رواية جبل النار الفصل التاسع 9 - بقلم راينا الخولي
٩
جبل النار
رانيا الخولي
الفصل التاسع
…………….
في الصباح
دلفت أسيل الغرفة بمساعدة أخيها ثم ساعدها على الاستلقاء وسألها
_بقيتي أحسن.
اومأت له بامتنان فهم بالخروج لكنها اوقفته
_سليم؟
تطلع إليها متسائلاً فقالت
_عايزة أسافر اسكندرية مع دادة أمينة، يومين بس.
ظهر الرفض واضحًا عليه وقبل أن يفرضه عليها قالت له برجاء
_أرجوك هما يومين بس محتاجة اغير جو.
فكر قليلًا ولم يستطيع الرفض أمام رجاءها ثم تحدث بروية
_تمام هبقى اخلي عادل يوصلكم ويفضل معاكم لحد ما ترجعوا.
خرج من الغرفة ودلفت أمينة وهي تحمل كوب من الأعشاب الساخنة
_قومي يا أسيل اشربي الاعشاب دي هتريحك.
اعتدلت في الفراش وقالت بلهفة
_يلا يادادة بسرعة جهزي الشنط عشان هنسافر اسكندرية
قطبت أمينة جبينها بدهشة وسألتها
_اسكندرية ؟ وانتي تعبانة كدة؟ وفي البرد ده؟
_لأ أنا بقيت كويسة خلاص يلا بسرعة قبل سليم ما يغير رأيه.
ضيقت أمينة عينيها بشك وسألتها
_في ايه بالظبط ياأسيل فرحتك دي مش مطمناني.
امسكت أسيل يدها وقالت بسعادة
_فاكرة الشاب اللي قابلته على الباخرة وانا راجعة من ايطاليا؟
_اه فاكرة وفاكرة كمان إني قولتلك متحاوليش تقابليه ليكون بيلعب بيكي.
هزت راسها بنفي وقالت بسعادة
_لا أنا اتأكدت من حبه ليا، جاني المستشفى وطلب مني أقابله في اسكندرية قبل ما يسافر.
قطبت جبينها بدهشة وسألتها
_وسليم كان فين؟
_انتي عارفة سليم مش بيحب جو المستشفيات فأكيد كان قاعد في الكافتيريا، ها قولتي ايه؟
ردت أمينة بامتعاض
_لأ يا أسيل مش موافقة.
الحت عليها برجاء
_أرجوكي يادادة أنا كمان حبيته واتأكدت انه مش بيلعب بيا.
وبعدين انا عايزة اعيش سني اللي دفنته ما بين بيت بابا وبيت جدي، عايزة اشوف الدنيا شوية مش هفضل طول عمري محبوسة بين اربع حيطان، وأهو بالمرة تشوفي حازم.
وافقت امينة بعد رجاء وأستعدوا بالفعل قبيل الصباح ثم انطلقت السيارة بهم وقد حالفها الحظ بغياب والدها مع زوجته.
استقلت السيارة مع أمينة والسعادة تغمرها لأول مرة بحياتها
لأول مرة تشعر بأنها طليقة تفعل ما تشاء بعد أن لامس الحب قلبها
بعثت إليه رسالة تخبره بأنها آتية إليه ولم تعرف بأنه وراءها يقود سيارته خلف سيارتها.
وصلته رسالتها فتبسم بسعادة غامرة وهو يقرأها ورد عليها بأخرى
"عارف"
وصلتها رسالته فتسأله بدورها
"عرفت ازاي"
"عشان بيني وبينك مسافة لا تتعدى اتنين متر ولو عايزاني اكون جانبك ثواني وهتلاقيني بشاورلك من العربية"
"انت مجنون"
"هو أنتِ لسة شوفتي جنان سيبي نفسك انتِ بس وأنا هعيشك يومين عمرك ما هتنسيهم"
"مضطر اقفل عشان الطريق هروح البيت اغير لبسي وأجيلك خلينا على اتصال"
في الإسكندرية
وقفت أسيل في الشرفة تنظر إلى البحر بشرود وسعادة عامرة لم تشعر بمثلها من قبل
تشعر لأول مرة أن حياتها أصبح لها معنى لكن شيء بداخلها يسألها
هل ما تفعله خطأ أم صواب؟
هل الاهتمام الذي تراه والنظرات التي تؤكد لها مدى عشقه تستحق تلك المجازفة؟
ماذا إن كان يخدعها؟
ماذا إن كان يفعل ذلك مع كل فتاة يصادفها؟
لا تعرف ماذا تفعل
هل تواصل تهورها
ام تعود قبل ان تفيق على صدمة لن تستطيع ردعها عنها.
