Ads by Google X

رواية رحماء بينهم الفصل السابع 7 - بقلم علياء شعبان

الصفحة الرئيسية

 رواية رحماء بينهم الفصل السابع 7 - بقلم علياء شعبان 

(رُحماءٌ بينهم)
                             "كمثلِ الأُترُجَّةِ"
الفصل السابع
••••••••••••••••
"لقد غرست بذورها بنفسي وعلى حين غرة مني وجدت ثمرتي اليانع تزدهر أمام عيني ولا بوسعي قطفها؛ لقد نبتت في أرض غير أرضي!!".
••••••••••••••
تجمدت ملامحها المصدومة وهي تضع الثمرة الكاملة نُصب أعينها وترأرأ بعينيها بين النصفين في حالة ذهول من الشبه الغريب بينهما؟! وكأنها ثمرة حقيقية قُطعت إلى نصفين لا يمكنك التفريق بينهما، ابتلعت ريقها على مهل تحاول أن تعي ما يخالجها من مشاعر تائهة في تلك اللحظة، مشاعر مشوهة لا تصطف في صالح حالة معينة حتى!!، شعرت برغبة ملحة في البكاء مع انطلاق صرخات مدوية تم قمعها داخلها قسرًا كي تجيد دور القوية الصامدة ببراعة، وفي لحظة ضعف أصابتها فجأة صرخت صراخ هادر تقول:
-مااااااامااااااا

أخذت تشهق بأنفاس ثائرة وفاضت دموعها على وِجنتيها بغزارة ثم صاحت مُجددًا بصوت مُتحشرجٍ مخنوق:
-يااااااااا أمي!!!

حادت ببصرها عن الميداليتين ثم أطرقت برأسها في اختناق وبصوت ضعيفٍ أكملت:
-أمي!
في هذه اللحظة، دفعت "سهير" الباب مُجددًا ثم صاحت بوجه مرتعب وهي تجد "وَميض" منغمسةً في بكاء يرتفع فيه ذلك الصوت الذي ينتحب في ارتجاف:
-في أيه يا بنتي!!!

رفعت "وَميض" بصرها نحو والدتها كذلك رفعت الميداليتين أمام عينيها دون أن تنبس ببنت شفةٍ، حدقت "سهير" فيهما صدمةً وعجزت عن الكلام لدقيقة تقريبًا فوجدت الأخيرة تسأل بانفعال يهدأ مؤقتًا:
-دي نفس الميدالية بالظبط، بس اللي معايا عليها حرف الألف واللي لقيتها عليها حرف التاء!!!!

زفرت باختناق وهي تنهض من مكانها ثم تقترب بهما من والدتها وتقول بصوت مُرتخٍ حزينٍ بعد أن أبعدت الدموع عن عينيها:
-مش إنتِ يا أمي اللي عاملة الميدالية دي؟!.

أومأت "سهير" على الفور وهي تتوجس من الجملة التي تلي هزة رأسها فتباغتها "وَميض" بصوت ثابت:
-يعني أكيد فاكرة عملتي زيها لمين تاني؟!!

سهير بصوت حانق ترد دون تفكير:
-محدش.
زوت "وَميض" ما بين عينيها ثم تابعت باستغراب:
-إزاي محدش، يا أمي دي معمولة بنفس الخرز والخيط ونفس الألوان بدون تفاوت!!، الله يخليكِ ليا افتكري!.

أغمضت "سهير" عينيها ثم أطلقت زفيرًا مُتأففًا وهي تقول بعصبية حقيقية:
-أنا هفتكر حاجة حصلت من 20 سنة؟؟؟ وبعدين لقيتيها فين دي!!
همَّت أن تسحبها من بين قبضتها ولكن الأخيرة أبعدت ذراعها فورًا ثم أردفت بصوت مخنوق وهي تندفع نحو السترة ثم تلتقطها بانفعال:
-لقيتها في جيب الچاكيت دا، فاكراه؟؟
سهير تحيبها على مضض:
-اللي كُنتِ لبساه في المستشفى.

أومأت "وَميض" إيجابًا وهي تستدير نحو والدتها مرة أخرى، تنهدت بهم قبل أن تتابع بصوت مخنوق:
-ودا مالوش أي معنى عندك؟ إني الاقي نفس الميدالية اللي معايا في جيب الچاكيت اللي صحيت لقيتني لبساه في المستشفى؟ واللي أنا مش فاهمه، أنا لسه عايشة إزاي؟؟

توترت "سهير" قليلًا وهي تقول بنبرة سريعة:
-عايشة علشان لسه باقي لك عمر يا بنتي، أيه الكلام دا؟

أخرجت "وَميض" زفيرًا طويلًا ومعه تنهيدة مُستسلمة وهي تلقي بجسدها على الفراش ثم تقول بحيرة وصوت خافت يهذي بتوجس:
-أنا كنت في نص البحر جوا عربية مقفولة، صحيت لقيت نفسي في المستشفى ولسه بتنفس ومعايا راجل بيقول إنه لقاني على الشط ودا معناه إن في شخص تاني هو اللي أنقذني وأنا تحت المية وهو نفسه اللي لبسني الچاكيت دا، وليه وأنا في نص البحر بنازع الموت أشوف شخص عمر ما جه في بالي إني أشوفه ولا كُنت بفكر فيه من قبلها علشان أتخيله!!!

