رواية رجوع الى الهويه الفصل التاسع 9 - بقلم شيراز القاضي
٩&
الحلقه التاسعه 💚
دخلت مليكه غرفتها لتستعد الي تلك النزهه ..غيرت ثيابها الي فستان اسود خفيف ليساعدها علي الحركه مع حذاء رياضي كذلك وابقت حجابها الرمادي علي رأسها
نزلت الي الاسفل بعد ان استعدت لتجد سام في الاسفل ينتظرها وقد تحرر هو الاخر من زيه الرسمي !..
كان سام هو من يقود السياره. فإبتعدت مليكه حتي التصقت بالباب المجاور لها بحركة جعلت سام يقظم غيظه ليكمل خطته ...ظنت مليكه انها ستشاهد اثارا مثلا ..ملامح المدينه ..لكن ما حدث هو انه اخذها الي مول تجاري ..قطبت حاجببها لكنها سارت معه بصمت لتجده وقف فجأه في الطابق الثالث وهو ينظر لها بحماسه ليقول بفخر مشيرا الي احدي المتاجر
: هذا اول متجر افتتحته لعرض الازياء وبيعها...الان هو من اشهر المتاجر الأزياء في اسبانيا.. تعالي .
دخلا معا لتنظر الي الملابس. المعروضه وتركته هو يحيي من يعملون هنا...لاحظت منذ اللحظه الاولي لمسته في المكان ..المحل كان من اللون الاسود والفضي وهو يحب مزجهما معا ..طريقة عرض الثياب الانيقه والمختلفه عن كافة المتاجر التي رأتها وهي قادمه ..شردت قليلا وهي تتنقل بين الثياب لتفاجأ به يقابلها وهو يمسك بفستان صيفي من اللون الزيتوني بدا في يده كالزمرد قائلا
:الجو حار للغايه.. خذي هذا الفستان افضل وسوف اذهب حالا لأحضر وشاحا لشعرك وستره قصيره لكي لا يظهر ذراعيك.
ظل يلح عليها طويلا حتي ترتديه بدلا من ثياب الحداد التي لا تتركها تلك حتي اقنعها اخيرا ان حزنها عليه لا علاقة له بالثياب !
ارتدته علي مضض هو والوشاح الذي اصبح حجابا واصبحت جاهزه لتخرج من غرفة التبديل ناظرة اليه بنفاذ صبر اعقبته بنظرات ضيقه حين وجدته يحضر في يده ثيابا اخري وهو ينظر لها مبتسما بإعجاب فقالت:
ما كل هذه الثياب!
قال لها :
تريدين ثيابا محتشمه لكي ذلك..ها هي كل ذي محتشم صممته بين يديك..لكن حبا بالله كفي عن ارتداء اللون الاسود ..او علي الاقل ارتديه مره وارتدي الاوان مره!
وبعد نقاش طويل وافقت هي علي مضض لينتهي اليوم بسلام
حين انتهيا من امر الثياب ..خرجا من المول بإتجاه السياره ليأخذها الي المحطه التاليه!
كانت عباره عن مطعم. شعبي فقال لها
:
اصابني الجوع ..لنأكل فهذا المطعم هو عشق بالنسبة لي .
دخلا المطعم وسط الترحيب الشديد من معظم المتواجدين فتعجبت هي من معرفتهم له جلسا علي طاوله قريبه من البحر وكادت ان تسأله شيئا ليقاطعها مجيئ فتاه بدت اكبر منها قليلا احتضنت رقبة سام بيديها لترفع مليكه حاجبها حين وجدته مبتسما بإتساع وهو ينظر اليها ويضع كفه علي يديها وهما يتحدثان بحماس كبير لتنظر الفتاه بتحفظ نحو مليكه ليقول سام
:
انتظري لأعرفك ..هذه مليكه ابنة خالتي صوفيا وهذه ريتا ..زميلتي في العمل سابقا .
لتقاطعه ريتا قائله
: وشريكته في الاستعراضات الراقصه .
اتسعت عينا مليكه من هذه الجمله ليضحك سام بصخب علي ملامحها ليقول
:
حين كنت مراهقا اتيت للعمل هنا سرا كنادل في الصباح وفي المساء انا وريتا كنا نقدم عروضا راقصه .
ثم اكمل كلامه مع ريتا ومليكه تنظر لهما بجمود وهي تريد الرحيل من هذا المكان بأي ثمن .
افاقت علي اصوات التشجيع حولهم التي تدعوهم للرقص كما الأيام الخوالي ! في البدايه ظنت انه سيرفض بلباقه لكنه فاجأها حين سحبت ريتا يده ليذهبا معا الي حلبة الرقص ليرقصا معا الفلامنجو ثم السالسا وبدا علي سام الاستمتاع الشديد وكل من في المكان يشجع هذا الثنائي!
انتهيا من الرقص بين التصفيق الحار ليعود كلا من سام وريتا الي الطاوله ..اختار سام الطعام الذي سوف يتناولاه لتذهب ريتا لتجلب له طلبه ..ما ان رحلت حتي نظر مبتسما الي مليكه ليقول
:
كانت اجمل ايام حياتي التي عملت بها هنا!
ضيقت عينيها لتقول
:
انا لن اتحدث عن كونها احتضنتك هكذا وانت رحبت بها بل وراقصتها ايضا ولكن الا تخشي علي سمعة العائله بفعلتك تلك!
قالتها بسخريه فهو دائما ما يقول اشياء من هذا القبيل ..سمعة العائله ..مظهر العائله ..اموال العائله !
التقط هو سخريتها ليقول لها
:
حبا بالله وما الذي فعلته ؟! لقد رقصنا قليلا فحسب .
صمتت لمعرفتها ان الجدال معه سيكون عقيما لتجد ربتا عادت اليهم وهي تحمل الطعام ويساعدها نادل اخر وبعد ذهابه جلست معهم من جديد وهي تتحدث الي سام وهي توجه له نظرات اصابت مليكه بالشك
غادرت بعدها لتتابع عملها لتقول مليكه
:
الا تري ان طريقة تعاملها معك مبالغ بها قليلا!
ضم حاجبيه بعدم فهم لتكمل
:
اعرف انكم تعتبرونه عاديا ..مصافحة النساء واحتضانهم اثناء السلام والجلوس علي هذه المقربه ..لكن الم تلحظ انها تبالغ !!
مضغ سام الطعام الذي بفمه لتخرج منه ضحكه خافته ليقول
:
انا وريتا كنا معا لفتره .
ارتفع حاجب مليكه وهي تطلب منه توضيحا ليقول
:
كنا علي علاقه لكنها ابتعدت وحدها فجأه وانا لم الح عليها .
قالها بلامبالاة اصابتها بالغضب لتقول :
اي نوع من العلاقات!
اتسعت ابتسامته ليقول
: كانت حبيبتي يامليكه ماذا بك!
اشتغل الغضب كثر في عينيها لكنها عادت للصمت
ليقول هو متنهدا :
اجابة سؤالك ..اظنها تريد اعادة الامور بيننا كما كانت في الماضي ..لذلك تتودر الي من جديد .. لكن في الحقيقه لم اعد اشعر ناحيتها سوي بالاخوه والصداقه فقط!
اومأت بصمت وهي تتابع طعامهم ليقول سام :
مليكه! لما لا تحاولين الخروج من هذا السجن الذي سنجنت به نفسك!
نظرت له بضيق ليكمل
:
اعني انه قد مات وحقك ان تحزني عليه لكن..من كلماتك انه لن يكون سعيدا لرؤيتك هكذا !..استمتعي بالحياة مليكه! لازلت صغيره علي كل هذا! ..ليكمل بإنزعاج ..وابدأي بهذا الشيء فوق رأسك الذي انا واثق انه يجعلك تتصببين عرقا !
عادت شرارات الغضب الي عينيها من جديد لتقول له بغضب وهي تنهض من مكانها
:
اخبرني اذا ان هدفك من بداية هذا اليوم هو ان تجعلني اخلع الحجاب!
..قامت بضرب الطاوله بيدها لتصرخ بصوت لفت النظر لهما
:
هذا لن يحدث ولو علي جثتي !
ثم تحركت لتغادر. فذهب هو خلفها بسرعه يحاول ايقافها فقام بجذبها من يدها فقامت هي بسحب يدها بعنف وغضب ليقول لها بغضب هو الاخر
:
ماذاا هل لدغتك افعي! انا فقط امسكت يدك لكي اوقفك ليس الا ثم ما المشكله في اظهار شعرك! وارتداء ملابس ملونه ومناسبه لعمرك ..لم اطلب منك ارتداء شيئا فاضحا .
انهي كلماته وهو يتنفس بحده وهو يراقب ارتجافها من الغضب والخوف من صوته الغاضب لتقول بإرتجاف
:
اريد العوده الي القصر ..رجاءً !
عادا بالفعل معا بصمت متوتر وما ان وصلا حتي خرجت مليكه بسرعه من السياره ليبقي هو في مكانه يتأملها بغضب ويأس وهو يدرك انه عاد الي نقطة البداية معها
Sheraz Elqady
•تابع الفصل التالي "رواية رجوع الى الهويه" اضغط على اسم الرواية