انتبهت على صوت أمينة تسألها
_هتفضلي واقفة في البلكونة كتير؟ كدة هتبردي وتتعبي تاني.
التفتت إليها أسيل وقالت بابتسامة حائرة
_لأ متخافيش وبعدين داغر هيعدي عليا دلوقت عشان نخرج مع بعض.
لم تستطيع أمينة الوقوف أمام تلك السعادة التي ظهرت واضحة عليها لذا تركتها تخوض تجربة ربما تكون ناجحة
سمع كلاهما صوت بوق سيارة فعلمت أسيل أنه جاء
فقامت بأخذ حقيبتها وخرجت بعد ان قبلت أمينة..
وقف داغر مستندًا بظهره على السيارة ينتظر مجيئها.
ابتسم حتى بدت نواجذه عندما وجدها تتقدم منه على استحياء وقد ارتدت ملابس محتشمة لا تتوافق تمامًا مع فتاة تربت في كنف الغرب.
كانت ترتدي بنطال و (تيشيرت) بنفس اللون مع سترة سوداء
ظل ينظر إليها حتى وقفت أمامه وقالت بخجل
_هنروح فين؟
تأمل بعينيه عينيها التي احتار في لونهما
_تحبي انتي نروح فين؟
هزت كتفيها وقد شعرت بالاحراج من نظراته وقالت
_مش عارفة أنا معرفش اماكن هنا.
اعتدل في وقفته ثم فتح لها باب السيارة وقال بهدوء
_طيب اركبي.
استقلت مقعدها وجلس هو خلف المقود وانطلق بالسيارة
كانت تنظر من النافذة وعينيها تجوب الأماكن باستمتاع فسألها داغر
_عجبتك اسكندرية.
ردت بحماس
_أوي أوي، تعرف إني اول مرة أشوفها.
رفع حاجبيه مندهشًا فأكدت هي.
_جيت هنا مرتين، بس مكنتش بخرج فيهم، أخري اقعد على البحر ومبعدش عنه.
غزى الحزن صوتها وتابعت بخفوت كأنها تحدث نفسها
_حتى في إيطاليا كنت ممنوعة من الخروج.
كان بيبقى عارف كل تحركاتي وعشان كدة كنت برجع من الجامعة أفضل في البيت لحد تاني يوم.
لاحظ أنها تحدثت بتلقائية وخاصة عندما تابعت
_فى الآخر لقيت إن مفيش فرق بين بعدي عنه وإني اعيش معاه وعشان كدة لما ماما ماتت رجعت على طول.
توقفت السيارة أمام منزل كبير قريب من الشاطىء لا يفصله عنه سوى امتار قليلة وقال لها
_وصلنا.
تطلعت اليه بشك وقالت
_وصلنا فين؟
رد ببساطة
_بيتي.
فتحت أسيل باب السيارة وترجلت منها قائلة
_يبقى فهمتني غلط، بعد أذنك.
ترجل داغر مسرعًا كي يبرر لها
_أسيل استني انتي فهمتيني غلط
وقف أمامها يمنعها من الذهاب وتحدث برتابة
_انا مش جايبك البيت.
أشار بيده ناحية البحر على اليخت وتابع
_أنا جايبك هنا عشان تشوفي اليخت مش أكتر.
نظرت إليه بشك فأكد هو
_وحياتك ما بكدب عليكي، انا هدخل اجيب المفاتيح وانتي استنيني هنا.
وافقت أسيل ودلف المنزل كي يأخذ المفاتيح ثم عاد إليها وهو يشير بها
_عرفتي بقا إني مش بكدب.
أومأت له بابتسامة ثم سارت معه وساعدها على الصعود لليخت ثم سألها
_اتفرجي وقولي رأيك؟
سارت أسيل وهي تستكشف اليخت حتى وصلت للسياج وقالت
_جميل أوي.
تقدم منها يقف بجوارها وينظر للمياه
_طيب بما انه عجبك ايه رأيك في مغامرة صغيرة كدة.
لاح التردد عليها فطمئنها بثقة
_متقلقيش انتي في أمان معايا ده وعدي ليكي.
وافقت أسيل وشرع داغر بتشغيل المحرك وأبحر بها.
تولى داغر القيادة وأخذ ينظر إليها وقد تطايرت خصلاتها بفعل الرياح فجعلت قلبه ينبض بقوة ومشاعر وليده أخذت طريقها إليه
لا يعرف حتى الآن كيف وقع في براثن عشقها بتلك السهولة
كل ما يعرفه أنه عشقها حد الجنون
ترك عجلة القيادة وتقدم منها ومازال مأخوذًا بسحرها
وقف بجوارها مستندا بمرفقيه مثلها فنظرت إليه بابتسامتها التي جعلت قلبه يهدر بعنف وقالت ببراءة
_جميل اوي إنك تعيش الأجواء دي مع حد قريب منك.
هز داغر رأسه بنفي وقد تلاعبت به مشاعره اكثر من براءتها وتمتم بتخابث
_بالعكس أنا لو اعرف كدة مكنتش عملتها.
قطبت جبينها بحيرة وسألته
_ليه بتقول كدة؟ انت مش مبسوط إني معاك.
نظر للمياه أمامه كي يسيطر على تلك المشاعر وقال بثبوت يتنافى تمامًا عمّ بداخله
_بالعكس مبسوط جدًا وده السبب اللي خلاني اقول كدة.
ضيقت عينيها بحيرة
_مش فاهمة.
تطلع إليها بابتسامة ماكرة
_بكرة لما تكبري هتعرفي، تحبي تنزلي المايه.
هزت راسها بنفي وقالت
_الجو برد أوي وبعدين أنا مش بعرف أعوم.
قال بمكر
_اعلمك.
_برضه مش هينفع لأني مش جايبه هدوم معايا.
ابتسم بخبث قائلاً
_تقصدي مايوه.
صلبت ملامحها وقالت بتحذير
_داغر.
رد بدهاء
_انتي ليه دماغك حدفت شمال أنا اقصد مايوه إسلامي ياقمر.
ردت باستنكار
_لأ، لا إسلامي ولا غيره.
داغر باستسلام
_ماشي يا ستي انا هنزل بس اطلع ألاقيكي محضره الفطار لأني واقع من الجوع.
وافقت أسيل ونزل هو للأسفل كي يبدل ملابسه أما هي فقد دلفت المطبخ الصغير وقامت بتحضر الفطار
خرجت بعد قليل واقتربت من السياج كي تبحث عنه لكن لا أثر له في المياه
ذهبت للجانب الآخر لكن لم تجده أيضًا
زحف الخوف لقلبها وتلاعب الخوف بها فنادت عليه
_داغر.
انتظرت لتسمع صوته لكن لا من مجيب
ازدردت لعابها بوجل ونادت مرة اخرى وأخرى حتى توقف قلبها لحظات وقد ساورها الشك بأن يكون تعرض للغرق
وضعت يدها على قلبها واستدرات كي تبلغ لكنها اصتطدمت بصدره العريض مما جعلها تبتعد وتصرخ بفزع
_بسم الله إيه يا أسيل مالك اتخضيتي كدة ليه؟
تطلعت إليه بغضب وقالت بصوت مهزوز
_كنت فين وسايبني انادي عليك.
اندهش من ارتعاشتها
_كنت تحت المايه ومسمعتش صوتك إلا مرة وخرجت على طول.
ابتسم قائلاً بمزاح يخفف به وطئت خوفها
_ايه افتكرتيني غرقت؟ ده حتى عيبة في حقي.
تطلعت إليه باحتدام
_انت بتهزر؟ انت عارف انا خفت عليك قد ايه؟
رفع يده ليمسح على وجنتها وسالها بمكر
_لأ معرفش.
ازاحت يده بعيدًا وجلست على الأريكة بامتعاض منه
_ لا كدة انتي محتاجة جلست صلح ثواني هاخد شاور وأجيلك.
نزل داغر للأسفل وتركها بغضبها منه لوقت طويل حتى تغلب النعاس عليها ونامت رغمًا عنها.
وحينها خرج داغر فيجدها جالسة على الأريكة تغط في نوم عميق
تقدم منها وعينيه تلتهم ملامحها بعشق جارف
تلك الحورية التي خطفت أنفاسه من النظرة الأولى وجعلته يسقط صريعاً لها
ابتسم بحب وتقدم منها يحملها بروية كي لا يزعجها
ثم نزل بها لغرفة النوم ووضعها بتروي على الفراش.
أخرج الغطاء من الخزانة ثم وضعه عليها وأغلق الضوء ثم صعد للأعلى.
دلف المطبخ وهو يشعر حقًا بالجوع والنعاس مثلها، شعر برغبة ملحة بأن يشاركها الفراش ويغمض عينيه على وجهها الذي بات يعشقه لكنه احجب تلك الرغبة كي لا يزعجها
دلف المطبخ فوجدها قامت بعمل (سندوتشات) خفيفة كما يفضلها
هم بأخذ واحدٍ منها كي يتناوله لكنه رفض وقرر أن ينام مثلها وعند استيقاظهم يتناوله معًها
دلف الغرفة المجاورة وقد كانت اصغر بكثير كأنها مخصصة للأطفال ثم أستلقى على الفراش ومازالت تلك الرغبة تراوده
ظل يتقلب في الفراش ورغم النعاس إلا إنه لم يستطيع النوم بسبب افكاره.
يبدو أنه اخطأ حقًا في مجيئهم وحدهم.
وبعد فترة طويلة استطاع التغلب على تلك الرغبة وراح في سباته.
❈-❈-❈
فتحت أسيل عينيها فتمر لحظة حتى استوعبت وضعها
نهضت مسرعة وعينيها تستكشف المكان
من الذي جاء بها إلى هنا
ساورها الشك وأخذت تتأكد من ملابسها.
ازاحت الغطاء ونهضت من الفراش ثم خرجت من الغرفة
فتتفاجيء بتأخر الوقت وقد شارفت الشمس على المغيب
اسرعت بالنزول وطرقت على الباب الآخر وهي تناديه
_داغر.
فتح داغر عينيه فزعًا على طرق الباب فنهض مسرعًا يفتحه فإذا بها أمامه
_ايه ياأسيل في ايه حد يصحي حد بالشكل ده؟
رفعت الهاتف أمام وجهه وقالت بغيظ
_انت عارف الساعة كام؟
دقق النظر فينصدم عندما وجدها الخامسة
فتمتم بدهشة
_معقول نمنا كل ده؟ طيب هغير هدومي ونرجع.
وقف خلف طارة القيادة ينظر إليها بين الحين والآخر بغيظ
_كان هيجرى ايه لو صبرنا شوية لحد ما فطرنا حتى.
تطلعت أسيل في ساعتها وقالت بغيظ
_المغرب اذنت وحضرتك عايز تفطر؟
_يا ستي نعتبر نفسنا في رمضان ولا شكلك مكنتيش بتصومي في ايطاليا.
ردت بغيظ منه
_لأ طبعاً كنت بصوم، جدو وماما مسلمين على فكرة.
تطلع إليها بمكر وقال
_طيب ما تيجي نمثل اننا في رمضان ونروح عندي البيت تحضريلي الفطار باديكي الحلوة دي ونفطر في اوضتي.
زمت فمها بغيظ وتمتمت
_على فكرة انت سافل.
هز داغر رأسه يدعي براءة مزيفة وقال بحيرة
_انا مش عارف ليه دماغك بتحدف شمال انا والله قصدي شريف، عندي تراس في الاوضة بتاعتي هواها بحري وايه! من الآخر.
زمت فمها بيأس منه ثم نهضت عندما
رسى اليخت على الممر وهمت أسيل بالنزول منه لكنه منعها
_اهدي يابنتي كدة ممكن تقعي
تقدمها داغر ثم ساعدها على النزول وسار بجوارها حتى وصلوا للسيارة
وقف امامها وقال بشغف
_ماتيجي نتعشى مع بعض في مطعم قريب من هنا.
تطلعت إليه وهي تقول بأسف
_مش هينفع اتاخر عن كدة، زمان دادة قلقانة أوي.
_طيب ايه رأيك نقضي بكرة مع بعض انا شايف ان اليوم ده ميتحسبش، وبعدين في حاجة غالية عندي اوي عايز اهديهالك.
لمعت عينيها بسعادة وسألته
_ايه هي؟
_بكرة ان شاء الله هتشوفيها، بس لو مصرة تعالي معايا اوضتي تشوفيها هناك.
ضحك داغر عندما وجدها تفتح باب السيارة وتدلف بها قائلة
_لأ مش مستعجلة.
انطلق بالسيارة وعاد بها إلى المنزل وقبل ان تترجل منها قال برجاء
_هستناكي بكرة في نفس الميعاد.
فكرت قليلا ثم تحدثت باقتضاب
_هحاول.
عادت أسيل إلى المنزل فوجدت أمينة تنتظرها على أحر من الجمر
وعند دخولها سألتها بحدة
_ممكن اعرف ايه اللي اخرك لحد دلوقت؟ وكمان قافلة تليفونك؟
تمتمت أسيل بأسف
_معلش ياداداة بس الوقت اخدنا ومحستش بيه والمكان مكنش فيه شبكة.
عقدت أمينة حاجبيها بشك
_ليه كنتوا فين؟
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت برهبة
_كـ..كنت معاه على اليخت.
اتسعت عينيها بصدمة
_لوحدكم؟
أومأت أسيل بصمت دون التفوه بكلمة فتحدثت امينة بعتاب
_هي دي تربيتي ليكي ياأسيل! ولا السنين اللي عيشتيها برة خلتك تنسي اللي زرعته جواكي.
رمشت بعينيها مرات متتالية وتمتمت بنفي
_دادة انا معملتش حاجة غلط وبعرف اوقف أي حد عند حده، لو تمادى معايا هوقفه متقلقيش عليا.
_وتفتكري لما تبقوا لوحدكم وفكر يعمل حاجة انتي هتقدري تدافعي عن نفسك.
أكدت بثقة
_ايوة يادادة أعرف، وبعدين داغر انسان كويس جداً ولو في دماغه حاجة كان عملها لما كنا مع بعض في الجزيرة
لاح الرجاء بعينيها وهي تتابع
_أرجوكي يادادة أنا عايزة أعيش لنفسي مرة واحدة بس، أنا اول مرة أحب مختبرتش الإحساس ده قبل كدة وعايزة اعيشه مع الانسان اللي اخترته واختارني.
تأثرت أمينة بحديثها ثم قالت بمحايدة
_يابنتي هو انا مش عايزاكي تفرحي بس انا بقول نحكم عقلنا ومننجرفش ورا مشاعرنا
متعمليش زي الحصان اللي عاش عمره كله محبوس وأول ما فتحوا القفص له جري ومعرفش هو رايح فين ولا طريقه ده أخره ايه.
دنت منها أسيل لتحتضنها وقالت بحب
_متخافيش عليا، كل حاجة علمتهالي محتفظة بيها ومش هغيرها.
ربتت امينة على ظهرها
_ولو مخفتش عليكي انتي هخاف على مين، ربنا يبعد عنك شر النفوس ويحميكي يا بنتي.
❈-❈-❈
•تابع الفصل التالي "رواية جبل النار" اضغط على اسم الرواية