قامت بوضع وجهها بين كفيها ثم أكمل بطاقة أوشكت على النفاد:
-أنا شوفته في المية، كان بيقرب مني وهو خايف، أنا مُتأكدة إني مكنتش بتخيله وإنه وقتها كان حقيقة ملموسة يا أمي!!!

أدركت "سهير" تمامًا عن ماهية المقصود من كلمات ابنتها؛ ولكنها حاولت أن تتظاهر بعدم معرفة فقالت بحنق يطفو على نبرة صوتها:
-تقصدي مين؟!!
نطقت اسمه وهي لا تزال مُنكسة الرأس محتارة:
-تليد، الميدالية عليها حرفه يا أمي ودا معناه إنه كان موجود فعلًا!!! 

تحركت "سهير" نحو ابنتها ثم جلست بجوارها وهي تقول بصوت هاديء تصر على إقناعها بأوهام لا تقبل بها الأخيرة:
-يا بنتي اللي بتتكلمي عنه دا نموذج مشهور، خروجه بحساب وتصرفاته بحساب وبعدين لو هو كان قال، لأن اللي زي النوع دا بيحب يتظاهر بالتدين ويفرح أوي بلمة الناس حوليه وهم بيصقفوله، يعني لو كان هو كان زمان فيديو إنقاذه ليكِ مغرق مصر كلها لأنه مش هيفوت لحظة يقول فيها أنا مُنقذ الشعب وصاحب خير وكلام كتير أكبر مننا يا بنتي.

وَميض باستنكار ترد:
-ناقص تقولي إنه مُنجم كان عارف بالحادثة من قبل ما تحصل فجهز الكاميرات!!!

سهير وهي ترفع أحد حاجبيها ثم تقول بترقب وهي تنظر بقوة داخل أعين وَميض:
-بس العياط الهيستيري دا مش سببه مسألة الميدالية، أيه اللي مضايقك تاني، موضوع عثمان بيه!!!

استدارت على الفور نحو والدتها ثم أردفت بلهجة حانقة مرتفعة:
-أهو عثمان بيه بتاعكم دا هو سبب تدهور نفسيتي وإني بقيت بتحسس من أي موضوع تافه.

فتحت "سهير" شفتيها كي تتحدث إلا أن وَميض قطعت كلامها وهي تقول بثبات:
-وطبعًا الموضوع التافه مقصودش بيه خالص موضوع الميدالية لو كنتِ هتعلقي على الجزئية دي يعني، لحد إمتى يا أمي؟؟؟

زوت "سهير" ما بين عينيها تسأل في صمت لتتابع الأخيرة بأنفاس مثقلة بالكثير:
-لحد إمتى هنفضل نقول سمعًا وطاعةً؟ لحد إمتى هنفضل نتعاير بأفضالهم علينا ونبلع الإساءة ونسكت؟؟ ليه مش قادرين يفهموا إن محدش له أفضال على حد؟؟؟ زيّ ما قدموا لنا إحنا كمان إديناهم من صحتنا وحياتنا، يعني الموضوع كان تبادل منفعة وشُغل!!!
تساءلت "سهير" بوجه عابس:
-وإحنا لو سيبناهم هنروح فين وهنشتغل أيه؟؟؟؟

وَميض وهي تجيبها في حماسٍ وأملٍ من عدول والدتها عن البقاء داخل هذا القصر:
-هناخد شقة بالإيجار وأنا وبابا هنشتغل وإنتِ اتستتي شوية في بيتك بقى بدل المرمطة دي وإن شاء الله ربنا هيقف جنبنا ومش هنكون محتاجين حاجة!

سهير وهي تتنهد بحسم:
-الكلام سهل يا قلب أمك، المهم أنا هلحق أروح القصر وأعمل الغدا لأن زمان عثمان بيه على وصول.

ضغطت "وَميض" على أسنانها بغيظٍ مكتومٍ، انتظرت حتى غادرت والدتها الغرفة ثم تمتمت بصوت مُحتجٍ خافتٍ:
-تاني!! ولا كأني كنت بكلمها في حاجة! صبرني يارب على كُل حاجة بتحصل معايا!!

قطع حزنها الشديد وتقوقعها على نفسها صدوح هاتفها الذكي، التقطته على مضض فوجدته يتصل بها ويبدو أنه وصل إلى بيته توًا، تنشقت الهواء داخلها بصبر ثم أجابته بصوت هاديء:
-وصلت!!!!
جاءها صوتهُ يقول بتأكيد:
-وصلت، بس جعان أوي وبفكر نروح أي مكان نتغدا سوى!!

وَميض وهي تقبل عرضه على الفور لحاجتها إليه كي تفرغ ما في نفسها من غضب يشتعل ولا تتخلص منه:
-مفيش مشكلة، تحب نتغدا فين؟؟
••••••••••••••
-إحنا خارجين شوية، هتعوزي حاجة مننا؟!

أردف "عِمران" بتلك الكلمات وهو يجلس على الكرسي المجاور لوالدته مُحدقًا النظر فيها بينما بقيت هي تنظر إلى الجهة الأخرى بوجه مقتضب دون أن تجيبه، تنحنح بخشونة ثم قال بصوت هادئ:
-المفروض أنا اللي أزعل مش إنتِ ومع ذلك باجي لحد عندك وبقول لك متزعليش يا ستي!!!

قام بسحب ذراعها نحوه ثم قبل كفها بهدوء جعلها ترق له فاستدارت برأسها إليه ثم تساءلت بصوت جافٍ:
-رايح فين إنتَ والغندورة؟!!

ابتسم ابتسامة خفيفة ثم قال بثبات:
-شروق طلبت مني نروح للدكتور نتطمن على نفسنا ونعرف سبب التأخير علشان نفسها تشوفك تيتا فرحانة بعيالنا.

زمت "تماضر" شفتيها باستنكار ثم صاحت بصوت حادٍ:
-وتروح إنت تكشف ليه؟ إحنا رجالتنا صاغ سليم، وإنتَ إزاي تطاوعها في الكلام الخايب دا؟؟

تنهد بصبر ثم أكمل:
-ولا خايب ولا حاجة، إحنا بنتطمن على نفسنا مش أكتر وإن شاء الله لا هيكون في مشكلة عندي ولا عندها.

تنحنح بخشونة قبل أن يقبل كفها مرة أخرى ثم يقول مُترجيًا:
-أنا بس ليا عندك طلب بسيط!!!
رمقتهُ بنظرة ثابتة فتابع بصوت هادئ راسخٍ:
-عاملي شروق أحسن من كدا يا أمي، هي بتحبك وكفاية إنها حبيبتي أنا ومريحاني، دا سبب كافي يخليكِ تحبيها!

بسر وجهها بانفعال مكتومٍ فأشاحت بوجهها بعيدًا عنه ثم أردفت بلهجة حازمة:
-ماحبش بنات البندر ولا عاداتهم وبعدين لسه مش عارف هي مخلفتش ليه لحد دلوقتي؟!.
انبسطت عقدة حاجبيه وهو يسأل مُترقبًا:
-لأ، ليه؟
تماضر بصوت جافٍ تقول:
-لأني مكنتش راضية من الأول على الجوازة دي؟
عُمران وهو يبتسم ابتسامة عريضة ثم يقول:
-ودا علميًا موجود في أنهي كتاب؟!! 

تماضر بملامح مُكفهرة ونبرة حانقة:
-كتاب الله، اللي بيقول لك ما تعملش أي حاجة بغير رضا أمك وإلا مش هيبارك لك فيها.

نزل "عِمران" بعينيه إلى كف والدته وراح يربت عليه برفق وهو يعي تمامًا ما يواجهه وما سوف يواجه من صعوبة لترويض والدته على حب زوجته البريئة التي لم ترتكب خطأ يُذكر كي تتلقى كُل هذا الكره دون داعٍ!!!

قرر أن يحتفظ بصمته ولم يُعلق على ما قالتهُ بل التفت برأسه نحو الدرج يتفقد صوت نعل حذائها الذي يرتطم بدرجات السلم في عزف جميل!!!!
•••••••••••••

التف الثلاثة حول مائدة الطعام الطويلة بعد أن تغيب فرد عنها، بدأ العاملون في إعداد المائدة بشكلٍ مُنمقٍ بعد أن حوت على كُل ما لذ وطاب من طعام تنفتح بفضله شهية أي إنسان إلا أن الجالسين أمامه لم يروه مُطلقًا حتى رائحته الشهية لم تعد تثير لعابهم أو تُحرك فيهم ساكنًا؛ لم يكن الأمر يتعلق بعيشتهم الرغدة ولكن الأجواء من حولهم قد أطفئت كُل مصادر البهجة في المكان وبات كُل شيء من حولهم باهتًا مسخًا.

بدأوا في تناول وجبة الغداء في حالة من الصمت الممل إلى أن تكلمت "سكون" بصوت هاديء:
-بابا، إنت عارف إني بحتاج أخرج بعد الشغل وأفك عن نفسي شوية وبصراحة أنا فقدت الأمل في عربيتي اللي كل يوم والتاني في التصليح فأنا كنت عايزة عربية جديدة بسواق!

ابتسم "عثمان" بهدوء وهو يلوك الطعام في فمه بتريث وما أن ابتلعه حتى نظر إليها ثم قال بصوت هادئ:
-اعتبريه حصل يا روح قبل بابا، يمكن سبقتيني بالطلب دا رغم إنه كان في بالي بس مستني ألاقي سواق ثقة، أكون واثق فيه ومطمن وإنتِ معاه.

أومأت "سكون" برأسها في تفهم، التفتت في حزن كبير حيث مقعد شقيقها الذي يمتنع عن الطعام منذ عودته من الخارج ويرفض قطعيًا التحدث إلى أحدٍ حتى هي مخبأ أسراره الوحيدة، تنهدت تنهيدة ممدودة بعُمقٍ قبل أن تسحب طبقًا فارغًا ثم تبدأ ملئه بكُل أنواع الطعام المُتراصة على المائدة تم تنهض في مكانها تتابع بحسم:
-هحاول معاه تاني!!!

رفعت "نبيلة" كتفيها ثم أنزلتها باستسلام، افتر ثغر "سكون" عن ابتسامة باهتة ثم تحركت من مكانها صوب الدرج ومنه إلى غرفة شقيقها المتكور في زاوية ما على فراشه، طرقت الباب بهدوء تترقب السماح منه فجاءها صوته المتهدج يصيح حانقًا:
-قولت عايز أكون لوحدي؟؟
أسندت جبهتها على هيكل الباب ثم أردفت بصوت مخنوقٍ يوشك على البكاء:
-علشان خاطري يا عُمر!!!
صمت لوقت طويلٍ ففهمت تراجعه عن البقاء وحده، فوحدها من تقرأ صمته وتفهمه بوضوحٍ، فتحت الباب بهدوءٍ فوجدته ينظر إليها بعينين حمراوين من كثرة البكاء، شهقت "سكون" في ذعر وهي تهرع إليه ثم تقول متوجسةً:
-مالك يا عُمر؟ فيك أيه؟
سقطت عَبرة مُلتهبة من عينيه وهو يقول باختناق:
-فيا وجع متتخيليهوش!

ارتجف قلبها خوفًا عليه، ألقت بنفسها تجلس مجاورة له في الفراش بعد أن وضعت الطبق على الطاولة، قامت بملامسة خده الساخن وراحت تقول بوجل شديدٍ:
-سلامتك من الوجع، من إمتى بتخبي عني يا عُمر؟؟؟

أطرق برأسه في خيبة أملٍ كانت بمثابة قطرات الماء المنسكبة على عشقه المُتقد فأخمدته، ابتلع غِصَّة مريرة في حلقه ثم قال بصوت أجش ثائر:
-حاسس بالضعف والكسرة؛ العجز بقى معيار صريح للقبح!

أومأت برأسها سلبًا على الفور وهي تقترب منه ثم تُقبل جبينه بعينين دامعتين فتقول بثبات:
-عمُر، اللي إنت فيه دلوقتي اختبار من ربنا وهيعدي!

في تلك اللحظة، لم يتحمل ارتدائه لوشاح الصمود أكثر من ذلك فأجهش بالبكاء وهو يصيح بألم جارفٍ:
-بس أنا حبيتها أوي وعجزي وقف حاجز بيني وبينها، أنا غلطت بس هي إزاي قدرت تعمل فيا كدا؟!!

حدق في عين شقيقته ثم أكمل بصوت متهدج غاضبٍ:
-إزاي قدرت تقرر وتختار من بينا؟ عرفت منين إن الشخص اللي حبها هو السليم جسديًا؟ أيه مُبررها يا سكون؟ إن العاجز اللي كان قاعد قدامها عاجز عن الحركة والمشاعر مثلًا!!!

قام بحك جبينه ثم أردف بنبرة متوترة تغوص في حيرة تتعمق كلما فكر في ذلك الموقف:
-كان نفسي بس تقف قدامنا وتسأل، مين فيكم عُمر! أو حتى قلبها يدلها على الشخص اللي حبته ما هو أكيد كانت هتحس، بس خوفها خلاها تجري على أول مخرج قبل ما تتصدم!!!!

صمت لبرهة قبل أن يضيف بعجز مهين يحيط به:
-أعمل أيه؟ دليني على الطريق!!!

سقطت دمعة ساخنة من عينها فأسرعت بضمه إلى صدرها وراحت تقول بصوت مخنوقٍ:
-أكيد هدلك.
(على الجانب الآخر)

جمع العاملون الطعام عن المائدة، فيما  انشغل "عثمان" بقراءة الجريدة  التي تفاجأ فيها بخبر جديدٍ بقلم هذه الفتاة المُتمردة مرة أخرى، قطب ما بين حاجبيه في غيظ كامنٍ، أغلق الجريدة على الفور وراح يرميها على المائدة بنفاد صبرٍ مُتأففًا من عدم تراجعها وتماديها في اللعب مع الكبار، زمت "نبيلة" شفتيها ثم سألته بترقب:
-مالك يا عثمان؟؟؟

أشار بأصابعه نحو الجريدة ثم أردف بصوت أجش حاد:
-الأستاذة وَميض مش ناوية تبطل لعب عيال، أنا مش فاهم البنت دي إتجننت ولا أيه؟!!

تنهدت "نبيلة" تنهيدة سريعة ثم أردفت بلهجة حازمة:
-وإحنا مالنا يا عثمان، خليها تتحمل نتيجة طيشها.

ضرب "عثمان" كفًا بالآخر ثم أجابها مُتذمرًا:
-إنتِ عارفة بتساوي راسها براس مين؟ دا حميد الديب يا نبيلة، وصابر عليها لأن أهلها شغالين عندي وإلا كان زمانها نايمة في قبرها من زمان.

نبيلة وهي تضيف بتأففٍ:
-والحل أيه معاها؟ هنفضل شاغلين نفسنا بيها وبمشاكلها، أنا من رأيّ لازم [علام] يسمع الكلام دا على الأقل يخاف عليها ويلمها شوية!!!

أومأ "عثمان" مُقتنعًا بحديثها، فصاح بصوت جهوري جعل الأخير يحضر أمامه في الحال، عبس وجه "عثمان" وهو ينظر إلى الأخير ثم يقول بلهجة صارمة:
-سبق وحذرتك إن بنتك تغلط تاني يا علام ومع ذلك الغلط اتكرر!!

قطب "علام" بجهل حول ما يتفوه به، فرفع "عثمان" الجريدة أمام عينيه ثم قال بصوت رخيم:
-بنتك من 3 ساعات بس منزلة خبر بتدين فيه حميد باشا وزوجته، أنا كُل دا ميهمنيش، يفرقلي حاجة واحدة بس إنك واحد من رجالتي ولازم أحذرك، حميد خطر قريب أوي من بنتك قاب قوسين أو أدنى من قتلها واللي كان موقفه عن أذيتها "أنا"، بس بعد الخبر دا مظنش إنه هيعمل حساب لشراكتنا!!!

ابتلع "علام" ريقه بخوف عظيم، فرك كفيه سوية ثم قال بنبرة متلعثمة:
-علشان خاطري يا عثمان بيه كلمه، كلمه وأنا أوعدك همنعها تروح الشغل دا تاني!!!
أومأ "علام" إيماءة خفيفة ثم قال بصوت حاسمٍ:
-ربي بنتك يا علام!
•••••••••••••

-أه، وإنت بقى مش ناوي تتجوز وتنسى حب العيال بتاعك دا، يابني إنتَ عندك 33 سنة!!

أردف "نوح" بتلك الكلمات وهو يجلس مُقرفصًا وسط الخضرة ويضع أمامه قفصًا يمتلىء بالبرتقال وفمه لا يكف عن تناوله، تنهد "تليد" بعُمقٍ قبل أن يرد بصوت هادئ يمزح من خلاله:
-ما تتجوز إنتَ يا عم وتريحنا من صداعك، قال إنتَ اللي عندك 23 سنة ونُغة!!!

التوى شدق "نوح" وهو يضع قطعة البرتقال في فمه ثم يمضغها بغيظ جعل الأخير يردف بملامح مُكفهرة:
-متعملش صوت وإنتَ بتاكل وبعدين كلت قفص البرتقان كله، الحاجات دي متباعة يا طفس!

نوح بصوت متفاخر يرد:
-ياعم هديك تمنهم متاكلش دماغي!.. بس متقولش لعمي سليمان!

ابتسم "تليد" ابتسامة خفيفة وهو يبتعد عنه ثم يكبش بكفيه من المحصول الذي جُمع على جنب لتوزيعه على العاملين بالمكان وراح يضعه داخل القفص مرة أخرى قائلًا بثبات:
-دول نصيبي وتقديريًا كدا أد اللي أكلتهم.

رفع "نوح" أحد حاجبيه ثم قال بمرح وهو يمد يده نحو القفص مرة أخرى:
-لا يا عم، أنا كلت خمسة، إنت حطيت سبعة! بلاش الضمير الأوڤر دوس دا!!!
تليد وهو يقبض على ساعده ثم يضيف كازًا على أسنانه:
-قسمًا بالله لو مديت إيدك تاني لأكون قايل لأبويا وأخليه يقيم عليك الحد يا حرامي البرتقان.

تدبر ملامح حزينة ثم أطرق برأسه قائلًا بصوت عالٍ:
-مين دا اللي كاره لقمتك وبيشتهي موتك، مين دا اللي صوته بيهددك وباصص لك في فودك!!!
تليد وهو يتساءل بنبرة متشككة:
-فودك دي اللي هو food!!
نوح وهو يقهقه عاليًا:
-أه يا خويا، لقمة البرتقان، المَم!

ظهرت على شفتي الأخير ضحكة عريضة لم يصدر لها صوتًا، أسرع بنقل القفص من أمامه ثم غطاهُ بسرعة قبل أن يجلس على كرسيه مرة أخرى؛ ولكنه لاحظ تصلب نظرات صديقه عليه بصورة مُحيرة فأردف يسأله ببرود:
-بتبص لي كدا ليه؟؟؟
- يا راميني في حتة ناشفة وقاعد إنتَ على الطري، ما تاخدني جنبك سيكا وتحن يا مفتري!!!

نزل "تليد" بعينيه إلى الكرسي المبطن الذي يجلس عليه وراح ينظر لصديقه مرة أخرى وما أن تلاقت أعينهما حتى انفجرا ضحكًا فقال "تليد" من بين ضحكته:
-ما تيجي تقعد يابني حد قال لك تتربع على الأرض ولا كأنك في سوق التلات!!!

ابتسم "نوح" له مُمتنًا وراح يستند على ساعديه كي ينهض عن الأرض ولكنه شعر بثقل في جسده فقال بصوت هادئ:
-أنا جالي تُخمة ولا أيه؟ إيدك معانا يا شيخ!

أمد "تليد" يد المُساعدة له فاستطاع الوقوف ثم قام بالجلوس بجوار الأخير وهو يقول بصوت منسجم مرتاح:
-الله، أخيرًا قعدت على حتة طرية!!!
-يا أوساااااذ نوح، يا أوسااااااذ نوووووح، الحقنا يا أوسااااااذ.

وصل صوت ندائه إلى آخر نقطة في قنواته السمعية، وقبل أن يلتفت إلى مصدر الصوت وجده يصيح مرة أخرى ولكن هذه المرة بالفعل بجوار أذنه مُباشرة ولا يفصل بينهما سنتيمترًا واحدًا:
-يا أوسااااااذ نوووووح، الحقنا!!!

انتفض جسده بفزع وارتبكت أطرافه فسقط من فوق الكرسي فورًا ثم رفع بصره إلى هذا الواقف أمامه وراح يقول بصوت خافتٍ مغتاظٍ:
-عيون أوسااااااااذ نوح وقلبه!!!... خير!

كتم "تليد" ضحكته وهو يستمع إلى الطفل الصغير يقول بنبرة منفعلة من شدة القلق:
-دَكتورة مُهرة عايزاك ضروري!!.

تنشق الهواء داخله وهو ينهض واقفًا في مكانه ينفض الغبار عن ملابسه ثم يقول بحزم:
-خلاص روح إنتَ يا حِسام وأنا جاي، وللمرة الخشرومية أبقى نادي عليا من بعيد ومرة واحدة، أبوس حنجرتك الجميلة دي!!!

حُسام وهو يومىء مُنصاعًا ثم يبتعد على الفور، ظهرت ابتسامة هادئة على ثغر "تليد"، ضيق "نوح" عينيه ثم قال متذمرًا:
-ربنا يصبرني عليك إنتَ وحِسام بكسر الحاء ومُهغة اللادغة وظرظور الكلب اللي حطينه على بوابة المزرعة علشان تقطعوا خلفي بيه دا!!!
••••••••••••
تسطحت على السرير القابع داخل غرفة الطبيب تحديدًا خلف الستار الذي يجعل للمريضة بعضًا من الخصوصية، دخلت الممرضة معها وهي تربت على كفها بهدوءٍ وتقابل وجهها الهلع بابتسامة عذبة، وضعت كفيها على صدرها متوجسةً خيفةً ترهب الموقف الذي تمر به، طلبت منها المُمرضة أن تباعد بين ساقيها قليلًا لوضع الجهاز ففعلت وهي مستترة أسفل الملاءة بشكل كاملٍ، قامت الأخيرة بوضع الجهاز برفق وهدوءٍ بعد أن علمت بحضورها إلى الطبيب للمرة الأولى في حياتها!!
أغمضت عينيها برهبة ولكن الموقف مر ببساطة لم تتوقعها، ابتسمت لها المُمرضة بعد أن انتهت ثم أردفت قبل أن تخرج من خلف الستار وتتركها وحدها:
-ربنا يرزقك الذرية الصالحة يا حبيبتي.

كان زوجها يتحدث مع الطبيب على انفراد وبقيت هي متسطحة في خوف رهيبٍ؛ فأخذها فضولها إلى اختلاس النظر إلى شاشة الجهاز ورؤية ما يظهر عليه!!، تنهدت تنهيدة طويلة يشوبها ذرة أمل لا ينضب داخلها في كُل المواقف التي تمر بها، رفعت بصرها إلى الشاشة فوجدتها مُظلمة إلا قليلًا!

كانت تنظر إلى هذه المنطقة بشوقٍ جارفٍ وتتمنى من الله أن يزرع فيها من رحمته ما اشتاقت وأن ترى صورة جنينها ينام مُستقرًا داخل أحشائها، ابتسمت ببعض من الحُزن وهي تصف الصورة الموجودة أمام عينيها؛ لقد كانت مُظلمة تمامًا كظُلمة يوم مُغيم لم تطلع فيه الشمس وموحشةً كليلٍ ساكنًا في فصل الصيف لم تزره نسمة هواء تُحرك الحياة فيه والفراغ في الصورة يعكس تلك المشاعر المُضطربة في حزن واشتياق!
•••••••••••••••

نزلت من سيارة الأُجرة بوجه مُكفهر وملامح منفعلة حادة، نظرت يُمنة ويُسرى شاعرة بالغيظ الجامح الذي يسيطر على جل تفكيرها، ظلت تترقب المكان لبعض الوقت قبل أن تتقدم من بوابة المزرعة باندفاع لا رجعة فيه!

طرقت الباب بعُنف، طرقات لا تهدأ أو تخف فقال الحارس بصوت ممتعض من خلفها:
-ما تهدأ يلي بتخبط!!!
فتح البوابة على الفور ليجد سيدة عابسة ترمقهُ شزرًا وهي تقول بشدق ملتوٍ:
-تليد بيه موجود؟؟؟؟
الحارس يجيبها بتوجسٍ:
-أقول له مين؟!!
هي بصوت ثابت ورأس مرفوع في عجرفة:
-قول له في ست عايزاك ضروري، في مسألة حياة أو موت!

أومأ الحارس ثم أمرها أن تبقى في مكانها، بلغ "تليد" الرسالة فجاء معه في الحال خاصةً بعد أن أكد عليه بأنها مسألة حياة أو موت، سار حتى البوابة وما أن تجاوز عتبتها للخارج حتى وقعت عيناه عليها، كانت هذه اللمحة كفيلة بأن تذكره بكُل اللحظات المؤذية التي مر بها وكانت سببًا فيها، استحالت ملامحه إلى أخرى باردة لا تقرأ من خلالها شيئًا، استدار نحوها ثم قال بصوت أجشٍ:
-خير يا مدام!!!

وقفت أمامه تُجابهه بنظرات حادة وبصوت منفعل قالت:
-مش خير خالص، طول ما إنت بتحوم حولين بنتي فمش هيبقى خير أبدًا.

تنهد "تليد" بثبات قبل أن يباغتها بابتسامة لا تقل برودًا عن شخصيته الرزينة الثابتة، تكلم في هذه اللحظة بلهجة هادئة كيلا يقع عليه إثم التبجح في سيدة كبيرة:
-مين قال لك إني بحوم حولين أُترُج!

تشنجت ملامحها وهي تصيح فيه بسخطٍ:
-بنتي اسمها وَميض، أما الاسم اللي إنتَ بتقول له دا فاترمى في الزبالة من زمن.

أومأ إيماءة خفيفة ثم قال بتريث:
-أيوة فاكر يوم ما قررتي تغيري اسمها ومحترمتيش الوعد المقطوع على جوزك!!!
سهير بابتسامة سمجة:
-الاسم اتغير بإرادتي وبإرادتها ومن اليوم اللي دخلت فيه بيتنا مبقاش لك حاجة عندها!!!

تليد بصوت خشن:
-ليا كتير أوي، ليا فيها أكتر منكم، وعلى العموم أنا لا ماشي وراها ولا في بيني وبينها أي حاجة.

سهير بصوت محتج غاضب:
-وتفسر بأيه الميدالية اللي بنتي لقيتها عندنا في البيت؟؟؟ وبعدين هو إنتَ اللي أنقذت بنتي من الغرق؟؟؟

زوى ما بين عينيه دهشةً لم يرد إظهارها حول الجزء الأول من حديثها، هل نسى الميدالية في جيب السترة التي ألبسها لها يوم الحادثة؟؟؟ كتم اضطرابه داخله ولكنه علق بصوت أجش على الجزء الأخير من حديثها فقال:
-أنقذتها للمرة التانية.

رفعت "سهير" أحد حاجبيها ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تقول بغيظ:
-يعني الچاكيت اللي في البيت دا بتاعك؟؟؟
تليد يبتسم لها ابتسامة سمجة ثم يسألها ببرود:
-أه، هتروحي تقولي لها!!!

باغتتهُ بنظرة شزراء ثم أشاحت بوجهها بعيدًا عنه إلا أنه أضاف بلهجة حازمة لا تقبل الاستخفاف بفحواها:
-أنا معنديش مشكلة ولا واحد في المية إني أروح أقول لها إن دول مش أهلك وإنك الحاجة الوحيدة اللي إتمنيتها من ربنا بس مكنش ليا فيها نصيب.

سكت لبُرهة ثم أضاف بهدوءٍ:
-أنا خايف تسألني وقتها، أمال فين أهلي الحقيقيين، هرد عليها بأيه؟ أقول لها إنك كُنتِ بتغرقي بمنتهى الاستسلام لأنك ببساطة كُنتِ بعمر سنتين!!، طفلة مبتعرفش تعافر علشان تنجو بحياتها ولا أقول لها إنك اترميتِ في القناة غدر!!! على إيد ست مش عارفة هل هي أمك ولا سرقاكِ!!!

تليد وهو يشرد بعيدًا ثم يقول بلهجة خافتة:
-بس مش عارف ليه كنت حاسسها أمها، كانت بتعيط وهي بترتكب ذنب في حق النفس البشرية، انتهجت المثل اللي بيقول ضربني وبكى وسبقني واشتكى!!!

افتر ثغره عن ابتسامة ساخرة ما لبثت أن اختفت في غضون ثواني وهو يقول بصوت رخيم جاد:
-أنا مش محتاج أجري وراها علشان تحس بكُل حاجة ليها جوايا، شوقها وإحساسها هيجيبوها لحد عندي، حاجة تاني يا مدام؟؟؟؟

رمقتهُ بنظرة عدائية قبل أن تنصرف من أمامه، ظل يراقبها واقفًا في مكانه وما أن سارت خطوتين حتى صرخت وهي تتحدث إلى الهاتف:
-بنتي!!!.. وَميض، ردي عليا يا بنتي!!!!!

قطب ما بين حاجبيه يستمع جيدًا إلى الكلمات التي تقولها أثناء حديثها عبر الهاتف وما أن التقطها بشكل كاملٍ حتى هرول إليها متوجسًا خيفةً، ابتلعت "سهير" ريقها بصعوبة بالغة ثم أخرجت الكلمات من حلقها بالكاد:
-بنتي!!!.. فين ناس هجموا عليها وعايزين يقتلوها!!!

استحال لون وجهه إلى حُمرة الغضب وهو يأمرها بأن تسير معه إلى سيارته، فبيتها لم يكن يبعد عن المزرعة كثيرًا، دخل سيارته وهو يأمر الأخيرة بصوت جهوري أن تركب ففعلت وهي تجد أن هذه الطريقة هي الحل الوحيد لإنقاذ ابنتها، قاد السيارة مُنطلقًا بها بسرعة رهيبة!!!

(على الجانب الآخر)
ظلت تصرخ بصوت مبحوحٍ عالٍ وهي تقف خلف الباب وتسند جسدها عليه بعد أن جمعت الكثير من محتويات المنزل ووضعتهم خلف الباب أيضًا.

تعرف تمامًا من هم ولكن ما أثار جنونها هو تعرضهم لها في وضح النهار ودون خوف من رؤية الناس لهم، فقد كانت على أهبة الاستعداد للخروج حينما جاءها اتصالًا من والدها يخبرها فيه بضرورة البقاء في المنزل حتى يأتي ويتحدث معها في أمرٍ هامٍ وما أن طُرق الباب حتى ظنته والدها ففتحته لتجد رجلين يحاولان الإطاحة بها أيضًا والانقضاض عليها وفي هذه اللحظة أسرعت بإغلاق الباب مرة أخرى وهي لا تفهم من أين أتتها هذه القوة وتمكنت من غلق الباب مرة ثانية قبل أن يتسللان للداخل، وأول شيء فكرته به هو مُحادثة والدتها فورًا بعد أن امتنع والدها عن الرد لانشغاله.

في تلك اللحظة، أجهشت بالبكاء وهي تدعو الله أن يحفظها ويرسل لها طوق نجاة ينتشلها من بين براثن ظلمهم، ظلا يدفعان الباب بقوة مُستخدمين بنيان كليهما الصلب في مقابل جسدها الصغير وبعض المحتويات الخشبية، أخذت أنفاسها تتلاحق تباعًا وقلبها يخفق بقوة بينما هي تصرخ عاليًا في حالة من الذعر والخوف كلما اشتد دفعهما للباب الذي أوشك على الانهيار!!!

في تلك اللحظة، وجدتهما قد توقفا عن دفع الباب فبدأت أنفاسها تتلاحق ببطء وهي تحاول معرفة ما يحدث بصورة متوجسة، هل تراجعا أم أنها مكيدة وخُدعة لاصطيادها وسرعان ما ابتعدت قليلًا ثم همَّت أن تنظر من خلف الزجاج الذي تهشم بقوة الدفع إلا أنها وجدت دفعة قوية منهما جعلت الباب ينفتح فجأة، صرخت بانهيار وهي تتراجع بأقدام ثقيلة للخلف حينما رأت أحدهما يزيح المحتويات جانبًا ساعيًا إلى الامساك والفتك بها إلا إنها وجدت قبضة ضخمة تجذبه بعُنف من الخلف ثم تسحبه للخارج مرة أخرى!!!!!!!
يتبع

 •تابع الفصل التالي "رواية رحماء بينهم" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent