رواية نصف عذراء الفصل الثامن 8 - بقلم خديجة السيد
حتى الآن، لم تصدق حنين أن زينة ليست حامل من طارق زوجها، كما توقعت إيمان. فإذا كانت حامل بالفعل، لكان ذلك سيغير توقعاتها وترتيباتها في علاقتها المقبلة مع زوجها. لكنها شعرت بالاطمئنان أكثر عندما أخبرتها بصوت حزين
=ما تقلقيش يا حنين انا مستحيل اكون حامل لأن انا مش بخلف اصلا وده السبب اللي خلي جوزي يسيبني، وده ممكن السر الوحيد اللي خبيته عنك كمان !؟.
جلست زينة أمام حنين رغم رفض العائلة بأكملها دخولها لذلك المنزل مرة أخرى بعد خيانتها لصديقتها. لكن حنين وافقت للمرة الأخيرة على سماعها ومعرفة ما تريده.
ابتلعت غصة مريرة في حلقها وقالت بين دموعها النادمة
= حنين أنا مش جاية أقولك إن أنا بريئة و ما عملتش كده متعمده، لا أنا فعلاً خُنتك..و خُنت السنين الطويلة اللي عشناها مع بعض، أنا لما لجأت ليكي انتٍ فضلتي جنبي بعد طلاقي رغم ان اهلي اتخلوا عني عشان اتطلقت غصب عنهم بس إنتٍ أكتر واحدة كنتي حاسة بحالتي شكلها إيه، كنت ضعيفة ومحتاجه حد يخرجني من اللي أنا فيه.. يحسسني ان انا بني ادمه ومرغوب فيا حتى وانا مش بخلف بعد ما جوزي سابني واتجوز عليا بسهوله كده وما استناش حتى نعافر سواه يمكن الاقي علاج واقدر أخلف الاولاد اللي نفسه فيهم، بس ده ما حصلش!.
بحزنٍ بدأ يحتل تعابيرها أكثر واضافت قائلة بألمٍ
= عشان كده من غير ما أحس أنا وطارق إتعلقنا ببعض زي الغريق اللي بيدور على قشيه مش عارفه إزاي ما عرفتش اقاوم.. ولا اهرب
بالعكس اعجابي لي كان بيزيد يوم ورا يوم و كنت كل ما افكر نفسي ان جوز صاحبتي ارجع واقول ما هي مش عاوزه ولا عارفه قيمته و أطلع لنفسي أي مبررات! الظروف كانت أقوى مني واستسلمت، أنا مش عايزاكي تفتكري إن طارق هو السبب، أنا اللي خُنتك وخُنت نفسي سامحيني يا حنين و إرحميني من العذاب ده وقولي إنك سامحتيني، ماتبخليش عليا بالكلمة دي قبل ما أختفى من حياتكم من تاني.
لوت حنين شفتاها بلا تصدق قبل أن تقول ببرودٍ غريب
= عارفه يا زينه رغم كل اللي حصل بس كنت بحاول الاقي مبررات مش عشان اسامح ولا نرجع صحاب من تاني ما خلاص ما بقاش ينفع وابقى خايبه وما تعلمتش الدرس لو قربتك من حياتي تاني إنتٍ ولا غيرك، بس مع ذلك كنت بلاقي مبررات عشان إنتٍ في الآخر بني ادمه مش ملاك و وارد تضعفي زي جوزي! بس بعد مبرراتك دلوقتي عرفت انك ولا ملاك ولا بني ادمه .
اندهشت زينه من حالة الجفاء المسيطرة عليها فربما اعتقدت سترحل وتعود وتجد صديقتها هي نفسها، فهتفت تخبرها
= حنين ما تبقيش قاسيه عليا، أنا عارفه إنك بتتعذبي بس ده مايجيش قد العذاب اللي إتعذبته من بعد ما فوقت، صورتك ماكنتش بتفارق خيالي ولا ضميري بطل يوجعني و يانبني على الغلطه اللي غلطتها في حقك إنتٍ ما تستاهليش بجد مني كده.. وخصوصا انتٍ بالذات .
رمقتها بنظرة حادة قبل أن تقول بسخرية مريرة
= انا برده اللي قاسيه، ده انا لحد دلوقتي مش راضيه اعاتبك حتى وانتٍ قدامي؟ ولو عتبتك فعلا هعرفك بجد معنى الوجع والعذاب اللي انا شفته بصحيح! بس اللي مسكتني أن جوزي في النهايه راحلك بمزاجه مهما بقى كانت المبررات من الطرفين هو مش عيل صغير ولا إنتٍ وكنتم عارفين بتعملوا ايه كويس.. فبلاش بقى قصه الشيطان غواني.. ما اعرفش عملت كده ازاي.. ومعلش سامحني ان انا وجعتك! هو إنتٍ اصلا طالما خرجتي من حياتنا جيتي تاني ليه؟
هتفت على الفور في رجاءٍ كبير
=عشان عندي أمل تسامحيني ونرجع صحاب تاني و والله العظيم من بعيد لبعيد لو عاوزه و كل شروطك هعملها لك بس مش عاوزه اخسر واحده زيك! انا بجد الفتره اللي فاتت عرفت قيمتك وان انا ممكن اعوض الراجل بس الصاحبه لا .
