رواية لا تقولي لأ الفصل التاسع 9 - بقلم زينب سمير
9..
'مهما كاران حبك.. الأولوية هتكون دايمًا للينا في حياته'
كلمة خرجت بعفوية من شارف وهو بيكلمها كعادته أخر فترة، كل كلامه ليه نفس الدلالة، مهما روحتي وجيتي.. لينا هي رقم واحد في حياة كاران
عمرك ما هتعرفي توصلي لمكانتها.. أضايقت؟ غارت!
إيد اتحطت على خدها يمسد عليه بحنان وبإهتمام- أية اللي شاغل عقلك؟
بصتله ببسمة خفيفة وهزت راسها بـ لا، حتى لو كلام شارف صح مش هتوقف عقلها عند النقطة دي، هي إلى حد ما بقيت فاهمة صداقتهم، وأهميتها.. وإنها نوعًا ما معقدة
بص لساعته و- مش يلا..
جـه يقف ويمسك إيدها أنتبه لصوت فونها بيرن ولمح اسم المتصل، بصله بحاجب معقود للحظة قبل ما تعمل هي الفون سايلنت وتبصله.. تهز راسها بإيجاب وهي بتلم حاجتها
سحب الفون من إيدها يفتحه يبص فيه بنوع من الضيق و- دا شارف، أية كل المكالمات اللي بينكم دي! بيرن عليكِ كل يوم تقريبًا
بصلها بنظرات محتدة، منتظرة تفسير وهو حاسس بالغليان
شاورتله يهدأ، فبنبرة صوت عالية نطق- عايز تفسير حالًا، أية اللي ممكن يكون بينك وبينه علشان يرن كل يوم عليكِ ومن غير ما أعرف!
كتبت- مفيش حاجة هو بس بيكلمني يفضفض معايا، بيستغل إني مش هقدر أتكلم وأرد عليه أخري أسمعه ودا بيريحه، مفيش أي حاجة تانية غير كدا
كرر بإستنكار- كل يوم..
كمل- عمومًا انا ليا كلام معاه
جـه يمشي مسكت إيده وهزت راسها بـ لا، هو بعصبية- متقوليش لا.. حتى لو مفيش بينكم أي حاجة ودا أكيد، هو عارفني.. عارف إن حاجة زي دي هتضايقني
إني مبسمحش لأي حد يقرب من حد بحبه بأي دافع ولا بأي طريقة، هو عارف دا كويس
كتبت- هو محاولش يخالف دا صدقني.. شارف عنده مشكلة ويمكن أنا أقدر أساعده فيها!
عقله رافض دا، بيلعبوا؟ بيمثلوا؟ في أي لحظة وكل حاجة هتقف؟
لحد ما تيجي اللحظة دي، هو حاليًا بيتعامل إنها حبيبته، يبقى من حقه يتصرف على الأساس دا
- يحل مشكلته بعيد عنك
مسكت إيده تاني بإستجداء، تستحلفه، تهديه، ملامحه سكنت شوية!
جاله إتصال قطع دا كله، كان لينا- أيوة يالينا
لينا- اتأخرت أوي انا وشارف مستنينك
هو عايز يقابله وحالًا، نطق بإستعجال وهو بيسحب حاجته وحاجة كاميليا ويسحبها هي كمان وراه- جايلك حالًا
وجهته هناك لحاجة واحدة.. يواجه شارف
إدراكها مختلف، نسى كل حاجة لمجرد أتصال من لينا!
شارف معاه حق، لينا هي الأولى دايمًا في حياته
حتى نسى الموضوع اللي كانوا بيتكلموا فيه
إتنهدت بسكون وهي بتبص للطريق قدامها
****
بعد ساعة، دخل كاران عليهم وباين عليه العصبية، قرب من شارف ومسكه من ياقته بعنف يوقفه علشان يواجهه و- بتكلم كاميليا لية؟
لينا- في أية ياكاران سيبه، وبعدين هو هيعوز منها أية يعني علشان يكلمها!
