رواية رهينة بين يدي منافق الفصل العاشر 10 - بقلم مريم محمد
نورٌ أطلّ على الحَياةِ رحيما ، وبِكفِّهِ فَاضَ السَّلامُ عَمِيما
لم تعرف الدّنيا عَظيماً مثلهُ ، صلّوا عليه وسلّموا تسليما
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
بقلم/مريم محمد عبد القادر
بسمة كانت سهرانه في أوضتها ماسكة فونها وبتتفرج على صورها هي ومليكة وكل صورة بذكرى جميلة، هما الإتنين كانوا أصحاب من أيام المدرسة الإبتدائية وفضلوا أعز أصحاب لحد الجامعة، وكان دايما بيتقال عنهم أخوات من كتر قربهم لبعض
اتنهدت بحزن وهي بتفتكر مواقفهم مع بعض : وحشتيني اوي يا لوكا، كده تسيبيني لوحدي وتختفي بالشكل ده، ياريتني ما سيبتك لوحدك يوميها، ياريتني روحت معاكي لحد البيت، ياريت أنا اللي اتأذيت ولا أنتي يحصلك حاجة يا قلبي
قربت الفون منها وباست صورة مليكة واخدت الصورة في حضنها ونامت وهي دموعها على خدها
********
حتاته بين جيش الشرطة لوحده بيفكر في طريقة للهرب، كان ماسك هاجر جامد فهي طوق نجاته من هنا، خرج من الخن بتاعه وبيمشي ناحية عربيته وهو بيفكر، محتاج هاجر معاه عشان يطلع من هنا سليم بس إزاى يركبها معاه العربية من غير ما تعيق حركته !؟ هو أصلا لو تركيزه اتشتت لحظة واحدة هيقع في ايد الظباط فمكانش منه غير حل واحد، قرب من عربيته اللى راكنه على جنب وأول ما فتح بابها حدف هاجر من ايده بعنف وضرب عليها نار وركب العربية
لكن محمود جري بسرعة واخد هو الرصاصة في كتفه بدل هاجر وبص لواحد من العساكر نظرة عرف معناها كويس، وفي لحظة كان مطلع مسدسه وضارب عجلات العربية، ومع صوت النار كل القوات هجمت على العربية لحد ما مسكوا حتاته وكلبشوه
أما هاجر فقبل ما تلمس الأرض كانت واقعه في حضن محمود اللى ضمها ليه جامد وهي بتعيط وتصرخ وهو بيحاول يطمنها : هاجر حبيبتي أهدى خلاص كل حاجة خلصت
هاجر : لأ لأ يا ماماااا ماماااا ابيه محمود يا ابيه
كانت بتعيط وتصرخ كأنها مغيبه عن الدنيا، ومحمود ضمها كلها لحضنه وهو بيبوس راسها بحنيه : خلاص يا روحي، ابيه جنبك خلاص، أنا معاكي يا حبيبتي ماتخافيش
وفعلا شوية شوية هاجر بدأت تستوعب هي في حضن مين، وهو بعد عنها براحة ومسك وشها بين ايديه : خلاص يا حبيبتي، يلا نمشي من هنا
قام وقف وحاول يقومها بس هي رجليها مش قادره تشيلها، فمحمود بص عليها وشاف حالت رجليها المزرية والجروح اللي فيها وهدمها المقطعه، فقلع جاكيت بدلته وهو بيتأوه من وجع كتفه ولف هاجر كلها بيه وشالها بين ايديه وقام وقف بص لرجالته : عاش يا رجالة، أنتوا عارفين الباقي، أوعوا كلب منهم يهرب منكم ولو حد حاول يهرب ماتترددوش لحظة تضربوا عليه نار
خلص كلامه وهو بيشاور لواحد من العساكر يقرب منه واخد منه مسدسه وسند هاجر بدراع واحد ودفن وشها في صدره عشان ماتشوفش اللي هيحصل، وبايده التانية المصابة مسك المسدس وضرب طلقة على رجل حتاته اللى قعد يصرخ من كتر الألم
محمود : دي عشان ماتحاولش تهرب تاني
الدكتور بتاع الكتيبة قرب بسرعة من حتاته ولف رجله بشاش بعنف عشان يمنع النزيف وماكلفش نفسه حتى يخرج الرصاصة، وواحد من العساكر قرب من محمود وأدى التحية : باشا، هنرجع إحنا على القسم
محمود : تمام وأنا جاي وراك لحد ما نوصل القسم واتاكد بنفسي إن الكلب ده اتحبس، وبعدها هروح هاجر البيت وارجعلكم تانى
العسكري بتحية : تمام يا فندم
العساكر قبضوا على كل رجالة حتاته حطوهم في البوكس ومعاهم حتاته نفسه وانطلقوا على القسم، أما محمود كان واقف ومعاه مجموعة صغيره من العساكر بصلهم : غربلولي المنطقة دي كلها، مش عايز حد يفلت من تحت ايدكم، اه وكمان في محل جزارة على أول شارع____ كل اللي فيه تبع الزبالة ده، اقبضوا عليهم حتى لو وصل بيكم الموضوع تجيبوهم من وسط بيوتهم، مش عايزكم تغفلوا عن ولا واحد، مفهوم !؟
العساكر : علم وينفذ يا فندم
محمود بحزم : انتشروا
العساكر انتشروا في المكان كله وهو بص لهاجر اللى نامت في حضنه زي طفل صغير لقى حضن مامته فاطمن بوجودها، ومحمود أخدها ركبها عربيته وهو بيحارب قصاد الوجع الرهيب اللي حاسه في كتفه، وانطلق ورا العساكر على القسم لحد ما أتأكد إن حتاته دخل القسم وهو اللي دخله بايده الزنزانة
بصله وابتسم بكبرياء : لسه فاكر كلامي اللي قولتهولك الصبح ولا نسيت يا معلم !؟
حتاته بصله بألم من إصابة رجله، واتكلم من بين أسنانه : طلعت فعلا غير ماتوقعت، الظاهر أني حسبتها غلط، دي أول غلطه ليا بس أوعدك هتكون الأخيرة
محمود أبتسم نص ابتسامة بسخرية : هي فعلا هتكون الأخيرة، وهتكون آخر حاجة تعملها في حياتك؛ لأني مش ههدا ولا يهدالي بال غير لما أوصلك بأيدي لعشماوي
جه يمشي بس حتاته اتكلم فوقفه : أحلم على قدك يا حظابط لأني هخرج من هنا قريب اوي، وصدقني حتى لو ماعرفتش اخرج من هنا فمش هسيب أهلك في حالهم، لو آخر حاجة هعملها في حياتي قبل ما أموت هحسرك عليهم واحد واحد وخصوصا الحريم، أصلها مابتوجعش أوي غير لما تيجي في الغالي أوي، وبالذات القمورة اللي معاك
محمود بصله بهدوء يحسد عليه عكس بركان النار اللى بيولع جواه : أنا وأنت والأيام بينا، ولو أنت راجل بجد من ظهر راجل وريني هتعمل ايه
سابه وخرج من القسم وهو بيتنهد بضيق، ركب عربيته وبص على هاجر اللي نايمه بتعب وبص على الجروح اللي في رجليها وحط ايده عليها بحزن : حقك عليا
اتنهد بعنف وساق العربية وروح بسرعة على البيت، شال هاجر طلع بيها لفوق، وأول ما دخل الشقة منصورة قامت من مكانها بلهفة بتجري على بنتها اللى شافتها بين ايدين محمود فقربت منها وهي بتنادي عليها وبتشدها من ايدها : بنتى حبيبتى، هاجر مالك يا قلبي فيكي ايه !؟
بصت لمحمود برعب : لقيتها فين يا محمود !؟ وهو ايه اللى حصلها !؟ هي نايمة كده ليه وايه وشها اللى وارم ده !؟
محمود : معلش من الخوف دلوقتى تصحى
وهمس جنب ودنها : ساعديها بس تاخد دش وأنا هجيبلها دكتور يطمنا عليها
منصورة بصت على بنتها اللي جسمها كله مترب وهدومها عليها دم، هزت راسها بموافقة ومحمود دخل هاجر الحمام وسابها مع منصورة واتصل بدكتور يعرفة وطلب منه يجيله، وفعلا خلال نص ساعة هاجر كانت نايمه في سريرها والدكتور بيكشف عليها : لالأ ماتقلقوش خالص يا جماعة العسولة زي الفل
منصورة بقلق : أومال هي نايمة كده ليه !؟ دي لو مغمى عليها كان زمانها فاقت !!
الدكتور : ماتقلقيش يا مدام ده من الصدمة بس، اللى مرت بيه مش قليل على بنت صغيرة في سنها، شوية وهتفوق تانى
منصورة : يعني هي بجد كويسة !؟
الدكتور أبتسم : ايوه والله كويسة اطمني
منصورة حركت راسها بفهم وقعدت جنب هاجر على السرير، ومسكت ايده بتبوس فيها وايدها التانية بتمشيها على ظهرها وكتفها بحنية
أما الدكتور فخرج مع محمود لبره وهمس بصوت خافت : البنت اتعرضت لصدمة كبيرة، إحتمال لما تصحى تدخل في حالة نفسية أو يحصلها تروما تعيش بيها باقي عمرها
محمود : ماتقلقش يا مؤيد هاجر قوية وهتعرف تعدي المحنة دي على خير
مؤيد : قول يارب أنت بس وإن شاء اللّٰه خير، المهم الدم اللي على كتفك ده اصابه !؟
محمود بص على كتفه : اه رصاصة طايشه
مؤيد : طيب تعالا أعالجك بدل ما تتلوث
محمود قعد على أول كرسي جنبه ومؤيد وقف جنبه وفحصه : الحمد لله ده مجرد خدش ومافيش رصاصة في كتفك
عقم الجرح وحط عليه مخدر ولما مفعوله اشتغل خيط الجرح ولفه : هكتبلك على علاج تمشي عليه، وماتجيبش عليه مايه خالص الفترة دي لحد ما الجرح يلم، ومش هوصيك ماتتغاشمش عشان مايتفتحش تانى
محمود : تسلم يا صاحبي
مؤيد : بالشفا، استأذن أنا بقى
محمود وصله لحد الباب وودعه وقفل الباب وراه، بص لجده اللى قاعد بتعب على الكنبة وبيبص على منصورة وأمها اللى قاعدين مع هاجر، راح قعد جنبه : ايه يا حج مالك مش متعود عليك ضعيف كده !؟
الحاج شاكر بصله : عمري ماتخيلت أنى يوم ماجي ازور بنتى أشوفها كده مكسورة موجوعة وأنا عاجز مش قادر أعملها حاجة
محمود طبطب على ايده : مافيش كسرة ولا وجع يا حج، معلش محنة وعدت الحمد لله وإن شاء اللّٰه اللي جاي كله خير
شاكر بص لكتفه الملفوف بشاش : أنت كماني اتصبت
محمود بابتسامة هادية يطمنه : ماتقلقش يا حج حفيدك جبل ماتهزوش ريح، المهم دلوقتى، هِم بينا يلا نروح نتطمن على جوز بنتك ولا مش عايز تشوفه !؟ ده كان ممكن يروح فيها مقابل بس إنه يحمي هاجر
شاكر قام وقف ومحمود كمان وقف معاه، وقصادهم الحاجة سناء مامت منصورة شافتهم فسألت : على فين يا حج !؟
شاكر : هنروح المستشفى نشوف الراجل اللى انضرب ده حالته ايه !؟
منصورة بصت لابوها بلهفه كأنها افتكرت سامح ومنظرة وهو غرقان في د.مه، ومحمود لاحظ نظرتها فابتسم بخبث : ده أهله كلموني يا نينه وقالوا حالته وحشة أوي
منصورة الدموع لمعت في عينيها وكانت على تكه وتعيط، وبصت لبنتها اللى لسه نايمه ومش عارفه تعمل ايه بالظبط والمفروض تفضل مع مين من الاتنين !؟
سناء : طيب ماتاخدني معاك يا حج اطمن على الراجل واعمل الواجب مع أهله
شاكر : لا يا حجة الوقت أتأخر أوي، خليكي انتى هنا مع بنتك وحفيدتك وأنا ومحمود هنروح نطمن الأول، ولما هاجر تصحى بكره إن شاء اللّٰه نبقى نروح تانى تعملوا الواجب وتطمنوا
منصورة مسكت ايد بنتها وضغطت عليها من غير ما ترفع عيونها ليهم، كأنها بتخبيهم وبتداري دموعها اللى خانتها ونزلت، ومحمود راح غير هدومه ونزل هو وشاكر ركبوا عربية محمود اللى بدأ يسوق للمستشفى وشاكر بيكلمه : شكلها حبته، مش كده !؟
محمود أبتسم : للأمانة هو راجل يتحب، هاجر بتموت فيه مش بس بتحبه وبتعتبره ابوها كمان وطول اليوم قاعده معاه، ومنصورة كمان شكلها بتحس بحاجة ناحيته بس بتعاند، حاسه إنها بتخون جوزها الله يرحمه
شاكر اتنهد بحزن : أنا السبب في كل ده، جبت البنت على كبر وانشغلت عنها وكنت قاسي عليها لحد ما حبت واحد قد ابوها واتجوزته، كانت بتعوض النقص اللى حساه بيه وحرمت نفسها تعيش سنها ومتعة الحياة مع راجل من سنها