نظرت حنين إليها بثباتٍ عجيب ثم أخبرتها بلهجة حازمة
= حياتنا او صداقتنا إنتهت خلاص يا زينه وده اللي عندي، بس عشان ضميري انا كمان سيبي الأيام تداوي الجروح دي.. بس واحنا بعاد عن بعض خالص.
غادرت زينة بعد ذلك وهي محطمة القلب، بعدما رفضت حنين أن تصالحها وتعيدها إلى حياتها مره أخرى فما أصعب أنواع الخيانة أن تتلقى الخيانة والغدر من أشخاص كنت تتوقع منهم الدعم والأمان!
❈-❈-❈
عندما لا نستطيع حل الأمور الصعبه لاما نتغاضى او نهرب! لكن هل الهروب هو كل الحلول أم أنها البداية للفشل والابتعاد عن شريك حياتك والسقوط في جحيم المجهول؟
فلم تظن أن الوقت سيمضي سريعًا طالما لا نواجه المشاكل ولا نبحث عن الحلول، و لاحق اتساءل لما لا نعيش سعداء او دائما نفتعل المشاحنات دون أسباب ويكون ذلك أثر تراكمات الماضي.
لذلك أصبحت حنين تتواجد في عياده الطبيبه باستمرار، لحل كل المسائل والمفاهيم الخاطئه
نقرت الدكتوره أمل بأصابعها على سطح المنضدة هاتفه بصوت جاد
= كتير من الأزواج بيقعوا في الحرج بسبب جهلهم بحدود العلاقة الخاصة بينهم، فتقع الخصومات والمشاكل التي بتادي غالبا إلى الطلاق زي ما كان هيحصل بينك وبين طارق كده، عشان كده واجب معرفة المسائل اللي زي كده والتوضيح.. اذا كانوا من الأهل ولا نثقف نفسنا بكتب كويسه ولا عن طرق اشخاص فاهمه و واعيه في المشاكل اللي زي كده مش زي ما عملتي يا حنين واتسرعتي تعرفي ايه هي العلاقه الزوجيه وتفاصيلها عن طريق فيديوهات مش كويسه ولا نصايح مرات اخوكي وانتٍ متاكده انها مش واعيه ونضجه كفاية .
أخفضت رأسها بحرج شديد وحزن وهي تشعر بالذنب تجاه ذلك، بينما اعتلت زاوية فمها ابتسامة صغيرة وهي تستطرد
= بصي يا حنين دينا اتكلم عن كل حاجه حتى المواضيع دي، فلو دورنا هنعرف اللي يجوز واللي ما يجوزش في العلاقه الخاصه بدل ما نسال حد ما عندوش وعي.. يعني مشاهدتك للحاجات دي خدتي ذنب عليها أولا، وثانيا خليتك تاخدي فكره مبالغ فيها شويه أو أحيانا بتخلي الراجل او البنت يتامله ان الإثارة اللي شايفينها في الفيديو ده اللي هيحصل لهم انما على ارض الواقع بيلاقوا العكس لاننا نختلف في كل حاجه عن بعض حتى في المواضيع دي أكيد… غير بعد الجواز ممكن نكتشف ان في مشاكل اذا كانت في الراجل ولا في الست زي ما حصل معاكي ومع طارق .
بالكاد ابتلعت حنين غصة مريرة اجتاحت حلقها، عندما تابعت الطبيبة حديثها قائلة
= و الحاجات دي بيصوروها الأجانب لهدف واحد بس يثيروا اللي بيتفرجوا عليهم و يحسسوهم بالمتعه العالية عشان تجيب لهم مشاهدات عاليه انما اصلا ردود افعالهم بنسبه كبيره بتكون مبالغه.. حتى لو اتنين متجوزين اتفرجوا عليها مع بعض بحكم يعني يثيروا بعض ويتعلموا، غلط و لا يجوز للزوجين أن يعرضا فيلم او فيديوهات + 18 من أجل الإثارة قبل الجماع؛ ده شيء محرم ما فيهوش كلام.. واضرارها كتير! فكري حتى فيها بينك وبين نفسك كده! يعني ايه راجل يسمح لمراته تتفرج على واحد من غير ملابس بيمارس الجـ.ـنس مع واحده عشان يتعلم يعمل مع مراته كده او هي العكس؟؟ حاجه مقرفه طبعا وما فيهاش ريحه النخوه وإهانة للراجل والست .
بدأت أنفاس حنين تضطرب، وهتفت في اشمئزاز مستنكرة
= ايه القرف ده لا طبعا انا عمري ما كنت هفكر اطلب من طارق حاجه زي كده ولا هو كمان كان هيوافق، ولا هيقبلها على كرامته الحمد لله طارق مش كده! بس انا فعلا غلطت لما اتفرجت على الحاجات دي قبل الجواز فضولي كان واكلني من كلامهم وما فكرتش انه حرام ربنا يسامحني بقى والله هي مره واحده عملتها ومش هعملها تاني اكيد .
انتصبت الأخري في جلستها ووضعت ساقًا فوق الأخر، ثم خاطبتها بعتابٍ خفيف
= تعرفي اكثر المشاكل اللي بتجيلي هنا أن ما يكونش الراجل أو الست بيحسوا بمتعه في العلاقه الخاصه بتكون اسبابها من الافلام والفيديوهات دي! ان هي تتفرج وتبقى مركزه مع البنت اللي في الفيلم و شايفاها مبسوطه قد ايه ومتخيله نفسها ده اللي هيحصلها مع جوزها والراجل كمان العكس و ممكن تفضل كل مره كده جوزها يقرب منها على أمل انها تحس بالمتعه اللي شافتها في الفيلم، ومهما يعمل جوزها هي مش شايفه غير اللي شافته.. ويكون خلاص عقلها خزن ان هي العلاقه و اللي بيعملوا ده غلط… عشان كده ربنا محرمه وحاجه انا مش بنصح بيها حتى لو بعد الجواز حسوا بعدم المتعه الأفضل ندور على اسبابها بدل ما نحلها بطريقه غلط .
لامتها الطبيبه أمل في ودٍ مضيفة
= زي انا مش عارفه ليه بنروح بعيد واحنا قدامنا الحل حتى لو هنحل نصف المشكله بالدكاتره والاسلام، الإسلام أولى العلاقة الخاصه أهمية كبيرة وبعضها مختلف بين الفقهاء و رفع الحرج… العلاقة الخاصة بين الزوجين أمر لب خطره وأثره في الحياة الزوجية كبير وعدم الاهتمام بيها أو وضعها في غير موضعها إلى تكدير الحياة، بيفضي تراكم الأخطاء فيها لتدمير الحياة الزوجية،
وفي بعض الناس بتظن أن الدين أهمل من الناحية دي برغم أهميتها و أن الدين أسمى وأطهر من انه يتدخل في الناحية بالتربية والتوجيه.. مع ان أي مشكله هنلاقي حلولها هنا و الواقع أن الإسلام لم يغفل عن الجانب الحساس من حياة الإنسان وحياة الأسرة، وفي أوامره ونواهيه، سواء منها كان طبيعة الوصايا الأخلاقية، أو كان طبيعة القوانين الإلزامية
أغمضت عينيها لطرد كل احساس بالذنب و تأنيب ضمير تجاه ربها وزوجها، ثم ردت بعدها في حماسٍ
= زي ايه يا دكتوره؟ يعني الدين الاسلامي اتكلم وقال ايه بالظبط على العلاقه الخاصه بين الزوجين
إجابتها مبتسمة بلطف وهي تطالعها باهتمامٍ
= حاجات كتير يا حنين من اول ازاي الزوجه تبدأ تتزين وتتجهز لجوزها لحد بعد العلاقه كمان، ودينا كمان اتكلم عن الرجل أن يتزيّن لزوجته كما يحب أن تتزيّن هي له، وتعمق في نقط كتير خطيره زي مثلا يجوز الكلام الفاحش بين الزوجين أثناء المداعبة من أجل الإثارة، بس لا يجوز في الجدّ لأنه يصبح سبابا وامتهانا للكرامة يعني حتى دينه اهو محافظ على كرامه الزوجه .
رمقتها حنين بنظرة يائسة ما لبث أن تحولت للقهر حين ردت بخجل وبصوت حزين
=بس اذا كانت ماما اصلا حذرتني قبل الجواز ان ما ينفعش لما احس ان انا عاوزه حاجه تبع العلاقه دي اقولها ولا اصرح بيها ولا اكون جريئه معاه عشان ما يحسش ان انا كان ليا تجارب سابقه ويشك فيا .
نظرت الطبيبة إليها بجدية وهي تخاطب إياها بحذر
= اظن كل الجلسات اللي احنا عملناها اتكلمنا كتير ان قد ايه العلاقه الخاصه من حق الراجل والست لازم يتمتعوا بيها، و مش حاجه عيب ولا حرام ان الزوجه كمان تطلب من الراجل انها عاوزه العلاقه في الوقت الحالي بالطريقه دي ما عدا طبعاً الاشياء اللي ربنا حرمها ودي معروفه اكيد، خلينا ناخد كلام والدتك بنيه صافيه شويه على انها قاصده اول يوم و طبيعه تكوني مكسوفه وخجلانه انما بعد كده لازم تتعلمي وتطوري من نفسك وتشوفي جوزك عاوز تلبسي ايه تتكلمي معاه في ايه و تاخدوا رأي بعض في كل حاجه تخص العلاقه عادي جدا اذا كانت من ناحيتك ولا من ناحيته مش حرام طالما ده جوزك حلالك.. انما فكره هفضل طول حياتي كلها وانا متجوزه عامله نفسي مكسوفه ومش عاوزه العلاقه دي عشان ما يشكش فيا أن كان ليا تجارب سابقه؟
هزت رأسها بحرج هاتفة في تحفزٍ
= بس ماما فعلا كانت عاوزاني كده طول حياتي معاه، مش اول يوم بس!
كزت على شفتيها في حنق مزعوجٍ، ولفظت زفيرًا طويلًا وهي تردد
= طب اذا كانت الحكايه كده من الاول يبقى ليه بنتجوز طالما شاكين في بعض، اظن لو راجل تفكيره وصله لكده حتى من اول يوم جواز يبقى العيب فيه على طول لان طبيعي زي ما هو ملهوف على اول يوم انتٍ كمان تكوني ملهوفه وعاوزه كده عشان انتم بتعملوا حاجه حلال مش حرام.. ما للاسف في الرجاله بتكون فاكره اللهفه للمس الست ويقرب منها هم بس اللي بيحسوا بالرغبه دي انما عادي اكون متشوقه انا كمان اجرب الموضوع ده مع جوزي خصوصا لما تكون اول مره ليا وعاوزه اعرف ايه شعرها زيه بالظبط.
