبة يوسف وتهمه فأنا حبيت نعزمها بس مش أكتر
مالت شهيرة بجسدها بالقرب منه وبنبرة مريبة تعجب لها بلال هدرت:
_ بقا هي تهم يوسف قولتلي، طيب وهو مش ناوي يخطبها على كدا
دهشت شهيرة بسرعة رد بلال بلهجته الرافضة لاقتراحها:
_ لأ مفيش خطوبة ولا الكلام دا
رفعت حاجبيها الأيسر ولم تستطيع منع ابتسامتها التي حاولت جاهدة إخفائها وسألته لتتاكد من حدسها:
_ مش بتقول يابني إنها تهمه، يعني أكيد هيخطبها
تنهد بلال على الرغم من اختناقه لمجرد التخيل في ذلك وأوضح لها حقيقة ما تجهله:
_ تهمه زي أخته كدا، زيها زي لينة بيعتبرهم اخواته
هزت رأسها بتفهم ورددت:
_ آه كدا فهمت، يلا ربنا يبعت لها عدلها قريب
حافظ بلال على هدوئه لكنه لم يمنع شفتيه من الترديد بنبرة خافتة:
_ آمين
أسرعت شهيرة في النظر إلى الخارج لكي لا يرى ابتسامتها التي تشكلت حين آمن على دعائها، حمحمت ثم صاحت به متزمجرة:
_ طيب يلا عشان نلحق نروح شقة أختك ونرجع قبل ما الست بتاعت الحنة تيجي
أماء لها بقبول ثم دعس على محرك السيارة وابتعد عن المنطقة قاصدين منزل العروس.
***
في منزل السيدة ميمي التي تركت الفتاتان بمفردهن لتحضر الطعام قبل أن يحين موعد ذهابهم إلى حفل الحناء.
ولجت لينة غرفتها ورافقتها إيمان مستمعة لما تريد فعله في الغرفة:
_ عايزة أغير اللون، أوضة ولادي خالص، عايزة أدهنها أوف وايت وأدهن الأوضة بينك وأجيب مرايا اللي فيها لمبات كتيرة، آه وعايزة أحط في الزاوية دي مرجيحة من اللي بتكون نازلة من السقف وجنبها أرفف أحط عليها كل الروايات والكتب اللي قرأتها، ها إيه رأيك؟
تقدمت إيمان من الفراش وجلست أعلاه، وجهت نظريها إلى لينة التي تنتظر إجابتها بحماس، فلم تستيطع إيمان مجراة حماسها وأردفت ببرود:
_ بس كل دا مكلف جداً، هتعمليه إزاي؟
زمت لينة شفتيها بإحباط قد عصف بها، تقدمت هي الأخرى واعتلت الفراش بجوار إيمان وقالت بقلة حيلة:
_ مش عارفة، بفكر أقترح على يوسف أفكاري و...
قاطعتها إيمان بحدة:
_ معتقدش إن دي فكرة كويسة يا لينة، يعني يوسف في الوقت دا المفروض يجهز شقته اللي هيتجوز فيها والكلام دا كله مش وقته خالص
قطبت لينة جبينها بغرابة فلم تستوعب حديثها ورددت بعدم فهم:
_ شقة إيه اللي يجهزها مش لما يشوف عروسة الأول!!
"ولو، يمكن العروسة موجودة والطلبات دي اللي منعاه ياخد خطوة عشان خايف ميقدرش يفتح بيتين"
هتفت بهم إيمان موحية إليها برسالة متمنية أن تكون قد فهمت مضمونها، تنهدت ثم تسائلت دون استحياء:
_ مش جايز برده ولا إيه؟
طالعت لينة الفراغ أمامها وهزت رأسها دون اقتناع مما تحدثن به وتمتمت بنبرة خافتة:
_ جايز...
نهضت إيمان مبتعدة عن الفراش وأردفت موضحة:
_ هروح أشوف عمتو لو محتاجة حاجة أساعدها، تعالي لو حابة
رمقتها لينة لبرهة ثم اعترضت بلطف:
_ لا أنا هجهز حاجتي عشان ورايا دروس
أماءت لها إيمان بتفهم ثم خرجت من الغرفة موصدة الباب خلفها وذهبت إلى عمتها لربما تكون بحاجة إليها بينما جلست لينة تفكر في كلمات إيمان وقد شعرت بالإختناق يتملك منها رويداً رويداً كلما تصورت أنها السبب في عدم سير حياة يوسف كما ينبغي وعزمت على التأكد منه حتى يطمئن جوفها.
***
ارتفع رنين الهاتف معلناً أنه قد حان الوقت المطلوب التي قام بضبطه يوسف، أغلق الهاتف ونظر إلى ساعة الحائط ليتأكد من تمام الساعة الثانية ظهراً ثم عاد ليجمع تلك الملفات المبعثرة أمامه على المكتب سريعاً وخرج منه بعد أن التقط مفتاح سيارته وهاتفه الجوال.
هبط السُلم مهرولاً إلى الخارج ثم استقل سيارته وانطلق بها عائداً إلى منطقته، وصل بعد دقائق بسيطة فمكان عمله يبعدها بمسافة قريبة، صف السيارة أسفل منزله ثم قام بعمل مكالمة هاتفية.
آتاه صوتها الرقيق من الطرف الآخر:
_ يوسف..
رد عليها بصوته الأجش:
_ أنا تحت يلا انزلي عشان أوصلك دروسك
تذمرت لينة في قولها:
_ يا يوسف مفيش مرة تنسى وتسيبني أروح لوحدي، صحابي كلهم بيروحوا كل مكان لوحدهم، اشمعنا أنا؟
أجابها دون تفكير:
_ ربنا ابتلاكي بيا هنعمل إيه بقى، استحمليني لحد ما الأجل يـ...
قاطعتها مستنكرة كلماته التي لم تتحمل سماعها:
_ بعد الشر عليك متقولش كدا تاني، ربنا يخليك لي...
توقفت عن الحديث مانعة لسانها من إكمال ما لم تنهيه خشية أن يتم فهمه بسوء فأوضحت قائلة:
_ لينا، كلنا
بنبرة لا تتحمل النقاش أمرها:
_ طيب يلا انزلي
مر ما يقرب الخمس دقائق حتى ظهرت لينة أمام مرأى عينيه، ركبت بجواره بهدوء دون أن تتناقش معه في أمراً فهذا ليس المعتاد، التفت يوسف برأسه ونظر إليها بعد أن قطع مسافة ليست بقصيرة متعجباً من صمتها:
_ مش معقول مفيش رغي النهاردة؟!
تنهدت لينة فتابع هو ممازحاً:
_ للدرجة دي الموضوع كبير؟
طالعته بلهفة وسألته بتوجس:
_ عرفت منين؟
قطب يوسف جبينه، فهو لم يقصد ما أصاب، فقط كان يمازحها، حمحم وأردف موضحاً:
_ معرفش حاجة، أنا بهزر معاكي، بس الظاهر إن فيه حاجة فعلاً؟
طالعت لينة الطريق أمامها بضيق لعدم قدرتها على السيطرة على لسانها، تأففت بخفوت لكي لا يسمعها يوسف، انتبهت على سؤاله الذي يحثها على البوح بما تخفيه:
_ ها، فيه إيه؟
ابتلعت ريقها وتحلت بالشجاعة قدر المستطاع، التفتت إليه وهي تعض على شفاها السفلى بحرج شديد ثم ألقت بسؤالها في الوسط قبل أن تتراجع:
_ أنت ليه مش متجوز لغاية دلوقتي؟
تعجب يوسف كثيراً من سؤالها ولم يستطيع مواصلة القيادة دون أن ينظر إليها ليستعلم عن سبب سؤالها المريب، صف السيارة جانباً واعتدل في جلسته حيث يكون مقابلها واسترسل مستفسراً:
_ إيه السؤال الغريب دا؟
تنهدت بقوة قبل تعيد سؤالها بحزم:
_ جاوبني الأول، ليه متجوزتش لغاية دلوقتي؟
قلب يوسف عينيه لعدم إتيانه بإجابه تريح فضولها، زفر أنفاسه بصوت مسموع ونظر إلى الخارج يفكر في سبب ما لربما يحصل على إجابة لسؤالها، كانت تطالعه لينة بفروغ صبر، تنتظر إجابته حتى تريح عقلها من فرط التفكير.
انتبهت له حين هتف بعدم توازن في حديثه:
_ مش عارف، هو ليه الإنسان ممكن ميتجوزش، يمكن لأنه مفكرش في كدا قبل كدا؟
رفعت لينة حاجبيها بعدم رضاء لتلك الإجابة الناقصة ورددت دون تصديق:
_ هو فيه حد مش بيفكر في الجواز، أو مثلاً خطط مأجلها بعد ما يتجوز، أفكار مجنونة سايبها عشان ينفذها مع شريك حياته؟ فيه حاجات كدا مينفعش تتعمل في الوقت دا أو لوحدنا، لازم تتعمل مع شريك! إزاي مفكرتش على الأقل مرة في الجواز؟!
حاول التفكير بصوت عالٍ لعله يصل إلى نقطة ترضيها:
_ بجد مش عارف، مفكرتش قبل كدا، يمكن لأن مفيش وقت عندي، يومي كله مشغول
نكست لينة رأسها بحزن جلي، وانعكست تعابيرها إلى الخذي وتمتمت بنبرة بحزن مصحوب بالخجل:
_ مشغول بيا، مشغول بدراستي ودروسي، ومشاكلي وكل حاجة تخصني، أنا السبب يا يوسف..
استنكر يوسف ظنونها حتى وإن كانت صحيحة لكنه لم يشعر بالملل يوماً، إنه يفعل ذلك بكل حب وصدق، أسرع في الرد عليها موضحاً:
_ وإيه يعني لو مشغول بيكي؟ حد قالك إني مضايق؟ أنا الكبير يعني المسؤول عنك وعن زياد حتى ميمي مسؤول عنها لأني الراجل، الرسول صل الله عليه وسلم قال "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
يعني دا دوري مش مفروض عليا، ثم مين قالك إنك السبب؟ أنا حلمي لسه موصلتلوش، وبسعى عشان أوصل له، ولغاية ما أوصله مش هفكر أبدا في الجواز، وبطلي تلومي نفسك وتفكري كدا تاني عشان المرة الجاية هزعل بجد، تمام؟!
أماءت له ورددت بحياء:
_ تمام
كاد أن يعيد تشغيل السيارة إلا أنه توقف وعاد إليها ليسألها مستفسراً:
_ أنتِ ليه سألتيني السؤال دا؟
إلتوت شفتيها للجانب فهي تخجل إخباره، وكان هو يعلم ما وراء ذلك التصرف فقال:
_ ممم، شكل كدا فيه حوار ويارب ميطلعش اللي في بالي..
ترددت كثيراً في إخباره عن الحقيقة، لم يكن هناك مفر فيوسف لن يتراجع قبل أن يلم بالأمر كاملاً، حمحمت وهتفت:
_ إيمان..
قاطعها يوسف هاتفاً بحنق:
_ إيمان، كنت متأكد
عاد بنظريه إليها وأردف بعبوس قد تشكل على تعابيره:
_ ها، كملي مالها ست إيمان
قصت عليه لينة ما دار بينهما وأنهت حديثها قائلة:
_ بس فحبيت أسألك أتأكد منك وكدا
هز يوسف رأسه بتفهم وبغيظ واضح في أسلوبه وأردف من بين أسنانه:
_ قولي لها هـ ولا أقولك سبيها مفاجأة
عقدت لينة ما بين حاجبيها عفوياً حين لم تفهم ما وراء حديثه وسألته بفضول أنثوي:
_ مفاجأة إيه؟
أجابها وهو يتحرك بالسيارة:
_ بعدين هتعرفي..
انطلق بها إلى المكان المقصود الوصول إليه، التزم كليهما الصمت إلى أن وصلا إلى هناك.
***
حل المساء وكان يوسف برفقة بلال، مرت خمس دقائق على اختفائه خلف الستار ثم ظهر بعد أن ارتدى حِلته السوداء التي لاقت به، كانت متناسقة مع جسده الرفيع وطوله اليافع.
نهض يوسف عن مقعده وأصدر صفيراً عالياً مبدياً إعجابه بمظهر صديقه، اقترب منه بلال ليتفحص ذاته في المرآة المجاورة ليوسف الذي هلل بإعجاب:
_ مظبوطة عليك بالملي، بس قولي إيه المنظر اللي أنا شايفه دا، أومال لو مكنتش بتروح جيم؟
رمقه بلال من خلال المرآة، وكأنه أصاب فيما يشغل تفكيره، استدار بجسده إليه وردد:
_ يا أخي والله أنا نفسي أعرف ليه، المدة تقريباً زيك وشوف أنت شكلك إيه..
أشار بلال بيديه إلى جسده وتابع بإسيتاء:
_ وأنا شكلي إيه؟
أسرع يوسف بوضع كفه أمام عيني بلال هاتفاً بتوجس:
_ خمسة خمسة، أهدى كدا أنا مش ناقص
رفع بلال طرف شفتيه للأعلى مبدي استيائه منه وقال بحنق:
_ أنا برده عايز أفهم ليه؟
فكر يوسف لبضعة دقائق ولم يصل إلا لإجابة دون غيرها:
_ ما يمكن بتلعب غلط
قطب بلال جبينه بغرابة وسأله مستفسراً:
_ غلط إزاي، أنا بعمل اللي كابتن بيعمله بالحرف
بادر يوسف في توضيح ما يقصده بقوله:
_ لا أقصد يعني في نوع الرياضة ممكن تكون مش زيي
عقد الآخر حاجبيه وتمتم ببلاهة:
_ هي أنواع؟!
ضرب يوسف وجهه براحة يده، ثم وضعها على كتف صديقه وأردف:
_ اللي وداك جيم ظلمك، خلص يلا عشان نمشي
تركه يوسف واقفاً مكانه وتحرك مبتعداً عنه، بينما عاد بلال لغرفة تبديل الثياب ليخلع عنه حِلته ويرتدي ثيابه ثم يعودان إلى حيث جاءا.
***
في المنزل المُقام به حفل الحِناء، صعدت أدراجه لينة بعد أن أنهت جميع دروسها برفقة إيمان الصامتة كعادتها، تتبعهم السيدة ميمي بخطوات متهملة عكس خطواتهم المليئة بالحيوية.
وصلا إلى الطابق الكائن به الحفلة، ثم طرقت لينة باب الشقة فأتاها الترحيب بعد لحظات من قِبل السيدة شهيرة، قبلتها من وجنتيها للمرة الرابعة ثم فعلت التصرف ذاته مع إيمان وميمي.
رفعت لينة يدها ومسحت على وجنتيها بتقزز، فهي تكره تلك القبلات التي تترك أثر لُعاب البعض على وجهها، أعادت وضع يدها إلى جانبها حين رأت هطول شقيقة بلال الكُبرى، شكلت إبتسامة على محياها ورحبت بها وكذلك فعلت هي ثم لاحظت لينة اهتمامها البالغ بإيمان وخصيصاً حين تأكدت من إسمها وكأنها كانت في انتظارها.
جلسن ثلاثتهن على مقربة من الحفل الذي بدأ للتو، كانت الفتيات والنساء يملئن المكان، لم يكن هناك أنش في الردهة تستطيع إحداهن الوقوف به من كثرة الحاضرات.
اقتربت الأخت الكبرى لبلال من لينة ودعتها للرقص بقولها:
_ تعالي يا لينة، دا إحنا مستنينك من بدري
شعرت لينة بالخجل فشجعتها ميمي على النهوض فلم تعترض ونهضت في هدوء، لكنها تفاجئت بدعوتها لإيمان هي الأخرة للرقص، لكنها بادرت بالرفض فور تلقيها الدعوة موضحة:
_ لا لا معلش اعذريني، مش بعرف ومليش في الجو دا خالص
صممت الآخرى على اصطحابها لكنها بقدر ما صممت تلقت رفض واضح من إيمان، تدخلت شهيرة لتنهي الأمر فأردفت:
_ خلاص يا هدير سبيها على راحتها، يمكن تاخد على الجو دلوقتي وتقوم من نفسها
أماءت هدير برأسها ثم توجهت نحو الدائرة التي شكلنها الفتيات حول العروس، ودفعت لينة بداخل تلك الدائرة مشجعة إياها:
_ يلا يا لولو
تفاجئت لينة بهتاف الأخريات مشجعين إياها فلم تطيل هي في خجلها وبدأت بالفعل تتمايل حتى استحثت الإعجاب في نظرات الواقفات، كما كانوا يدعون بعضهن البعض للمجيء ومشاهدة تلك الرقصة المثيرة للإعجاب.
لم تكف لينة عن الرقص فكانت جديرة بفعل ما يبهر الجميع، على جانب آخر اقتربت شهيرة من السيدة ميمي ورحبت بها مرة أخرى ثم انتقت كلماتها بعناية حتى لا تفهم ميمي شيء:
_ بنت أخوكي باينها هادية أوي
هتفت ميمي مؤكدة:
_ أيوة هي فعلاً كدا، البنت الوحيدة ومنطوية مع نفسها يعني بعد ما خلصت جامعتها مبقتش تخرج من البيت غير ليا أنا وبس
شكلت شهيرة إبتسامة على محياها واسترسلت متسائلة:
_ مش مخطوبة؟ أصل مش شايفة في إيديها دبلة
زمت ميمي شفتيها مستاءة ورددت بحزن وهي تتذكر المرات التي حاولت بها إقناع يوسف بخطبتها:
_ بيجيلها كتير والله يا شهيرة وبترفض كله، ربنا يبعت لها نصيبها يارب
آمنت شهيرة على دعائها وهي بالكاد تخفي ابتسامتها:
_ آمين يارب آمين
استأذنت منها وابتعدت عنها لترحب بالحضور جميعاً، بينما انشغلت ميمي في مشاهدة لينة وابتسامتها لم تختفي قط على تصرفاتها العفوية، وكانت تتناول بعض الأحاديث من حين لآخر مع إيمان.
انتهت الحفلة في وقت متأخر فاستأذنت ميمي ومن معها في الذهاب، شكرتهم شهيرة على الحضور ثم انحنت على أذن ميمي وهمست لها:
_ استني يا ميمي لما أجيب لك تمن المفارش
أسرعت ميمي بالرفض بذوق:
_ خليهم الوقتي يا حبيبتي، أنا مش مستعجلة عليهم، أنتوا في أيام محتاجين فيها كل جنيه
ردت عليها شهيرة ممتنة لذوقها البالغ:
_ الخير كتير يا ميمي الحمدلله ودا حقك ولازم تاخديه، استني هرجع على طول
أولاتها شهيرة ظهرها وأدلفت بخطاها نحو غرفة نومها، التقطت مطوية ورقية من أحد الأدراج ثم عادت بها إلى ميمي التي دعت لها بالبركة وإتمام الزيجة ثم غادرت.
تحدثت إيمان فور وصولهم إلى الطريق:
_ أنا هروح بقى يا عمتو عشان الوقت أتأخر وبابا رن عليا
أبدت ميمي رفضها بلهفة:
_ لا لا استنى بس نشوف يوسف فين يروحك، متمشيش متأخر كدا لوحدك
كادت إيمان أن تعترض إلا أن ميمي تدخلت بإصرار:
_ مش هسيبك تمشي لوحدك
صعدن الأدراج معاً إلى أن وصلا إلى الشقة، فتحت ميمي الباب وولجت للمنزل، تابعتها إيمان ولينة التي عقدت ما بين حاجبيها بغرابة حين وقع بصرها على مصباح غرفتها المنير.
اتجهت بخطاها ناحية غرفتها وهي تتسائل بغرابة:
_ مين اللي منور أوضتي؟
أصدرت صرخة قوية حين وقفت أمام باب غرفتها فهرولن الأخريات إليها مذعورات، اتسعت حدقتي إيمان وطالعت الداخل بصدمة جلية حلت على وجهها حين رأت...
#يتبع..
ها تفتكروا لينا صرخت ليه؟
وإيمان شافت ايه؟
مستنية رأيكم وتحاليلكم وريفيوهاتكم ♥️
•تابع الفصل التالي "رواية حرر هواك فالحب بات معلنا" اضغط على اسم الرواية