رواية الخادمة التي الفصل التاسع 9 - بقلم اسماعيل موسى
الخادمه_التى
٩
كيف تجروء بتول وتجلس مع تيمور باشا على الطاوله؟
هى البنت دى نسيت نفسها ولا آيه
وازاى الباشا سايبها تقعد كده من غير ما يزعق ويشخط فيها؟
فكرت عنايات ان تيمور بيه مش واخد باله ومشغول فى التليفون فهمست، الأكل جاهز يا تيمور بيه
رفع تيمور عنيه، شكرآ عنايات
بعدها نظر إلى بتول، انتى بتعملى ايه هنا؟
بتول _بستعد للأكل زيك
همس تيمور، لا انتى اتجننتى خالص ثم لاحظ ان عنايات وافقه مبتسمه فشكر عنايات وطلب منها تمشى
قال بتول هتخدمنى امشى انتى يا عنايات
وبعد ما عنايات ما مشيت
صرخ تيمور انتى بتعملى ايه؟ نسيتى نفسك ولا ايه؟
منستش حاجه يا تيمور، وعارفه انا ايه كويس
لكن انا مش الخادمه بتاعتك دلقوتى ومش هكون خادمه
انا اديتك شروطى وظيفه وسكن وانت وافقت عليها
والى بعمله دلوقتى جزء من الاتفاق اى انسان فى سكن محتاج يأكل ويشرب
لكن طالما دا مضايقك وانت مش مستنضف تاكل معايا
هاكل لوحدى وحملت طبقها واختفت داخل غرفتها
وكان تيمور يهمس بين الفضول والغضب، تديله صباعك
ياكل ايدك، بقا انا اقعد اكل مع الخدامه بتاعتى
ولو حتى كانت موظفه عندى هتاكل معايا على نفس الترابيزه؟
لكن مجرد وجودها على الطاوله بعد سنين من الاكل بمفرده حمل اليه ذكريات الماضى.
والده ووالدته العائله التى حرم منها، الا تعتبر بتول واحده من العائله ليه هو غضبان كده اووى
ثم اقنع نفسه عندما تحضر بتول للأكل مره اخرى سوف يتركها تفعل ما يحلو لها
بعدما انهت بتول طعامها خرجت إلى تميور
لو سمحت ممكن اعرف شغلى فى الشركه هيكون ايه علشان استعد؟
تيمور، تستعدى ازاى ان شاء الله؟
انا محتاجه اشترى ملابس واحذيه وكده، ثم حضرتك بتسأل ليه؟
شغلك هيكون فى السكرتاريه يا بتول، فيه هناك اتنين وانتى هتكونى التالته
تقدرى تستعدى براحتك
شكرا وتركت بتول الرواق نحو غرفتها
عايزه تشترى ملابس؟
اكيد محتاجه فلوس
اخرج تيمور بعض النقود وذهب بها إلى غرفة بتول
لكن كرامته منعته ان يطرق بابها
فترك النقود امام باب الغرفه، نقود كتيره اكتر من عشرة الاف جنيه
وشعر ان ضميرة مرتاح فقصد غرفته من فوره وذهب فى النوم
اثناء مرورها لاحظت الخادمه وفاء رزمة نقود امام باب غرفة بتول فأخبرت كبيرة الخدم عنايات
التى حضرت فورا ورأت النقود
فلوس ايه دى؟ وايه إلى جابها هنا؟
يكونش إلى بفكر فيه صحيح؟ تيمور بيستلطف البت دى وعايز يكسبها؟
ثم وضعت رزمة النقود فى جيبها قائله ان رفض الرزق حرام
عندما استيقظ تيمور الصبح ملقيش بتول ولما سأل عليها
عنايات قالت إنها شافتها ماسكه فلوس كتير وخرجت من الصبح
ابتسم تيمور، خطته نجحت بتول قبلت فلوسه ولما تمنعها كرامتها ولا عصبيتها من قبول مساعدته
لحظتها كانت بتول محشوره فى الاتوبيس تبحث عن مقعد
فقد قررت توفير كل قرش لتبداء حياه جديده
انها تحتاج ملابس انيقه لتصبح مثل بقية الموظفين
وتحتاج أغراض أخرى ولازم توفر النقود كلها حتى تقبض المرتب الجديد
وصلت بتول الشركه وقدمت نفسها للسكرتاريه انها الموظفه الجديده وجلست تتعلم الشغل الجديد
كيف يكون وما هى وظيفتها بالضبط وعرفت انها لن تدخل على تميور فى مكتبه ابدا، فعملها يتعلق بترتيب المواعيد الخارجيه وبعض الشؤن الأخرى
وشعرت بتول بالسعاده لأنها هتكون بعيده عن تيمور وضغط
الشغل معاه
لأكثر من اسبوع لم يرى تيمور بتول اللهم الا صدفه عندما يمر على مكتب السكرتاريه
ولاحظ ان ملابسها لم تتغير بل كما هى وان بتول تتناول طعامها فى المكتب وليس مقل بقية الموظفين فى المطعم
بل تحضر ساندوتشات تأكلها بمفردها
ولما دخلت عليه صوفيا السكرتيره
سألها عن بتول!؟
قالت صوفيا بتول بنت شاطره وهيجى منها بسرعه
وكان تيمور عرف انها بتيجى الشركه مواصلات وبترفض تركب معاه العربيه
وحتى الآن لم تجلس معه على السفره بعد أن اهانها بل تأكل الطعام الذى احضرتة من الخارج فى غرفتها بمفردها
ثم تظل طول الليل فى غرفتها ولا تخرج ابدا
ثم اكتشف ان مدير الفرع كما اعتقدت بتول كان مشترك فى خدعه مع شركه منافسه وان العقد الذى قدم له
كان مجرد فخ فقام بطرد مدير الفرع وهو يهمس بتول كان عندها حق
لما حضرت بتول فى الصباح إلى الشركه عرفت ان الشركه بستعد لحدث هام
الاستعدادات والتجهيزات، النظافه والترتيبات كل ذلك أخبرها ان فيه حاجه مهمه هتحصل
ولما وصلت مكتبها وسألت، اخبروها ان فيه وفد من دولة كوريا الجنوبيه وصل علشان يبرم صفقه مع تيمور بيه
صفقه مهمه هتاخد الشركه فى مكان تاني
وكان كل الموظفين بيتكلمو عن الصفقه دى
ووصل الوفد الكورى فى موعده بالثانيه واستقبلة تيمور مع نائب الشركه السكرتيرة صوفيا فى مكتبه
وبعد دقائق خرجت صوفيا منزعجه
فيه ايه سألتها بتول
صرخت صوفيا الزفت المترجم موصلش لحد دلوقتى
المترجم المرافق للوفد الكورى حصلت معاها ظروف
ثم اجرت أكثر من اتصال تطلب مترجم
وكان عليها ان تنتظر أكثر من ساعه وعندما أبلغت تيمور بالأمر تعصب جدا
خرج من المكتب وراح يصرخ فى صوفيا ان ده تقصير من السكرتاريه وكان لابد يعملو حساب كل حاجه وان الصفقه لو باظت مش هيقدر يرجع الوفد الكورى مره تانيه
وكان عصبى جدا لدرجه مخيفه، الصفقه دى بيرتب ليها من اكتر من سنه
تميور شاف بتول
صرخ بتول؟
نعم يا تيمور بيه
لما قولتى انك بتتكلمى كورى كنتى بتهزرى ولا بتتكلمى بجد؟
كنت بتكلم بجد يا تيمور بيه لكن مش اوى طبعا
وكانت بتول مرتعبه وخائفه فقد تعلمت اللغه الكوريه من أجل مشاهدة المسلسلات الكوريه وليس من أجل العمل
تعالى واريا، امرها تيمور بعصببه ودخل المكتب
القت بتول التحيه التى تحفظها من المسلسلات
ثم جلست وبعد دقيقه شعرت انها تستطيع أن تتحدث معهم فعلا وتفهم لغتهم وان الأمر ليس مختلف
مما دفعها ان تنهض وتطلب من تيمور ان يبداء الاجتماع
ترجمت بتول كل حرف قيل داخل الاجتماع واختلف الطرفان على شرط معين، كل واحد مصمم على رأيه
وسط التزمت ده والإصرار واحد من الوفد الكورى وكان صامت من اول الجلسه يستمع بس
وجه كلامه لبتول وسط الدربكه دى كلها سألها كم سؤال وكان بيسمع اجابتها بوجه مبتسم
بعد كده وقف نفس الراجل والباقين وقفو، رفع ايده وقال الصفقه تمت
وتيمور واقف مبلم وجنبه السكرتيره ونائب الشركه
بتول وصلت الوفد لحد باب الشركه ورجعت على مكتبها
وبعد ما قعدت على مكتبها شويه، تيمور طلبها فى مكتبه
وقفت بتول على باب مكتب تيمور وسمعت طراطيف كلام خلت عقلها وجسمها كله يروح لحته تانيه ومكنتش قادره تقف على رجليها، خبطت على الباب وفتحته
حضرتك طلبتنى ياتيمور بيه؟
انبسط تيمور ان بتول التزمت معاه باللغه الرسميه قدام
نائب الشركه إلى قال والله برافو عليكى يا بنتى
الصفقه كانت هتضيع لولا وجودك
هى عملت ايه يعنى اكتر من اى مترجم؟ رد تيمور بسخريه
انحرج نائب الشركه لكنه فضل على رأيه
عملت انها انقذتنا من ورطه ولازم نشكرها بعد اذنك ان هصرفلها شهر مكفأه
مفيش مانع رفع تميور ايده بتناكه
لكن بتول همست متشكرة لزوؤقك يا رأفت بيه لكن انا مش هقبل المكافأة دى انا عملت إلى ممكن اى موظف عادى يعمله
شكرا لحضرتك
تيمور بيه فيه حاجه معينه حضرتك طالبها منى؟
عايز أعرب مدير الشركه وصاحبها كان بيتكلم معاكى فى ايه قبل ما يقبل الصفقه
قالك ايه وقولتيله ايه؟
تنهدت بتول بصوت مسموع وقالت ان شوية تفاصيل فى العقد متشغلش بالك يا تميور بيه
ممكن امشى من فضلك؟
اه اتفضلى
وهمس رأفت فى سره والله بنت مؤدبه ولو عندى ولد جاهز لكنت طلبت ايدها
بتتنيل تقول ايه؟ وصرخ تيمور وكان سمع كلامه
مبقلش حاجه يا تيمور يا ابنى انا هقوم اشوف شغلى.
شعرت بتول بحاجه للبكاء فقصدت الحمام واغلقت الباب على نفسها وبكت حتى جفت دموعها
ثم غسلت وجهها وخرجت نحو مكتبها وهى مصممه ان تقف أمام العالم كله بمفردها..
•تابع الفصل التالي "رواية الخادمة التي" اضغط على اسم الرواية