Ads by Google X

رواية حارة تايسون الفصل الحادي عشر 11 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية حارة تايسون الفصل الحادي عشر 11 - بقلم زينب سمير 

' حارة تـايسـون '

الفصل الحادي عشـر ..

_ غريب ان تظهر الحب .. وبداخلك شرور العالم ! _

لا يعلم كيف وافق علي حضورها لـ المشفي لرؤية والدتها ، وهو الذي اقسم بالا يخرجها من عرينه الا علي قبرها ، أدموعها آثرت به ام ان قلبه بدأ يتلاين تدريجيا في حضورها ؟! وصلت لـ الطابق المنشود .. الموجود به غرفة والدتها ، لم تعلم اي غرفة هي ، لكن تجمع بعض الاقارب حول باب إحدي الغرف اعلمها انها هي المنشودة
توجهت لهم سريعا وقد بدأت الدموع تتجمع في عيونها ، ما ان وصلت تلقفتها يـد زوجة عمها تحتضنها بحب ناطقة:-
_وعـد حبيبتي 
كانت تلك هي ام سامح ، الفرع الطيب بعائلة مليئة بالخبث والشرور التي تجتهد في تخبيئتها ، جميعهم لا يطيقون بعضهم البعض لكنهم يظهرون العكس ، كانت ام سامح وابنها ثم زوجها هم ورقة الخير الوحيدة الموجودة بشجرة العائلة بعد ورقة اسرة نصري بالطبع

سالتها وعـد ببكاء:-
_ماما كويسة ياطنط ؟
اشتدت من احتضانها لها وهي تجيبها في محاولة منها بأن تطمنها:-
_كويسة والله ياحبيبتي لسة واخدة الدوا ونايمة علطول
صمتت ولكن صمتها لم يدم طويلا حيث عادت تهتف بدموع:-
_كانت بتسأل عليكي ياحبيبتي
ازدادت الدموع حتي غشت عيونها بالكامل ، طالعت تايسون الواقف بعيدا ببرود بنظرات حزينة متوجعة .. وجعت قلبه عليها وتآلم من شرور نفسه التي اوصلتها لتلك الحالة
ولأول مرة يحزن من نفسه !

دخلت لغرفة والدتها وجدتها متسطحة علي الفراش يظهر عليها الارهاق ملياً ، تدفقت الدموع في عيونها بغزارة اكثر وهي تري والدتها بهذا الضعف ، سارت حتي وصلت لها ، امسكت يدها بـ حنان واشتياق هامسة:-
_ماما انا جيت 
كان مفعول المنوم الموجود بالدواء كبيرا ، لـذا كان من المستحيل ان تستيقظ نشوي بذلك الوقت ابدا ، ظلت تتلمس يدها ووجها بحب واشتياق لعله يخف وهي تراها امام نصب عيونها الان ، تريد ان تشبع منها حتي اذا اختفت وغادرت تكون قد قتلت بعض من الاشتياق نحوها

كان واقفا ورائها ، ينظر لساعته كل دقيقتين ربما ، مـر بعض الوقت وبعده لم يستطيع ان ينتظر اكثر فهتف بجدية:-
_يـلا علشان نمشي
قالت بدموع ورجاء:-
_ارجوك خلينا شوية
لم يتأثر بها بل تابع بقسوة:-
_متعاندنيش وامشي يلا بدل ما تبقي دي اخر زيارة

