رواية الحلم و السراب الفصل الحادي عشر 11 - بقلم إيمان عطية
مكالمة أحمد وسهيلة كانت صدمة كبيرة بالنسبالي.. كان لسة عندي أمل ضعيف إني أحافظ على بيتي وزوجي… فكرت في كسرة أهلي لو رجعتلهم مطلقة بعد أسبوع من جوازي.. تغاضيت وصبرت عليه على أمل إنه يدي لنفسه فرصة ينسى اللي فات ويبتدي معايا من جديد… لكن اكتشفت إنه رجع للماضي من أول إشارة من صباعها… لقيته مايستاهلش محاولات جديدة مني… قررت أواجهه وابعد عنه أنا… مش هانتظر لما يخطط مع حبيبته ازاي يخلصوا مني… بس ازاي…. إزااااي….يارب دبرني يارب والهمني بالحل من عندك يارب… وهنا جات على بالي الست روضة… وافتكرت كلامها معايا… بس قررت أواجه أحمد الأول وبعدين أشوف هعمل أيه.
صباح اليوم التالي… قمت من النوم متأخر عشان نمت متأخر… لقيته مش موجود… دخلت خدت شاور وقعدت أقرا شوية في المصحف… شوية ولقيته جه… قال السلام عليكم وراح ناحية الدولاب طلع طقم… وقاللي أنا هغير هدومي ونازل مشوار ضروري بخصوص الشغل… هتحتاجي حاجة من برة.
قولتله لأ… أنا عاوزة اتكلم معاك في موضوع مهم..
_ طيب ينفع لما أرجع من برة؟
_ لأ مينفعش… وعموما يعني مش هاخد من وقتك كتير.
_ خير في أيه
_ أنا عاوزة اتطلق.
_ نعم… بتقولي أيه؟
_أظن انت سمعتني كويس… عاوزة.. أتطلق.
_ هو…. حد كلمك… في حد قاللك حاجة.
_ لأ أنا مش هستنى لما حد يقولي.. كفاية لحد كدة.. كل واحد يروح لحاله.
_ طيب ممكن أعرف السبب؟
_ إنت عارف السبب كويس أوي.
بص في الأرض ومعرفش يرد يقول أيه… وبعدين بصلي وقاللي…
_ أنا أسف جدا يانجوى… غصب عني والله… سهيلة دي حب عمري ومقدرتش…
قاطعته وقولتله.. متكملش أرجوك.. كفاية قلة قيمة لحد كدة… عموما أنا الغلطانة لما صدقتك… بس الحمد لله علي كل حال.. لو سمحت عاوزة الطلاق يتم في أقرب وقت ممكن.
_ طيب هتعملي أيه بس يانجوي.. هترجعي مصر ازاي وهتقولي أيه لأهلك وللناس…. قاطعته تاني وقولتله.. شيئ مايخصكش…
_ طيب ممكن تفضلي معايا كام شهر زي مااحنا كدة وبعدها نتطلق وترجعي مصر… أهو يبقة أرحم من الطلاق بالسرعة دي.
_ لأ لو سمحت أنا عاوزة الطلاق يكون النهاردة أو بكرة بالكتير.
_ طيب ازاي هتروحي فين لحد مااحجزلك تذكرة السفر.
_ ماتقلقش أنا هتصرف.
_ للدرجادي مستعجلة… عموما أنا نازل دلوقتي ولما ارجع نتكلم.
سبته وقمت روحت ناحية الدولاب… طلعت هدومي حطيتها في الشنطة عشان يتأكد إن القرار نهائي.
دخل الحمام غير هدومه وخرج في سكون تام.
غيرت هدومي أنا كمان وأخدت تليفوني ونزلت تحت في الاستعلامات… طلبت من الموظف كلمة مرور الواي فاي… طلعت رقم الست روضة وكلمتها واتساب… فكرتها أنا مين.. لحسن الحظ شافت الرسالة وردت عليا… رحبت بيا جامد وطلبت مني أكلمها صوت أفضل.
إتكلمنا صوت وقولتلها إني محتاجة أقابلها ضروري…. فهمت من لهجتي وصوتي إني في أزمة جامدة… حاولت تهديني وتطمني وخيرتني أقابلها في شقتها والا برة.. قولتلها إني معرفش حاجة خالص ولا أعرف أماكن… طلبت مني عنواني وقالت إنها هتعدي عليا هي.. وإنها بعد نص ساعة هتكون عندي… قلبي اتطمن شوية وفضلت قاعدة مستنياها في صالة الفندق تحت… حاولت أجمع أفكاري وارتبها واشوف هعمل أيه والست روضة هتساعدني ازاي… هي ست ناضجة وحكيمة ولها هيبة عجيبة… ست تبان من أول نظرة إنها ست بسيطة لكن في الحقيقة هي ست جدعة بمليون راجل وعندها خبرة بحاجات كتيرة… بعد أقل من نص ساعة شوفتها وهي داخلة من باب الفندق.. قمت شاورتلها ولقيتها جاية عليا… سلمت عليها لقيتها أخدتني بالحضن وبتتعامل معايا كأني بنتها اللي واحشاها… لقيت نفسي اتفتحت في العياط ومقدرتش احوش دموعي…. الست إتخضت وفضلت تهديني وقعدتني وقالتلي
_ مالك ياحبيبتي في أيه… في مشكلة قابلتكم هنا.. عريسك فين..
_ اتنهدت وقولتلها راح مشوار… وعاوزاكي تساعديني أرجع مصر.. قوليلي إيه الإجراءات اللي ممكن أعملها… وهحتاج كام بالتقريب كدة… أنا معايا دهب ممكن اتصرف في حاجة منهم بس عاوزة أعرف أيه المطلوب.
_ أيه ده كله ده… فهميني بس بالراحة كدة وصل عالنبي.. أيه اللي حصل… إنتي اتخانقتي مع جوزك… هو انتو لحقتوا…. ياحبيبتي أي جواز في الأول كدة لحد ماتاخدوا على بعض…
_ لالا حضرتك مش فاهمة حاجة ياطنط.. إحنا خلاص اتفقنا عالطلاق..
_ ياساتر يارب… طلاق مرة واحدة… طب ازاي هو انتوا لحقتوا يابنتي.. طب أهلك عارفين.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
_ ياطنط أرجوكي مفيش وقت.. أنا عاوزة أقرر هعمل أيه قبل ماجوزي يرجع… أنا مليش حد هنا بعد ربنا غير حضرتك… ولو مش عاوزة تساعديني أنا ممكن أسأل واروح السفارة وهما يساعدوني.
_ ياحبيبتي متقوليش كدة بس اللي بتقوليه ده مينفعش… طيب ممكن تفهميني اللي حصل… والا فيها إحراج؟
حكيتلها الموضوع باختصار والست اتصدمت مع إنها كانت بتداري انفعالاتها.. حاولت تهديني وشدتني تاني لحضنها…. حسيت بحضنها كأنها أمي.. فضلت تطبطب عليا وقالتلي.
_ ياحبيبتي يابنتي… كسروا فرحتك من أول يوم… أستغفر الله العظيم… طيب… مفيش أي أمل إنك تتراجعي عن طلب الطلاق… انا بقول تحاولي تاني.. ده جوزك ومن حقك تتمسكي بيه..
_ لأ ياطنط.. أنا مش هتمسك بحد بايعني.. ده ماصدق جري وراها من رنة تليفون ورماني وأهملني ومفكرش في مشاعري… من الأول وانا كنت حاسة إن في حاجة هتحصل… واتكلمت معاه وسألته لو كان لسة بيحبها.. ووعدني إنه هيفتح معايا صفحة جديدة وينساها.. طلع مش قد كلمته… واحد معندوش مبدأ… للأسف أنا حبيته بجد ومكنتش بشوف غير الجوانب الحلوة في شخصيته… لكن دلوقتي عرفته على حقيقته… بني آدم أناني معندوش إحساس… أنا ندمانة على كل المشاعر الحلوة اللي كنت بحسها من ناحيته… جرحني وكسرني ونسي وعوده ليا.. خلاني مش طايقة أشوفه ولا اسمع صوته… هههه قال أيه بيقولي نفضل كدة مع بعض كام شهر عشان كلام الناس وبعدها نتطلق… ميعرفش اني عاوزة أغمض عيني وافتحها ملاقيهوش في حياتي بعد اللي شوفته منه… أنا مش عاوزة منه أي حاجة ولا أي مساعدة في رجوعي لمصر.
_ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم… مش عارفة والله أقولك ايه يانجوى.. واضح إنك واخدة قرارك.
_ أيوة طبعا واخدة قراري ومصممة عليه… كرامتي متسمحليش أفضل معاه وهو بيكلم حبيبته القديمة وبيتفقوا عالجواز بعد مايخلص مني… يعني أستني لما يرميني هو؟ مش قاهرني إلا صدمة أهلي لما يعرفوا… أبويا التعبان اللي ممكن يروح فيها مع أي شوية زعل… وأمي اللي بقالها سنين بتحلم باليوم اللي تجوزني فيه وتحس انها أدت رسالتها في الحياة..
_ طب هتعملي أيه يانجوى.. هتدخلي عليهم ازاي وانتي لسة عروسة وراجعة متطلقة… متتصوريش قسوة المشهد ده على أي أم وأب… بيحسوا إن تعبهم كله راح عالأرض وقلبهم بيتفطر على ضناهم..
_ مش عارفة ياطنط والله… مش عارفة… أنا محتارة بس مفيش قدامي إلا الطلاق.
الست سرحت شوية وفضلت تفكر وفي الآخر قالتلي.
_ بصي أنا عندي فكرة….. شوفي إنتي بس هتوصلي لأيه مع جوزك وتواصلي معايا باستمرار وانا هقولك تعملي أيه.. اتفقنا.؟
_ يعني هتساعديني؟
_ طبعا يابنتي… من النهاردة إعتبريني في مقام مامتك… أينعم هتكبريني شوية بس يلا مش مشكلة هههههههه بناتي زادوا أخت كبيرة ليهم.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الحلم و السراب) اسم الرواية