رواية الحلم و السراب الفصل العاشر 10 - بقلم إيمان عطية
صحيت على صوت رنة الواتساب على تليفون أحمد.. وسمعته بيهمس بصوت واطي ومنفعل… إستغربت طريقته في الكلام… لحد ما سمعته بيقول إسمها…
حسيت إني لسة نايمة وشايفة كابوس مزعج… معقول اللي انا سمعاه ده… معقول. يكون لسة بيكلمها… طيب بيتجوزني ليه لما هو لسة بيتكلم معاها… حسيت ان قلبي هيقف من الصدمة بس حاولت اجمد قلبي لحد مااعرف أيه الموضوع بالظبط… سمعته بيقولها..
_ عاوزة مني أيه ياسهيلة.. عمالة تبعتيلي رسايل بقالك يومين ليه… أيوة كنت بشوفها ومااردش… أنا حر ياستي… إنتي مش خلاص اختارتي طريقك.. سيبيني في حالي بقا وانسيني…. يعني أيه مش عارفة تنسيني… هو لعب عيال… إنتي اتخطبتي وانا كمان اتجوزت.. ابعدي عني بقا وسيبيني في حالي….
قفل السكة وفضل قاعد ينفخ ويستغفر ويلف في الأوضة متوتر… قرب مني يبص عليا غمضت عيوني وعملت نايمة… كنت محتاجة استوعب الموقف واشوف هيعمل أيه… إتطمن إني نايمة ودخل الحمام.. قمت قعدت وفضلت اعيط لحد ماصدعت من القهرة… حسيت بيه جاي رجعت نمت بسرعة وخبيت وشي الناحية التانية… حسيت بيه فضل قلقان ومتدايق لأكتر من ساعة وبعدها نام تاني…. وانا قضيت أسوأ ليلة في حياتي كلها… فضلت صاحية لحد الصبح..
قمت دخلت الحمام أخدت شاور… طلعت لقيت أحمد صاحي… جمدت قلبي وحاولت أكون طبيعية.
_صباح الخير ياأحمد
_ص. صباح الخير يانجوى.. إنتي ليه نمتي عالكنبة..
_ لا ولا حاجة أنا قلت اريح شوية لحد ماتصحى بس الظاهر راحت علينا نومة من تعب السفر.. إنت عامل أيه دلوقتي… الصداع راح الحمد لله؟
_ آاه الحمد لله بقيت كويس. هدخل آخد شاور وننزل نفطر تحت… والا تحبي نفطر هنا.
_ زي ماتحب.. بس كنت عاوزة أكلم سامية أطمنها عشان تطمن ماما وبابا
_ آااه عندك حق… طيب ممكن تكلميها من تليفوني أنا معايا باقة نت ممكن تطمنيها لحد مااجيبلك خط وباقة…
فتحلي التليفون واداهولي ودخل الحمام… كلمت سامية طمنتها وقفلت على طول… لقيت صوت رسايل عمالة توصل عالواتساب… غصب عني قريتها عالشاشة من برة… كانت من سهيلة… بتقوله ( اتجوزت يااحمد… بالسرعة دي… للدرجادي متمسك بيا… نسيتني بالسرعة دي وانا أصلا سبت البيت وروحتلك المنصورة عشان نتجوز… أحمد أنا مش هقدر اعيش من غيرك يااحمد… أنا خلاص مابقاش ليا حد في الدنيا غيرك … أرجوك ارجعلي…. أنا هموت لو سبتني..
بقيت اقرا الرسايل ودموعي نازلة ومش عارفة اعمل أيه… بصيت لقيت أحمد قدامي وشافني وانا ماسكة التليفون وشاف دموعي وسمع الرسايل وهي ورا بعضها بشكل متواصل… بصيتله وقولتله شوف مين اللي بيكلمك وأحسم الموضوع ده دلوقتي حالا لو سمحت.
لقيناها بترن عليه…. أخد مني التليفون وإيده بترتعش من الإحراج….. داس عالزر وكلمها..
_ نعم… عاوزة أيه.. (جيت أقوم من مكاني عشان ياخد راحته، شدني وقاللي خليكي لو سمحتي يانجوى) وكمل كلامه معاها… أنا مش قولتلك تشوفي حالك وتسيبيني في حالي… أنا دلوقتي راجل متجوز وبحب مراتي ولو سمحتي ماتتكلميش معايا تاني.. والا اقولك.. أنا هعمل حظر لرقمك…
وفجأة لقيت معالم وشه اتغيرت وبيقولها.
_ تنتحري أيه يامجنونة انتي… مش انتي اللي سيبتيني… عاوزة مني ايه تاني…. طب استني طيب… إهدي واعقلي يامجنونة انتي… إنتي فين دلوقتي… أيييه … إنتي أكيد مجنونة.. رسايل ايه اللي اقراها.. طب استني كدة.
(لقيته بيقرا رسايلها اللي أنا شوفتها) وبعدين رجع يكلمها تاني..
_ استغفر الله العظيم واتوب اليه… يابنت الحلال انا دلوقتي راجل متجوز مينفعش اللي بتعمليه ده.. إرجعي بيتك ياسهيلة… إرجعي لباباكي واعتذريله ولو رافضة الجوازة فهميه بالراحة…. والله ده اللي عندي… بعد إذنك أنا هقفل… مع السلامة.
بصلي وعنيه كلها حيرة وقاللي
_ أنا حقيقي أسف عاللي حصل ده…
فضلت أبكي ومش عارفة أقول أيه.
_ ارجوكي ياسهيلة متعيطيش.
_ أنا إسمي نجوى يااحمد..
_ آسف والله.. آسف يانجوى…
_ مفيش داعي للأسف… أنا كان قلبي حاسس إن فرحتي مش هتكمل…
_ حقك عليا والله… أرجوكي قومي اغسلي وشك وتعالي نفطر… أنا هطلب الفطار يجيلنا هنا..
_ قمت غسلت وشي وقررت أديله فرصة تانية واسيبه يختار… هتعامل معاه عادي لحد مااتطمن إنه عاوزني معاه بحد…. فضلنا يومين عالحال ده… هو دايما ساكت وسرحان وقاعد عالسرير أغلب الوقت… وانا عالكنبة انام عليها واقعد عليها… ساكتين طول الوقت… كنت كل مااحاول أقرب منه ألاقيه سرحان في دنيا تانية… ماحاولش ولا مرة يقرب مني… ماحاولش ولا مرة يتكلم معايا كزوج وزوجة… كل كلامنا كان روتيني كلمات بسيطة باردة.. كأننا إخوات أو أصدقاء… أي حاجة بس مش عروسين المفروض إنهم في شهر العسل…. كان المفروض ننزل سوا ندور على سكن مناسب ونشتري فرش وأجهرة ونتنقل نعيش فيه قبل مايستلم شغله… لقيته ماجابش سيرة أي حاجة من دي…. كأننا اتقابلنا في رحلة كام يوم وكل واحد هيروح لحاله…. اليومين بقوا تلاتة… أربعة… أسبوع… عشر أيام…. والحال زي ماهو.. بل بالعكس كل يوم يبعد عني أكتر والفجوة بيننا تزيد…. كنت بسرح وأقول ياترى لسة بيتكلموا والا بطلت تكلمه… تعبت وأعصابي تعبت والدنيا اسودت في عيني وفقدت الأمل إني ممكن أكمل معاه بالشكل ده… حسيت بالضعف والمهانة… أنا في غربة بعيد عن أهلي لا عارفة أرجعلهم ولا عارفة أكمل مع زوجي… لحد ماحصل موقف قلب الدنيا رأسا على عقب… مكالمة بينه وبينها حسمت الموضوع بالنسبالي…. كنت نايمة وصحيت على صوت جرس تليفونه… فتح بسرعة وكلمها… لقيته بيهمس ويقولها..
_ مش قولتلك بلاش تكلميني إنتي وأنا اللي هكلمك لما أكون برة…. هههههههه وقت مش مناسب أيه بس… دي بتنام عالكنبة يابنتي والله ماقربتلها….. بتقولي أيه… بتموتي م الغيرة كل ماتفتكري إني نايم معاها في أوضة واحدة… يابنتي بقولك زي الإخوات…. مانتي اللي عملتي كدة ياسهيلة… إنتي السبب في اللي احنا فيه ده… كنتي خايفة تكلميني قبل مااتدبس….. لا والله أنا كنت مفكر إني هقدر انساكي لكن حبك محفور جوايا…. طب وهي ذنبها أيه بس… والله صعبانة عليا جدا… بصراحة ماشوفتش منها حاجة وحشة ومش عاوز اظلمها معايا.. مش كفاية مقدرتش احبها… أطلقها ازاي بس ياسهيلة الناس تقول أيه… أهل البلد يقولوا أيه لو رجعت مطلقة بعد عشر أيام من جوازها…. لالالا ياسهيلة حرام…. والله منا عارف الحل أيه… سيبيهاعلى الله يحلها من عنده.. يلا بقا مع السلامة وهكلمك انا بكرة بلاش تكلميني إنتي… سلاام.
كلامه وجعني أوي… حسيت ناحيته بحاجة أكتر من الكره… إحتقرته ونزل من نظري… فضلت أبكي بصمت وادعي ربنا يلهمني الصبر ويقف جنبي عشان آخد قرار يردلي كرامتي… معرفش ليه افتكرت الست اللي قابلتني في المطار… كنت محتاجة ماما الساعة دي أترمي في حضنها واحس بالأمان. كنت محتاجة لبابا يكون سندي ويحميني من أشباه الرجال… كنت محتاجة أختي بروحها الحلوة تاخد بإيدي وتنصحني.. كنت مفتقدة أهلي وانا وحيدة في الغربة مع راجل لا يؤتمن.. بيطلع سر بيته ويحكي لحبيبته بكل بجاحة إنه عايش معايا زي الإخوات… هو في ناس كدة… ياااااه… قد أيه حبي ليه اتحول لإحساس بشع.. قدر في كام يوم يغير نظرتي لحاجات كتير… وخلاني أعيد حساباتي من أول وجديد.
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية