قصة مرام الفصل الحادي عشر 11 - بقلم Lehcen Tetouni
قصة_مرام_الجزء_الحادي_عشر
...... قال إسلام لي مرام أنا مصدوم فعلا لقد جئت إلي هنا لأحضر أوراق تخص الشركة للمدير وفوجئت بأنك ترقصين علي المسرح ولم أصدق عينيّا في البداية وسألت عنك بعض العاملين في الملهي علي أمل أن تكوني فتاة أخري تشبهين مرام وكاد أن يغشي عليّا عندما علمت أنك أنت بالفعل وأنك تبيعين نفسك لم يرغب كل ليلة وبثمن بخس ساعتها دارت الدنيا من حولي وغادرت علي الفور، وقررت عدم الرجوع هنا للأبد، ولكن لم أتحمل فكرة أن يحمل ابنائي هذا العار أو يأتي يوم ويعايرهم فيه أحد بأن أمهم عاهرة أو راقصة ،
مبارك عليك السقوط المدوي هل هذا ماكنت تسعين إليه، وخربّت حياتنا من أجله؟ ولكن الحديث في هذا الأمر لن يكون ذا جدوي الآن لذا جئت إليك أترجاك أن تدعي هذا العمل المشين من أجل أولادك
قالت مرام لن أستطيع تركه فلقد أخبرتك أنني اختطفت وأجبرت علي ذلك وأنت السبب في كل شئ منذ البداية فلا تظن نفسك برئ فأنت شريك معي في كل ما حدث لقد أهملتني وكنت أشعر أنني كقطعة الأثاث في المنزل لا مشاعر ولا كلمة حب لذا أرتميت في أحضان رجل آخر لأنه منحني هذا الحب و سمعت منه كلامات الحب التي لم اسمعها منك
قال إسلام تكررين نفس الكلام مرةً أخري وتلقين علي باللوم حتى يستريح ضميرك ولكني سأرد عليك بنفس الإجابة لعلك تفهمين هذه المرة لم أكن أتكلم ولكني كنت أفعل كنت حريص عليك أوفر لك ماتحبينه دون أن تطلبيه
كنت حريصاً علي مساعدتك في أعمال البيت مهما كنت متعباً لقد كنت أتحطم خارج البيت في كل ساعة وأتعامل مع أصناف من البشر لا تطاق لأوفر لك طلباتك كنت أقبل بأي عمل اضافي حتي لو كان مرهقا لأوفر المال حتي لاتشعري بالحرمان من شئ تريدينه
كنت أرجع للبيت في المساء وأنا في قمة التعب والارهاق وقدماي لا تحملني، ومع ذلك أعد لنفسي الطعام لو وجدتك نائمة حتي لا أوقظك ،ولم أكن أهتم لنفسي عندما أمرض ولكني كنت أهتم لصحتك وعلاجك، ألا يكفي كل هذا ألم تشعري بحبي لك ولو لحظة ،ما ذنبي أنا إن لا أعرف كيفية التعبير عن المشاعر بالكلام، فلم يعلمني أحد كلمات الغزل والغرام فلم يكن لدي وقت لمشاهدة الأفلام كأقراني
ولم أرى أبي يتغزل في أمي كي أقلده لأنني تربيت يتيماً وحملت على عاتقي مسئولية أسرة بأكملها كنت أذاكر وأعمل في نفس الوقت عملت في كل الأعمال تقريباً حملت الطوب والأسمنت على كتفي وعملت في حفر الآبار وتكسير الصخر كي أوفر لقمة العيش لي ولأسرتي ثم لأستطيع الزواج منك فقد كنت حلمي
كنت أراك في الشارع وأنت ذاهبة للمدرسة وأدعو الله ليل نهار أن تكوني من نصيبي لتنسيني تعب السنين الماضية وياليت ربي لم يستجب لي، فلقد كنت سبب شقائي حتى بعد خروجك من حياتي
قالت مرام كنت غبية ولم أفهم شيئاً ولم أشعر بشئ مما تقول معتقده أن كل ماتفعله هو واجبك كزوج، ولكني شابة أريد سماع كلامات الحب والغزل منك بدلاً من سماعها من شخص آخر، لا يكفي أن تحس بالحب يجب أن تبوح بإحساسك، ولا تجعل زوجتك فريسة للذئاب يتلاعبون برأسها، واتمني ما فعلته معي لا تكرره مع غيري
قال إسلام تقصدين فاطمة ولكن معذرة منك ففاطمه لا تشبهك بل هي عكسك تماما هي تفهمني دون أن أتحدث و لم ترهقني أو تطالبني يوما بشئ مما تقولينه ودائما تشعرني بأنها سعيدة وراضية بالرغم أنها تشعر أنك لازلت في قلبي
قالت أعرف أن فتيات كثر لا يفعلن مثلي ويصبرن علي أزوجهن حتي لو لم يسمعوا كلمة حب أو حتي كلمة طيبة وأن البعض يعاني الأمرين من رجالهم من ضرب وإهانة أو تحكمات ليس لها داع لأجل مصلحة أبنائهم ولكني لست صبورة مثلهم ولا مثل فاطمه زوجتك أنا أحب الحياة وأحب الحب لا أنكر أنني كنت أنانية ولم أفكر فيك أو في ابنائي وانسقت وراء أهوائي التي ساقتني للهاوية
ولكنك سبب سقوطيً هذه المرة أيضاً في هذا المستنقع فلو قبلت بي ذلك اليوم عندما عدت إليك لما وصلت إلى هنا ماذا كنت أفعل، أهلي تبرؤوا مني وطردوني وأنت أيضاً أعطيتني بعض النقود وتخلصت مني وتركتني في الشارع وحيدة ، حتي اقاربي لم أستطع الذهاب عندهم ، فالجميع قد حضروا ذلك اليوم المشؤم الذي طلبت منك الطلاق لاتزوج بشخص آخر وليس لي أحد ألجأ إليه
فجميع عائلتي تحتقرني ولا تريدون رأيتي، فمددت يدي لأول شخص عرض عليا المساعدة وبحسن نية، ولكنه عض يدي بقوة، أخبرني ماذا كنت سأفعل؟
قال ماذا كنت تفعلين استخدمي عقلك ولو مرة كان من الممكن أن تذهبي لفندق صغير وتأخذي غرفة لتنامي فيها ثم ترتبين أفكارك وتحاولي إيجاد عمل مناسب، ولكنك كالعادة تتركين غيرك يخطط لك حياتك
قالت أعرف كل ذلك وقد تعلمت الدرس جيداً
قال للأسف فهمت الدرس متأخراً وبعد فوات الأوان فلا يجدي الحديث الآن
ترتمي مرام علي قدميه أرجوك خلصني من هذا العذاب الذي أنا فيه، وأخرجني من هنا وسأكون خادمة لك وللاولاد بقية حياتي كلها
قال سأخرجك من هنا كما أخرجتك من حياتي وسامحيني فلا أستطيع تقبلك بعدما حدث فأنا رجل غيور ولا أقبل أن يلمس أحد فتاتي فكيف وقد نزلت إلي القاع حتي أولادك يعرفون أنكِ ميتة والذي قال لهم هذا هو والدك شخصيًا، والآن فاطمة هي أمهم الوحيدة التي يعرفانها وهي تحبهم وترعاهم كأبنائها
قالت حسناً لقد فهمت أنه لم يعد لي مكان في بيتك أو حتي قلبك ، ولكن أخرجني من هنا وسأختفي من حياتكم للأبد
إسلام في نفسه: لأسف حاولت أن أكرهكِ وأنتزعكِ من قلبي ولم أستطع ثم يخرج الهاتف من جيبه
سأطلب الشرطة، وأخبرهم بما يحدث من حبس الفتيات هنا وإجبارهن علي ممارسة الفاحشة وعندما يأتون ستيكفلون هم بالباقي؛ لأن حراس الملهي عددهم كبير ولن يدعوك تخرجين معي أبدا وأنا لست قوياً كفاية لمواجهتم جميعا لذا سنجلس هنا حتي تهجم الشرطة علي المكان وتخلص الجميع
مرام ولكن عندما يقبضون عليك ستحرر ضدك قضية آداب
إسلام لن يحدث ذلك فأنا من بلغت ورقمي لديهم الآن ولن أكون متّهما وحتي لو علي أسوء الظروف اتهمت فلا يهم، المهم أن أخرجك من هنا وأحررك من هؤلاء الأوغاد
•تابع الفصل التالي "قصة مرام" اضغط على اسم الرواية