ابتسمت بفتورٍ، فردت بتشاؤم مرة ثانية عليها
= لو قعدتي لهنا للصبح تشرحي لراجل كده للاسف مش بيشوفوا المواضيع دي كده؟ ده حتى في ستات مقتنعه بكده واولهم ماما ونصايح ايمان مرات اخويا وغيرها كتير
هزت رأسها باعتراض لتردد في انزعاجٍ
= انا مليش دعوه بالناس انا بتكلم هنا عن الاسلام وده غصب عنهم وعني نفس الكلام اللي انا لسه قايلهلك من شويه بالحرف! الإسلام راعى قوة الشهوة عند الرجل عشان كده سامح له ان ممكن يتجوز واحده واثنين وثلاثه، بس ما انسيش جانب المرأة وحقها الفطري في الإشباع بوصفها أنثى. وعشان كده قال لمن كان يصوم النهار ويقوم الليل من أصحابه مثل عبد الله بن عمرو: إن لبدنك عليك حقا، وإن لأهلك (أي امرأتك) عليك حقا.
تذكرت حنين على الفور كل المرات التي كانت تتهرب متعمده من زوجها لتشعر بالذنب و الضيق من نفسها لذلك لاذت بالصمت الإجباري معها، وتابعت الأخري هاتفه
= وقال كمان الإمام الغزالي:ينبغي أن يأتيها في كل أربع ليال مرة، فهو أعدل، إذ عدد النساء أربع (أي الحد الأقصى الجائز) فجاز التأخير إلى هذا الحد. نعم ينبغي أن يزيد أو ينقص بحسب حاجتها في التحصين. فإن تحصينها واجب عليه. و لفت الإسلام كمان أن ما يكونش كل هم الرجل قضاء وطره هو دون أي اهتمام بأحاسيس مرأته ورغبتها و روي في الحديث الترغيب في التمهيد… للاتصال الـ.ـجـ.ـنسي بما يشوق إليه من المداعبة والقبلات نحوها، حتى لا يكون مجرد لقاء حيواني محض.
وما لبثت الأخري أن تحدثت فغلف صوتها لمحة من الذنب وهي تتسائل بتوجس
= هو صحيح يا دكتوره الست اللي بتمنع جوزها انه يقرب ليها الملايكه بتلعنها بجد؟؟.
هزت رأسها متفهمة حين عقبت عليها بتوضيح
= بصي يا حنين ما ينفعش ناخد الكلام كده غير لما نفسره صح وده بيقع فيه غلطات ناس كتير يعني ما اخدش العنوان غير لما افهم التفسير وليه ربنا قال كده وكان يقصد ايه وقتها؟ لان التفسيرات دي مش بتتقال في العموم كده وعلى كل الناس تمشي… يعني في حاجات كتير لما بنفسرها التفسير الصح بتتفهم وبنحل أزمات كتير وصراعات دايره بين الراجل والست.. ” حديث لعن الملائكة للزوجة هاجرة الفراش ليس دليل على إيذائها وأوضح أن حديث المرأة إللي باتت وزوجها عليها غضبان تلعنها الملائكة تكون حين يغضب لشيء يستحق الغضب، فالنبي صلى الله عليه وسلم كأن يقول عيشوا متوافقين فالله يحب التوافق، مؤكدًا أن العكس صحيح أيضًا، فالله سبحانه وتعالى قال: “ولهن مثل الذي عليهن .
قاومت ما اعتراها من قلقٍ وتوتر عندما أكملت
الأخري
= ولازم برده نقول اللي علينا واللي لينا وليه ربنا حرج علينا حاجه زي كده؟ و حذر الزوجه أن ترفض طلب زوجها بغير عذر، لان قد يكون مفرطا في شـ.ـهوته وشبقه، فتدفعه دفعا إلى سلوك منحرف أو التفكير فيه لتجنب الحاجات دي يعني.. فإذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجئ، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.. وده طبعا في حاله انها ما عندهاش عذر شرعي او تعبانه او مرهقه، فعلى الزوج أن يراعي ده اكيد، ربنا سبحانه وهو خالق العباد ورازقهم وهاديهم- أسقط حقوقه عليهم إلى بدل أو إلى غير بدل عند العذر، فعلى عباده أن يقتدوا به في ذلك.
صمتت لثانيتين قبل أن تعاود الكلام
= و نهاها أن تتطوع بالصيام وهو حاضر إلا بإذنه، لأن حقه أولى بالرعاية من ثواب صيام النافلة وفي الحديث المتفق عليه: لا تصوم المرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه والمراد صوم التطوع بالاتفاق كما جاء ذلك في حديث آخر…. بس لازم تكوني فاهمه الزوجه اللي بترفض من غير عذر لو الزوج بات غضبان المعصية منها تتحقق بسبب الغضب منه، بخلاف أنه لو لم يغضب من ذلك، فلا تكون المعصية متحققة هنا.. يعني ممكن الامور تتحل ودي هنا من غير عذر و من غير غضب من الزوج .