حط شارف إيديه على إيد كاران يوقفه و- هي قالتلك؟ وعدتني مش هتتكلم
ضحك في أخر كلامه بسخرية، شـده كاران بعنف أشـد و- مقالتش مكنتش هعرف لولا إني شفت أتصالك بالصدفة، بص للينا وهو بيشاور عليه بإتهام و- بيكلمها كل يوم وبليل متأخر
لينا بمشاكسة- أية عجبتك انت كمان فقولت تدخل على الخط مع كاران؟
ضحك شارف و- هي فكرة مش وحشة
لكمه كاران على وشـه و- أبقى فكر تعملها كدا
بصتله لينا بإستنكار- في أية ياكاران أحنا بنهزر، وحتى لو مش بنهزر أية اللي مضايقك أوي كدا!
أحنا خطتنا ندمرها مش مهم بأي طريقة المهم دا يحصل
بعد شارف إيد كاران عنه أخيرًا اللي رجع يتكلم بصوت مكتوم بغضب- يبقى هي كانت داخلة دماغك من الأول لما عرضت إنك تاخد مكاني.. ولما رفضت قررت تعمل دا من ورايا، أنت عينك عليها
لينا- انت مالك بتتكلم كدا وكأنها حبيبتك بجد، فوق ياكاران كل دا لعب في لعب، حتى لو شارف حب يلعب بيها شوية عادي يعني
زعق فيها- لا مش عادي، الدنيا مش هتمشي على مزاجك كل مرة يالينا، المرة دي لا، أنا وبس اللي هتعامل مع كاميليا
وأنت..
بص لشارف و- هتمسح رقمها من عندك وهتبطل تكلمها
شارف بلا مبالاة- لو دا هيريحك هعمل كدا
كاران- بس قبل دا كله هتقولي اية الغرض من أنك تكلمها اصلًا، فعلًا كنت عايزها؟
الفكرة هتجننه، مش قابلها، مهما حاول!
ومش لاقي تفسير لغضبه الغير مفهوم دا
هيقول شارف إنه بيرتاح لما بيكلمها؟ معتبرها أخته؟ حد بيصفي عقله معاه قبل ما ينام فبينام بسكون بعدها؟
أو إنها حد فكر للحظة إنه يستخدمه ك بيدق في ساحة المعركة اللي ما بينه هو وكاران حتى لو كاران نفسه مش عارف حاجة عن الحرب دي من الأساس؟
بيدق يكون في صالحه، يجنن بيه كاران زي دلوقتي كدا
مهما كان.. هو حقق المراد
يمكن هيفتقد الإتصالات اللي دايرة بينهم، الراحة اللي بيحسها لكن كاران أولى وأهم
هيبعد، بس مفيش مانع إنه يزيد شوية نار على البنزين قبل ما يعمل كدا!
هز كتفه بجهل مصطنع و- مش عارف!! أنا مش عارف لية بكلمها بس كنت عايز..
قرب منه كاران بهجوم مرة تانية لكن المرة دي لينا وقفت في وشـه و- كفاية لحد هنا.. كفاية أوي
لف بضهره وبدأ يمسح وشـه بكفه كذا مرة يحاول يتحكم في عصبيته
جـه صوت لينا- الحكاية طولت وبوخت أوي، ولو كملت على كدا هتخسرنا بعض، أحنا لازم ننهي اللعبة دي ياكاران
بصلها بتفاجئ،.. و- دلوقتي؟
أومأت بـ آه و- كاميليا وصلت للمرحلة اللي أحنا عايزينها توصلها، الكورة بقيت في ملعبك، قدامك يومين، تنهيها فيهم بالطريقة اللي تعجبك، زي ما أحنا متفقين من الأول
بصلها بسكون للحظات قبل ما يهز راسه بتمام ويسيبهم ويمشي
فضلوا الأتنين يبصوا لمكان أختفاءه بهدوء مُريب
- متكرريش اللعبة دي تاني
بصتله بتعجب وبسخرية قالت- دا شكل كاميليا فعلًا علقت معاك
كرر بنفس الجدية- متكرريش اللعبة دي تاني يالينا طالاما مش قادرة تستحملي قرب أي حد من كاران،
بص في عيونها، كانت بتسمعه بملامح جامدة مفيهاش معالم ولا تعابير و- طالاما قرب أي حد منه هيخليكِ تدمريه حتى لو بقيتي مش عايزه دا، زي ما حصل مع كاميليا
كلامه مش مفهوم لأي حد غير ليها هي وبس
لكنها قررت تتظاهر بالتجاهل، بلا مبالاة.. بعدم الفهم!
- يلا علشان تروحني وتقولي بالمرة لية كلمتها
- لنفس السبب اللي بيخليكِ كل يوم تكلميها وتتعاملي معاها حتى لو من ورانا
الراحة اللي بيحسوا بيها معاها، الآلفة، النقص اللي بيكمله وجودها
حاجات فكروا عمرهم ما هيلاقوها، ولقيوها معاها!
حتى كاران لقاها، من غير ما يحس..
****
تاني يوم، وصلوا المدرسة سـوا، جت تنزل مسك إيدها يوقفها، بصتله بإستفسار بدأ يحرك إيده بعشوائية، حركات ذات معنى، ضحكت بعدم تصديق وكتبت- من أمتى بتعرف لغة الإشارة؟
- قريب، بدأت أتعلمها علشانك
أرتسمت بسمة خفيفة على ملامحها وكتبت- بص أنا مفهمتش حاجة من اللي كتبته، بس مبسوطة..
بصتله بعيون لامعة بحب.. أبتسم ليها، عارف إنها مش هتفهمه، لأنه بنفسه تعمد يخطئ، كان عايز يوصل رسالة.. متوصلش!
فمكنش قدامه حل غير دا!
المرة دي شاور صح- بحبك
ردت عليه بنفس الإشارة- وأنا كمان
لكنه مبصش لإيدها، بص لعيونها كان مهتم يشوف هناك الأعتراف زي ما متعود، عيونها تحكيله، بس ملقاش!
الباب أتفتح وسحبت لينا كاميليا من العربية وبمرح- كفاية عليكم كدا بقالنا ساعة مستنينكم
نزل وشارف قرب منه يحاوط كتفه بغلاسة و- متزعلش بقى أنا كنت بهزر ومش هكررها
بصله بطرف عينيه فكمل- والله ما هكررها
هز راسه بتمام.. لكنه لأول مرة في خناقة بينهم ينهيها وهو حقيقي لسة مش صافي!
لسة مضايق!
همس شارف وعيونهم سـوا على لينا وكاميليا اللي بيبعدوا عنهم- هتعمل أية؟
مردش عليه.. عيونه عليها وبس
هو نفسه بيفكر، هيعملها أزاي؟
في الفصل، قاعد كاران جنب كاميليا باين عليه الإندماج معاها على الأخر ولينا وشارف وراهم بيبصولهك، قرب شارف منها وبهمس- شكله مش يوم التنفيذ
بص لملامح لينا، متغيرة، جامدة، بتشـد على قبضة إيدها أوي، بتـدوس على أسنانها بعنف، أعراض عارفها، مسكها من كتفها بسرعة يتحرك بيها لبرة وهو بيهمس بقلق- لينا أهدي تمام.. مفيش حاجة، لينا أنتِ سمعاني
خرجوا من الفصل بطريقة تلفت إنتباه الكل حتى كاران اللي محطش في دماغه أوي وكمل كلام مع كاميليا اللي لفت وشـه بإيدها ناحيتها تكمل كلام بحماس
في المخزن، لينا واقفة ومشاهد بتتكرر في دماغها من غير ما تحس، كل لحظات قرب كاران من كاميليا في أخر فترة، كلامه، أهتمامه في أوقات حتى مش طالبة أهتمامه
هو قال إنه أحسن حد بيعرف يتصنع مشاعر الحب
بس لا.. هي كانت بتبقى قادرة تعرف تصنعه من صدقه
دي مش مشاعر تصنع، مع الإدراك دا زاد جنونها
بدأت تكسر في المكان، قرب شارف منها بسرعة يحضنها، يكتفها و- أهدي، لينا أهدي
دمعت عيونها بصتله وبهيسترية- هو حبها.. حبها بجد
ضحك علينا وحبها
هزت راسها بنفي وبضحك هيستري- حبها ياشارف، روح بصله، شوف بيبصلها أزاي، مستحيل دا يكون كاران، مستحيل دي نظرات كاران، كاران ضحك علينا، أستغفلني.. حبها!
هز راسه بنفي و- لا أنتي فاهمة غلط محبهاش، دا تمثيل كله تمثيل
غمض عيونه بعذاب متابع- هو بيحبك أنتِ، أنتِ أغلى حد في حياته
زعقت- كداب، كان جالي لو بيحبني، كان سابها، هو شاف حالتي بس فَضل يفضل معاها هي
شاورت لوراها كأنها بتشاور على كاميليا، بتتميز لينا بذاكرة فولاذية حتى في أصعب مواقفها تقدر تفتكر أية اللي حصل حواليها، ودا يمكن اللي بيزيد عذابها
إنها لما كانت بتنهار زي كدا أهلها حتى الخوف مكانتش بتشوفه في عيونهم
زي ما شافت في عيون كاران دلوقتي ولأول مرة، مفيش قلق حقيقي.. مفيش هلع.. فيه مشاعر بس مش ليها هي
لكاميليا!
إنهارت زيادة حتى كاران بعد عنها، حتى كاران هينساها
حتى كاران أتاخد منها
لينا بإنهيار- حتى كاران خسرته، حتى كاران مبقاش عايزني وكرهني، محدش بيحبني
نزلت على الأرض بإنهيار فحضنها شارف ينزل معاها، يشـد من ضمه ليها و- أنا معاكِ أنا هفضل معاكي، أنا عايزك.. عايزك وحابك يالينا
مكانتش سمعاه أصوات كتير جواها بتكرر نفس الكلام
كاران هيبعد عنها، مبقاش حاببها، حتى هو زهق منها
فضلت كتير على حالتها لحد ما أغمى عليها
شارف بيبص لحالتها المنهارة دي بغل..
مش هيسمح توصل للحالة دي هي لوحدها، تنهار لوحدها..
مش هيسمح!
****
شربتها كاميليا العصير وقرب كاران يقعد جنبها يمسد على راسها و- بقيتي أحسن؟
أخد من كاميليا العصير يشربها هو وهو بيبص لكاميليا بإهتمام و- روحي أنتي الحصة أحنا هنكمل معاها، أنتي مبتحبيش تفوتي حصص
جت تنفي بلا هو آصّر فأستأذنت وسابتهم، بصتله لينا بآلم وشارف بسخرية، حتى وسط كل اللي بيحصل، هي اللي شاغله أهتمامه، مصلحتها!
بص لشارف و- أية اللي حصل فجأة وعمل فيها كدا؟
بص للينا وبعيون وامضة بغضب- مين اللي زعلك؟
بصتله بدموع.. عايزة تقوله أنت.. لاول مرة يكون هو
هزت راسها بنفي و- مفيش حد
صوت شارف خرج مكتوم.. مغلول- أنت منفذتش لية اللي أتفقنا عليه؟ خلي بالك أخر معاد ليك بكرة
بصله بتحدي و- ولو منفذتش؟
سـاب لينا ووقف يديهم ضهره ويحط إيده في جيبه ينطق بصوت قوي- الحقيقة أنا مش عايز أكمل اللعبة دي.. مش عايز أنهيها بالطريقة دي، مش عايز أنهيها دلوقتي
كاميليا عجباني.. وجدًا
لسة عايز أكمل معاها شوية، لما أزهق منها وعـد هسيبها وبطريقة متجيش على بالكم مهما فكرتوا في بشاعتها، هتبسطكم أوي، بس الأول سيبوني أنا أتبسط
كان صادق في كل كلمة، هو واضح مع نفسه، كاميليا عجباه هيلعب شوية كمان لحد ما يمل ووقتها هينفذ خطتهم
لكن هما مفهموش دا، فكروه بيكدب ويحور، هو فعلًا حبها، شايفين دا كويس، وبيماطل!
وكل واحد فيهم راح بفكره لبعيد، أول مرة التلاتة ينقسموا، متبقاش خطتهم واحدة، ولا دوافعهم وحدة، لأول مرة الشلة تتفرق..
يتبع...
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية لا تقولي لأ" اضغط على اسم الرواية