محمود مسك ايده برفق : ماتحملش نفسك فوق طاقتها يا حج، كل ده قدر ومكتوب، وخلاص بقى ماضي وراح لحال سبيله، إحنا ولاد النهارده وادينا أهو بنحاول نصلح غلطتنا
شاكر اتنهد بحزن وبص قدامه وسكت لحد ما وصلوا المستشفى، طلعوا عند أوضة سامح اللى كان نايم على السرير بتعب ومامته العجوزه قاعده جنبه بحزن
شاكر اتحمحم واتكلم بهدوء : السلام عليكم
الاتنين بصوله ومحمود دخل الأوضة من ورا جده بابتسامة : ألف سلامة عليك يا بطل
سامح ابتسم : اتفضلوا يا جماعة واقفين على الباب ليه !؟
شاكر ومحمود دخلوا وقعدوا معاهم شوية يتكلموا، وشاكر متابع كل حركة من سامح وتعابير وشه وردوده عشان يطمن قلبه إنه هيجوز بنته لراجل محترم يتقي الله فيها ويحافظ عليها هي وبنتها، وكان كلام محمود فعلا في محله
عدى شوية وقت وشاكر قام يتكلم مع والدة سامح ويعتذرلها عن اللي حصل لابنها بسبب حفيدته، ومحمود قرب من سامح واتكلم بهمس : في ايه يا عم ايه اللي أنت عملته ده !؟ هو مش أنا متفق معاك لو حد حاول ياخد هاجر تسيبها !؟ ليه عرضت نفسك للخطر كده !؟
سامح بصله بتعب : ماقدرتش، حاولت والله أنفذ اللي قولتلي عليه بس ماقدرتش أشوفها خايفة كده وبتستنجد بيا واسيبها، أنا أصلا لحد دلوقتي مش قادر استوعب أنت ازاى كنت عارف إنها في خطر وجالك قلب تسيبها كده !؟ إزاى ماخفتش عليها أو خفت يحصلها حاجة وأنت ماتلحقهاش !؟ فعلا صدق اللى قال إن الدكاترة والظباط ماعندهمش قلب
محمود : الموضوع مش حكاية عندنا قلب ولا لأ، بس إحنا دايما بنحكم عقلنا، حتاته قالهالي صريحة إنه هيأذى اللي يخصني وأنا فعلا عملت حسابي لأي حركة غدر منه، وكنت مأمن عليها كويس جدا وكان وراها كذا ظابط بيراقبوها منين ما راحت، وأهو حصل اللي توقعته والواطي عمل حركة قله وحاول يستقوى على بنت صغيرة، بس وقع في شر أعماله وبحركته الغبية دي وصلنا بنفسه لمخبأه، والحمد لله اديه اتقبض عليه هو ورجالته كلهم وهاجر رجعت لحضن أمها بخير
سامح بص بعيد عنه وهو معترض ومش راضي ابدا عن اللي محمود بيقوله، وبعد صمت قال : صدقني بمجرد ما اتجوز منصورة هاخد هاجر معايا ومش هسمحلك تشوفهم تانى
محمود ضحك بكل صوته : بقى كده يا أبو نسب، أنا أساعدك تتجوز الست تقوم حارمني منها ومن بنتها كمان !!
سامح بصله بجدية : ايوه أنا مش هنسى إنك ساعدتني، بس عمري ما هنسى ابدا اللي عملته في هاجر، ولا احساسي أنا ساعتها
حط ايده على قلبه بوجع : أنت عارف أنا كنت حاسس بأيه وأنا شايفهم بيخدوها قدام عيني وأنا مش عارف أعمل حاجة !؟ حسيت إن قلبي هيقف من الخوف عليها كأنها حته من روحي
محمود أبتسم فهو في حياته ماشافش حد بحنية سامح، طبطب على ايده بمرح يطمنه : ماتقلقش كل حاجة خلصت خلاص والحمد لله كلنا بخير، ده طبعا لو تجاهلنا العشرين خرزه اللي أنت واخدهم في جنبك دول والر.صاصة اللي اخدتها في كتفي
سامح أبتسم وبصله : بجد هاجر كويسة !؟
محمود : الحمد لله ماتقلقش
سامح سأل بإحراج : ومنصورة !؟
محمود ضحك : اه يا شقي، ماتقلقش قولتلك ولو مش مصدقني هجيبهملك بنفسي تطمن عليهم
سامح بذهول : بتهزر !! هتجيبهم هنا بجد !؟
محمود : اه والله بجد هاجر بس تصحى، البت ماصدقت شافتني وقامت نايمة زي الغيبوبة، تصحى بس وهجيلك تانى بإذن الله
سامح : أخس عليك بجد، بقى هي بتعتبرك امانها لدرجة إنها تنام وهي مطمنه معاك وأنت تعمل فيها كده !؟
محمود قام وقف : ما خلاص يا عم قطمت فيا بما يكفي ارحمني شوية بقى الله
سامح : أمشي يا ولد من هنا
محمود : حاضر، أعمل خير وارميه في البحر
شاكر قرب منهم بعد ما خلص كلامه مع أم سامح : خلصتوا ودوده انتوا الإتنين !؟
محمود وسامح بصوا لبعض وابتسموا، وبعدها محمود اخد شاكر وروحوا البيت، ومحمود ماصدق شاف السرير قدامه ورمى نفسه عليه وقرر ينام شوية قبل ما يتم استدعائه فهو عارف إن الأيام الجاية هتكون صعبة جدا عليه
*********
راجل : قول والله حتاته اتمسك !؟
راجل تانى : اه والله يا مانو اتمسك، لسه حالا كنت معدي من قدام أرضه ولقيت البوليس في كل حته والناس بيقولوا إنه اتمسك هو وكل رجالته، مافيش حد عرف يهرب
مانو : اه ياولاد الايه، أهى الحكومة دي بتفضل ساكته ومرقده كده، وفجأه تلاقيها طبه عليك منين ماتعرفش فمابتلحقش تعمل أيتها حاجة الله الوكيل، ربنا يبعدهم عننا، بس والله خير ما عملوا أخيرا خلصونا منه ومن قرفه، ده ماحدش كان قادر عليه، فعلا دايما القوي هتلاقي اللي أقوى منه
شكت شوية وبعدها قام وقف بسرعة كأنه افتكر حاجة وبص لزميله : واخته !! أخته اتمسكت ولا لا يا عتله !؟
عتله : لا يا كبير ماعرفش
مانو : طيب روح أنت والولد شيكا اتقصوا، ولو لقيتوها جيبوهالي هنا
عتله : ليه يا كبير هتعمل بيها ايه !؟
مانو بص قدامه بشر وشرود : هحرق قلبه عليها زي ما حرق قلبي على مراتي، والله لطلع فيها غلب السنين كلها
عتله : طيب يا كبير وهي ايه ذنبها بس !؟
مانو : وهي مراتي كان ايه ذنبها هي كمان !؟ كانت عملتله ايه عشان يخطـ.فها ويعـ.تدي عليها لحد ما ماتت هي واللى في بطنها !؟
عتله سكت ومانو زقه في كتفه : روح يلا جيبهالي مهما يحصل
عتله حرك راسه بفهم ومشي، وساب مانو قاعد بيتوعد لحتاته إنه هيدوقه من نفس كاس المر وهيحزنه على أخته
********
تاني يوم الصبح يامن وصل لقسم الشرطة بعد ما الخبر وصله، كان بيجري في الممرات وقلبه سابقه وجاسم معاه، لحد ما وصلوا أوضة التحقيق اللي حتاته قاعد فيها، فتح الباب غصب عن الشويش ومحمود قام وقف مع دخوله
يامن بلخبطه : مسكته !؟ بالله قول أنى سمعت صح ومش بتخيل
محمود أبتسم بثقة : مسكته
يامن كان واقف في الأوضة وقدامه أوضة تانيه مقفوله من كل مكان وجزء منها ازاز كان شايف حتاته منه، فقرب من الباب بسرعة بس محمود وقف قدامه ووقفه
محمود : على فين !؟
يامن : هدخله
محمود : ممنوع يا يامن، وجودك هنا أصلا ممنوع مبالك بغرفة الاستجواب بقى !؟
يامن أبتسم : هسأله بس عن أختى والله ما هعمله حاجه
محمود أبتسم زيه وهو بيمسك كتفه : اه مانا عارف بأمارة عينيك اللى بتطق شرار دي
يامن كشر وحاول يزق محمود وانفعل : وسع يا محمود من وشي
محمود بعند : مش هيحصل يا يامن، على جثتي يحصل
جاسم : اهدى يا يامن أكيد هما هيستجوبوه، أصبر شوية
محمود : اسمع كلام أخوك الكبير يا يامن
في اللحظة دي الباب اتفتح ودخل اللواء وكذا عنصر مهم من الشرطة فمحمود وقف انتباه وأدى التحية : تمام يا فندم
اللواء ابتسم وقرب منه طبطب على كتفه : كنت متأكد إنك قدها يا حضرة الظابط
محمود باحترام : كله بتوجيه حضراتكم يا فندم
اللواء حرك راسه برضا : جهز نفسك لترقية قريب جدا يا حضرة الظاب ، ولا نقول بقى يا حضرة المقدم
محمود أبتسم بسعادة : ده شرف ليا يا فندم
يامن كان واقف بيراقب كل ده ودمه بيغلي من الناس اللى واقفين يضحكوا ويتكلموا دول-بقلم/مريم عبدالقادر-،وهو مش عارف يدخل غرفة الاستجواب ولا قادر يوصل لحتاته عشان يعرف اخته فين، ومحمود بص عليه ورجع بص للواء : ممكن أطلب من حضرتك طلب يا فندم !؟
اللواء : أطلب يا حضرة الظابط إحنا عينينا ليك
محمود : تسلم يا فندم، كنت عايز أطلب بس يامن يحضر التحقيق مع حضراتكم
يامن بص لمحمود بامتنان وبص للواء برجاء، وهو بصله : على ما أذكر أنت أخو البنت المخـ.طوفة اللى جيت بلغت من فترة، مش كده !؟
يامن حرك راسه بتأكيد وهو سكت شوية : أنتوا عارفين إن ده ممنوع !!
محمود بمحاولة ورجاء : أرجوك يا فندم، الراجل بقاله كتير دايخ على أخته وماصدق حتاته اتمسك مش لازم يحضر التحقيق كله بس على الأقل يعرف أخته فين
اللواء سكت شوية وبعدها اتنهد : هيدخل على ضمانتك
محمود بابتسامة : أكيد يا فندم أنا اضمنهولك
اللواء : تمام لما أقولك أدخل تبقوا تدخلوا
محمود : أمرك يا فندم
اللواء دخل مع باقي الرتب لغرفة التحقيق، ومحمود قرب من يامن : سمعت !! أنا كده عملت اللى عليا، حاول بقى تتحكم في أعصابك، حركة كده ولا كده هتطلع من هنا على التخشيبة على طول، وصدقني ده مش مجرد تهديد، أنت ماتعرفش احنا إزاى متشددين في موضوع التحقيق ده
يامن حرك راسه بفهم وقرب من الازاز اللى بيفصل الاوضتين عن بعض وثبت نظره على حتاته ومستني على أحر من الجمر اللواء يسمحله يدخل
********
في مكان تاني معزول عن العمار والناس، بنت جميلة كانت نايمة على سرير مريح، فتحت عينيها بوهن فهي حاسه بخدر في كل جسمها ومابتقدرش تتحرك، كل شوية تصحى لدقايق معدودة وتنام تاني
حركت عينيها في المكان الضلمة وزي العادة مش شايفة حاجة، ومش سامعه غير صوت كلام رجاله جاي من بره الأوضة اللي هي فيها، وصوت ضحكهم بين كل فترة والتانية
غمضت عينيها تانى عشان تنزل دمعة شريدة من عينها وغاصت مرة تانية جوه سحابة سودا مالهاش أول من آخر
********
بعد وقت طويل في قسم الشرطة، اللواء بص لمحمود من ورا الازاز وشاوله يدخل فهو قام وقف : يلا يا يامن
يامن قام معاه وقلبه بينبض بعنف، ودخلوا الأوضة اللي كانت كلها ضلمه ومافيهاش غير إضاءة خفيفة و ترابيزه وتلات كراسي وناحية من الأوضة مرايا اللى هي من الناحية التانية ازاز
حتاته أول ما شاف يامن ضحك بعلو صوته وده اللي عصب يامن وكان هيهجم عليه لولا محمود مسكه بسرعة، واللواء بص لحتاته وهو بيشاور على يامن : أكيد عارف الراجل ده
حتاته : ألا عارفه، ده حبيبي ده
بص ليامن بسخرية وكمل : مش كده برضه !؟
يامن بجمود : أختي فين !؟
حتاته : مالك داخل علينا سخن كده ليه !؟ روق شوية الكلام مش كده
يامن كان دمه بيغلي من برود حتاته اللى مستمر في الضحك، اللواء خبط على التربيزة اللي قدامه بايده : بطل برود يالا وانطق أخته فين !؟
حتاته بضحك : مش معايا والله يا حظابط، هو انا هضحك عليكم يعني
اللواء : أومال هي راحت فين !؟
حتاته : اللى قالي اخطـ.فها اخدها، يعني ممكن تقول كده كانت مهمة وخلصتها، هو دفعلي فلوس عشان اجيبهاله وأنا قبضت، ومن خمس أيام بالظبط جه اخدها مني
حتاته افتكر يوم ما كان ناوي ينزل مليكة الديسكو بتاعة واكس جه ساعتها واخدها ومشي، بص ليامن وجاسم اللى واقف جنبه : ماعرفش هي فين بس ممكن أقولكم مين اخدها
يامن قرب منه ووقف قصاده الناحية التانية من الترابيزة : مين !؟
حتاته بصله بغموض : حد قريب منك
يامن : يعني ايه حد قريب مني !؟
حتاته بضحك : شكل مخك تخين ياض أنت
بص لجاسم بتفحص واتكلم : أنت شكلك مدردح شوية عنه، حد قريب منكم جدا هو اللى ورا كل اللى بيحصلكم، إنسان بجح بيضربكم في ضهركم وهو عامل فيها ملاك
جاسم كشر وحتاته أبتسم بسخرية وسكت، ومهما يسألوه عن أى حاجة رافض يتكلم نهائي، لحد ما اللواء أنهى الجلسه ودخلوا حتاته سجن مشدد لحد ما يتحول للنيابة، ويامن خرج بره القسم مع جاسم ومحمود
يامن : يعني ايه !؟ يعني أنا ماوصلتش لأي حاجة !! رجعت تانى لنقطة الصفر !؟
محمود : لا أنت دلوقتى معاك معلومة إن حد قريب منك هو اللى ورا كل ده، يعني دايرة المشتبه فيهم قلت كتير
يامن : أنت فاكرها سهلة كده !! أنت تعرف كام بنى آدم قريب مني عشان تتكلم بالبساطة دي !؟ وبعدين ايه حد قريب منى دي !؟ هو كده عايزني أشك في الناس اللي يخصوني، ده مش عايز يساعدني أوصل لأختي ده كده عايز يخسرني اللى فاضلي، ده كداب أكيد
محمود : للأسف الغدر بيجي دايما من أقرب الناس ليك
يامن كشر بضيق وجاسم أتكلم : ممكن مش قصده قريب ليك يعني يخصوك، ممكن قصده في المحيط بتاعك، اكيد مش هتشك في اللى موجودين في الفيلا يبقى الشركة، الشركة فيها ناس كتير ومش بعيد يكون حد منهم
خبط ايديه في بعض كأنه افتكر حاجة : أو مش شرط شركتك ممكن حد من الشركات اللى بتتعامل معاهم، حد بيحقد عليك وعايز يأذيك
يامن : ممكن بس برضه مين !؟
سكتوا كلهم لحد ما محمود اتكلم بشرود : اكس
الاتنين بصوله وهو كمان بصلهم : اكس هو اللى أخد مليكة من حتاته، معنى إنه بعتلك صور لمليكة يعني هي معاه
جاسم : إحنا متأكدين إنه هو بس هو مين برضه !؟ ده لما كلم يامن صوته كان ملعوب فيه يعني حتى مش هنعرفه من صوته
محمود بص ليامن باستغراب : هو كلمك !؟
يامن : اه قبل ما الطرد يوصلي
محمود : وماقولتليش ليه يا ذكي !؟ ماحنا ممكن نحاول نتتبع رقمه
يامن : ما هو شكله كسر الخط، حاولت أكلمه تانى قالي الرقم خارج الخدمة
محمود نفخ بضيق وجاسم اقترح : عموما دلوقتى إحنا المفروض نركز على الناس اللى حولينا، يامن انت لازم تنزل الشركة تانى عشان تراقب كل اللي حوليك
محمود : أنا متأكد إن شركتك فيها جاسوس لاكس بدليل يوم الفلوس لما حتاته عرف موضوع الفلوس المزوره وكمان وجود الشرطة، ده مش بعيد يكون اكس نفسه شغال في شركتك
جاسم : هو ده اللى أنا بقوله يبقى لازم نركز أوي مع كل واحد عشان نعرف مين اكس ده
يامن حرك راسه بموافقة على كلامهم وقرر من الصبح هينزل الشركة ويدور بنفسه على اكس
********
مرام خلصت شغلها بدري وركبت عربيتها، راحت لكافيه على النيل وقعدت تستنى حد وهي بتشرب عصير وسرحانه في النيل
قاطع سرحانها خبطه خفيفة على الترابيزة، رفعت راسها وبصت للي واقف قدامها وابتسمت ابتسامه واسعه وقامت وقفت باحترام : ازى حضرتك يا دكتور !؟
رد عليها الدكتور اللى كان راجل كبير في السن قصير نسبيا وشعره كله أبيض : الحمد لله، ازيك انتى يا مرام يا بنتى عامله ايه !؟
مرام : الحمد لله يا دكتور حمدي، اتفضل حضرتك واقف ليه ؛؟
دكتور حمدي شد كرسي وقعد وبصلها بابتسامة حنينة : ها قولي ايه اللى مشتتك عشان تجيبينى على ملا وشي كده !؟
مرام أبتسمت بإحراج وبصتله : دايما حضرتك فاهمنى من أيام الجامعة
حمدي : أنتى بنتى يا مرام انتى، وكل زمايلك وكل طالب درستله في يوم من الايام اعتبرته زي ابنى بالظبط، ودور الأب إنه يساعد عياله ويهتم بيهم وياخد باله من كل تفاصيل حياتهم
مرام أبتسمت وبعدها رفعت عينيها وبصتله : أنا اشتغلت في مستشفى الشرطة يا دكتور
حمدي : بسم اللّٰه ما شاء اللّٰه، طول عمرك شاطره وتستاهلي كل خير يا بنتى، بس ليه حاسك مش مبسوطة !؟
مرام بحزن : لأنى فعلا مش مبسوطة، حاسه إن مش ده اللى أنا كنت بحلم بيه، ده مش مكاني ولا ده المستقبل اللى كان نفسي احققه
حمدي : وايه هي أحلامك !؟
مرام حكت لحمدي عن أحلامها واللى نفسها فيه وهو نصحها تعمل ايه وقعد يكلمها كتير ويساعدها تاخد قرارها، بعدها ودعوا بعض وكل واحد روح بيته، ومرام أول مادخلت اوضتها اترمت على السرير بارهاق وشوية دخلت عليها منى اللى بتاكل تفاح : رورو تعالي اتغدي
مرام حركت راسها بموافقه وقامت غيرت هدومها واتغدت معاهم ورجعت اوضتها تانى بعد ما غسلت المواعين هي ومنى
منى نطت على السرير : اااااه هموت يا ناس انتوا جايبيني هنا اتضايف ولا اشتغل
مرام قعدت على التسريحة تربط شعرها : الضيافة بتكون تلات ايام بس، بعد كده بقى تشتغلي زيك زي أهل البيت
منى حركت ايديها بعشوائية معترضه على الكلام وبعدها أبتسمت وهي بتشد شنطة ظهرها وبتقلب فيها : اتأخرتي في الشغل ليه النهاردة !؟
مرام : قابلت دكتور حمدي دكتوري من أيام الجامعة كنت بستشيره في حاجة
منى : مستشفى الهبة قصدك !؟
مرام حركت راسها بتأكيد ومنى ردت وهي بتطلع شوكولاتة وبسكويت من شنطتها : انتى لسه بتفكري في الموضوع ده !؟ أنا فكرتك غيرتي رأيك بعد ما شوفتك شغاله كويس في المستشفى اللى أنتى فيها
مرام اتنهدت بضيق : لا ماغيرتش رأيي ولا حاجة بس كنت بحاول اتكيف زي ما ماما قالتلي بس ماعرفتش
منى : وهتعملي ايه بقى !؟
مرام قامت من مكانها وقعدت على السرير هي كمان ونامت على رجل منى اللى كانت مربعه رجليها، وهي بتلقائية مسكت خصل شعر مرام وفضلت تلفهم على صوابعها
مرام : مش عارفه اعمل ايه !؟
منى : عايزه رأيي، لو بتفكري في شغل مريح بمرتب حلو واسم وخلافه يبقى خليكي في المستشفى اللى أنتى فيها؛ لأنك مش هتلاقي فرصة شغل زي دي تانى وده طبعا كلام العقل، إنما لو هتمشي ورا قلبك وطموحك فلا سيبي المستشفى وروحي حققي حلمك، بس لازم تكوني واثقه من الخطوة دي عشان ماتندميش عليها بعدين وتقولي ياريتني
مرام : دكتور حمدي قالي نفس الكلام ده
سكتت شوية وبعدها قامت بسرعة جابت اللاب توب بتاعها وفتحت صفحة مستشفى الأمراض النفسية والعصبية واخدت نفس طويل وبعتتلهم عن رغبتها في الشغل معاهم وده بعد ما شافت بوست التوظيف اللى نشرينه من قريب
وهما ردوا عليها في ساعتها تبعت السي في بتاعها وتستنى ردهم، فبعتت الملف وقفلت اللاب ورجعت نامت تانى على رجل منى اللي سألت : قررتي !؟
مرام : اممممم
منى : ربنا يوفقك
مرام : يارب
سكتوا شويه وبعدها مرام بصتلها : عملتى ايه مع سليم !؟
منى وهي بتاكل الشوكولاته بعدم إهتمام : سليم مين !؟
مرام : بت ماتتذاكيش عليا، قصدي دكتور سليم
منى : اممممم الواد الحليوة، He's not my type
مرام : والله !؟
منى حركت راسها بتأكيد : لما جيتلك المستشفى يوميها كنت رايحه عشان اهدده واقوله يبطل يرخم عليكي مش عشان معجبه بيه
مرام بصتلها باستغراب : أومال ليه ساعتها قولتيلي إنك معجبه بيه !؟
منى : مانا فعلا معجبه بيه، شكله استايل لبسه كاريزمته وخلافه بس حضرتك الكلام ده مابيأكلش عيش، هعمل ايه أنا بواحد جان والبنات هيموتوا نفسهم عليه وفي الآخر يخوني مع دي ويكلم دي ويخرج مع دي، هستفاد أنا ايه بقى بشياكته وحلاوته ساعتها لما قلبي يتكسر !؟ لا يا ستى الله الغنى
مرام أبتسمت براحه : بحبك وأنتى عاقله يابت والله
منى رفعت راسها بغرور : أنا أصلا واحده تتحب اهااهااها
مرام مسكت المخده من جنبها وحدفتها في وشها : يا شيخه بقى تبا لغرورك
اتعدلت في نومتها واستغطت : طفي النور بقى عايزه أنام
منى : يعنى ماهتسهريش معايا !؟
مرام : لا أنا ورايا شغل بدري بكره، وأنتى يا بجره مش عندك محاضرات الصبح والمفروض تنامي بدري !؟
منى : حصل، قايمه أهو بس استنى اخلص البسكوته دي
مرام اتنهدت وهي بتحرك راسها يمين وشمال بيأس منها، وهي خلصت آكل وغسلت أسنانها ودخلت تنام هي كمان
********
اكس كان قاعد في الوكر بتاعه المخيف، مكان بارد وضلمة مافيهوش غير إضاءة خافته، وكالعادة هو قاعد بيشرب سجاير وبيلعب بالولاعة الأسد بتاعته وماسك الفون بيسمع اللى بيكلمه : اممممم وبعدين، حتاته قال حاجة عننا !؟
المتصل : لا يا باشا ماقالش حاجة لحد دلوقتي بس هو باعتلك تخرجه من السجن لو تعرف
اكس أبتسم بسخرية وهو بينفخ دخان سيجارته : أوي أوي طمنه أنى هطلعه في أول فرصة تسمح
قفل مع المتصل وقام وقف، مشي كذا خطوة لحد ما وقف قدام حيطة متعلق عليها صور كتير وأخبار من ورق الجرايد وكلهم عن يامن وأسرته وكان في أسهم كتير وكتابات هو كاتبها وخطط عايز يعملها، مسك علبة سبراي ألوان لونها أحمر من على المكتب اللى قدامه ورمي السيجارة من بوءه وحط ولاعته في جيبه وبدأ يرسم علامة اكس على صورة حتاته وابتسم بشر : قال أخرجه قال، ده هو أكبر خطر عليا دلوقتي، وقريب قريب أوي هبعتله احلى هدية
ضحك بكل صوته ورجع بص قدامه لصورة يامن اللى كانت أكبر صورة في الصور المتعلقة ومحطوطه في النص بالظبط : قلبي معاك يا يومي بس أنا راجل مابيحبش يقعد فاضي؛ عشان كده لازم افكرلك في هدية حلوة أنت كمان
ضحك تانى بانتشاء شديد من الأفكار الإجرامية اللى بيفكر فيها وكأنها هي مصدر سعادة في الدنيا ومسك فونه رن على حد وهو يبتسم بخبث : محتاجك في مهمه
الطرف التانى ابتسم ابتسامة لا تقل خبث وشر عن اكس واتكلم : أنا تحت أمرك يا باشا
_________يتبع
بقلم / مريم محمد عبد القادر
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته 🤍🤍
•تابع الفصل التالي "رواية رهينة بين يدي منافق" اضغط على اسم الرواية