خافت من ان يحقق تهديده هذا ، فنهضت فورا لتغادر معه ، بعدما قبلت كفي والدتها بحب ، خرجا من باب الغرفة فوجدا رامز قـد أتـي ، عندما رأها اقترب منها بابتسامة ناطقا:-
_وعـد حبيبتي انتي جيتي ؟
كاد يلمس وجنتيها الا ان يـد تايسون الذي امسكت ذراعيه منعته من فعل ذلك ، طالعه رامز بغضب لكن الاخر لم يتأثر ، صرح رامز بضيق:-
_علي فكرة هي خطيبتي
تايسون بملامح جامدة مجيبا عليه:-
_وبقيت مراتي
رامز بعنف وهو ينزع يده من بين يدي تايسون:-
_هتطلقها
تدخل نصري هاتفا باشمئزاز من رامز نتيجة لما علمه حديثا عنه:-
_مفيش طلاق وهي بقيت مراته يارامز ، ياريت تنسي وعـد
طالعت وعـد والدها بزهول من تحوله ، بينما اردف رامز مصدوما:-
_انت بتقول اية ياعمي ؟
نصري:-
_بقولك اللي لازم يتقال ، جواز تايسون ووعـد انا راضي عنه وفرحهم هيكون في حارة تايسون بعد ما نشوي تفوق

نظر لتايسون يسأله:-
_مش صح يابني ؟
اؤما بنعم بملامح غير مقروءة ، فـ تابع نصري:-
_تقدر تاخد مراتك دلوقتي وتمشي 
. . .
بعدما غادرا توجهت جميع العين لنصري تناظره بعدم تصديق لحديثه ، هتف رامز بغضب جلي:-
_ازاي يعني ياعمي انساها ، وعـد خطيبتي و....
قاطعه نصري:-
_اللي عندي قولته ، تايسون هتكون في امان مع جوزها اكتر منك
شعر كأنه بتر كرامته فأزداد غضبه صارخا:-
_يعني هي مش هتكون في امان معايا ، وهتكون في امان بين ايدين قتال قتلة !
نظر نصري له في قلب عينيه ، قائلا بصوت جامد:-
_علي الاقل بيظهر بوشه الحقيقي مش بيتلون زي ناس ، بتعمل نفسها ملاك وهي شياطين
تزعزت نظرات رامز وزاغت عينيه ، وهو يشعر ان الحديث له هو ، لـ لحظة شـك ان نصري يقصده هو بحديثه .. أيعقول ان يكون فعلا يقصده ؟

هتف والدك سامح:-
_بس يانصري برضوا غلط الجوازة تحصل بالطريقة دي
نصري بهدوء:-
_البنت موافقة وانا موافق ، فمبقاش مهم حاجة تانية 
. . .
علي بداية مشارف الحارة بدأت هي تنظر لكل ما حولها بأهتمام ، ظنت ان المنازل ستكون من طين صغيرة الحجيم ويظهر عليها الفقر ، لكنها وجدت العكس .. كانت لاول مرة تري الحارة من الداخل .. فعندما دخلت كانت مغيبة عن الوعي وتلك اول مرة تخرج من بيت تايسون .. في طريق الذهاب كانت حزينة وقلقة علي والدتها فـ لم تهتم بالنظر لـ الحارة لكنها بعدما اطمئنت عليها .. راحت تنظر الان لها بتوسع ، المنازل حجمها متوسط يفي بالغرض ، ملونة جميعا بألوان واشكال رائعة وكأن من يلونها دارسا لـ الفنون الجميلة ، شوارع الحارة نظيفة بها محالٍ لبيع الاطعمة السريعة الغالية

عيونها كانت تتوسع تدريجيا نتيجة لما تري من اشياء عجيبة امامها ، فاقت علي صوته:-
_في حارة تايسون هتلاقي كل حاجة غيـر
نظرت له هاتفة بصدق:-
_دي مش حارة ، دا كمبوند علي الطريقة النوبية
فالالوان والاشكار المتلونة بها المنازل كانت بجمال بيوت النوبة ، اردف ضاحكا:-
_مش لـ الدرجة
وعـد بتسأل مهتم:-
_بـس لية الحارة ليها بوابة 
تايسون بملامح عادت لـ الجمود مرة اخري:-
_علشان الحارة دي ملك تايسون وتحت حكمه وكل حاجة فيها لازم تمشي علي مزاجه
وعـد قائلة في محاولة منها لفهم ما يحدث حولها:-
_انت ازاي بقيت كبير الحارة ، يعني هي توارث ولا هما اختاروك ولا اية ؟
اجاب ببسمة اخافتها:-
_اخدتها بالغصب ، بوضع الايـد ، كنت عايزها فمحدش قدر يعمل حاجة علشان ياخدها مني

خافت حتي انها انكمشت في مقعدها بخوف منه ، فعينيه بدأت تطلق شرارات من السـواد بدت لها غريبة ومخيفة بإن واحد .. !

وصلت السيارة لـ المنزل اخيرا ، هبطت من السيارة بعدما فتح لها الباب وسارت بخطواتها نحو الباب الداخلي لـ المنزل ، وضع يده علي خصرها ليجعلها تساير خطواته ، حاولت ان تبعد يده الا انها لم تستطيع فلم تحاول مرة اخري ، ضغط علي جرس الباب فمرت لحظات قبل ان تطل عـلا فاتحة الباب لهم ، عندما رأت حصاره لخصرها تغيرت تعابير وجهها لـ الحنق وقد لاحظت ذلك وعـد لكنها قررت ان تتجاهل تلك التعابير فهي ليست فارغة لها الان تحديدا
قالت عـلا لتايسون مرحبة:-
_نورت ياتايسون بية 
لم يهتم ليجيب عليها ، بل قال آمرا اياها وهو مازال يساير وعـد بجواره:-
_خلي ام السعد تجهز الغدا
_آمرك بابية

دخل غرفة المكتب وهي معه ، اشار لها لتجلس علي اريكة وجلس هو علي مقعد مقابل لتلك الاريكة ، فعلت ما امرها به فقال هو:-
_نتكلم جد بقي 
اؤمات وهي تنظر له بأهتمام فـ تابع:-
_انا مكنتش حاطط في بالي امر عيلتك دا وانهم هيوصلوا ليكي لكن ما دام حصل فخلاص ، جوازنا هيكمل وكأن مفيش حاجة بخلاف حاجة واحدة هتتغير وانك هتروحي تزوريهم كل فترة حسب مزاجي انا
وعـد بضيق:-
_انت لية بتتكلم بسهولة كدا وكأني موافقة علي الجواز دا من كل قلبي
نطق ببرود:-
_جوازك مني بقي امر واقع هيتحقق .. هيتحقق ، حاولي تتعودي عليه علشان متتعبيش
تذكرت كلام عُلا لها فجأة ، فبادرت:-
_انت فعلا عايزني مراتك ولا في الاخر هتعمل زي ما بتعمل مع غيري
تايسون ببرود:-
_وانا بعمل اية مع غيري
وعـد بتوتر:-
_بتصفي اعضائهم 
ابتسم ابتسامة مخيفة وهو يقف عن مقعده ، اقترب منها ومال نحوها قليلا حتي وصل لوجهها و:-
_وانا لو عايز اصفي اعضاءك معملتش كدا من الاول لية ؟
نطقت بتسأل وتخمين:-
_عجبتك ؟
اؤما بالنفي .. ومازالت عيونه تناظرها فتابعت:-
_خفت ؟
رد بملامح جامدة:-
_تايسون مبيخفش من حد 
_اومال لية مصفتش ؟
نطق بنفس تسرع المرة الفائتة معترفا:-
_علشان حبيتك

وبالمرة الاولي عندما اعترف تجاهلت الامر ، هل ستفعل تلك المرة ايضا وتتجاهل .. !!

لم تستطع ان تتجاهل وعيونه تحاصرها من كل مكان ، قالت بملامح مرتبكة:-
_معتقدش انك تعرف تحب
ابتسم بآلم فجأة ظهر في عيونه ، تعجبت من نظراته المتآلمة وذلك الوجع القابع فيها ، خرج صوته بحديث غريب:-
_مفيش حد بيتولد شيطان ، كلنا بنتولد ملايكة بنشع نور ، بس فيه اللي بيخلينا نتحول ونبقي بالشكل اللي انتي شيفاه دا
نطقت بتسأل حزين:-
_انت وراك اية
أجاب علي الفور:-
_ورايا دم مش هموت غير لما اخد حق الناس اللي اتدهرت دمهم دي 
_من مين ؟
_من كل واحد ملهوش ذنب ، شاف دمهم ومفكرش يقرب علشان خاف 
وعـد بعد فهم:-
_انا مش فاهمة حاجة
_ولا هتفهمي ، لاني بنتقم من الخير علشان اثبت الشـر 

تشوش عقلها من حديثه الغير مفهوم بالمرة ، حاولت ان تفك شفرة الحديث لكن لم تستطيع ، ما علمته انه ينتقم ، وما علمته ايضا انه لا ينتقم من المذنبون بل من الصامتون ، الذين دوما ما يرون الشـر ويصمتون عنه
. . .
آكلت عـلا غرفة المطبخ ذهابا ومجيئا بغيظ ، يزداد كلما تتذكر محاصره يده لخصر تلك الفتاة ، لا تعلم كيف لفتاة ان تغير مبادئه ، تجعله من كاره لـ النساء لـ مجنون لتلك الفتاة ، معروف بعرفانه انه لا يحب ، لا يهتم باطفالا وما يشابه ، معروف انه جبروت وفقط ، لا زواج موجود بلائحة حياته ولا حب ، ما الذي حدث فجأة وغير كيانه ؟
ما الذي بتلك الفتاة جعله يتوب عن العزوبية ويقترب من الزواج والحب ... ؟؟

هتفت ام السعد وهي تراقب احتراقها الداخلي:-
_طلعي الاكل علي السفرة وبعدين ابقي موتي بكيدك ياعـلا
نظرت لها بكرة ولم ترد ، بينما بدأت في اخذ الصحن التي ملئتها ام السعد والخروج بها نحو غرفة السفرة
وجدته جالسا علي المقعد الرئيسي والاخري سكنت علي المجاور له تماما علي يده اليمين ، عندما لمحت وعـد .. عـلا اقترب من تايسون وبدأت بالتدلل عليه ، فـ في قانون النساء اقترب من مَن لا تحب لتغيظ مَن لا تطيقه

ابتسم تايسون بخفاء وهو يراقب حركاتها ونظرات عيونها المتوجهه نحو عـلا واندمج معها ، استغل الفرصة كذلك واقترب من وجنتها خاطفا قبله منهم ، شهقت وهي تناظره بزهول فقال بصوت خافت كي لا تسمعهم عـلا التي كادت ان تحترق من داخلها:-
_لما تحبي تغيظي حد متخدنيش كوبري علشان ما استغلش الوضع وانا كمان اخده كوبري واعمل حاجات كتير هموت واعملها
ابتعدت وهي تضربه علي كتفه هاتفة بغيظ:-
_مش محترم
تايسون بحاجبين مترافعان بمرح:-
_انتي لو عرفاني كويس هتعرفي ان الاحترام بيمشي في طريق وانا في اخر 
وتـد بخفوت:-
_ما هو باين 
اقترب منها هامسا بخفوت:-
_المهم مش يلا علشان نجيب العيل انا استنيت بما يفوق صبري 
احمرت وجنتها وهي تؤمي بالنفي و:-
_يوم الفرح
رفع حاجبه:-
_دي حجة جديدة بقي
اؤمات بالنفي وهي ترجوه بعينيها ان يوافق 
فتنهد وهو يقول علي مضـض:-
_دا اخر معاد .. سامعة
اؤمات بنعم وهي تشعر بالسعادة لتأخر الامر قليلا بعد ..
لكنه لن يتأخر اكثر من ذلك ياوعـد .. اخبركِ كي لا تضعي آمالا ستذهب هباءا يوم الزواج ..
. . .
فصل طويل اهو تعويض عن امبارح 💙

  •تابع الفصل التالي "رواية حارة تايسون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent