رواية لا تقولي لأ الفصل السابع 7 - بقلم زينب سمير
7..
تاني يوم كان أجازة، يوم من غير كاميليا أخيرًا، دخل كاران المكان اللي متفق يقابل فيه أصحابه، كعادته متأخر ووصلوا قبله
سلم عليهم وهو بيقعد، وجواه بيعد واحد.. أتنين.. تلاتة
صوت لينا بعصبية- ممكن أعرف أية تفسير اللي حصل أمبارح دا؟
ضحك جواه، حافظها.. عارفها يمكن أكتر ما تعرف نفسها
هز كتفه بجهل وبلا مبالاة- حصل اية؟ أنتي اللي بتأفوري يالينا
شاورت على نفسها وبإستهجان- أنا؟ ولا أنت اللي كنت هتاكلنا أمبارح بسبب السـت كاميليا
- متكبريش الموضوع يابيبي، يعني أنتي مش عرفاني لما أكون متعصب بتصرف أزاي!
تدخل شارف أخيرًا- أيوة أحنا بنتكلم على دا، أنت لية تتعصب علشانها؟ كاميليا!
- دماغكم متروحش لبعيد.. أوك؟ كل الحكاية إن حبة شفقة
شاور بصباعه على كمية صغيرة جدًا.. جدًا
وكمل- صعبت عليا شوية، لكن متقلقوش راحوا لحالهم
بصتله لينا برفعة حاجب و- متأكد؟
- لأقصى حد، أطلبي أي إثبات
- هنكمل زي ما أحنا.. هتدوبها فيك.. وهتلسعها أنت بنفسك.. سامع؟
شرد للحظة قبل ما يبتسم وهو بيتخيل لحظة إنهيارها بين إيديه، ملامح صدمتها، وإستمتاع ظهر في عيونه
- سامع.. دي اللحظة اللي أنا مستنيها
كملت لينا بجدية- وخلي بالك دي أخر مرة هنعمل حاجة من النوع دا
بصولها بدهشـة ففسرت- مش هتوقع أي بنت تانية في حبك..
غمزلها بمرح و- لية؟ بتغيري عليا؟
قالها وهو بيشاور لحد يقرب ياخد طلباته، ملمحش ملامحها اللي جمدت، ونظرات شارف اللي بادلها بينهم بحيرة
رجع يبصلها تاني و- كل لعبة بتبقى محتاجة خطة خاصة بيها
وقفت وقربت منه مالت عليه وهو بيرجع بضهره لورا لحد ما لزق في ضهر الكرسي، عيونهم أتعلقت ببعض للحظات طويلة و- اللي عندي قولته، دي أخر مرة هتقرب من أي بنت ياكاران..
سـاد بينهم صمت للحظات وشارف بيبصلهم.. وبس
لحد ما ضحك هو وبيتعدل في قعدته وهي بعدت عنه
- اللي أنتِ عايزاه طبعًا ياملكة، أنتِ عارفة إني عملت وهعمل اللي أنتِ دايمًا عايزاه
قعدت على كرسي جنبه فبصلها ومسد على شعرها بحنان
وقف شارف وبمرح- أنا عندي أستعداد أخد مكانك طبعًا، حد يقول للبنات لا؟ لو عايز حالًا تسيب الدفـة وأستلمها، أكمل أنا مع كاميليا
نفى و- لا، سيبهالي أنا
بصوله بشـك فوضح- مش بعد ما عديت كل الشوط دا نغير خطتنا، ممكن تشك!
هزوا راسهم و- هنعمل أية دلوقتي؟
- محتاجين نستنى، نكمل زي ما أحنا ونستنى لحد ما نختار اللحظة المناسبة
****
تاني يوم، كان قاعد وسط أصحابه في الفصل بيسمع لكلامهم بملل وماسك ورقة في إيده بلعب بيها بشرود، لحد ما أتفتح الباب وطلت كاميليا، بإدفاع وقف عن كرسيه وقرب منها، قعدت على كرسيها وهو جنبها
- فكرتك مش جاية، كان باين عليكِ التعب أخر مرة
كتبت- بقيت كويسة
أبتسم براحة، لفت للينا وشارف وأبتسمتلهم وهى بتحيّيهم، لينا غيرت ملامحها اللي كانت بتبصلها بنظرات نارية لملامح لطيفة و- شيفاكِ أحسن، متعرفيش قلقت عليكِ قد أية
أبتسمت كاميليا بعرفان، ورجعت تبص لكاران اللي قال- مكملناش باقي أمنياتك بسبب اللي حصل، أية اللي حابة تعمليه بعد الملاهي؟
بينما هو بيعرض عليها بإهتمام، بيوضحلها قد أية هو مهتم باللي عايزاه، فاكرها، بيحاول يبسطها، كان مستنيها وهما وراه تقول، علشان يفكروا علطول أزاي يضيفولها الآذى في الأمنية دي كمان
هزت هي راسها بنفي و- معنديش فكرة
بصت وراها للينا وببسمة خفيفة كتبت- ممكن نمشي اليوم على مزاج لينا!
بصتلها لينا بتفاجئ قبل ما يقول كاران وشارف في صوت واحد- أحنا عارفين لينا بتحب أية
نفت بصباعها وكتبت- يوم خاص بينا، بنات وبس
بصوا لبعض بحيرة وبصوا للينا، هتعرف تعيش يوم كامل مع كاميليا من غير تهور؟ من غيرهم؟
لأول مرة هتكون لوحدها مع أي حد غيرهم، هي كانت مكتفية بيهم على الأخر
وهزت راسها بموافقة، دخل المدرس في اللحظة دي فكل واحد خد مكانه..
بعد المدرسة، وقفوا كلهم في الجراج، كاران- أوصلكم طيب؟
لينا- معايا عربيتي
بص كاران لكاميليا و- لو حصل حاجة أو أحتجتي حاجة كلميني
بصعوبة حافظت لينا على ملامحها الهادية، بتحاول تصبر نفسها إن كاران بيعمل كدا علشان يسبك الدور.. إنه مهتم بكاميليا وتحس بـ دا
أبتسمت وهي بتفتح لكاميليا الباب و- متقلقش على البرينسس هي في إيد أمينة
وهو عارف إنها أبعد ما يكون عن إنها تكون في إيد أمينة!
ودا يمكن اللي قالقه!
لفت لينا علشان تركب مسكها من دراعها، قرب يهمس في ودنها بتحذير- لينا متتهوريش
ربتت على كتفه و- متقلقش
وبعدت وهي بتبتسم بخفة وتركب ويمشوا، فضل هو باصص للعربية وهي بتمشي بنوع من القلق
قرب شارف و- متقلقش لينا مش هتتهور.. مش هتبوظ خطتها يعني!
- عارف..
لكن.. هل هو قلقان إن الخطة تبوظ؟
ولا قلقان علشان حاجة تانية؟ مش عارفها!
وخايف حتى يفكر يعرفها!
****
في عربية لينا،
- تحبي تروحي فين؟ في مكان حلو أوي بناكل فيه انا وكاران وشـ..
قاطعتها وهي بتكتب- خليها خروجة بناتية، كإننا أتنين أصحاب بيقضوا يومهم سـوا، اية رأيك نروح بيوتي سنتر؟ نغير لوك شعرنا..
هزت لينا راسها وبدأ الحماس يـدب فيها، حبت الفكرة!
- تمام أوي، هوديكِ بيوتي بتعامل معاه تحفة
أبتسمت كاميليا، وصلوا وبدأ الوقت يعدي، لينا أندمجت، من زمان مدخلتش المكان دا مع حد، ممكن مامتها لو عندهم حفلة ومهتمة أن لينا تظهر في أحسن صورة، غير كدا لا..
مفيش حد شاركته اللحظات دي، حتى كاران وشارف، مش هتجيبهم مكان زي دا مثلًا!
بعدت عيونها عن المرايا وبصت لكاميليا تهز راسها بإناقة و- أية رأيك؟ حلو اللون؟
هزت كاميليا راسها، غيرت لون شعرها لـ بني فاتح، كان مناسب مع بشرتها البيضة الشاحبة، لاق ليها جدًا
كاميليا يادوب غيرت تسريحتها، موجت خصلات شعرها
قالت لينا بصدق- أنتِ كمان شكلك بقى حلو أوي
وقفت لينا ومـدت إيدها لكاميليا و- يلا؟
خرجوا من البيوتي و- تعالي ندخل المحل دا عنده كوليكشن تحفة
دخلوا سـوا بدأت تدور بين الهدوم وتنقي وتاخد رأي كاميليا، شافت فستان فقربت منه و- حلو دا أقيسه؟
هزت كاميليا راسها بنفي وكتبت- مش هيليق على لون بشرتك
ضحكت لينا بعدم تصديق و- مش قادرة أصدق إني مع حد بيعطي أراء عدلة أخيرًا، عارفة كاران وشارف بيجوا معايا وأنا بختار هدومي لكن مبخرجش منهم بعقد نافعة، كله حلو وتحفة..
قضوا وقت طويل في التسويق، اخيرًا بعد تعب قعدوا في كافتيريا بإنهاك و- مش قادرة بقالي كتير ملفيتش كدا، أنا بقالي فوق السنتين بطلب هدومي آون لاين وبخلي بنات تجيلي البيت تعملي شعري علشان بكسل أطلع
أو مكنش معاها حد يطلع معاها!
وكانت مبتحبش تخرج لوحدها، بتزعل لما تكون هناك ويدخل أتنين أصحاب.. أول مجموعة
بعيون لامعة- أنا تعبانة لكن مبسوطة
رن فونها في اللحظة دي.. - كاران مش هتصدق اللي حصل أنا..
وصلها صوته المتعصب- كاميليا فين يالينا؟ عملتي فيها حاجة؟ ومبترديش على فونك لية كل دا؟
بصدق قالت- كان سايلنت وأحنا كنا مشغولين
- لينا!
- كاران متقلقش كله تمام..
- مخربتيش الدنيا يعني؟
- لا
هز راسه بتمام و- انتوا فين دلوقتي.. تمام أحنا قريبين منكوا هنيجي انا وشارف
قفلت وبصت لكاميليا ببسمة خفيفة و- شكله أشتاقلك..
أبتسمت كاميليا بخجل، بصعوبة ولأن مودها حلو مفكرتش تفكر في أي شئ ينغص عليها تفكيرها، كاران قلقان علشان حاجة واحدة بس
خاف عليها تتهور كعادتها وتخرب الدنيا
وبس..
بعد شوية دخل كاران وشارف ليهم، رفعوا إيدهم يشاورلهم، قربوا عليهم، تنهيدة راحة خرجت من كاران لما شافهم، قعد على كرسي جنبها وشارف جنب لينا
بصتلهم لينا وبحماس- اليوم كان حلو أوي، أخيرًا لقيت حد بيفهم أخده معايا وأنا بشتري هدوم وكمان روحنا بيوتي و..
قاطعها صوت كاران وهو بيبص لكاميليا بإعجاب و- غيرتي قصة شعرك؟ لايقة عليكِ أوي
بصتله لينا بدهشـة كان باين إنه منتبهش لكلامها أو للي جد عليها، رغم إنها هي اللي واضح جدًا عليها الفرق
صوت شارف خرجها من شرودها- النيو لوك عليكِ تحفة، اللون دا جامد
أخيرًا بصلها كاران وهز راسه بإيجاب وإعجاب و- لينا علطول حلوة
بصتله كاميليا برفعة حاحب فقرب منها وبهمس خافت- بس أنتِ أحلى
مرحلة التلميح.. الحب والأعجاب من غير أعتراف
ممكن نعتبر أن دي المرحلة اللي كاميليا مفكرة إنهم عايشين فيها
وصلوا كلهم قدام بيت كاميليا لسة هتنزل قالت لينا- اليوم كان حلو أوي، هستنى نكرره
وهزت كاميليا راسها بـ أوك
****
- أنا هعترفلها بحبي
صراخ من الأتنين- بتقول أية؟
بصلهم بدهشـة و- في أية مالكم! مش شايفين إنه جـه الوقت المناسب؟ مكنتوش شايفين إنهاردة عيونها كانت بتطلع قلوب أزاي وأنا معاها وإني مدي ليها كل أهتمامي؟
لدرجة إني ملمحتش التغيير الرهيب اللي في شعر لينا ويادوب لمحت التموجات اللي في شعرها
وسعت لينا عيونها و- يعني أنت كنت ملاحظ؟
بصلها وغمز بعبث- طبعًا يابيبي وهل يُخفى القمر؟ بس بصيلها من ناحية تانية، أنا مهتم بيها وبأدق تفاصيلها لدرجة بشوف اقل تغيير فيها لأنها تهمني ومش بلاحظ أي حاجة على غيرها
ضرب شارف كف بكف وبضحكة واسعة- أنت كينج..
عدل ياقة لبسه الوهمية بغرور، ولينا أبتسمت براحة، كانت خايفة بس كل الخوف تبعثر في لحظة
دي عادته معاها، كاران أكتر شخص قادر يبث فيها الراحة
كاران- المدرسة كلها هتشوفنا مع بعض، علشان زي ما هتعيش أسعد لحظات حياتها تحت عيونهم، يكونوا شاهدين على أسـوئها
بص للينا و- زي ما انتِ عايزة بالظبط
المرة دي لينا أبتسمت.. لأن كاران لسة مصّر يحقق طلبها
لكنها بسمة ناقصة، من غير ما تفهم لية فيه سنة ضيق مالياها.. ملهاش تفسير!
لأجل أحداث اليوم؟ يمكن.. إذن الموضوع بسيط بكرة هتنسى أحداثه وهيتجدد كرهها
****
في المدرسة، لأجل أختلاف الجداول، كانت لينا وكاران في حصة مع بعض، وكاميليا وشارف في حصة.. طلعوا بدري فراحوا للمطعم الأول
قعد شارف جنبها ومعاه أكلهم هما الأتنين، كانت ماسكة قهوة بتشرب منها، سحبها منها يشرب منها بصتله وحاولت تسحبها منه لكنه بعد الكوباية عنه بهمجية من غير ما يحس يرمي كل اللي شربه والكوباية وقع منها على هدومه
- ييي أية القرف دا قهوة سادة
بصتله بقلة حيلة، هو مبيحبهاش، بس كرشه!
بص لهدومه اللي أتبهدلت بضيق و- أدي القميص أتبهدل كمان أوف
حاول ينضفه وهي مسكت مناديل وحاولت تساعده، إيد مسكتها وبعدتها عنه، كان كاران اللي سحب المنديل منها وبدأ يساعد هو شارف ببعض العنف
- أية يابني براحة خلاص خلاص هو باظ اصلًا ولازم أغيره
كاران وهو بيرمي المنديل على الترابيزة- ما كله من طمعك، وبعدين أنت عارف كاميليا بتقرف أن حد يقرب من حاجتها
- ياعم كنت بهزر
بص للقميص بضيق و- أعمل أية في النيلة دي أنا مش جايب لبس أحتياطي
كاميليا كتبت- أنا معايا واحد
راحت للدولاب الخاص بيها ورجعتلهم بعد شوية مـدت إيدها بالقميص، مسكه و- دا مش بتاعك!
كتبت- آه.. البنت أعطتهوني لما لينا قطعت بتاعي
لينا رسمت ملامح إحراج على ملامحها، هز شارف راسه بـ آه وملامح كاران ظهر فيها توتر
قبل ما يقول شارف بتعجب تاني- دا رجالي.. أستنوا كدا أنا عارف الريحة دي
قربه منه يشمه كويس و- دا بتاع كاران..
أحمرت ودان كاران بإحراج وبعد عيونه عنها اللي كانت بتبصله بمشاعر مختلطة كلها حلوة
من أول لحظة حتى لما فكرت إنه عـدو كان مهتم، كان منقذ، هو اللي بعد لينا عنها وقتها
في اللحظة دي نسيت كلامه اللي قاله بعدها، نسيت الفعل السئ بصت للجانب الإيجابي بس وأتأكدت من حاجة واحدة.. هي بتحبه!
بعدوا عن الباقيين وبدأوا يتمشـوا سـوا،
كتبت- عملت كدا لية؟
- كنتِ لسة جديدة ومتعرفيش حد علشان يساعدك وأكيد مكنش معاكي هدوم أحتياطي
- أنت مبتساعدش لله في الله كدا
وقف عن الحركة وبصلها- مكنتش حابب فكرة حد يشوفك كدا، كنت مضايق..
هز كتفه بجهل- يمكن كنت غيران؟
بصتله برفعة حاجب، ضحك و- حاجة غير متوقعة صح..
أنحنى بجسمه شوية لحد ما وصل لطولعها يهمس بخفوت وملامحه بقيت آسرة، أستخدم كل سحره علشان يعيشها اللحظة
- بس دي الحقيقة، وقتها أنا كمان مكنتش عارف إنها الحقيقة، وقتها أتصرفت من غير تفكير، وقتها كنت غيران.. كنت حاسس إنك تخصيني.. أنا عمري ما وقفت في وش لينا ولا قولتلها لا ولا منعتها تآذي حد بس عندك أنتِ قولتلها لا.. لأول مرة
كمل بشرود.. مصطنع- حاجة جوايا كانت عارفة إنك هتكوني مختلفة في حياتي، كانت عارفة إنك هتبقي مهمة،
وطلعت معاها حق.. أنا بحبك ياكاميليا
الأعتراف، تحت مرئ ومسمع الجميع، زي ما خططوا وهي مبهورة والكل بيحسدها، ومن بعيد لينا وشارف بيبصوا بإستمتاع
ضرب كفه بكفها و- هي خطوة وهتكون متدمرة
كمل شارف بإعجاب- كاران لازم يمثل، أنا من مكاني دا وصدقته
وافقته لينا بمرح
ووافقت كاميليا على حبه، وقبلت بيـه.. وبادلته!
خطة وراسمها وهي ماشية على خطاها من غير ما تحس
يتبع...
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية لا تقولي لأ" اضغط على اسم الرواية