فكرت حنين مليًا فيما قالته لكنها شعرت قليلاً بالتحيز تجاه الرجال أكثر ولم تتقبل كل الحديث لذلك علقت ساخرة
= طب على كده لو العكس والراجل هو اللي رفض؟ يعني اذا الست تجرأت وقالت انها عاوزه العلاقه دلوقتي الملايكه برده بتلعنه ولا الكلام ده ماشي على الست بس .
قبل أن تفكر الطبيبه في الرد أجابت بتأكيد
= طبعاً يلعن الرجل لو رفض زوجته، ولو رفض الامر زيها بدون اسباب فهو آثم، أما أنه ملعون إن لم يجب زوجته إذا دعته لحاجتها فهذا ما لا نعلمه ولم نقف على قائل به. والله أعلم.. ده كمان للزوج لو نامت زوجته وهي غاضبة منه وسابها حزينة؟ فإن الله يكتب له في كل خطوة لعنة ويبعد عنه رزقه ويقلل من عافيته ويكتب له من كل دمعة من عينها الف جمرة, في كل ليلة نصفها في الدنيا والنصف الآخر في الآخرة.
نظرت إليها بدهشة كبيرة تشوبه الاستفهام و الصدمه، فلم تكن تعرف هذه النقطة او تتوقع
بأن الدين الإسلامي ينصف المراه مثل الرجل
بكل شيء! لأن دائما التركيز يكون على المراه فلم تتوقع أمور مثل تلك واعتقدت العكس تماماً، لذلك لم يعجبها الحديث في البدايه؟
كونها تشعر بالتحيز والحساسيه في تلك الأمور ففي البدايه بدأ ذلك عندما بدأت تكره العلاقه ولا تعرف لما هي مخلوقه لمتعه الرجل فقط؟!. استغفرت ربها كثير على سوء الظن به وهنا جلست بأريحية في مكانها وعلقت باسمة بزهوٍ
= بجد! انا فكرتك هتقوليلي الكلام ده ماشي على الست وبس! ولازم هي اللي تكون جاهزه للراجل على طول و لو رفضت الملايكه هتلعنها انما هو عادي لي اعذار.. لكن حتى لو نامت زعلانه منه برده عليه حساب؟ انا عارفه ان العكس كمان صح لو الزوجه زعلت زوجها، لكن بجد ليه ما بنقولش الحاجات دي دايما و نتكلم فيها عشان الرجاله تفهم انها كمان عليها واجب لو ما عملتوش هتتلعن من الملايكه زيها زي الست، ماسكين بس للست ان الملايكه تلعنها وربنا يغضب عليها وما ينفعش جوزها ينام زعلان منها طب.. ما العكس اهو موجود ليه احنا مركزين بس مع الست لدرجه خلوني احس ان ربنا استغفر الله العظيم يعني مش ذاكر حقوقنا خالص في الدين
أومأت برأسها وهي تؤكد لها بعينها قبل صوتها
= معاكي حق فعلا و لو كل حاجه ذكرناها من دي و جربنا نعكسها على الراجل برده هنلاقي انها بتمشي عليه وهو كمان لي حق وان ربنا كان عادل بين الاثنين، بس على أرض الواقع بنفسر على مزاجنا من العنوان ونسيب المضمون…
انتابها المزيد من التوتر والذنب فابتلعت ريقها ولعقت شفتيها سريعًا قبل أن تخبرها بصوتٍ ما زال مذبدبًا من رهبتها بالحديثها الذي كان لصالحها أحياناً واحيانا ضدها، لذلك علقت مُبديه أسبابها
= انا مش هنكر أن كنت اوقات ما بكونش تعبانه بس ببعد عشان كارهه الموضوع وربنا يسامحني.. حتى لو هنقعد مع بعض شويه نتكلم كلام عادي كنت بخاف لا الامر في الاخر يتقلب ويطلب مني الموضوع ده! عشان كده كنت ببعد خالص من الأول وانا بعترف ان انا كنت مقصره جامد في الوضع ده.. بس هو انا كمان هتحاسب عشان كنت بكره العلاقه الزوجيه ؟!.
تطلعت حنين إليها بحاجبين معقودين باهتمام، فردت الطبيبه أمل علي كلامها واضعة هذه البسمة الواثقة على محياها
= حكم كره الزوجة للجماع؟ مفيش إثم على المرأة ده مجرد شعور غصب عنها بتحس بي في نفسها من كرهها للمعاشرة الزوجية، ولو مفيش تقصير في حق الزوج؛ فالكره و الأمور القلبية ما فيش دخل للمرء فيها، عشان كده لا يؤاخذ بها، كما قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا .
كانت حنين على عكسها تمامًا الآن سعيدة بذلك الحديث ومعرفتها الكبيره لتلك الامور التي كان لديها فضول كبير وحماس للغوص فيها اكثر واكثر لمعرفه دينها وما عليها وما لديها، بدأت مسترخية لأبعد الحدود، ثم مطت فمها في إعجاب وأخبرتها بانتشاءٍ
= يعني أفهم من كده الكلمه اللي كنت دايما بسمعها من بابا الملايكه هتلعنك، لما ماما كانت بترفضه وهي تعبانه وهو شاهد على كده.. هي ما عليهاش عذر وكلامه واقعه لان هنا العذر موجود والضرر واقع.. وطبعا الكلام ده يمشي على كل الازواج اللي بتاخدها ورقة ضغط و تفتكر بس ربنا في الحته دي ولما الست ترفض يقعدوا يهللوا ويزعقوا ويقولوا ليها كده الملايكه وربنا غضبان عليكي… لكن اذا ذكرت الشروط اللي انتٍ قلتيها كده ما فيش ضرر عليها وهي ما عملتش حاجه تغضب ربنا بل العكس كمان هو اللي عليه ضرر ان مش مقدر حالتها.. و بيستخدم كلام ربنا غلط كلوي دراع ولمصلحته .
أكدت عليها الدكتورة أمل مبتسمة
= بالظبط كده برافو عليكي كده بداتي تفهمي الموضوع ماشي ازاي، وبنسبه كبيره اصلا لو سالتي الرجاله على كل ده ولا هتلاقيهم عندهم علم بكم التفسيرات دي والمعني الصح لكلام ربنا… هم بس حافظين الملايكه هتلعنك والشرع محل أربعه.. وحتى اصلا فكره الزوجه الثانيه مباحه بشروط معينه!! ولو ما وقعتش
الشروط دي هو اللي عليه الذنب هنا.
❈-❈-❈
لم يغفل طارق عن استغلال أي فرصة للتعبير لحنين عن حبه خلال تلك الهدنه والاستعداد لعودتها الى حياتهم من جديد بالتدريج مثلما نصحتهم الطبيبه، حتى أنهم أوقات كانوا يذهبون الى المنزل في السر ليقضون وقت قليلا مع بعضهم البعض لتطبيق العلاج و التقرب بينهما بالمداعبه وبث اشواق شغفه لها دون تقرب كامل وبعدها تعود ببساطه الى منزل أسرتها وهكذا تكرر الأمر عده مرات..
تأملت حنين الغرفة من حولها مرة أخرى باشتياق حقيقي، فمن كان يصدق بانها سوف تشتاق الى ذلك المنزل وتلك الغرفه بالاخص التي كانت تشهد على غراميتهم سوا دونا تبادل منها وهروبها في بعض الأحيان من العلاقه؟ لكن الآن هي هنا برغبتها وتبادل إياه أيضا القليل من شغفه ومداعبته..
كانت جالسه فوق الفراش وهو جانبها يضمها إلي صدره، تحسست الملاءة بأصابعها ثم التفتت نحوه لتجده يبتسم إليها بحب ثم
أمـال طارق برأسه وانحنى بجسده على بطنها ليقبل إبنه الذي تحمله في أحشائها بعد بروز بطنها قليلاً فهي أصبحت في الشهر الخامس….
ثم رفع وجهها إليه و مسح بكفه على وجنتيها برفقٍ و همس لها بنبرته الخافتة
= هنعرف بكره ولد ولا بنت مش كده؟ متحمسه زيي ولا مش فارق معاكي يجي اي حاجه
اتسعت ابتسامتها قليلاً مؤكدة بلطفٍ
= كل اللي ربنا يجيبه كويس يا طارق اهم حاجه يكون سليم معافى! بس لا متحمسه زيك فعلا اعرف هجيب ولد ولا بنت عشان كمان بالمره نبدأ نجهز اللبس وكل حاجه لي.
هز الآخر رأسه بتفهم ثم رد بجدية
= حنين نفسي لما اسالك عن اي حاجه تجاوبيني باللي حساه فعلا حتى لو مش مبسوطه قولي بس مش عاوزاك تمثلي عليا زي زمان!
تشنجت قسماتها بندم عندما تابع حديثه قائلاً
= انا لحد دلوقتي زعلان منك أوي أنك كنتي بتمثلي انك مستمتعه معايا بسبب نصيحه مرات اخوكي دي ولا هروبك مني طول الوقت ولما كنتي بتتلككي على اي حاجه عشان تبعدي عني… أهو رغم عذابي وقتها بس كان عندي اهون من انك ما تكونيش صريحه وتمثلي احساس مش حساه وانتٍ قرفانه مني
ضغطت على شفتيها وردت بتوترٍ وهي تفرك أصابعها معًا
= والله ما كنت راضيه على اللي بعمله وكنت زعلانه ومتضايقه من نفسي اكثر منك، بس كنت عاوزه اسعدك باي طريقه والله كنت بتصعب عليا كثير أوي وبحس انك ما لكش ذنب ومش عارفه انا مالي ولا اعمل لك ايه… حقك عليا سامحني .
أجاب بعشق وهو يتأمل صفحة وجهها الجميل
= ولا يهمك يا حبيبتي طالما مش هتعمليها تاني.. ومش هتخبي عني حاجه وهتكوني صريحه في كل حاجه
أشرقت نظراتها هاتفة بنعومة جاده
=لا خلاص ما تقلقش عمري ما هعمل كده تاني امال انا بتعالج ليه مش عشان احاول اسعدك وانا حاسه بكده فعلا.. واحس بكل لمسه منك ان انا بشتاق ليها وابدلك كل الأحاسيس دي وهي طالعه مني بجد .
التوى ثغره ببسمة عذبة وهو يقول بغموض
= تعرفي ان انا كنت بحس أن متجوز واحده نص عذراء؟!.
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب متسائلة بحرج
= إيه التشبيه ده مش فاهماه وبعدين ما انا من تاني يوم حصل بينا علاقة يبقى ازاي لسه عذراء؟!.
احتجزها بين ذراعيه و بنظرة أرجفت جسدها
وقلبها معًا، وتمتم أمام شفتيها
= تؤ نص عذراء في فرق! كنت دايما بحس ان في حاجه ناقصه وما عملتهاش معاكي و ناقصني كتير أوي حب واهتمام وأن أحس بيكي وانتٍ معايا حتى لو عملنا علاقه كامله وفقدتي فيها عذريتك بس كنت كل مره بلمسك فيها بحس كأنك لسه عروسه.. او لسه بختمك زي ما بيقولوا، عشان كده سميتك نص عذراء.. !.
ابتعدت عنه وتطلعت إليه بحب وابتسمت بشدة بينما هو اجتذبها بين أحضانه من جديد يغرقها بطوفان قبلاته وبين كل قبلة وقبلة يُلهب بها مشاعرها كأن يخبرها بشوقه إليها.
❈-❈-❈
شمل من حوله بنظرة منزعجة قبل أن يزفر من جديد واليأس مستبد به، لم يكن هناك أدنى ابدأ من أنه يحاول الاندماج مع ما يحيط به بعد عودته الى أولاده بعد تلك السنوات الماضية لكن وجد منهما حاله جفاء وتجاهل سيطرت علي الجميع.. لذا سدد نظراته عليهم وقال بحنان زائف
= يعني ما حدش منكم قرب يسلم عليا؟ إيه ما وحشتكوش؟ ايه يا محمود.. وانتٍ يا حنين يا بنتي مش كنتم دايما نفسكم اجي اشوفكم وبتبعتوا لي كثير ما انا اهو قدامكم !.
رد محمود بنفس طريقته المتعجرفة الذي كان يتعامل بها معه كلما حاول اللجوء اليه في مشكله ما
= آه صح كنت ببعتلك عشان تيجي فرح بنتك وتكون جنبها في يوم زي ده وانت اخذتني على قد عقلي وقلتلي هشوف ظروفي بدل ما تفرح زي اي اب ان بنتك هتتجوز وتسيب اللي وراك واللي قدامك وتيجي تشوفها.. على العموم انا فهمت وقلت لهم ما حدش منهم يحط أمل انت مش جاي وخلاص نسيتنا وطلعتنا من حساباتك .
توتر قليلاً ثم أجاب محاوله اختراع اسباب وهميه
= لا الموضوع مش كده يا ابني انا فعلا كنت مشغول و…
تطلعت نحوه زوجته بنظراتها ثم سلطتهم على اولادها وبالأخص حنين التي غرق وجهها في الحزن، لتقاطعه بعتابٍ
= بقول لك إيه يا عبد الحميد احنا عرفنا ان مراتك طردتك من البيت بعد ما كتبت كل حاجه باسمها و بناتك ما سالوش فيك.. و المنطقه كلها ما وراهاش سيره غير الراجل العبيط اللي ضحكت عليه مراته ورميته وجاي دلوقتي يدور على عياله التانيين اللي بعهم فبلاش وش الحنيه ده عشان مش هياكل مع حد من عيالك واديك شايف بنفسك ما حدش طايقك من ساعه ما دخلت .
شعر عبد الحميد بالصدمه لانها تعرف كل ذلك
لكنه ابتلع ريقه بصعوبة بالغة مرددًا
= طب نفترض كده فيها ايه ما أنا رجعت زي ما كنتم عاوزين و نفسكم وعاوز الم الشمل زي زمان.. وما تقلقوش اذا كان على حقكم انا مش هسيب الوليه دي غير لما اجيب منها كل قرش خدته مني وهعوضكم .
جز إبنه علي أسنانه مغتاظًا وهو يقول بصوت جاد
= ليه حد قال لك ان احنا كنا بندور عليك عشان محتاجين فلوس؟ احنا كنا محتاجين اب.. حد يحمينا لكن امي ربنا يخليها لنا وانا واخويا الله يرحمه، الحمد لله عرفنا نعوض ده وحاجات كتير كانت ناقصانه لدرجه اكتفينا وبقينا عارفين نعتمد على نفسنا ومش محتاجين لحد
هتف الآخر مجدداً بضيق شديد
= ما تنساش يا محمود ان انا ابوك.. ولا انتٍ كمان يا زينب انتٍ لسه على ذمتي لو مش مش واخده بالك
لوت زينب شفتاها باستخفاف وتكلمت بنبرة معاندة للغاية
= تصدق فعلا كنت ناسيه اصل من كتر ما انتٍ كنت بالنسبه لي ولا حاجه، نسيت اطلب منك الطلاق اصلك ولا كنت فايدني ولا منقصني وعلى راي ابنك عشنا سنين طويله لدرجه اكتفينا واتعودنا نعتمد على نفسنا..
اغتاظ عبد الحميد من برود زوجته المستفز، فتقدمت ناحيته ابنته الصغيره ليقول محاوله استعطافها
= ساكته ليه يا حنين يا بنتي؟ هتعملي زيهم وتقسي عليا ومش عاوزه تسلمي على ابوكي حتى.
اشتاطت حنين من سطحية تفكيره فهل معتقد بعد كل قسوته وفراقه والجفاء الذي حدث بينهما بسبب البعد سيكون الجميع في انتظاره هكذا بمنتهى البساطه، لذلك ردت بصلابةٍ
= بحاول افتكر لك اي حاجه عدله تخليني فعلا اغفر لك مش لاقيه والله فعلا ما بجامل انت ما كنش ليك لازمه في حياتنا ولا فاكره ليك اي ذكرى واحده كانت كويسه معانا غير ظلم وافتراء وقله قيمه واهانه اذا كانت علينا ولا على امي.. ويوم ما تحن علينا وتفتكرنا تيجيلنا وانت مجبور عشان مش لاقي غيرنا تتحوج لي، بس للاسف جيت متاخر أوي واحنا ولا بقينا محتاجين لحد ولا عاوزينك .. انا مش فاهمه بجد انت جاي بعد السنين دي كلها ومتوقع هتلاقينا زي ما احنا ونفتحلك دراعاتنا ونقول لك اتفضل؟!.
إساءة تلو أخرى جعلت صدر عبد الحميد يحتقن ويفيض ضيقًا خصوصا عندما تلقاها من أبنته الصغيره ليتقدم نحوها وأمسك برسغها و جذبها بقسوةٍ
= يا قليله الادب يا زباله هي دي تربيتك يا زينب.. بقي أنا يا بنت الكلب ما ليش لازمه في حياتكم وجاي ليكم محوجه؟ انا ليا كذا مكان ممكن اروحه على فكره.. بس انا اللي عملت باصلي وقلت اجي اشوف عيالي واكون معاهم في اخر ايامي .
شعرت حنين بيده تعتصرها بقوة فضمت شفتيها مانعة نفسها من الصراخ آلمًا، لكن تدخلت والدتها بسرعه وهو لا يزال يشدد عليها فأبعدته بقوة عنها وصاحت بتهديدٍ صريح
= مكانك واياك تمد ايدك على البنت ولا على اي حد من عيالي! انا ولادي دول ربيتهم احسن تربيه واللي طلعت بيهم من الدنيا ومن عشرتك المقرفه زيك، فما يجيش واحد زيك على آخر الزمن يعيب في عيالي لا عاش ولا كان، تعرف ايه انت عنهم ولا تعبت معاهم في ايه ولا بيحبوا ويكرهوا ايه في حياتهم عشان تيجي بعد كل السنين دول تقول انا راجع لكم وعاوز الم الشمل.. وبعدين هي غلطت في ايه ما انت لولا اللي عملته مراتك وعيالك فيك ما كنتش هتورينا وشك اصلا
شعر عبد الحميد بالصدمه الكبيره من رده فعلها فلم تكن أبدا من صفات زينب الدفاع عن نفسها أو أولادها والوقوف امامه هو بالاخص من خوفها الشديد منه، ليردد محاوله تخويفها مثل سابقآ
= لا اقدر اعمل اكتر من كده يا زينب ولو كنتي ناسيه عبد الحميد بتاع زمان كان بيعمل فيك ايه افكرك؟؟ الله يرحم ايام زمان لما كنت بصبحك وامسيكي بعلقه ولا كنتي بتقدري تفتحي بقك انتٍ ولا عيالك
ظلت ملامح زينب تسود وهي تزيد من هجومها المشبع بعبارات الإهانة الموجهه له
مع تهديد مبطن
= طب جرب تعملها كده وانا والله العظيم لا همد ايدي عليك واعمل زيك بالظبط و اكتر؟؟ زينب بتاعه زمان خلاص ماتت والبركه فيك ومش بس كده لا كمان هعمل لك محضر عدم تعرض ليا وللعيال.. وخلي عندك بقى كرامه و لو راجل فعلا ارمي يمين الطلاق وما توريناش وشك تاني .
تدخل محمود أيضاً ثم دفعه للخلف هاتفا في حدةٍ
= طب ابقى خليه يعملها ياما وانا هوريه هعمل فيه ايه هي سايبه ولا فاكرني زي زمان هقف اتفرج عليه واسكت؟؟ ما تمشي بقى انا عارف إيه اللي رجعك لينا مش بتقول ليك اكتر من مكان روحيلهم.. و ابعد عننا بس قبل ما تمشي فعلا طلقها زي ما هي عاوزه عشان تكون خلاص قطعت اخر صله بينا وتنسانا خالص من حياتك زي ما احنا نسيناك.
نظر الأب إلي التلاته بأعين حقد وغيظ ثم هتف مرددًا بانفعال ظاهر
= ماشي يا ولاد الكلب هي دي تربيتك بتقوي العيال عليا.. غوره كلكم في 60 داهيه وانتٍ طالق يا زينب… طالق بالتلاته.
لم تعلق زينت بشيء على طلاقها بالحديث وكأنها لم توجه إليه إهانة متعمدة، ثم تجاوزت كل ذلك وأطلقت زغروطه كتعبير عن فرحتها، صدمته حقا وصدمت ابنائها أيضاً من رده فعلها، وبعدها واصلت الصياح الحاد ملوحة بذراعها في الهواء
= خير وبركه يا اخويا و والله العظيم لاهفرق شربات دلوقتي.. ده انا ربنا نجاني من واحد زيك و يلا بقى من هنا روح دور على واحده ثالثه عشان تطلع عليك الجديد والقديم وتجيبلي حقي زي ما الثانيه عملت ؟!.
** ** **
- يتبع الفصل التالي اضغط على (نصف عذراء) اسم الرواية